الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله في كتاب القدر باب في اثبات القدر وتحاج ادم وموسى عليهما السلام قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج ادم وموسى عليهما السلام عند ربهما فحج ادم موسى قال موسى انت ادم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته واسكنك في جنته ثم اهبطت الناس بخطيئتك الى الارض قال ادم انت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه واعطاك الالواح فيها تبيان كل شيء وقربك نجيا فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل ان اخلق؟ قال موسى باربعين عاما. قال ادم فهل وجدت فيها وعصى ادم ربه فغوى؟ قال نعم قال افتلومني على ان عملت عملا كتبه الله علي كتبه الله علي ان اعمله قبل ان يخلقني باربعين سنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد قال رحمه الله تعالى باب في اثبات القدر وتحاجي ادم وموسى عليهما السلام اثبات القدر جاء فيه احاديث كثيرة عنا نبينا عليه الصلاة والسلام بان الامور كلها بقدر الله عز وجل وان ما شاءه الله كان وما لم يشأه لم يكن وان الامر كله بيده وان الخلق كلهم طوعا تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى هذا الايمان بالقدر له شأن عظيم عندما يقوم في قلب العبد المؤمن له شأن عظيم في صلاح اعمال العبد وحسن افتقاره الى الله وتذلله بين يديه وحسن توكله عليه وتمام استعانته به وعظيم التجاء التجائه اليه وايضا خوفه من من سوء الخاتمة او تغير القلب او تحول تحول المرء من حال الى من حال حسنة الى حال سيئة فكلما قوي الايمان بالقدر كان ذلك بابا لصلاح العبد في هذه الاشياء كلها في هذه الاشياء كلها كما ان من اعظم مضار عدم الايمان بالقدر او ضعفه على العبد في هذه الامور الذي والعياذ بالله لا يؤمن بالقدر كيف يتحرى قلبه للاستعانة بالله او او التوكل على الله او الالتجاء الى الله او الافتقار الى الله او الالحاح كل هذي تنعدم فيه لانها لانه لا يؤمن لا يؤمن آآ بقدر الله سبحانه وتعالى فباب الايمان باب الايمان بالقدر باب فيه صلاح عظيم للعبد وايمانه وتوحيده انما ينتظم بايمانه بالقدر مثل ما قدمنا في اه قول ابن عباس رضي الله عنهما قال الايمان بالقدر نظام التوحيد نظام التوحيد يعني لا ينتظم التوحيد ولا يستقيم امره الا بالايمان بالقدر القدر من فوائده العظيمة وفوائده على العبد كثيرة من فوائده انه عند حصول المصيبة يسلو قلبه بايمانه بقدر الله مع احتسابه على عظيم موعود الله ولهذا مر معنا وفي الحديث اه حديث ابي هريرة رضي الله عنهما ان النبي عليه الصلاة والسلام قال فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل القدر يرجع اليه في المصائب كل ما يصيب الانسان يعلم انه بقدر الله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هي المصيبة تصيب العبد المؤمن في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم هذا في باب المصائب اذا اصابت العبد المصيبة يكون قدر الله وما شاء فعل لكن اذا وقع في الذنب اذا وقع في الذنب وارتكب الخطيئة وعوتب على ذنبه وعلى خطيئته اله في هذا المقام ان يحتج بالقدر الواجب عليه في هذا المقام ان يعاتب نفسه على تفريطها في في جنب الله عز وجل لان الذنب الذي دخل عليه دخوله عليه من جهتين من جهة ظعف الاستعانة بالله ومن جهة ظعف بذل الاسباب ضعف بذل الاسباب لكن اذا اجتمع للعبد حسن البذل للاسباب في عمل الخير مع الاستعانة بالرب سبحانه وتعالى استقام على الجادة استقام على الجادة باذن الله سبحانه وتعالى ولهذا سيأتي في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاء ويسره الله لعمل اهل الشقاوة هنا اورد آآ رحمه الله هذا الحديث في تحاج ادم وموسى عليهما السلام قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج ادم وموسى عليهما السلام عند ربهما فحج ادم موسى حج ادم موسى اي كانت الحجة مع ادم قال موسى في محاجته لادم انت ادم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته واسكنك في جنته. هذه اربع امور كلها من فضائل ادم وخصائصه عليه السلام اكرام الله سبحانه وتعالى من اكرام الله سبحانه وتعالى له قال ثم اهبطت الناس بخطيئتك الى الارض ثم اهبطت الناس بخطيئتك الى الارض الخطيئة التي كانت من ادم عليه السلام هي خطيئة تاب منها وتلقى عليه السلام من ربه كلمات علمه الله سبحانه وتعالى اياها يتوب بها الى الله عز وجل فتاب الله عليه تاب الله عليه من المعلوم المتقرر ان التائب من الذنب التائب من الذنب لا يلام على الذنب بعد توبته منه لا يلام بعد توبته من لا يلام عليه لان من شأن التوبة انها تجب ما ما قبلها وتمحو ما قبلها فموسى عليه السلام ما كان يعاقب ادم على الذنب فشأن موسى عليه السلام اعظم من ذلك لانه ذنب تاب منه لانه ذنب تاب منه ادم عليه السلام وقبل الله توبته فتاب عليه سبحانه وتعالى ما كان يلوم على الذنب وانما كان يلومه على المصيبة التي هي الاخراج من الجنة ولهذا يقول اهبطت الناس احبطت الناس هذه مصيبة ليست هي الذنب هذه مصيبة قال اهبطت الناس بخطيئتك الى الارظ قال ادم انت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه واعطاك الالواح فيها تبيان كل شيء وقربك نجيا فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل ان اخلق قال موسى باربعين عام قال ادم فهل وجدت فيها اي مكتوبا وعصى ادم ربه فغوى قال نعم قال افتلومني على ان عملت عملا كتبه الله عز وجل علي ان اعمله قبل ان يخلقني باربعين سنة باربعين سنة هذا قوله قبل ان يخلقني باربعين سنة هذا لا يتنافى مع ما جاء في الحديث الماظي ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة لان التقدير هناك تقدير عام هو الذي كتب في اللوح المحفوظ وهناك تقدير خاص يتعلق بعمر كل انسان فهذا الذي ذكر هنا ادم قبل ان يخلقني باربعين باربعين سنة قبل ان يخلقني باربعين سنة هذا نظير التقدير الذي لكل مولود آآ آآ الذي قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام يجمع خلق احدكم في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم اربعين يوما علقة ثم اربعين يوما مضى ثم يرسل اليه الملك فيؤمر بكتب اربع كلمات. هذا الكتب هو تقدير لكنه تقدير من بعد تقدير تقدير من بعد تقدير تقدير خاص من بعد تقدير عام وهنا قبل ان يخلقني باربعين سنة هذا تقدير خاص من بعدي تقدير عام هنا ادم احتج بالقدر ادم احتج بالقدر وقال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى فحج ادم موسى يرحمك الله احتج بالقدر احتج بالقدر على ماذا ادم عليه السلام احتج بالقدر على ماذا على المصيبة وهاد الاحتجاج صحيح دجاج بالقدر على المصيبة ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ويقول العبد عندما تصيبه المصيبة قدر الله وما شاء فعل لكن ليس له ان يرتكب الفاحشة والذنب ويقول قدر الله وما شاء وما شاء فعل بل يقول استغفر الله واتوب اليه ويصدق مع الله ويرجع الى الى الله العبد مأمور ان يرجع الى القدر عند المصائب مأمور ان يرجع الى القدر عند المصائب. وفي الوقت نفسه مأمور ان يستغفر الله عند الذنوب و المعاهد المصائب يرجع فيها الى القدر. يقال قدر الله وما شاء فعل. والذنوب واستغفر منها ويتاب الى الى الله عز وجل فالحاصل ان آآ ان الله عز وجل ان ادم عليه السلام احتج هنا بالقدر على المصيبة وليس على الذنب ومما يستفاد هنا ان الابتلاء بالمصيبة ان الابتلاء بالمصيبة عندما يبتلي الله عز وجل عبده بالمصيبة يبتليه سبحانه بالمصائب ليطهره بها من المعايب ليطهره بها من المعايب. فالمصائب مطهرات وكفارات كما جاء بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله باب في سبق المقادير وقوله تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قال عن ابي الاسود الدئلي قال قال لي عمران ابن حصين رضي الله عنهما ارأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه اشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر من قدر ما سبق او فيما يستقبلون به مما قد اتاهم به نبيهم صلى الله عليه سلم وثبتت الحجة عليهم فقلت بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم قال فقال افلا يكون ظلما؟ قال ففزعت من ذلك فسعا شديدا وقلت كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال لي يرحمك الله اني لم ارد بما سألتك الا لا الا لاحزر عقلك ان رجلين من مزينة اتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ارأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه شيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر من قدر قد سبق؟ او فيما يستقبلون به مما اتاهم به نبيه وثبتت الحجة عليهم فقال لا بل شيء قضي عليهم ومضى فيهم وتصديق ذلك في كتاب الله ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قال رحمه الله تعالى باب فيما سبق او في سبق المقادير لسبق المقادير سبق المقادير اي فيما يعمل العباد من خير وشر ولهذا قال آآ سبحانه وتعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها اي النار مبعدون آآ السلف رحمهم الله كانوا يعظم خوفهم من السوابق والخواتيم يعظم خوف من السوابق والخواتيم مثل ما جاء في حديث المعروف بحديث الصادق المصدوق وفيه قال النبي عليه الصلاة والسلام ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيسبق عليه الكتاب في عمل بعمل اهل النار فيدخلها هذه السوابق وبعده قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها فالسوابق اي ما سبق في علم الله وفيما قدره وكتبه وقضاه اه من عمل يقوم به العبد قال في سبق المقادير اي في فيما يكون عليه العبد من صلاح وغيره من طاعة او غيرها وقوله تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها وهذه الاية تعد تعد اصلا في اثبات القدر يعد اصلا في اثبات القدر وسبق المقادير ولهذا جاء في هذا الحديث لما ذكر القدر قال وتصديق ذلك في كتاب الله ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقوى وفي هذا الحديث او هذا الخبر ان عمران ابن الحسين رضي الله عنهما آآ امتحن ابي ابي الاسود الدؤلي او الدئلي آآ في باب القدر بباب القدر لا يحزر فهمه يعني لينظر في مدى فهمه ثباته في في في هذا الباب وكانت طريقة طريقة الامتحان ان اورد عليه شبهة اه النفاة نفاة القدر وكانوا على بدايات وجودهم شبهة نفاة القدر التي هي تقوم على التحكم على الله تعالى الله عما يقولون والخوظ والخوظ في حكمه وقضائه سبحانه وتعالى بارائهم وعقولهم. ارائهم المجردة عقولهم القاصرة اورد عليه هذا السؤال ارأيت ما يعمل الناس اليوم؟ يعني من اعمال طاعات وغيرها ويكدحون اي يسعون ويجدون في الاعمال الشيخ قظي عليهم ومضى عليهم من قدر من قدر ما سبق يعني كتب في السابق او فيما يستقبلون به مما قد اتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وثبتت عليه الحجة عليهم يعني هل هو مقدر او مستأنف لم يقدر فقلت بل شيء قظي عليهم ومظى عليهم شيء قظي عليهم ومظى عليهم قال افلا يكون ذلك ظلما افلا يكون ذلك ظلما الذي يقول هذا من هو الذي يعارض الحق بعقله هذه طريقة طريقة اهل الضلال يعارض اهل الحق بعقله ويرد النصوص والحقائق الثابتة في الكتاب والسنة بعقله فهمه القاصر فلما قال لها فلا يكون ذلك ظلما اراد ان يمتحن فهمه من اراد ان يمتحن اه فهمه ويحزر عقله قال ففزعت من ذلك فزعا شديدا هذا الذي قاله ابا ابو الاسود فزعت فزعا شديدا هذا الذي هو عليه آآ يكون عليه صاحب الايمان والفهم الصحيح عندما يسمع من يعارض كلام الله بعقله ويصادم النصوص بعقله يحصل اه هذا الفزع غيرة على الحق وتعظيما الوحي والنصوص وكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ففزعت من ذلك فزعا شديدا فقلت نعم وقلت كل شيء كل شيء خلق الله كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال لي يرحمك الله اني لم اورد بما سألتك الا لاحزر عقلك يعني اختبر فهمك فلما اجاب ابو الاسود بما يدل على سلامته وثباته على الحق قواه عمران رضي الله عنه قواه بذكر هذا الحديث الذي ذكره وفيه الايمان الا القضاء والقدر وفي هذه الاية التي تعد اصلا في في هذا الباب هنا قال ابو قال ابو الاسود في الجواب كل شيء خلق الله وملك يده وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهذا حق لا يسأل عما يفعل ولا يعترض عليه في شيء من افعاله ولا يقال لما فعل الله كذا ولهذا قالوا قديما قالوا قديما لا تقل لما فعل الله ولكن قل بما امر الله لانك عبد تنتظر الاوامر من سيدك ومولاك لتفعل لا تقل لم فعل الله لا يستلم عما يفعل. ومن هو هذا العبد الذي يجرؤ على مقام ربه العظيم سبحانه وتعالى معترظا على الله جل وعلا ولهذا عد نفاة القدر المعترظون على الله في اقداره عدوا خصماء تصوم الله بهذا الذي كان منهم قال كل شيء خلق الله وملك يدي فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون ملك يده اي لا يعترض عليه في تصرفه في في في ملكه بما شاء بتصرفه بملكه مما شاء لكن هذا وحده هذا وحده آآ لا يكفي جوابا على هذه المسألة لا يكفي جوابا على هذه المسألة بل الجواب في في في هذه المسألة ان ان يذكر آآ آآ الحق الذي دلت عليه النصوص في بيان كمال عدل الله سبحانه وتعالى وان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه والعدل وضع الشيء في موضعه وضع الشيء في موضعه فوضع الشيء في موضعه هذا ليس ظلما كما ان وضع الشيء في موضعي هو العدل فوضع الشيء في في في وضع الشيء في موضعه ليس ظلما بل هو العدل وانما الظلم وضع السيف غير في غير موضعه فالظلم وضع السيف غير موضعه والعدل وضع الشيء في موضعه. والله سبحانه وتعالى حكم عدل يضع الاشياء مواضيعها ولا يضع شيئا الا في موضعه الذي يناسبه وتقتضيه اه الحكمة والعدل والله عز وجل لا يعاقب الا من يستحق العقوبة افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون نعم قال رحمه الله باب في القدر والشقاوة والسعادة قال عن علي رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فاتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعدا وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من احد ما من نفس منفوثة الا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار والا وقد كتبت شقية او سعيدة قال فقال رجل يا رسول الله افلا نمكث افلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال من كان من اهل السعادة فسيصير الى عمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة فسيصير الى عمل اهل الشقاوة فقال اعملوا فكل ميسر. اما اهل السعادة فيسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فيسرون لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى قال رحمه الله باب في القدر والشقاء والسعادة. اي ان الشقاء بقدر والسعادة بقدر وكل شيء بقدر حتى العجز والكيس اورد هنا هذا الحديث حديث علي رضي الله عنه انهم كانوا في جنازة فاتى النبي عليه الصلاة والسلام وقعد وقعدوا حوله وكان معه مخصرة وكان معه صلوات الله وسلامه عليه مخصرة المخصرة العصا فكانت بيده فنكس يعني خفض رأسه عليه الصلاة والسلام ينظر الى الارض وجعل ينكت آآ الارض بمخصرته يعني يحرك التراب بالعصا التي آآ في يده وهذا يفعله المرء احيانا عندما ينشغل بالتفكير في امر فتجده باصبعه او بعصا بيده او يحرك التراب او نحو ذلك فكان ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من احد ما من نفس منفوسة الا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار والا وقد كتبت شقية او سعيدة ومر معنا في حديث عبد الله ابن مسعود المعروف حديث الصادق المصدوق ثم يؤمر بكتب اربع كلمات وهو في بطن امه اربع بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او السعيد فهذا كله مكتوب كله مكتوب فالصحابة لما قال لهم هذا الكلام اه قالوا قولا يسألون ويستفسرون وهو قول كما يقال يطرح نفسه. سؤال يطرح نفسه في هذا المقام اذا كان الامر مكتوب منتهي كل معروف مقعده من الجنة ومن النار وحالة من شقاوة او سعادة الا يتكل على القدر يعني لا يعمل شي انسان المكتوب مكتوب وهو حاصل الا الا يتكل على القدر ويدع الانسان العمل هذا السؤال يطرح نفسه الصحابة رضي الله عنهم قالوا الا افلا نمكث على كتابنا وندع العمل افلا نمكث على كتابنا وندع الامل. نمكث على كتابنا يعني نتكل على القدر المكتوب وحاصل حاصل وندع العمل هنا ينتبه الى مسألة مهمة جدا في الباب هذا المكتوب الان المكتوب في اللوح المحفوظ اه في اه قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والمكتوب آآ آآ على الانسان وهو في بطن امه هل يعرف شيء من المكتوب هل يعرف شيئا منه ما يعرف شيء من ذلك لا يعرف شيء من ذلك ولا يعرف المكتوب الا اذا وقع الشيء اذا وقع يعرف انه بوقوعهم انه مكتوب كل ما وقع قد كتب ولا يعرف ايضا المكتوب الا بالاخبار مثل الاخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن اشياء ستقع في المستقبل فنؤمن انها مكتوبة مثل اشراط الساعة ولا الاشياء التي تكون في اخر الزمان هذه اشياء ستقع ومكتوبة هي ونعرف نعرف ذلك وان لم تقع لاخبار النبي صلى الله عليه وسلم فطريقة معرفة المكتوب المقدر اما بوقوعه او بالاخبار عنه لكن الانسان متى يموت ما هي حاله؟ كيف حاله عند عند عند الموت هذا امر لا يعرف والخواتيم امرها الى الله وبيد الله سبحانه وتعالى واحيانا تغير الانسان الى الخير احيانا تغير الانسان الى الخير قبل وفاته بساعات يعني في في من الناس وهذا وجد من حياته كلها امتدت كفرا بالله وقبل ان يموت باقل من ساعة يسلم ويموت على الاسلام يسلم ويموت على الاسلام واناس تمتد حياته بعمل ظاهر في صلاح ويختم له بخاتمة سيئة والعياذ بالله. ولكن هذا لا يقع لمن صحت عقيدته وايمانه لان الله يحفظ للعبد ايمانه يحفظ سبحانه وتعالى للعبد ايمانه ويحفظ له صدق التجاء الى الله ان يثبته ومثل ما قال يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة اذا هذا المكتوب امر مغيب لا يعرف ما هو لا يدري انسان ما هو فما الحكمة والعقل في هذا الباب والانسان لا يدري ما هو ما هو المكتوب قالوا الا نتكل على الكتاب؟ الكتاب ما ندري ما هو لا ندري ما هو الشيء الذي كتب لا ندري ما هو الا نتكل على الكتاب وندع العمل قال عليه الصلاة والسلام من كان من اهل السعادة فسيصير الى عمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاء فسيصير الى عمل اهل الشقاوة اذا العبد هذا شيء ايضا لا يدري عنه. من كان من اهل السعادة سيصير الى كذا ومن هذا ايضا لا يدري عنه في في في حاله وفيما يختم له به فاذا ماذا يعمل؟ قال اعملوا فكل ميسر اعملوا فكل ميسر هذه الكلمة اعملوا فكل ميسر لما خلق له هذه الشفاء في هذا الباب هذه الشفاء في هذا الباب العظيم فالنبي صلى الله عليه وسلم اجابهم بهذه الكلمة المختصرة الشافية الوافية اعملوا فكل ميسر لما خلق له هذه نظير كلمة تقدمت معنا قريبا احرص على ما ينفعك واستعن بالله هذي مثلها تماما اعملوا فكل ميسر لما خلق له قوله اعملوا هذا انما يخاطب به من عنده مشيئة. الذي لا لا مشيئة عنده ما يقال له اعمل صل وصم وتصدق وهو اصلا ما عنده مشيئة يتحرك بها ما يخاطب بالعمل فالخطاب بالاعمال والامر بالعمل هذا دليل على ان الانسان عنده مشيئة ثم هذه المشيئة ليست مشيئة مستقلة وانما هي مشيئة آآ تحت مشيئة الله وباذن الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله. اذا ماذا نصنع؟ عندنا مشيئة نتحرك بها في في اعمال الخير مشيئتنا تحت مشيئة الله فماذا نصنع هذه المشيئة التي عندنا نحركها نحركها بالعمل الصالح ولا نتكل على مشيئتنا بل نستعين بربنا ونلجأ الى مولانا سبحانه وتعالى ولهذا جاءت النصوص بالعمل والاستعانة اعبده وتوكل عليه اياك نعبد واياك نستعين. احرص على ما ينفعك واستعن بالله اعقلها وتوكل كثير النصوص من هذا القبيل يجمع الانسان بين هذين الاصلين بذل السبب و الاستعانة بالرب سبحانه وتعالى. قال اعملوا فكل ميسر اما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فيسرون لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى نعم قال رحمه الله باب في خواتم الاعمال. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل اهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل اهل النار وان الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل اهل النار ثم يختم له عمله بعمل اهل الجنة قال باب في خواتم الاعمال اي ما يختم للمرء به من عمل وهذه الخواتم امور مغيبة امور مغيبة علمها عند الله ولا يدرى ما تكون ولهذا شرع للمسلم ان يسأل الله عز وجل آآ حسن الختام يوسف عليه السلام ماذا قال في دعائه نعم توفني مسلما توفني مسلما وفي الدعاء اللهم ان احييته منا فاحيا على الاسلام ومن توفيته فتوفه على الايمان هذا امر بيد الله بيد الله سبحانه وتعالى يقول عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل اهل الجنة ثم يختم له بعمل اهل النار ثم يختم له بعمل اهل النار هذا الذي آآ يعمل يعمل آآ الزمن الطويل بعمل اهل الجنة ثم يختم له بعمل اهل النار ليس هو ذاك الرجل المؤمن الصادق مع ربه في ايمانه المنتج الى الله دائما السائل ربه الثبات فمثل هذا لا يخذله الله ولا يضيعه وما كان الله ليضيع ايمانكم ما يضيع بل لا يحفظ له ايمانه ويثبته عليه وانما هذا الذي يختم له بهذه الخاتمة لان عنده في قلبه شيء وهذا يوضحه حديث اخر ورواية اخرى لهذا الحديث من حديث سهل اه رضي الله عنه قال في فيه النبي عليه الصلاة والسلام ان ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس هذه اللفظة توضح بما يبدو للناس فاما الشخص الذي هو صحيح الاعتقاد صحيح الايمان الصادق الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى عظيم الخوف من الله كثير الدعاء والالتجاء الى الله هذا ما ما يخذله الله في في لحظات عمره الاخيرة يختم له بعمل اهل النار بل يحفظ له سبحانه وتعالى ايمانه لكن ذاك الذي يعمل بعمل الجنة فيما يبدو للناس آآ تظهر في اخر عمره خاتمة اه سيئة والعياذ بالله فيختم له بعمل اهل اه النار ثم يختم له عمله بعمل اهل النار قال وان الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل اهل النار ثم يختم له عمله بعمل اهل الجنة الزمن الطويل قد يكون عمر الانسان كاملا وعمل اهل الجنة قد يكون آآ ليس ساعة دقيقة واحدة او دقيقتين ويموت وهذا حصل في زمن النبي عليه الصلاة والسلام في قصة قوى اسنادها ابن كثير واوردها عند قوله تعالى في سورة الانعام الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ارجعوا اليها هناك في تفسير ابن كثير الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم من حديث ابن عباس ان رجل آآ اتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان الرجل على دابته على الناقة كافر غير مسلم وجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وسأله عن الاسلام فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم المباني مباني الاسلام الخمسة الشهادتين واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والرجل وهو فوق الناقة قال اقررت اقررت بعد هذه الكلمة مباشرة ساخت قدم ناقته في حفرة جرذان ومالت الناقة وسقط الرجل على عنقه ومات من ساعته فما له في الاسلام الا دقيقة او دقيقتين ولا وليس له في الاسلام الا كلمة اقررت الى كلمة اقررت قال النبي عليه الصلاة والسلام فاذا اذا اردتم ان تروا الذين احدا من الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فهذا منهم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي بشرك فهذا منهم اقر وامن واقبل على الله عز وجل وعزم على حياة عامرة بطاعة الله وحال بينه وبين ذلك الموت وحال بين ذلك بينه وبين ذلك الموت وجاء في بعض روايات الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني رأيت الملائكة تدس الفاكهة في فيه لانه كان جائع الرجل آآ هذا كثير هنا في هذا المجلس في هذا في هذا الدرس في اه في احد دروس الوالد حفظه الله وجزاه خيرا ذكر احد طلاب الجامعة خبرا في بعد درس من احد هذه الدروس عن جدته قال قال جدته تجاوزت التسعين واسلمت وعاشت بعد الاسلام ثلاث ايام ثلاث ايام وماتت على الاسلام فهذا امره بيد الله سبحانه وتعالى وان الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل اهل النار ثم يختم له عمله بعمل اهل الجنة نعم قال رحمه الله باب في ضرب الاجال وقسم الارزاق. نعم. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها مع واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقضي الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اصلح لنا النية والذرية والعمل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا