الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله في كتاب القدر باب في ضرب الاجال وقسم الارزاق قال عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قالت ام حبيبة رضي الله عنها اللهم متعني بزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم لم وبابي ابي سفيان وباخي معاوية قال فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم انك سألت الله عز وجل لاجال مضروبة واثار موطوءة وارزاق مقسومة لا يعجلوا شيئا منها قبل حله ولا يؤخر منها شيئا بعد حله. ولو سألت الله ان يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيرا لك قال فقال رجل يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لم يهلك قوما بعذاب ان الله لم يهلك قوما او يعذب قوما فيجعل لهم نسلا. وان القردة والخنازير كانوا قبل ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد قال رحمه الله تعالى باب في ضرب الاجال وقسم الارزاق اي ان كل ذلك مقدر ومكتوب فالاجال مكتوبة ولا يستقدم احد اجله ولا يستأخره وكذلك الارزاق فان الارزاق مكتوبة ولن تموت نفس حتى تستتم رزقها الذي كتب لها لا تزيد عنه ولا تنقص منه قال في ضرب الاجال وقسم الارزاق اي فيما قدر الله سبحانه وتعالى وكتب قال عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قالت ام حبيبة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت اللهم متعني بزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبابي ابي سفيان رضي الله عنه وباخي معاوية رضي الله عنه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم انك سألت انك سألت الله عز وجل لاجالا لاجال مضروبة واثار موطوءة وارزاق مقسومة لا يعجل شيء منها قبل حله ولا يؤخر منها شيء بعد حله ام حبيبة رضي الله عنها سألت الله جل وعلا هذا السؤال دعت الله ان يمتعها بزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبابي سفيان وباخيها اي ان يبقيهم احياء ويطيل في اعمالهم حتى تتمتع تتمتع فرؤيتهم والانس بهم قالت فدعت بهذا الدعاء يعني تسأل الله عز وجل ان يطيل في اعمارهم وان ينسى في اجلهم حتى تتمتع بهم مدة اطول حتى تتمتع بهم مدة اطول تضمن هذا الدعاء سؤال الله طول العمر لها ولهم لها ولهم وهذه اجال مضروبة وهذه اجال مضروبة لن يتقدم الانسان عن اجله ولن يتأخر ولكل اجل كتاب اخبر اخبرها النبي عليه الصلاة والسلام انها في هذا الذي سألت الله جل وعلا انما سألت اجال مضروبة اي اعمار مقدرة مضروبة اي مقدرة مكتوبة في اللوح المحفوظ واثار موطوءة واثار موطوءة يعني خطى اه سيمسيها الانسان سيمشيها الانسان ما دام ما دام انها قد كتبت مثل ما قال الشاعر مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها اثار موطوءة اي خطى مقدر ومكتوبا يمشيها الانسان كما قدر للانسان ان يمشيه مشى وارزاق مقسومة قسمها الله نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا فهي مقسومة قال لا يعجل شيء منها قبل حله ولا يؤخر منها شيء شيئا بعد حله قال ولو سألت الله عز وجل ان ينفعك ان يعافيكي من عذاب في النار. وعذاب في القبر لكان خيرا لك الان لما قال لكان خيرا لك هذا يستفاد منه ان الدعوة الاولى لما ينهى عنها عليه الصلاة والسلام لم ينه عنها لكن ارشدها الى ما هو خير والى ما هو افضل في الدعاء وان هذه الاجال والارزاق ما مقدرة ومكتوبة فارشدها الى ما هو انفع في في باب في باب الدعاء قال لو سألت الله عز وجل ان يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيرا لك لكان خيرا لك ان يعافيكي من عذاب في ان يعافيكي من عذاب في النار اي ان ينجيك من عذاب النار وان يقيك من عذاب النار وعذاب في القبر وهذا فيه ان عذاب القبر حق ان عذاب القبر حق وان من الناس من يعذبون في قبورهم قد مر عليه الصلاة والسلام بقبرين فقال اما انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان لا يستنزه من البول واما الاخر فكان يمشي بالنميمة بين الناس قال فقال رجل يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ فيما جاء في قوله تعالى وجعل منهم القردة والخنازير اي مسخهم قردة وخنازير فسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء يعني هذه القردة الموجودة والخنازير الموجودة هل هي نسل لاولئك الذين مسخوا هل هي مما مسخ؟ يعني هل هي نسل لاولئك الذين مسخوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لم يهلك قوما او يعذب قوما فيجعل لهم نسلا فيجعل لهم نسلا اي ان اولئك الذين مسخوا لم يتوالدوا لم يتوالدوا لم يكن لهم اولاد لم يكن لهم نسب قال عليه الصلاة والسلام وان القردة والخنازير كانوا قبل ذلك يعني قبل المسخ كانوا موجودين والمعنى ان هذا هذه القردة الموجودة والخنازير الموجودة ما النسل تلك القردة التي كانت موجودة قبل والخنازير التي كانت موجودة قبل اما هؤلاء الذين مسخوا فليس لهم نسل ليس لهم نسن نعم قال رحمه الله باب في الخلق يخلق والشقاوة والسعادة قال عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا باب في الخلق يخلق والشقاوة والسعادة. كان في سقط عندك نعم كيف يخلق؟ نعم باب في الخلق كيف يخلق والشقاوة والسعادة قال عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك. ثم يرسل ثم يرسل الله الملك ينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد. هو الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل جنتي حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها قال رحمه الله تعالى باب في الخلق كيف يخلق والشقاء وهو السعادة كيف يخلق؟ جاء في الحديث نطفة ثم علقة ثم مضغة والشقاوة والسعادة اي ان ذلك مكتوب ان ذلك مكتوب مثل ما سيأتي بكتب اربع كلمات ومنها الشقاوة والسعادة قال عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق الصادق في حديثه عليه الصلاة والسلام فحديثه كله صدق المصدوق المؤيد من ربه سبحانه وتعالى قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة كما جاء في بعض رواية الحديث يجمع في آآ خلق خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة اي ان النطفة اه اذا استقرت في الرحم رحم المرأة تبقى على هذه الحال اربعين يوما تبقى على هذه الحال اربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك يعني تتحول هذه النطفة الى دم الى تتحول الى دم يعني قطعة من الدم ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك يعني تتحول هذه العلقة الى مضغة والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللحن قطعة صغيرة من اللحم بقدر ما يمضغ في الفم يعني صغيرة جدا تتحول الى مضغة فهي اربعين يوم نطفة واربعين يوم علقة اربعين يوما متعة وهذي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن في اوائل سورة الحج يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة بغير مخلقة قال ثم يرسل ثم يرسل الله عز وجل الملك هذا الارسال للملك يعني بعد اكتمال مئة وعشرين يوما بعد اكتمال مئة وعشرين يوما لانه اربعين نطفة واربعين علقة واربعين مضغة فاذا اكتمل مئة وعشرين يوم يكون هذا الارسال ثم يرسل يرسل الله عز وجل الملك فينفخ فيه الروح فينفخ فيه الروح قبل هذا قبل هذا الوقت لا تنفخ فيه الروح واذا خرج سقط لا يكون لها احكام المولود لكن منفوخ فيه الروح يكون له احكام المولود قال فا ينفخ فيه الروح ويؤمر اي الملك باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او. وشقي او سعيد. تكتب هذه الاربع الرزق يعني ماذا سيطعم ويأكل يلبس كل هذه الاشياء والاجل متى سيموت حدد والعمل ما هي الاعمال التي سيعملها من خير او شر وشقي او سعيد هل هو من اهل الشقاوة او من اهل السعادة قال عليه الصلاة والسلام مقسما بالله فوالذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها اي ان كل ذلك مقدر سبق به الكتاب. مثل ما قال الله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع يعني الا شيء يسير جدا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها هذا ليس فيمن صحت عقيدته وصح ايمانه لان الله سبحانه وتعالى يحفظ للمؤمن ايمانه ويثبته عليه يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء فهذا الذي آآ في اخر حياته يتحول هذا التحول بان يعمل عمل اهل النار كان عنده ظلم كان عنده ظلم آآ كان سببا في هذا الذي حصل له لان المؤمن يثبته الله المؤمن يثبته الله ولهذا جاء في بعض روايات هذا الحديث ما يوضحه جاء من حديث سهل ابن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس قوله فيما يبدو للناس يفيد ان من كان صحيح الاعتقاد صحيح الايمان صحيح او قوي الصلة بالله سبحانه وتعالى لا يخذله الله في اخر حياته فليحفظ له ايمانه سبحانه وتعالى قال وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى على مثل هؤلاء يكون عاش حياته كلها على كفر وقبيل الوفاة بايام او حتى بساعات يشرح صدره للاسلام ثم يموت على الاسلام وهذا حصل كثير وهذا حصل كثير وخاصة اذا وفق الانسان في اخر عمره ودنو اجله بمن اه يحسن له توضيح الاسلام وبيان محاسن الدين فانه يتحول يتحول باذن الله مرة ذكر لي شخص معاصر اه تخصص في دعوة المرظى الى الاسلام وخاصة من هم كبار وعلى وشك يعني يتابعهم يأتيهم في المستشفيات يأخذ لهم هدايا وغالبا الكفار آآ كثير منهم ينقطع عنهم اولادهم ليس هناك عندهم البر والصلة فما يعرفون هذا ممكن تدخل امة في في المستشفى فما يذهب اليها ان كان ان كان من المتميزين يرسل لها ورد يرسل لها ورد ويكتب عليه اهداء لها لكن آآ هذا الذي يكون بين ابناء المسلمين ما يفارق والده او والدته يخدمه في كل شيء ويحسن اليه في ما يعرفون هذا فيكون قريبا منهم ويعوضهم عن اه عن هذا الذي هم بحاجة اليه ويفتقدونه ويتردد عليهم بطعام او بتحف او باشياء من هذا القبيل وذكروا انه اسلم على يديه خلق اسلم على يديه خلق وبعضهم اسلم ولم يكن له نصيب في الاسلام الا ايام او ساعات يا يقتنع بالاسلام وينطق بالشهادة ثم يبقى اياما قلائل ويتوفاه الله سبحانه وتعالى على ذلك هنا ذكر آآ من اولها حياة اول حياته او حاله حسنة في اول حياته ثم تكون سيئة في اخرها والعكس من اول حياته سيئة ثم تكون في اخرها حسنة والقسمة في في هذا رباعية وذكر منها هنا اثنان فقط والا ايظا من الناس من اول حياته السيئة واخرها سيئة ومنهم وهي سيئة ايضا بين ذلك. ومنهم من اول حياته حسنة واخرها حسنة وهي حسنة بين بين ذلك نعم قال رحمه الله عن حذيفة بن اسيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم باربعين او خمسة واربعين ليلة فيقول يا رب اشقي او سعيد فيكتبان فيقول اي رب اذكر او انثى فيكتبان ويكتب عمله واثره واجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص ثم ذكر هذا الحديث عن حذيفة آآ رضي الله عنه آآ يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر فالرحم باربعين او خمسة واربعين ليلة وسيأتي حديثه آآ ايضا في في الذي بعده وذكر فيه اذا مر بالنطفة ثنتان واربعون ليلة وهذا لا يعارض الذي تقدم معنى ان الملك يرسل اليه بعد اكتمال كم مئة وعشرين بعد اكتمال مية وعشرين في حديث ابن مسعود هنا ان الملك يكتب بعد الاربعين بعد الاربعين فلا تعارض بين هذا وذاك لا تعارض بين هذا وذاك ابن القيم رحمه الله اورد الحديثين في تحفة الودود في احكام المولود وايضا في كتاب اخر اظن فيه شفاء العليل وقل تعارض لا تعارض بينهما فالملك الموكل النطفة والملك الموكل بالنطفة يكتب ما يقدره الله على رأس الاربعين الاولى يكتب ما يقدره الله على رأس الاربعين الاولى هذا الملك الموكل بالنطفة وآآ وفي في حديث ابن مسعود الملك الذي ينفخ فيه الروح وهو ملك يرسل لهذه المهمة لينفخ فيه الروح مع النفخ يؤمر ايضا بالكتم يؤمر عنده نفخ الروح فيه بكتب آآ هذه الاربع يقول ابن القيم رحمه الله وهذا تقدير اخر غير التقدير الذي كتبه الملك الموكل بالنطفة غير التقدير الذي كتبه الملك الموكل بالنطفة هذاك تقدير وهذا تقدير من بعد تقدير مثله ايظا التقدير العمري الذي في ليلة القدر فيها يفرق كل امر حكيم يقدر ما هو كائن الى ليلة القدر الاخرى فهذا تقدير من بعد تقدير وكل هذه التقديرات الخاصة داخله في التقدير العام الذي هو مكتوب في اللوح المحفوظ نعم قال رحمه الله عن عامر ابن واثلة حدثه انه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من وعظ بغيره فاتى رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن اسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود رضي الله عنهما فقال وكيف يشقى رجل بغير عمل؟ فقال له الرجل اتعجب من ذلك ابتعد عن عامر قال عن عامر بن واثلة حدثه انه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من وعظ بغيره فاتى رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة ابن اسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود رضي الله عنه فقال وكيف يشقى رجل بغير عمل فقال له الرجل اتعجب من ذلك؟ فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا مر بالنطفة ثنتان واربعون ليلة بعث الله اليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب اذكر ام انثى فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب اجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا ربي رزقه فيقضى فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على امر ولا ينقص وزاد في رواية اساوي او غير سوي فيجعله الله سويا او غير سوي ثم اورد هذا الحديث حديث عامر ابن واثلة رضي الله عنه وهو صحابي صغير آآ كنيتها ابو الطفيل حدث انه آآ سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول الشقي من شقي في بطن امه الشقي من شقي في بطن امه اي كتب شقيا. معناه شقي في بطن امه اي كتب شقيا مثل ما تقدم في آآ حديث مسعود اه ويكتب شقي او سعيد فابن مسعود رضي الله عنه لما قال الشقي من شقي في بطن امه بناه على الحديث السابق الذي رواه عن النبي عليه الصلاة والسلام وان الملك يؤمر بكتب اربع كلمات آآ بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد قال الشقي من شقي في في في بطن امه اي اي كتب شقيا والسعيد من وعظ بغيره السعيد من وعظ بغيره اي انتفع ما يحصل لغيره من عواقب الذنوب وعقوباتها فيتعظ ويعتذر ويكف نفسه هذا السعيد سعيد بانه التعب واعتبر ولهذا يقولون عن الحدود الشرعية يقولون هي زواجر وجوابر بما يتعلق بمن اقيم عليه الحد هي جوابر تجبر وفيما يتعلق بغيره هي زواج تزجر الاخرين كما قال الله تعالى ولكم في القصاص حياة قال فاتى رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن اسيد الغفاري رضي الله عنه فحدثه بذلك من قول ابن مسعود يعني كأن ابا الطفيل عامر بن واثلة استشكل هذا الشقي من شقي في بطن امه كأنه استشكل ذلك فقال اي عامر ابن واثلة على وجه السؤال والاستفهام يسأل حذيفة قال وكيف يشقى رجل بغير عمل كيف يشقى رجل بغير عمل فقال له الرجل يعني حذيفة اتعجب من ذلك فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الى اخر الحديث ذكر له الشاهد فابن مسعود بنى ذلك على الاصل في في في السنة وشقي او سعيد وايضا حذيفة سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما يشهد لذلك ويدل لذلك قال اتعجب من ذلك فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا مر بالنطفة ثنتان واربعون ليلة بعث الله اليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال يا رب اذكر ام انثى اذكر ام انثى فيقضي ربك ما شاء ثم يقول يا رب اجله فيقضي ما شاء وتعالى ثم قال رزقه فيقضي ما شاء والملك يكتب ذلك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزاد على الامر ولا ينقص وحديثه الاول حديث حذيفة الاول قال يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم اربعين او خمسة واربعين وفيها يا رب شقي او سعيد. وهذه اللفظة فيها الشاهد لهذا الاستشكال الذي استشكله عامر ابن واثلة فالحاصل ان السعادة والشقاوة مكتوبة والصحابة رضي الله عنهم كما تقدم معنا لما قالوا نعمل فيما قدر وقظي او في امر مستأنف قال بل فيما قدر وقضي فما منكم من احد ما من نفس منفوسة الا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار والا وقد كتبت شقية او سعيدة هذا الذي كتب كل انسان لا يدري كل انسان لا يدري ماذا كتب ان يكون عليه ما الذي كتب في شأنه في اللوح المحفوظ والسلف كانوا يخافون من السوابق ويخافون من الخواتيم يخافون من السابق ما الذي كتب؟ لا يدري الانسان وبما يختم له لا يدري لكن عليه ماذا عليه ان يعظم التجاءه الى الله سبحانه وتعالى ولهذا سيأتي معنا آآ باب في اورد فيه اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك وجاء ايضا يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ثبت قلبي على دينك فالانسان لا يدري ما الذي كتب فهو مأمور بان يجاهد نفسه على العمل ويسأل الله الاعانة والثبات والهداية والتوفيق لان هذا بيد الله ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما تقدم اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة نعم قال رحمه الله باب كتب على ابن ادم نصيبه من الزنا. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب على ابن ادم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والاذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه قال باب كتب على ابن ادم نصيبه من الزنا كتب على ابن ادم نصيبه من الزنا هذا مثل ما تقدم يعني السعادة والشقاوة والشقي والسعيد كل ذلك مكتوب وهذا المكتوب لا يدري ما هو الانسان ولهذا جاءت النصوص الكثيرة في النهي عن الزنا والتحذير منه والنهي عن قربانه وجاءت الوعيد على ذلك فالمؤمن يسأل الله عز وجل ان يحفظه وان يسلمه وان يجعله في عافية وسلامة من ذلك ويأخذ بالاسباب التي ينجو بها ويسلم من الوقوع في في الزنا او في مقدماته التي هي التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بانها زنا التي هي المقدمات مثل اه النظر والكلام واللمس ونحو ذوي الاستماع ونحو ذلك لان هذه تفظي اليه ولهذا الله جل وعلا لما نهى عن الزنا في سورة الاسراء قالوا ولا تقربوا الزنا ولا تقربوا الزنا لان ثمة اشياء تفظي اليه وتؤدي اليه من لمس او حديث او سماع او نحو ذلك فقال مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والاذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطى من يعني ينظر الى محاسن امرأة هذا النظر هو من الزنا من من الزنا لكنه ليس الزنا الذي يوجب الحد الذي هو من عظائم الامور ولهذا بعظ السلف لما سئل عن اللمم الا اللمم قال ما اجد شيئا آآ اشبه باللمم من هذا الذي بحديث ابي هريرة يعني ما ذكر من المقدمات فالاكبر الاكبر هو او الذي هو من الكبائر ما جاء في خاتمة الحديث قال ويصدق ذلك الفرج ويكذبهم اذا وقع الانسان في اه آآ الفاحشة المحرمة فهذا هو الزنا الذي هو من كبائر الذنوب وما قبله هو زنا لانه من مقدمات من مقدمات الزنا ومن الامور التي تفظي اليه واخبار النبي صلى الله عليه وسلم بانه مكتوب لا يعني مثل ما تقدم الاتكال على الكتاب السابق او الاحتجاج بالكتاب السابق فهذا كله لا يجوز وانما المرء مأمور المقاومة والمجاهدة والاستعانة والله سبحانه وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا