الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله في كتاب الظلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال في هذا الكتاب كتاب الظلم والظلم ظلمات قد جاءت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في التحذير من احاديث كثيرة فيها تبيان لعظم خطورة الظلم وسوء مغبته على الظالم في دنياه واخراه فان عاقبة الظلم وخيمة من هذه الاحاديث في تحذير النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث حديث جابر رضي الله عنه قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام اتقوا الظلم اتقوا الظلم اي جانبوه وابتعدوا عنه واحذروا من الوقوع فيه نهى عنا الظلم وامر اتقاءه صلوات الله وسلامه عليه وبين في الوقت نفسه خطورته. قال فان الظلم ظلمات يوم القيامة واجب على كل عبد ان يتقي الظلم ان يتقي الظلم ان يجعل بينه وبين الظلم واقي وحاجز بحيث لا يقع في الظلم والذي يعين العبد على اتقاء الظلم امور عديدة الاول الدعاء وقد ثبت في السنة الصحيحة عن نبينا عليه الصلاة والسلام مشروعية الدعاء المسلم في كل مرة يخرج فيها من بيته ان يقول اللهم اني اعوذ بك ان اظلم او اظلم اللهم اني اعوذ بك ان اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي فيه التعوذ بالله من الظلم في كل مرة يخرج فيها من بيته سواء ظلما صادرا منه تجاه الاخرين او من الاخرين تجاهه واذا كان المؤمن ملازما هذه الاستعاذة في كل مرة يخرج من بيته صادقا مع الله عز وجل في تعوده والتجاءه فان الله عز وجل يقيه من الظلم ويسلمه منه ويعينه على البعد عنه لان الامر بيد الله سبحانه وتعالى الامر الثاني تقوية المراقبة لله عز وجل واستحضار انه جل وعلا رقيب على العباد مطلع على اعمالهم لا تخفى عليه من العباد خافية كلما ذكر المرء رؤية الله بكل ما ذكر المرء نفسه برؤية الله له وعلمه به واطلاعه عليه كفه ذلك وحجزه عن الظلم وعن غيره ولهذا كما قرر اهل العلم اكبر رادع واعظم زاجر ان تعلم ان الله يراك ان تعلم ان الله يراك الم يعلم بان الله يرى فهذا العلم يعني استحضاره في القلب يقي باذن الله سبحانه وتعالى من الظلم ويحجز عنه الامر الثالث العلم يتعلم الانسان ويقرأ النصوص مثل هذا الكتاب الان لما وضع الامام مسلم كتاب الظلم وجمع هذه الاحاديث ما الهدف هل الهدف من ذلك ان نقف على هذه الاحاديث ونعرفها وانتهى الامر؟ لا نقرأ هذه الاحاديث ونعرفها حتى لا نكون من اهل الظلم هذا هو المقصود فمثل هذا الكتاب مثل هذا الكتاب المبارك كتاب الظلم في في صحيح مسلم وفي مختصره للمنذر جمع الاحاديث التي تحذر من الظلم فالعبد بحاجة الى ان يقف على هذه الاحاديث ويتأمل فيها ويستذكرها فانها باذن الله عز وجل تعينه على اتقاء الظلم ومجانبته الامر الرابع التذكير للنفس بيومي الجزاء والحساب وان الحقوق كلها مؤداة يوم القيامة وقد جاء في الحديث ان الحديث القدسي ان الله سبحانه وتعالى يقول انا الملك انا الديان لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى اقتصها منه قال حتى اللطمة وفي الحديث الاخر ولعله سيأتي اتدرون من المفلس المفلس هو الذي يظلم الناس في الدنيا في اموالهم في اعراضهم في قالوا المفلس من لا درهم عنده ولا متاع قال بل المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد ضرب هذا وسفك دم هذا وقذف هذا واخذ مال هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار فيذكر الانسان نفسه بيوم القيامة اليوم الذي يكون فيه افلاس الظالمين يظهر فيه افلاس الظالمين عندما يرى الظالم الحسنات الكبيرة التي كان قدمها اخذت امامه تنقص تذهب لهذا وتذهب لذاك وتذهب للاخر وتذهب للثالث الى ربما ان تنتهي الحسنات من كثرة المظالم التي وقعت منه غيبة ونميمة وسخرية وقوع في الاعراض وقذف والتعدي على الاموال وو الى اخره. هذه كلها تؤدى يوم القيامة من حسنات المرء فان فنيت حسناته قبل ان ما قبل ما يقضى عليه اخذ من سيئات فطرحت عليه فيذكر نفسه بيوم القيامة يذكر نفسه بيوم القيامة ويوم القيامة تؤدى الحقوق وتقتص المظالم حتى بين البهائم العجماوات حتى بين البهائم البهائم تحشر ويقتص لبعضها من بعض في نطحها للاخرى وعظها لها وغير ذلك يقتص ثم يقال لها كوني ترابا ولما يراها الكافر يقول يا ليتني كنت ترابا فهذا ايضا من الامور التي تعيننا العبد على اه تجنب الظلم والوقاية منه ونسأل الله عز وجل ان يعيذنا اجمعين من ان نظلم او نظلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة اشرت بالامس في حديثنا عن الظلم ما ذكره بعض اهل العلم ان الظلم مرتبط بالظلمة قالوا منشأ الظلم من ظلمة في في القلب منشأ الظلم الذي يقع فيه العبد من ظلمة في القلب لان القلب الذي قد استنار بنور الايمان واستضاء بظيائه وعمر بالايمان لا يتحرك فيه الظلم ما تحرك لان ايمانه يحجزه كلما حدثته نفسه بظلم حجزه ايمانه لكن اذا اصبح في القلب ظلمة ناشئة من ضعف الايمان ونقصه من هذه الظلمة يتولد الظلم اما اذا كان القلب مستنيرا بنور الايمان ما يتحرك باذن الله عز وجل ظلما وانما القلب الذي يتحرك بالظلم هو الذي فيه هذه الظلمة منشأه ظلمة وعاقبته ظلمات الظلم منشأه ظلمة في القلب وعاقبته ظلمات يوم القيامة اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة سبحان الله احيانا يعني بعض بعظ الامور التفكر تفكر الظالم فيها تعينه على خلاصه من ظلمه الان لما يا ليعتدي على مال شخص ويعرف انه ظالم له يعتدي على ارضه يزور اوراقا ويأتي بشهود زور معه ثم يأخذ الارض ويعرف انها انه ظالم ربما في اليوم التي اليوم الذي يصدر الحكم بان هذه الارض له بحكم الدعوة الكاذبة التي ادعاها ويعرف انه كاذب ربما في نفس اليوم الذي يصدر الحكم له بان الارظ له ربما يموت ربما في نفس اليوم لا يتمتع بها ولا ساعة واحدة ولهذا ايضا من الامور التي تعين على الخلاص من الظلم ويضاف الى ما سبق تذكر الموت تذكر الموت تذكروا هادم اللذات ولا يدري متى الانسان يفاجئه الموت ويلقى الله سبحانه وتعالى والدنيا كلها ترخص عند الانسان اذا عاين الموت ويبدأ يعني يشفق من الظلم الذي حصل منه لكن قد لا يكون عنده فرصة يفاجئ الموت ولا يستطيع التخلص من مظالم ظلم فيها الاخرين فيذكر نفسه بالموت انه لا يدري متى يفجأه الموت ويلقى الله سبحانه وتعالى ومن الخير للانسان ان يحاسب نفسه قبل ان يحاسبه الله وان يزن اعماله قبل ان توزن يوم فالقيامة قال واتقوا الشح واتقوا الشح والشح كما عرفه اهل العلم هو شدة البخل مع الحرص شدة البخل مع الحرص يعني على المال وجمعه البخيل شديد الحرص البخيل شديد البخل الذي هو في الوقت نفسه شديد الحرص على على جمع المال يعميه يعميه بخله وحرصه ولهذا الشح يتولد منها امور ومفاسد ومعاطف كثيرة قال فان الشح اهلك من كان قبلكم اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم لان شدة البخل مع شدة الحرص تولد من اه المرء الذي هذه صفته اعمالا عدوانية حتى مع محارمه وقرابته ويسهل عليه قطيعة الرحم يسهل عليه عقوق والديه يسهل عليها فاذى جيرانه الى غير ذلك بل قد يوصل الى مثل ما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام الى سفك الدماء نعم قال رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة قال عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم اخو المسلم المسلم اخو المسلم الاخوة المشار اليها في هذا الحديث هي اخوة الدين وهي اعظم من اخوة النسب اعظم شأنا من اخوة النسب وهي الاخوة الباقية الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين قوة الايمان التقوى باقية لان ما كان لله دام واتصل فهي دائمة وباقية مستمرة قد قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة اي جمعهم الايمان واوجد بينهم هذه الاخوة العظيمة اخوة الدين وهي اخوة عظيم شأنها يجب على عموم المسلمين ان يحرصوا على تمتين هذه الاخوة وتقويتها والبعد عن الاسباب التي تضعفها وتوهيها ولهذا جاءت النصوص بالحث على اعمال تزيد هذه الاخوة والترغيب فيها ويترتب عليها ثواب عظيم عند الله لانها تزيد الاخوة وتقويها ونهى عن اعمال كثيرة وحذر منها لانها تظعف الاخوة انظر في سورة الحجرات لما قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة عقبها مباشرة قال يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم فنهى عن السخرية وعن الهمز وعن اللمز وعن سوء الظن وعن التجسس وعن الغيبة لان وجود هذه الاشياء يضعف الاخوة مثل حديث ابي هريرة لا تباغضوا ولا تدابروا ولا ولا تحاسدوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله اخوانا لان هذه كلها تظعف الاخوة يجب على العبد ان يتجنبها وان يحذر منها قال المسلم اخو المسلم بينهم اخوة الدين ورابطة الدين فواجب على كل مسلم ان ان يحفظ هذه الاخوة وان يرعاها وان يجانب كل امر يظعفها. حق على كل مسلم ان ان يحفظ هذه الاخوة من وسائل حفظ هذه الاخوة ما ذكر في هذا الحديث وذكر في غيره مما اشرت اليه. هنا قال المسلم اخو المسلم لا يظلمه لا يظلمه الظلم يتنافى مع رعاية الاخوة الايمانية والقيام بحقها لا يظلمه كما ان المسلم في نفسه لا يرظى ولا يحب لنفسه ان يظلمه اخاه فالواجب عليه ان يعامل اخاه بهذا الذي لا بهذا الذي يحبه لنفسه الا يظلم وان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك قال لا يظلمه ولا يسلمه اي لا يسلمه لمن يظلمه يتركه يظلم ولا يعينه على الخلاص فحق الاخوة ان يعين اخاه وفي الحديث اه ولعله سيأتي انصر اخاك ظالما او مظلوما تنصر اخاك ظالما او مظلوما الظالم نصرته بكفة عن الظلم فلا يسلم اخوانه الى آآ الظلم ان يفعلوه او ان يظلموا في عمل على خلاص الناس وسلامتهم فهو في نفسه لا يظلم وفي الوقت نفسه يعمل في مجتمعه على سلامة الناس من الظلم هذا هو المعنى يعني هو في نفسه لا يظلم وايضا يعمل على سلامة الناس ولهذا تجده كافا عن الظلم واذا وجد من احد عرفه يريد ان يظلم او وقع في مظلمة اخذ ينصحه ويذكره ويخوفه بالله ويذكر عقوبة الظلم حتى لا يقع فيه او ان كان وقع فيه يرجع عنه ويتوب قال من كان في حاجة اخيه وكان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة هذه الثلاث كلها ماضية على قاعدة الشريعة في الجزاء ان الجزاء من جنس العمل هل جزاء الاحسان الا الاحسان الجزاء من جنس العمل فالذي يحسن لاخوانه بقضاء حوائجهم كان الله معه في حاجته تيسيرا وتوفيقا وتسديدا والذي يحسن لاخوانه تفريج كرباتهم احيانا تفريج الكربة بكلمة طيبة احيانا تفريج الكربة بكلمة طيبة واحيانا تفريج الكربة برأي حسن يدله عليه واحيانا تفريج الكربة بوساطة وشفاعة حسنة واحيانا تفريج الكربة بقليل من المال فمن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم يوم القيامة وبالمناسبة من يعملون في الطب طب الابدان كم يحصل على ايديهم من تفريج كرب ولهذا ينبغي على الطبيب ان يحتسب ويرجو ما عند الله عز وجل في احسانه الى الناس في تفريج الكرب احيانا يدخل الشخص على الطبيب في كربة عظيمة والم شديد ثم بدواء يصرفه له او عملية يسيرة يزيل عنه شيئا مما هو مسبب هذا الالم او نحو ذلك يفرج بذلك عن اخيه كربة قربة عظيمة ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة فيحتسب ذلك عند الله احتسب ذلك عند الله ويرجو على ذلك ما عند الله سبحانه وتعالى فهذا باب عظيم باب عظيم من ابواب الخير وملاقاة الجزاء والثواب العظيم تفريج الكربات قال ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة المراد بالمسلم الذي لا يعرف آآ الانخراط في الفواحش والرذائل والقبائح لكن زلت قدمه زلت قدمه مرة ثم وقع على زللة احد يجب عليه ان يستره وايضا الستر المأمور به المرغب فيه في مثل هذه الحال لا يتنافى مع النصح يستره وينصحه ويحذره وينبه من اين اوتي حتى لا يقع فيما وقع فيه مرة اخرى فستره لا يتنافى مع نصحه وتحذيره من هذا الامر والانكار عليه ويكون هذا فيما بينه وبينه فيما بينه وبينه وهذا وهذا هو الذي يحبه المرء لنفسه ولينتبه من يريد هتك ستر من كانت هذه حاله انه عرظة مثله للخطأ انه عرظة مثله للخطأ ربما خطأ اعظم من خطأ ذاك ليس بالمعصوم هو فمن ستر مسلما ستره الله ستر بستر احسان باحسان فيستره وينصحه وينكر عليه نعم قال رحمه الله باب في الاملاء للظالم عن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يملي للظالم فاذا اخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة. ان اخذه اليم شديد قال باب في الاملاء للظالم الاملاء للظالم. الاملاء للظالم يعني ان يمهله الله ويعطيه فرصة في اوسعة في في الوقت امتداد في العمر احيانا تزايد ايضا في المال فالله عز وجل يملي للظالم لكن لا يفلته لان عاقبة الظلم وخيمة وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد الظالم يملى له وربما يعني يغتر بذلك فيتمادى في ظلمه يتمادى في في ظلمه ثم يكون اخذه اخذا مباغتا واليما شديدا قال عن ابي موسى رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يملي للظالم يملي للظالم فاذا اخذه لم يفلته فاذا اخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد نعم قال رحمه الله باب لينصر الرجل اخاه ظالما او مظلوما قال عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الانصار فنادى المهاجر او المهاجرون يا للمهاجرين ونادى الانصاري يا للانصار فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا دعوى اهل الجاهلية قالوا لا يا رسول الله الا ان غلامين اقتتلا فكسع احدهما الاخر فقال لا بأس ولينصر الرجل اخاه ظالما او مظلوما ان كان ظالما فلينهاه فانه له نصر. وان كان مظلوما فلينصره قال باب لينصر الرجل اخاه ظالما او مظلوما بهذا امر عليه الصلاة والسلام قال انصر اخاك ظالما او مظلوما الصحابة لما سمعوا ذلك تعجبوا يعني نصرته مظلوما واظحة لكن ظالم وينصر تعجبوا من ذلك وسألوا كيف ينصر وهو ظالم قال بكفه عن الظلم فاخاك اذا اخذ في طريق تعرف انت انه طريق ظلم للعباد فمن نصرتك له ان تكفه عن هذا الظلم ان تكفه عن هذا الظلم يعينك في ذلك المسائل التي مرت تذكره بكذا وكذا وكذا لعل قلبه يستيقظ فيكف وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين يذكره بما بما عسى ان يكون سببا في كفه عن الظلم. هذه نصرة له هذه نصرة له فلينصر الرجل اخاه ظالما او مظلوما ثم ذكر هذا الحديث حديث جابر رضي الله عنه وسبق ان مر معنا قريبا في كتاب البر والصلة في باب النهي عن دعوى الجاهلية مر معنا من حديث جابر وهنا اورد الحديث باختلاف يسير في اللفظ ان غلامين اقتتلا غلام من المهاجرين وغلام من الانصار فنادى المهاجر او المهاجرون يا للمهاجرين يا للمهاجرين اي اعينونا او اعينوني ونادى الانصاري يا الانصار اي اعينوني فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا باستفهام كار ما هذا دعوة اهل الجاهلية دعوة اهل الجاهلية بتقدير فعل محذوف اتدعون بدعوى الجاهلية والاستفهام توبيخ وانكار وجاء في بعض روايات الاحاديث ادعوى الجاهلية؟ يعني تفعلون قالوا يا لا يا رسول الله لا يا رسول الله ليس يعني الذي حصل ليس الذي حصل ان الانصار آآ وقفوا في صف معادي لهؤلاء والمهاجرين وقفوا في صف معادي لهؤلاء الذي حصل انه عمل على يعني آآ حجز هذين من اعتداء احد احدهما على الاخر من اقتتال وظرب تداعوا او تجمعوا وخلصوهم من ذلك ما اجتمعوا على هذا هؤلاء يقاتلون الانصار وهؤلاء يقاتلون ما اجتمعوا على ذلك قالوا لا يا رسول الله ولهذا جاء في بعض الفاظ الحديثة وفي بعظ طرق قال فتداعوا الى ان حجز بينهما فتداعوا الى ان حجز بينهما حتى يكفاهما عن الاقتتال هذا الذي حصل وهذا داخل في ماذا انصر اخاك ظالما ومظلوما فهذا الذي فعلوه ما فعلوا آآ ان تجمعوا واصبح آآ الانصار ينصرون الانصاري ايا كانت حاله والمهاجرون ينصرون المهاجر اي ينحال هو قتال كل بعصبية من دون ما حصل هذا قالوا لا يا رسول الله لا يا رسول الله الا ان غلامين اقتتلا فكسع احدهما الاخر ومثل ما اشرت في بعض الروايات جاء فتداعوا الى ان حجز بينهما فحلت المشكلة بان منع كل واحد منهما من الاعتداء على الاخر فقال عليه الصلاة والسلام لا بأس ما هو الذي يشير اليه بقوله لا بأس يعني هذا الاجتماع على تخليصهم من من الظلم لا بأس اي بالقصد المذكور والتفصيل المبين لا بأس بهذا ان يجتمع قبيلة هذا وقبيلة هذا ليخلصوا المتخاصمين من الظلم وكل يعمل على حجزه عن الظلم هذا خير عظيم. قال لا بأس لكن لو اجتمعوا على الاقتتال كل ينصر صاحبه او من كان من قبيلته كيفما كان هذا الذي ومن دعوة الجاهلية قال لا بأس فاذا قوله لا بأس اي بالقصد المذكور بالقصد المذكور والتفصيل المبين لا على ما كان عليه اهل الجاهلية من نصرة ما من يكون من القبيلة مطلقا نصة من يكون من القبيلة مطلقا وايضا قوله لا بأس ليس عائدا الى رفع كراهة الدعاء بدعوى الجاهلية ليس عيدا على هذا قال بدعوى الجاهلية ثم قال لا بأس ليس المراد بقول لا بأس يعني ليس عيدا على الكراهة والنهي عن الدعاء بدعوى الجاهلية وانما قوله لا بأس اي لا بأس باجتماعكم وتناصركم على هذا الوصف الذي هو حجز حجز هؤلاء عن ان يظلم احد احدهما الاخر وحجزهما عن الاقتتال وهذا الذي عملوا به هو الذي دل عليه دلت عليه الاية وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا تصلحوا بينهم قال ولينصر الرجل اخاه ظالما او مظلوما ان كان ظالما فلينهه فانه له نصر بل ينهه فانه له نصر اذا نهاه عن الظلم نصره لانه خلص من من مشكلة عظيمة وعقوبة عظيمة ومغبة اليمة وان كان مظلوما فلينصره بان يخلصه من ظلم الظالم له ان كان مستطيعا. نعم قال رحمه الله باب في الذين يعذبون الناس. قال عن عروة ابن الزبير عن هشام ابن حكيم ابن حزام قال مر بالشام على اناس وقد اقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت فقال ما هذا؟ قيل يعذبون في الخراج فقال اما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا قال باب في الذين يعذبون الناس في الدنيا اي ان الله عز وجل يعذبهم يوم القيامة بقدر هذا الظلم الذي حصل منهم الناس واورد هذا الحديث عن عروة ابن الزبير عن هشام بن حكيم بن حزام قال مر بالشام على اناس مر بالشام على اناس وقد اقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت شمس حارة وزيت يصب على الرأس هذا من انكى واشد ما يكون من العذاب والاذى للانسان فقال ما هذا قال يعذبون في الخراج اي ادام طلب منهم من اموال يدفعونها ام في السنة او في الشهر او نحو ذلك قال يعذبون في الخراج فقال اما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ان الله يعذب اي يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا نعم قال رحمه الله باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين قال عن ابن شهاب وهو يذكر الحجر مساكن ثمود قال سالم بن عبدالله ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال مررنا ما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين حذرا ان يصيبكم مثل ما اصابهم ثم زجر فاسرع حتى خلفها قال باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين مساكن الذين ظلموا انفسهم ديار المعذبين ديار المعذبين وعدد منها معروفة وبعضها ايضا لا تزال ابنيتهم ومساكنهم قائمة وموجودة فالنبي عليه الصلاة والسلام جاء عنه النهي عن اه الدخول دخول ديار المعذبين ومساكن المعذبين الذين ظلموا انفسهم وان مر وهم في طريقة يسرع لا يقيم بها قال الا ان تكونوا باكين البكاء هو بايقاظ القلب بالاعتبار الاعتبار هو الاتعاظ لانه لما يذكر نفسه بهؤلاء وكيف انهم كانوا في انواع الظلم حتى احل الله سبحانه وتعالى بهم العقوبة ويذكر نفسه ان نجاه الله عز وجل من ذلك وسلمه من هذا السبيل فيتحرك قلبه فتبكي تدمع عينه ويبكي يتأثر قال الا ان تكونوا باكين اي معتبرين متعظين بهذا قال عن ابن شهاب وهو يذكر الحجر مساكن تموت قال سالم بن عبد الله ان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال مررنا مع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين. مقصود بباكين اي معتبرين متعظين تتذكرون هذه العقوبة التي احل احلها الله بهم وان وان الله عز وجل نجاكم وسلمكم وجعلكم قوما مسلمين يتأثر الانسان ويبكي الا ان تكونوا على هذه الصفة حذرا ان يصيبكم مثل ما اصابهم ان يصيبكم مثل ما اصابهم ثم زجر اي دابته امرها حركها لتسرع فاسرع حتى خلفها يعني ديار المعذبين ورأى ظهره نعم قال رحمه الله باب في الاستقاء من ابار المعذبين. قال عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما. ان الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر ارض ثمود فاستقوا من ابارها وعجنوا به العجين فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الابل العجين. وامرهم ان يستقوا من البئر التي كانت الناقة قال باب في الاستقاء من ابار المعذبين استقاء اخراج الماء للاستفادة منه شربا واستعمالا في طبخ الطعام وطهيه ونحو ذلك فهذا ايضا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنه قال عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان ناسا نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر ارض ثمود فاستقوا من ابارها وعجنوا به اي الماء العجين فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يهريقوا الماء ان يهريقوا ما استقوا ويعلف الابل العجين لا يستعمله وامرهم ان يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة اما الابار التي هي في اماكن المعذبين وحل عليهم العذاب فيها فهذه نهى النبي عليه الصلاة والسلام ان يستقى منها الماء واذا كان نهى ان يستقى منها الماء حتى يعجن به العجين فمثله ايضا ان يستقى منها الماء زرع الاشجار المثمرة فتثمر بما بهذا الماء الماء الذي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن استقائه واخراجه لان لان هذا الماء هو في ارض عذاب وارض هلاك وربما فيه ايضا من المضار ربما فيه من المضار ما لا يعلمه الا الله عز وجل فنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن استقائه لابد ان في مضرة على الانسان فيه مضرة على الانسان نعم قال رحمه الله باب القصاص واداء الحقوق يوم القيامة قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم ما هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار نعم هذا يؤجل ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا. واهد قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم يا ربنا اصلح لنا اجمعين النية والذرية والعمل. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا