الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله في كتاب الذكر باب من جلس يذكر الله ويحمده ويحمده يباهي به الملائكة قال عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد فقال ما اجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل قال االله ما اجلسكم الا ذاك قالوا والله ما اجلسنا الا ذاك قال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم وما كان احد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم اقل عنه حديثا مني وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من اصحابه فقال ما اجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا قال االله ما اجلسكم الا ذاك؟ قالوا والله ما اجلسنا الا ذاك قال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكنه اتاني جبريل عليه السلام فاخبرني ان الله عز وجل يباهي بكم الملائكة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب من جلس يذكر الله ويحمده يباهي بهم الملائكة هذه الفظيلة من فضائل الذكر وثمرة عظيمة من ثماره والذكر له ثمار لا تحصى وفوائده لا لا تستقصى وقد فصل فيها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب قال في الذكر اكثر من مئة فائدة وسرد ما يزيد على السبعين فائدة من فوائد الذكر العظيمة واثاره المباركة وقد تقدم شيء من فوائد الذكر وثماره وهنا في هذه الترجمة ثمرة عظيمة من ثمار الذكر والجلوس في مجالسه وهي ان الله تبارك وتعالى يباهي بالذاكرين ملائكته يباهي بهم ملائكته يذكرهم جل وعلا في الملأ الاعلى مثنيا عليهم وهذا الشرف شرف عظيم يناله اهل الايمان في جلوسهم في مجالس الذكر التي هي رياض الجنة كما صح بذلك الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال اذا مررتم برياظ الجنة فارتعوا قيل وما رياظ الجنة قال مجالس الذكر هذا الحديث ذكره او اورده الامام ابن القيم وقال رحمه الله من شاء ان يسكن رياض الجنة في الدنيا من شاء ان يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر فانها رياض الجنة فانها رياض الجنة فهذه الرياض رياض الجنة التي هي مجالس الذكر التي تعقد اقامة لذكر الله ببيان شرعه والتعريف به وباسمائي وصفاته وعظمة وعظمة والاءه واحكامه التي يامر بها عباده ان يفعلوها وان واحكامه التي ينهى فيها عبادة لينتهوا عنها هذه المجالس آآ مباركة عظيمة الاثر ومن اثارها كما في هذا الحديث حديث معاوية ان الله يباهي بهم الملائكة قال عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد اي جماعة مجتمعين متحلقين في المسجد فقال ما اجلسكم ما ما القصد من هذا الجلوس قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل قال قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل يعني هذا المجلس الذي جلسنا قائم على هذا الاساس نذكر الله عز وجل المقصود نذكر الله عز وجل اين تذاكر نتذاكر ونتدارس في اي كتابه واحاديث رسوله عليه الصلاة والسلام ونتفقه في دينه قال الله ما اجلسكم الا ذلك يستحلفهم بالله لان المجلس الذي جلسوه مجلس عظيم الله ما اجلسكم الا ذلك قالوا والله ما اجلسنا الا ذلك قال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم وما كان احد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم اقل عنه حديثا مني اقل عنه حديثا مني اي انه في مكانته العظيمة من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومنزلته العالية وقرابته ايضا من الرسول عليه الصلاة والسلام وكونه من كتاب الوحي احدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من اخواته له منزلة له له مكانة من جهات فيقول ما كان احد بمنزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل عنه حديثا مني وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من اصحابه فقال ما اجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله نحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا وهذا ايضا فيه فظل اه ذكر الالاء فاذكروا الاء الله اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم ذكر الالاء ذكر النعم ذكر المنن والفظايل والفظائل والعطايا فهذا مقام عظيم ذكرها شكرا للمنعم من اعظم القرب من من اعظم القرب ان يكون المرء ذاكرا نعمة الله عليه حامدا له وشاكرا ومثنيا على ربه سبحانه وتعالى قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا قال الله ما اجلسكم ذلك؟ يستحلفهم الرسول عليه الصلاة والسلام قالوا والله ما اجلسنا الا ذلك قال عليه الصلاة والسلام اما اني لم استحلفكم تهمة لكم اي لم اطلب منكم الحلف وانا اتهمكم بالكذب ليس لاجل هذا حلفتكم ولكنه اتاني جبريل عليه السلام فاخبرني ان الله عز وجل يباهي بكم الملائكة نزل عليه جبريل في ذاك الوقت الذي هم متحلقين وقال انظر هؤلاء الجماعة في المسجد فان الله يباهي بهم الملائكة نزل في وقت الجلوس الذي كانوا جالسين مخبرا بذلك فاخذ من هذا الحديث فضيلة عظيمة من فظائل مجالس الذكر آآ وهي ثناء الله على الذاكرين في في الملأ الاعلى مثل ما تقدم معنا في الحديث الذي قبله وذكرهم الله في من عنده ولهذا يا اخوان من يكرمه الله عز وجل بحضور مجالس العلم وحلق الذكر في بيوت الله عز وجل عليه ان يقوي في قلبه الطمع في هذه الثمار هذا الشرف عظيم لك ايها العبد ان يذكرك رب العالمين هذا شرف لك شرف اي ما شرف فضل اي ما فضل ان يذكرك رب العالمين في الملأ الاعلى ان تذكر عند الله فاذكروني اذكركم من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم نعم قال رحمه الله باب نعم ذكرته ذكرتهم ذكرته في ملأ خير منهم هذه وقوله في حديث آآ ابي هريرة وذكرهم الله فيمن عنده وقوله هنا في هذا الحديث يباهي بكم الملائكة كله اثر واحد من اثار الذكر دلت عليه هذه الاحاديث نعم قال رحمه الله باب فضل مجالس الذكر لله عز وجل والدعاء والاستغفار قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك ان لله تبارك وتعالى ملائكة فضلا يبتغون مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحث بعضهم بعضا باجنحتهم حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا فاذا تفرقوا عرجوا وصعدوا الى السماء قال فيسألهم الله عز وجل وهو اعلم بهم. من اين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في الارض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك قال وماذا يسألوني؟ قالوا يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي؟ قالوا لا اي رب قال فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا ويستجيرونك؟ قال ومما يستجيرونني قالوا من نارك يا رب قال وهل رأوا ناري؟ قالوا لا قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك. قال فيقول قد غفرت لهم واعطيتهم ما سألوا. واجرتهم مما استجاروا. قال فيقولون ربي فيهم فلان عبد خطاء انما مر فجلس معهم قال فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم قال رحمه الله تعالى باب فظل مجالس الذكر لله عز وجل الدعاء والاستغفار واورد هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله تبارك وتعالى ملائكة سيارين فضلا سيارين معناها واضح اي يسيرون ويجولون وفضلا اي ملائكة زائدين على الملائكة الحفظة الموكلين اه حفظ اعمال العباد وكتابة اعمال العباد ليسوا هؤلاء من الملائكة الموكل لهم كتابة الاعمال وانما هم ملائكة زائدون على اولئك لم يكلفوا ووظيفة مثل كتابة الاعمال او احصاء اعمال عباد او نحو ذلك لكنهم يجولون يجولون وتجول اه الملائكة بالطيران ولاجنحة مثنى وثلاثة ورباع يطيرون بهذه الاجنحة فاذا فرأوا مجلس ذكر وهم يطيرون اذا رأوا مجلسا فيه ذكر توقفوا عن الطيران وعن التجول والسير وقعدوا معهم وقعدوا معهم وحث بعضهم بعضا باجنحتهن حتى يملأ ما بين السماء الدنيا هذا نظير ما جاء في حديث ابي هريرة الاول وحفتهم الملائكة وحفتهم الملائكة بل هذا حديث سارح للحديث الاول حفتهم الملائكة اي حث بعضهم بعضا باجنحتهم حتى يملأوا ما بين السماء الدنيا ما بين السماء الدنيا وهذا الصنيع تعظيم للشأن مجالس الذكر ومجالس العلم وان وان لها شرف عظيم لها مكانة عظيمة وحب الملائكة لهذه المجالس وانها مجالس تغشاها الملائكة وتقعد فيها تقعد فيها وتحف تلك المجالس باجنحتها كم هذا الخير الذي يحصل يحصل للعبد بقرب الملائكة وان تحف الملائكة ذلك المجلس باجنحتها حتى يدرك المرء عظم الخير في في هذا الامر ليقارن بينها وبين مجالس الباطل التي تغشاها الشياطين التي تغشاها الشياطين وتملى تلك المجالس الشياطين وتقعد معهم في مجالسهم الشياطين كم من الشر والفساد الذي سيبوء به اولئك اتاحتهم بصنيعهم للشياطين ان يقربوا منهم ولهذا من الفقه للمستفاد من من من هذا الحديث ان العبد الناصح لنفسه ينبغي ان يعود نفسه في الحياة على ما يكون له فيه قرب من الملائكة. ان تقرب من الملائكة وان يحذر من المجالس التي تقرب الشياطين منه ان ان يحذر من المجالس التي تقرب الشياطين منها. هناك اشياء تقرب الملائكة هناك اشياء تقرب الشياطين فمن الخير للمرء ان ان يبذل الاسباب التي تقرب فيها الملائكة منه وان يحذر من الاسباب التي تدني الشياطين منه فهذه ثمرة عظيمة من ثمار مجالس الذكر ان الملائكة السيارة الفضل يكسون هذه المجالس ويقعدون فيها ويحفونها باجنحتهم ويبقون مع آآ اهل تلك المجالس الى ان ينقضي المجلس يجلسون معهم الى ان ينقظي المجلس يستمعون الذكر ويحبون سماع الذكر ويحبون اهل مجالس الذكر فيجلسون معهم جلسة اه آآ محبوبة اليهم محبوبة اليهم ثم اذا انقضى مجلس الذكر قال فاذا تفرقوا من هم اهل المجلس انتهى مجلسهم وتفرقوا عرج يعني لا يقومون حتى يتفرق اهل المجلس ليس مجيئهم آآ مرور عابر يجسون لحظة ويمشون لا يجلسون معهم الى ان ينقظي المجلس اهله قال فاذا تفرقوا عرجوا وصعدوا الى السماء قال فيسألهم الله عز وجل وهو اعلم بهم من اين جئتم يقولون جئنا من عند عباد لك بالارض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك وليس المقصد اه بيحمدونك انهم يجلسون جلسة يسبحون جماعة هذا لا اصل له او يحمدون جماعة او يقوم عليهم رجل ويقول سبحوا مئة ثم يعدون بصوت واحد مئة تسبيحة كبروا مئة فيكبرون وهكذا ليس هذا هو المراد بل مثل هذا العمل وجد في زمن الصحابة فانكروه كما في سنن الدارمي رضي الله عنه انه ذكر له جماعة مجتمعين في مسجد وعليهم رجل قائم وامامهم حصى فيقول سبحوا مئة فيسبحون ويعدون المئة بالحصى الذي امام كل واحد فيقول هللوا مئة فيهللون وهكذا فذهب اليهم ابن مسعود وقال اما انكم جئتم ببدعة ظلما او فقتم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما واحدا من اثنتين اما انكم افتتحتم باب ظلالة وجئتم ببدعة وعمل لا اصل له او ان عندكم علم اعظم من علم الصحابة يقصد ان هذا العمل ما كان الصحابة يفعلونه ليسوا موجودا عندهم اما انكم تزعمون ان عندكم علم ليس عند الصحابة او انكم افتتحتم باب ظلالة وبدعة انظر القوم في مسجد ومجتمعين على الكلمات الاربعة التي احب الكلام الى الله التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل لكن الطريقة كانت مخالفة اجتماعهم على احب الكلام الى الله ومع ذلك يقول لهم جئتم ببدعة لان طريقتهم محدثة ليس لها اصل في شرع الله فماذا قالوا له قالوا يا ابا عبدالرحمن والله ما اردنا الا الخير كثير من آآ الذين يفعلون البدع لو تسألك والله ما اردت الا الخير والله نيتي طيبة والله مقصدي حسن ما اريد الا الخير ايضا انظر ماذا قال قال ما كل من اراد الخير ادركه ما كل من اراد الخير ادركه الذي يدرك الخير هو الذي يعمل بالخير وفق هدي امام الخير عليه الصلاة والسلام استن بالنبي صلى الله عليه وسلم لاميا يأتي باعمال من رأسه لا اصل لها في هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وسنته اذا قوله يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك ليس المراد اجتماع على الذكر الجماعي فهذا مثل ما اشرت انكره فالصحابة لكن المراد به الاجتماع على اه ما يعين العبد على ذكر الله عز وجل على ذكر الله عز وجل على آآ حث النفوس على الذكر تحريك الرغبة في الذكر الان لما تعقد مجالس ويبين فيها فضل الذكر ويبين فيها فضل الذكر من يخرج من تلك المجالس يخرج تحرك قلبه ذكرا لله وثناء على الله وتمجيدا لله وتكبيرا لله سبحانه وتعالى المقصود بهذه المجالس مجالس العلم مجالس العلم التي فيها تفقيه للناس بالذكر والثناء على الله وصفة الذكر لله وفضائل الذكر وثواب الذاكرين وما الى ذلك قال وماذا يسألوني قال يسألونك جنتك يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي قالوا لا يا رب قال عز وجل فكيف لو رأوا جنتي يسألون هذا السؤال ويرغبون ذرهم في الجنة وهم ما رأوها سمعوا بها وسمعوا بصفاتها كيف لو رأوها هذا الذي يقول كيف لو رأوه رأوها هو رب العالمين سبحانه وتعالى كيف لو رأوها قالوا ويستجيرونك يطلبون منك ان تجيرهم ان تنجيهم ان تعيدهم قال ومما يستجيرونني؟ قالوا من نارك يا رب قال وهل رأوا ناري قالوا لا قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك يطلبون من منك ان تغفر لهم نسأل الله الكريم ان يغفر لنا اجمعين اللهم اغفر لنا ذنبنا كله يا رب العالمين ويستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم فيقول قد غفرت لهم واعطيتهم ما سألوا. انظروا هذه الثمار التي يفوز بها اهل مجالس الخير ومجالس الذكر قد غفرت لهم واعطيتهم ما سألوا اعطيتهم ما سألوا واجرتهم مما استجاروا واجرتم مما استجاروا قال فيقولون ربي اي يا رب فيهم فلان عبد خطاء صاحب ذنوب ما هو من آآ عمار هذه المجالس والذين يقصدونها باستمرار ليس من من اهل هذه المجالس انما مر فجلس معهم مرور هذا المجلس واحبه وجلس معه. ما هو من اهل هذه المجالس السؤال السؤال عن ماذا الان لما قالوا ان معهم فلان ومرة فجلس معهم يعني هل يقصدون هل يشمله اعطيتهم غفرت لهم فليشمل هذا قال سبحانه وتعالى وله غفرت وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليس قال وله وله غفرت لا يحرم الانسان آآ نفسه من هذا الخير لا يحرم نفسه من من من هذا الفضل من هذا المن هذا الغفران الذنوب من هذا الفضل الذي آآ آآ يترتب على مجالس الذكر دعاء مستجاب ومغفرة للذنوب وثناء على الذاكرين في الملأ الاعلى وملائكة تحف هذه المجالس وتقعد مع الذاكرين في في مجالسهم خيرات عميمة وفضائل كثيرة لا يحصيها الا الله جل وعلا نعم قال رحمه الله باب في الذاكرين والذاكرات قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات قال رحمه الله تعالى باب في الذاكرين الله في الذاكرين الله والذاكرات هذه الترجمة معقودة في بيان فظل ذكر فضل ذكر الله عز وجل بالكثرة فضل ذكر الله عز وجل بالكثرة وقد جاءت نصوص كثيرة في الحث على ذكر الله عز وجل بالكثرة وعظم ثواب المكثرين من ذكر الله مثل ما جاء في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم فيها سلام اه واعد لهم اجرا كريما آآ هذه كلها اثار ثمار للذكر بالكثرة. من من قوله هو الذي يصلي عليكم قوله هو الذي يصلي عليكم هو من من نظير ما جاء في الاحاديث هنا ذكرهم الله بالملأ الاعلى لان صلاة الله على العبد ثناؤه عليه في الملأ الاعلى كما قال ابو العالية وغيره صلاة الله على عبده ثناؤه عليه يصلي عليكم مثل ما جاء في ذكرهم الله فيمن عنده ذكرتهم في ملأ خير منهم يباهي بهم ملائكته هو الذي يصلي عليكم هذه كلها تمرة من اه من ثمار الذكر العظيمة واثاره الكريمة ايضا قوله سبحانه وتعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما وقال تعالى واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون فجاءت ايات كثيرة فيها حث على ذكر الله بالكثرة وثناء على الذاكرين. من هذه النصوص التي جاءت حثا على ذكر الله بكثرة هذا الحديث هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة تسير في طريق مكة في طريق مكة آآ مر على جبل يقال له جمدا يقال له جمدان هذا جبل آآ في خليص ربما لما يبقى على مكة في اللوحات مئة كيلو تقريبا تأتي منطقة يشار اليها خليص يقال لها هذا الجبل هناك في تلك المنطقة يعني بينه وبين مكة مئة كيلو وهو في الطريق في طريقهم آآ في سيرهم الى مكة مر بالجبل مر بهذا الجبل الجبل يعني فيما يذكر اه وما رأيته لكن فيما يذكر انه جبل جاء منفرد يعني وحده هكذا جاء منفردا وحده فلما رأى عليه الصلاة والسلام هذا الجبل منفردا وحده قال هذا جمدان يعني انظروا هذا الجبل كيف انه منفرد وحده هذا جمدان سبق المفردون يعني انفراده ذكر بماذا بالمفردين ذكر بالمفردين قال سبق المفردون المفردون الذين تفردوا بالسبق تفردوا بالخير تفردوا الفضائل السبق اليها فسبق المفردون الصحابة رضي الله عنهم استشعروا يعني امرا عظيما وهم الحريصون على كل خير فقالوا وما المفردون يا رسول الله وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات هذا الحديث هذا الحديث من الفوائد التي تستفاد منه ان العباد اهل الذكر لله عز وجل حالهم في ذكر لله كأنهم في ميدان سباق كانهم في ميدان سباق ميدان تنافس ومسابقة والاسبق في هذا الميدان من هو ها الاكثر ذكرا لله. الاسبق الاكثر ذكرا لله وهذا التسابق آآ في ميادين الطاعة كلها في الصلاة في الصيام والحج وجميع ميادين الطاعة فيها هذا التسامح ولهذا جاء في حديث صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه سئل اي المصلين اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا قيل اي الصائمين اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا. قيل اي الحجاج اعظم اجرا؟ قال اكثرهم لله ذكرا. قيل اي العمار؟ اكثر قرأ قال اكثرهم لله ذكرا قيل اي المجاهدين اكثر اجرا؟ قال اه اعضاء اكثرهم لله ذكرا هذا الحديث ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب ضمن الفوائد التي عددها للذكر واستخلف استخلص منه قاعدة عظيمة في هذا الباب قال اعظم اجرا في كل طاعة الاكثر ذكرا لله فيها الاكثر ذكرا لله فيها. فاذا دخل الناس الحج دخلوا ميدان سباق السابق فيه والاعظم اجرا فيه الاكثر ذكرا لله. والصلاة ميدان سباق والصيام ميدان سباق وعموم الطاعات الدينية ميدان سباق فيه الاكثار من ذكر الله ولا عجب لان ذكر الله عز وجل هو مقصود هذه الطاعات. اقم الصلاة لذكره انما شرع الطواف بالبيت والسعي بين بالصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله لاقامة ذكر الله عز وجل فالطاعات انما شرعت لاقامة ذكر الله. فكلما عظم حظ العبد فيها من الذكر لله سبحانه وتعالى عظم اجره وكان من السباقين من الفائزين بالسبق كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال يذكرون الله كثيرا والذاكرات الذاكرون الله كثيرا والذاكرات نعم قال رحمه الله باب في التهليل قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا اله الا الله وحده اعز جنده ونصر عبده وغلب الاحزاب وحده فلا شيء بعده قال باب في التهليل التهليل آآ هو قول لا اله الا الله وهذه الكلمة هي احب الكلام الى الله عز وجل وهي افضل الذكر كما صح بهذا الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام افضل الذكر لا اله الا الله وهي اعلى شعب الايمان الامام بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وهي على شعب الايمان وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله خير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في التهليل جاءت احاديث كثيرة حثا عليه وتريبا فيه وبيانا لعظيم شأنه وجزيل ثوابه عند الله سبحانه وتعالى قال باب في التهليل ثم ذكر صيغة آآ في التهليل آآ كان يأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي انه كان يقول الا اله الا الله وحده لا اله الا الله وحده لا اله الا الله هذه الكلمة هي كلمة التوحيد والافراد لله سبحانه وتعالى بالوحدانية لما كان مقام التوحيد الذي هو مدلول لا اله الا الله عظيم الشأن اكده عقب هذا التهليل بقوله وحده فقوله وحده هذا تأكيد للتوحيد الذي تدل عليه لا اله الا الله وفي بعض النصوص يأتي وحده لا شريك له وحده لا شريك وهذا تأكيد ايضا لان كلمة التوحيد فيها نفي واثبات الاثبات يؤكد بقوله وحده والنفي يؤكد بقوله لا شريك له لا اله الا الله وحده هذه كلمة التوحيد وما بعدها ثناء على الموحد سبحانه وتعالى اعز جنده اعز جنده فالعزة لله عز وجل والعزيز من اعزه الله العزة فان العزة لله وهو الذي يعز سبحانه وتعالى آآ من يشاء سبحانه اعز جنده ونصر عبده وهذا وعد به سبحانه وتعالى انا لننصر رسلنا. والذين امنوا وغلب الاحزاب وحده لما تكالب الاحزاب وتجمعوا حول المدينة الزاعمين انهم سيستأصلون المسلمين عن اخرهم هزمهم الله وحده سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود هؤلاء هم الاحزاب الاية في سورة الاحزاب اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها هزمهم الله بتلك الريح وبجنودي ملائكة وهزم الاحزاب وغلب الاحزاب وحده. في بعض الروايات وهزم الاحزاب وحده فلا شيء بعدها فلا شيء بعده وهذا توحيد لله عز وجل فلا شيء بعده هذا توحيد لله سبحانه وتعالى اي الامر كله بيده وطوع تدبيره ولا احد اه له اه قدرة على رد قضائه لا راد لقظائه ولا معقب لحكمه ما شاء كان سبحانه وما لم يشأ لم يكن نعم قال رحمه الله باب في رفع الصوت بالذكر قال عن ابي موسى رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ايها الناس اربعوا على انفسكم انكم ليس تدعون اصم ولا غائبا انكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم قال وانا خلفه وانا اقول لا حول ولا قوة الا بالله فقال يا عبد الله ابن يا عبد الله ابن قيس الا ادلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوة الا بالله قال رحمه الله تعالى باب في رفع الصوت بالذكر برفع الصوت بالذكر المقصود بهذه الترجمة ان الذكر يأتي بها المرء قولا لا يرفع صوته به لا يرفع صوته به وانما يذكر الله سبحانه وتعالى ذكرا اه خفيا بينه وبين الله خفيا بينه وبين الله سبحانه وتعالى اه في الاية التي قبل الاخيرة من اه سورة الاعراف ماذا قال الله جل وعلا نعم واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين ولا تكن من الغافلين. هذي اقرؤوها وراجعوا ايضا تفسيرها جمعت سبعة اداب من اداب الذكر وهي من اجمع الايات لاداب ذكر الله سبحانه وتعالى. منها هذا المعنى الذي عقدت هذه الترجمة لاجله ودون الجهر من القول ودون الجهر من القول لا تجهر بالذكر اجعله بينك وبين الله ذكرا لا يكون ذكر بغير لسان هذا ليس ذكر يعني او او هو من اضعف الذكر لان الذكر مراتب فيكون ذكر باللسان يحرك لسانه بالذكر لكن لا يصوت لا يصوت به لا يرفع صوته به قال في رفع الصوت بالذكر المقصود انه لا يفعل ذلك وانما الذي يفعل مثل ما قال الله ودون الجهر من القول لا يرفع الصوت اورد هذا الحديث عن ابي موسى رظي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اربعوا على انفسكم هونوا هونوا خففوا على انفسكم تربع على انفسكم اي هونوا عليها خففوا ارفقوا بانفسكم لا تجهدوها انفسكم تتعبوا انفسكم كالذي اه يذكر اه ربه بصوت عالي بصوت عالي آآ ياه يتعب وربما يتوقف ولهذا الذكر الذي جاء الامر به دون الجهر من القول اعون للعبد على الاكثار الذي هو مطلوب في الذكر الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى قال اربعوا على انفسكم انكم ليس تدعون اصم ولا غائبة انكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم وهو معكم اي بعلمه اه اطلاع سبحانه وتعالى قال ابو موسى وانا خلفه خلف النبي عليه الصلاة والسلام وانا اقول لا حول ولا قوة الا بالله يعني من من الاذكار التي كان يقولها ويرفعون بها اصواتهم من هذه الاصوات صوت كان لابي موسى بهذه الكلمة لا حول ولا قوة الا بالله والنبي عليه الصلاة والسلام يسمعه يقول لا حول ولا قوة الا بالله فقال له يا عبدالله ابن قيس يا عبد الله بن قيس الا ادلك على كنز من كنوز الجنة الا ادلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوة الا بالله هو كان يقول لا حول ولا قوة الا بالله فعرفه بعظيم شأن هذا الذي كان يقوله ليكثر منه. ولهذا جاء في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اكثروا من لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله هذه كلمة استسلام وتفويض وتوكل على الله سبحانه وتعالى قول الله جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد هو تحقيق لكلمة التوحيد لا اله الا الله واياك نستعين وتحقيق للا حول ولا قوة الا بالله لان لا اله الا الله كلمة توحيد تحقيقها اياك نعبد ولا ولا حول ولا قوة الا بالله كلمة استعانة وتحقيقها واياك نستعين واياك نستعين ولهذا شرع لنا ان نقول هذه الكلمة بين يدي مصالحنا واعمالنا وامورنا الان يشرع للمسلم كل مرة يخرج فيها من بيته لمصلحة دينية او دنيوية ان يقول اول ما يخرج من البيت ماذا بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله يقول لا حول ولا قوة الا بالله يطلب العون من الله ان يعينه على هذه المصالح التي خرج اليها في كل مرة يخرج من بيته وآآ لما نسمع المؤذن يقول حي على الصلاة حي على الفلاح اقبلوا على الصلاة اقبلوا على الفلاح المترتب على الصلاة شرع لنا ان نقول لا حول ولا قوة الا بالله نقولها طالبين من الله ماذا ان يعيننا ان يعين ان يعيننا فهي كلمة آآ استعانة وتفويض لله لا حول ولا قوة الا بالله لا حول للعبد لا تحول للعبد من حال الى حال من معصية الى طاعة من ضعف الى قوة من عجز الى نشاط الى غير ذلك الا بالله ولا قوة له على القيام باي مصلحة من مصالحه الا بالله ان يعينه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. فالعبد لا لا قدرة له على القيام بشيء الا باعانة الله له. فلا حول للعبد ولا قوة الا بالله نسأل الله ان يعيننا اجمعين على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره على نيته وسره اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا انصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا وصل سخيمة صدورنا اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمدا صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما عاد منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قظاء قظيته لنا خيران اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقضي الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم اصلح لنا اجمعين النية والذرية والعمل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا