بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار هذا درسنا الثالث من هذه الدورة التمهيدية في الفقه المالكي وهذا الدرس نخصصه باذن الله عز وجل الى مسألتي نخصصه لمسألة تطور المذهب المالكي والمراحل التي مر منها واهم المدارس التي تفرعت في هذا المذهب وانقسم اهل المذهب اليها وقبل ذلك فاننا نشير الى تعريف المذهب فاننا نريد ان نقول نريد ان نبحث عن تطور المذهب. فما المقصود بالمذهب بعض الناس قد يظن ان المذهب هو المنسوب الى امام المذهبي من الاقوال والفتاوى ونحو ذلك وهذا فيه نظر لان مثل هذا يتوقف بموت الامام وانما الذي يضمن للمذهب الاستمرار والبقاء انما هو التخريج على هذه الاقوال والتفريغ انطلاقا من هذه الاقوال والبحث الفقهي استنادا الى الاصول التي وضعها الامام فليذهبوا في اللغة الطريق ان هذا مسعد من ذهب يذهب الطريق اي هو مكان الذهاب يقال مثلا فلان ابعد المذهب ويقال ذهب القوم مذاهب مختلفة اي صاروا في طرق مختلفة ان عند الفقهاء فاختلفوا في تعريفه والمشهور عندهم ان المذهب حقيقة عرفية فيما ذهب اليه امام من الائمة في الاحكام الاجتهادية استنتاجا واستنباطا اذا هي حقيقة عرفية خرجنا بذلك من الحقيقة اللغوية التي شرحناها من قبل حقيقة عرفية فيما ذهب اليه امام من الائمة فقولنا فيما ذهب اعم من قولنا ما قاله امام من الائمة اذا فيما ذهب اليه امام من الائمة في الاحكام الاجتهادية اي الفرعية المتعلقة بالفقه استنتاجا واستنباطا سيدخل في ذلك ما هو مأثور عن الامام ويدخل فيه ما هو مستنبط من كلام الامام او من اصول الامام ثم سارة لفظ المذهب عند المتأخرين يطلق ويراد به كل ما به الفتوى داخل المذهب. كل هذه الفتوى فيقولون مثلا المذهب في المسألة الفلانية كذا وكذا اي الذي عليه الفتوى او الذي يفتى به في المسألة الفلانية هو كذا وكذا مفهوم فاذا المذهب بهذا المعنى لم يكن موجودا في زمن النبي في العصور الاولى اي في عصر النبوة وعصر الصحابة والتابعين بل حتى في زمن الائمة المجتهدين لم يكن الامر كذلك فنحن في الحقيقة حين ننسب المذهب الى امام من الائمة لا يخلو ذلك من كثير من التجوس فما كان احد من الائمة الاربعة يقصد ان يؤسس مذهبا. لذلك من الخطأ ان نقول مثلا مالك هو مؤسس المذهب المالكي هو ما اسس مذهبه وما قصد الى ذلك وانما كان منهجهم في الاجتهاد جميعا هو الاستنباط من الكتاب والسنة لكن تتابع تلامذة هؤلاء الائمة على التسريع على اقوالهم واستنباط الاحكام وفق اصولهم فتميزت مناهج فقهية مختلفة هي التي سميت مذاهب وهي التي يطلق عليها عند الغربيين مدارس يقصدون بالمدرسة المذهب كما نقول مثلا في النحو المذهب الكوفي والمذهب البصري فهذا الذي يرادف عند الغربيين في هذا العصر المدرسة. المدرسة الكوفية والمدرسة البصرية. اذا المنهج المتميز في اصوله وفروعه يسمى مذهبا وكما ذكرت لكم انسة هذه المذاهب كانت كثيرة فانما بقي منها اربعة مذاهب وانقرض الباقي الا شيئا يسيرا من المذهب الظاهري آآ على الخصوص في كتابات ابن حزم رحمه الله تبارك وتعالى لكن المذاهب الاربعة هي التي فيها تحرير وتنقيح وتمحيص للاقوال وكتابات متعددة و جمع لا يحصى من المؤلفين والاصوليين والفقهاء والمفتين والقضاة والموثقين فهذا لا لم يكن لغير هذه المذاهب الاربع ولذلك صرنا الان نتفقه على هذه المذاهب الاربعة لا لشيء الا لانها اكثر تمحيصا وتحقيقا وتحريرا من المذاهب الاخرى المنقرضة اذا علمنا هذا فان مذهب المالكية مر بمراحل كغيره من المذاهب لكن الذي يهمنا انما هو مذهب المالكية الاولون من العلماء المنتسبين الى مذهب مالك رحمه الله تعالى لم يشتهر عندهم تقسيم اطواري تطور المذهب المالكي وانما الذي عرف عنهم في اصطلاحهم تقسيم الفقهاء المالكية الى طبقتين وهما طبقتا المتقدمين والمتأخرين كما يذكره الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير وكما يذكره جماعة من العلماء المتقدمون من المالكية هم كل من كان قبل الامام ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله وكل من جاء بعد الامام ابن ابي زيد هم المتأخرون وابن ابي زيد كما تعرفون توفي سنة ثلاثمائة وست وثمانين للهجرة اي في اواخر القرن الرابع الهجري فاذا اردنا باختصار نقول كل من قبل القرن الرابع القرن الرابع ومن قبله هم المتقدمون من ائمة المذهب. وكل من جاء بعد القرن الرابع هم المتأخرون. هذا هو التقسيم المشهور عند علمائنا المتقدمين لما جاء علماء هذا العصر والباحثون في هذا العصر وهم يحرصون كثيرا على دراسة التطور المذهبي ومحاولة معرفة ادواره واطواره التي مر منها ونحو ذلك كانت وجدت محاولات كثيرة لمعرفة الاطوار التي مر منها المذهب فالشيخ محمد الفاضل ابن عاشور رحمه الله مثلا يقسم المذهب الى خمسة ادوار فيقول الدور الاول هو دور التأصيل ويمتد من زمن مالك رحمه الله الى منتصف القرن الرابع تقريبا واما الدور الثاني عنده وهو مرادف لدور الاجتهاد المقيد فيمتد الى اوائل القرن الخامس ثم الدور الثالث يسميه دور التطبيق وفيه وجد الاجتهاد في المسائل الفقهية وتحقيق الصور الفرعية وهذا عنده يمتد الى اوائل القرن السادس ثم مرحلة الترجيح او دور الترجيح فهذا فيه الترجيح بين الاقوال والتشهير اي تشهير بعض الاقوال القول بان المشهورة في المذهب كذا وان كذا ليس مشهورا والاختيار اي الاختيار بين الاقوال المتعارضة والمتضاربة هذه المرحلة هي التي وجد فيها جماعة من العلماء الذين قاموا بدور الترجيح والتشهير والاختيار في القرن السادس وما بعده بقليل ثم وجدت المختصرات في الدور الخامس الذي هو دور التقنين وهنا وجدت مختصرات كثير من العلماء لا يأتي في اه مقدمتها مختصر العلامة خليل ابن اسحاق خليل ابن اسحاق الجندي رحمه الله تعالى هذا التقسيم الى خمسة ادوار فيه نوع تطويل وكأن اه الحواجز بين الادوار الحواجز الزمنية بين الادوار ليست متضحة بشكل جيد فهنالك تقسيم اخر يقسم مراحل تطور المذهب المالكي الى مراحل اربعة فيقول مرحلة التأسيس اولا وثانيا مرحلة التفريع وثالثا مرحلة التطبيق ورابعا مرحلة التنقيح والتمحيص او النقد فالمرحلة الاولى التي هي مرحلة التأسيس هذه هي مرحلة الامام ما لك فقط فيها وضع مالك اصول المذهب وقواعده العامة والمنهج الفقهي العام الذي اعتمده تلامذته من بعده والمرحلة الثانية التي سميناها مرحلة التسريع هذه تبدأ من اواخر القرن الثاني الهجري تقريبا اي بعد وفاة الامام مالك بقليل وتستمر الى منتصف القرن الثالث وهذه المرحلة فيها اولا انتشار جغرافي للمذهب المالكي خرج المذهب المالكي من قوقعة المدينة على صاحبها افضل الصلاة والسلام وانتشر في بعض المناطق الاخرى خاصة العراق ومصر و في هذه المرحلة بدأ تلامذة الامام مالك يضعون كثيرا او يفتون في كثير من المسائل الفرعية الجزئية التفصيلية بناء على الاصول التي افصلها الامام مالك من قبلهم وايضا في هذه المرحلة وجد التدوير في المذهب فالفت مؤلفات عظيمة القدر كالامهات على ما سيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى في الدرس المخصص للمصادر سنذكر هذه الامهات كالمدونة والاسدية والعتبية والواضحة لابن حبيب والموازية وغير ذلك هذه الاصول او هذه الامهات هي التي بني عليها مذهب مالك من بعد اذن مرحلة التسريع هذه مرحلة اساسية ثم بعد مرحلة التشريع تبدأ مرحلة التطبيق وتأتي بعد مرحلة تلاميذ الامام مالك اي تبدأ تقريبا من منتصف القرن الثالث الى اواسط القرن الخامس هذا على وجه التقريب وهذه المرحلة مبنية على التي قبلها هذا شيء عام يعني. كل مرحلة تبتنى على المرحلة التي من قبلها فمرحلة التفريع مبنية على مرحلة التأسيس ومرحلة التطبيق الان مبنية على مرحلة التفريع فهكذا في المرحلة التي تليها فاذا في هذه المرحلة الائمة او الفقهاء يعتمد على الكتب التي بينت في المرحلة السابقة على الموقع وعلى المدونة خصوصا وعلى الامهات الاخرى و ساروا يواجهون بين المسائل التي يجدونها ويجمعون الشبيه الى الشبيه والنظير الى النظير ويفرقون ويستدلون ويناقشون ويمحصون ويجتهدون في بعض المسائل بان يدرجوا بعض الفروع تحت الكليات والقواعد التي وجدت من قبل وهكذا يعني اشياء كثيرة في هذه المرحلة ولذلك هذه المرحلة ايضا من اعظم المراحل في تاريخ المذهب المالكي فوجد فيها تمحيص الاقوال وبيان الصحيح منها من غير الصحيح من غير المناسب لاقوال الامام آآ وجد فيها ايضا آآ الاختيارات بين الاقوال كما فعل اللخمي مثلا في اختياراته الى غير ذلك. التنقيح الى غير ذلك ثم المرحلة الرابعة هي مرحلة التنقيح لما التنقيح؟ التنقيح بسبب ان المذهب صار فيه اقوال كثيرة منها ما هو راجح ومنها ما هو مرجوح منها ما هو شاذ ومنها ما هو ضعيف ومنها المشهور ومنها مقابل المشهور فكثرة الاقوال هذه لا تناسب الفتوى خاصة في البلدان التي صار المذهب فيها مذهب القضاء والفتوى والحكم بشكل رسمي ولا شك ان القضاء والحكم لا يمكن ان يكون مبنيا على اقوال متضاربة لابد من تقنين لابد من بيان مشهور او الراجح الذي عليه الفتوى فلذلك لاجل هذا السبب اضطر العلماء في هذه المرحلة الى التلقيح تلقيح الاقوام ف قالوا القول الفلاني هو المشهور الذي عليه الفتوى هو الراجح الى غير ذلك. لا شك ان هذه المرحلة مفيدة ومهمة لاستقرار المذهب ولكن ايضا لا شك انها قتلت في المذهب روح الاجتهاد وروح التجديد فاصاب الفقه ما اصاب العلوم الشرعية تقريبا كلها من جمودن حتى صار العلماء يدورون في حلقات مفرغة وصار الفقهاء يكررون متونا معينة لا يخرجون عنها وصاروا آآ يعني ينتقلون من تقليد الامام مالك الى تقليد من دون مالك كابن القاسم الى تقنيد من دون ابن قاسمي كخليل رحمه الله تعالى الى تقليد ما من هم دون خليل من فقهاء او القضاة الموجودين في بعض الحواضر الاسلامية وهو الذي عرف بما جرى به العمل الى غير ذلك. فاذا هذه يمكن ان نقول ان هذه طريقة لي آآ ان هذه الطريقة صار عليها بعض الباحثين المعاصرين في تقسيم ادواري آآ المذهب او المراحل التي سار عليها المذهب بعض العلماء او الباحثين يكتفي ادوار ثلاثة وهذا اضبط و هذا التقسيم لا يخرج كثيرا عن التقسيم الرباعي انما يجمع المرحلة الاولى والمرحلة الثانية في دور واحد هذا التقسيم الثلاثي يجعل المذهب يمر من ثلاثة ادوار الدور الاول هو النشوء والدور الثاني التطور الدور الثالث الاستقرار مفهوم فدور النشوء يمتد من من الامام مالك رحمه الله ويستمروا الى نهاية القرن الثالث تقريبا بل يجعلون آآ لنهاية هذه المرحلة سنة محددة. يقولون هي فماتوا وفاة القاضي اسماعيل ابن اسحاق الحمادي العراقي العراق قاضيان مشهوران مالكيان وما القاضي اسماعيل ابن اسحاق هذا الذي معنا الان والقاضي عبدالوهاب وكلاهما من كبار ائمة المذهب فعند وفاة هذا القاضي والقاضي اسماعيل ابن اسحاق توفي سنة مئتين واثنتين وثمانين بالهجرة وهو صاحب كتاب المبسوطة في الفقه المالكي. وهي تعد من الامهات فيقولون مرحلة النشوء هذه تتميز اولا بجمع الاقوال تتميز آآ بالدرجة الاولى بجمع الاقوال والسماعات وتدوينها اذا المؤلفات في هذه المرحلة وهي المسماة بالامهات ما دورها؟ دورها جمع الاقوال جمع اقوال مالك وجمع اقوالك تلامذة ما لك من امثال ابن القاسم وابن الماجيون واشهد واصبخ ومن بعدهم كاسد ابن الفرات وصحنون وامثال هؤلاء العلماء الذين قام المذهب على اكتافهم جمع الاقوال وتدوينها وكثير من هذه الامهات يعني بعض الامهات موجود كالمدونة كما سيأتينا ان شاء الله تعالى في درس المصادر. لكن بعض هذه الامهات ضاع او فقد او هو مخطوط او المخطوط الموجود منه بعضه اه لكن كثير منها مدون في كتابات من بعد اهل هذه المرحلة. كما نجده في كتاب النوادر والزيادات لابن ابي زيد القيرواني وهو مطبوع هذا الكتاب فيه كثير حفظ لنا فيه ابن ابي زيد كثيرا من آآ الاقوال والسماعات الموجودة في بعض الامهات التي ضاعت او فقدت من الخزانة الاسلامية المرحلة الثانية هي مرحلة التطور وفيها التفريع والتطبيق والترجيح وتمتد من نهاية مرحلة النشوء الى نهاية القرن السادس تقريبا اي الى وفاة العلامة بن شافي سنة العلامة توفي سنة ستمائة وعشرة تقريبا وقيل سنة الستمئة وستة عشر هذه المرحلة هي اساس المذهب المالكي من اوجه متعددة ففيها وجد جمع من الائمة الكبار الاسباب في مدارس المالكية كلها من امثال ابن ابي زيد وابن رشد والباجي وابن العربي وعياض وابن عبد البر والقاضي عبدالوهاب وغير هؤلاء ممن لا تحضر لي اسماؤهم الان وهم كثيرون جدا وفي هذه المرحلة بينت دواوين اسلامية فقهية مالكية ضخمة تجمع من الفقه والاستدلال والحسن الاستنباط ما لا يمكن للطالب ان يعرف قدره الا بالرجوع الى هذه الكتب والنظر فيها ففي هذه المرحلة كتابات الحافظ ابن عبدالبر وهي كثيرة و كتابات ابن رشد الجد البيان والتحصيل والمقدمات الممهدة وما كتبه ابن ابي زيد القرضاني. وكتب القاضي عبدالوهاب الاشراف والمعونة وغيرها وكتاب اللخمي والقاضي الازهري ابن القشار والتفريع لابن الجلاد وكتاب ابن شاس يعني شيء وكتاب ساكن الاندلسيين وهي كثيرة الملتقى مثلا للباجي وكتابات ابن العربي يعني هذه الكتب كثيرة ومفيدة ولكن المالكية المتأخرين في كثير من الاحيان غافلون عنها وبالمقابل فان هذا العصر الذي نحن فيه حاول اهله ان يحيوا كتب هذه المرحلة ووفقوا في ذلك الى حد بعيد لكن مع ذلك وهنالك نقص في هذا العمل والنقص من جهتين اولا من جهة انهم لم يحموا كل هذه الكتب مثلا تبعت كثيرا من كتب هذه المرحلة ولكن بقي منها الكثير. وبعضها تبي عقبات سقيمة فيها تحريف الكثير وبعضها لم يطبع جميعه وبعضها طبع لكن بثمن غال. بحيث يرتفع عن مستوى كثير من طلبة العلم كالذي يحدث مثلا في كتاب المازح التلقين شرح التلقين للقاضي عبدالوهاب فاذا هذا آآ النقش الاول في آآ ما وقع للمعاصرين من احياء كتب هذه المرحلة والنقص الثاني ان هذه الكتب ليست معدة بطبيعتها للتدريس. ليست كتبا تعليمية هي كتب للبحث هي مراجع للبحث للتأصيل وليست كتبا تعليمية بخلاف كتب المرحلة الثالثة المختصرات هذه كتب تعليمية فطالب العلم الان كما نجده في الجامعة مثلا يعطينه كتابا ضخما كالتلقين كشرح التلقين للمعزل. او البيان والتحصيل استخرج منه كذا وكذا يعني هذا فيه يطلع على هذا الكتاب يعرف قيمته. لكن من الناحية التعليمية لا يبقى لهم في ذهنه شيء كثير لان الطريقة المعتمدة عند علمائنا منذ زمن بعيد وهي الطريقة التي انجبت فحولا في الفقه وفي غير الفقه انما هي طريقة المتون. تشرح تحفظ متنا وتفهمه وتشرحه ثم تكمله بالكتب والمراجع المختلفة اما اذا لم تحفظ شيئا فالله لا يبقى لك في دينك شيء اذا النقص الثاني ان الذين احيوا هذه الكتب عندهم نقص للاطلاع على كتب المرحلة الثالثة اي المختصرة والذي اراه انه لا بد من الجمع بين كتب المرحلتين. اما كتب المرحلة الاولى فهذه في الحقيقة آآ لا نستطيع ان نستفيد منها كثيرا لانها سماعات واقوال متناثرة ويصعب الاستفادة منها بشكل مباشر. على ان اصحاب المرحلة الثانية قد كفينا مائدة لا نحتاج الان ان نرجع الى مثلا العتبية او الى المدونة او الى غير ذلك انما نرجع الى كتب المتوسطين. كتب المرحلة الثانية. فاذا الطريقة المثلى التي اراها ان نستفيد من تقنين اصحاب المرحلة الثالثة وان نستفيد من استدلال وبحث اصحاب المرحلة التالية يعني نأخذ متنا مثلا من المتون الجامعة في هذا في الفقه المالكي ان يكون متن عاشر او متن الاخضري او متن خليل او غير ذلك ونرجع الى شروحه لنفهمه ونكرر هذا الفهم وهذا الحفظ بالنظر وبالرجوع الى كتب المرحلة الثانية كتب ابن رشد وابن عبد البر والباجي وابن العرب واطفال هؤلاء هذه الطريقة المثلى. والا فنحن سنظل هكذا في المذهب المالكي مذبذبين بين طريقتين لا تكفي احداهما للوصول الى المراد ولا تغني احداهما عن الاخرى طريقة الفقهاء التقليديين الذين يحفظون مختصر خليل مثلا ويشرحون ويفهمونه ولكن تجد عندهم نقصا في الاستدلال نقصا في معرفة الخلاف العالي نقصا في الاطلاع على كتابات المتقدمين من العلماء يدورون في حلقة مفرغة حول مختصر خليل تحيي وحواشي هذه الطريقة الفقهاء التقليديين. والطريقة الثانية طريقة اهل الجامعة اه تجدهم يدرسون هذه الكتب المتقدمة كتب الاستدلال والتفريع والترجيح يطلعون عليها ينظرون فيها يطالعونها ولكن عندهم نقص في الحفظ عندهم نقص في استحضار المسائل آآ يصعب عليهم الفتوى عند الحاجة لما؟ لان عندهم نقص في الطريقة التعليمية. التي عرفها ائمتنا والتي ننصح دائما بها طيب بعد هذا الكلام اقول اذا هذه المرحلة الثانية المرحلة الثالثة مرحلة الاستقرار وتمتد من كتاب جامع الامهات الى ما بعده الى عصرنا هذا تقريبا. جامع الامهات هو مختصر ابن الحاجب الفرعي ابن الحاجب رحمه الله تعالى الامام المالكي المعروف له مختصران مختصر اصلي في اصول الفقه ومختصر فرعي سماه جامع الامهات لانه اختصر فيه او وضع فيه اه جدة ما في امهات كتب الفقه المالكي آآ وبعده جاء خليله عكف الناس على مختصر خليل وتركوا مختصر ابن الحاجب الا آآ اه في النادر الذي لا حكم له. مرحلة الاستقرار هي مرحلة المختصرات والمتون والشروح والحواشي والتقريرات واشياء كثيرة لاننا آآ نحيط بطرف يسير منها ان شاء الله تعالى في آآ عند كلامنا عن مصادر الفقه المالكي بعد هذا نقول هذه مراحل المذهب الان نذكر شيئا من مدارس المذهب اولا ما اسباب ظهور هذه المدارس ما الاسباب التي جعلت الفقه المالكي منقسم الى مدارس اول سبب ان هذا موجود منذ زمن الامام ما لك وتلامذته وسبب ذلك ان تلامذة الامام مختلفون في طريقة التعامل مع السنة النبوية مع عمل اهل المدينة اي عند التعارض مع عمل اهل المدينة فوجدت مدرستان كبيرتان في تلامذة الامام مالك مدرسة المدنيين من اصحاب مالك وهم الذين يقدمون الخبر خبر الواحد يقدمون الحديث مطلقا وان عارضه العمل اي عمله اهل المدينة وكانت المدرسة الاخرى في مصر وغيرها يتزعمها ابن القاسم آآ تقدم على اهل المدينة على اخبار الواحد وآآ من اظهر الامثلة على ذلك قضية خيار المجلس كما سيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى عند دراسة فصول المالكية خلال هذه الدورة. اذا هذا سبب اول وبالتالي فكل من سار على طريقة المدنيين من بعدهم له منهج معين ومن سار على طريقة ابن القاسم غير المدنيين له منهج اخر مفهوم ثم ايضا هنالك شيء مرتبط بالبيئة العلمية التي وجد فيها هؤلاء المالكية فمثلا مالكية العراق وجدوا في العرق والعراق معروف بانه كثير الطوائف فيه طوائف كثيرة مختلفة متباينة متصارعة فلا شك ان الامام المالكية الموجودة في العراق يحتاج الى الاستدلال والجبل واقامة الادلة على قوله. ما يمكن ان يسمع منه اذا جاء بالقول مجردا عن دليله فوجد عند العراقيين من الاستدلال ما لم يوجد عند غيرهم فبالمقابل فان اهل المغرب لا يوجد عندهم منافس للمذهب المالكي. منذ زمن بعيد نتج عن ذلك ان المذهب المالكية نسيطر على اهل المغرب سيطرة تامة فلم يحتج مالكية المغرب الى الجدل بل لن يحتاجوا الى الاستدلال الا في النادر ولذلك تجدهم تجد مثلا مالكية الاندلس اكثر استدلالا من مالكية المغرب الاقصى لان الاندلس عرف وجود الظاهرية ان كان فيها مذهب الاوزاعي ثم وجد المالكية ثم وجد الظاهرية فالظاهرية قوم اصحاب جبل ونظر ونقاش واستدلال بالاثار لا يمكن ان تلقي له قولا تقول قال مالك في المسألة؟ لا شفن صاعقة المغرب المسمى آآ صاعقة المغرب كما سماه آآ يعني آآ ابن القيم ابن حزم صاعقة المغرب والاندلس فلذلك تجد المعاصرين لابن حزم امثال الباجي مثلا يستدلون كثيرا ويناقشون ويجادلون فاذا هذه هذا بخلاف اهل المغرب الاقصى لانه ليس عندهم الا مذهب واحد منذ زمن بعيد لذلك نحتاج الى نقاش ولا جدال. اذا هذه الاشياء كلها تؤدي الى اختلاف المناهج وبالتالي الى ظهور مدارس مختلفة مفهوم كما ان بعض المدارس المتأخرة تحاول التنسيق بين المدارس المتقدمة. كما حصل للمغاربة مثلا فالمغاربة ارادوا ان يجمعوا بين من سبقهم وهم العراقيون والمدنيون والمصريون تجد اهل المغرب يحاولون التوفيق بين كلام ابن القاسم وكلام المدنيين. مفهوم في هذه يحترمني هنا اه قولة لي اه يحيى ابن يحيى الليثي المعروف اه راوي الموطأ احد رواة الموطأ بل هو اشهر رواة الموطأ المالكي وهو كان يقول آآ يعني بين ابن وهب وابن القاسم ابن القاسم يميل الى العمل اكثر وابن وهب يميل الى الاثر اكثر. لذلك كان يقول لما اتي ابن القاسم واخبره بما اخذته ينهاني عن اتباع ما ليس عليه العمل من الاحاديث. يقول تنبه كثيرا من هذه الاحاديث ليس عليها العمل يقول يحيى وحين اذهب الى ابن وهب واخبره بما اخذته عن ابن القاسم ينهاني عن الرأي ويقول ان كثيرا من هذه المسائل انما هي رأي فعليك بالحديث ويحيى يحاول ان يوفق بين المدرستين وبين المنهجين وهكذا كثير من علماء المغاربة كانوا يحاولون في مرحلة من المراحل التوفيق بين اه الطريقتين اذا بعد هذا هذه الاسباب العامة التي ادت الى ظهور هذه آآ المدارس بعد هذا نقول المدارس التي وجدت في اه المذهب المالكي بعض الناس يجعلها اربعة اربعة مدارس وبعضهم يجيد مدرسة خامسة وبعضهم يزيد مدرسة سادسة المتفق عليه عند الباحثين المدرسة المدنية والمصرية والعراقية مما اختلفوا بعضهم يقول المدرسة المغربية وبعضهم يجعل المغربية على قسمين المغرب والاندلس وبعضهم يجعل مدرسة المغرب نفسها تنقسم الى قسمين مدرسة القيروان يعني تونس المدرسة التونسية ويدخل فيها صقلية ارجعها الله الى بلاد الاسلام فقد كانت من آآ بلاد المالكية المشهورة انجبت صقلية التي هي الان تابعة لايطاليا. جزيرة كورف ايطاليا كانجبت جمعا من العلماء المالكية كابن يونس ازلي وغيرهم فاقول بعضهم اذا يجعل المدرسة المغربية على قسمين مدرسة القيروان ومدرسة المغرب الاقصى على كل حال نحاول ان اه نختصر سنجعل المدارس اربعة فقط مفهوم فان هذه التقسيمات لا شك ان بينها كما يزاتن منهجية لا شك في ذلك. مثلا الاندلسيون معروفون بكما ذكرت انفا من قضية آآ الاختلاف فيما بينهم في اه مثلا اه امور كونهم يعني وجد عندهم الظاهرية فاحتاجوا الى الاستدلال اكثر من اهل المغرب الاقصى. مثلا الاندلسيون معروفون برشاقة الاسلوب في الكتابة وبانهم اهل ادب آآ اكثر من اهل المغرب الاقصى مثلا الفروق الموجودة بين القيروان ومدرسة المغرب في الحفظ. كما اشار الى ذلك آآ ابن خلدون في بعض ما كتبه فانه اشار الى ان آآ اهل المغرب يعتمدون على الحفظ واستظهار المواد العلمية بينما مدرسة القيروان اي مدرسة تونس تتميز تعمقي في البحث وقوة التصرف فيه وذكروا لذلك يعني بعض القصص كما حدث آآ السلطان وفي زمن السلطان ابي عنان فانه يعني آآ لما آآ ذهب يعني السلطان آآ يعني لما جاء آآ احد الحفاظ وهو الشيخ ابو الحسن الصرصري آآ لما جاء الى فاس وقع عليه لما يعني بنى ابو عنان المدرسة مدرسته بفاس آآ وطلب من يقرأ الفقه فيها فاختير الشيخ الصرصري فلما جلس فيها آآ ارسل اليه ابو عنان من يسأله عن بعضهم المسائل التي هو منفرد بحفظها دس اليه من يسأله عن تحقيقها مفهوم فانقطع عن ذلك ولم آآ يستطع ان يحققها وانصرف كئيبا الى منزله لعدم قدرته على تحقيق هذه المسائل. يعني هو يحفظ لكن ما يحقق اهو اه ولذلك وهذا معروف وخلاف اه يعني لما قال احد العلماء قال السلطان ابي عنان لما زار آآ فقهاء المغرب تونس وهذا يعني في زمن السلطان الاعلان يعني تقريبا في سنة في القرن الثامن الهجري المغاربة تفوقوا على التونسيين في الحفظ والتونسيون تفوقوا في حسن التصرف في النصوص فالسلطان ابو عنان ارشد الفقهاء المغاربة الى ان يستفيدوا من طريقة التونسيين فيها المقصود عندنا هذا خرجنا به شيئا معا المراد المقصود ان هنالك فروقا داخل المدرسة المغربية لكن يمكن ان نعتبرها مدرسة واحدة للتشابه الشديد فيما بينها طيب نرجع الان سنقول ما هذه المدارس التي اشتهرت في المذهب المالكي. اولها المدرسة المدنية وهي مهد المذهب المالكي فيها وجد تلامذته واصحابه الاولون وعادة يطلق على اهلي المذهب الاولين من اصحاب مالك نطلق عليهم اسم المدنيين تبني الماجي الشوم ومترف وعبدالله بن نافع ومحمد بن مسلمة لكن الاولين اقصد ابن الماجي شون ومطرفا اه كان اكثر تأهيرا في تطور المذهب وكانا يلقبان بالاخوين وكان لهما تأثير على بقية اه المذاهب فبقيت عفوا الانصار المالكية الغالب على المدرسة المدنية تقديم الحديث وتقديم الاثار وقد ذكرت لكم قصة يحيى ابن يحيى مع ابن القاسم وابن وهب لم يكن عندهم النظر في التشهيرات وترتيب قبول الاقوال ونحو ذلك لكن كانوا يعتمدون كثيرا على الاحاديث والاثار ويقدمونها عند التعارض مع العمل ولا يعني ذلك ان المدنيين لن يكونوا يقبلون العمل او القبول لم يكونوا يقبلون الاخذ بالعمل على انه اصل من اصول الاستنباط كلا فانما كانوا يفصلون فما كان من العمل يجري مجرى النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه بمنزلة الخبر والاثر. هذا مقبول في الحقيقة عند اهل المذاهب كلها مفهوم اما ما ليس كذلك فهذا يقدمون خبر الواحد عليه هنالك كتب كثيرة الفت في زمن هؤلاء اي في مدرسة المدينة ولكن كثير منها اه مفقود واكثرها موجود في الامهات فاقوال ابن الماجشون مثلا اقوال الاخوين موجودة في الواضحة لابن حبيب واقواله نافع ايضا موجودة في المدونة مدونة في سحنون وهكذا وايضا في العتبية وشرحها لابن رشد وهو المسمى بالبيان والتحصيل. هذه الكتب جمعت لنا او احتفظت لنا بكثير من اقوال للمدنيين المذهب المالكي استمر بالمدينة الى القرن السادس تقريبا حين غلب آآ الروافض على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع المذهب المالكي اليها فيما بعد لكن قليلا. وعلى كل حال منذ القرن الثالث اذ محلى المذهب المالكي في المدينة و صارت الريادة في المذهب لغير اهل المدينة مفهوم طيب المدرسة المصرية هذه ثاني مدرسة بعد المدرسة المدنية وجدت في وقت سابق بالمقارنة مع آآ المدرسة العراقية او المغربية و وجد فيها جماعة من تلامذة الامام ما لك رحمه الله تبارك وتعالى خاصة ابن عبد الحكم الذي قدم مصر المسائل التي اخذها عن الامام ما لك ثم وجد في هذه المدرسة جماعة من اكابر العلماء الذين انتهت اليهم رئاسة المذهب في مصر على رأسهم اشهد رحمه الله وهو امام معتمد عند المالكية وعبدالرحمن بن القاسم العتقي الذي آآ يعني اه تنسب اليه المدونة اي اي يعني اكثر يعني كما سيؤتينا ان شاء الله تعالى في قصة تأليف المدونة آآ هو صاحب المدونة تقريبا اغلب الاقوال الموجودة في المدونة اما من اقوال او تخريجاته او نقوله عن الامام مالك رحمه الله تبارك وتعالى. لذلك صار ابن القاسم اشهر تلامذة الامام مالك وصار قوله مقدما عند المتأخرين من المالكية على قول كل اصحاب الامام مالك وكل تلامذته رحمه الله رحمهم الله تبارك وتعالى وخصوصية ابن القاسم انه لازم مالكا نحو عشرين سنة ولذلك معرفته باقوال مالك واختياراته كبيرة جدا مفهوم طيب في هذه المدرسة آآ المصرية كما ذكرنا وجد آآ جماعة من الائمة وامتازوا بي قضية العمل وبتقديمه على خبر واحد ونقل ذلك عن الامام مالكا رحمه الله تبارك وتعالى وايضا كان عندهم شيء يمكن ان نقول شيء من التعصب لاقوال مالك بمعنى انهم لا يخرجون عن اقواله بخلاف بعض ائمة المدنيين من اصحاب ماله قد يقولون قال مالك ولكن انا اقول كذا وكذا لا اصحاب مصر خاصة ابن القاسم لا يتنازلون عن اقوال مالك مطلقا. ولذلك لاجل ملازمة ابن قاسم لمالك ولاجل عدم خروج ابن القاسم عن اقوال مالك صار المتأخرون لا يخرجون عن اقوال ابن القاضي لانهم يقولون هو اعرف الناس بقول مالك والزمهم له فلاجل ذلك اذا اتبعنا ابن القاسم فاننا في الحقيقة نثق اننا نكون نكون متبعين لاقوالنا رحمه الله تبارك وتعالى. نعم اه بطبيعة الحال انحصر المذهب فيما بعد عن مصر وآآ لاسباب سياسية متعددة وصارت مصر في آآ ازمنة اخرى آآ توجد فيها المذاهب كلها الى هذا العصر يعني يوجد فيها المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي طيب وان كان المذهب المالكي ما زال لا يزال موجودا في مصر وفي السودان وفي تلك المناطق وكثير من شيوخ الازهر المتأخرين كانوا مالكية وكثير من الكتب التي الفت اه عند المتأخرين هي ايضا من كتابات المالكية فمثلا شرح الخرشي وحاشية الدسوقي وغير ذلك من الكتب والدردير ونحو ذلك. هذه كتب المصريين اه كلامنا هنا انما هو عن المتقدمين عن المدرسة المصرية المتقدمة اه يمكن ان نقول ان المدونة مصرية وان كانت في الاصل تأتي جاءت من القيروان لكنها مصرية لان آآ العمدة فيها والاعتماد فيها على كلام ابن القاسم المصري. ايضا الموازية وهي من الامهات منسوبة لمحمد ابن المواز وهو من اهل النسل. مختصرات ابن عبد الحكم والتي تعد من الامهات ايضا منسوبة لمصر وهكذا. اذا هذه المدرسة المصرية على على وجه الاختصار. بعدها المدرسة العراقية وارجو انكم ما زلتم متابعينا معي آآ المدرسة العراقية هذه امتداد للمدرسة المدنية انتقل اليها جماعة من اصحاب ما لك كآآ اصحاب المالك الاوائل امثال القعنبي ابن مهدي وبعد ذلك اه يعني تتلمذ على هؤلاء جماعة من العلماء المالكية وكانت الانطلاقة الحقيقية لمذهب آآ المالكية في العراق عند امثال اسماعيل القاضي اسماعيل ابن اسحاق والازهري والقاضي عبدالوهاب المعروف صاحب التآلف الكثيرة وابن الجلاد صاحب التشريع وابن القصار وامثال هؤلاء هذه مدرسة انجبت خلقا من كبار العلماء ذكرنا امثلتهم. ذكرنا انسا ان خصوصية العراق ان الطوائف كثيرة بها تحتاج العراقيون من المالكية الى الجدل والاستدلال والنقاش. وايضا يحتاج الى تعديل المنهج العام للفقه المالكي كتبوا مقدمات اصولية اضطروا الى وضعها بوجود المخالفين من الشافعية والحنابلة والحنفية وايضا اضطر لوضع شيء من الفقه الافتراضي الذي كان مالك يكرهه كراهة شديدة. كان مالك يكره الفقه الافتراضي. والفقه الافتراضي موجود عند الحنفية بالعراق والمقصود بالفكر الافتراضي افتراض المسائل التي لم تقع ارأيت لو وقع كذا وكذا؟ فما جوابه؟ هذه طريقة العراقيين. من اه اصحاب الرأي. فمالك كان يكره ذلك كراهة شديدة لكن المالكية العراقيون وقع لهم شيء من هذا المنهج الافتراضي اتباعا البيئة العامة الموجودة في بالعراق. الف المالكية في آآ المدرسة العراقية كتبا مفيدة كعيون الادلة لابن قصار والمبسوطة للقاضي اسماعيل وكتابات الابهري وكتب القاضي عبد الوهاب وانا انصحكم بها فانها مفيدة الاشراف على نكت بالخلاف والمعونة آآ على مذهب العالم للمدينة وغير ذلك نعم التسريع لابن الجلاب ايضا مفيد لكن ليس فيه ادلة كثيرة لكنه مفيد وهكذا. ثم المدرسة الاخيرة المدرسة المغربية الاصل عند المغاربة انهم كانوا متبعين للمذهب الحنفي وكان المذهب الاجزاء مذهب الاوزاعي موجودا في الاندلس لكن دخل جماعة من اصحاب مالك فنشروا علم مالك في اه اصقاع المغرب والاندلس خاصة منهم الامام علي بن زياد الذي جاء الى تونس وعرف المغاربة بمذهب الامام مالك وانتشر فقه مالك بامثال اسد بن الفرات وسحلين من بعده وسيأتينا في آآ درس المصادر الكلام على قصة المدونة وما بين وصحنون في هذه المسألة وتتابع المالكية بعد الصحنين في آآ نشر مذهبه نشر مذهب ما لك والصمود في وجه المخالفين وانتم تعرفون ان الدولة العبيدية الرافضية التي تنتسب الى فاطمة رضي الله عنها وتسمى دولة خاطمية تسمي نفسها دولة فاطمية هذه الدولة اضطهدت المالكية في بلاد المغرب والاندلس. وفي بلاد المغرب والقيروان وتونس ووقف المالكية وقفة شديدة في مواجهة هؤلاء العبيديين. واغلبهم كانوا من تلامذة صحنون رحمه الله تبارك وتعالى وكان المالكية اذا في هذه الاصقاع يمثلون اهل السنة والجماعة ووقفوا وقفة شامخة شامخة امام هؤلاء المبتدعة. ولذلك استمر المذهب المالكي رغم محاربة سلاطين العبيديين له الى ان خرجت دولة العبيديين عن آآ بلاد المغرب واثارة الدول هنا الدول المغربية تحب الناس على اتباع مذهب مالك كما وقع في زمن المرابطين فانهم كانوا رحمهم الله تعالى مالكية وقعت مرحلة آآ اضطهد فيها المذهب المالكي شيئا ما في زمن الموحدين لانهم كانوا آآ يميلون الى الظاهر وآآ باحراق كتب الفروع فاحرقت كتب كثيرة للمالكية ولكن فيما بعد اه ولكن فيما بعد رجع المذهب المالكي قويا في الدول التي جاءت بعد الموحدين. كتب المالكية في المغرب كثيرة جدا. المدونة وآآ كتب ابن ابي زيد كالرسالة التي اسأل الله عز وجل ان ييسر لنا دراستها في هذه الدورات وبعد انتهائنا من متن ابن عاشر رحمه الله. اه كتاب النوادي والزيادات لابن اه ابي زيد القيرواني كتاب الطبسرة للخم الى غير ذلك من الكتب الكثيرة التي لا يمكننا ان نحيط بها وسنذكر كثيرا منها ان شاء الله تبارك وتعالى في آآ درس المصادر. هذه اذا اه المدرسة المغربية وبذلك نكون قد اشرنا باختصار شديد الى اهم هذه المدارس التي تكون منها اه الفقه المالكي آآ يمكنكم الرجوع الى آآ كتابي اصطلاح المذهب عند المالكية لمحمد ابراهيم علي. آآ فان فيه كثيرا من المصادر والكتب وبيان كل ما لكل مدرسة من الكتب والمصادر في اه اه الفقه والفقه المالكي يمكن الرجوع الى هذا الكتاب تستفيدون منه ان شاء الله تبارك وتعالى. لكنكم اذا اكتفيتم آآ بما ذكرناه في هذا الدرس فانه ان شاء الله تبارك قال تعالى يكون نافعا. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله