الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله باب في الصدق والكذب قال عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة. وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا واياكم والكذب. فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار. وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب في الصدق والكذب في الصدق اي حثا عليه وترغيبا فيه وبيانا لعظيم اثاره الحسنة والكذب ذما له وتحذيرا منه وبيانا لعواقبه الوخيمة والصدق مفتاح كل خير والكذب مفتاح كل شر من تحرى الصدق افلح وسعد في دنياه واخراه ومن كان من اهل الكذب يتحرى الكذب جره كذبه الى كل شر لان الكذب يهدي فما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام الى الفجور وهذا الحديث حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حديث عظيم جدا في الترغيب في الصدق والحث عليه وبيان اثاره وعوائده الحميدة والتحذير من الكذب وبيان عظيم خطورته على المرء قال عليه الصلاة والسلام عليكم بالصدق اي الزموه وكونوا من اهله وحافظوا عليه عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر فان الصدق يهدي الى البر البر ما هو هذه الكلمة البر هذه الكلمة تعني جماع الخير واقرأ في هذا قول الله سبحانه وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس. اولئك اكملوا الذين صدقوا واولئك هم المتقون اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون فالصدق يهدي الى البر يهدي الى البر يفتح صاحبه ابواب الخير فما يزال مع الصدق وتحريه يرتقي في الخير ودرجاته وهذا الحديث استفاد منه فائدة السلوكية عظيمة جدا تتعلق بالاعمال الصالحة وهي ان الاعمال الصادقة بينها تصادق وتلازم والاعمال الصالحة بينها تصادق وتلازم يولد بعضها بعضا مثل ما قال بعض السلف قديما الحسنة تنادي اختها الحسنة تنادي اختها مثل ما في هذا الحديث الصدق يهدي الى البر الصدق عمل لكن يهدي الى اعمال اذا تحرى المرء الصدق هداه صدقه الى اعمال اخرى ودفعه الى اعمال اخرى فالحسنات والطاعات بينها تلازم ويولد بعضها بعضا ويولد بعضها بعضا فان الصدق يهدي الى البر استفاد من الحديث ان الصدق اصل البر ان الصدق اصل البر وان البر يهدي الى الجنة وان البر يهدي الى الجنة قال قال الله تعالى ان الابرار لفي نعيم اي في دورهم الثلاثة وان الفجار لفي جحيم اي في دورهم الثلاثة قال وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله كذاب حتى يكتب عند الله صديقا حتى يكتب عند الله صديقا وهذا ايضا استفاد منه ان الصدق هذا العمل الصالح يتفاوت اهله فيه يتفاوت الو فيه تفاوتا عظيما فمنهم من يعتني بالصدق عناية عظيمة تحريا له الى ان يبلغ هذه المرتبة. يكتب عند الله صديقا يكتب عند الله صديقا من الصديقين الصديقية منزلة عالية رفيعة قال واياكم والكذب اي احذروه واجتنبوه ولا تكونوا من اهله فان الكذب يهدي الى الفجور يهدي الى الفجور يسوق المرء الى ان يكون من الفجار وهذا فيه ان السيئة تنادي اخت تسيئت الكذب اذا وجدت ساقت صاحبها الى سيئات اخرى وان الفجور يهدي الى النار وان الفجور يهدي الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا يكتب في ديوان الكذابين فهذا الحديث من اعظم الاحاديث في هذا الباب باب الصدق والكذب ترغيبا في الصدق وحثا عليه وتحذيرا من الكذب وبيانا لمضاره وعواقبه الوخيمة نعم قال رحمه الله باب ما يجوز فيه الكذب قال عن ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط رضي الله عنها وكانت من المهاجرات الاول اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرا وينمي قال ابن شهاب ولم اسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب الا في ثلاث الحرب. نعم. الحرب والاصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها. وفي رواية قالت ولم اسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس الا في ثلاث قال رحمه الله تعالى باب ما يجوز فيه الكذب باب ما يجوز فيه الكذب اي باب الاصلاح باب الاصلاح بين الناس تحصيل المصلحة المحظة التي لا مضرة فيها فانه يرخص فيه بالكذب رخص فيه بالكذب من اهل العلم وهو الاقرب والله تعالى اعلم من يرى ان المراد هنا المعاريض التي فيها المندوحة عن الكذب والمعاريظ لا ينبغي ان تكون ديدنا للانسان. لكن اذا احتاج اليها واضطر اليها اغنته عن الكذب وحققت المصلحة التي هو يريد وحققت المصلحة التي هو يريد ففيها ممدوحة عن عن الكذب قال عن ام كلثوم بنت عقبة ابن ابي معيط رضي الله عنها وكانت من المهاجرات الاول اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقولوا خيرا او ينمي خيرا ينمي الحديث ونميت الحديث بالتخفيف اذا رفعه ونقله على جهة الاصلاح لكن اذا نقله على جهة الافساد يقال نميته بالتشديد ومنه النميمة نميت الحديث يقال نميت الحديث او نمى الحديث بالتشديد ومنه النمام الذي ينقل الكلام على وجه الافساد اما نقل الكلام على وجه الاصلاح يقال نمى الكلام انما الحديث الذي ينمي خيرا اي ينقل الكلام من شخص لاخر على وجه الاصلاح على وجه الاصلاح وهذا المصلح الموفق يأتي الى شخصين يأتي الى كل واحد منهما على حدى ويعلم ان نفوسهما فيها ما فيها وربما يكون جلس في احد مع احد الشخصين وسمع منه ذما شديدا للاخر فلا يذهب الى الاخر ويقول سمعته يذمك ويتكلم فيك الى اخره وانما ان عرض او كما ذكر غير واحد من اهل العلم او كذب في سبيل الاصلاح ان عن رضي يقول مثلا انا كنت عند فلان وسمعته يثني عليك وسمعته يثني عليك الثناء في اللغة يكون في الخير ويكون في الشر اثنى عليه خيرا واثنى عليه شرا. هذا كله سائغ لغة لكن اذا قال سمعته يثني عليك ثناء عظيما وهو سمعه يسبه سبا كثيرا يقول والله سمعته يثني عليك ثناء عظيم واكثر من الثناء عليك هذا الان ماذا احدث خفف الذي في النفوس والله يحب الاصلاح يعلم المفسد من المصلح فهذا الذي ينقل الكلام حتى يخفف وطأة العداوة وطأة البغضاء التي في النفوس عمله صالح داخل في قوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس هذا الموفق بطريقته هذه تخف العداوة او تنتهي تخف العداوة بين المتعادين او تنتهي بطريقته هذه التي هي السعي في الصلح بين المتنازعين والمتخاصمين ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس الذي ينقل الكلام لكن ماذا خيرا ينمي خيرا ما ينقل شر ينقل الكلام على هذا الوجه ينوي خيرا اي ينقل الكلام آآ الذي يترتب عليه حصول الصلح وزوال الشر فهذا ليس ليس الكذاب يعني المراد بقوله ليس الكذاب اي المذموم بمعنى انه مرخص له في ذلك مرخص له في ذلك بعض اهل العلم يقول مرخص له في الكذب الصريح وبعضهم يقول آآ الرخصة في المعاريض التي تغني عن عن الكذب ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس اي ليس الكذاب المذموم الذي ينقل الكلام بين الناس على وجه الاصلاح بل هذا محسن هذا من المحسنين عمله صالح وهو مصلح بين الناس والله يحب اه اه يحب المصلح ويثيب على اصلاحه عظيم الثواب قال ابن شهاب ولم اسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب الا في ثلاثة الحرب والحرب خدعة والنبي عليه الصلاة والسلام كان يوري في الحرب ويأتي في مغازيه كثير من من من هذا القبيل والاصلاح بين الناس الذي ينقل الكلام ليصلح بين المتعادين وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها المقصود بالحديث هنا من المرأة لزوجها او من الزوج لزوجته اي ما ما ينمي المحبة والمودة ويقويها بينهما ويقويها بينهما ويمتنها فهذا يرخص فيه يرخص فيه يعني مثلا امرأة ما تجد ميلا ما تجد ميلا في نفسها قويا لزوجها ولا تجد في في قلبها مثلا محبة قوية له لكنه اصبحت هذه حياته هذا زوجها وهذا ابو اولادها وقائم بمسؤولية بيتها وهي لا تجد ذلك ليس من العقل ان تقول له انا لا احبك وانا لا هذا يؤثر على مسار الحياة لكن لو انها اخبرت وقالت لك في قلبي مودة ولك في قلبي محبة. وان كانت ما تجد يعني شيئا قويا من ذلك فهذا يترتب عليه مصلحة ولا مفسدة فيه يترتب عليه مصلحة ولا مفسدة فيه وهو من العقل ليس من العقل ان تأتي والبيت قائم ومصالحه ماضية وتخرج له ما في نفسها مما يضعف الحياة العقل ان تأتي بالكلام الذي ينمي هذه الحياة ويوطدها ويقويها. وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها وحديث المرأة زوجها قال وفي رواية قالت ولم اسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس الا في ثلاث نعم قال رحمه الله باب النهي عن دعوى الجاهلية قال عن جابر رضي الله عنه قال قال عن جابر رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الانصار فقال الانصاري يا للانصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى الجاهلية قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الانصار فقال دعوها فانها ممتنة فسمعها عبد الله ابن ابي فقال قد فعلوها والله لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل قال عمر رضي الله عنه دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه قال باب النهي عن دعوى الجاهلية الجاهلية هي الحالة التي كان عليها الناس قبل مبعث محمد عليه الصلاة والسلام حيث كانوا في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء تسودهم اخلاق سيئة فيهم من الصفات الذميمة القبيحة من الاعمال السيئة التي جاء الله عز وجل بالاسلام فخلص الناس من تلك الشرور ومن ذلك التناصر والتعصب القبيلة او القوم او العشيرة والدعوة بتلك الدعوة والتناصر بذلك اورد هنا حديث جابر رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الانصار معنى كسعه اي ضربه اما بيده او برجله على مقعدته وهذا عمل سيء هذا عمل سيء غضب الانصاري وقال ماذا؟ يا للانصار وقال المهاجر يا للمهاجرين هذه دعوة جاهلية كانوا كانت حال الناس عليها هكذا في الجاهلية اذا حصل اي اشكال كل ينتصر بقبيلته وتنصره قبيلته على اي حال فهي تنشب الحروب والعداوات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى الجاهلية ما بال دعوى الجاهلية ما شأن دعوى الجاهلية وجدت بينكم قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الانصار يعني هذا السبب كسعه فهذا استنصر قومه وهذا استنصر بقومه بدايتها هذا الامر فقال عليه الصلاة والسلام دعوها فانها منتنة انظر الوصف قال دعوها فانها منتنة يعني دعوة الجاهلية منتنة هذه الكلمة تحتها معاني عظيمة جدا في التحذير من دعوى الجاهلية النتن رائحة عفنة تفوح مؤذية ودعوى الجاهلية فاذا وجدت فاح شرها وعظم خطرها تنوعت مضارها قال دعوها فانها منتنة فسمعها عبد الله ابن ابي رأس المنافقين فقال قد فعلوها قد فعلوها لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ليخرجن الاعز منها الاذل يعني قصده اخراج المهاجرين اخراج المهاجرين من المدينة وهذا كله من المظي في هذه الدعوة الجاهلية فقال عمر دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق فقال عليه الصلاة والسلام دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه نعم قال رحمه الله باب النهي عن السباب قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد للمظلوم قال باب النهي عن السباب النهي عن السباب يعني ان يتجنب المرء السباب الشتائم يبتعد عنها وفي في في هذا احاديث كثيرة عن عن نبينا عليه الصلاة والسلام وانا السباب ظرب من الفسوق مثل ما قال عليه الصلاة والسلام سباب المسلم فسوق وجاء في ذم السباب احاديث وسيأتي بعظها اه عند المصنف رحمه الله هذا الحديث حديث ابي هريرة حديث عظيم جدا في الباب يقول عليه الصلاة والسلام المستبان المستبان المستبان الرجلان كل يسب الاخر رجلان كل يسب الاخر المستبان ما قال يعني من سباب فعلى البادئ ما قال فعلى البادئ يعني الثاني الذي لم يكن هو الذي بدأ ليس عليه شيء. لماذا فانت وان عاقبتم عاقبوا بمثل ما عوقبتم به اذا كان يعني رد عليه بمثل ما قال الاولى الا يرد عليه هذا هو الاولى ولئن صبرتم له خير للصابرين. افظل ان لا يرد عليه لكن لو رد عليه بمثل ما قال دون ان يزيد دون ان يزيد الرد عليه بمثل ما قال آآ فكل الامر يكون على المبادئ لان الثاني ما جاء بشيء وانما رد عليه بمثل فكله يكون على البادئ المستبان ما قال فعلى البادئ ما لم يعتدي المظلوم المظلوم ان زاد ان زاد في في السباب خرج من هذا الامر واصبح عليه وعلى الاخر لانه زاد لكن لو كان على قدر المسبة رد عليه فكلوا على البادئ اقرأ في سورة اه في سورة الشورى آآ ذكروني بالاية وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين. ذكر في الاية ثلاث مراتب ثلاث مراتب في هذا الباب المرتبة الاولى هذا جائز وجزاء سيئة نعم سيئة مثلها مثلها يعني لا تزيد فاذا كانت مثلها فعلى البادئ مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام جزاء سيئة سيئة مثلها يعني يرد عليه بالمثل فهذا على البادئ مثل ما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام الدرجة الثانية وهي افضل فمن عفا واصلح فاجره على الله الافضل ان يعفو ويترك الرد عليه هذا افضل والمرتبة الثالثة في قوله انه لا يحب الظالمين وهنا يقول ما لم يعتدي المظلوم لا يظلم لا اذا اعتدي عليه لا يعتدي برد فيه ظلم او تجاوز مقدار مقدار الاساءة التي حصلت فاذا هي ثلاث مراتب مرتبة جائزة ومرتبة مستحبة ومرتبة محرمة كلها جمعت في اه في هذه الاية الكريمة نعم قال رحمه الله باب النهي عن سب الدهر قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يقول يا الدهر فلا يقولن احدكم يا خيبة الدهر فاني انا الدهر اقلب ليله ونهاره فاذا شئت قبضتهما قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر قال باب النهي عن سب الدهر النهي عن سب الدهر الدهر هو تقلب الليل والنهار الدهر الذي هو تقلب الليل والنهار ليس لهم من الامر شيء لانه مدبر مسخر الله الله عز وجل الذي دبره هذا التدبير وسخره هذا التسخير فهو سبحانه الذي يقلب الليل والنهار جل وعلا والدهر نفسه لا يملك من هذا التقريب شيئا. كل ذلك بتدبير الله فسب هذا المدبر الذي لا يملك من امر تدبير شيء وانما هو طوع مدبره سبحانه وتعالى سب للمدبر سب للمدبر الذي هو الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء عن سب الدهر ومثله ما جاء ايضا النهي عن سب الريح لان الريح مسخرة وسبها سب لمسخرها فاذا عصفت الريح وتأذى من الانسان لا يسبها لكن يدعو الله يسأل الله من خيرها وان يعيذه من شرها هذا الذي جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يؤذيني ابن ادم يقول يا خيبة الدهر يا خيبة الدهر يعني يسب الدهر يذم الدهر يا خيبة الدهر سواء قال هذه اللفظة يا خيبة الدهر او دم اليوم نفسه او ذم الليلة او ذم الشهر او نحو ذلك فهو داخل في هذا النهي قال لا يقولن احدكم يا خيبة الدهر فلا يقولن احدكم يا خيبة الدار فاني انا الدهر فاني انا الدهر ثم فسر قال اقلب ليله ونهاره هذا معنى انا الدهر اقلب ليله ونهاره الدهر الذي اضيف الى الله قوله انا الدهر ليس قوله انا الدهر هنا مثل قوله اني انا الله الله هذا اسم الدهر ليس من اسماء الله الدهر ليس من اسماء الله اذا ما وجه اضافته الى الله هنا؟ قال انا الدهر بينه في الحديث قال اقلب الليل والنهار اقلب الليل والنهار فهذا الدهر انما هو بتقليب الله له انما هو بتقليب الله له وتسخيره سبحانه وتعالى وقلب ليله ونهاره فاذا شئت قبضتهما اي انهما كلاهما طوعة تدبير الله و وتسخيره سبحانه وتعالى فهذا المعنى في قوله انا الدهر مبين في الحديث انا الدهر اي يقلب سبحانه وتعالى الليل والنهار فليس الدهر من اسماء الله ليس من اسماء الله لماذا لان اسماء الله كلها حسنى ومعنى حسنى اي بالغة في الحسن غاية ومعنى ذلك ان كل اسم منها الدال على صفة كمال لله العظيم العظمة الرحيم الرحمة العزيز العزة الغفور المغفرة وهكذا الدهر فهو ليس من اسماء الله الحسنى لان اسماء الله اسماء الله الحسنى كل منها دال على صفة كمال دال على صفة كمال لان لانها اعلام واوصاف هكذا كلها جميع اسماء الله اعلام واوصاف اعلام باعتبار الدلالة على على الله واوصاف باعتبار الدلالة على المعاني والصفات فالدهر ليس من من اه من اسماء الله لان اسم جامد وجه اضافته الى الله مبين في الحديث قال انا الدهر اقلب ليله ونهاره نعم قال رحمه الله باب النهي ان يشير الرجل الى اخيه بالسلاح قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشير احدكم الى اخيه بالسلاح فانه ايدري احدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار هذا هذا الباب قال باب النهي ان يشير الرجل الى اخيه بالسلاح ان يشير الى اخيه بالسلاح يشير الى اخيه بالسلاح يعني يوجه السلاح اليه يرفع السلاح حتى وان كان مازح يمزح معه يمزح معه في رفع مثلا سكينا او سيفا او يوجه له بندقية او نحو ذلك يمزح هذا ما يجوز حرام للتحريم اسباب كثيرة منها وهو ملحظ مهم في هذا الباب ان الشيطان يحظر في مثل هذا المقام يحضر في مثل هذا المقام لان من اشير عليه بالسلاح قد يظن ان هذا المازح جاد قد يظن ان هذا المازح جاد فيقول قولا او يفعل فعلا يدفع اليه شيء يريد ان يخلص نفسه وهذا كان يريد ان يمزح معه ثم باك ينقلب المزاح الذي عنده الى شيء اخر فيعمل سلاحه ويحظر الشيطان فيه هذا هو المراد وقضايا كثيرة قد وقعت فعلا من هذا القبيل قضايا كثيرة من هذا القبيل سبحان الله حتى في مسألة يعني حصل اه قبل سنوات ان شخصا قتل زوجته من هذا الباب كان عنده اه مسدس وفي عبوة ما يظن فيها شيء ما كان يظن فيها عبوة فاخرج المسدس بزعمه يمزح معها ووجه اليها وضغط هو يعني في في ظنه ان ما فيها شي ولما ضغط انطلقت الى رأسها فماتت امامه هذي حصلت هذه الاسلحة ما فيها مزاح ابدا لا السكين ولا السيف ولا السهم ولا النبل ولا البندقية ولا المسدس ولا هذي كلها ما فيها مزاح ولو ان لو ان الانسان اراد ان يمزح مزحا مجردا فليعلم ان الامر كما اخبر الشيطان كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم حاضر قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم لا يشير احدكم الى اخيه بالسلاح لا يشير الى اخيه بالسلاح فانه لا يدري احدكم لعل الشيطان ينزع في يده ينزع في يده فيدفعه الى امر عظيم خطير جدا ربما تذهب روح اه اخيه قال فيقع في حفرة من النار فيقع في حفرة من النار لانه بهذا المزح المزعوم ازهق روحا معصومة محرمة وهذا الحديث وله نظائر يدل على كمال هذه الشريعة وحسن هذا الدين الذي اتى بقواعد وضوابط واداب تكفل للناس حياة مستقرة امنة نعم قال رحمه الله باب في امساك السهام بنصالها في المسجد قال عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه امر رجلا كان يتصدق بالنبل في المسجد الا يمر بها الا وهو اخذ بنصولها قال وعن ابي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مر احدكم في مجلس او سوق وبيده فليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها قال فقال ابو موسى والله ما متنا حتى سددناها بعضنا في وجوه بعض قال باب في امساك السهام بنصالها في المسجد. ومثل هذا ايضا في الاسواق وطرق الناس والقرب منهم اذا كان يحمل سهام والسهم له طرف حاد له طرف حاد جارح ولو انه امسكه وجعل الطرف الحاد مرسل ربما وهو يمشي دون ان ينتبه دون ان يقصد ربما مر بشخص سبب في اذى له جرحه او امر من من يحمل سهاما ومثل اه من يحمل شيئا جارحا انظر هذا الادب العظيم ان يضع يده او شيء على الجهة الجارحة يوقي لو قدر انها لمست احد اذا كان يمشي في طريق الناس في في مسجد او في سوق او في كذا ومعه شيء جارح السهم او غيره فيضع شيئا يقي يقي آآ ان الناس يصاب احدهم باذى او جرح او نحو ذلك قال عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر رجلا كان يتصدق بالنبل في المسجد هذا محسن هذا هذا محسن يعني آآ يريد ما عند الله سبحانه يتصدق بالنبل في المسجد ان لا يمر بها امره الا يمر بها الا وهو اخذ بنصولها. نصول جمع نصل وهو الموضع الحاج الجارح في طرف السهام الا وهو اخذ بنصولها لماذا؟ لانه قد يجرح احدا وهو لم ينتبه ومثل حديث ابي موسى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مر احدكم في مجلس او سوق في في مجلس او سوق وبيده نبل فليأخذ بنصالها فليأخذ بنصالها هذا رجل الان في طريقه معه نبل ومعه ماشي في طريق يريد ان يبيعها يريد ما عنده اه ما عنده في في نفسه اي خاطرة شر او اذى للناس لكن اوصاه النبي صلى الله عليه وسلم ان يحتاط للناس ويضع يده واقية حتى لا يصيب احدا باذى. فليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها. انظر نصح النبي وحرصه عليه الصلاة والسلام كررها ثلاثا كانه يقول احتاط لاخوانك احتاط لاخوانك احذر انتبه هذا كله من من حسن هذا الدين وجماله ووفائه بكل خير للناس قال ابو موسى والله ما متنا حتى سددناها السهام بعضنا في وجوه بعض يعني لما وقعت الفتنة ثم وقعت الفتنة والفتنة شر الفتنة شر كم من الدماء تراق فيها؟ وكم من السهام توجه المسلم وجهها الى اخيه ويقتل في الفتنة المقتول ولا يدري فيما قتل ويقتل القاتل ولا يدري فيما قتل لان لانها اذا جاءت الفتنة صفتها انها عمياء صماء بكماء ولا يستبين امرها الا اذا انتهت ما يستبين امرها الا اذا انتهت نعم قال رحمه الله باب النهي عن ضرب الوجه قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قاتل احدكم اخاه فلا يلطمن الوجه قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قاتل احدكم اخاه فليجتنب الوجه فان الله خلق ادم على صورته نعم هذا يؤجل نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم يا ربنا اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا