ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا اوصي الله ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فان اشرار الحديث كلام الله تبارك وتعالى امين. وخير الهدى على محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور وكل محتسب بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والله وهاجمنا من النار بمنك وكرمك يا ارحم الراحمين. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل الاسماء عبدالله وعبدالرحمن واصدقهما حارث وهمام. واقبحها وسبق كوني هذين الاسمين. اقصد حالفا وهمام اصدق الاسماء. انه لا احد في الكرام كان مسلما كان او كافرا الا ويجتمع له هاتان همة ترقيه وعزيمة تبين له طريقه وسعي الى ثم ان الناس في فمن الناس من يكون في رضا الله وسط سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومنهم من يكون صاحبه في الظلام وفي ضمان عباد الله عز وجل. وحتى هؤلاء الذين يصنعون في رضا الله عز وجل فان يقترفون الى فريقين وينقسمون الى قسمين فطائفة من الناس تكون له همة وعزيمة واسطة يكون نظركم معلقا بالعرش. ومن الناس من يكون بضد ذلك تكون همته مليئة وعزيمته ضعيفة. ويكون همه كله معلقا بالحب. فشد شتان ما بينهما انسان مسلم عامل يدأب ليل نهار لخدمة الله عز وجل ولتوفير ما ينبغي توفيره من مقتضيات اقامة امة الاسلام. وبين رجل في امره كله وسائره كله في ملذات بطنه وفرشه. نسأل الله السلامة منه جدا وانما يدفع الانسان الى الهمة العالية انه يتأمل عمره وحياته. فيرى انه ايام مجموعة كما يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول انما انت ايام مجموعة فاذا مضى يوم مضى بعضكم. هل انت ايها الانسان في هذه الدنيا الا مجموعة من الايام جمع بعض الى بعض في عمر مؤجل اجله الله سبحانه وتعالى وعلمه ولم تعلم منه شيئا. فكل يوم يمضي بل كل دقيقة تنطوي انما هو جزء من وينتظر. ففيما قضيت افي رضا الله عز وها انت تكون بينما انت طفل تبعه بين الاطفال اذا بالسموات ارضه فاذا بك صرت. شابا جدا او فتنا جدعا لك امال عظيمة في خدمة الاسلام مثلا او في غير ذلك من الامور المرضية. ثم لا تزال تنمضي صلوات سنوات قليلة الا وقد صرت كهلا وقد دب شيء من الوهن الى نفسك والى جسمك ثم لا تكاد تمضي سنوات الا وقد صدق شيخا ما عاد لك الا النظر فيما مضى من عمره تتأمله بعين التحسر وتقول قل يا ليتني فعلت يا ليتني فعلت لا تنفع شيئا. هذا اذا انسأك الله واخرك اذا وثبت الشيخوخة والا فكثير من الناس يختلطون قبل ذلك ويؤخذون في سن الطفولة او الشباب فاذا كان الامر كذلك فعليك ان تعود ليلا ونهارا لكي تستغل هذا العمر فيما يعود عليك عاقبة الحسنة يوم الاخرة. ولذلك روى عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال كن في الدنيا كأنك غريب او عاد مسلمين. فانت في هذه الدنيا لست في موطنك ومبطنك البصري الذي تدوم فيه انما هو الاخرة. اما خلود في رضوان ونعيم. واما مقلوب في عذاب مقيم. نسأل الله عز وجل ان نكون من اهل الجنة. انت هنا في هذه الدنيا عابر سبيل كم تعيش في هذا العمر ان عشت عشرين او اربعين او مئة سنة او حتى اكثر فما مقدار ذلك اذا لا شيء كأنه لا شيء. ولذلك فالموطن الذي ينبغي العمل له والاستعداد له حق الاستعداد انما هو اليوم الاخر انما هو الجنة جعله الله منها والنار اعاذني الله واياكم منها. ولذلك فان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما كان اذ يروي هذا الحديث يقول خذ اذا اصبحت فلا تنتظر واذا امسيت فلا تنتظر الصباح وكف من صحتك لسقمك ومن شبابك لحرمك اذا سمحت في الصباح فلا تجعل في ذهنك طول الامل. الذي يجعلك تقول ساعيش الى المساء بل ساعيش غدا وبعد غدا وسندا وعمرا مجيدا. ولكن قل لعلي لا امسي علي الانسان الا وانا رمة البارحة اذا امسيت فلم تقل غدا صباحا افعل وافعل واسعى واكد في امور الدنيا وبعد ذلك صباح وصباح فارس واشهر وسنوات وعقود وانما قل لا انتظر الصباح فلعلي انام هذه الليلة ثم لا يكون بعدها الا القبر. جعلني الله واياكم من اهل الجنة ورضواها. وخذ من صحتك اي خد من الايام التي تكون فيها صحيحا معافا من الامراض والابتلاءات لليوم الذي تكون فيه مريضا لا تستطيع فرق الطاعات وكن من شبابك لهرمك اي استعد في ايام شبابك بالعمل الصالح الذي ينفعك في دنياك واخرتك. واستعذ بذلك اليوم الهرم ليوم الشيخوخة حين تكون. راغبا في العمل لكنك عنه عنابز غير قادر. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان مركون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ وهذا معنى من ذكره عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما. الصحة والفراغ نعمتان انعم الله بهما علينا ولكن كثيرا منا لا يستطيعون الا اشد هذه النعمة ولا هذه النعمة فيما يرضي الله. الصحة فتجد الانسان المسلم يكون صحيحا قويا معافى غير مبتلى بمرض ولا عجز ولكنه لا يسعى في رضا الله. لا يسعى الى الصلوات في المساجد. لا يسعى في قيام الليل لا يسعى بالدعوة الى الله عز وجل لا يسعى الى الامور التي يطالب بها شرعها. ثم بعد ذلك عنده الفراغ لا شيء لا شيء يمنعه من العمل ولكنه مع ذلك متستر في الطرقات. ضائع كأنه خلق سدى وهامان كأنه يعيش في هذا الكون سوا لنا كأنه لا يؤمر ولا يهمى. نسأل الله السلامة والعافية وعلو الهمة يكون في امور كثيرة لا سبيل الى حصرها واستقصائها. ففي كل امر من امور الطاعة وعبادة الله عز وجل علينا ان نكون اصحاب همة عالية. فعلينا ان نكون اصحاب الهمة عالية في عبادة الله عز وجل وهذا امر واسع وبحر خضم لا ساحل له. عبادة الله عز وجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه. فقيل له في ذلك لم تقوم الليل حتى تتفضل وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال افلا اكون عبدا شكورا. افلا اكون عبدا شكورا فكيف حالنا نحن؟ وما ندري ما يراد بنا وما ندري ما يكون حالنا ان نكون للسعادة ان نكون من اهل الشقاء والعياذ بالله تعالى. افلا نسارع الى عبادة الله؟ افلا نستدرك ثم مضى من ايامنا في الملذات نستدركها بشيء من الطاعات والقربات. وهذه جارية كانت لرجل من السلف اسمه حسن ابن صالح كانت هذه الجارية انه فباعوها الى قوم اخرين الى اسرة اخرى فلما جاءت اليهم حين جاء الليل قامت لتصلي فما قام احد منهم. قالت له ما قالت لهم اما تصلون الليل اما تقومون الليل؟ قالوا انما اصلي اذا اسقط الصباح يعني صلاة قال وما وما تصلون الا المفروضة ارجعوني الى هؤلاء الذين كنتم معنى عبادة الله عز وجل وان العبادة ليست محصورة في الفرائض فاننا لو اتكلنا على لوحدها وحدها ما علمنا هل تقبل منا او لا تقبل. وان الله عز وجل قد جعل لهذه الفرائض وصياجا من النوافل فاذا كان عندك نقص في اداء هذه الفرائض وكلنا اصحاب هذا النقص لا احد منا سالما من النقص في اداء الفرائض فحين اذ يكمل لنا من النوافل. فان لم يكن للمرء شيء من النافذ من اداء من السنة الرواتب والصلوات النافلة وقيام الليل اذا لم يكن ذلك ظهر النقص على تلك الخرائق. وكثير من في زماننا هذا يدعون الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وينكرون الاذكار لذريته. وينكرون صلوات مبتدعة وينكرون الغلو في عبادة الله عز وجل. وهذا كله صحيح. معروف من سنة الحبيب صلى الله عليه عليه وسلم فانه عليه الصلاة والسلام هو الذي قال ولكني اقوم وانام واصوم وافطر واكل اللحم واتزوج النساء اي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين ان الغلو في العبادة من ليتر الكهان النصارى وليس من طبيعة هذه الامة المحمدية. وانه لا رغبانية في الاسلام. ولكن ما السبيل لمعرفة ما هو خلق وما الضابط الذي به نميز الغلو من غيره؟ انما نميز ذلك. بسنة رسول صلى الله عليه وسلم فما كان موافقا للسنة فليس فيه غلو وما كان مخالفا لها بزيادة او نقصان ففيه افراط او تفريط ولا وزن. ولذلك فينبغي التأمل في هذا المعنى فان كثيرا من المتدينين في هذا العصر يكفلون عن هذه المعاني الجميلة ويظنون ان سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي فقط في بعض المظاهر الخارجية وليس الامر كذلك على اهمية كل ما جاء في سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم. ليس في السنة شيء مهم وشيء ليس في السنة شيء اولى من شيء بل نأخذ السنة كما هي. ونبتدي بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاءنا ونقتدي بالصحابة رضوان الله عليهم في الصغير والكبير وفي الصغير والبطليل. ولكن لا ينبغي ان نكتفي ببعض المظاهر ونترك الضوابط علينا ان ننظر الى سر النبي صلى الله عليه وسلم حين يقوم الليل حتى تتفطر قدماه يصومه ما شاء الله له ان يصوم. وقد ارشد الى ان افضل الصيام من صيام داود عليه السلام. وكان من هديه صياما انه كان يصوم الاثنين والخميس من كل اسبوع وانه صلى الله عليه وسلم في صلاة رمضان مثلا كان يصلي كما تقول عائشة رضي الله عنها انه ما زال اي في رمضان ولا في على ثلاثة عشرة ركعة او احدى عشرة ركعة. ولكن تقول عائشة فلا تسأل عن مسلمين وطولهن. فلا عن حسنهن وطولهن فمن الخطأ ان نأخذ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم مثلا هذا العدد دون ان نأخذ كيفية المعدود ان نأخذ عدد الركعات دون ان نأخذ كيف كانت هذه الركعات وما الذي كان فيها من خشوع لله عز وجل ومن ومن طول ومن قراءة للقرآن. بعض الناس في هذا الزمان من المتدينين فضلا عن يهجم القرآن فلا يقرأه الا مرة في الشهر او اكثر من ذلك. قد يمر عليه الشهران قد تمر عليه السنة وما ختم كتاب الله الله عز وجل قراءته فهذا من اجل القرآن. فكيف لو مضى الى فعل السلف الصالح؟ فقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلموا يقرأون القرآن في سره يختمونه في سبع هذا تحزيبهم المعروف وكان منهم من يختم في ثلاث وكان منهم من في اقل من ثلاث لكن ارشد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان الافضل الاكتفاء بثلاثة ايام والا ينقص عن ذلك مع القراءة تدبر وتأمل في معاني كلام الله عز وجل. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من المهتدين النبي صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ومن مجالات علو الهمة ايضا علو في طلب العلم الشرعي النافع فانه لا سبيل الى عبادة الله عز وجل حق العباد. ولا سبيل الى طلب الدعوة الى الله سبحانه وتعالى الا بالعلم الشرعي النافع. فالعلم هو النور الذي يضيء اليك طريق السلوك الى الله عز وجل فمن اراد السلوك الى الله دون علم اوشك ان يكون ما يفسده اكثر مما يصلحه. ومن دعا الى الله دون علم اوشك ان يأتي في دعوته بانواع من الموبقات من حيث انه يظن انه يحسن صنعا. طلب العلم لا براحة الجسم كما قال وكثير من الناس في هذا الزمان يدعون انهم طلبة علم ولكنها دعوة والدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات ابناؤها ادعياء كما يقول صاحب المزيد. فطلب العلم انما يكون التشمير عن سائر الجن بالعمل يوما وليلا نهارا ومساء في كل وقت وحين بالحفظ بالدراسة بالتخلق في حلق العلم بمجالسة العلماء بالمذاكرة مع طلبة العلم. ولا يكون بالدعوة التي يقيمها بعض الناس فيدعون انهم طلبة علم وليسوا كذلك. لا عمر بقدر العلم. لا يوجد يقال فيه قد انتهى طالب العلم ولم يعد موجودا. بل طلب العلم يكون في كل وقت وفي كل شيء. فهذا رحمه الله تبارك وتعالى حفظ مختصر الفرقي في الفقه الحنبلي وذلك قبل موته ببضعة اشهر هذه العلامة من والد رحمه الله تعالى حفظ عشرة شواهد من شرق العرب في اليوم الذي مات فيه. ما ان معناه الا في اليوم الذي مات فيه. وكان لسان حال الواحد منهم لانك القى الله لان القى الله سبحانه وتعالى وانا بهذا خير من ان نلقاه وانا جاهل به. وكانوا اصحاب همة عالية في الرحلة في طلب العلم. كانوا فيقطعون الفلافل والنفاق كما جاء في صحيح البخاري في ذاك الذي رحل في في هجام ابن عبدالله رضي رضي الله عنهما حين دخل في طلب حديث واحد من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيرة شرف. رحل مسيرة كامل لاجل تحصيل حديث واحد من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وايضا كانوا يرحلون فتنقطع بهم النفقة ويقل زانه ويضطرون الى ما يضطر اليه من يأكل الميتة ونحوها كل ذلك في سبيل طلب العلم كما قال ابن ابي حاتم وهو من ائمة الجرح والتعديل وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول شربت بولي في هذا الشهر مرتين شربت بولى اي وصل بي انطلاق في رحلاته واسفاره في طلب العلم الى ان يضطر الى شرب وفي مرتين كل هذا في سبيل طلب العلم. فاين هذا من حال المدعين في هذا الزمان؟ اين هذا من حال الذين يظنون طلبة علم بالدعوة دون دليل وبرهان. بين هذا من حال الذين يقولون نحن وجوه العلم وغاية قبر الولد منهم انه او درسين او موعظة او موعظتين او يقرأ كتابا او كتابين بل ورقة او ورقتين ثم يقول انه الخالقون وايضا علو الهمة بالتصنيف في الكتابة بعض علمائنا امثال الامام وامثال الامام ابن تيمية وامثال الامام السيوطي وغير هؤلاء ينظم كما وقع السيوطي منظومة امنية في خمسة ايام. ويقر البعض منهم انه اذا جمع ما في حياته كلها ثم قسم على ايام عمره لجاء انه يصنف في كل يوم كذا وكذا اين هذا من حال المدعين للري في هذا الزمان؟ من الذين لا يستطيع الواحد منهم ان يكتب ورقة الا بجهل وبكد وتعب وارهاق. نسأل الله السلامة والعافية. ثم بعد هذا كله الدعوة عظيمة. واذا قيل له قال الامام الفلاني يقول هم رجال ونحن رجال. يقول هم رجال ونحن رجال. اما انهم رجال فذاك ماشي كثير واما انك ايها المدعي فذاك الذي يحتاج الى دليل الروحان. ومن علو الهمة ايضا علو الهمة الى الله عز وجل ويظن بعض الناس ان الدعوة محصورة في اناس مخصوصين. وان الدعوة من اختصاص ذاك الذي يقال فينا فيه لقبه الداعية فلان وليس الله كذلك. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بلغوا عني ولو اية بلغوا عني ولو اية. فاذا كنت تعرف اية واحدة من كتاب الله او حديثا واحدا من احاديث رسول الله صلى الله عليك وسلم او حكما فقهيا او عقديا واحدا فالواجب المتعهد عليك ان تبلغه الى من سواك تبلغه الى اهل عند الاقربين الى اولادك ووالديك تبلغه الى زوجتك تبلغه الى جيرانك تبلغه الى من تلتقي بهم في عملك في دراسة تبلغه في الشارع وفي كل مكان. كل ذلك بشرط الحكمة والوعظ والموعظة الحسنة. بلغوا دعوة فردية ودعوة جماعية. دعوة بالمقال ودعوة بلسان الحال. كيف يكون هذا بان تقتدي في افعالك واقوالك برسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا نظر الناس اليك تذكر الله عز وجل. وقد يقولون في بعضهم النظر في وجه فلان عبادة او النظر في وجه فلان يذكر الله عز وجل لانه على هدي سليم وعلى سنة حسنة في قوله وفعله. فلذلك اذا نظرت اليه تذكرت الله عز وجل ليس كحال الذي اذا نظرت اليه تذكرت الدنيا والاكل والشرب وملذات الدنيا. لابد من الدعوة الى الله عز وجل ففي كل وقت وحين دون استرجاع النتائج دون استرجاع النتائج فان نوحا عليه السلام وهو النبي بالوحي وهو من ولد العزم من الرسل قد دعا قومه الى الله عز وجل ليلا ونهارا سرا وجها الف سنة الا خمسين عاما فما كانت النتيجة ما امن معه الا قليلا. فكيف انت في هذا الزمان في زمن الفتن والاضطرابات. وانت ضعيف ذو حيلة. ولست معصوما ولا مؤيدا بوحي من الله عز وجل. ثم انت تدعوه يوما او يومين او سنة او سنتين ثم تقول ما وصلت الى نتيجة في دعوتي هذا من سوء فهمي. سنن الله الكون ومن سوء التدبر في السنن التي جعلها الله عز وجل في الناس اجمعين في تطورهم ودعوتهم. حتى محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق اجمعين. وهو سيد الانبياء والمرسلين. حتى هو صلى الله عليه وسلم دعا قومه في مكة ثلاث عشرة سنة ومع ذلك فامن معه قوم وبقي كثير من الناس من اهل مكة مشركين فكيف ولو ان الله عز وجل اراد ان يؤيد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بحيث يؤمن اهل مكة كلهم في سنة واحدة او في يوم واحد لكان ذلك. وهل يعجزه الله سبحانه وتعالى مثل ذلك؟ ولكن ليبين الله سننه في هذا الجو وان الاستعجال لا يأتي بنتيجة حسنة وان الواجب علينا انما هو البذرة فقد يكون لنا وقد يكون لمن بعدنا. وعلينا ان نكون ذوي همة عالية في الصقل الى الرجوع الى عزة الاسلام. فقد كنا في هذه الامة امة عزيزة فصرنا وتكالبت علينا الامم وتداعت الينا الامم كما تداعت الى قصعتها كانت امة اسلام يخافها الناس وتخافها الامم وتخشاها الامم كلها. هذا هارون رشيد الذي شوه كثيرا من الناس سمعته. والذي ثبت في سيرته انه كان يحج عاما ودرسه عاما. ولم يقل رحمه الله تعالى على طريقة الخلفاء الراشدين او في مستواهم. ولكنه كان من معاصي ملوك الاسلام. وكانت عنده غيرة على دين الله عز وجل لما ارسل له نكثور عظيم العلوم كتابا يتهدد فيه ويقول له فيه كلاما يفهم منه نور ملة الاسلام والمسلمين ارسل له كتابا فيه اما بعد يقول له فيه من هارون امير المؤمنين الى نكفور اما بعد في الجواب وما تراه. وهذا المعتصم على ما كان له من العلات وكان خليفة للمسلمين هذا المعتصم ايضا لما يسمع ان امرأة قد استغاثت به وقالت وامعتصمان يوجه جيشا بعد ان يقول لها لبيك لبيك يوجه جيشا اوله عند الروم واخره عنده ويفتح عنبورية فتكون وقعة ما لها في تاريخ الاسلام ويقول فيهما ابو تمام السيف اصدق انباعا من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب الى اخر تلك القصيدة البراء التي تصف هذا الفتح فنسأل الله ان ييسر لنا امور اخرى في هذا الزمان وهذا خليفة الموحدين يعقوب المنصور المحدد على ما كان للموحدين من اخطاء في العقيدة. ولكنه يرسل اليه الفنش القنصل ملك الافران في اسبانيا يستهين به ويرسل له رسالة ويقول له اما بعد اذا كنت قد تثاقلت عن الشخوص الينا اصل الي المراكب لكي اجوز اليك في عدوتك فاقاتلك. فمن غلب مما كان امير الملتين رئيس العدوتين فحينئذ يأخذ ويعقب منصوف كتاب الفنش فيقلبه ويكتب على ظهره بسم الرحمن الرحيم ارجع اليه فلنأتينه بجنود لا قبل له بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم ثم يأمر بالنفير بالجهاد فتجتمع اجواء الاسلام وتتكامل جحافل الايمان من المتطوعة ومن سواه ويجتمع النفاذ فيتوجهون الى عقبة الاندلس فيعثون فيها ويضربون اهل الكفر فيها ثم تكون موقعة الارض العظيمة التي يندم فيها الخنش بعدها انه يندم على ما كان من سوء ادب مع الاسلام والمسلمين. فهذه التي نريدها هذه العزيمة التي نسعى اليها ان تكون فينا وان تكون في اولادنا وان نربي عليها اولادنا وبناتنا نريد اناسا ذويهم ذوي العزائم اناس قلوبهم متعلقة بالمعالي الامور لا بسفاسينها نسأل الله سبحانه وتعالى ان يغير امورنا الى ما هو احسن وافضل. ونسأله سبحانه وتعالى ان يوفقنا همة عالية وعزيمة ونسأله سبحانه وتعالى ان يرد امة الاسلام الى ما كانت عليه من العزة والمجد والفخار. ونسأله سبحانه ان يوحدنا على شرع الله عز وجل ونسأله سبحانه وتعالى ان يوحدنا على تطبيق شرع الله في انفسنا محمينا ومجتمعاتنا ودولنا. اللهم اغفر لنا وارحمنا وثبتنا ويسر امورنا. اللهم انصر في كل مكان. اللهم انصر المستضعفين في كل مكان. اللهم انصر المستضعفين في سوريا واهل الشام وغيرها من بلاد اللهم انصره نصرا مؤزرا. اللهم ابعد عنهم اسباب الفرقة. ووحدهم على دين الله عز وجل اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح اللهم اجعلنا من المحرومين ويسر لنا سبل عبادتك وحسن طاعتك والتقرب والحمد لله رب العالمين