بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار درسنا اليوم هو الثاني من دورتنا التمهيدية التي نخصصها للتمهيد لدراسة الفقه على مذهب المالكية رحمهم الله تعالى ونجعلها كالتوطئة بدراسة الفقه على هذا المذهب وقد ذكرنا في الدرس الاول بعض المبادئ والاصول العامة في دراسة الفقه وان شاء الله تعالى نخصص درس اليوم بترجمة الامام ما لك وذلك بان هذا المذهب ينسب اليه فيقبح بطالب العلم الذي يدرس هذا المذهب ان يكون غير ملم بترجمة هذا الامام بل يقبل يقبح به ان يكون غير مطلع على تراجم ائمة المالكية. فضلا عن ترجمة الامام ما لك نفسه ونحن لا يمكننا ان نحيط بترجمة الامام مالك في هذا الدرس ولا في دروس متعددة لانه من الائمة المشتهرين الذين انتشر علمهم في الافاق وحدث عنه جمع من العلماء والائمة وانتشر علمه وظهر فضله ووقع الاجماع عليهم وامثال هؤلاء الائمة يصعب جمع شتات ترجمتهم في كلامي المختصر وقد تكفل خلق من العلماء بالترجمة للامام مالك سواء اكان ذلك بالترجمة المفردة في كتاب خاص او بالترجمة له في كتب التراجم العامة او في كتب طبقات الفقهاء او طبقات المحدثين او نحو ذلك ومن افضل ما كتب في ترجمته عند المتقدمين ما كتبه القاضي عياض رحمه الله في ترتيب المدارك وهو كتابه الذي خصصه لتراجم المالكية وجعل قسما وافرا منه في ترجمة الامام ما لك على ما فيه من شيء لا يحمد من التعصب الذي لا يسلم منه كثير من العلماء المتقدمين لان هذا كان من خصائص تلك الازمنة كان عندهم شيء من التعصب لائمة المذاهب لكن هذا لا يشكل على طالب العلم وهو ان شاء الله تعالى يعرف الحق من الباطل في هذا الباب وايضا من المعاصرين كتب الشيخ محمد ابو زهرة رحمه الله كتابا عن ما لك ضمن سلسلته التي ترجم فيها للائمة الاربعة وللامام زايد ولشيخ الاسلام ابن تيمية وغيرهم فكتب مؤلفا نافعا عن الامام مالك وهو مفيد في الجملة وفيه تحقيق وتحليل جيد لكن كما لا يخفى عليكم لا ينبغي ان يغتر طالب العلم بما في الكتاب من بعض الاشياء المخالفة لمعتقد اهل السنة والجماعة. وهذا وقع كثيرا للشيخ رحمه الله في كتبه كما في كتابه عن اختلاف المذاهب الاسلامية وغيره او غيره من كتبه فانه تقع له اشياء لا ترتضى في مجال العقائد مالك رحمه الله تعالى من اتباع التابعين على الصحيح المشهور وكان في زمن وهو زمن الاجتهاد والاستنباط كما ذكرت في الدرس الاول ووجد في زمن كان فيه جماعة من المجتهدين كابي حنيفة والاوزاعي وسفيان الثوري والليث ابن سعد الشافعي واحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه وغيرهم من الائمة وكان في المدينة النبوية التي هي معقل العلم و نأرج الحكمة والايمان وكان العلماء متوافرين بها وان كانوا قد تفرقوا في الامصار كما ذكرت انفا ولكن بقي بها جمع من اكابر العلماء في زمن الصحابة وفي زمن التابعين ثم في زمن الامام مالك اي في زمن اتباع التابعين اشتهر جماعة من علماء المدينة حتى اجتمع علم هؤلاء عند سبعة مشهورين يسمون الفقهاء السبعة فهم من شيوخ مالك رحمه الله الفقهاء السبعة هم المذكورون هم المجموعون في ما هو من الناظم حين قال اذا قيل من في العلم سبعة ابحر روايتهم ليست عن العلم خارجة فقل هم عبيد الله عروة قاسم سعيد ابو بكر سليمان خارجه اي الفقهاء السبعة هم عبيد الله بن عبدالله بن عصمة بن هشام وعمرة بن الزبير والقاسم بن محمد بن ابي بكر وسعيد بن المسيب وابو بكر اه قال سلم ابو بكر وسليمان ابن يسار وخرجة ابن زيد ابن ثابت. هؤلاء كلهم من التابعين اكابر التابعين الذين اه اجتمع العلم عندهم وانما سموا بهذا الاسم الجامع الفقهاء السبعة لانهم كانوا في عصر واحد وكانوا كان قد يحدث لهم ان يجتمعوا ليفتوا في النازلة اذا نزلت باهل المدينة وعن هؤلاء وامثالهم اخذ الامام مالك ولم يحتج الامام مالك الى الرحلة في طلب العلم لان المدينة اجتمع فيها جماعة من العلماء كما ذكرنا. وايضا لان العلماء من اقاصي الارض كانوا يرحلون الى الحجاز الى مكة والمدينة لان المسجد النبوي من المساجد التي تشد اليها الرحال كما ثبت في الحديث الصحيح فاذا كان العلماء يأتون فيأخذون عن اهل المدينة ويأخذ اهل المدينة عنهم فهذه المدينة هذا المكان وهذا الزمان الذي كان فيه الامام مالك رحمه الله والامام مالك هو امام دار الهجرة وكنيته ابو عبد الله واسمه مالك ابن انس ابن مالك ابن ابي عامر نعم الاصبحي الحميري المدني فهي من العرب من حمير وهي من القبائل اليمنية وهو مدني منسوب لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقومه من حلفاء بني تيم من قريش وامه ازدية فابوه كما ذكرنا من اليمن عربي من اليمن وامه عربية من الاجد وقد ولد رحمه الله تبارك وتعالى على الاصح والاشهر سنة ثلاث وتسعين وهو العام الذي مات فيه انس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وارضاه فبعد ولادته طلب العلم يعني وهو حدث طلب العلم واخذ عن جماعة من العلماء من اكابر العلماء من المحدثين والفقهاء فاخذ عن القاسم وعن سالم ابن عبد الله ابن عمر وعن نافع المولى عبد الله ابن عمر وعن اه وعن ابن المنكدر وعن ابي الزناد عن ابي الجناد اخذ منه كثيرا وروى عنه كثيرا وعن الامام الزهري ابن شهاب المشهور المحدث الفاعل وعن عبدالله بن دينار وعن جماعة من الشيوخ يعني شيوخه كثيرون جدا. وقد اه تكفل بعض العلماء بذكر اسمائهم وباحصائهم سواء منهم شيوخه في الموطأ او شيوخه على وجه العموم فنشأ رحمه الله تبارك وتعالى في تصور وتجمل وكانت امه حريصة على طلبه العلم فكانت ترسله كما ثبت بالرواية المشهورة كانت ترسله الى ربيعة اي تجمله وتلبسه افضل ثيابه وترسله الى ربيعة وهو المشهور بربيعة الرأي وتقول له خذ من صمته قبل علمه هذا من الوصايا المفيدة النافعة فان من اعظم بركات حضور مجالس العلم من اعظم بركاتها الاستفادة من السمت واجهدي الذي قد يكون للشيخ المدرس فان العلم موجود في بطون الكتب خاصة في هذا الزمان ما صرنا نعتمد في تحصيل العلم على الرواية الشفوية. وانما نعتمد على ما هو موجود في الكتب لان الحديث دون ولان العلوم كلها قد دونت واستقرت في بطون الكتب فصارت اهمية الشيوخ من جهات اخرى غير تحصيل الرواية من جهة التأدب وتعلم الصمت الحسن واخذ الهدي والاستفادة من النصائح العلمية والدعوية والمنهجية وايضا الاستفادة من الشيخ في آآ المفاتيح يعني التي يأخذها الطالب من الشيخ لفتح ابواب العلم لان الشيخ انما يعطيك مفاتيح العلم ولا ينبغي ان يظن ظان ان الطالب يأخذ من شيخه كل العلم. هذا لا يمكن فانما يأخذ من الشيخ مفاتيح العلم ويجتهد بعد ذلك في تحصيل العلم من مظالمه او من الكتب فاذا هذه نصيحة ام ما لك له وهي نصيحة نافعة وعلى وعلينا اجمعين ان نستفيد منها ما امكننا وما استطعنا الى ذلك سبيلا فطلب مالك العلم وهو ابن يعني بضعة بضع عشرة سنة فما لبس ان تأهل للإفتاء وصار ممن ينظر اليه ويستفتى ويرجع اليه في النوازل وله بضع وعشرين سنة تقريبا احدى وعشرون سنة او شيء كهذا وقصده طلبة العلم من الافاق يأخذون عنه العلم ويستفيدون منه ويحدثون عنه رحمه الله تبارك وتعالى وقد سئل مالك عن قضية تصدره للفتوى فقال ما تأهلت او ما اجبت في الفتوى حتى سألت شيوخي هل ترونني موضعا لذلك؟ وكما قال ان سأل شيوخه خصوصا ربيعة الذي كان يعني يرجع اليه كثيرا وايضا يحيى بن سعيد وغيرهما وغيرهما فسأله يعني سأل كل واحد منهم هل تراني موضعا للفتوى فكلهم يقول نعم فحين اذ جلسوا للفتوى وقالوا له لو نهوك اكنت تنتهي؟ قال نعم كنت انتهي وهذه قاعدة اصلها الامام مالك يقول لا ينبغي للرجل ان يتصدر للفتوى او للتدريس حتى يشهد له من هو اعلم منه من شيوخه او من غيرهم انه اهل لذلك والا فلو فتح المجال لو فتح هذا الباب على مصراعيه لتصدر غير المتأهل وهذا فيه من الضرر على الدين وعلى العلم ما فيه فاذا تصدر الامام مالك للتدريس والفتوى وقصده الناس بالتألم كان مجلسه مجلس خير وعلم فيه هيبة وسلام ولم يكن فيه رفع الاصوات ولا كثرة الجدال ولا الضجيج فانما كان الامام ما لك يعني يلبس افضل ثيابه خاصة ان كان المجلس مجلس حديث انه كان اذا اجتمع الناس عليه تخرج اليهم جاريته فتسأل اتريدون الحديث ام الوسائل؟ والمسائل المقصود بها الفقه اي الفروع فان قالوا المسائل خرج اليهم على حالته افتاهم واجابهم فان قالوا الحديث لبس افضل ثيابه وتطيب واغتسل قبل ذلك وخرج في هيبة ووقار وتصدر المجلس ووزع على آآ الحضور مراوح يعني لكل واحد منهم مروحة وجلس في وقار وحلم يسأل وعن الحديث سيحدث به فيسأله ان التلامذة عن الاحاديث ويجيبهم وقد يأذن ببعضهم ان يقرأ عليه امكانية الغالب انه هو الذي يقرأ او قد يأمر كاتبه بالقراءة على القوم وكلهم يجلون له يوقرون له هناك ما تراه في بعض المجالس عند بعض الناس في هذا الزمان تجد الطلبة لا يحترمون شيخهم يتناقشون بمحوره ويرفعون اصواتهم امامه ويشتغلون بالقيل والقال والشيخ يتكلم في درسه فهذا مما لا ينبغي ان يكون في الحقيقة وينبغي ان يحتفظ الطالب باداب طلب العلم والتي من اعظمها التأدبي مع الشيخ وهذه على كل حال يقول الكلام بما فيها وهي اننا المسائل المهمة اي معرفة اداب العلم واداب طلبة العلم فكان هذا المجلس هكذا عند الامام مالك وكان يقرأ آآ كما قلنا كاتبه وكاتب مشهور وحبيب ابن ابي حبيب المعروف بكاتب مالك ابن انس وهو على كل حال ضعيف في الحديث لكن كان يقرأ على الامام فاذا اخطأ يفتح عليه الامام مالك وهكذا والناس في المجلس يعني لا يكادون يرفعون عيونهم الى الامام مالك من شدة هيبته لذلك قال الشاعر فيه في الامام مالك قال اه قال عنه اه يضع الجواب فلا يراجع هيبة والسائلون نواكس الاذقان عز الوقار ونور السلطان التقى فهو المهيب وليس ذا سلطان فيدع الجواب فلا يراجع هيبة ما يستطيع احد من هيبته ان يراجعه. بل السائلين كيف؟ والسائلون نواكس الاتقان وما جاءه هذا من سلطان وانما جاءه من الوقار ومن التقى لذلك قال عز الوقار عز الوقاري ونور السلطان التقى فهو المهيب وليس شفاء سلطاني وكان يحضر المسجد فيشهد الصلوات ويشهد الجمعة والجنائز وغير ذلك ويجلس الى المسجد ويجتمع عليه اصحابه في المسجد لكنه بعد ذلك بعد ان مرت الايام اه ترك الجلوس في المسجد وكان يصلي وينصرف ثم بعد ذلك ترك الجمعة وترك الصلاة في المسجد وكل ذلك وحين سئل عن سبب ذلك قال ليس كل احد يقدر ان يتكلم بعذره ليس كل احد يقدر ان يتكلم بعذره فقال بعض العلماء لعل السبب في ذلك انه اصابه سلس بول كان يعني يتهيأ ان يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على غير طهارة ويخشى ان يكون ذلك من الاستخفاف بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك ترك الصلاة في المسجد رأسا لاجل هذا العذر لعل هذا هو السبب. وعلى كل حال اه وهو يقول ليس كل احد يقدر ان يتكلم بعذره فنقف عنده كان الامام مالك مهيبا كما ذكرنا وكان مهيبا ايضا مع الحكام مع الطلبة ومع الحكام ايضا فما كان رحمه الله تعالى يخشاهم وكان يقول عليه رحمة الله ما دخلت على ملك من الملوك الا نزع الله هيبته من صبري ما دخلت على ملك من الملوك الا نزع الله هيبته من صبره. وقد عاقر الامام ما لك جمعا من الملوك لان حياته تقريبا مقسمة تقريبا بالنصف بين الدولة الاموية والدولة العباسية فشهد شيئا من الدولة الاموية وشيئا من الدولة العباسية لكن زمن اشتهاره وتصدره للعلم كان في زمن العباسيين لذلك كانت له لقاءاته مع اكابر الخلفاء العباسيين مع ابي جعفر المنصور ومع المهدي ومع هارون الرشيدي من الاشياء التي وقعت له مع ابي جعفر المنصور انه دخل عليه كان يقول له فقال له ابو جعفر والله لو بقيت لاكتبن قولك كما تكتب المصاحف ولابعثنه الى الافاق لاحمل الناس عليه يقول لو بقيت لكتمت قولك يعني قول الامام مالك و لامرت به ولبعثت به الى الافاق لاحمل الناس عليه. ولكن الامام مالكا ما كان يرفع ذلك بطبيعة الحال لكن هذا يدل على ان الملوك وكبار الخلفاء كانوا يعظمونه ويعرفون قدره ومما الروايات المشهورة التي ذكرها القاضي عياض في ترتيب المدارك وغيره ايضا ذكرها آآ جماعة اخرون كالذهبي عند ترجمته للامام مالك وغيره وغير الذهبي ان ابا جعفر المنصور لما حج جاء عند الامام مالك فقال له ما معناه؟ عزمت ان انسخ من كتابك هذا اي من الموطأ نسخا ثم ابعث الى كل بلد من بلاد المسلمين نسخة لامرهم بالعمل بها وترك العمل بما سواها من الكتب قال لان ان المدينة هو الاصل وكل ما سوى العلمي الذي جاء من المدينة ينبغي ان يكون تابعا لعلم المدينة هذا معنى كلام ابي جعفر المنصور لكن مالكا رحمه الله تعالى ابى ذلك وقال له يا امير المؤمنين لا تفعل لان الناس عندهم احاديث وعندهم روايات واقوال ولكل قوم في بلد من بلاد المسلمين اقوام عملوا بها لاجل انتشار الصحابة وغير ذلك ولاجل اختلاف الصحابة رضوان الله عليهم فاء طالب مالك من ابي جعفر ان يترك الناس على ما هم عليه ويتركهم على ما اختاروه. فاذا اختار اهل بلد ما قولا من الاقوال او فقه صحابي من الصحابة كما ينبغي ان يحملوا على سواه هكذا كان مع الخلفاء وايضا له مع المهدي الخليفة المهدي آآ لقاء فان المهدي بعث لمالك بمال فجاءه بعد ذلك الوزيهي وقال له ان الخليفة يريدك ان تذهب معه الى بغداد فقال مالك رحمه الله تعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون والمال الذي ارسلت به هو على حاله بمعنى انهم لم ينفق شيئا من ذلك المال الذي ارسله له الخليفة وبهذا كان مالك وامثاله من العلماء يجيدون اذا لهم قدرا ووزنا ومرتبة منيفة عالية عند الحكام وعند المحكومين فلو ان مالكا اخذ هذا المال وانفقه و يعني تكسب به وما كان له عند الخليفة هذه القيمة ولما كان له عند الناس وعند عوام المسلمين ايضا هذه القيمة واياك تجد العلماء الذين يتمسحون على عتبات ابواب السلاطين الذين يعيشون من اموال السلاطين لا تجد لهم من القيمة ومن الفظل ما تجده لامثال هؤلاء العلماء الربانيين الذين يبتعدون ما امكنهم عن قبول صلاة السلاطين ان الدخول عليهم وغشيانهم في مجالسهم ونحو ذلك هكذا تجد كل الائمة الذين ينظر اليهم تجدونهم تجدهم من هذا النوع فاذا هكذا وقع له مع المهدي وايضا وقع عليه شيء اخر مع المهدي. والمهدي كان له ابنان هما هارون وموسى طلب منهما ان يسمعا من مالك يعني لما جاء المهدي الى المدينة ومعه ابناه هذان فارسلهما فاراد منهما ان يسمع من ما لك فلما اخبر مالك بذلك قال العلم يؤتى العلم يؤتى بمعنى اذا اراد ابن امير المؤمنين ان يأخذ العلم فليأتي يا الشيخ وليتعلم منه ولا يمكن للعلم ان يأتي لا يمكنني انا ان اتيهما في قصرهما فاعلمهما وادرسهما واحدثهما وهذا ما هو في الحقيقة الا من باب تعظيم العلم وعدم اذلاله تعظيم العلم وعدم اذلاله والا اذا ذهب العالم الى الشخص في مكان ما ليعلمه قد يكون ذلك مدعاة الى شيء من الاذلال للعلم ولحملة العلم ونقلة العلم فقال المهدي نعم وارسلهما الى آآ ما لك ليقرأ عنده فقال له اي لمالك قال له الشخص الذي معهما المؤدب الذي يكون معهما قال له اقرأ علينا فقال مالك عندنا معشر اهل المدينة الطلبة يقرأون على العالم فاذا اخطأوا في شيء ردهم فسألوا المهدي فقالوا نعم يعني افعلوا هذا الذي قال لكم فكانوا آآ يقرأون على مالك رحمه الله تبارك وتعالى كقصة مشهورة ذكرها جماعة من الذين ترجموا لمالك وعلى الرغم من هذه المنزلة والمرتبة العالية التي كانت لمالك مع الخلفاء والسلاطين فانه وقعت له معهم محنة مشهورة وسببها ان الخلفاء العباسيين كانوا آآ يخشون من الثورات والفتن والقلاقل التي تحدث سواء منها ما يحدث من الخوارج او ما يحدث من ال البيت لان الخلافة العباسية نشأت في الاصل تدعو لاهل البيت ولا تفرق ولا تميز بين بني العباس وبني علي ابن ابي طالب لكن استأثر بني العباس الحكم والخلافة فكان ال البيت من بني فاطمة يخرجون بين الفينة والاخرى كما وقع زيد ابن علي وكما وقع لمحمد النفس الذكية واخي واه يعني وجماعة اخرين فكانوا يستنفقون كان الخلفاء يستنفقون من اه من الناس بان يأخذوا عليهم بان يأخذوا عليهم البيعة اه في بعض الاوقات يستنفقون من ذلك بالطلاق ونحو ذلك يعني مثلا يقول الشخص يقولون له اذا تبايع فلان واذا خرجت عليه مثلا او نقضت بيعته فا اه امرأتك طالق مثلا هذا هو المقصود وكل ذلك من قبيل الاكراه وكان مالك رحمه الله تعالى يحدث بحديث ليس على مستكره طلاق ليس على مستكره فقط. يعني بمعنى ان الشخص اذا اكره فعلى ذلك فانه اه يعني اذا اكره على اه مثل هذا على توثيق البيعة بالطلاق فانه اذا نقض البيعة مثلا لسبب من الاسباب فانه لا يقع الطلاق لا يقع طلاق امرأته فكان ابي جعفر المنصور ينهى مالكا عن التحديث بهذا الحديث لكن مالكا ما كان يستطيع ان يكتم العلم فرغم نهي ابي جعفر المنصور جاءه بعض الناس وسألوه عن الحديث فحدث به على رؤوس الناس ليس على مستكره طلاق فامر وللمدينة بان يضرب مالكا بالسياط فضرب بالسياط هذه احدى الروايات التي ذكرت في هذا الباب وقيل غير ذلك قيل ان مالكا قد استفتي في الخروج مع محمد لمحمد الملقب بالنفس الزكية لكن قال له الناس ان في اعناقنا بيعة لابي جعفر المنصور فقال لهم افتاهم مالك. قال لهم انما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين لا بيعة لكم لانكم بايعتم مكرهين حينئذ لزم الناس يعني اسرع الناس الى اه محمد وبايعوه فكان هذا من اسباب هذه المحنة التي وقعت بمالك رحمه الله تبارك وتعالى وعلى كل حال اه السبب يدور حول هذا المعنى. واذا اشترطت الروايات اختلافا يسيرا لكنها تدور كلها حول هذا المعنى اي معنى اه البيعة وخوف الخلفاء العباسيين من فتوى الامام مالك في آآ بما يمكن ان يستغله الخارجون من اهل البيت كان الامام مالك رحمه الله تعالى ذا صفات عالية في خلقه وخلقته رحمها الله تعالى فكان كما وصفه من عاصره وعاينه طوالا جسيما عظيم الرأس يعني الهامة وكان اشقر وقال بعض الناس انه كان ازرق العينين وكان عظيم اللحية وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكان لا يحفي شاربه بمعنى لا يحلقه حلقا ويرى حلقه مشية وهذا من فقه الامام مالك المعروف عنه وكان يلبس البياض ويلبس افضل ما عنده من البياض ويكره ان يرى على ثوب طالب العلم اثر الحبر خلافا لبعض العلماء الاخرين الذين كانوا يعني يفرحون بذلك ويحبون وجود الحبر على ثوب الطالب لما في ذلك من الدلالة على كونه من طلبة العلم. هو كان يحب البياض ويحب ان يلبس قالب لعلم البياضة وكان يلبس افضل الثياب واغلاها على كل حال كان هو ميسورا اه خاصة في اواخر حياته فكان يلبس ثيابا عجيبة تشبه ثياب الملوك حيث اذا رآه شخص او حسبه من اكابر القوم ومن الملوك وهذا من الاشياء التي يمكن ان يستدل بها ايضا في اداب العالم. يعني من الحسن ومن الجيد ان يسعى العالم الى ان تكون له هيبة عند عوام المسلمين. لان بعض العوام يتأثرون بالمظاهر كثيرا فالتواضع شيء حسن لا شك في ذلك ولكن لا يتنافى التواضع مع اه لبسي احسن الثيابي وافضلها وتحري الجميل الحسن منها والله عز وجل يحب ان يرى اثر نعمته على عبده فهذا يساعد العالم كثيرا في ان تكون له مكانة بين عوام المسلمين وكما ذكرت لكم هذا لا يتنافى مع التواضع. ولذلك كان الامام مالك رحمه الله تعالى من اشد الناس تواضعا ومما يدل على ذلك ان ابن القاسم وهذه رواية جيدة في هذا الباب. ان ابن القاسم وهو تلميذ ما لك قال له ليس احد بعد اهل المدينة اعلم بفقه البيوع من اهل مصر كان يقول لا يوجد من اهل الانصار من يتقن علم البيوع فقه البيوع بعد اهل المدينة آآ الا اهل مصر فسأله مالك قال له من اين علم ذلك يعني كيف علموا وكيف صارت لهم هذه المنزلة في فقير؟ قال ابن القاسم منك يا ابا عبد الله تعلموها منك فقال مالك تأمل جواب مالك رحمه الله قال ما اعلمها انا فكيف يعلمونها بي ما اعلمها انا فكيف يعلمونها بي وهذا ينبغي ان يحمل على التواضع والا فمالكم فقيه امام لا ليس في ذلك شك ولا ريب وهو يعلم من علم البيوع الشيء الكثير. لكن لا يتواضع هنا ويقول انا لا اعلم فقه البيوع فكيف يدعونهم انهم يعلمون فقه البيوع مني انا ومن شدة تواضعه رحمه الله تعالى انه كان يكثر من قول لا ادري. وهذه اشتهرت عنه اشتهارا بالغا حتى عثر عنه انه كان يقول جنة العالم لا ادري الجنة في اللغة الوقاية الوقاية والحصن الحصين والدرع الواقية التي يستتر بها العالم هي ماذا؟ هي قول لا ادري. جنة العالم لا ادري قال فاذا اغسلها اصيبت مقاتله فاذا اغفلها اصيبت المقاسم هي الاعضاء في الجسد التي اذا اصيبت سببت الهلاك والموت ونظم بعضهم هذا المعنى بقوله ومن كان يهوى ان يرى متصبرا ويكره لا ادري اصيبت مقاتله ومن كان هذا من من البحر الطويل. ومن كان يهوى ان يرى متصبرا ويكره لا ادري اصيبت مقاتله وقد سئل مالك عن ثمان واربعين مسألة فاجاب في في اثنتين وثلاثين بلا ادنى تأمل هذا المعنى جيدا فانه لا مثيل له في العلماء المتقدمين ولا مثيل له من باب اولى عند المتصدرين في هذا الزمان لا يكاد يوجد عالم الان تطرح عليه ثمان واربعون مسألة يجيب في اثنتين وثلاثين لا ادري. هذا لا يوجد العالم اليوم والمتصدر اليوم بعلم الارض بغير علم يجيب في اكثر من تسع وتسعين في المئة من الاسئلة التي توجه اليه هذا شيء خطير لانه اما ان يكون علمه اكثر من علم هؤلاء العلماء المتقدمين وهذا محال حسا وطبعا وشرعا وعقلا واما ان يكون في الحقيقة متسرعا بالفتوى او متصدرا آآ او الله اعلم يعني هناك اشياء في امراض القلوب كثيرة في هذا الباب يعني يخشى مثلا ان يقال عنه لا يدري او يستحي ان يقال عنه لا يدري او غير ذلك من الامور ولا فقط لفهم هذه المسألة حق الفهم المقصود هنا بالاسئلة هي الاسئلة الاسئلة التي تحتاج الى اجتهاد وتحرك مسائل النوازل مثلا والا مثلا اذا جئنا الى عالم في هذا العصر وسألناه في المسائل التي ضبطت ومحصت وحققت مئات المرات ودرسها هو في المتون وفي الكتب وعند فيها علم يقيني من العلماء ويعلم اختلاف العلماء فيها ونحو ذلك. هذا لا يدخل في هذا الباب. لكن الذي يدخل فيه هو الاشياء المستجدة التي تطرح على العالم وليس له بها سابق علم ولا سابق خبرة هذا في الحقيقة ينبغي ان ان يتورأ عن الاسراع في الجواب فيها ولا حرج عليه ولا ينبغي ان يستحي ان يقوم لا ادري وسابحث وساسأل وساتأمل المسألة انا لا اشكال فيه مالك كان يكثر من ذلك. بل كان يوصي بل كان يوصي الناس بذلك كانوا يوصوا الناس بذلك وقد روى ان عبدالله بن يزيد بن هرمز انه كان يقول ينبغي للعالم ان يورث جلساءه قول لا ادري ينبغي للعالم ان يورث جلساءه قول لا ادري. ايه هذي مسألة جيدة جدا اه نستفيدها لاننا في الحقيقة الان لا نترجم لمالك فقط لاجل اه ذكر القصص وتزجية الوقت. نحن لا نترجم لمالك ولا لغير مالك من العلماء الى الاستفادة والعبرة فنختار من ترجمته ما نعتبر به وندفعه بمعرفته فهذا من اعظم الاشياء التي نستفيدها. قولي لا ادري والتواضع في العلم وكلما ازداد الطالب علما كلما فظهر له مقدار جهله وكل ما كان علم الطالب قليلا وضئيلا وضحلا كلما كبر عنده وفي قلبه العجب والكبر وقلة التواضع والعياذ بالله تعالى آآ كان مالك يعني مالك اخذ عن جمع من الشيوخ ما يمكنني الان ان ذكرت اه منهم جماعة وكان مالك قد وضع الاسس والقواعد للتمحيص لتمحيص الرجال وهو من اشد علماء الحديث تمحيصا وتحريا وكان يقول لا يؤخذ العلم عن اربعة وهذه قاعدة هامة جدا تناقلها علماء الجرح والتعذيب لا يؤخذ العلم عن اربعة عن سفيه يعلن السفه فان كان اروى الناس يعني اكثرهم رواية للحديث اذا كان سفيها فعن صاحب بدعة يدعو الى هواه هذه الثانية وعن من يكذب في حديث الناس وان كان غير متهم في الحديث. اي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن اذا كان يكذب في احاديث الناس هذا الثالث والرابع لا يؤخذ العلم عن صالح عابد فاضل اذا كان لا يحفظ ما يحدث به لذلك الامام مالك يقول ادركنا خلقا من العلماء في اساطيل المسجد النبوي اذا اؤتمنوا على كذا وكذا من المال كانوا عليه امناء لا اروي عنهم شيئا من الحديث. لانهم ليسوا من اهل هذا الشأن او كما قال مالك رحمه الله بعبارة اخرى الامام مالك كان يتحرى في الشيوخ. ولذلك آآ هو ذلك في موطأ اهتمام سيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى كان لذلك كان موطؤه من انقى الكتب واصحها لانه وفقد ذلك يعني كان ينقح الموطأة وينقص منه آآ سنة بعد اخرى ويوما اثر اخر هذه القواعد التي وضعها الامام مالك هي التي جعلت الناس يحرصون على حديجه الراوي الذي يأخذ عن من هب ودب يصبح الناس شاكين في روايته لكن اذا رأوا ان الراوية محقق منقح ممحص يأخذ عن الشيوخ الافاضل الرواة المتقنين ويتنكد طريق الضعفاء والمجاهيل والمستورين اذا كان الشيخ كذلك فان تلامذته يحرصون على حديثه ولذلك حرص علماء الحديث على حديث مالك وجعلوه في اعلى درجات التوفيق رحمه الله تبارك وتعالى وكان مالك كغيره من علماء السلف الصالح شديد الاتباع للسنة النبوية وللهدي النبوي كارها بكل ما يبعد عن هذه السنة فكان يكره الجدل والمراء وكان يبتعد عنه ويكرهه ويبغضه ويبغض اهله وقد اشتهر عن الامام مالك رحمه الله تبارك وتعالى قوله فكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله فهذا وقع لبعض الناس في هذا الزمان يقع في كثير من المسائل العقدية التي وقعوا فيها الخلاف في هذا الزمان طلب طالب يعرف الحق في المسألة يعرف الحق في المسألة العقدية بدليله المأخوذ من الكتاب او من السنة او من اجماع السلف الصالح رضوان الله عليهم. الان استقر الامر عنده ولكنهم لا يرضى بذلك فتجده يناظر ويجادل ويبحث عن اقوال المخالفين. وقال فلان وقال علان وسمعت الشيخ الفلاني في الشريط الفلاني. يقول كذا وكذا فتجده يتحرى مثل هذه الامور ويكثر النظر فيها ومثل هذا قل ان تسلم له عقيدته والعياذ بالله تعالى قبل ان يسلم الا ان يتغمده الله تعالى اه توفيق منه وحماية آآ منه سبحانه وتعالى لذلك يقول افكلما جاءنا رجل اجدر من رجل تركنا الحق الذي جاء به جبريل على ان النبي صلى الله عليه وسلم لجدله ما ينبغي ان نشتغل بجبل هؤلاء لذلك كان مالك اذا جاءه شخص من هؤلاء المبتدعة يقول له ان ان انا فعلى بينة من دين واما انت تشاك تذهب الى شاك مثلك وجادله اهو انا على بينة هذه البينة من اين اخذتها؟ اخذتها من الكتاب من السنة من شيوخي من السلف الصالح رضوان الله عليهم انت رجل شاك والدليل على كونك شاكا انك تأتي وتجادلني وتخاصمني وتناقش في هذه الامور. انت رجل شك اذهب الى شاك مثلك فجادله. هذه الطريقة الامام مالك كان يكره الجدال في الدين مطلقا وكان يقول الجبال في الدين يذهب نور العلم من القلب ويقسي القلب ويورث الضهر مفهوم فكان الامام ما لك اذا آآ محبا للاتباع كارها للجدل محبا للاتباع كارها للابتداع في الدين وكان يتمثل كثيرا قول الشاعر وهذه هذا من الابيات الحسنة وخير امور الدين ما كان سنة وشر الامور المحدثات البدائع وخير امور الدين ما كان سنة وشر الامور المحدثات البدائع ولذلك اه اشتهر دستوره الذي ذكره في قضية الاستواء هي كلمة وفق فيها رحمه الله تبارك وتعالى توفيقا ما بعده توفيق قصارة دستورا سلفيا لكل من جاء بعد الامام مالك رحمه الله تبارك وتعالى من اهل السنة والجماعة وذلك ان رجلا جاء عند مالك فسأله يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى اطرق مالك رحمه الله ونظر الى الارض وبيده عود فصارن كتبه وعلته الرحباء اي العرق الكثير الشديد الذي يكون كلا كالذي يغسل به الجلد علته الرحظاء ثم بعد هنيهة رفع رأسه فقال تأمل الاستواء غير مجهول والكيف غير معلوم وفي بعض الروايات غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة واظنك صاحب بدعة وامر به ان يخرج هذا هو الدستور الذي سار عليه الائمة من اهل السنة والجماعة بعد ما لك رحمه الله تبارك وتعالى وهذا يدلك على مقدار اه حرص مالك على الاتباع وكراهته كل الوان الابتداء في الدين ولذلك ما نطيل بذكر كلام مالك في العقائد. ما كلامه في العقائد؟ هو كلام ائمة السلف الصالح رضوان الله عليهم في مسائل القدر وفي قضية القرآن كان يعني يقول من قال ان القرآن مخلوق فينبغي ان يعذر بالجلد والحبس ونحو ذلك وكلامه في ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص وان كان يعني ان بعض العلماء ذكر عنه زيادة الايمان وتوقفه في النقص لا لاجل اه عدم اه احتمال الايمان زيادة ولكن فقط لان مالكا من اشد الناس اتباعا فلذلك يقول انا ورد عندي الدليل في زيادة الايمان فاقول ايه ده ولم يرد لدي دليل توقيفي في نقصانه فاتوقف يعني ما ينكر نقصان الايمان ولكن يتوقف في نقصانه الصحياء الذي كان يزيد وينقص كما قاله فاهل السنة والجماعة والسلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم لان كل ما احتملت زيادته يحتمل النقصان ايضا فكلامها في العقائد موافق لكلام العلماء الاخرين على كل حال ما نريد ان نطيل اكثر من هذا انما نشير الى ان اه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ورد واشتهر استدلال المالكية به كما تجده في كلام القاضي عياض وغيره وهو ما اراد من حديث آآ ابي الزبير عن ابي صالح عن ابي هريرة اه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال آآ ليضربن الناس اكباد الابل في طلب العلم فلا يجدون عالما اعلن من عالم المدينة هذا الحديث هو عند الترمذي في سننه وعند احمد في مسنده وعند اخرين وهو حديث يعني صححه بعض اهل العلم فيعني الترمذي مثلا الترمذي حسنه وصححه ابن حبان مثلا واعله وبعض العلماء بالوقف اي بانه موقوف وليس مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان كان هذا يعني في الحقيقة ليس مما يقال من جهة الرأي والله اعلم فان كان موقوفا فانه في حكم المرفوع والله اعلم هذا الحديث قصر عن جماعة من السلف منهم سفيان بن عيينة ان المقصود به مالك رحمه الله تعالى كان ابن عيينة يقول كنا نرى انه مالك رحمه الله على كل حال فعلا اه لا يكاد يوجد اذا صح الحديث فانه لا يكاد يعرف لا يعرف آآ احد العلماء من اهل المدينة اشتهر اشتهر الامام مالك ورحل الناس اليه وضربوا اليه اكباد الابل مثل الامام مالك نعم المدينة عرفت علماء كثيرين قبل مالك ماذال مالك؟ لا شك في ذلك ولكن ان يوجد عالم يرحل اليه ويشتهر في الافاق من اقصى الاندلس الى الصين هذا في الحقيقة ما كان الا لمالك رحمه الله تعالى. وعلى كل حال هذا الحديث يكون من المبشرات اذا صح وصحكم اذا صح الحديث اولا وصح كونه في الامام مالك ثانيا فاننا نعده من المبشرات اه نعده من الاشياء التي تدل على فضل مالك وعلمه وهذا اصلا ناقبة فيه الحديث لا يكون الا تأكيدا لشيء قد استقر عندنا واجمع عليه الناس. اما ان يستدل بالحديث على ان قول مالك هو الحق هو ان قول غيره هو الباطل فهذا باطل من القول والزور. لا شك في ذلك. واصلا لفظ الحديث لا يساعد عليه فانه يقول في الحديث فلا يجدون عالما اعلم من عالم المدينة. نعم وهذا لا شك فيه فانه في زمن مالك ما كان احد الم منه رحمه الله تبارك وتعالى. لكن هذا لا يعني انه اعلم ممن قبله. ولا يعني انه اعلم ممن بعده مطلقا غير صحيح فهذا الحديث هذا معناه الذي ينبغي ان اه نستفيده فيه. على ان بعض العلماء جعلوا معنى الحديث لا يجدون عالما اعلم من عالم المدينة اي اعلم من عالم بالمدينة اهو فيكون كل من كان في المدينة من كبار العلماء داخل في هذا الحديث فسعيد بن المسيب مثلا ثم شيوخ ما لك الاخرين تنافع وسالم ابن عبد الله ابن عمر ثم مالك ثم اصحاب مالك وتلامذته وهكذا والله اعلم وقد اشتهر ثناء العلماء على الامام مالك ثناء حسنا فكان ابن عيينة يقول آآ مالك العالم اهل الحجاز بحجة زمانه وكان الشافعي وهو الايمان ولا يعرف اه الفضل لاهل الفضل الا ذوي الفضل فالشافعي يعرف فضل مالك لانه هو ذاته من اهل الفضل فكان يقول اذا ذكر العلماء فمالك النجم اذا ذكر العلماء فمالك النجم وكان يقول ايضا مالك وابن عيينة قرينان ولولاهما لذهب علم الحجاز ولولاهما لذهب علم الحجاز وابن عيينة ايضا هو معاصر لمالك كان آآ يعني ذكر امامه حديث يعني هو ذكر حديثا فقال اخرون ان مالكا يخالفك فيه فقال ابن عيينة تأمل هذا قال اتقرنني بمالك هذا من تواضع ابن عيينة رحمه الله تبارك وتعالى. والا فهو ايضا من الائمة الكبار يقول اترك قبلني بمالك ما انا وهو الا كما قال الشاعر وابن اللبوني اذا ما لذ في قرن لم يستطع صولة البذل القناعي. وهذا الحديث من اشهر هذا عفوا هذا البيت من اشهر الابيات التي يستشهد بها. وابن اللابون اذا ما لزد في قرن اذا ربط في قرن يعني القرن هو في الحبل الذي يربط فيه بعيران يقرنان فيه ولذلك سمي قرنان يعني يقرنان فيه اه حبل واحد. يقول ابن اللبوم وبين اللاجئين هذا معروف سيأتينا ان شاء الله تعالى في ابواب الزكاة ما كان له اه ثلاث سنين آآ اذا ما لذ في قرن لم يستطع صولة بذل القناعي والبذل جمع بازل وهو البعير الكبير في السن يعني الذي وصل الى سن آآ يعني آآ بسن التاسع تقريبا نعم اظنه في السنة التاسعة نعم والقناعيس وجمع القناعات الجمل القوي العظيم يعني يقول ابن اللابون لا يمكنه ان يدرك آآ منزلة الباجن آآ القنعاسي فكذلك هذا يضرب مثلا هذا البيت يضرب مثلا لكل مقارنة بين شخصين مثلا يكون احدهما افضل من الاخر. فيقول ما مثلي ومثله الا كما قال الشاعر وابن اللبون اذا ما لذ في قرن لم يستطع صوبة اعيشي. وايضا الشافعي يقول مالك معلمي وعنه اخذت العلم وايضا غفر آآ عن الامام احمد انه آآ ذكر مالكا فقدمه على الاوزاعي وعلى سفيان الثوري وعن الليث وعلى اه اخرين في العلم وكان احمد يقول هو امام في الفقه وامام في الحديث وهذا صحيح فان مالكا من العلماء القلائل الذين جمعوا الفقه والحديث وكان يحيى ابن نعيم يقول مالك من حجج الله على خلقه وآآ الى اخره يعني الاقوال في ثناء العلماء على مالك كبيرة جدا لا لا يمكن ان اه يحاط بها وفي قضية اللي ذكرت الان قضية الفقه والحديث والرأي وغير ذلك فالامام احمد جاءه رجل فسأله عندنا رجل يريد ان يحفظ حديث رجل بعينه. يعني يريد ان يحفظ الحديث فقال احمد ابن حنبل يحفظ حديث ما لك قال له فرأيي يعني شخص يريد ان يحفظ رأي عالم من العلماء قال احمد رأي مالك اذا اراد ان يحفظ الحديث فعليه بحديث مال. واذا اراد ان يحفظ الرأي ويتعلم الرأي فعليه برأي مالك. ومعروف ان الامام احمد كان افضل رأي مالك على الرأي الذي كان سائدا في العراق. توفي الامام ما لك رحمه الله تبارك وتعالى سنة اه مئة وتسع وسبعين للهجرة وولد كما ذكرنا عن المشهور في سنة ثلاث وتسعين فيكون عمره آآ يعني تسعا وثمانين لما يكون عمره لما مات آآ تسعا وثمانين رحمه الله تبارك وتعالى ودفن بالبقيع في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يجزي مالكا خير الجزاء على جهوده العظيمة في الحديث وفي الفقه وفي نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي الدفاع عن السنة وفي نشر العلم النافع الصالح فلذلك نسأله سبحانه وتعالى ايضا ان يجعلنا من الذين يعرفون اقدار العلماء ويقدرون العلماء قدرهم ويحفظون لهم حقوقهم. واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. والحمد لله رب العالمين