بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان من الادعية العظيمة المأثورة في الصباح والمساء اما بعد فان من الادعية العظيمة المأثورة في الصباح والمساء ما رواه الترمذي وابو داوود عن ابي هريرة رضي الله عنه ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات اقولهن اذا اصبحت واذا امسيت قال قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه. اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وفي رواية اخرى وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم قال قلها اذا اصبحت واذا امسيت واذا اخذت مضجعك قوله وشركه اي ما يدعو اليه من الشرك ويروى بفتح الشين والراء وشركه اي حبائله هذا حديث عظيم فيما يشرع ان يقال في الصباح والمساء وعندما يأوي المرء الى فراشه لينام فهو يقال ثلاث مرات مرة في الصباح ومرة في المساء ومرة عندما يأوي المرء الى فراشه ولنتأمل هنا قول ابي بكر رضي الله عنه يا رسول الله مرني بكلمات اقولهن اذا اصبحت واذا امسيت وابو بكر كما لا يخفى هو خير الامة واعلمها وافقهها رضي الله عنه وارضاه ومع هذا العلم والفقه والخيرية يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه ان يعلمه يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه شيئا يقوله اذا اصبح واذا امسى قارن هذا بما يفعله من يكتبون للناس اورادا يخترعونها وينشئونها ويضعون لها اعدادا في الصباح وفي المساء اي وعند النوم الى غير ذلك هكذا ان شاء من عقولهم واختراعا لها وحدثا في دين الله هكذا ان شاء من عقولهم واختراعهم حدثا في دين الله واشغالا للعوام بما لم ينزل الله به بما لم ينزل به الله سبحانه وتعالى سلطانا واشغالا للعوام بما لم ينزل به الله سبحانه وتعالى سلطان لتدرك الفرق بين ائمة الهدى وغيرهم فان ائمة الهدى فان ائمة الهدى اتباع للهدى واتباع لامام الهدى عليه الصلاة والسلام ومن سواهم اتباع لعقولهم وارائهم وتخرصاتهم وظنونهم فصديق الامة رضي الله عنه وارضاه وهو من هو جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال مرني بكلمات اقولهن اذا اصبحت واذا امسيت وفي الصحيحين انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء ادعو به في صلاتي. قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كبيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم وهكذا غيره من الصحابة في ادعية واذكار كثيرة يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون علمنا ثم يأتي اناس في قرون متأخرة يكتبون للناس اشياء من عقولهم ينشرونها بين العوام لتقال في الصباح وفي المساء وعند النوم وعند الدخول وعند الخروج الى اخره فأماتوا بذلك سننا واحيوا بدعا ما انزل الله بها من سلطان وقوله اقولهن اذا اصبحت واذا امسيت هذا يفيد انه متكرر في نفوس الصحابة ان وقت الصباح الباكر والمساء الذي هو اخر النهار وقت ذكر ودعاء يشغل بالذكر والدعاء وحسن الالتجاء الى الله يدركون ذلك وهو متقرر عندهم ولذا طلب رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه شيئا يقوله في هذين الوقتين الفاضلين قوله قل اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه اشهد ان لا اله الا انت هذه كلها توسلات بين يدي مطلوب عظيم اول هذه التوسلات قوله اللهم فاطر السماوات والارض اي موجدهما ومبدعهما وخالقهما. تفردت بذلك وحدك يا الله وقوله عالم الغيب والشهادة ايا من احط علما بكل شيء ووسع علمك كل شيء وقوله عالم الغيب اي بالنسبة لنا. اما الله عز وجل فقد احاط علما بكل شيء. الغيب عنده شهادة والسر عنده لا تخفى عليه خافية وقوله رب كل شيء الرب هو الخالق المدبر وقوله ومليكه اي مالك كل شيء. فالملك كله بيد الله وقوله اشهد ان لا اله الا انت هذه شهادة التوحيد واغلب الاذكار والادعية المأثورة تتضمن هذه الكلمة العظيمة لانها عماد الدين واساسه الذي عليها قيام قوله اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ونقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم هذا هو المطلوب وهو اربعة اشياء جاء التعوذ بالله منها التعوذ من شر النفس والتعوذ من شر الشيطان وشركه والتعوذ من ان يقترف على نفسه سوءا والتعوذ من ان يجر السوء الى احد المسلمين وقد جمع هذا التعود بين مصدري الشر ونتيجتيه فان قوله اعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان هذا تعود من مصدري الشر الاول النفس الامارة بالسوء فانها تأمر صاحبها بالسوء وتدفعه الى الشر ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ولهذا يحتاج العبد الى ان يكثر من التعوذ بالله تبارك وتعالى من شر هذه النفس والثاني شر الشيطان فهو منبع الشرور. واساسها الداعي الى كل شر وفساد وقوله من شر الشيطان وشركه اي ما يدعو اليه من الشرك انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير اي كفارا مشركين وفي رواية شركه والشرك اي الحبائل والمصائب التي ينصبها الشيطان ليصطاد بها الناس ليخرجهم من الدين وليوقعهم فيما يسخط الله رب العالمين وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قاعد لابن ادم باطرقه اي جالس له في كل طريق يسلكه يضع مصائده ليحرمه من الطاعة او يوقعه في المعصية وقوله وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم هاتان نتيجة الشر لان الشر الذي منبعه النفس الامارة والشيطان يفضي الى نتيجتين. الاولى ان يقترف على نفسه سوءا باقتراف المعاصي وارتكاب الخطايا والاثام والثانية ان يجر هذا السوء الى احد من المسلمين بايذائه او بدعوته الى شر فالحاصل ان هذا تعود عظيم من امور اربعة مصدر الشر من امور اربعة مصدري الشر ونتيجتيه فالحاصل ان هذا تعود عظيم من امور اربعة هما مصدرا الشر ونتيجته قال ابن القيم رحمه الله فذكر اي النبي صلى الله عليه وسلم مصدري الشر وهما النفس والشيطان وذكر مورديه ونهايته وهما عوده على نفسه او على اخيه المسلم فجمع الحديث مصدر الشر ومورده في اوجز لفظه واخصره واجمعه وابينه. انتهى كلامه رحمه الله ثمان في هذا الحديث فائدة عظيمة من جهة الارتباط بين توحيدي الربوبية والعبادة وتوحيد الربوبية يعد بوابة ومدخلا لتوحيد العبادة لان اقرار العبد بان الله عز وجل هو وحده فاطر السماوات والارض ورب كل شيء ومليكه وعالم الغيب والشهادة يوجب ان تخلص له العبادة وان يفرد بها وحده دون سواه ولهذا قال الله تعالى وانا ربكم فاعبدون وقال سبحانه يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعل لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله فكما انه سبحانه تفرد وحده بالخلق والرزق والملك والتدبير فالواجب ان يفرد وحده بالعبادة وهكذا في الحديث ذكر اولا معاني الربوبية فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه ثم ذكر بعد ذلك توحيد العبادة. اشهد ان لا اله الا انت اي انك المعبود بحق ولا معبود بحق سواك اخلص لك ديني وافردك وحدك بالعبادة كما انك وحدك تفردت بالخلق ايجاد لا شريك لك ولهذا فان هذه الاذكار النبوية والمحافظة عليها تجدد التوحيد فلا يزال العبد بهذه الاذكار يجدد توحيده وايمانه واسلامه وفي الحديث يقول النبي عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب اسأل الله ان يجدد الايمان في قلوبكم واعظم ما يجدد التوحيد تكرار كلمة التوحيد لا اله الا الله واعظم ما يجدد التوحيد تكرار كلمة التوحيد لا اله الا الله. تلك الكلمة العظيمة التي جعلها ابراهيم الخليل عليه السلام باقية في عقبه يتوارثها الانبياء واتباعهم بعضهم عن بعض وهي التي ورثها امام الحنفاء محمد صلى الله عليه وسلم لاتباعه الى يوم القيامة وهذا سر تكرارها وكثرتها في اذكار الصباح والمساء واذكار الصلوات واذكار النوم وغيرها من الاذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلكم ما رواه ابو داوود وابن ماجة عن ابي عياش الزرقي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال اذا اصبح لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد اسماعيل وكتبت له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وان قالها اذا امسى كان له مثل ذلك حتى يصبح في هذا الحديث فيه فضل قول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في الصباح وفي المساء فيه قولها مرة واحدة وجاء في بعض الاحاديث عشر مرات وفي بعضها مئة مرة فهذا ميدان منافسة فافضلها مئة مرة والعشر مرات يترتب عليها فضل عظيم ولا اقل من ان يقولها المسلم مرة واحدة في اوراد الصباح باوراد الصباح وفي اوراد المساء ليفوز بهذا الموعود العظيم كان له عدل رقبة من ولد اسماعيل وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان. واسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته