الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله كتاب الظلم باب في تحريم الظلم والامر بالاستغفار والتوبة قال عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى انه قال يا عبادي ان اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموه اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته اه ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه قال سعيد كان ابو ادريس الخولاني اذا حدث بهذا الحديث جثى على ركبتيه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى كتاب الظلم اي التحذير منه وبيان عظم خطورته على الظالم في دنياه واخراه وان الظلم ظلمات يوم القيامة ولقد جاءت نصوص كثيرة تحذر العبادة من الظلم وتنهاهم عنه تشتمل على بيان العقوبات التي اعدها الله سبحانه وتعالى للظالمين بحسب ظلمهم وان اشد الظلم وانكاه الكفر بالله والكافرون هم الظالمون ان الشرك لظلم عظيم والظلم في اصل معناه وضع السيف غير موضعه واشد ما يكون الظلم عندما توضع العبادة في غير موضعها فتجعل لغير الله وتصرف لغيره سبحانه وتعالى فهذا اشد الظلم وعقوبة هذا النوع من الظلم اذا مات عليه هذا الظالم الخلود في النار كما قال الله تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصيب فما للظالمين بهذا ختمت الاية المراد بالظالمين للكفار المشركين فهذا اشد الظلم عقوبته انه لا يغفر عند الله اذا مات عليه المرء ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ثم يأتي بعد ذلك ظلم العباد ظلم العباد وهو في امور ثلاثة ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام في خطبته في حجة الوداع حيث قال ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا فهذه الثلاثة هي التي يقع فيها الظلم الدماء والاموال والاعراض وهي محرمة حرمها الله سبحانه وتعالى ولا يجوز المرء ان يعتدي على اخيه في شيء من هذه الامور كما انه لا يرضى ان يعتدى عليه في شيء منها والنبي عليه الصلاة والسلام جمع بين هذه الثلاثة مع الشرك منبها الى اكبر الكبائر واعظم الموبقات في خطبة له ايضا في حجة الوداع قال عليه الصلاة والسلام الا انما هن اربع يعني عظائم الامور كبائر الاثام الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا القتل يتعلق بالدماء الزنا يتعلق بالاعراض السرقة تتعلق بالاموال هذا نظير ما تقدم ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم والشريعة الاسلامية دين الله العظيم جاء بتحريم الظلم بانواعه سواء الظلم الذي هو الشرك الذي هو اشد الظلم او ظلم الانسان لغيره او ظلم الانسان لنفسه وظلم الانسان لنفسه يكون بايقاعها في المعاصي والذنوب وما يسخط الله سبحانه وتعالى فاذا فعل ذلك ظلم نفسه وعرضها للعقوبة عرظها لسخط الله سبحانه وتعالى وحق نفسه عليه الا يعرضها للعقاب حقها ان يأخذ ان يأخذ معها بالاسباب التي تكون فيها النجاة والسلامة من غضب الله وقد دلت النصوص ان دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة ديوان لا يغفره الله هو الشرك وديوان لا يتركه الله وهو الحقوق ظلم العباد حتى يقتص من المظلوم للمظلوم من ظالمه والحقوق مؤداة يوم القيامة كما قال ذلك صلوات الله وسلامه عليه وديوان لا يعبأ الله به فهذه دواوين الظلم الثلاثة والواجب على العبد ان يحذر من الظلم كله فشد الحذر وفي هذا الكتاب اورد احاديث متنوعة في النهي عن الظلم والتحذير منه بدأها بحديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه آآ وهو حديث قدسي وحديث قدسي والحديث القدسي فيكون القول والكلام الذي فيه هو قول الله وكلامه سبحانه وتعالى ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي قال الله تعالى او يقول الله تعالى لان القول واللفظ في الحديث القدسي وقول الله وكلامه سبحانه وتعالى يقال له حديث قدسي او حديث الهي وهذا الحديث القدسي حديث ابي ذر حديث عظيم جدا وله هيبة لو يتأملها الانسان عظيم جدا له هيبة له وقع قوي على القلوب لان فيه عشر نداءات الهية يا عبادي عشر وان تقرأ الحديث او تسمع الحديث عشر مرات يمر عليك يا عبادي رب العالمين جل وعلا الغني عن العباد وعن طاعاتهم وعن اعمالهم اه ينادي عباده هذه النداءات التي كلها مصالح للعباد ونفع لهم ورفعة لهم في دنياهم واخراهم ولهذا حقيق بكل عبد مؤمن ناصح لنفسه ان يعي هذه النداءات يا عبادي يا عبادي يا عبادي رب العالمين ينادي عبادة عشر مرات في هذا الحديث وكل داء فيه دعوة الى امر فيه فلاح العبد ورفعته نجاته وسعادته في دنياه واخراه من هيبة هذا الحديث وعظيم وقعه وعلي مكانته ورفيع شأنه ابوس ابو ادريس الخولاني رحمه الله تعالى كان اذا حدث بهذا الحديث جثى على ركبته جثى على ركبتيه يفعل ذلك لما وقع في قلبه من اه عظم لشأن هذا الحديث وعظم مكانته يا عبادي يا عبادي يا عبادي بدأت هذه النداءات الالهية قول ربنا جل في علاه يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا وهذا هو وهذا وحده كاف في التحذير الشديد من الظلم وان الظلم ظلمات الله عز وجل يخبر عباده انه حرم الظلم على نفسه هو عز وجل عدل لا يظلم احدا وما ربك بظلام للعبيد ولا يظلم عنده فسبحانه وتعالى احد شيئا ولا يكون هناك ادنى ظلم فهو جل وعلا عدل سبحانه لا يظلم حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما جعله بين العباد محرما والمعنى انه حرمه على العباد حرمه على العباد قال فلا تظالموا يقول الله عز وجل فلا تظالموا اي لا يظلم بعضكم بعضا لا يعتدي على بعضكم على بعض لا في نفس ولا في مال ولا في عرض لكن الظلم الظلم الذي يقع فيه العبد يرجع الى ظعف الايمان يرجع الى ضعف الايمان ونقصه لان الظلم كما بين اهل العلم ينشأ عن ظلمة في القلب الظلم ينشأ عن ظلمة في القلب الظلمة التي في القلب منها يتولد الظلم لان القلب اذا استنار بنور الايمان وظيائه يسلم من الظلم لان الايمان هو هو الحاجز الايمان هو الحاجز الذي يحجز العبد ويمنعه من الظلم لانه اذا حدثته نفسه بظلم منعه ايمانه لان الايمان الذي في قلبه فيه معاني كثيرة تحجز من الظلم. الخوف من الله مراقبة الله آآ الاشفاق من يوم القيامة ان الحقوق مؤداة كل هذه المعاني تتوارد على قلبه فلا فلا يفعل الظلم كل ما حدثته نفسه بظلم فان نور الايمان يمنع فاذا كان القلب ضعيف الايمان فان هذا الضعف وهذه الظلمة التي في القلب منها يتولد الظلم منها يتولد الظلم وانظروا في هذا الباب انظروا في هذا الباب امن يكون من الناس وقع في ظلم لاخرين ثم صلحت حاله في الايمان ثم صلح صلحت حاله في الايمان وقوي الايمان في قلبه ماذا يفعل عندما يقوى هذا الايمان في قلبه تجده يبحث عن كل الذين ظلمهم واحدا واحدا يعالج الاخطاء التي حصلت منه وقت ظلمة قلبه لان اذا استنار القلب بنور الايمان حجز باذن الله عز وجل من الظلم ولهذا المرء بحاجة دائمة الى ان يقوي الايمان في قلبه قد قال عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم اذا تجدد الايمان في القلب وقوي كل هذه الاشياء تذهب ويسلم منها العبد قال يا عبادي كلكم ظال الا من هديته فاستهدوني اهدكم وهذه وهذا النداء الثاني فيه ان الهداية بيد الله وصلاح القلوب وزكاؤها واستقامتها وثباتها ونجاتها من الفتن هذا كله بيد الله سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا الهداية بيد بيد الله المهتدي انما اهتدى بمنة الله عليه فالناس في ظلال الا من انقذهم الله عز وجل بنور الايمان وهداهم اليه قال كلكم ظال يا عبادي كلكم ضال اي عن صراط الله المستقيم وعن دينه القويم الا من هديته فاستهدوني اهدكم وهذا فيه الحث على كثرة سؤال الله الهداية علي بن ابي طالب كما جاء في صحيح مسلم اتى النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله علمني دعاء ادعو الله به قال قل اللهم اهدني وسددني وفي رواية قال قل اللهم اني اسألك الهدى والسداد واذكر بالهداية هداية الطريق والسداد سداد القوس وجاء جاء سؤال الهداية في احاديث كثيرة جدا بل ليس هناك الدعوة اوجبها الله وافترضها على العباد في الدعوات كلها الا الدعوة التي سؤال الله الهداية سؤال الله الهداية فيما افترظه الله علينا في الصلاة المكتوبة سبعة عشرة مرة بعدد ركعات الصلوات المكتوبة نقول كل يوم اهدنا الصراط المستقيم هذا هذا السؤال الهداية ليس في الدعوات دعوة فرضت على العباد مثل هذه الدعوة سؤال الله الهداية وهذا داخل في هذا الباب استهدوني اهدكم اي اطلبوا مني الهداية اهدكم وسؤال الله الهداية يتناول معاني كثيرة جدا معاني كثيرة جدا لما يقول اهدني او اللهم اني اسألك الهدى او اهدنا الصراط المستقيم حتى الشخص المستقيم المطيع المحافظ على طاعة الله البعيد عن الذنوب بحاجة ماسة ان يكثر من سؤال الله الهداية من سؤال الله عز وجل الهداية لان سؤال الله الهداية تظمن معاني كثيرة جدا كما انه يتضمن الخروج من الضلال الى الاستقامة وهو كذلك يتضمن الثبات على الاستقامة ويتضمن المعرفة بتفاصيل الاستقامة لان العبد كما انه بحاجة الى الهداية الى الصراط المستقيم فهو بحاجة الى هداية في الصراط المستقيم بحاجة الى هداية في الصراط المستقيم الان في الطرق الحسية عندما يريد الانسان ان يذهب الى بلد ما اذا عرف الطريق الموصل الى البلد هذا شيء لكن ايضا يحتاج ان يعرف احوال هذا الطريق وماذا فيه حتى يستقيم له السير العبد محتاج كما انه محتاج الى معرفة الصراط او الهداية الى الصراط فهو محتاج الى الهداية في الصراط واهدنا الصراط المستقيم يتناول الهداية الى الصراط والهداية في الصراط العبد محتاج الى هذه الدعوة استهدوني اهدكم وهذا وعد من الله ان ربي لسميع الدعاء مجيب الدعاء سبحانه قال استهدوني ولهذا لا يزال العبد بخير ما اكثر من سؤال الله الهداية والح على الله سبحانه وتعالى بها ثم قال يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم وهذا فيه افتقار العباد الى الله عز وجل بجميع شؤونهم وفي الغذاء الذي يغذي به بدنه طعام الذي يقتاته وبحاجة الى الله فقير الى الله عز وجل استطعموني اي اسألوني اسألوني الطعام اسألوني حاجاتكم الدينية والدنيوية اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم وهذا فيه منة الله عز وجل يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير فاللباس هذا منة الله منة الله ولهذا اذا اكتسى المرء كساء جديدا استحب له ان يحمد الله الذي كساه اياه من غير حول من العبد ولا قوة قال يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم تخطئون بالليل والنهار هذا نظير قول النبي عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء فالعبد عرضة للخطأ والتقصير والذنب في ليله ونهاره وليس بالمعصوم واذا كانت هذه حاله وجاءت النصوص مخبرة بذلك وهو ايضا يعلم ذلك من حاله اذا ما احوجه الى ان يكثر من الاستغفار ما احوجه الى ان يكثر من الاستغفار وفي الحديث طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا فهو بحاجة الى ذلك تذنبون او تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم اغفر الذنوب جميعا هذا نظير ما جاء في سورة الزمر قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا حتى الشرك نعم حتى الشرك لكن في حق من من تاب ولهذا قال قبلها لا تقنطوا يعني توبوا من اي ذنب كان فان الله لا يتعاظمه ذنب ان يغفره مهما كان الذنب من تاب وصدق مع الله في التوبة تاب الله عليه فقوله هنا اغفر الذنوب جميعا بالاية هذا في حق المستغفر التائب المقبل على الله ولهذا حث على كثرة الاستغفار استغفروني اغفر لكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. وهذا فيه غنى الله سبحانه وتعالى وغناه جل وعلا غنى ذاتي من كل وجه غنيا عن العباد وعن طاعاتهم وعن عباداتهم وعند دعواتهم وعن توباتهم وعن كل اعمالهم غنى تام سبحانه وتعالى لن تبلغوا نفعي فتنفعوني لانه سبحانه وتعالى الغني عن العباد يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد. وما ذلك على الله بعزيز ولن تبلغوا نفعي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا لو ان الناس اجمعين والجن اجمعين الاولين منهم والاخرين كلهم كانوا اتقياء بررة صالحين على قلب رجل واحد في التقوى والصلاح ما زاد ذلك في ملك الله شيئا. لماذا لان الله عز وجل لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره معصية من عصى من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها هداية الانسان نفعها له وظلاله مضرتها عليه والله عز وجل لا تنفع طاعة المطيع ولا تضره سبحانه وتعالى معصية كالعاصي فلو كانوا كلهم بررة اتقياء ما زاد ذلك في ملكه شيئا سبحانه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحدا منكم ما نقص ذلك من ملكه شيئا. ايظا المعاصي الفجور الاثام الذنوب لا لا لا تنقص من ملك الله شيئا وانما هي مضرة على مرتكبها وفاعلها يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر لو ان الاولين والاخرين من الجن والانس اجتمعوا اجمعين في صعيد واحد وكل واحد سأل مسألة ايا كانت عظما وكبرا واعطى كل مسألته ما نقص ذلك من ملكه شيئا الا كما ينقص المخيط اذا اخذت ابرة وغمستها في بحر ورفعتها كم نقص من ماء البحر اذا جئت الى بحر مترامي الاطراف ومعك ابرة غمستها فيه ورفعتها منسوب البحر كم نقص ولا شيء ما نقص من ملكي شيئا الا كما ينقص المخيط اذا غمس في البحر والمخيط اذا غمس في البحر لا ينقصه شيئا ولهذا في الحديث يقول عليه الصلاة والسلام خزائن الله ملأى لا يغيظها نفقة لا يغيظها نفقة يعني لا ينقصها نفقة هذا ايضا يفيد كمال سمع الله عز وجل الذي وسع الاصوات كلها لان مفهوم الحديث انهم لو قاموا اجمعين في الاولين والاخرين من الانس والجن وكلهم في لحظة واحدة سألوا الله كل يسأل حاجة وكل يذكر مطلوب واللهجات مختلفة والالسن مختلفة لو تكلموا في لحظة واحدة اجمعين وكل يذكر حاجته لسمعهم اجمعين دون ان يختلط عليه الصوت بصوت او حاجة بحاجة سبحانه وتعالى عائشة رضي الله عنها تقول سبحان الذي وسع سمعه الاصوات وهذا الحديث من الادلة على ان سمع الله عز وجل وسع الاصوات كلها الان اه على وجه الارض كم من المصلين وكم من المساجد وكم من الداعين وكم من الباكين وكم من اللاجئين الى الله مادي يد الضراعة اليه يسمعهم اجمعين سبحانه وتعالى وسع سمعه الاصوات كلها ان ربي لسميع الدعاء يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه لانه هو المقصر المفرط قوله انما هي اعمالكم اي انتبهوا في اصلاح الاعمال ما دمتم في دار العمل قبل النقلة الى دار الجزاء والحساب هذا حث على اصلاح العمل انما هي اعمالكم انت ايها العبد ميزانك بعملك ميزانك بعملك وتوزن بعملك خيرا كان العمل او شرا انما هي اعمالكم واعمال العباد محصاة اعمال العباد محصاة لو سئل واحد منا عن عمله الذي كان بالامس القريب الذي كان بالامس القريب ما يذكر ما يذكر ان ذكر يذكر قليل منه وان سئل عن عمله قبل شهر وان سئل عن عمله قبل سنة وان سئل عن اعماله في عمره اللي عمره ستين ولا سبعين ولا سئل عن عمله في عمره ما هي اعماله؟ ما يدري ماذا فعل لكن احصاه الله ونسوه الاعمال محصاة انما هي اعمالكم احصيها لكم محصاة وسيجد العامل عمله يوم القيامة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها كلها محصاة محصاة على العباد ومن الخير للعبد ان يصلح عمله واذا كان يعلم من نفسه قصورا وتقصيرا في حق الله عز وجل فليبادر بالتوبة سبحان الله التوبة التوبة شأنها عجب الان كنا نتحدث عن تاريخ للانسان ستين او سبعين وربما فيه ذنوب كثيرة جدا لا يذكرها لكن التوبة من فضل الله عز وجل اذا صدق مع الله وتاب توبة من كل ذنوبه غفر الله له كل ذنوبه التي مظت ما يذكر منها وما لا يذكر ما يعلم منها وما لم يعلم وهذا فضل الله عز وجل اذا تاب واحسن فيما بقي غفر له ما تقدم الحسن البصري لقي مرة احد المفرطين المقصرين كم قال له كم تبلغ من السنين؟ قال ستين سنة قال له اما علمت انك في طريق اوشكت ان تبلغ نهايته وشك ان تبلغ نهايته قال الرجل انا لله وانا اليه راجعون قال لو تعرف تفسيره معناه تعرف معناه قال وما تفسيره قال انا لله اي انا لله عبد وانا اليه راجعون اي انا الى الله راجع فاذا علمت انك لله عبد وانك اليه راجع فاعلم انه سائلك واذا علمت انه سائلك فاعد للمسألة جوابا انتبه هذا الرجل وصارت هذه الكلمة موقظة له فقال ما الحيلة ما الحيلة قال له يسيرة قال وما هي قال احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى والله غنيمة عظيمة غنيمة عظيمة يعني قد يكون الانسان مثلا عمره السبعين او ستين او ثمانين وفيها اساءات كثيرة وما بقي له من العمر الا القليل فيتوب الى الله ويحسن في القليل الذي بقي يغفر له كل الذي قد مضى والحج الذي نستقبل الان ايامه المباركات باب عظيم من ابواب الخروج من الذنوب باب عظيم من ابواب الخروج من الذنوب يقول عليه الصلاة والسلام من حج لله فلم يرفث ولم يفسق ماذا يحدث له نعم؟ رجب خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه انظروا للطفل الذي للتو ولد فيه ذنوب عليه هذا يخرج كيوم ولدته امه اذا كان حجه على تلك الصفة فهو باب الان باب عظيم يستقبله الناس من في في محو الذنوب والخطايا قال انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها تجدونها وافية في كتاب لا يغادر شيء من الاعمال لا صغير ولا كبير الا احصي في ذلك الكتاب فمن وجد خيرا في صحيفة عمله فليحمد الله لان الله هو الذي وفقه وثبته واعانه قد تقدم اهمية سؤال الله الهداية ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه فلا يلومن الا نفسه لانه هو الذي فرط وهو الذي قصر وظلم نفسه واوبقها واهلكها كل الناس يغدو آآ منهم من يوبق نفسه فيهلكه ومنهم من يخلصها باطرها على الحق والزامها بالطاعة لله جل في علاه الحاصل ان هذا حديث عظيم جدا وجامع لمعاني عظيمة فجدير بكل مسلم ان يحفظ هذا الحديث ان يحفظه وان يكرره بين وقت واخر حتى يحرك معاني هذا الحديث في قلبه ثم من بعد ذلك يكون لهذه المعاني اثر في في حياته وسلوكه وعبادته و اقباله على الله وهكذا تخرج الثمرة الاحاديث يقرأ يحفظ هذا الحديث ويكرره وبين وقت واخر يقرأ الحديث ويتأمل في في في معانيه يجدد بهذا الحديث ماذا ايمانه وتوبته وانابته واستغفاره وافتقاره الى الله ولجوءه اليه وتجنب الذنوب وتجنب الظلم الى غير ذلك من المعاني نعم قال رحمه الله عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم. نعم ماذا يؤجل نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اهدنا وسددنا. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك او واهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اقسم لنا من اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم يا ربنا يا حي يا قيوم اعذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اصلح لنا اجمعين النية والذرية والعمل. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا