والله ما في هذه الدنيا لك من اشتياق العبد للرحمن هم يسمعون كلامه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذي علم بالقدر علم الانسان ما لم يعلم واصلي واسلم على خير البرية وعلى ازكى البشرية على المبعوث رحمة للعالمين. ومحجة للسالكين ممهدا لقواعد الفقه في الدين محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله ايها الاحبة في مجلس جديد في شرح هذه الرسالة المباركة رسالة المسترشدين لكل من يطلب طريق الرشاد الى رب العالمين. للامام الحارث بن اسد المحاسبي رحمه الله الله تعالى وكنا قد انتهينا الى قول المصنف رحمه الله تعالى وكل امر اشتبه عليك فيه الحق فاعرضه على الكتاب والسنة والاداب الصالحة. فان خفي عليك امر فخذ فيه رأي من ترضى دينه وعقله. واعلم ان على الحق شاهدا قبول النفس له. الا ترى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم استفت قلبك وان افتاك الناس وافتوك. وقيد الجوارح باحكام العلم. ايها الاحبة الحادث المحاسبي رحمه الله تعالى في هذا المقطع يتكلم عن قاعدة مهمة وعن منهجية واضحة لكل مسترشد يسلك الطريق الى الله سبحانه وتعالى. هذه القاعدة ايها الحبيب هي كيف تتعامل مع المسائل التي يشتبه فيها وجه الحق. كيف نتعامل مع المسائل التي يشتبه فيها وجه الحق علينا وهذه مسألة مهمة خاصة في هذه الازمان. فالحارث المحاسبي رحمه الله في هذا النص يبين ان الناس احد رجلين اما ان يكون رجلا مجتهدا وهذا الاجتهاد لا يأتي الا بان يبذل الانسان جهده ووقته في طلب العلم يفني ساعاته العمر في تحصيله ومعرفة علومه. فاذا كان مجتهدا يستطيع النظر في الادلة الشرعية. ويستطيع ان يستنبط الاحكام منها فهذا فرضه ان يعود الى مصادر التشريع الاصيلة التي تكلم عنها المحاسبي. تعرض في عرض هذه المسألة التي اشتبه فيها وجه يحق على كتاب الله عز وجل وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال وعلى الاداب الصالحة اي على منهج السلف رحمهم الله الله تعالى فما وجده موافقا لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولمنهج السلف فهو الحق يأخذه به. وما وجده مخالفا لهذه المصادر التشريعية فهو باطل. يرمي به عرض الحائط ولا كرامة. فهذا فرضه هذا فرض المجتهد الذي افنى عمره في طلب العلم. هذا لا يجوز له ان يقلد. فرضه ان يذهب الى مصادر التشريع فيبحث حتى يصل الى وجه الحق في هذه المسائل؟ ولكن ايها الاحبة نقول لهذا الباحث ولهذا الناظر ولكل طالب علم سيتأهل الى هذه المرتبة عليك عندما تنظر في الكتاب وفي السنة وفي سيرة السلف الصالح ان تتجرد من الهوى. وان تتجرد من تعصبي للرأي او للشيخ او للطائفة او الفرقة التي تنتمي اليها او تنسب نفسك اليها. لان الانتساب او عندما الانسان وهو متعصب لرأيه او لشيخه او لطائفته فانه لا يوفق الى الحق. ومن يبحث بهذا بهذه الطريقة يعني هو ابتداء اخذ رأيا ثم يريد ان يبحث ليجد ما يوافق هذا الرأي. هذا تمحق بركة علمه. ويخذله الله عز وجل في احوج الاوقات التي تحتاج فيها الى توفيق ربه سبحانه وتعالى. لذلك يعني مر معنا قول ابن القيم رحمه الله تعالى في المجلس السابق عندما وقلنا من عرض عليه حق فرده عوقب بفساد عقله وقلبه ورأيه. فنقول عليك اذا اولا ان تتجرد من التعصبات التي لا تغنيك في بحثك عن الحق. ثم بعد ذلك اذا عرض عليك حق وعرفت الحق وكان هذا الحق مخالفا لما كنت تهواه. او مخالفا لشيخك او لطريقتك. فيجب عليك ان تتقبله اذا كان الانسان يبحث بمنهجية الذي يريد ان ينصر قوله وليس بمنهجية الذي يريد ان يصل الى الحق فهذا سيعاقب من الله سبحانه وتعالى كما ذكر ابن القيم بفساد العقل والقلب والرأي. ولن يصل الى نتيجة مرجوة والى ثمرة نافعة من هذا بحث لذلك يعني بعبارة اخرى نستطيع ان نقول عندما تنظر في الادلة الشرعية عليك ان تتجرأ من كل شيء الا من التعصب الى الحق. كثير من الباحثين عندما يبحث هو يأتيك يعني بثوب المتجرد في في بدنه المتعصب فيما يظهر للناس انه متجرد للحق وانه يبحث المسألة من ادلتها ويحاول ان يجمع اطرافها. ولكن في وفي عزيمته ان يبحث عن شبهة دليل او عن خيال دليل يوافق رأيه. هذا الذي هو يريد البحث عنه ولا يريد ان يصل الى الحق. ففي نيته وفي عزيمته ان ينصر القول الذي تبناه من دون وجه دليل. لذلك ايها الاحبة اه هذه الطريقة في البحث وهذه النظرة في البحث الذي يكون فيه الانسان قد تبنى رأيا سابقا. ثم بعد ذلك ينظر في الدليل هذا عندما يأتي للادلة التي تتعلق بمسألته يبحثها ويستوفيها ويعطيها حقها. وعندما ينظر في ادلة المخالف والمعارض فانه يأخذها جملة من غير تحر. لماذا؟ هو فقط يريد ان يلوي نصوص او يلوي اعناق النصوص التي تدل بها المخالف لما يوافق رأيه وهو. هو لا يريد النص. هو يريد اذا الرأي والهوى ما وجد من الادلة موافقا لرأيه يتشبث به ويحاول ان يوضحه ويستوعبه وما ياتي من المخالف من الادلة فابتداء قبل ان ينظر فيه يبدأ يعرض عليه التأويلات يبدأ يجد له المصارف التي تصرفه عن وجوهه الظاهرة مقابل ان يبقى الرأي الذي يتبناه او بالطريقة او بالطائفة التي يتبناها رأيها هو الصواب ورأيها هو الذي يقوم عليه الادلة ويزهد في الرأي المقابل. اذا هذه منهجيات في البحث فاسدة. لا ترضي الله سبحانه وتعالى ولا هذه الامة الى نتيجة مثمرة. نحن ابتداء وفي النهاية ماذا نريد؟ ابتداء وفي النهاية نريد الوصول الى الحق الذي تجتمع عليه الكلمة. ويلتئم الصف فيجب اذا على الباحث وعلى العالم وعلى طالب العلم الذي سيؤتيه الله عز وجل قدرة على البحث ان يحترز من هذه الصفات. الصفة الاولى اذا عرض عليه الحق ان يتقبله. اذا وصل الى الحق بالادلة الشرعية عليه ان يتقبله مع من كان ومع اي طائفة كانت. ثانيا عندما ينظر في النصوص الشرعية في ادلة الاجتهاد عليه ان ينظر في جميعها فيما يتعلق بالرأي الذي قد يميل اليه وفيما يتعلق برأي المخالف ويستوفي الجميع حقه. فما وجده من صواب بعد ان يستوفي النظر هو الذي يختاره. وعليه ان يكون صادق العزيمة مع الله سبحانه وتعالى في بحثه وفي اجتهاده ولا يكون عازما على رأي ابتداء هو الذي يريد ان ينصره مهما كانت النتيجة التي سيؤدي اليها لحظة طيب الان هذه الحالة الاولى او الطرف الاول هو من كان اهلا للنظر في الادلة الشرعية وفي ننتقل الى الطرف الثاني لان المحاسبي رحمه الله تكلم عن رجلين الرجل الاول قلنا هو المجتهد الذي له اهلية النظر في الادلة الشرعية هذا عرفنا فرضه وكيف يبحث المسألة. ننتقل الان الى الرجل الثاني وهم اغلب الناس. وهم عوام المسلمين المقلدون. لان القسم ثنائي اما رجل عالم واما رجل مقلد. لا يوجد عندنا كما يقولون منزلة بين منزلتين. فالناس اما عالم له اهلية النظر واما مقلد فنأتي الى المقلد فنقول ما فرضه؟ هذا الانسان العامي الذي لم يؤتيه الله عز وجل قدرة على الاجتهاد والاستنباط. نقول فرضه ابتداء ان يعود الى العلماء الربانيين. وهذا اوجبه الله عز وجل في كتابه. فقال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه يقول ورد علم ما اشتبه عليك الى عالمه. ورد علم ما اشتبه عليك الى عالمه هذا خطاب من ابي بن كعب للمقلدين ولعوام المسلمين. ما اشتبه عليك وجه الحق فيه. وانت لست اهلا للنظر في الادلة ترده الى الى عالمه. ابن القيم رحمه الله تعالى يقول في اعلام الموقعين معلقا على جملة ابي ابن كعب. يقول رحمه الله تعالى قال هذا حق وهو الواجب على من سوى الرسول. كل من سوى الرسول فالاصل ان يرد الحق الى عالمه. قال فان كل احد بعد الرسول لابد ان يشتبه عليه بعض ما جاء به. يعني حتى العالم ايها الاحبة هل يوجد عالم يعرف الحق في جميع المسائل العالم ستخفى عليه بعض المسائل لا يوجد عالم مطلق عنده المعرفة في جميع المسائل. فالعالم الذي جهل بعض المسائل هو حكمه هو حكم المقلد؟ عليه ان يعود الى من هو اعلم منه في هذه المسألة. لذلك يقول ابن القيم وهو الواجب على من سوى الرسول ان كل احد بعد الرسول لابد ان يشتبه عليه بعض ما جاء به. وكل من اشتبه عليه شيء وجب عليه ان يكله الى من هو اعلم فاذا تبين له هذا الشيء صار عالما والا وكله اليه ولم يتكلف ما لا علم به. فهذا هو الواجب علينا في كتاب لربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم واقوال الصحابة. وقد جعل الله عز وجل فوق كل ذي علم عليم. فمن خفي عليه بعض فوكله الى من هو اعلم منه فقد اصاب. اذا هذا هو وجه الصواب ابتداء. وهذه القاعدة مهمة عليك يا اخي الحبيب ان تعرفها. اذا اشتبه عليك وجه الحق ما الخطوة الاولى التي تتبعها؟ نتكلم الان عن المرحلة الاولى ان ترد الامر الى من هو اعلم منك. لا تتايع في هذه الفتن ولا تدخل في سائل انت لست مؤهلا الى ان تقتحم فيها. جيد. الان المحاسبي رحمه الله تعالى عندما ارشدك الى ان تعود الى من هو اعلم منك هل اطلق الامر ام حدد صفات معينة في العالم الذي يستفتى؟ حدد صفات معينة في العالم الذي يستفتر انه يعلم ان هناك من يتصنع العلم ويتزين بالعلم. فمن الذي يستفتى؟ اذا المقلد عليه ان يستفتي العالم فيما اشتبه عليه من الحق. ما هي صفات العالم الذي يستفتى ويتجه اليه العامي يتجه اليه المقلد. فقال رحمه الله قال فخذ فيه رأي من ترضى ودينه وعقله. فخذ فيه رأي من ترضى دينه وعقله. اذا المحاسب رحمه الله تعالى يذكر شرطين للعالم الذي يجب عليك ان تستفتيه. الشرط الاول ان ترضى دينه. فيكون هذا الرجل دينا ورعا تقيا لا يأكل بعلمه وليس ممن يطلب بعلمه وجه الدنيا وليس ممن يطلب المناصب وانما يريد وجه الله سبحانه العالم الذي يتعصب للحق ويتعصب للدليل ولا تأخذه في الله لومة لائم هذا هو العالم الدين. اذا هذه الصفة الاولى ان تكون عالما دينا. طيب. الصفة الثانية التي يجب عليك ان تتحراها قال ان يكون عاقلا اذا هذه صفة اخرى يعني مع وجود الديانة ينبغي ان يكون هذا العالم الذي اخترته لتستفتيه ان يكون عاقلا حكيما حليما تزنا هادئا يعرف متى يسكت ويعرف متى يتكلم يعرف متى يقدم ويعرف متى يحجم. اذا هاتان صفتان العقل والديانة. اذا فقدت هاتان الصفتان او فقد احداهما فهذا الرجل لا يصلح لان يستفتى في دين الله عز وجل. لذلك مثلا اذا فقدت الديانة فكان هذا الرجل يتصنع العلم ولكنه يأكل بعلمه. ممن يطلب بعلمه الدنيا ويطلب المناصب ويطلب الاموال. وممن اذا اتت المآزق تجده يعود ويتراجع في ادراجه. فمثل هذا الشخص الذي لا توجد عنده ديانة رجل يطلب بعلمه عرض هذه الحياة الدنيا وقل نظره الى مولاه لا يصلح ان تعلقه امر دينك ولا يصلح ان تثق به بل اذا استفتى ليته فلا تظن ان هذه الفتوى ستنجيك امام الله سبحانه وتعالى. انت ستسأل. متى؟ طبعا هذا اذا عرفت حال هذا الرجل. اذا عرفت حال هذا الانسان الذي يدعي العلم انه ممن يطلب متاع الحياة الدنيا بعلمه ويطلب وجه الناس. فلا تظن ان هذه المسألة ستخرج من رقبتك بمجرد ان وضعتها في رقبة فلان. كثير من العوام يظن انه مجرد سأل اي شخص انتهت القضية. رأت الذمة وهذا الرجل هو الذي سيتحملها. لا اذا كنت تعلم ان فلان ليس تقيا وهذا شيء بينك وبين الله. الله عز وجل يعلم انك تعلم ان فلان ليس تقيا. قد تضحك على البشر ولكنك لن تضحك على الله سبحانه وتعالى فلا تظن اذا ان الذمة ستبرأ بسؤالك لهذا الشخص فعليك ان تحرص اذا على الصفة الاولى ان يكون هذا الانسان تقيا لله عز وجل. كذلك فقد الصفة الثانية اشكال ايها الاحبة. لان الانسان قد يكون دينا ورعا تقيا يريد وجه الله عز وجل لكنه لا يكون عاقلا قد لا يكون حكيما قد لا يكون متزنا في فتياه لم يبلغ في العلم درجة يعرف فيها متى يتكلم ومتى يسكت قد تجده في كلامه متعجلا او قد تجده متأخرا فهو ليس بحكيم هو تقي هو ورع هو يخشى الله عز وجل ولكن لم يؤتى الحكمة. والفتنة في دين الله عز وجل والتنصب الكلام والخوض في المسائل الكبرى يحتاج الى رجل عاقل يحتاج الى رجل حكيم لان الحق ايها الاحبة انت تريد ان تعرف وجه الحق فيما اشتبه عليك. فالحق قد يختلف من زمان الى زمان قد يكون في هذا الزمان الحق كذا وفي زمان اخر الحق يختلف يصبح كذا. وقد يختلف الحق من مكان الى مكان. وقد يختلف الحق من شخص الى اخر. فمثلا ابن عباس رضي الله تعالى عنها القصة المشهورة عندما جاءه رجل فقال له هل للقاتل من توبة؟ فقال نعم. ثم بعد قليل جاء رجل اخر فقال او فسأله هل للقاتل من توبة؟ فقال لا. فسأله من حضره في المجلس. قال جاءك الرجل الاول فقلت نعم للقاتل توبة ثم جاءك الرجل الثاني فقلت ليس للقاتل توبة. يعني كيف اختلفت الفتية في مجلس واحد؟ فقال جاءني الرجل الاول وقد اذنب وفعل هذا الذنب قد قتل يبحث عن باب التوبة ففتحناه له لان الله عز وجل يفتح ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فقلت له نعم هناك باب للتوبة. اما الرجل الثاني الذي جاء جاء قبل ان يقدم على هذه الفعلة فهو يريد ان يقتل ولكنه يسأل قبل ان يقتل هل لي من اذا قتلت فهل استطيع ان اتوب وارجع الى الله عز وجل؟ فهنا انا اغلقت عليه باب التوبة حتى لا يقوم بارتكاب هذا الفعل القبيح. يعني انظروا الى الفقه اين العقل واين الحكمة؟ في الفتية. هذا قد لا يقدر عليه كثير من الناس الورعين التقيين لكنهم لم يؤتوا قدرة على تقدير الموقف المناسب. واين يوضع الحق. لذلك كما قلنا هناك شرطان يجب عليك ان تراعيهما في الانسان الذي اخترته لتستفتيه فيما يشتبه عليك الحق من امور هذه الامة ومن امور دينك. ان يكون ورعا عالما ان يكون ورعا دينا تقيا في علاقته مع الله سبحانه وتعالى. والشرط الثاني ان يكون عاقلا حكيما وهذا يظهر ايها الاحبة من اللسان ويظهر منها التصرفات ولا يكلف الله نفسا الا وسعها ولكن اقول لك اياك ان تحكم الهوى في اختيار الرجال. اياك ان تحكم الهوى في الحكم على العلماء. بمعنى قد يكون الانسان عاقلا وقد يكون عالما وقد يكون تقيا. ولكن لان رأيه يخالف هواك انت ترميه بماذا؟ بانه ممن يطلب وجهن بس او ترميه بانه قليل الحكمة ضعيف العقل. لماذا؟ لانك عندما حكمت عليه باعتبار الديانة وباعتبار العقل لم تحكم الانصاف وانما حكمت هل فلان هل هذا العالم الفلاني يوافق في رأيه رأيي الذي انا اختاره؟ طبعا انت مقلد انت لسه ليس لك رأي في الواقع ولكن نفرض انك اتبعت رأيا فتنظر في هذا العالم تقول هل وافق هذا العالم في رأيه رأيي؟ هل يتبع المسلك الذي اسلكه؟ اذا كان لا يتبع اذا هو ليس دينا. وترميه باسوأ الاوصاف. هذا رجل باع دينه بعرض من الدنيا. هذا الرجل يريد وجه الناس. هذا وهكذا تسمع الالقاب الكثيرة. او في اقل الاحوال وفي اقل المراتب اذا كنت مؤدبا ان تصفه بقلة البضاعة في العلم وقلة العقل وما ما شابه ذلك من الاوصاف الرعدية بسبب ماذا؟ ليس بسبب في الحقيقة انه ليس عالما او ليس تقيا او ليس حكيما بل لانه فقط لم يوافق في رأيي هواك ولم يوافق المسلك الذي تريد ان يسلك ان يسلكه. لذلك هذه الامور كلها ايها الاحبة التي نذكرها تحتاج الى قلب تقي. يتقي الله سبحانه وتعالى فمعرفتك للعالم الدين والعالم العاقل كذلك يحتاج الى مراقبة للقلب. اني عندما اخترت وعندما حكمت حكمت على اصول علمية وليس على الهوى النفس او ما يتعصب اليه الانسان في هذه الحياة الدنيا. جيد. اذا هذه الخطوة الاولى ايها العامي وايها المقلد اخترت العالم آآ العاقل الورع. الخطوة الثانية اخترت شخصا عندما تأتي الى هذا العالم العاقل الورع الذي يخشى الله عز وجل والحكيم لا تأتي لتسأله سؤال المتعنت او سؤال من يعزم على قول معين وهو يريد ان يرى هل سيوافق رأيي او لن يوافقه؟ بمعنى قد تأتي انت على شخص ترى فيه انه عالما انه عالم تقي ورع حكيم عاقل لكنك عندما تأتي للسؤال في لحظة السؤال لا تأتي مستفسرا تطلب طريق الرشاد وانما تأتي فقط لتنظر. هل هذا العالم سيعطيني رأي يناسبني يناسب ما اهواه اذا اعطاك هذا الرأي. نعم قلت ما شاء الله اذا الاوصاف مطابقة. اذا اعطاني رأيا يخالف ما وما تميل اليه النفس تقول هذا اذا هذا العالم الظاهر انه ليس جيدا في هذا الباب. ننتقل الى عالم اخر. ثم تنتقل الى العالم الاخر فتذهب يعني انت في الحقيقة عندما تذهب للسؤال لا تذهب لتسأل لتصل الى الحق. انت تريد ان تصل الى من يتكلم بالشيء الذي تريده. عندما وصلت الى الثاني اجاب يخالف هواك فتركته قلت هذا العالم اذا لا يصلح. نحتاج الى عالم اخر. حتى وصلت الى العالم الذي افتى بما يوافق هواك. فحينئذ اذا هذا هو العالم العاقل والحكيم والورع. اذا في الحقيقة يعني هذا الشخص السائل الذي هذا حاله العالم الورع عنده هو الذي يوافق هواه فقط. يعني هو الذي يوافق قوله قوله. صحيح هذا مفهومه للعقل وللحكمة اذا وافق قولي واذا وافق عقلي والى ما اهواه فهذا هو العالم الورع العالم الحكيم العاقل. اذا لم يوافق قولي وما اهوه وما انحاه من هذه المسائل اذا هذا ليس وريعا ولا عالما ولا تقيا وهل هذا هو ميزان اهل السنة والجماعة؟ وهل هذا هو الميزان الذي توزن به الرجال؟ فهذا الانسان محروم ايها الاحبة والموفق من وفقه الله سبحانه وتعالى. يعني كما ان العالم يعني ذكرنا قبل قليل ان العالم عند نظره في الادلة الشرعية يجب عليه ان جرة من التعصب للرأي او للطائف او للشيخ يكون متجردا لله. فهذا في المجتهد وكذلك في السائل. عندما يسأل يسأل سؤال المسترشد ويتجرد من التعصب ومن الهوى للشيخ او للطريقة او للطائفة. والا لن نصل الى نتيجة. انت تريد ان تعرف وجه الحق فيما اشتبه عليك فكيف تعرفه وانت متعصب لرأي ابتداء وانت تريد شيئا معينا تريد ان تصل اليه فهذا مما ينبغي ان يحترز منه طالب العلم. الان ايها الاحبة سؤال مهم وردنا من انسان عامي يسأل فيقول وجدت مجموعة من العلماء الافاضل الثقات وهؤلاء الافاضل الثقات كل علماء اتقياء وكلهم حكماء عقلاء ولكن اختلفت الاراء. فهذا اخذ منحى اليمين وهذا اخذ منحى الشمال فماذا افعل؟ ان قلت لي اختر العالم التقي الورع العاقل الحكيم فاخترته. فوجدت مجموعة من العلماء يتصفون بهذه الصفات. ثم عندما سألت سؤال مستنشد فوجدت الاقوال تباينت. هذا يقول بكذا وهذا يقول بكذا. فما الذي افعله في هذه الحالة نقول الحادث المحاسبي رحمه الله كذلك لم يدع هذه المسألة وذكرها باشارة سريعة. فقال رحمه الله تعالى قال واعلم ان على الحق شاهدا بقبول النفس له. الا ترى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم استفت قلبك وان الناس افتوك اذا ايها الحبيب يقول لك الحارث المحاسبي اذا وصلت الى هذه المرحلة. مرحلة وجود العلماء الافاضل الذين اختلفوا وكلهم عندك في مرتبة واحدة فيما يظهر لك. نقول ابتداء ابتداء اذا عرفت من هو الاعلم ومن هو الاورع ومن هو الاحكم والاتقى ومن بلغ في العلم باعا طويلا فيجب عليك ان تعود اليه. قد يكون هناك تفاوت في العلم. فيجب عليك ابتداء ان تعود الى الاعلم والى الاورع الى الاتقى والى صاحب التجربة. ولكن كثير من العوام لا خبرة له بذلك. لا يوجد عنده قدرة ان يفاضل فيعرف من هو الاعلم والاتقى. يقول كلهم على خير فيما اعلم فنقول في هذه الحالة ايها الحبيب للحق نور وللحق شاهد كما يقول المحاسب يشهد عليه ما هو شاهد الحق الذي يشهد عليه؟ قال شاهد الحق هو اطمئنان النفس وقبولها له. هذا شاهد يشهد على الحق. كيف الشاهد الذي يشهد في المحكمة؟ على انسان. كذلك الحق له شاهد يشهد له. ما هو هذا الشاهد الذي يشهد بان هذا الامر وهذا القول وهذا الفعل هو الحق. الشاهد قال هو قبول النفس واطمئنانها لان الله عز وجل ايها الاحبة فطر النفس السوية على انها تقبل الحق وتنقاد اليه وتطمئن اليه وينسجم معها واما الباطل فان النفس والفطرة السوية تنفر عنه. النفس السوية ايها الاحبة والفطرة السوية والقلب السوي فان دائما يميل الى الحق ينسجم معه يطمئن اليه يرتاح. والباطل ينفر منه ويبتعد عنه. لكن لاحظ الى قولنا النفس السوية. اذا هناك شرط حتى يصل قلب العبد الى هذه المرحلة. الى مرحلة التوافق مع الحق والاطمئنان اليه والسكون معه والنفرة من الباطل والابتعاد عنه. ما هو هذا الشرط؟ قالوا هذا الشرط ان يكون القلب نقيا صافيا مثل مثل كأس الزجاج ايها الاحبة. كأس الزجاج بسبب صفائه تستطيع ان ترى ما خلفه. وكذلك يقولون مثل المرآة المجلوة يعني المرآة المنظفة تماما لانها مرآة منظمة تماما مجلو لا يوجد عليها اي بقع سوداء فانها تعكس الصور الحقيقية للاشياء ترى الاشياء على حقيقتها. كذلك هذي النفس وهذا القلب. العبد اذا عصى الله عز وجل نكت في قلبه نكتة سوداء. ثم اذا عصى ايضا وفعل معصية اخرى نكتت نكتة سوداء اخرى ثم يعصي ولا يتوب يعصي ولا يتوب فتكثر هذه السوداء في القلب. الان هذا القلب لم يعد نقيا. لم يعد طاهرا لم يعد صافيا. فاذا جاء يبحث عن الحق يريد ان يعرف ديال الحق فيما اختلف فيه العلماء الافاضل. كيف يبحث عن الحق وكيف يريد ان يهتدي بقلبه الى الحق وهذا القلب مليء بالنظر الحرام والسمع الحرام والقول الحرام وكل الافعال التي تغضب الله عز وجل موجودة ومستوطنة في هذا القلب. ثم يأتي بهذا القلب الرديء الخبيث يريد ان يطلب به الحق ويقول استفت قلبك. هل يعقل انى يصل الى الحق؟ لذلك ايها الاحبة الله عز وجل ماذا قال؟ قال يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. قال العلماء فرقانا ان يميزوا به بين الحق والباطل. ما قال يا ايها العلماء ان تتقوا الله خطاب للامة يا ايها الذين امنوا كل مؤمن ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا يعني نورا تميزون به بين الحق والباطل لكن هذا النور هذه البصيرة هذا القلب الذي يميز بين الحق والباطل الذي يطمئن للحق ويسكن اليه وينفث من الباطل لابد فيه اذا من تقوى الله ان تتقوا الله. وتقوى الله عز وجل هي الابتعاد عن المعاصي التي تسبب النكت السوداء في هذا القلب القلب عندما يصبح اسود ايها الاحبة خبيث الرؤية لا تعود واضحة. الرؤيا لا تكون واضحة. فيأتيك العامي يقول لك يا شيخ اشتبه علي الحق ولم اعرفه فنقول طبعا لن تعرفه لان هذا القلب غير مهيأ لان يعرف الحق. الحق لن يسكن في قلب رديء خبيث. القلب لا يسكن الحق لا يسكن الا في قلب طاهر نقي مهيأ لان يحل فيه. فهذا اذا شرط لما ذكره الحارث المحاسبي. فالمحاسبي عندما قال لك اذا لم تجد او اذا اختلف عليك الحق واختلف العلماء الافاضل واختلف الثقات فانه استفتي قلبك وتجد للحق شاهدا يدل عليه. نقول استفت قلبك وان تجد للحق شاهدا يدل عليه هذا لا يكون لعموم الناس وبهذا الاطلاق. ينبغي علينا ان نعرف ما هو القلب الذي ان يستفتي نفسه. من هو الانسان الذي يستطيع ان يتوجه الى قلبه فيعرف الحق ويميل اليه. لذلك هذا الحديث الذي اورده قلبك هذا جاء من حديث وابسة بن معبد رضي الله تعالى عنه كما رواه الامام احمد في مسنده باسناد حسن جاء وابسا من معبد الى النبي صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لو اخبرك بما جئت تسأل عنه. يعني قبل ان يسأل. فوابس من معبد جلس مع النبي صلى الله عليه وسلم. قال جئت تسأل عن البر وعن الاثم. فقال فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم باصابعه الثلاث فنكتها في صدري وقال استفت قلبك. البر مطمئن انت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم ما حاكى في القلب وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك. اذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لوابس بن معبد ماذا قال له؟ استفتي قلبك. الان يقول العلماء في شرع هذا الحديث النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يعرف البوابصة وكان يعرف من حاله انه مهيأ لان يعود الى قلبه هذا القلب النقي الطاهر من هذا الصحابي الجليل فيه وبصيرة يستطيع ان يميز به بين الحق والباطل. لذلك الغزالي رحمه الله تعالى في احياء علوم الدين يقول ما اعز هذا القلب. يعلق على هذا الحديث يقول ما اعز هذا القلب. يعني القلب مثل القلب وابسة هذا قلب عزيز. لا يظن كل انسان انه امتلك هذا القلب الذي يعود اليه في الاستفتاء. قال ما اعز هذا لذلك لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم كل احد الى فتوى قلبه. وانما قال ذلك لوابصة لما كان عارفا بحاله. يعني النبي صلى الله عليه وسلم هل وجه هذا التوجيه استفتي قلبك الى غير وابسة؟ هل تكلم به مع كل الناس ام وجه الكلام لوابصة ابن معبد ولمن كان في حاله؟ اذا هو يوجه الكلام الى هذا الرجل لانه صلى الله عليه وسلم يعرف من حاله ومن بقاء سريرته ومن وضوح الرؤيا عند هذا الانسان بانه يصلح لان يعود الى القلب فيما يشتبه عليه من اقوال اهل العلم. يقول ابن رجب كذلك معلقا على هذا الحديث جامع العلوم والحكم. ابن رجب يأصل لاصل الفكرة التي تكلمنا عنها ان الحق تنجذب اليه النفس وتطمئن له ان الباطل تبتعد عنه وتنفر منه. اذا كانت النفس سوية. يقول ابن رجب معلقا على هذا الحديث على حديث استفت قلبك. قال هذا يدل على ان الله فطر عباده على معرفة الحق. اذا هناك فطرة فطر الله الناس عليها وهي ماذا؟ معرفة الحق. اذا هذا على ان الله فطر عباده على معرفة الحق والسكون اليه وقبوله. وركز في الطباع محبة ذلك والنفور عن ضده اذا انت ايها الحبيب فيك فطرة فطرك الله عليها. ان الحق تطمئن اليه وتسكن اليه. وان الباطل تنفر عنه. طيب اذا لماذا نرى كثيرا من الناس يذهبون الى الباطل اذا كانت معرفة الحق مفقورة عليها النفس. قال وقد يدخل هذا في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عياض ابن حمار اني خلقت عبادي حنفاء مسلمين فاتتهم الشياطين فاشتالتهم عن دينهم. اذا هناك ايها الاحبة مؤثرات هي التي تمنع القلب وتمنع النفس عن الرؤية الواضحة التي فطرها الله عز وجل عليها. الشياطين الذين يوقعونك في المعاصي فتأتي النكت السوداء فتحل في قلبك. اذا فاتتهم الشياطين فاشتالتهم عن دينهم فحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به لذلك يكمل فيقول قال فالقلب الذي دخله نور الايمان وانشرح به وانفسح يسكن للحق ويطمئن به ويقبله وينفر عن ويكرهه ولا يقبله. وقال معاذ بن جبل انظروا لي كلمة معاذ ابن جبل كيف تخرج من انسان عالم فقيه؟ اعلم هذه الامة بالحلال والحرام معاذ ابن جبل يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه احذروا زيغة الحكيم. يعني الانسان قد يكون رجلا فاضلا تقيا ولكنه قد يزيغ. قد يصدر من قولون ليس بصحيح. قال احذروا زيغة الحكيم. فان الشيطان قد يقول كلمة الضلال على لسان الحكيم. يعني الانسان العالم الورع التقي الشيطان قد ينطق على لسانه بكلمة باطل. لذلك انا اقول لك الانسان قد ينظر العام ينظر الى علماء افاضل وعقلاء اشتبه هذا يقول شيء وهذا يقول شيء اذا قطعا هناك مصيب وهناك من قال بالخطأ يعني بالضلال بالمعنى العام الخطأ وقد لا يتقصده العالم. قال فان الشيطان قد يقول كلمة الضلال على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق. يعني الانسان المنافق ليس فقط العالم قد تصدر منه كلمة الحق فقيل لمعاذ فجاء رجل احد السائلين قال لي معك طب ما يدريني؟ قال ما يدريني ان الحكيم؟ قد يقول كلمة الضلالة يعني انا انسان كيف اعرف ان هذا الحكيم في هذه الجريمة التي قالها؟ قال كلمة الضلالة يعني اخطأ ولم يصب وجه الحق. قال اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه؟ يعني اجتنب من كلام الحكيم الاشياء الغريبة التي تستغربها ولا يتوقف ان تصدر من هذا الرجل. يعني انسان حكيم اذا انت تتوقع في فتية ان تكون باتجاه معين بنسق معين. اذا رأيت شيئا في كلامه شاذا رأيت قولا غريبا وانت كانسان عامي نقي الفطرة سليم الفطرة استغربته وتعجبت صدوره منه فاعرف ان هذا الحكيم قد اخطأ او ابتعد عن الصواب. وهذا طبعا قاعدة مجملة وليست قاعدة كلية تنطبق في جميع جزئياتها. ثم قال اذا اجتنب من كلام الحكيم المشتهي التي يقال ما هذه؟ قال ولا يثنيك ذلك عنه. يعني اذا وجدت من كلام الحكيم خطأ زللا لا يثنيك ذاك عنان تقبل منه غير ذلك لا يوجد عندنا اسقاط مباشر انسان اخطأ في مسألة يسقط تماما ولا عبرة بقوله. لا. كلنا بشر وكلنا نخطئ ونصيب. والعالم قد يخطئ وقد يصيب هذا من بعد محمد صلى الله عليه وسلم المعصوم من الصحابة ومن بعدهم الكل يخطئ ويصيب ولا يوجد انسان يوفق للحق في جميع المسائل الا يشاء الله. يكمل ابن رجب فيقول قال وهذا يدل على ان الحق والباطل لا يلتبس امرهما على المؤمن البصير لننظر الى هذا الكلام وهذا التقعيد المهم. هو يقول لك هذا يدل على ان الحق والباطل لا يلتبس امرهما على المؤمن البصير. اذا الاصل ان المؤمن حتى ولو لم يكن عالما المؤمن المقلد العامي الاصل اذا كان بصيرا انه لا يلتبس عليه الحق من الباطل. قال بل يعرف الحق كيف ويعرف الحق قال بالنور الذي عليه. وهو الذي ذكرناه قبل قليل. اطمئنان النفس وقبولها لهذا الحق. قال فيقبله قلبه وينفر عن الباطل فينكره ولا يعرفه؟ قال فدل حديث وابسة وما في معناه على الرجوع الى القلب ها انظر ماذا يقول يختم؟ قال فدل حديث فهو ما في معناه على الرجوع الى القلب عند الاشتباه. فما اليه سكن القلب وانشرح اليه الصدر فهو البر فهو البر وهو الحلال وما كان خلاف ذلك فهو الاثم وهو الحرام. اذا ايها الاحبة اذا جمعنا كلام الغزالي مع كلام ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم. نجد متوافقين على ان القلب النقي الطاهر المهيأ لقبول الحق هذا الذي يعود اليه وان من اراد ان يصل الى هذه المرتبة الى مرتبة استفتي قلبك في اشتباه الامور وعندما تدلهم الخطوب وتتفرق الكلمة عليه ان ليهيأ هذا القلب وعليه ان يزكيه وان ينقيه ليكون مستعدا لقبوله. لذلك عندما يأتينا احد عوام المسلمين المنغمس في من رأسه الى اخمص قدميه. ويقول لك انا استفتي قلبي ولا احتاج الى سؤال العوام. هذا ماذا نقول له؟ تقول انت تستفتي شيطانك وهواك وانت لا قلبك انسان منغمس في المعاصي من رأسه الى اقبص قدميه. ولا يسأل العلماء ثم يقول انا استفتي القلب هذا لا يعقل. وهذا يكثر ايها يعني عندما يأتي الناس يسألون في المسائل المعاصرة تتعلق مثلا بالاقتصاد. الاقتصاد الاسلامي يأتي شخص يسألك في مسألة. هو يريد ان يأخذ قرضا ربويا يأخذ يريد ان يأخذه. جيد؟ فاذا قال له الشيخ انه لا يصح ذلك وهذا لا يجوز ويغضب الله سبحانه وتعالى. يقول لك انا يا شيخ استفتيت قلبي في هذه المسألة سابقا ووجدت ان هذه المسألة الله عز وجل يعذرني فيها لانها ضرورة اريد ان اشتري سيارة اريد ان اشتري بيتا ملكا لا اريد ان ابقى في الحمد لله استفتيت قلبي ووجدت ان هذا القول يتناسب باذن الله مع الشرع والله غفور رحيم وتنطوي القضية في كلمة واحدة استفتيت قلبي. وهذا يسأل امام الله عز وجل اين استفتيت قلبك؟ انسان عامي تريد ان تأخذ قرضا ربويا تريد ان تفعل اداعا حراما في استثمارات او ما شابه ذلك تغضب الله عز وجل قولوا بعد ذلك استفتيت قلبي في اخذ هذا المال وفي اخذ هذا الشيء وفي الدخول في هذه المعاملة من دون ان تعود الى كلام العلماء. اذا نعود فنأصل ونختم الكلام عن هذه الجزئية. التأصيل ان العامي ايها الحبيب يعود ابتداء الى كلام العلماء الربانيين. هذه الخطوة الاولى العالم كما قلنا الدين العاقل. ثم عندما يختار هذا العالم. الخطوة الثانية عندما يأتي ليستفتيه يستفتيه بسؤال الطالب للحق وليس بسؤال المتعنت المتعصب الذي يريد ان يوافق هذا الشيخ هواه. اذا اشتبه الحق فوجدت مجموعة من العلماء الافاضل اختلفوا في الحق. هذا يقول برأي وهذا يقول برأي اخر. فعليك ان تعود الى رأي الاعلم والاورع والاتقى والافقه. اذا التبس ذلك عليك ولن تجده. فهنا المرحلة الاخيرة نقول يجب عليك اولا ان تهيئ قلبك. ان تهيأ قلبك. لا اقول لك اعد الى قلبك. لا اقول اولا يجب عليك ان تهيأ قلبك وان تزكي نفسك وتطهرها من الاضران والمعاصي وعليك ان تجدد التوبة الى الله سبحانه وتعالى. وعليك ان تنطرح بين يديه منكسرا ذليلا تظهر الفقر اه الحاجة الى الله عز وجل وتقول كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في قيام الليل. اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. وتستمر بالدعاء والابتهال الى الله عز وجل ان يري قلبك وجه الحق. نعم بهذه التزكية القلبية وبهذا الدعاء والالتجاء والابتهال والانكسار والاستحضار لعظمة الله عز وجل. نعم تستحق الان ان يقذف الله عز في قلبك النور فيبين لك وجه الصواب من كلام هؤلاء العلماء الافاضل فتميل النفس بعد ذلك. اما قلب ليس مهيأ بهذه التربية الايمانية وليس منكسرا ولا يهتم بالبحث عن الحق ولا يدعو الله عز وجل وليس حريصا على معرفة حكم الله ثم نقول له استفتي قلبك هذا لا يقوله عاطل هذا لا يقوله عاقل فينبغي علينا ان نعرف فقه قوله صلى الله عليه وسلم استفت قلبك وان افتاك الناس وافتوا ثم قال المحاسبي رحمه الله تعالى وقيد الجوارح باحكام العلم. وقيد الجوارح باحكام العلم. المحاسب ايها الحبيب يطلب منك في هذه الفقرة آآ ان تحافظ على جوارحك وعلى اعضائك. هذه الجوارح امانة استأمنك الله عز وجل اياها. فلا يجوز لك ان تطلق العنان لها لتتصرف كيفما تشاء. وكيفما تهوى. بل كل شيء تفعله بجوارحك لله عز وجل فيه حكم. وهذا ذكره الشافعي ثم ذكره الغزالي. اجمع العلماء على انه لا يصدر من العبد الا ولله عز وجل فيه حكم لا يجوز للعبد ان يقدم عليه قبل ان يعرف حكم الله فيه. هذا اجماع للعلماء. لا يوجد شيء من من اليد من الاقدام من اللسان من الفرج من اي شيء اي عضو من اعضائك يفعل تصرفا باختياره هذا التصرف لله عز وجل فيه حكم لا تظن ان الله عز وجل خلقنا سدى لا نؤمر ولا ننهى كل شيء له حكم لله سبحانه وتعالى. فيجب عليك ان تبادر الى معرفة هذا الحكم قبل ان تقدم على التصرف. خاصة اذا عرفت ان هذا الجسد وهذه الجوارح لم تخلقها انت لسا لست انت من اوجد هذه الجوارح عز وجل هو الذي خلقها وهو الذي استأمنك واستحفظك عليها وهو الذي وضع حدودا لتصرفات هذه الجوارح. قال هذه اليد لا يجوز ان تفعل كذا وكذا وهذا البصر لا يجوز ان يفعل كذا وكذا. وهذا السمع لا يجوز لك ان تضعه كذا وكذا. اذا الامر ليس لك ايها الحبيب. لا تظن انك الذي تملك جسدك انت الذي تملك عينك وبصرك وانت الذي تملك يدك وقدمك تفعل بها ما تشاء. لا هذه ملك لله سبحانه وتعالى امانة عندك. فوظيفة المسلم في هذه الحياة ان يعرف هذه الحدود التي حدها الله عز وجل من خلال ماذا؟ من خلال ان يتعلم العلوم الشرعية. يعرف ما يرفع به الجهل عن نفسه. والا اذا اسرفت على نفسك واطلقت العنان ولم تكن مهتما بمعرفة احكام الله وحدوده في هذه الجوارح ان هذه الجوارح ستأتي امام الله عز وجل. قال حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ لماذا شهدتم علينا؟ لماذا فضحتونا؟ وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون وما كنتم تستترون. ها ما كنتم تستترون. يعني كنتم تجاهرون بالمعروف بهذه الجوارح ولا تبالون بنظر الله عز وجل. ولا تهتمون بمعرفة الاحكام الشرعية ومعرفة حدود الله عز وجل في هذه الجوارح. وما تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جدودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم ظننتم بربكم يعني ظنكم ان الله لا يعلم هذه التصرفات وانها مرت هذا الظن الرديء ماذا حدث؟ قال وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. واما من حفظ هذه الجوارح في هذه الدنيا ومن راقب الله عز وجل فيها فان الله عز وجل يحفظها له في الدنيا وفي الاخرة. لذلك يعني كما يروى في القصص وفي التاريخ كان هناك فقيه من فقهاء الشافعية الكبار اسمه ابو طيب الطبري رحمه الله تعالى. هذا ابو الطيب الطبري عاش مئة سنة. وكان الى المئة سنة يفتي ويشتغل بتعليم الناس العلم ويذهب ويأتي وحفظ الله عز وجل عليه عقله وفهمه وادراكه وصحته. فرآه احد الرجال مرة يقفز من سفينة ويثب وثبة شديدة على عمر المئة وعلى عمر التسعين وهو كبير جدا في السن. فقال له ما هذا يا ابا الطيب؟ يعني كيف تقفز وتتب هذه الوثبة وانت في هذا السن فقال هذه جوارح حفظناها في الشبيبة فحفظها الله عز وجل لنا في الكبر. هذه الجوارح حفظناها في الشبيبة فلما كنا في زمن الشباب حفظناها عن المحرمات. قال فحفظها الله عز وجل لنا في الكبر. فكان وهو كبير يقفز ويذهب ويأتي وصحته ما شاء الله لان الله عز وجل حفظ له هذه الجوارح. لما راقب الله عز وجل في شبابه الله عز وجل اكرمه بهذه الكرامة عند شيوخه وعند شيبته اذا يعني باختصار نختم هذه الفقرة نقول لو لم يكن ايها الاحبة للعلم الشرعي شرف سوى ان ترفع الجهل عن نفسك وان تقيد جوارحك بحدود الله عز وجل كفى به شرفا. يعني هذا العلم الشرعي الذي تطلبونه في الفقه او في التزكية او ما يطلب في العقيدة او التفسير لو لم يكن له شرف الا ان يحكم العبد جوارحه فلا يجعلها تنطلق الى تصرف قبل معرفة حكم الله عز وجل فيه لك العلم الشرعي شرفه وبه سعادة الدنيا والاخرة وراحت هذه الدنيا وراحة الاخرة. فلا يصلح للانسان ان يزهل في تعلم العلوم شرعية. ثم قال المحاسبي رحمه الله تعالى وراعي همك بمعرفة قرب الله منك. وقم بين يديه مقام العبد المستجير تجده رؤوفا رحيمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل ينزل العبد من نفسه بقدر منزلته منه. طبعا هذا الحديث ايها الاحبة يعني هذا الحديث الذي ذكره الحادث المحاسبي ضعيف صححه الحاكم ولكن لم يوافقه الذهبي على تصحيحه رحمه الله. ثم اتبع بعد ذلك قال وذلك على قدر الخشية لله. يعني قال صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل ينزل العبد من نفسه بقدر منزلته منه. وذلك على قدر الخشية لله والعلم به والمعرفة له. واعلم انه من اثر الله اثره الله. ومن اطاعه احبه. ومن ترك له شيئا لم يعذبه به. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. فانك لن تجد فقد شيء تركته لله وهذا المقطع الاخير فانك لن تجد فقد شيء تركته لله هذا من كلام القاضي جريح وليس من لفظ الحديث النبوي. اذا ايها الاحبة في هذا النص يخبرنا الحارث المحاسبي ان على العبد ان يعظم قدر الله سبحانه وتعالى في قلبه. وان يستحضر مولاه منه سبحانه وتعالى. وان الله يطلع على ما في هذا القلب. ويعرف هذه الخطرات ويعرف ما الذي يشغل القلب وما الذي به. فعلى العبد اذا ان يستحي من الله سبحانه وتعالى ان ينظر في هذا القلب فيجد غيره. ويستحي من الله عز وجل ان في هذا القلب فيجد الخطرات القبيحة. ويجد النيات السيئة. يعني هل ترضى ان يتبع مخلوق على قلبك؟ فيجد فيه قطرات القبيحة لا يرضى هذا عاقل ان ينطلع مخلوق على قلبه. وهو يفكر بما يغضب الله سبحانه وتعالى. فما بالك بالله عز وهو ينظر وانت تعلم انه ينظر الى قلبك فكيف يجب ان يكون هذا القلب؟ هل يكون مليء بالخطرات التي تغضب الله سبحانه وتعالى او يكون مليء بما يرضي الله عز وجل من الخطرات ومن الهمم ومن الارادات. لذلك ايها الاحبة كلما كان القلب ممتلئا من خشية الله سبحانه وتعالى كما قال المحاسب كلما كان ممتلئا من خشية الله. ومن معرفة الله ومن العلم بالله عز وجل ومن تعظيم قدر الله ومن محبة الله كلما كان هذا القلب مكرم عند الله سبحانه وتعالى. فانت كيف تجعل الله عز وجل في قلبك في المحبة والمعرفة والعلاقة به يجعلك الله عز وجل فمن كان الله معظما في قلبه يحبه ويتعلق بمولاه حريص على معرفته على التعرف على اسمائه وصفاته وافعاله حريص على ان الله عز وجل في خطراته يستحي من الله ان ينظر في قلبه فيجد شيئا يغضبه. اذا كنت هذا العبد فالله عز وجل يرفع هذه المنزلة. ويعظمك عند هو في ملأه الاعلى. وان كنت ممن تستهين بنظر الله سبحانه وتعالى ولا تلتفت ولا تبالي نظر الله الى قلبك او لم ينظر الله الى قلبك فانت وضيئ والله عز وجل. واعلم ايها العبد ان قلوب العباد ابتداء هي كالاوعية. نحاول ان نشبهها بالوعاء. هذا الوعاء اما ان تملأه بمحبات هذه الحياة الدنيا. واما ان تملأه بالتعلقات بالمال وبالزوجة وبالمحرمات وبالمباحات لا يشترط ان تملأه بالحرام. المهم قد تملأه وقد تتعلق بكثير من المحرمات ومن المباحات. فهذا الوعاء يمتلئ عندما تأتي المعارف الالهية وعندما تأتي محبة الله وعندما يأتي العلم بالله ليدخل الى هذا القلب والى هذا الوعاء يجده ممتلئا يجده ممتلئا لا مكان له فتغادر هذه المعارف اللذيذة وهذه العلاقة الطيبة مع الله عز وجل لا تسكن في هذا القلب. اما اذا كان هذا الوعاء وهو القلب فارغا اصلحه العبد وطهره وزينه استقبالا لتلك المعارف الالهية من المحبة والخشية والتعلق بالله فعندما تأتي هذه الانوار وهذه المعارف على هذا الوعاء يجده مهيئا صالحا مزينا فانها تسكن فيه وتستوطنه. لان هذه المعارف المعرفة بالله هي اطهر المعارف ايها الاحبة وانقاها. لذلك لا ترضى ان تسكن قلبا نجسا خبيثا. ولا ترضى وهي كذلك عزيزة عندها انفة لا ترضى ان يشاركها غيرها. هي تريد ان تستقل بهذا القلب. وتريد ان تسكن قلبا طاهرا نقيا لهذه العلاقة الطيبة بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى. اما قلب دنس مليء بشهوات هذه الحياة مليء بالتعلقات قلب يتعلق بفتاة وقلب يتعلق بمال وقلب يتعلق بشهرة وقلب يتعلق بثناء الناس هذا كيف تسكن فيه المعارف الالهية وانت الذي هذا القلب ما الذي سيسكنه؟ لذلك من اعظم الوظائف التي يقوم بها العبد في هذه الحياة الدنيا ان يحرص على تنظيف قلبه بشكل المستمر لان الانسان هو احد رجلين. اما انسان لم يذق طعم طعم معرفة الله عز وجل ولم يذق لذة به عز وجل ومحبته والعلاقة معه. اذا كان من هذا النوع اذا كان الشخص ممن لم يذق هذه المعرفة ولم يذق طعمها فهذا انسان تخذول ابتداء نقول هذا انسان مخذول لم يذق طعم هذه المعرفة. عليه ان يتدارك نفسه وان يهيئ هذا القلب وان يصلحه اهو قبل ان يفوت الاوان. اذا تدارك نفسه وهيأ هذا القلب ونظف بالتوبة والانابة ورفع هذه النكت السوداء التي بها القلب. نعم هنا تأتي هذه المعرفة الالهية. لذلك يقول العلماء هناك جنة من لم يدخلها في الدنيا لم يدخل جنة الاخرة هناك جنة من لم يدخلها في الدنيا لن يدخل جنة الاخرة. ما هي هذه الجنة؟ قالوا هي معرفة الله عز وجل. لان معرفة الله ومحبة الله هذي شيء لذيذ وبستان في القلب. اذا امر في هذا القلب وازهر واثمر يجد الانسان راحة وجنة في هذه الحياة الدنيا يرضى بتصاريف هذه هي الحياة اينما وضعه الله واينما اراده الله وكيفما كان حاله من الفقر ومن الغنى ومن الصحة ومن المرض هو مرتاح راضي بالله عز وجل ما عنده اشكال فهذه هي جنة الدنيا. من لم يدخل هذه الجنة لن يدخل جنة الاخرة. لانك لن تكون عارفا بالله على وجه الحقيقة. لذلك اذا هذا النوع الاول انسان لم يذق طعما ولم يذق شيئا من معرفة الله سبحانه وتعالى. فهذا يجب عليه ان يصلح هذا القلب وان يتدارك قبل ان يكون من المحرومين. الانسان الاخر هو انسان ذاق شيئا من معرفة الله عز وجل. هل هذا الانسان يأمن على نفسه ما تحتاج الى مراقبة للقلب خلاص يقول انا ذقت شيئا من معرفة الله نقول لا حتى هذا الانسان يجب عليه ان يستمر في مراقبة القلب. لان الوساوس والخطرات الشيطانية وتعلقات هذه الحياة هي ايها الاحبة كالذئب المفترس. يحوم حول هذا القلب. يحاول ان يجد مدخلا. نعم القلب الان سكنته معرفة الله عز وجل. سكنات العلاقة الطيبة ومحبة الله. لكن الخطرات وابليس لن يقف. ستبقى تحوم حول هذا القلب. تنتظر لحظة كغفلة من هذا العبد لتدخل وتقتحم القلب. اذا اقتحمت القلب هذه الوساوس وهذه الخطرات من جديد ورأت المعارف الالهية ان الانسان لم يقم بتطهير اه هذا القلب من هذه الخطرات الشيطانية ولم يعد مهتما فكذلك هذه المعارك ستزول. وكثيرا هم من ذاقوا طعم معرفة الله وطعم محبة الله ثم سلبت منهم هذه المحبة وهذه المعرفة. ما السبب؟ انهم لم يراقبوا القلب. كان عندهم مراقبة ابتداء ثم عندما جاءهم شيء وطرف من معرفة الله عز وجل ظنوا انهم وصلوا الى المراتب العالية فاهملوا هذا القلب. هنا جاءت الخطرات وجاءت الوساوس وجدت مدخلا ووجدت غفلة من الحراس فدخلت الى هذا القلب فاختارت المعارف الالهية ان تغادر لما ذكرنا انها عزيزة تأنف ان غيرها في هذا القلب. لذلك يقولون آآ الامارة والعلامة على وجود المعرفة الصحيحة بالله عز وجل. وامارة وجود المحبة الصحيحة لله عز وجل هي ان تؤثر الله عز وجل على ما سواه. لذلك المحاسبي رحمه الله عز وجل ماذا قال ومن اثر الله اثره الله. هذا الايثار لماذا ذكره المحاسبي في هذا الموضع؟ لينبه على ان المعرفة الصحيحة. وعلى ان المحبة الصحيحة علامتها ماذا؟ علامتها الايثار. ان تؤثر الله عز وجل على كل من سواه. فمن وجد عنده خلق الايثار لله عز وجل عنده محبة صادقة ويوجد عنده معرفة صحيحة. ابن القيم يبين هذه العلاقة بين الايثار وبين محبة الله عز وجل وبين معرفته في طريق الهجرتين فيقول الايثار اما ان يتعلق بالخلق واما ان يتعلق بالخالق. يعني الانسان اما ان يؤثر المخلوقين اما ان يؤثر الخالق سبحانه وتعالى. قال فان تعلق الايثار بالخلق فكماله ان تؤثرهم على نفسك. وانظروا الى الكلام الدقيق كماله ان تؤثرهم على نفسك بما لا يضيع عليك وقتا ولا يفسد عليك حالا ولا يهدم لك دينا ولا يسد عليك طريقا ولا يمنع لك واردا. يعني عندما تؤثر الخلق انت تؤثرهم في ملذات الحياة الدنيا. لكن لا تؤثرهم بوقتك. ولا تؤذرهم بدينك لا تثيرهم بعلاقتك مع الله عز وجل ليس هذا موطن الايثار. هذه مضيعة للاعمار. الانسان الذي يجلس في المجالس العامة الساعات ويتكلم ويخوض هذا يقول لك انا يا شيخ احرجوني جلست معهم فقط من هذه الليلة او هذا الشهر؟ نقول هذا ضاع من عمرك. لا تظن ان هذا حسن في الخلق. بل هذا ليس الايثار المحمود الايثار المحمود الذي يرضي الله عز وجل ان تؤثرهم في متاع الحياة الدنيا. في اموالها في شهواتها تؤثرهم وتدعها للناس. اما الاوقات فانك تكون شحيحا بها. لذلك يتبع فيقول ولا يمنع لك ذلك واردا. فان كان في ايثارهم يعني اذا كان في ايثار الناس شيء من ذلك اي من مضيعة الاوقات فايثار نفسك عليهم اولى فان الرجل من لا يؤثر بنصيبه من الله احدا. كائنا من كان فان ثار المحمود الذي اثنى الله على فاعله الايثار بالدنيا لا بالوقت والدين وما يعود بصلاح القلب. فقال الله تعالى ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. فاخبر سبحانه ان ايثارهم انما هو بالشيء الذي اذا وقي الرجل الشح منه كان من المفلحين وهذا انما هو في فضول الدنيا. لا في الاوقات المصروفة في الطاعات فان الفلاح الفلاح في الشح بها اي في الشح بالاوقات وبالطاعات. فمن لم يكن شحيحا بوقته تركه الناس على الارض عريانا مفلسا. فالشح بالوقت هو عمارة القلب وحفظ رأس ماله ومما يدل على هذا انه سبحانه امر بالمسابقة في اعمال البر والتنافس فيها. هذا فيما يتعلق بايثار الخلق اعطاك فقهه هو باختصار الايثار الشرعي الذي يريده الله عز وجل مع الخلق ان تؤثرهم بمتاع الحياة الدنيا تؤثرهم بالشيء من من اللذائذ تؤثرهم بشيء من المال تفضلهم على نفسك هذا هو الايثار المحمود لذلك اثر الانصار المهاجرين عندما اتوا عليه وقاسموهم اموالهم ومتاعهم هذا هو الذي نتكلم عنه. اما ان يؤثر الانسان بدينه يبيع دينه من اجل صديقه من اجل امه من اجل من اجل عشيرته هذا ليس ايثارا. هذا قبح وليس الايثار ان تؤثر الناس باوقاتك وبصلاح قلبك. اذا وجدت صديقا لا يقربك من الله عز وجل فلا تؤثره على نفسك بل اثر نفسك عليه لا تريده ولا تستحي ان تقول له انا لا اريدك لانك تبعدني عن الله سبحانه وتعالى. لان الايثار ليس فهذا موضعه. كثير من الناس يجعل هناك الاحتراميات ما نسميها نحن في عرفنا. يعني احترامات جاء قوم جلسوا مجلسا. اليوم الثاني جاء وجلس مجلسا اخر الان هذه المجالس تقضي الاعمار وتأخذ الاعمار وتذهب بعمرك ايها العبد من دون ان تعود عليك بالصلاح. وتستحي انت ان تقول لهم قوموا الست من اهل هذه المجالس فتضيع عليك الاعمار وانت تظن نفسك محسنا. فهذا الذي اراد ابن القيم ان يبينه ان الايثار انما هو بالمال وملذات الدنيا وليس بالاوقات والاعمار. قال اما الايثار وهذا الذي يهمنا. قال اما الايثار المتعلق بالخالق فهو اجل من هذا وافضل. وهو ايثار رضاه على رضا غيره وايثار حبه على حب غيره وايثار خوفه على خوف غيره ورجائه على رجاء غيره وايثار الذل له والخضوع والاستكانة والضراعة والتملق على بذل ذلك لغيره. وكذلك ايثار الطلب منه وهو السؤال وانزال الفاقات به. لذلك الحارث المحاسي ماذا قال قبل قليل؟ وقم بين يديه مقاما مستجير. هذا يقوم العبد بين يدي الله سبحانه وتعالى. ولا يذل نفسه للعبيد وكذلك ايثار الطالب منه وهو السؤال وانزال الفاقات به على تعلق ذلك بغيره. فالاول اثر بعض العبيد على نفسه هذا الذي المخلوقين فيما هو محبوب له. اما هذا الذي اثر الله قال وهذا اثر الله على غيره وعلى نفسه. وهذه ونفسه من اعظم الاغيار. عندما نقول يجب عليك ان تؤثر الله على غيره نفسك هي احد هذه الاغيار التي يجب ان تؤثر الله عليها. فتبذل هذه النفس وهذه المهج وهذه الارواح رخيصة في سبيل الله سبحانه وتعالى. قال وعلامة هذا الايثار الصادق مع الله شيئا ما علامة وجود هذا الايثار صار عند العبد قال احدهما فعل ما يحب الله سبحانه وتعالى اذا كانت النفس تكرهه وتهرب منه. يعني الان هذا شيء عملي كيف تعرف هل انا ممن يؤثر الله عز وجل بقلبه وبدنياه على كل التفاصيل التي ذكرها ابن القيم؟ قال له على متى ما هي العلامة الاولى؟ قال فعل ما يحب الله اذا كانت النفس تكرهه وتهرب منه. يعني شيء انت تكرهه نفسك لا تميل اليه ولكن تعرف انه يحب الله سبحانه وتعالى. صلاة الفجر مثلا صلاة الفجر يأتي انسان لصلاة الفجر في ظلمة الليل والجو بارد والامطار غزيرة وفيها كراهة وشدة على النفس. لكن يعلم ان الله عز وجل يحب ذلك فتجده على ذلك. نعم هذه امارة وجود الايثار لله سبحانه وتعالى والمحبة له على الحقيقة. الثاني قال ترك ما يكرهه اذا كانت النفس تحبه وتقواه. يعني عكس النقطة الاولى. يعني الله عز وجل يكره شيئا. يكره الله عز وجل السماع المحرم. سماع الاغاني. يكره الله عز وجل النظر المحرم يكره الله عز وجل المال المحرم يكره الاقوال التي تبغضه عز وجل من الغيبة والنميمة والبهت والطعن الى غير ذلك. فتجد نفسك وان كنت تهوى هذا السماع وذاك النظر او هذه الشهوة تنصرف عنها وتنكف عنها لماذا؟ ارضاء لله سبحانه وتعالى. فهذه هو امارة الايثار. اثرت الله على هواك واثرت الله على ما تشتهيه هذه النفس. اذا رزقت ذلك فاعلم انك عبد موفق باذن الله طيب الان نحن نقلنا كلاما كثيرا لابن القيم في هذا الباب ولا اريد ان اطيل عليه. كن في هذه القضية لكن يعني اختم بما ذكره الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى من ثمار الايثار. من ترك شيئا لله. من ترك شيئا لله هذا ايثار. ما هي الثمار والنتائج التي يجنيها العبد اذا اثر الله عز وجل على هواه وعلى ملذاته وعلى جميع خلقه. ما هذه الثمار؟ الثمرة الاولى التي ذكرها الحارث المحاسب ان من ترك شيئا لله لم يعذبه به. من ترك شيئا لله لم يعذبه به. الثمرة الثانية التي ذكرها من ترك شيئا لله من ترك شيئا لله لم يجد الم فقده. اذا العلامة الاولى او الاثر او النتيجة الاولى للايثار انت اخترت الله واثرت الله عز وجل على كل ما سواه فتركت محبوبات النفس. كنت تفعل معصية. كنت تفعل معصية كنت تدخن كنت تفعل شيء من هذه المعاصي التي يفعلها العباد في هذه الحياة الدنيا وكلنا اصحاب معاصي. ثم اثرت الله عز وجل فتركت هذا الشيء لله سبحانه وتعالى الان ما ثمار هذه الاثار؟ هل هناك نتائج؟ هل هناك جوائز ستنالها من الله عز وجل؟ الحادث المحاسبي يقول لك الجائزة الاولى التي ستنهلها من الله ان من ترك شيئا لله لم يعذبه به. الجائزة الثانية ان من ترك شيئا لله لم يجد الم فقده. وهذان ايها الاحبة ايش امران مهمان كثير من الناس قد يترك شيئا لغير الله سبحانه وتعالى. لمرض لشيء حال بينه وبين ما يهواه من هذه المعاصي ومن هذه الملذات لا يتركه لله. فهذا ايها الاحبة مبتلى ببلاءين. البلاء الاول ان الله عز وجل سيعذبه على ما فاته من المعاصي التي فعلها مع هذا الشيء. انسان كان يفعل معصية. مثلا كان يدخن. هذا الانسان الذي كان يدخن ويعصي الله عز وجل كان على علاقة محرمة مع فتاة يفعل هذه المعصية. الان مثلا هذا الدخان قال له الاطباء انت ستموت منه اذا اصررت عليه. او آآ سيسبب لك فرضا عضالا فاضطر ان يتركه. اذا هل هو تركه لله؟ ولم يتركه لله وتركه لاجل مرض. او هذه الفتاة التي كان يعشقها ذهبت وسافرت وانتقلت الى بلد اخر وما عاد يستطيع ان يتواصل معها. اذا حيل بينه وبين شهوته. الان هل تركه لهذه العلاقة المحرمة كان لله ام لعوارض الدنيا العارض هي التي انتقلت لو كانت موجودة لكان على علاقة معها. الان هذا الانسان الذي يترك المعصية والشهوة ولكن ليس لله سبحانه وتعالى ولكن لعارض من عوارض هذه الحياة الدنيا سيحاسب سيعذبه الله عز وجل على المعصية التي فعلها قبل ان يحال بينه وبينها وسيحاسب كذلك على عزمه على ان يعود الى المعصية متى سنح له ذلك. ان هذا الانسان حيل بينه وبين شهوته لعرض دنيوي فهو في قلبه لم يتب عازم على ان هذه الفتاة اذا عادت سيعيد العلاقة معها. هذا العزم الموجود في القلب سيحاسب عليه وسيعذب الا ان يتغمده الله برحمته وهذا امر الله. ولكن الاصل انه سيحاسب على هذه الخطرات وعلى هذه العزائم. لذلك ان تحيل بينك وبين هذا المعصية وانت في عزم على ان تفعلها فستعذب على المعصية التي فعلتها قبل الترك وستعذب كذلك وتحاسب على العزيمة على فعلها البلاء الثاني وهو البلاء الاخطر كذلك او الخطير الذي يمر به كثير من الناس ممن يحال بينهم وبين شهواتهم انه اذا حيل بينه بين الشهوة لغير الله. الله عز وجل يعاقبه بالم في القلب وحسرة على فوات هذا المحبوب وعلى فوات هذه الشهوة. كثير من الذين يعشقون ويحبون او ويسمعون ويبذلون في الحرام اذا حيل بينه وبين محبوبه وبين شهوته وبين ما تعلق به تجد قلبه دائما متحسرا نكدا مهموما مغموما. لانه فقد شيء يشعر انه يتعلق به ويطلبه ويرغبه. ولم يتركه لوجه الله عز وجل فالله عز وجل يورثه الما وحسرة ونكدا في هذا القلب. مثل العشاق هم العشاق الذين ماتوا مجنون ليلى غير مجانين ليلة وهؤلاء الكثار مجانين ليلى. هؤلاء العشاق الذين ماتوا بسبب عشقهم. ما السبب في ذلك؟ حين بينهم وبين محبوباتهم. فاورثهم ذلك حصرا ونكدا وهما في القلب لم يستطيعوا ان ينسوا هذا التعلق وهذه المعصية. فالله عز وجل اورثهم حسرة في القلب. اذا من ترك شيئا لغير الله فانه سيعذب عليه وانه سيجد الم فقده. اما من تركه لله سبحانه وتعالى تركه لوجه الله. لا يريد بترك هذا الدخان ولا يلي بذلك هذه العلاقة المحرمة ولا يريد بترك هذا السماع المحرم الا وجه الله سبحانه وتعالى فان الله لن يعذبه وسيتوب عليه باذنه وحوله بسبب هذه العزيمة الصادقة في الاقبال عليه. وكذلك فان الله سبحانه وتعالى سيعينه على ترك التعلق به فلن يجد الم فقده يأتيه عون الهي من الله سبحانه وتعالى. كثير من الاخوة الذين نقول لهم ان يتركوا مثلا هذه الاعداد السيئة من الدخان او غير ذلك يقول لك لا اجد عندي العزيمة لا اجد الهم ان يعينني اذا تركه يوما او تركه يومين يجد نفسه آآ تطلب هذا الشيء لماذا؟ اذا هناك ضعف في العزيمة. الله عز وجل اذا شعر منك صدقا ايها العبد سيعينك. وستجد المدد من الله سبحانه وتعالى يأتيك يوما بعد يوم حتى يذهب هذا الالم وهذا التعلق بهذا الشيء الذي ترغبه. ولكن اتركه لله لا تتركه لمرض لا تتركه. يعني استعجل في تركه لله ينتظر الانسان حتى يبلغ الستين من العمر يبتلى بمرض في قلبه يخبره الاطباء انه اذا استمر سيموت. على هذا الدخان او على هذه الشيشة وما شابه ذلك بعد ذلك يترك ولا يجد العون من الله عز وجل نعم لن تجد العون من الله عز وجل لان تركك لم يكن لوجه الله وانما خوفا على حياتك في ترك المعاصي لله سبحانه وتعالى قبل ان تتركها رغما عنك فلا تجد عونا من الله ويبقى هذا القلب مليئا بحسرات هذه المعاصي واهوائها. هناك شيء ثالث واخير اختم به هذا المجلس من ثمرات ترك الشيء لله سبحانه وتعالى ان تؤثر الله عز على من سواه في هذا الشيء هو ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. بل من ترك شيئا لله حراما فان الله قد يرزقه هذا الشيء على وجه الحلال. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وقد يعوضه الله عز وجل ذات الشيء الذي تركه على وجه الحرام يعوضه الله عز وجل هذا الشيء على وجه الحلال. واختم بهذه القصة التي ذكرها الشيخ عبدالفتاح عن رجل هذه قصة جميلة تبين ان من ترك شيئا لله حلالا فان الله حراما فان الله عز وجل سيعطيه هذا الشيء حلالا اذا كتب له ذلك. يقول الشيخ عبدالفتاح يعني في مطلع الصفحة ثمانية وثمانين قال حكى الامير شجاع الدين محمد متولي القاهرة في ايام الكاملية. في سنة ستمائة وثلاثين للهجرة. قصة حدثت مع هذا الامام. هذا الامير اسمه شجاع الدين محمد كان متولي القاهرة اي كان اميرا على القاهرة في مصر في ايام حكم كاملية في سنة ستمائة وثلاثين هجري. يقول قال بينما انا عند رجل ببعض بلاد الصعيد كنت عند رجل في الصعيد. فضيفنا واكرمنا وكان الرجل اسمر شديد السمرة. وهو شيخ كبير وحضر له اولاد حسان فيهم صفاء لون. قال هذا الشيخ الذي جلسنا عنده كان شيخا اسمر اللون. وعندما جاء ابناء كانوا جميلين جدا هذا الشقار وهذا البياض قال فتعجبنا من ذلك. فقلنا يا فلان هؤلاء اولادك بيض وانت السمرة فقال هؤلاء امهم افرنجية. طيب يعني ليست من العرب من بلاد الروم. اخذت ما في ايام الملك الناصر صلاح الدين وانا شاب نوبة حطين. يعني هذا الرجل الذي زاروه في الصعيد كان في جيش صلاح الدين الايوبي في غزوتي حطين او في معركتي حطين عندما قاتلوا الصليبيين. قال فهذه المرأة الافرنجية كانت من السبي فاخذها وكانت من حصة هذا الرجل طيب فقال له الامير وكيف اخذتها؟ فقال لها حديث عجيب. فقلت اتحفنا به. فقال زرعت كتانا في هذه البلدة وكان من سكان الصعيد قديما قبل ستمائة وثلاثين كان من سكان الصعيد قال فزرعت في هذه البلدة الكتان المعروف الكتان يستخدم في صناعة الثياب. قال وقنعته ونفضته فانصرف عليه خمسمائة دينار. يعني عرض علي الان اخذت هذا المحصول اتيت لاعرضه في السوق عرض علي خمسمائة دينار. لكن الظاهر انها لم توفي لذاك الموسم. جيد؟ فلم يبعها بهذا المبلغ. وجده زهيدا. قال فلم يجب من ذلك يعني عرضت عرضت لم يبلغ اكثر من خمس مئة دينار. فاشير علي بحمله الى الشام. قالوا ليحمله الى الشام انت لا في مصر. اذهب الى الشام باذن الله ستحصل فيه على سعر جيد. قال فحملته فلم يجب اكثر من ذلك. حمل هذه البضاعة من مصر الى الشام وعرضها في الشام. قال لم تجب اكثر من خمس مئة دينار هذا سعره. فقيل لي الان في الشام قال له اهل الشام بعه صبرا اي دينا الى اجل لعله يرجع لك او يرجع لك حق الطريق الان اذا بعت الشيء انت الى اجل ما يسمى الان البيع مثلا بالتقسيط او ما شابه ذلك فانه يعطيك سعرا ارفع بسبب وجود الاجل صحيح؟ فقال له واهل الشام بعه الان هم ذهب الى الشام بهذه البضاعة عرضها لم تأجله بخمسمائة دينار. نفس ما كان ياتيه في الصعيد. حزن. قال ذهبنا هذا المشوار الى الشام اتعبنا الاقدام لنحصل على نفس المبلغ. فاهل الشام اقترحوا له قالوا هذه البضاعة التي اتيت بها لو بعتها الى اجل ستحصل لك اكثر من خمسمائة دينار في اقل الاحوال في اقل الاحوال ما دام حصلت لك سبع مئة دينار هذه المائتان الزيادة توفي لك حق الطريق التي اتيت بها من مصر الى الشام تعود بهذا المبلغ الزائد. طيب قال فبعت بعضه صبرا. قال فعلا امتثلت هذه النصيحة التي نصحني بها اهل الشام فبعت بعض هذه البضاعة الى اجل حتى احصل منها على مبلغ زائد. والبعض الاخر بعته حاضرا والمبلغ الذي اخذته اشتريت به حانوتا يعني اشترى بقة لمحل حتى يبيع فيها. والبعض الاخر تركته عندي واقتريت حانوتا ابيع فيه على مهل الى حين انقضاء الستة اشهر. اذا ماذا فعل الان؟ عنده بضاعة قسم منها باعها الى اجل. كان مقدار الاجل ستة اشهر. يعني بيع بالتقسيط بمقدار ستة اشهر. والنصف الثاني من البضاعة تركه حتى يبيعه في الحانوت الذي استأجره. قال فبينما انا ابيع قد مرت به هذه المرأة الفرنجية. يعني هذا الرجال يبيع مرة هذه المرأة الفرنجية الجميلة وكانت زوج بعض الخيالة في تلك الفترة كان الصليبيون يحتلون مناطق الشام. صلاح الدين لم يأت بعد فكان الصليبيين يحتلون بلاد الشام والمسجد الاقصى تلقى الفترة الزمنية. فهو يقول كنت ابيعه في هذه المرأة الفرنجية هي زوجة احد فرسان الروم احد رجال الخيالة. قال ونساء الفرنج في ذاك الوقت يمشون في الاسواق بلا نقاب. فاتت تشتري مني كتانة. جاءت هذه المرأة الفرنجية الحسناء التي تشتري منه هذا الكتان. طيب. قال فرأيت من جمالها ما ابهرني. فبعتها وسامحتها. قلت هذه البضاعة وهدية لا نريد منك ثمنا. قال فبعتها وسامحتها. ثم انصرفت وعادت الي بعد ايام. الفرنجية عرفت هذا الرجال الظاهر عشقني واحبني اذا هذا مدخل ان نبيع هذه البضاعة ان نشتري منه البضاعة بالمجان. قال فعادت الي بعد ايام فبعتها وسامحتها اكثر من الكرة الاولى. يعني اشترت بسعر زيادة. عاد احبتنا الذل له. اتت اشترت بسعر زيادة قال فسامحتها. فتكررت الي عندي وعلمت اني احبها ان كيدهن عظيم. عرفت ان هذا الرجال يعشقها ويحبها. فقلت للعجوز التي معها هذه المرأة الجميلة كانت تصحبها عجوز اما والدتها او معاونة الها الله اعلم. فقلت للعجوز التي مع هذا الرجال اخذ العجوز على جنب. فقال لها قال انني قد تعلقت بحبها يعني بحبها هذه الفتاة فكيف آآ تتخيلين لي؟ يعني اريد ان اصل اليها. اريد ان اصل اليها يعني فدبري لي خدعة مكيدة حتى اصل اليها فقالت لها ذلك. ذهبت العجوز الى هذه الفتاة فاخبرتها ان هذا الرجل يريد ان يصل اليك. فقالت تروح ارواحنا ثلاثة انا وانت وهو. يعني ايش تقول؟ يعني عمره ما يصلي. تطلع روحنا الثلاث بالعبارة العامية. تطلع روحنا انا وانت الختيارة وهو وما يصل اليه. فهي مرة يعني ابتداء تعززت. فقلت لها اذا ذهبت روحي باجتماعي مع ما هو كثير يعني انظروا العشق هذا هذا الرجل يقول لو ان روحي تذهب وانا مع هذه المرأة الفرنسية انا لا احزن على ذلك. انظروا عندما يذهب عقل الانسان في الشهوات قال وحكت لي كلاما كثيرا يعني بدأ الاخذ والعطاء والرد في هذه القضية. واتفق الحال الان هذه النصرانية هي صليبية انا رخيصة قالت اعطني مبلغ من المال وانا اقضي لك بطرك. قال واتفق الحال على ان ادفع لها خمسين دينارا سوريا. سوريا نسبة الى بلدة صور. بلدة صور الان في لبنان في ذاك الوقت كانت الدراهم الظاهر انها تضرب وتسكفي تلك البلدة. فنسبوها اليها. خمسون درهم سوري. نسبة الى بلدة صور. طيب وتجيء اليه. يعني ادفع لها خمسين درهم او خمسين دينار سوريا وتجيء الي في الموعد وفي المكان الذي نحدده لاخذ وطري منها. قالت وزنت خمسين دينارا صورية وسلمتها للعجوز في نفس المجلس هذه خمسين دينار واعطيناها للعجوز واتفقنا على الموعد. فقالت هيئ لنا موضعك ونحن مين عندك؟ قالت جهز الامور ونهدي الليلة ان شاء الله نبيت عندك في المكان الذي تريد. قال فمضيت وجهزت ما قدرت عليه من مأكول ومشروب وشمع وحلوة وكانت داري مطلة على البحر. في الشام الظاهر كان يسكن في لبنان هو. فكانت دار مطلة على البحر. او كان في حالها المهم كان داره مضل على البحر. وكان الصيف ففرشت لي على سطح الدار يعني كان الدنيا صيف قال فهرشت وعدت العدة على سطح المنزل لنجلس في ذاك الموضع. قال فجاءت الفرنجية فاكلنا وشربنا وجنا الليل. فنمنا تحت السماء والقمر يضيء علينا. يعني الاجواء رومانسية تماما قال والنجوم تنظر في البحر. فقلت في نفسي يعني انظروا لهذا الرجل في النهاية جاءه وازع الايمان. جاءه وازع الدين ايقظه الله عز وجل في لحظة وهذا توفيق من الله عز وجل يمن به على عبيده. قال فقلت في نفسي اما تستحي من الله؟ يعني هذا الرجل لم يطأها بعد لم الحرام وانما نعم بداية المجلس وهذه المقدمات محرمة ولكن لم يطأ لم يفعل الزنا. فقلت في نفسي اما تستحي من الله وانت غريب عن هذه البلدة وتحت السماء وعلى بحر وتعصي الله مع هذه النصرانية فتستوجب عذاب النار وعذاب الدنيا اللهم اني اشهدك اني قد عففت عن هذه النصرانية في هذه الليلة حياء منك وخوفا من عقابك ثم نمت الى الصبح. يعني عرضت عنها وما فعلت بها ونمت. فقال قامت السحر وهي غضبة قامت النصرانية هذه الصليبية غضبة. قالت احنا جينا ودفعنا وتاذلنا عاد انت تنام وما تفعل ما نريد ما تفعل هذا المطر. لماذا فعلت هذا القصة قال فقامت في السحر وهي غضبة ومضت. ومضيت الى حانوتي فجلست فيه. قال هي مضت غضبة حزينة لاني لم البي لها وترها. وانا المحل الذي ابيع فيه. واذا هي قد عبرت علي هي والعجوز وهي مغضبة. مرت في ذاك الشارع. هي وهي قالت وهي مغضبة. كانت لان هذا الرجل لم يفعل ما كانت تهوى. قال وكأنها القمر. يعني انظر الرجل ما زال القلب يذهب ويأتي. قال وكأنها القمر فهلكت يعني تعبت وقلت في نفسي من هو انت حتى تترك هذه الجارية؟ يعني يا شيخ مش فيها المرة هذي يعني استحلت عليك انك يعني ما تفعلها خلص خلينا نعمل مرة ثانية موعد اخر ونتفق. قال من انجاني كيف العوام يجي يقول لك هسا انت بدك تسوق علينا المشيخة يعني عملتها حسن البصري. خلص فشيها شيخ طيب قال من انت حتى تترك هذه الجارية؟ هل انت الجنيد؟ يعني هل وصلت مرحلة الجنيد؟ كيف نقول؟ هسا انت الشيخ فلان صرت؟ هل انت اصبحت في مرحلة الجنيد هؤلاء الائمة الكبار ثم لحقت العجوز وقلت ارجعي فقالت وحق المسيح هي حلفت بالمسيح ما نرجع اليك الا بمئة دينار يعني المرة الاولى خمسين دينار المرة هذي مئة دينار. فقلت نعم. عاده عادت الشهوة وعاد الشيطان. ومضيت الى حانوتي وزنتها يعني وزنت مئة دينار وجاءت الي ثانية وجاءت الي ثاني دفعة فلحقتني تلك الفكرة الاولى وعففت عنها وتركتها لله قال ان الوجاعة ليتني دفعة يعني جاءت الي هذه الفتاة وجلسنا تلك الليلة على سطح المنزل مع اجواء القمر وعندما جلسنا وعندما اقترب الحرام تذكرت الله سبحانه وتعالى مرة اخرى فابتعدت وتركتها لله. قال ثم مضت ومضيت الى موضعي. ذهبت المرأة غضبة ثم عدت الى حانوتي ثم عبرت علي وكلمتني وكانت مستغربة وقالت وحق المسيح ما بقيت تفرح بي عندك الا بخمسمائة دينار او تموت كمدا. يعني جاءت عليه المرة الثالثة. قالت ترى فلان ما راح اجيك مرة ثالثة الا بخمس مئة دينار. المرة الاولى خمسين ثانية مئة. خمس مئة دينار او تموت الا بهذا المبلغ. طيب فارتعت لذلك ارتعبت وعزمت اني اغرم ثمن الكتان جميعه وافدي نفسي. يعني عزمت ان يبيع كل الكتان الذي عنده المحل مقابل ان تأتيه الليلة الثالثة. يعني ما زالت النفس كما قلنا تذهب وتأتي. قال فبينما انا كذلك يعني اراد ان يبيع حانوته والبضاعة حتى يوفي الخمسمائة دينار لهذه المرأة التي تعلق قلبه بها. قال فبينما انا احاول ان ابيع هذه البضاعة لوفي لهذه المرأة اذا بناد مناد ينادي معاشر المسلمين. ان الهدنة التي بيننا وبينكم قد انقضت. هذه البلاد قلنا كانت تحت سيطرة من؟ تحت سيطرة الصليبيين. فجاء لانه كان لماذا كان المسلمون يتاجرون فيها؟ كان الظاهر هناك هدنة بينهم وبين الصليبيين سمحوا لهم بالدخول. فجاء الان منادي الصليبيين حاكم القرية او عن هذه القرية فنادى انه يا معاشر المسلمين انتهت الهدنة كل يذهب الى بلده. قال وخرجت من عكا اذا كان في عكا اذا فبينما كذلك والمنادي منادي معاشر المسلمين ان الهدنة التي بيننا وبينكم قد انقضت وقد امهلنا من هنا من المسلمين الى جمعة يعني فترة اسبوع جمعة كاملة ليقضوا امورهم وينصرفوا الى بلادهم فانقطعت عني واخذت انا في تحصيل ثمن الكتان خلاص انتهت الامور الان يجب ان يغادر ما في وقت يقعد يفكر في تلك الفتاة قال حصلت ثمن الكتان والثمن الذي كان الى اجل وانتهيت وانطلقت. قال واخذت معي بضاعة حسنة وخرجت من عكا اذا كان هو فيه عكا. قال وانا في قلبي من الفرنجية ما فيه. يعني ما زال القلب متعلقا. فوصلت الى دمشق وبعت البضاعة التي لي باوفى ثمن لانقطاع بسبب فراغ الهدنة. جيد. قال ومن الله سبحانه وتعالى علي بكسب جيد. يعني ذهب الى دمشق وباع البضاعة التي اخذها من عكا وحصل الله عز وجل له ثمنا جيدا قال واخذت اتاجر في الجواري. يعني الرجالة هتغير موضوع التجارة كان يتاجر في ماذا؟ كان يتاجر في الكتان. قال خلينا عاد نتاجر في الجواري في النساء الاية السبع اللي كان في ذاك الوقت لعل الله عز وجل يعني يذهب ما في قلبه من التعلق بتلك الفتاة. قال واخذت اتاجر في الجواري عسى الله ان يذهب ما في قلبي من الفرنجية ولا التجارة فيهم. قال فمضى علي ثلاث سنين وجرى للسلطان الملك الناصر ما جرى. يعني ايه الملك الناصر هو صلاح الدين الايوبي؟ قال بعد ثلاث سنوات ظهر صلاح الدين ودمع الامور واجتمعت الامة وبدأت الغزوة واتمت غزوة حطين. قال فجاءت وقعة حطين واخذه جميع الملوك. وفتحه بلاد باذن الله يعني فتح عكا وفتح كل المناطق. قال فطلب مني جارية للملك الناصر. هو الرجل اصبح يبيع ماذا؟ الجواري. فذهبوا وليه قانون ملك الناصر صلاح الدين يريد جارية من الجواري التي تبيعها. وكان عندي جارية حسنة. فاشتريت له بمئة دينار. فاوصى تسعين دينار. فاشتريت له بمائة دينار فاوصلوا لي تسعين دينارا. يعني اشتري للملك الناصر صلاح الدين جارية من هذا الرجل. كم سعرها؟ مئة وصلوا له تسعين بقي له عشر دنانير. قال وبقيت عشرة دنانير فلم يجدوها في الخزنة ذلك اليوم. خزنة صلاح الدين الايوبي ما وجد فيها عشر دنانير حتى يؤدوا لهذا الرجل ما بقي من حقه. قال لانه انفق الاموال جميعها. فشاوروه على ذلك. فقال امضوا به الى الخزانة التي فيها السب. يعني اه حاشية صلاح الدين الايوبي ذهبوا الى صلاح الدين. قالوا له فلان الفلاني التاجر الذي يبيع الجواري بقي له عشرة دنانير. والخزانة لا يوجد فيها اي شيء من الاموال النقدية فصلاح الدين ماذا قال لهم؟ قال اذهبوا الى آآ المكان الذي نضع فيه الجواري الذين الجواري التي اخذها من الحرب اخذها من الساحل ومن المناطق التي فتح قال اذهبوا الى خزانة الجواري التي فيها السبي من نساء الفرنج فخيروه في واحدة منهن يأخذها بالعشرة دنانين التي له بعشرة دنانير خيروه في جارية من الجواري من السبي الذي عندنا. قال فاتيت الخزانة فنظرت اليها قال فعرفت الجارية الفرنجية قال فعرفت الجارية الفرنجية غريمتي التي كانت تغرمني الاموال. فقلت اعطوني هاتيك. يعني هاتوني هذه الفتحة. فاخذتها الى خيمتي وقلت لها اتعرفينني؟ قالت لا. فقلت انا صاحبك التاجر في المكان الذي جرى له معك ما جرى. واخذت من الذهب هو الان بدي اذكرها بالذهب. مية وخمسين وخمسمية اخر شي. ابعشر دنانير لاخر شي اخذها. طيب. فقلت انا صاحبك التاجر في المكان الذي جرى له معك ما جرى واخذت مني الذهب وقلت ما بقيت تبصرني الا وذكرها بالكلمة ما بقيت تبصرني الا بخمسمائة دينار او تموت كمدا كما قالت لها وقد اخذتك ملكا ليس فقط يعني بعزة بعشر الدنانير فقط. فقالت مد يدك انا اشهد ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله. عرفت عزة هذا الدين الذي يعيده للناس سبحان الله. قالوا وان محمدا رسول الله فاسلمت وحسن اسلامها. فقلت والله لا وصلت اليها الا بامر القاضي. فرحت الى ابن شداد وحكيت له ما جردار هذا كان القاضي. قال فعجب من هذه القصة كيف حدثت وعقد لي عليها ماتت تلك الليلة فحملت يعني الظاهر انها بعد ان اسلمت ماذا فعل؟ اعتقها وتزوجها. اعتقها وتزوجها. قال وعقد لي عليها يعني هنا صار عقد نكاح وهذا لا يكون الا بعد ان يعتقها. قال وباتت تلك الليلة فحملت. يعني الحمد لله حملت بالحلال. وباتت تلك الليلة فحملت ثم فدخل العسكر فاتينا الى دمشق فما كان الا شهور قلائل واتى رسول الملك بطلب الاسارى والسبايا باتفاق وقع بين الملوك. فرد من كان اسيرا من الرجال والنساء ولم يبق الا امرأة الفارس التي عندي. الظاهر حدثت اذا يعني معارك بين صلاح الدين وبين الصليبيين وحدث مجموعة من الاتفاقات من الاتفاقيات التي حدثت بين صلاح الدين والروم ان كل يرد اسراه. والسبايا الذي اخذها من الاخر. فاذا صلاح الدين سيرد كل السبايا التي اخذها من الروم ومن ضمن السبايا من كان؟ كانت هذه المرأة الفرنجية. قال فسألوا عنها هذا الرجل خبأ هذه المرأة. الان هي زوجته. خبأها. قال قالوا عنها الكل يعرف ان هناك امرأة مفقودة هي امرأة احد الخيالة. قال فسألوا عنها والحوا في السؤال والكشف. فوشي بها انها عندي. وهذا دائما في كل زمان. الظاهر احد الجيران قال يا جماعة الخير ترى المرأة عند فلان طيب فاوشي بها انها عندي فطلبت مني وحضرت انا وانا في شدة وقد تغير لوني. فقالت هذه المرأة اه لي يعني زوجته الان اصبحت ما بدا لك وما الذي اصابك؟ قلت جاء رسول الملك واخذوا الاصارى جميعهم وطلبوني يعني حتى اتي بك. فقالت لا بأس احضرني اليهم وانا اعرف الذي اقول لهم انا اخلصك من هذه القضية. قال فاخذتها واحضرتها قدام السلطان يعني امام سلطان الملك الناصر والرسول جالس عن يمينه فقلت هذه المرأة التي عندي. فقال له الملك والرسول تروحين الى بلادك ام الى زوجك؟ فقد فك اسرك انت وغيره فقال للسلطان فقالت للسلطان انا قد اسلمت وحبلت يعني انا اسلمت مش بس اسلمت كما انا حملت من هذا الرجال. وحملت وهما بطني كما وهذا بطني كما ترونه. وقد بقيت الافرنج تنتفع بي. فقال لها الرسول يخيرها وما بقيت الافراج تنتفع بي؟ يعني انا امرأة اسلمت وحملت من هذا الانسان ايش بدهم مني اذهب الى بلاد الصليب؟ ما عاد نفع. قال فقال لها الرسول يخيرها ايهما احب اليك؟ هذا المسلم ام زوجك الفارس المقدام يعني من الروم؟ فلان؟ فقالت له كما قالت للسلطان يعني قالت له باختصار يعني ما نكثر الحكي انا حامل وتزوجت واسلمت وانتهى امري لا علاقة لي الا بهذا الانسان الذي تزوجته. فقال الرسول لمن معه من الفرنج. الظاهر اذا كان هناك وفد من الافرانج اتوا ليأخذوا الاسارى فقال الرسول هذا الوفد من الافرنج سمعتم ماذا قالت؟ المرأة يعني نحن لم نجبرها على ان تبقى عندنا هي التي تريد ان تبقى باختيارها. ثم قال الرسول خذ امرأتك وامضي خلاص الرسول رسول الملك قال لهذا التاجر خذ امرأتك وامضي فوليت بها وقد ارسل الي عاجلا وقال ان امها وصلت لها معي وديعة وقالت ان ابنتي اسيرة وهي عريانة شعثة. واشتهي ان ترسل آآ لها هذا الجمدان. يعني الصندوق سلمه لها. يعني امرأة ام هذه الفتاة والظاهر انها العجوز التي كانت تأتي معها قديما ظنت انها اسيرة عند المسلمين يعني انها في حالة ردية ووشعث ولا تجد لباسا وانها عارية لا تعلم انها تزودت واسلمت واصبحت تحيا مع هذا الانسان. فبعثت اذا هذه المرأة العروسة لابنتها بصندوق. قال فتسلمت الجمادان يعني هذا الصندوق ومضينا الى الدار. ففتحته فوجدت قماشها بعينه قال فوجدت ماذا؟ قماشها بعينها. اي قماش؟ الذي كانت تشتريه من هذا الرجل من الحانوت مجانا. وكان هو يعطيها هذا القماش مجانا حتى تحبه وتتعلق به قال فوجدت هذا القماش يعني الله عز وجل لم يرد علي فقط المرأة ورد عليه فقط كذلك القماش الذي كانت تشتريه منه بالمجان قال ففتحته فوجدته قماشا او قماشها بعينه وقد اصرته لها امها ووجد كذلك ماذا؟ ايش وجد؟ الاموال التي كان يدفعها مقابلا يصل اليها. قال ووجدت السرتين الذهب الخمسين دينار والمئة دينار كما هما. بربطتي لم يتغيرا. يعني بنفس الربطة التي رفضتها وهؤلاء الاولاد عاد الى الاجواء. قال ايها الامير وهؤلاء الاولاد آآ الذين ترونهم منها وهي تعيش الان وهي التي عملت لكم هذا الطعام وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم