بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقد جاءت السنة النبوية بانواع من الاذكار والادعية العظيمة النافعة التي لها اثرها البالغ باذن الله عز وجل في زوال المرض قد جعلها الله سبحانه وتعالى سببا للشفاء في شرع ان يرقى بها المريض وجدير بالمسلم ان يكون على علم بالمأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام مما يرقى به المريض حتى لا ينشغل بامور لا اصل لها واعمال لا اساس لها وفي السنة الوفاء والكفاية والبركة فالرقية نوعان مشروعة وممنوعة والرقية المشروعة هي ما كانت بذكر الله وتلاوة القرآن والاوراد المشروعة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام والممنوعة ما لم تكن كذلك بل بالطلاسم او الشعوذات او ذكر اسماء الشياطين او التمتمة وما الى ذلك مما عليه الدجاجلة والمشعوذون وفي الحديث ان الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن الرقية فقال اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا. رواه ابو داوود وهذه وقفة مع رقية عظيمة تظافر نقلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها عنه غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين ووصفها غير واحد منهم بانها رقية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صلوات الله وسلامه عليه اذا عاد مريضا او اوتي له بمريظ رقاه بتلك الرقية العظيمة وكان عليه الصلاة والسلام يرقي بها نفسه ورقته بها ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها باللحظات الاخيرة من حياته صلوات الله وسلامه عليه فهي رقية عظيم شأنها جليل قدرها عظيمة مكانتها لها نفع عظيم وفائدة جليلة وفيها شفاء وعافية للمرضى والمصابين ومن وفق للعناية بهذه الرقية حفظا لالفاظها وفهما لمعانيها ومدلولاتها صادقا في دعائه محسنا في التجائه واثقا بربه متوكلا عليه شفاه الله تبارك وتعالى وعافاه. ايا ان كان مرضه سواء كان مرظا بدنيا او كان مرظا نفسيا فلنتأمل ما ورد من احاديث صحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن هذه الرقية العظيمة ولنتأمل اثارها العظيمة ونفعها العميم روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوض بعضهم يمسحه بيمينه اذهب البأس رب الناس واشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما وفي رواية عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا عاد مريضا يقول وذكرت الدعاء رواه مسلم وفي رواية اخرى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي بهذه الرقية امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له الا انت متفق عليه وفي رواية لمسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى منا انسان مسحه بيمينه ثم قال وذكرت الدعاء قالت فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل اخذت بيده لاصنع به نحو ما كان يصنع فانتزع يده من يدي ثم قال اللهم اغفر لي واجعلني مع الرفيق الاعلى قالت فذهبت انظر فاذا هو قد قضى اي توفي صلوات الله وسلامه عليه ورواه ابن ماجة ولفظه قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهؤلاء الكلمات اذهب البأس رب الناس واشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما فلما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه اخذت بيده فجعلت امسحه واقولها فنزع يده من يدي ثم قال اللهم اغفر لي والحقني بالرفيق الاعلى قالت فكان هذا اخر ما سمعت من كلامه صلى الله عليه وسلم ورواه اسحاق بن راهوية في مسنده انها قالت كنت اعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه اقول اذهب البأس رب الناس اشف انت الشافي اشف شفاء لا يغادر سقما الشفاء بيدك قالت فكنت اعوضه في مرضه الذي مات فيه فقال عني فانما كانت تنفعني لو كانت المدة اي لو كان لي بقية في هذه الحياة وروى البخاري في صحيحه عن عبدالعزيز بن صهيب قال دخلت انا وثابت على انس بن مالك رضي الله عنه فقال ثابت يا ابا حمزة اشتكيت اي مرضت فقال انس الا اركيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال بلى قال اللهم رب الناس مذهب البأس اشف انت الشافي لا شافي الا انت شفاء لا يغادر سقما وروى الامام احمد في مسنده عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا عود مريضا قال اذهب البأس رب الناس اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما وروى البزار في مسنده عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه فقال اذهب البأس رب الناس واشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما وروى الطبراني في كتابه الدعاء عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا عاد مريضا قال اذهب البأس رب الناس واشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر بروا سقما وروى الامام احمد في مسنده قال محمد بن حاطب انصبت على يدي من قدر اي انصب على يده طعام حار فذهبت بي امي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكان فقال كلاما فيه اذهب البأس رب الناس واحسبه قال اشف انت الشافي قال وكان يتفل على يده ورواه الامام احمد في مسنده عن محمد بن حاطب عن امه ام جميل بنت المجلل رضي الله عنها قالت اقبلت بك من ارض الحبشة حتى اذا كنت من المدينة على ليلة او ليلتين طبخت لك طبيخا ففني الحطب فخرجت اطلبه فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك فاتيت بك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بابي وامي يا رسول الله هذا محمد بن حاطب فتفل في فيك ومسح على رأسك ودعا لك وجعل يتفل على يدك ويقول اذهب البأس رب الناس واشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما فقالت فما قمت بك من عنده حتى برئت يدك قال الشوكاني رحمه الله وهذا الحديث وان كانت الرقية به لمحروق فانه لا يدل على انه لا يرقى بها الا محروق بل يرقى بها كل من اصيب بشيء كائنا ما كان وروى الامام احمد في مسنده عن عبدالرحمن ابن السائب ابن اخي ميمونة الهلالية انه حدثه ان ميمونة رضي الله عنها قالت له يا ابن اخي الا ارقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت بلى. قالت بسم الله ارقيك والله يشفيك من كل داء فيك اذهب البأس رب الناس واشف انت الشافي لا شافي الا انت وروى الضبي في كتابه الدعاء عن سحيم بن نوفل قال بين نحن عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اذ جاءت جارية الى سيدها وقالت ما يقعدك قم فابتغي راقيا فان فلانا قد لقع فرسك اي اصاب فرسك بعين فتركه يدور كانه فلك فقال عبد الله لا تبغي راقيا ولكن ائته فاتفل في منخره الايمن اربعا وفي الايسر ثلاثا وقل بسم الله لا بأس اذهب البأس رب الناس واشف انت الشافي لا يكشف الضر الا انت قال فما قمنا من عند عبد الله حتى جاء فقال قلت الذي قلت لي فلم ابرح حتى اكل وشرب وراث وبال قال الحافظ ابن حجر وحكمه الرفع اذ مثله لا مجال للرأي فيه فهذه الرقية العظيمة مشتملة على توسلات عظيمة والتجاءات مباركة الى الله سبحانه رب الارض والسماوات وانه الشافي لا الشفاء الا شفاؤه فمن وفقه الله عز وجل للعناية بهذه الرقية حفظا لالفاظها وفهما لمعناها ومدلولها وصدقا في الالتجاء الى الله عز وجل بالدعاء بها متوكلا عليه واثقا به شفاه الله وشفى مريضه ايا كان مرضه باذن الله. والشافي هو الله وحده لا شفاء الا شفاؤه وعندما يشتد المرض بكثير من الناس في مثل هذا المقام يفكرون في البحث عمن يرقيهم والبحث عن من يقرأ عليهم مع ان دعاء المريض لنفسه ورقيته لنفسه نفعها عظيم وفائدتها جليلة لان دعاءه لنفسه دعاء مضطر روى الطبراني في كتابه الدعاء ان بكر ابن عبد الله المزني رحمه الله عاد مريظا فقال له المريض ادعو الله لي فقال له ادع لنفسك فانه يجيب المضطر اذا دعاه وهذا معنى ينبغي التنبه له وان المريض عندما يدعو الله عز وجل في ضراءه وشدته وبلائه فانا دعاءه لنفسه دعاء مضطر. والله سبحانه يقول امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون بل نعنى عناية دقيقة بهذه الدعوات المأثورة تعلما لها وحفظا لالفاظها وفهما لمعانيها ودلالاتها واشاعة لها ونشرا لها بين الناس وبين المرظى والمصابين راجين بذلك ان ينفعنا الله سبحانه وتعالى بها وان ينفع بها كل مبتلى ومصاب. واسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير انه سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والى لقاء اخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته