بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار نسألك اللهم ان تجيرنا من النار بفضلك ومنك وكرمك يا ارحم الراحمين درسنا اليوم هو الدرس الثاني من هذه السلسلة التي نعقدها بالعلوم الشرعية للحديث عنها وذكر بعض المسائل المتعلقة بطلب العلم والمناهج المتبعة فيه وعوائقه ونحو ذلك من الامور وقد ذكرنا في الدرس السابق فضل طلب العلم من الكتاب ومن السنة ومن كلام بعض سلفنا الصالح رضوان الله تبارك وتعالى عليهم وذكرنا ايضا بعض العوائق التي تقف امام طلبة العلم فتصدهم عن طلب العلم وذكرنا بعض الحلول المقترحة لدفع تلك العوائق او تجاوزها ونخصص درس اليوم باذن الله عز وجل بطرق الطلب اي ما الطرق والسبل والوسائل التي ينبغي اتباعها لطلب العلم وغني عن التنبيه ان المقصود هنا انما هو الطرق الاجمالية لا بيان هذه الطرق على سبيل التفصيل وقبل ان نذكر هذه الطرق وهي تدور على ثلاثة محاور نشير اشارة سريعة الى مسألة متعلقة بمتون العلم او بالمتون العلمية فكثر كلام كثير من الناس في هذا العصر عن هذه المتون وكثر لغطهم حولها بين طاعن فيها جملة وتفصيلا وناقد لها ومبالغ في فضلها حتى صار كثير من طلبة العلم يعرفون هذه المسائل وهذه الدقائق المتعلقة بالمتون اكثر من معرفتهم لنفس ما في هذه المتون من العلم وقد اشتهر ايها الاخوة الكرام والاخوات الكريمات قول القائل من حفظ المتون حاز الفنون لا شك ان علماءنا الاكابر كانوا يعتنون بهذه المتون العلمية وكانوا يخصصون لها حيزا كبيرا من من الوقت الذي يخصص لطالب العلم ولا شك ايضا ان هذه المتون هي طريقة خاصة بالعلوم الاسلامية لا يشاركهم في ذلك احد على سبيل الاجمال لا شك ان هذه الطريقة يعني سار عليها علماء المسلمين منذ زمن كما سيأتينا ان شاء الله تعالى وتميزوا بذلك عن غيرهم من الامم وعن اه غيرهم من الذين يعني يطلبون العلوم الاخرى غير هذه العلوم الشرعية فهذه الطريقة طريقة حفظ المتون لم تكن معروفة في زمن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم هذا لا شك فيه الذي كان معروفا عندهم هو الحفظ للكتاب وللسنة ثم بعد ذلك حين دونت الكتب صار يعرف عندهم حفظ الكتب نفسها وان كانت طويلة بعض الشيء لكن كان كثير من علمائنا المتقدمين يتكلفون حفظ هذه الكتب لكن بعد مرور شيء من الزمن ضعفت الهمم عن حفظ هذه الكتب المطولة. اما حفظ القرآن وحفظ السنة فهذا شيء لا نزاع فيه. كان في زمن السلف واستمر في زمن من بعده وسيبقى الى ان يرث الله الارض ومن عليها باذنه سبحانه وتعالى. لان هذين المصدرين هما الاصل اللذان هما هما الاصل الذي يبنى عليه كل ما سواه فلا شك ان الاعتناء بحفظ الكتابة وبحفظ السنة هذا لا نقاش فيه لكن كما ذكرت لكم ضعفت الهمم عن حفظه هذه الكتب الكبيرة وايضا انتشر العلم انتشارا بالغا. وتشعب وكثرت فروعه بل نشأت علوم ما كانت معروفة في زمن السلف فنشأت علوم العربية هي في اقسام متعددة كما سيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى فلما كثرت العلوم وتشعبت وضعفت الهمم عن حفظ هذه الكتب المطولة فكر كثير من العلماء في تيسير العلم لطلبته بان يختصروا هذه الكتب فانتشرت هذه المختصرات يعمد الواحد منهم الى كتاب او فن من الفنون فيختصره في متن منثور او منظوم يجمع فيه زبدة ذلك العلم او لباب ذلك الكتاب بحيث من حفظ ذلك المختصر يكون ملما باغلب ما في ذلك الفن او باغلب ما في اه ذلك الكتاب لكن الذي وقع هو ان هذه المختصرات التي كانت في الاصل وسيلة لتحقيق غاية معينة هي غاية التفقه في دين الله عز وجل ومعرفة العلم من حيث هو صارت هذه المختصرات غاية بعد ان كانت وسيلة اي بعبارة اخرى جمدت قرائح الناس عليها جمد الناس على هذه المتون وسيروها غاية فصار الناس يشرحون هذه المتون لانها لشدة اختصارها تحتاج الى من يفك الفاظها ثم هذه الشروح منها ما يحتاج الى شرح هو في ذاته لالغازه او لشدة اختصاره كما يقع مثلا في شرح اه المحل على جمع الجوامع. فشرح المحل هذا نفسه كالمتن من شدة الالغام فيحتاج الى حاشية. وهذه الحواشي صارت تتناسل وتكسر. وصار الهدف عند المتأخرين هو ان يفهم العالم او طالب العلم مراد صاحب المتن ولم يعد الهدف او الغاية ان يعرف الطالب نفس العلم لا صاروا ينظرون الى المتن على انه غاية في ذاته فيتاملون منطوق هذا المتن ومفهومه ومطلقه ومقيده ونحو ذلك من الامور التي برع المتأخرون فيها ولا شك ان هذا كان على حساب الاهم الذي هو معرفة العلم من حيث هو وهذا كله بسبب الجمود وغلبة التقليد وغياب المناهج التجديدية وضعف الفكر الاجتهادي في العلوم. الشرعية وفي العلوم الشرعية كلها فهذا الذي وقع وبسبب ذلك صارت المتون صارفا عن العلم عند المتأخرين بدلا من ان تكون وسيلة من وسائل العلم. ولذلك قام خلال هذه النهضة الحديثة التي يعني صار فيها طلبة العلم والعلماء يحاولون ان يجددوا شيئا ما في اه طرائق طلب العلم في عصر النهضة هذه قام كثير من العلماء واغلبهم تربى على موائد المتون وتعلم العلم بهذه المتون لكن صاروا يطعنون في هذه المتون ويجعلونها طريقة غير صائبة لتحصيل العلم الشرعي. خاصة مع ما وقع من التلاقح بين الاسلامية والحضارات الغربية فدخلت المناهج الغرب في التعلم ووجدت امامها عند المسلمين آآ طرقا بالية في التعامل مع هذه المتون بجمود وركود فادى هذا كله الى الطعن في لحد الان هذا كله يعني لا بأس به. وهو يعني حركة تصحيحية جيدة. لكن الذي وقع هو اننا انتقلنا الى مرحلة اخرى صرنا نرى فيها من يطعن في هذه المتون لاجل الجهل فقط ولاجل ضعف الهمة فصار عندنا اناس غير قادرين على التعامل مع هذه المتون حفظا ولا فهما فلاجل ضعفهم عن ذلك وقصورهم عنه صاروا يطعنون فيها ويتمسكون ببعض الشبهات فصرنا اذا في قضية المتون هذه بين طرفين بين الطاعنين وبين الغاليين او المبالغين في اهمية هذه المتون فاما الطاعنون فلهم شبهات. بعض هذه الشبهات اه ضعيف جدا واهن جدا وبعضه يعني يمكن مناقشته والنظر فيه فمن بين الشبهات الضعيفة جدا التي اه لا تحتاج الى كبير عناء في ردها انكار الحفظ من حيث هو يعني انتقل الناس من انكار المتون خصوصي المتون الى انكار الحفظ من حيث هو وصار عندنا اناس يقولون ان المهم هو الفهم وليس الحفظ وهذا خطأ شنيع وهذا خطأ شنيع سواء اوافقنا على مبدأ التعامل مع المتون او لم نوافق ففي الحالتين معا ان من الخطأ الشنيع التقليل من آآ اهمية الحفظ. لان ديننا هذا دين الاسلام مبني على النقل فيه قسط وافر للعقليات ولكن مبناه على النقل. واذا كان مبناه على النقل فالعلم بهذا الدين معرفة هذا الدين قائمة على الحفظ هذا لا اشكال فيه وسيأتينا ان شاء الله تعالى خلال هذا الدرس الكلام على اهمية الحفظ. من شبهات الذين يطعنون في المتون قولهم ان هذه طريقة محدثة بمعنى لم تكن عند السلف الصالح رضوان الله عليهم وهذا صحيح نقول نعم نوافق ونسلم بذلك ولكن نقول فكان ماذا فرضنا ان هذه طريقة محدثة فكان ماذا؟ وهل طرق طلب العلم كلها توقيفية؟ بل هل العلوم نفسها توقيفية الا ترى ان كثيرا من العلوم قد نشأ بعد ان لم يكن في عصر صالح رضوان الله عليه كالنحو والصرف وآآ الاملاء والبلاغة ونحو ذلك من العلوم واصول الفقه ونحو ذلك. السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا عربا اقحاحا كانوا يفهمون هذه اللغة ويتحدثون بها سليقة فما كانوا يحتاجون الى هذه التفريعات العلمية ومن باب اولى ما كانوا يحتاجون الى هذه المتون لان المتون انما وجدت لتقريب هذه العلوم. فاذا كانت اصل هذه العلوم ليس اليها اذا كانت هذه العلوم ليس محتاجا اليها فمن باب اولى لا يحتاج الى المتون لكن وجدت هذه العلوم فوجدت الحاجة الى تقريبها وتيسيرها للطلبة وهذه فائدة المتون السلف الصالح كانوا يكتفون بمعرفة الكتاب بحفظ الكتاب بحفظ السنة وبحفظ اللغة وحفظ اللغة عندهم يكون عن طريق حفظ الاشعار خصوصا او عن طريق ايضا حفظ بعض آآ الكلمات او الخطب ونحو ذلك مما يستفاد به في معرفة اللغة ثم بعد ذلك الاستنباط عندهم سهل مفهوم؟ لكن هذا لا يمكن ان يكون فيما بعد وكلنا الان في هذا العصر وان كان بعظنا عربا بالنسب فاننا اعاجم من جهة اللغة هذا هو الحق ولذلك نحتاج الى رفع هذه العجمة عن السنتنا واذهاننا بان نقرأ ان نقرأ هذه العلوم من اصول ونحو وصرف ونحو ذلك. فهذه العلوم اذا بمعنى كثيرة بما انها متفرعة جدا بما انها يعني منتشرة انتشارا بالغا حينئذ نحتاج الى هذه المتون بتقريبها من الشبهات ايضا التي يذكرها بعض الناس ان هذه المتون تصرف عن العلوم او عن الكتب الاصلية وهذا هذه شبهة صحيحة لكنها تصلح اه في الرد او الاعتراظ على اناس معينين من المتعاملين مع المتون لا على كلهم الذين يحفظون المتون ويشتغلون بها اشتغالا بالغا يملأ عليهم اوقات الطلب كلها حتى لا يبقى عندهم وقت للنظر في الكتب الاصلية المؤلفة قبل مرحلة المثور. هؤلاء يمكن ان نعترض عليهم بمثلها هذا لكن نحن لا نقول بهذا وانما نقول نحفظ المتون ونتعلمها ثم عند ذلك آآ لا بأس بل يجب ان نطعم هذا العلم الذي اخذناه عن طريق حفظ المتون نطعمه بالنظر في الكتب المبسوطة التي كانت في الفنون. فمثلا في كتب النحو في في علم النحو والفقه طولي ونحو ذلك لا غنى لنا عن الرجوع الى كتب المتقدمين وهي كتب في الغالب مبسوطة مفصلة كبيرة اشبه ما يكون بالموسوعات فيمكن آآ القراءة فيها على ما سيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى في طرق الطلب وايضا بمثل هذا نرد على من يقول ان هذه المتون تقتل روح الاجتهاد او تربي على التقليد ايضا نفس الشيء نقول هذا ليس شيئا آآ موجودا في ذات هذه المتون او في ذات الطلب على طريقة المتون. وانما هذا عيب موجود عند بعض من يتعامل مع المتون بهذه الطريقة والا اذا اوجدنا في اذهاننا فكرة راسخة آآ فيها نبذ التقليد الا بشروطه المعروفة عند الاصوليين وفيها الحث على الاجتهاد وفيها الحث على التحرر الفكري وفيها الحث على اه استنباط الاحكام من اه مصادرها الاصلية. اذا وجدت هذه الافكار في اذهاننا فلا عند ذلك ان نتعامل مع هذه المتون حفظا وفهما وايضا من الناس من يقول ان طريقة المتون هذه طريقة بالية وهنالك طرق اخرى افضل فتجد بعض الذين يضعون المناهج العلمية في هذا العصر يقترحون طرقا مبنية مثلا على القراءة وحدها او مبنية على القراءة مع البحث والدراسة ونحو ذلك من الامور فهذه الطرق يمكن ان نوافق عليها اجمالا ولكن نرجع الى القاعدة التي ذكرنا في الدرس السابق قلنا عند اختلاف هذه المناهج وكثرتها وتعددها فان لدينا ضابطا نستطيع من خلاله ان نتبين المناهج السليمة من المناهج الشاذة. وقلنا هذا الضابط هو ان ننظر هذا المنهج الذي يقترحه فلان او علان هل هو منهج آآ يعني برهن على ان له ثمرة من خلال قرون او عقود طويلة او مدة طويلة من الزمن او هو منهج محدث لم يؤتي اكله بعد ولم تظهر لنا ثمرته بعد. فاذا قارنا بين هذه المناهج بهذا بهذا الضابط تبين لنا تبين لنا ان طريقة المتون قد اتت ثمرتها لمدة قرون طويلة. فشيوخنا وشيوخ شيوخنا والاف من الشيوخ ومن العلماء في هذه الامة. تعلموا هذا العلم بطريقة المتون وان هذه المناهج التي تلغي ولا اقول التي تقلد ولكن التي تلغي المتون جملة وتفصيلا. هذه المناهج في الحقيقة لم تنتج شيئا معتبرا ها؟ يمكن ان تنتج عند آآ بعض الناس في احوال خاصة لكن ان تكون منهجا شاملا ينتج علماء كثيرين هذا شيء غير وارد في الحقيقة. مع قولنا باهمية حفظ المتون فان بعض الناس قد يغالون في هذه المسألة. يعني يتقصبون حفظ المتون في بعض الفنون او العلوم التي لا يحتاج فيها الى حفظ المتون او يعملون الى بعض المسائج التي يمكن حفظها بدون المتون بل يكون من الافضل حفظها دون المتون يتعمدون حفظها عن طريق الموت. يعني صار عندهم في اذهانهم ان الشيء او العلم او القضية اذا لم تحفظها عن طريقة متن منظوم فكأنك لم تصنع شيئا لذلك وجدت مثلا بعض المسائل الصغيرة التي او التقسيمات او الفروق التي يمكن حفظها هكذا يعني بمجرد قراءتها ترسخ في ذهنك يحتاج مع ذلك الى ان يحفظها في بيتين او في ثلاثة او ربما حتى في اكثر من ذلك وايضا وجدت بعض المتون الطويلة جدا التي قد يفني الطالب عمره في حفظها. يعني تجد المتن الذي فيه مثلا آآ الاف بل عشرات الالاف من الابيات وهذه الطريقة ليست مضطردة عند العلماء علماء المسلمين في كل الازمنة وانما هي طريقة عند بعض الناس في بعض الامكنة لا لا يلزم من كونها ملائمة لهم ان تكون ملائمة للطلبة في كل مكان. هذه المتون الطويلة انشغال الطالب بها يعني لا يكون الا على حساب الاولى والاجر. او ايضا قد يوجد من ينظم مثلا بعض الاحاديث فنحن نقول له هذا خطأ في ترتيب الامور وفي المقارنة بينها. بدلا من حفظ نؤمن آآ لهذه الاحاديث اعمد الى حفظ الاحاديث نفسها. فان هذا هو المطلوب منك على وجه الخصوص. وحفظ النظم ثم حفظ الاحاديث بعده هذا شيء من فيه شيء من التكرار غير الملائم وايضا من الاشياء التي يقع فيها هؤلاء الغالون ان صح هذا التعبير انهم لا يكملون حفظ هذه المتون بدراستها دراسة متكاملة او بتفهمها تفهما نافعا او بقراءة شروحها قراءة واعية نقدية كما سيأتينا ان شاء الله تعالى في آآ شرح معنى القراءة الواعية او ينشغلون بهذا يموتون عن الاولى فمثلا ينشغلون بحفظ المتون الطويلة الكثيرة. عشرات الالاف من الاديان ينشغلون بها مثلا عن حفظ السنة او نحو ذلك من الامور او عن القراءة في الكتب الاصلية هذا كله آآ من الاعراض التي نقول انها غير صحيحة وغير سليمة وينبغي تنقية طريقة آآ المتون من هذه الاعراض المرضية ان صح التعبير. ننتقل الى طرق الطلب. طرق طلب العلم اه اما ان تكون عن طريق الشيوخ واما ان تكون هكذا بغير طريقة الشيوخ فطريقة الشيوخ نحن الان لن نفصل فيها كثيرا وذلك لان هذه الطريقة وذكروا ادابها وقد اشرنا آآ في الدرس السابق الى بعض الكتب المؤلفة في هذا الباب خاصة من المحدثين هنالك اداب عامة نشير فقط الى من بين الاشياء التي ينبغي التركيز عليها في قضية الطلب على الشيوخ ان مجرد حضورك على الشيخ لا يعني انك تتعلم ولا يعني انك تحصل شيئا فمع التزام الحضور ومع المثابرة على الحضور لا بد من اجتهاد شخصي لان الشيخ لن يفتح ذهنك ويصب فيه العلم صبا. هذا لا يمكن اذا انت حضرت الدروس ولم تسعة بجهد شخصي لتحصيل العلم فلن تحصلي علما. ولو كان الشيخ من اعلم العلماء فاذا لا بد من الاعداد قبل الدرس لابد من حفظ المتن لابد من ان تراجع الشرح المقرر على ذلك المتن لابد من ان تواظب على استماع لما يقوله الشيخ خلال الدرس والا تتكل على آآ مثلا الشريط ان كان الدرس سيسجل وعليك ان لا تتكل على سؤال الزملاء الاخرين يعني لا بأس لا يضرني ان لا استمع خلال الدرس ما دمت يمكنني ان احصل المعلومة فيما بعد هذا خطأ ايضا بعد الدرس لابد من حفظ الدرس الذي القاه الشيخ ومن مراجعته بحيث لا يمر عليك او لا يأتي عليك الا وقد حفظت الدرس الاول وفهمته وعرفت اشكالاته وحللتها او حللت اغلبها فهذه الاية اداب لابد منها اضافة الى الاداب العامة التي يذكرها اه العلماء المصنفون في هذا الباب نحن لن نفصل كما ذكرت لكم في اه الطلب عن طريقة الشيوخ وانما نفصل في الطرق الاخرى طرق طلب العلم في نظري لا تخرج عن ثلاثة ثلاثة اه ثلاث وسائل وهي الحفظ والقراءة والدرس او الدراسة الحفظ والقراءة والدراسة فنبدأ بالحفظ اولا ثم نثني ونثلث بالقسمين الباقيين فاما الحفظ فلا يخفى عليكم اخوتي الكرام اخواتي الكريمات فضل الحفظ ولو جئنا نجمع اقوال سلفنا الصالح رضوان الله عليهم وعلمائنا في فضل الحفظ لما انتهينا لانه في الحقيقة كلامهم في هذا كثير جدا من ذلك ما قاله الامام الصنعاني عبدالرزاق الصنعاني رحمه الله على كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فليس علما وهذا كناية عن الحفظ لان العلم الذي لا يدخل مع صاحبه الحمام هو العلم الذي يكون في القرطاس في الكتب والذي يدخل مع صاحبه الحمام بل هو معه في اي مكان هذا هو العلم المحفوظ. كما قال الشاعر اه علمي معي اينما وليت يتبعني بطني وعاء له لا بطن صندوقي ان كنت في البيت كان العلم فيه معي او كنت في السوق كان العلم في السوق وايضا قال الاخر ليس بعلم ما حاول قيمته ما العلم الا ما حواه الصبر والاقوال في هذا الباب كثيرة جدا. ونحن ذكرنا انفا ان مبنى الدين على النقل ومعنى ذلك ان الحفظ اساسي جدا ما حفظت هو ما يبقى معك وكانوا يقولون احفظ فكل حافظ امام وكانوا يقولون من حفظ حجة على من لم يحفظ وكان للحفاظ مرتبة عالية بين العلماء قديما وحديثا لكن بعض الناس في هذا الزمان يقلل من اهمية الحفظ ويقول المهم الفهم وليس الحفظ واذا رأى شخصا مثلا حفظ كتابا من كتب السنة مثلا حفظ صحيح البخاري يقول هذا ليس بشيء لما ليس بشيء؟ يقول لانه زاد نسخة من اه من صحيح البخاري في في الامة ونسخ الصحيح موجودة فماذا ادنى هذا. يعني يريد ان يقول ان المهم هو الفهم للحفظ. وبالمناسبة هذا شيء جائنا من الغربيين. لان كثيرا من الغربيين يركزون على هذا المعنى والفرق بيننا وبينهم واضح لانهم هم لا ينطلقون من اشياء آآ يعني نقلية ليس عندهم كما عندنا الكتاب نحفظه السنة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم نعرفها ونعرف صحتها ونحفظها اه ما استنبط من ذلك نحفظه هذا ليس عندهم. وانما مبنى كثير من علومهم على اه على الاراء والافكار الفلسفية العامة ويعني يفتحون يطلقون الزمام لاذهانهم تسرح انا شائت فلا شك انهم لهذا يقللون من درجة الحرارة ونحن نقول الفهم مهم والحفظ مهم وتقليلكم من درجة الحفظ يفهم منه ان الحفظ متعارض مع الفهم. وهذا خطأ شنيع فانه لا وجود للتعارض بين لا وجود لادنى تعارض بين الحفظ والفهم فاذا كنت احفظ كتابا من اين لك انني ان حفظته لم افهمه وان لم احفظه فهمته هذا تعارض موهوم غير صحيح ولذلك في الحقيقة الحفظ لا لا يعارض الفه. الا ان تقول انك تنشغل بالحفظ عن الفهم فهذا صحيح وهذا اوافق ونحن ايضا نقول هذا ونقول لا ينبغي ان ننشغل بالحفظ عن الفهم بل نحن نزيد مسألة اخرى نقول لا تعارض بين الحفظ والفهم بل اكثر بل نقول نزيد اكثر من هذا فنقول ان الحفظ يعين على الفهم. ان الحفظ يعين على الفهم فلذلك كيف يكون هذا؟ هذا شيء مجرب ما استطيع ان ابرهن لكم عليه يعني ليس عندي برهان على هذا يقوله كثير من العلماء ولكن جربوه خذ اي صفحة من كتاب واقرأها بالقراءة العادية المشهورة ثم امضي لحال سبيلك وارجع الى نفس الصفحة فاحفظها ثم تأمل فهمك في المرة الاولى وقارنه بفهمك في المرة الثانية. لا شك ان الحفظ يساعد على الفهم خاصة انك حين تريد ان تحفظ فانك تكرر وتراجع وتتأمل وتتدبر فتظهر لك منها اشياء تظهر لك اشياء كثيرة لم تكن قد ظهرت لك من قبل عند قراءتك التي تمر فيها على تلك الصفحة او ذلك الكتاب مرورا سريعا فالحفظ يعين على الفهم هذه مسألة مجربة مجربة ما عليكم الا ان تجربوها وحينئذ انا نفع الامر فبهاوينا نعمته ان لم ينفع فلن تخسروا شيئا اه حين نتكلم عن الحفظ ينبغي ان نذكر بمسألة مهمة. وهي ان بعض الناس يصعب عليه الحفظ يأتي فيقول انا لا استطيع ان احفظ هكذا بهذا الاطلاق بقول له ان الحفظ يكون شاقا على الانسان في اول امره لكنه بعد ذلك يصبح سائغا وسهلا فيعتادوا عليه ولذلك يقولون آآ كل وعاء اذا افرغت فيه شيئا فانه يضيق به الا القلب فانك حين كلما افرغت فيه كلما اتسع ولذلك هذا من الاشياء التي نصحنا بها ونحن صغار كلما حفظت كلما ازدادت قابليتك للحفظ ولذلك العقل البشري لا يشبه آآ الحواسيب التي نستعملها بحال من الاحوال. هذا الحاسوب له سعة مخصصة محددة. اذا لا يمكنك ان تتجاوزها. لكن العقل ليس له ساعة محددة كلما زدته محفوظات كلما طلب منك المزيد بل كلما صار الحفظ اسهل عليك ولذلك ينصح العلماء بان لا تترك الحفظ مطلقا في يوم من الايام مطلقا ان كان عندك فضل نشاط وقوة فاحفظ وردك او زد عليه ان شاء المعروف. وان كنت مريضا او ضعيفا او ليس عندك نشاط فحينئذ احفظ قلل الورد واحفظ شيئا ولو صغيرا ولو بيتا واحدا ولو اية واحدة ستحفظ القرآن. ولو حديثك ولو جملة واحدة من حديث لكن لا ينبغي ان يمر عليك يوم الحدود. وهكذا تصبح ذاكرتك تتعامل مع الحفظ على انه شيء لابد منه لا يمكن التخلي عنه اه يكون اه تأثير ذلك واضحا وجليا. وهذه مسألة ايضا مجربة ويعرفها كثير من الناس من الطلبة انهم اذا توقفوا عن الحفظ آآ مثلا شهورا يصعب عليهم الاستئناف لكن اذا لم يتوقفوا ولو ان تحفظ شيئا يعني صغيرا جدا ولو نصف بيت ولو بيتا. فانك ان لم تتوقف تستطيع او ان تستأنف وردك الطويل بسهولة بالغة ولذلك بعضهم يشبه الذاكرة بالعضلة. العضلة العضلات هذه التي يتكون منها الجسم البشري اذا تركتها ولم تعملها في الاشغال او في الرياظة ونحو ذلك فانها تموت تدريجيا ويصعب عليك ان تستأنف العمل بها كذلك الزحام. عليك ايضا ان تستعين ببعض الطرق التي تعين على الحفظ وعلى المراجعة. من بين ذلك وهذا شيء يذكره يعني جماعة من العلماء من بين ذلك ان ترفع صوتك بقراءة المحفوظ هذا ليس عاما عند الناس كلهم. يعني بعض الناس يلائمهم وبعضهم لا يلائمهم ذلك. لكن الغالب انك ان جهرت بقراءة هذا الشيء الذي تريد حفظه فان ذلك هذا الصاحب اه عند كثير من الناس وهذا الذي كان عليه اه القدامى في طريقة حفظهم. لذلك تجد في الكتاتيب القرآنية انهم اه يكررون تجد الطلبة الصغار يكررون محفوظهم بصوت مرتفع فتسمع لهم دويا في في الكتاب كدوي النحل. هذا يساعد كثيرا. بعض الناس قد لا ينفعه ذلك ان الغالب على الناس هذا الامر. مما يساعد على الحفظ ان آآ تخلص النية في ذلك. هذه مسألة لا نعيد تكرارها لاننا اشرنا اليها في درس سابق في الدرس في السابق وهي صالحة لكل طرق طلب العلم وليست خاصة بالحفظ لكن وفي خصوص الحفظ فان مما يساعد عليه ترك المعاصي واجتناب المحرمات ومما اشتهر عند العلماء في هذا الباب البيتان المنسوجان الى الامام الشافعي رحمه الله تبارك وتعالى حين يقول شكوت الى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي واخبرني بان العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي وسواء اصح هذه اصحت هذه النسبة الى الامام الشافعي ام لا؟ فان هذا المعنى صحيح متفق عليه وان مما يحرم العبد بسببه من اتقان الحفظ افراطه في المعاصي او وقوعه في المحرمات والعياذ بالله تعالى وايضا مما يساعد في هذا الباب الا يكلف العبد الطالب نفسه فوق ما تطيق. فتسمع مثلا بان فلانا يحفظ آآ من اول نظرة فتحاول ذلك وتشق بذلك على نفسك. او تسمع ان فلانا يحفظ آآ في اليوم الواحد حزبا من القرآن وانت لا تستطيع ذلك فتشق على نفسك. او تسمع ان العالم الفلاني يكرر آآ ما يحفظه الف مرة او خمسمائة مرة وانت لا تستطيع ذلك فتشق على نفسك. لذلك لا تحمل نفسك الا ما تطيقه. وكيف تعرف ما تطيق مما لا تطيق؟ تعرف ذلك عن طريق التجربة جرب مقدارا معينا من الحفظ واستمر عليه. فان رأيت انه لا يشق عليك زد عليه قليلا ثم انظر. وهكذا في التكرار وهكذا في المراجعة هكذا في القراءة وفي كل في وفي كل شيء اه اه تمارسه من هذه المسائل المتعلقة اه طلب العلم. وايضا عليك ان تختار وقتا مناسبا للحفظ وهذا يختلف باختلاف احوال الناس لكن الغالب عليهم ان افضل الاوقات ما كان في وقت السحر وذلك لاسباب منها انك تكون مستريح الذهن لانك نمت اخذت قسطك من النوم ومن الراحة فذهنك مرتاح. وثانيا للهدوء الذي يكون سائدا في ذلك الوقت. وثالثا ان ذهنك لا يكون منشغلا لانه لا تكون حركة لا يكون ضجيج لا يعني يكون الناس في الغالب نائمين او منشغل في اماكن عبادتهم فيعني لا تنشغلوا بشيء من الاشياء. وايضا لان هذا وقت رحمة كما لا يخفى لانه وقت التنزل الالهي كما ثبت ذلك في الاحاديث الصحيحة. فاغتنام هذا الوقت جيد لكن ان كان يلائمك وقت غيره فبها ونعمة. لكن افضل الاوقات هو هذا الوقت واما الاماكن فهذا يختلف باختلاف الاحوال. بعض الناس يلائمه آآ ان يكون في غرفة مغلقة ليس فيها ما يشغل ذهنه. وبعض الناس يمكنه ان يحفظ آآ ولو مع آآ وجود الاخرين بجانبه كما يقع مثلا في الكتاتيب والمدارس اه القرآنية ونحوها. اذا لا يوجد قاعدة لا توجد قاعدة عامة في هذا الامر وايضا مما يساعد على الحفظ ان تذاكر المحفوظ اما مع اقرانك وانها مع من هم دونك بان تعلمهم هذا العلم يعني مثلا حفظت متنا او حفظت شيئا من القرآن او من السنة تأتي الى زملائك فتذاكرهم بما حفظت او تختار لك بعضا من الاطفال او بعضا من الطلبة المبتدئين ستعلمهم وتحفظهم هذا الذي حفظته؟ فلا شك ان تكون متقنا. ولذلك تجد اه اتقن الناس لحفظ للقرآن لحفظ القرآن الكريم. هم المعلمون الذين يعلمون هذا القرآن يوميا لكن لو فرضنا ان شخصا حفظ القرآن لكن لم يعلمه وخاصة ان كان لا يراجعه فقد يكون حفظه مهزوزا بعض الشيء وايضا تعمل بهذا المحفوظ اذا اه تعلمت شيئا حاول ان تعمل به قدر المستطاع ان كان في مسائل الفقه العمل بها واضح تعمل بالمسألة بالحكم الشرعي. وان كان من مسائلي مثلا العربية تطبقها في كلامك. لا كما يفعل بعض الناس وهؤلاء انكر عليهم تجده يقرأ النحو ويحفظ الالفية ويحفظ متون الصرف ثم اذا جاء للكلام او للكتابة كتب بالعامية ونطق بالعامية فمتى تطبق ما حفظته وما قرأته وما فهمته من علوم العربية ان لم تطبق ذلك في كتابتك وكلامك فلا فائدة من حفظه اصلا شوفو اذن العمل بالمحفوظ ولذلك كان بعض السلف يقول كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به ومنا ابرز السلف الصالح اه في هذا الامر اه الامام اه احمد رحمه الله تبارك وتعالى فانه كان في هذا الباب يعني يعمل حديثي كما هو معروف في ترجمته رحمه الله تبارك وتعالى. نعم بعد الحفظ هنالك قراءة. اهمية القراءة لا تخفى. في باب طلب العلم وفضل الكتاب وفضل المطالعة معروف محفوظ كما قال الشاعر وهو ابو الطيب اعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب وللعلماء في القراءة آآ يعني لهم في ذلك احوال كثيرة وكان كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى عن شيخه ابن تيمية اه ما ما يفيد ان ابن تيمية كان يستشفي طلب العلم وبالقراءة فانه كان قد مرظ رحمه الله تعالى فجاءه طبيب وقال له ان هذه المطالعة وهذا الكلام في العلم يزيد المرض. فقال له لا اصبر على ذلك بل زاد ابن تيمية قال له انا احاكمك الى هذا الطب الذي انت متخصص فيه. اليست النفس اذا كانت فرحة مسرورة قويت الطبيعة فدفعت المرض؟ قال بلى. قال فانا نفسي تسر بالعلم فتقوى الطبيعة وتدفع المرض. هذا صحيح يعني بعض الناس يستشفي بمثل هذه الامور القراءة التي ندعو اليها اه يعني هي القراءة المنهجية لا مطلق القراءة وبيان ذلك ان وبيان ذلك ان القراءة نوعان ان القراءة نوعان قراءة مشتتة كالذي يقع من بعض الناس حين يقرأون من هنا ومن هناك من الجرائد من المجلات ويتحرون في الغالب العاطفة لا العقل بمعنى يتحرون في قراءتهم ان يقرأوا ما كان موافقا لهواهم. ولذلك الغالب عليهم ان يختاروا السهل الميسر وهذه القراءة المشتتة. ثم هنالك القراءة المنهجية والقراءة المنهجية هي التي تجمع امرين اثنين ان تكون قراءة واعية وان تكون قراءة بناءة فمعنى كونها قراءة يعني آآ واعية ان تكون هذه القراءة مع التدبر والنقد يعني ان تنظر في هذا الكلام فلا تأخذه مسلما ولكن تتأمل فيه قد يكون فيه اخطاء اذا مع التدبر مع النقد ان تكون قراءة مترسلة مبينة ان تكون قراءة مع التكرار لما يحتاج الى تكراره. هذا الفرق بين قراءة الواعية والقراءة التي الهدف منها ان تنتهي من تاب وان تستخلص اهم الافكار ونحو ذلك والشيء الثاني ان هذه القراءة ينبغي ان تكون بناءة اي تدخل في اطار تأسيس لبناء معرفي متكامل لما اقرأ؟ اقرأ للوصول الى الغاية الفلانية هذا هو المقصود بالقراءة مفهوم اما انك تقرأ ثم اذا سألك سائل لم تقرأ؟ لا تعرف الجواب هنا تكون قراءتك غير بناءة. انا اقرأ في العلم الفلاني وفي هذا الكتاب لانني اؤسس بذلك لبناء ساصل ان شاء الله تبارك وتعالى الى تشييده لبنة بعد لبنة فهذه القراءة المنهجية هي التي ينبغي ان نحرص عليها وليس لها حد اعلى كما يظن بعض الناس لن اقول لك اقرأ يعني اه كذا وكذا من الصفحات او من الكتب لا ليس للقراءة حد اعلى. من الناس من يقرأ مئات الصفحات في اليوم منهم من يقرأ اقل من ذلك. منهم من يحسب اه الصفحات منهم من يحسب الساعات التي بالقراءة الى غير ذلك. لكن الذي انصح به ان يكون لطالب العلم برنامج يومي للقراءة لا يتنازل عنه في الظروف كلها يحسبه بالساعات او بالصفحات والافضل ان يكون بالصفحات. كذا وكذا من الصفحات. جرب عدد الصفحات التي يمكنك ان تلتزم بها ثم حافظ عليها ولا تتنازل عنها البتة من الاشياء المفيدة في باب القراءة ان وهذا سيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى عند ذكر العلوم هنالك منهجية معينة اقرأ بها في العلم. يعني احفظ متنا معينا اقرأ شرحه الى اخره. ثم بعد ذلك تكون عندي مجموعة من الكتب اقرأها لاكمل بها ما حفظت في هذا العلم. وما درست في هذا العلم هذه الطريقة يعني تسلكها بعض الجامعات يكون عندك قوائم الكتب قائمة بالكتب التي تقرأها للتكميل لتكميل المعرفة وايضا من الاشياء التي ننبه عليها ان من المفيد ان يقرأ الطالب الكتاب الواحد مرات متعددة ولكن هذا ليس في كل الكتب هنالك كتب يصلح فيها هذا التكرار وينسب الى العقاد قوله الاديب المشهور قوله قراءة كتاب واحد ثلاث مرات انفع من قراءة ثلاثة كتب في نفس الموضوع وذلك كان من هدي سلفنا الصالح انهم يقرأون الكتاب الواحد مرات متعددة كما فعل المزني مع رسالة الامام الشافعي فانه قرأها مرات متعددة وكان يقول انا انظر فيها منذ كذا وكذا من السنوات ما نظرت فيها مرة الا واستفدت شيئا لم اكن اعرفه من قبل ويذكر عن العلماء في باب تكرار القراءة الشيء الكثير منهم من قرأ صحيح البخاري عشرات المرات او مئات المرات وكذا في في صحيح مسلم وكذا في كتب السنة وكذا في كتب الفقه كمختصر خليل مثلا عند المالكية كان يحزب احزابا ويقرأ مرات متعددة هكذا وايضا من الاشياء المفيدة في باب القراءة ان يعني هنا ذكرنا الان قراءة الكتاب الواحد مرات متعددة. هنالك ايضا ان تقرأ للمؤلف الواحد كل ما له من الكتب. خاصة بالنسبة للمؤلفين المكثرين. كشيخ الاسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم وكابن حزم وكابن رجب السيوطي ونحو هؤلاء العلماء هؤلاء هؤلاء من المناسب بان تقرأ لهم كل ما كتبوه. لتعرف منهج علمهم وتعرف طريقتهم واسلوبهم والقضايا التي يدافعون عنها والقضايا التي يكثرون من من بحثها و تتبين ذهنيتهم ان صح هذا التعبير. مفهوم؟ هذا كله يكون بهذه الطريقة التي ذكرنا مفهوم؟ فلذلك يمكنك ان تصنع وردا مثلا وردا من القراءة اه الكل كاتب من الكتاب مثلا تجعل لك وردا من آآ القراءة لشيخ الاسلام ابن تيمية مثلا عشرون صفحة او خمسون صفحة او مئة صفحة يوميا لابن تيمية حتى انتهي من كل تراثه المطبوع هذا مفيد جدا هذا مفيد جدا وهو مجرب بالمناسبة وايضا بالنسبة للمؤلفين الاخرين بعد هذه الملحوظات العابرة عن القراءة ننتقل الى آآ الشيء الاخير الذي نريد ذكره وهو الدراسة الدراسة نقصد بها شيئا زائدا على مجرد القراءة فدراسة العلم غير حفظ المتن وغير قراءة الشرح قراءة مطالعة. الدراسة يدخل فيها شيء زائد وهنا مسألة وهي كيف تدرس العلوم الشرعية بعض الناس يرى انك تدرس العلوم علما علما ولا تخلط علمين اثنين قد اشتهر عند بعض الناس اه ويستدلون بقول الناظم ان توأمان اه ان توأمان اجتمعا لن يخرجا بمعنى انك تقرأ علما واحدا ولا تخبط علمين. هذا يقوله بعض الناس. وهنالك طريقة اخرى وهي انك تقرأ علوما مختلفة في مراحل متنوعة موزعة توزعها على الاسبوع او على الشهر وهذه الطريقة في الحقيقة هي الطريقة التي كان معمولا بها عند علمائنا منذ القديم ما نعرف ان العالم كان يحضر حلقة النحو ولا يجاوزها الى ان ينتهي من النحو الا لمن كان يعني متخصصا في هذا في هذا في هذا العلم والا اغلب العلماء تجده ينتقل هكذا كان في الازهر وفي القرويين وفي ابن يوسف وفي غيرها من الجامعات القديمة العتيقة يقرأ شيئا من النحو على الشيخ الفلاني. ينتقل بعد ذلك الى من اه فن اخر على نفس الشيخ او على شيء اخر. وهكذا حتى لعله قد يقرأ عشرة علوم في اليوم الواحد ولكن لابد من ان يحرص على انهاء ما يبدأه الخطأ الشنيع الذي لا ينبغي ان يقع فيه الطالب هو التنقل بدون انهاء واتمام يبدأ النحو ولا يتمه ثم ينتقل الى الحديث ولا يتمه ثم ينتقل الى الفقه لا هذا خطأ لكن ان ابدأ الاجور الرومية مع هذا الشيخ وابدأ في نفس الوقت الفقه مع هذا الشيخ واستمر على ذلك ثم اذا انتهيتم من الاجور الرومية اعوضها مثلا بشذور الذهب واستمر في الفقه فاذا انتهيتم من متن الفقه الاول انتقل الى الثاني هذا لا اشكال فيه يمكنك ان توزع ايام الاسبوع على العلوم كما كان يفعل في في الجامعات العتيقة يمكن ان تفعل ذلك في طلبك لنفسك الدراسة ما المقصود بها؟ الدراسة انواع تشمل اشياء مختلفة من بينها الاختصار اختصار الكتب هذا من انفع وسائل التعلم ووسائل الدراسة العلمية. تعمد الى كتاب مناسب في الحجم لا يكون طويلا جدا لئلا يرهقك ولا يكون صغيرا جدا لانه لا فائدة من اختصاره. تعمد الى كتاب متوسط في الحجم فتختصره في كراسة. ولا يلزم ان تكون هذه الكراسة آآ صالحة للنشر لا هذا تختصره لنفسك لتتعلم لانك لا تختصر فقرة او اه صفحة الا بعد ان تفهمها فهما صحيحا. ولذلك فالاختصار من ادلة حسن الفهم. وهي وسيلة ملائمة جدا لدراسة العلوم. جربوا قضية الاختصار هذه في كثير من الكتب التي تمارسون التي تقرأونها ستجدون من بعث ذلك باذن الله عز وجل. من وسائل الدراسة المذاكرة الجماعية بعد القراءة الفردية وهذا قد اشرنا اليه من قبل اقرأ انا كتابا اشار اليه في باب الحفظ ولكنه ايضا موجود في الدراسة اقرأ كتابا وتقرأ ايها الطالب ايها الزميل كتابا نفس الكتاب مثلا نحن ثلاثة او اثنان ثم نجتمع فيما بيننا ونتذاكر. ماذا استفدت من الكتاب؟ الكتاب اسلوبه جيد لا الكتاب ضعيف. الكتاب اه يعني فوائده كثيرة في الباب الفلاني. اخطأ الكاتب في كذا. هذه المذاكرة مفيدة جدا جيب مع المذاكرة يمكن ان تكون بعد اسبوع بعد شهر لا يلزم ان نلتقي كل يوم لاجل هذه المذاكرة من بين وسائل الدراسة ان تعيد ان تعد الكراسة ان تعد كراسة خاصة تجمع فيها يعني حفظت المتن مثلا حفظت آآ ثلاثة ابيات من الالفية وقرأت شرحها من الكتاب الاول من شرح ابن عقيل ثم قرأت شرحها من المكودي ثم من الاشموني ثم من التوضيح وهكذا. جمعت الشرح قرأت هذه الشرح كلها. لا شك ان ان كثيرا مما في هذه الشروح يتكرر اجمع هذا الذي استفدته كله في كراسة واحدة اضع الابيات ثم اقول معنى الابيات كذا وكذا مفهوم؟ فكأنني اصنع شرحا جديدا ملخصا من هذه الشروح المختلفة مفهوم؟ هذه الدراسة نافعة جدا ويمكن ان تؤكد ذلك بقراءة جهرية. يعني بعد ان تنتهي من كتابة ذلك تغلق كراستك هذه ثم تقول كانك تلقي درسا. القه امام المرآة او القه لوحدك او امام احد اقاربك وان كان لا يفهم ما ما تقوله القي درسا تقول قال ابن مالك كذا وكذا وشرحه كذا وكذا فهذا مفيد جدا وايضا من وسائل الدراسة ان تجمع الفوائد الشاردة في كتاب من الكتب او في فن من الكنوز هذا مفيد جدا ومجرب. كلما قرأت كتابا تضع في اخره ورقة فيها الاحاء الات الى الصفحات التي فيها فوائد جديدة لم تكن معروفة لديك. مفهوم؟ فثم بعد الانتهاء من الكتاب هذه الفوائد من الكتاب الى آآ كراسة خاصة او دفتر خاص تجمع فيه هذه الفوائد. هذا بالنسبة للكتاب يمكنك ان تفعل الشيء نفسه في الفن. مثلا اجمع كل الفوائد التي اقع عليها في علم الاشتقاق خاصة في الشعوب الصغيرة والا العلوم الكبيرة يصعب عليك ان تجمع الفوائد. يعني اذا اردت ان تجمع فوائد الفقه فهذه لا لن تنتهي منها لكن في بعض العلوم الصغيرة اجمع كل الفوائد التي تمر علي في العروض او في الاشتقاق او في علم الاملاء او نحو ذلك هذا مفيد جدا. ثم اخيرا الدراسة اه تشمل اشياء اه يعني كل ما ذكرناه سابقا هي انواع من الدراسة عامة تصلح للعلوم كلها. ثم هنالك اشكال وانواع من الدراسة خاصة بكل فن كل فن له طرقه. مثلا في النحو الاعراب تضع امامك ابيات شعرية او كلما مررت على اية قرآنية او بيت شعري او حديث نبوي او كلام كيفما كان تعربه هذا من افضل ما ترسخ به قواعد النحو في ذهنك. بل بعض الناس كان يبالغ في هذا حتى آآ يقع له حتى يقع له حتى انه لا يقع له ان يعرب كل شيء يراه امامه. مفهوم وفي الصرف تمارس تمرينات الصف. وهي موجودة معروفة مسائل التمرين التي تكون في كتب الصف وحتى ان لم تجد مسائل التمرين مثلا كلما مرت عليك كلمة تقول ما من ما ميزانها؟ لان هذا من اهم ما في علم الصف ما القياس الصرفي لهذه الكلمة بالنسبة للعروض تقطع الابيات. كلما مر عليك بيت في كتاب من كتب اه العلم تقول هذا البيت من اي بحر هو هذا اذا التزمت بممارسته لن تحتاج بعد ذلك الى آآ اعادة دراسة هذا العلم. لان هذا يفيدك. ايضا بالنسبة للبلاغة مثلا تأخذ نصا قرآنيا او نبويا او خطبة من خطب العرب فتقول ساحاول استخراج كل الفوائد البلاغية منها هل في في هذا النص استعارات وان كانت الاستعارة فما نوعها؟ هل فيها مجاز؟ هل فيها تشبيه؟ ما نوعها للتشبيه هل فيها محسنات بديعية؟ محسنات لفظية او معنوية الى اخره هذا يفيدك ايضا تستخرج القواعد الاصولية او القواعد الفقهية من كتاب او من نص قرآنيا مثلا تأتي بالنص ثم تقول آآ يعني استخرج القواعد الاصولية او الفقهية. ايضا في علم الحديث تخرج حديثة من مظانها وتحكم عليها ثم تقارن احكامك باحكام المحدثين ايضا بالنسبة للفقه تأتي الى الفتاوى. يعني اسئلة الناس وهي كثيرة جدا في هذا العصر. تجمع هذه الاسئلة ثم تحاول ان تجيب عليها دون النظر في اه كلامي المفتي ثم بعد ان تنتهي من الاجابة ولو اه ذهنيا تقارن اجابتك باجابة المفتي وتنظر في اخطائك وهكذا فالمقصود عندنا ان العلم حي لا ينبغي ان تميته. بعض الناس يميت العلم طريقته في العلم ما هي؟ يأتي الى المتر يحفظ المتن يسمع الشرح ثم يقول انتهينا. لا هذا لا يكفي. هذا شيء حسن ولكنه لا لا يكفي ولا يتميز النابغة من الطلبة او من العلماء الا بالشيء الذي يزيده على مجرد هذا الحفظ وهذه قراءة اه السريعة للشروح. فنقف عند هذا القدر ان شاء الله تبارك وتعالى ودرسنا المقبل نبدأ فيه اه العلوم الشرعية شرح العلوم الشرعية ونبدأ ان شاء الله تبارك وتعالى علم العقيدة. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. والحمد لله رب العالمين