بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار نسألك اللهم ان تجيرنا من النار بفضلك ومنك وكرمك يا ارحم الراحمين درسنا اليوم ايها الاخوة الكرام والاخوات الكريمات هو الدرس الاول من هذه السلسلة التي نعقدها في موضوع العلوم الشرعية سلسلة خاصة جعلناها بين هذه السلاسل العلمية التي نعقدها في منارة المالكية في العلوم المختلفة في الفقه والاصول وغيرها لكن ظهر لي ان اعقد هذه الدورة الخاصة وهي دورة صغيرة خاصة بالمبتدئين على وجه الخصوص هذه الدورة نجعلها خاصة بهذه العلوم الشرعية والسبب في عقد هذه الثورة ومن المهم بالنسبة لطالب العلم ان تكون عنده رؤية اجمالية على هذه العلوم الشرعية جميعها وذلك لانه حين يدخل في هذه العلوم الواحدة منها تلو الاخر قد يغرق في التفاصيل واذا لم تكن عنده نظرة اجمالية فانه لا يستطيع معرفة الاولويات ولا يستطيع الموازنة بين العلوم ولا يعرف ما هو مقدم عليه من هذه العلوم ولا ما تبقى له من علم من العلوم المخصوصة الى غير ذلك فيكون حاله اشبه بحال ذاك الذي يدخل غابة كثيفة مليئة بالاشجار والاخصاب التي تحجب الرؤية فهو لا يعرف ماذا بعد هذه الشجرة التي امامه؟ او مجموعة الاشجار هذه التي امامه ولا يستطيع ان يتبين طريقه وسط هذه النباتات الكثيرة فقد يكون بينه وبين الخروج من هذه الغابة والوصول الى اه غايته قد يكون بينه وبين ذلك مسافة صغيرة لكنه يدور آآ يحوم حول هذه الاشجار ولا يصل الى معرفة الطريق التي توصل. الطريقة الاجمالية لا بد منها. وايضا من بين الاسباب ان هنالك اسئلة كثيرة وجهت الي وتوجهوا عادة من كثير من الطلبة اه عن هذه العلوم وعن افضل المناهج التي ينبغي اتباعها وعن كيفية التدرج في هذه العلوم الشرعية وبعض الاسئلة الاخرى المتعلقة بالمقارنة بين بعض المناهج ونحو ذلك فبدلا من ان اجيب كل واحد بما يتيسر ارتأيت ان يكون الجواب هكذا عاما تصلح اكثر المستمعين وتكون الفائدة منه ان شاء الله تبارك وتعالى اعم واشمل وايضا من بين الاسباب كثرة المناهج التي تطرح كل بين الفينة والاخرى ويعني توضع امام طلبة العلم المبتدئين فيقع من كثير من الطلبة التردد بين هذه المناهج فاحببت ان يكون لي مشاركة في هذا الباب بان اذكر ان شاء الله تبارك وتعالى بعض القواعد العامة التي تعين طالب العلم على ان يختار اه افضل هذه المناهج واسلمها والمنهج والمناهج التي توصله الى غايته بايسر السبل ان شاء الله تبارك وتعالى مع ذكر بعض المقترحات الشخصية لكن هذه المقترحات الشخصية ينبغي هي ايضا ان تعرض على هذه القواعد العامة التي تتميز بها هذه المناهج والتي يمكن بها المفاضلة بين برنامج من برامج العلم وبرنامج اخر قبل ان نبدأ الكلام في هذا الباب لابد من ان نذكر بفضل العلم فضل طلب العلم بانه هو موضوع ما نحن بصدده في هذه السلسلة وفي غيرها من السلاسل ففضل العلم ورد فيه الشيء الكثير من الادلة في كتاب الله عز وجل. ومن سنة رسوله محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ويكفي في فضل العلم ان نذكر ان به يتوصل الى ان يكون صاحبه شاهدا على الحق من الشهداء على الحق ودليل ذلك من قول الله عز وجل شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط فقرض الله عز وجل في هذه الاية الكريمة بين شهادته سبحانه وتعالى وبين شهادة الملائكة وبين شهادة اولي العلم على هذا الذي هو اعظم مشهود عليه وهو شهادة ان لا اله الا الله وقولنا وقول الله عز وجل واولي العلم العلم اذا اطلق في النصوص الشرعية فالمراد به علم الشريعة وليس معنى ذلك ان غير علوم الشرع ليست مطلوبة من المسلم هذا غير الصحيح. بل هذه العلوم الدنيوية التي لا تدخل في مسمى العلوم الشرعية هي ايضا مطلوبة بل قد تكون من قبيل الواجبات الكذائية. وتعلم الطب مثلا. تعلم الصناعات ونحو لذلك من الامور والحرف ونحو ذلك. هذه قد تكون من قبيل الواجبات الكفائية بل قد تكون آآ واجبا عينيا على بعض الاشخاص في ظروف معينة لكن مع ذلك العلم اذا اطلق فالمراد به علم الشرع. وهذه الفضائل التي تذكر في نصوص الكتاب والسنة للعلم انما تنصرف ابتداء الى العلم الشرعي. وايضا مما يدل على فضل طلب العلم رفعة اهل العلم في الدنيا وفي الاخرة ان الله عز وجل يرفع اهل العلم في الدنيا وفي الاخرة. كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم. واذا قيل انشزوا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. الله بما تعملون خبير الرفعة اذا للذين امنوا وللذين اوتوا العلم بعد ذلك ان الله عز وجل يرفع الذين امنوا على الذين لم يؤمنوا درجات وان الله عز وجل يرفع الذين اوتوا العلم على الذين امنوا ولم يؤتوا العلم درجات وبعبارة اخرى كما ذكر بعض المفسرين فان من جمع بين الايمان والعلم رفعه الله بايمانه درجات ورفعه بعلمه درجات وايضا العلم هو ارث الانبياء وفي هذا المعنى هذا الحديث الجامع الجميل الذي من تأمله وتدبره حق التدبر فانه آآ يعرف فضل العلم. هذا اه حديث ابي الدرداء المشهور وفيه فهو حديث في السنن عن ابي داوود والترمذي هذا الحديث من سلك طريقا يطلب فيه يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم. وان العالم يغفر له من في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. اذا العلم هو ميراث الانبياء فمن اخذ من العلم نصيبا فقد اخذ نصيبا من ميراث الانبياء فمستقل ومستكثر. كلما اخذت من العلم طرفا صالحا وقدرا كبيرا فانك تكون قد اخذت من ميراث النبوة قدرا صالحا كبيرة فما ينبغي بعد ان يسمع الانسان المسلم هذا الحديث ما ينبغي ان يفرط في العلم ولا يمكن ان يتصور تفريقه في العلم مع اه تيقنه من معنى هذا الحديث. كيف تفرط في ميراث النبوة؟ وهي معروضة امامك ليست شيئا مخفيا بعيدا لا سبيل الى تحصيله لانه في في الاسلام لا يوجد كهنوت كما هو عند بعض الاديان الاخرى. لا توجد طبقات دينية لا العلم مفتوح لكل احد واذا انت اخذت من هذا العلم يمكنك بالجد والمثابرة واستيفاء الشروط يمكنك ان تصل الى درجة العالم الذي يكون وريثا للانبياء والذي يكون موقعا عن رب العالمين سبحانه وتعالى. والذي يفتي الناس هو الذي يضيء للناس سبل الخير ويصدهم عن سبل الشر فهذا كله بابه مفتوح امامك ما يستطيع احد كن كائنا من كان ان يردك عنه وان يكفك ويقول لك لا انت من الطبقة الفكامية انت من الفقراء او من هذه القبيلة او من هذا الشعب ما يمكنك ان تصل الى هذا المرتبة. هذه المرتبة مفتوحة لكن بشرط الجد والعمل والمشابهة وكما ذكرنا العلم هو طريق من طرق الجنة كما ذكرنا في اول هذا الحديث وايضا في الحديث الاخر حديث ابي هريرة في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله آآ سهل الله به طريقا الى الجنة ثم اعتنى جماعة من اهل العلم بالمقارنة بين العلم والمال ومن هؤلاء العلامة ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى في بعض كتبه عقد مقارنة بين العلم والمال العلم يبقى والمال يفنى هذا من اهم اه موارد الاختلاف بين العلم والمال. والا هنالك اشياء اخرى كثيرة مثل ان العلم يحرص صاحبه وان المال يحرسه صاحبه. وهكذا اشياء كثيرة يمكن الرجوع اليها في كلام ابن القيم رحمه الله من اهم الاشياء ان العلم يبقى ومصداق ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث صحيح معروف اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له فمن ترك علما مؤلفا في كتاب ونحو ذلك. هذا العلم الذي ينتفع به الناس يبقى اجره جاريا عليك ولا ينقطع ولا ينقطع ابدا. ما دام ذلك العلم في ذلك الكتاب وما دام الناس يستفيدون من ذلك العلم الذي في ذلك الكتاب. فان اجرك لا ينقطع آآ برحمة من الله سبحانه وتعالى ومن منها وايضا مما يدل على فضل العلم ان العلم نعمة مغبوط عليها تغبط عليها ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين. والحسد كما ذكر العلماء في شرح هذا الحديث المقصود به الغبطة اي تمني حصول ما عند الاخر اما عند اخيك دون ان تتمنى زوال هذه النعمة عن اخيك لا حسد الا في اثنتين. رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق. ان ينفقه في اوجه الانفاق الشرعية ورجل اتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها الحكمة هي العلم العلم الشرعي يقضي بها بين الناس ويعلمها الناس وبعض الناس حين ينظر الى العلم يعني يقول لابد ان يكون العالم مبلغا لهذا العلم عاملا به الى اخره. لكن في الحقيقة طوائف الناس مع وهي التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور. حديث ابي موسى الاشعري والحديث في الصحيح عند البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا كمثل غيث اصاب ارضا تنبه اذا العلم يشبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغيث. قال كمثل غيث اصاب ارضا فكان منها طائفة طيبة قبيلة الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها اجاذب امسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا واصاب طائفة اخرى انما هي قيعان لا تمسكوا ماء ولا تنبت كلأ كذلك مثل من فقه في الدين ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به. اي ذكر في عند ذكر طائفتين فقط لكن معنى الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب مثلا بما جاء به من الدين من العلم بالغيث. يعني هذا المطر الذي بصفتي انه يغيث ينزل على الارض فتنبت النبات الصالح هذا الغيث الذي يأتي الناس وهم محتاجون اليه يحيي البلد الميت كما ان العلوم تحيي القلوب الميتة. جيد لكن هذه الاراوي التي ينزل عليها الغيث انواع النوع الاول قال هي الارض الطيبة التي تشرب من هذا الماء وتنتفع به في نفسها وتنفت النبات فينتفع غيرها. اذا هذا مثل مثل العالم العامل بعلمه المعلم غيره. هذا منتفع في نفسه وينفع غيره والطائفة الثانية هي الطائفة التي تجمع العلم ولكن لا تنفع بذلك غيرها. يعني هو لا يعمل بنوافل العلم. و لا يؤديه يعني لا عفوا لا ينتفع به هو هو في ذاته لا يعمل بنوافله لا يتفقه فيه مفهوم ولكن يؤديه لغيره مفهوم؟ يؤديه لغيره هذا مثل الارض التي يعني يستقر فيها الماء ويجتمع فيها الماء فيأتي الناس يسقون يأخذون من هذا الماء يشربون منه الى اخره. فهذه الارض لم تنتفع بالماء ولكنها جمعته للاخرين الذين ينتفعون به. اذا هذا موجود. وجود اشخاص يجمعون العلم ولا يعملون به. طيب ولكن هل ينتفع غيرهم؟ نعم ينتفعون لان هؤلاء العلماء يؤدون هذا العلم الى غيرهم وهذا كما في الحديث الاخر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله امرءا سمع مقالتي فاداها كما سمعها فاداها كما سمعها ما يلزم ان يكون قد عمل بها لكن المقصود انه اداها كما سمع بها كما سمعها مفهوم زيد وهذا يحدث مثلا كثير من علماء الحديث تجد عالم الحديث يروي الاحاديث كما سمعها يؤديها يتحملها بافضل الاحوال ويؤديها بافضل الاحوال. لكن قد تجده غير قادر على التفقه فيها غير قادر على ان اه يعني مثلا ان يستخرج منها الاحكام الشرعية هذا يكيله الى غيره من الفقهاء والعلماء لكن هو يؤديها فهذا هل له اجر في ذلك؟ نعم له اجر. ولذلك ما ننكر مثلا على شخص يشتغل بجمع الحديث فقط ما يمكن ان نأتي اليه ونقول له لا انت تضيع وقتك وعليك ان تتفقه في هذا الحديث الذي تجمعه والمطلوب برواية الحديث انما هو الفقه في نعم المطلوب برواية الحديث انفقه فيه. لكن هذه الدرجة درجة جمع الحديث واداؤه سالما كما تحمله هذه الدرجة درجة طيبة. وعليها اجر. وهي مطلوبة وبها يجتمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يؤدى الى الذين يتفقهون فيه فما ننكر عليه. نعم نقول لو اذا استطعت ان تزيد على درجتك هذه درجة اخرى اعلى منها وهي درجة التفقه بها ونعمل. والا لا ننكر عليه ونذم ما هو فيه من جمع الحديث. جيد الطائفة الثالثة هي طائفة الذين يسمعون العلم ولكن لا هم يحفظونه لغيرهم او ينقلونه لغيرهم. ولا هم يعملون به في انفسهم. ما هم انتفعوا به ولا ادوه لغيرهم لينتفع هذا الغير به فمثلهم مثل الارض التي لا تقبلوا الماء وايضا يعني لا تنبت لا تنبت شيئا ولا هي تجمع هذا الماء الناس الاخرين وايضا مما يدل على فضل العلم الحديث المشهور حديث معاوية رضي الله عنه لو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وانما انا قاسم والله معط ولن تزال هذه الامة قائمة على امر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي الله بامره حديث في الصحيح يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وتنبه الفقه يطلق في النصوص الشرعية ويراد به في الغالب ما هو اعم من الفقه الاصطلاحي فيشمل الفقه الاكبر والفقه الاصغر. الفقه الاكبر هو علوم العقائد. والفقه الاصغر هو علم الفروع والاحكام الشرعية العملية. يرد الله به خيرا يفقهه في الدين هذا عام يشمل ذلك كله. لا شك انه يدخل في من باب اولى. الفقه المعروف والاصطلاحي. ولكن يقتل فيه ايضا انواع العلوم الشرعية الاخرى ولان العلم اه ذو فضل عظيم فان العلماء جعلهم الله عز وجل اه احد نوعي ولاة الامور. لان الله عز وجل امرنا بطاعة ولاة الامور كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم العلماء المفسرون ذكروا في اولي الامر نوعين الامراء المسلمون وثانيا العلماء اذن اذا كان العلماء داخلين في هذا المسمى مسمى ولاة الامر معنى ذلك اننا مطالبون بطاعتهم ولا شك انه طاعته فيما يطيع فيما يطيعون فيه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله عز وجل اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فكرر لفظة اطيعوا اشارة الى ان طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لان الرسول صلى الله عليه وسلم نحن متأكدون انه لا يأمر الا بما هو طاعة لله عز وجل. من اتباع الكتاب واتباع السنة. لكن اولي الامر لا طاعتهم تابعة لطاعة الله عز طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالمقصود انهم ما داموا موقعين عن الله عز وجل وما داموا آآ يتكلمون بما يفهمون من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب علينا ان نطيعه لذلك نحن ننكر هذه الافة التي وجدت عند بعض الناس من من الطعن في العلماء هكذا على سبيل الاطلاق هنالك فرق بين الطعن والنقد فلا بأس بنقد العلماء. وبيان اخطائهم والتنبيه على زلاتهم ان كانت لهم زلات. وهذا سواء كانوا قدماء او محدثين او معاصرين. اه كيف ما كان يعني ليس احد من العلماء معصوما كما قال مالك رحمه الله تعالى كل احد يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر اي النبي صلى الله عليه وسلم لكن النقد شيء والطعن لاجل الطعن شيء اخر يعني الان اصبح الناس يبالغون في هذه قضية الطعن على العلماء هكذا جملة وتفصيلا حتى ما العالم الفلاني يقول فلان اخطأ في كذا لا يقول طائفة العلماء العلماء لا يفهمون الواقع. العلماء يعني يخطئون في كذا يعني اشياء من هذا القبيل ثم نسمعها مؤسفة جدا في الحقيقة على كل حال العلم يلخص ما يمكن ان نقوله في فضل العلم ان العلم نور وان هذا النور يضيء للناس طرقا سلوكهم الى الله سبحانه وتعالى. وكما قال الحسن كما يروى عن الحسن رحمه الله تبارك وتعالى الحسن البصري قال لولا العلم لصارى الناس مثل البهائم لولا العلم لصار الناس مثل البهائم وهذا يعني صحيح من وجوه كثيرة فالاماكن التي يقل فيها العلم تجد الناس فيها منقطعين عن نور الوحي لا يعرفونه. وآآ العبرة ليست بكثرة العبادة وانما العبرة بالعبادة مع العلم ولا تخفى عليكم قصة العابد والعالم مع ذلك الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل العابدة فقال له ليس لك توبة في قصة مشهورة وهي في الصحيح قال له ليس لك من توبة فاكمل بالمئة فحين سأل العالم ارشده الى انه توبة وقالوا من يمنعك من التوبة الى اخره في القصة المشهور هذا يبين لك الحديث مشهور ومعروف ويبين لك ان العالم ينير للناس ويبين لهم ويوضح لهم ما به يتقربون الى الله سبحانه وتعالى وان الشخص اذا كان عابدا ولكن ليس له علم ليس له علم شرعي فهذا يكون عنده نقص وقد يفسد اكثر مما يصلح وسبق لنا ان ذكرنا في الحديث حديث ابي الدرداء وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وبطبيعة الحال الأفضل الجمع بينهما الجمع بين عبادة لان من اه كان عنده علم بلا عبادة ففيه شبه اليهود. ومن كان عنده عبادة بلا علم ففيه شبهه بالنصارى كما هو معروف لان النصارى اهل ضلال واليهود امة غضبية يعرفون الحق ولكن يكابرون. لذلك عندهم علم لكن ليس عندهم الاخلاص والنية والعبادة. بخلاف النصارى عندهم وضلال عندهم عبادة وتنسك وزهادة ولكن ليس عندهم ماذا؟ ليس عندهم العلم الذي يبين لهم آآ موارد الضلال ليشتري هذا ما يمكن ان نقوله في آآ فضل العلم في اوائل هذه السلسلة وهنالك كتب كثيرة مصنفة في فضل العلم وانا انصح طالب العلم ان يعتني بقراءة هذه الكتب لانها ترفع الهمة وتوضح السبيل وتصحح النية لان طالب العلم من الاشياء ومن العوائق التي يمكن ان يقع فيها ان يقبل على طلب العلم بغير نية او بنية ناقصة او بنية غير سليمة لان تكون نيته مثلا الظهور على الاقران او ان تكون نيته التصدر في المجالس ونحو ذلك من الامور. يعني لا لا يسلم طالب علم من مثل هذه الامور ولو بنسبة قليلة لكن الطالب المجد هو الذي يصحح نيته دائما. يبقى دائما في مجاهدة ومن بين الاشياء التي تعينك على تصحيحها الحنية ان تقرأ في هذه الكتب التي تبين فضل العلم او التي اه تنص على اداب طلب العلم. ومن اول الاداب النية. فمن بين هذه الكتب كتب قديمة الفها جماعة من اهل العلم المتقدمين وهي تروي الاثار والاحاديث بالاسانيد من افضلها كتاب جامع بيان العلم وفضله اللي يحافظ المغرب والاندلس ابن عبدالبر رحمه الله تبارك وتعالى وايضا كتاب اخلاق العلماء للاجري كتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي وبصفة عامة كتب الخطيب بغدادي وهي كثيرة في هذا الباب ككتاب الجامع باخلاق الراوي والسامع للخطيب البغدادي وهذي من كتب اداب طالب العلم. من كتب اداب اه الطلب ايضا جماعة اه اسمه تذكرة السابع تذكرة السامع تذكرة السابع والمتكلم في ادب العالم المتعلم. وايضا كتاب السمعاني ادب الاملاء هذا بالاملاء والاستملاء. اه ايضا من الكتب الجميلة كتاب الشوكاني. ادب الطلب هذا الكتاب اه يعني فيه اشياء نافعة جدا وفيه برامج علمية وان كان يعني يذكر في في البرامج اشياء يعني الكتب او المناهج السائدة في بلاد اليمن. فهذه قد لا تناسب كل الناس في كل مكان. ولكن مفيد جدا. ادب الطلب ومنتهى العرب وبصفة عامة ايضا يمكن الرجوع الى كتب علوم الحديث فالكتب علوم المصطلح مصطلح الحديث هذي تخصص ابوابا اه اداب طالب الحديث في التحمل وفي الاداء. ولكن ما يقال عن اداب طلب الحديث يصلح ايضا طلب العلم عموما وايضا هنالك كتب لبعض المعصرين وهي مفيدة من افضلها كتاب حلية طالب العلم للشيخ بكر بن عبدالله ابو زيد وهو كتاب جميل جدا وجيد هذا ما ينبغي ان يفرط طالب العلم في قراءته. وبالمناسبة خطير جدا يعني كأنه متن ولذلك شرحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تبارك وتعالى في في دروس واظن وفرقت يعني في في كتاب وفي فوائد نفيسة هذا كتاب حجية طالب العلم ينبغي الاعتناء به. وايضا هنالك كتب الشيخ عبد الفتاح ابو غدة رحمه الله تبارك وتعالى ايضا مفيدة. وترفع الهمة لطلب العلم في كتابه اه قيمة الزمن عند العلماء هذا مفيد مفيد جدا خاصة للناس الذين يفرطون في اوقاتهم ويضيعون اوقاتهم ويهدرونها في لا شيء. وايضا كتابه صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل. كتاب نافع وكتب اخرى وايضا من الكتب النافعة كتاب المشوق للقراءة وطلب العلم للشيخ المحقق اه علي العمران. وكتب اخرى وايضا كتاب الدليل الى العلمية بعبدالعزيز بن قاسم هذا كتاب نافع يذكر العلم ويذكر اهم المتون العلمية المتداولة ويعلق على كل متن يعني تعليقات حسنة وكتاب جيد جدا بطبيعة الحال ما ما يكفي لا يفي بحاجة الطالب الى كل المتون لكن تجد فيه اهم المتون العلمية المتداررة. جيد بعدين ذكرنا هذه المقدمة عن طلب العلم هنالك نعقد الان نعقد الان فصلا او آآ يعني بابا خاصا في بعض العوائق التي تعرض لطالب العلم وهذا بدء من التجربة من ما اشاهده عند كثير من من الطلب ونقترح لها بعض الحلول. والسبب في وجود هذه العوائق ان طلب العلم نعمة. وطاعة من انواع الطاعات التي يتقرب الانسان بها الى ربه سبحانه وتعالى. ولا شك ان ابليس ما يرضى لك ان تكون في طاعة لذلك يضع امامك العراقيل والعوائق والشواغل والصوارف ليصرفك بها عن هذه الطاعة التي انت فيها وهنالك هذا ابليس وهنالك ايضا شياطين الانس وهم هؤلاء المثبطون البطالون الذين لسان حالهم لسان حال الواحد منهم لا اعمل ولا يرضيني ان تعمل هذا لسان حاله. لا هو يطلب العلم ولا هو يرضى اذا رآك تطلب العلم. فيضع لك العراقيل. كلامه وتعليقاته ونحو ذلك. العوائق كثيرة. نذكر بعضها هكذا على سبيل الاختصار من بين هذه العوائق قضية السن وهذا ابتدأت به لانه آآ يعني كثير من الطلبة يعرض لهم هذا الامر وهو ان الشخص قد يكون كبيرا شيئا ما في السن يعني تجاوز العشرين او تجاوز الثلاثين او نحو ذلك فيقول انا ما بقي لي فائدة من طلب العلم ونحن نقول للجواب عن هذه الشبهة ان اغتنام صغر السن هذا مطلوب مطلوب ما امكن واشتهر عند العلماء القول المنسوب الى الحسن البصري رحمه الله تعالى طلب العلم في الصغر كالنقش على الحجر. ويزيد بعضهم وطلب العلم في الكبر كالنقش على الماء ان النقش على الحجر يرسخ والنقش على الماء لا يبقى منه شيء لكن هذه على سبيل المبالغة ويروى عن علقمة انه كان يقول اما ما حفظت هو انا شاب فكأني انظر اليه في قرطاس او في ورقة بمعنى انه رسخ في ذهنه اهو وكان عمر رضي الله عنه يقول تفقهوا قبل ان تسودوا تفقهوا قبل ان تسودوا. آآ قبل ان تسودوا آآ افضل ما يقال في معناه اي قبل ان يسودكم الناس اي يجعلوكم سادة. لم؟ لان الذي ليكون سيدا متصدرا يستحيي ان آآ يقعد مرة اخرى في مجلس من مجالس العلم ليتعلم. هذا في الغالب يعني ليس مضطردا لكن الغالب انه اذا كان متصدرا فانه يستحيي ان يكون هنا ايضا متعلما. لذلك اه قال يحيى بن معين من عاجل الرئاسة فاته علم كثير وكان الامام مالك رحمه الله تعالى يقول اذا قام الرجل من مجلس ربيعة الى خطبة او حكم يعني الى القضاء لم يرجع اليه بعدها لهذا يكون في المجلس طالبا فاذا قام اه الى الخطابة او الى القضاء فانه لا يرجع بعد ذلك الى العلم. جيد. هذا كله صحيح. ولكن هنالك وجه اخر او اه شيء اخر ينبغي ان نستحضره. وهو ان طلب العلم مطلوب في كل وقت وفي كل سن ولذلك قال ابو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى بعد ان ذكر قول عمر قال عمر تفقهوا قبل ان تسودوا قال ابو عبد الله وبعد ان ودوا وقد تعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنهم فهو يقيد كلمة عمر رضي الله عنها عنه بان يقول لا تعلموا قبل وبعد وفي كل وقت وفي كل حين ويستدل على ذلك بكون الصحابة رضوان الله تبارك وتعالى عليهم تعلموا في كبر سنه. العلم مطلوب في كل وقت واعظم ما يرد به على المثبطين. اذا جاءك مثبط وقال لك يا رجل انت كيف يعني تطلب العلم وانت الان في سن كذا وكذا فاتك الركب. تقول له لو كان ركبو ركبو العلم يفوت بسبب السن تكاد قد فاق الصحابة فان اكثر الصحابة او كثيرا منهم تعلموا وهم كبار وقل له ايضا قولة عمرو بن العلاء حين سئل قيل له هل يحسن بالشيخ ان يتعلم هل يحسن بالشيخ ان يتعلم قال ان كان يحسن به ان يعيش فانه يحسن به ان يتعلم. العلم والحياة مقترنان. كما ان الجهل والموت مقترنا. اذا صار الانسان لا يتعلم معناه انه صار بالموت احق واجدر وتعرفون قصة العلامة ابن مالك صاحب الالفية رحمه الله تعالى اه في الليلة التي مات فيها حفظ ثمانية ابيات من الشعر وعمره انذاك فوق السبعين كما كما لا يخفى لانهم مات وعمره فوق السبعين. ففي يوم وفاته يحفظ ثمانية ابيات من الشعر. الناس الان يعني فوق السبعين. الناس الان تجد الطالب عمره عشرون عمره ثلاثون عمره اربعون يقول لك لا لم احفظ ما فائدة الحفظ الان؟ فتركبو الحفظ. الناس يحفظون في العاشرة او قبلها او بعدها بقليل. اما الان فما بقي لحب. هذا خطأ. وهذا كله من من تلبيس الشيطان على ابن ادم. وجماعة من العلماء طلبوا العلم على كبر. يعني اذا ما نفعك فعل الصحابة فلينفعك فعل جماعة من العلماء من اشهرهم مثلا القتال القفال هذا الامام الكبير شيخ الشافعي لو كنا ندرس فقه الشافعية بدلا من فقه المالكية لورد ذكر القفثاني كثيرا لانه صاحب الطريقة الخراسانيين من الشافعية في الفقه. هذا الرجل كان قفالا يعني يصنع الاقفال فيصنع القفل بالته وبمفتاحه ونحو ذلك كان عنده حزق في هذا العلم. حتى صار ابن ثلاثين سنة وجد من نفسه استعدادا للعلم وذكاء وقدرة فاقبل على الفقه حتى برع في الفقه وصار يضرب به المثل فيه. يعني هذا من الائمة ومنهم ايضا هذا من المتقدمين منهم ايضا من المتأخرين الشيخ خالد الازهري. وانا دائما انصح بكتبه في علم النحو. هذا نحوي مشهور له اه كتابات له حواشن وكتاب نافعة وبديعة جدا من افضل من الف في علم النحو من المتأخرين. كان عليها طريقة المتأخرين في الحواشي والشروح ونحو ذلك لكن اسلوبه جيد وميسر وانصح به دائما هذا الرجل يسمى الوقاد. لما؟ لانه كان اه يعني وقادا يوقد السرج لطلبة العلم في الازهر في المدرسة يعني فعلى كل حال في يوم من الايام وقع بينه وبين احد الطلبة يعني نزاع او شيء لعله يعني اسقط عليه السراج او نحو ذلك فعيره ذلك الطالب بالجهل قال وهي جاهل فغضب خالد الازهري من ذلك واقبل على طالب العلم وهو في سن السادسة والثلاثين فيما يقال حتى صار اماما من ائمة النحو هذا من المتأخرين من المتأخرين ايضا المختار ابن بونا ونحن قد ذكرناه في بعض مجالسنا في اه العلوم التي يعني نلقي في في علوم الشناقطة ونحو ذلك ايضا المختار من الجونة يعني تأخر في طالب العلم وكان يعني سبب ذلك سبب اقباله على العلم ان احدى النساء في يوم من الايام عيرته بالجهل فاقبل على طلب العلم والمشكلة انه حتى لما اقبل على طلب العلم استعصى عليه الرجل متخصص في النحو كما تعرفون صاحب الاحمرار والطرة على الفية ابن مالك وصاحب الكتب النافعة والمتون الكثيرة يقولون لما قرأ الرومية وهي اول ما يبدأ به الطلبة استعصت عليه. ايضا من العوائق ان بعض الناس يقولون لا نجد الشيوخ ونحن ننبه على اهمية الشيوخ هذا ما فيه اشكال عندنا لان هذا الدين مبناه على التوقيف وعلى النقل ومن هنا اهمية نقل العلم عن الشيوخ. وهذا من لدن الصحابة. الصحابة رضوان الله تعالى عليهم اخذوا العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوه اخذوا عن الصحابة وهكذا هذه السلسلة مستمرة فعلمنا ليس علم ليس مبنيا على التشهي والهوى واراء العقول مبني على النقل. اذا حين نقول النقل نقول الشيوخ والشيخ ينبئك على الاخطاء وعلى المزالق التي توجد في بعض الكتب وايضا يجعلك في امن من التصحيف والتحريف في زمن الطباعة صار عندنا شيء ايظا يدخل في باب التصحيح والتحريف وهو التطبيعات يعني الاخطاء الطبيعية فالشيخ ايضا اذا قرأت عليه يجعلك في امن من هذه الاخطاء وايضا الشيخ او طريقة الطلب على الشيخ اه اسرع واسهل لم اسهل لانك حين تأتي الى الشيخ تسأله سؤالا. فيجيبك بسرعة تقول له هل كذا وكذا؟ يقول لك نعم. لكن لو شئت ان تأخذ الجراد من تحتاج الى البحث في كتب متعددة وقد تجد قد لا تجد وقد يأخذ منك ذلك وقتا كبيرا. فاذا هذا يحتاج الى وقت وجهد لكن الشيخ حين يجيبك يجيبك بسرعة وايضا تأخذ منه العلم سماعا وهذا مجرب انه يكون ارسخ في الذهن اذا الاخذ عن الشيوخ لا ننازع فيه. يعني اذا لم تأخذ عن الشيوخ تقع يمكن ان تقع في التصحيح ونحو ذلك قالوا لا تأخذ العلم عن صحفي ولا القرآن عن مصحفي وحين ذكروا شروط العلم قالوا من بينها تلقين الأستاذ. آآ كما قال في البيتين المشهورين اخي لن تنال العلم الا بستة آآ اه اخي لن تنال العلم الا بستة سأنبيك اه سأنبيك عن تفصيلها ببياني ذكاء وحرص وافتقار وغربة. وتلقين استاذ وطول زمان. الشاهد تلقين زيد الجواب عن هذا الاشكال او عن هذا العائق اذا لم تجد الشيوخ تبحث عنهم يعني لا تنتظر ان يأتي الشيخ عندك الى بيتك او ان يأتي الى المسجد الذي تصلي فيه مسجد حيك. لا ابحث عنه ولذلك شرعت الرحلة في طلب العلم. ومن الصحابة من رحل مسيرة شهر لاجل حديث واحد ولو جئنا نذكر النماذج نماذج العلماء في الرحلة في طلب العلم لما انتهينا. شيء كثير جدا. وما يقاسونه في هذا الباب مفهوم طيب اذا لم يتيسر لك الرحلة فاعلم ان هنالك طرقا الان في هذا العصر صارت تيسر لك العلم على الشيوخ دون رحلة من بينها هذه الاشرطة التي انتشرت انتشارا بالغا. لا يكاد يوجد علم من العلوم الشرعية او متن من المتون المعتبرة الا وتجد شرحا عليه صوتيا مسموعا بل شروحا متعددة بالنسبة لبعض المتن. فاذا ما عذرك بل في السنوات الاخيرة صارت قضية هذه الدروس عبر البث المباشر او عبر الشبكة العنكبوتية فسبحان الله يعني الان العلم تيسر لو وجد السلف الصالح مثل هذا التيسير في العلم يعني شيء عجيب يا اخوة. الان الله الله عز وجل يسر لنا سبل العلم ولكن مع ذلك قل الراغبون فيه. ما الذي يمنعك ان وانت لا تستطيع مثلا السفر والرحلة بطلب العلم ما الذي يمنعك ان تتعلم عن طريق الكتب والاشرطة هذه موجودة متيسرة مفهوم سم لا تنسى شيئا بعض الناس يقول والله الشيوخ غير موجودون في مدينة في بلدي لا افعل شيء. لا تنسى ان الشيخ لا يعدو ان مفتاحا يفتح لك ابواب العلم ولا تتصور ان الشيخ يدخلك العلم كله. غير صحيح فانت حين تذهب عند الشيخ يعطيك المفاتيح ثم عليك بالجهد الشخصي. واكثره يكون في القراءة في الكتب. وسيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى حين نذكر طرق الطلب قضية القراءة والمطالعة في كتب العلم جيد اذا الحجة قائمة على الطلبة في هذا الزمان لا اشكال في هذا واضح جدا من بين العراقيل التفرغ. يعني بعض الناس يقول لا استطيع التفرغ لطلب العلم لانني مشغول بدراسة ان تحل اشكالية اه عدم التفرغ باشياء اهمها تنظيم الوقت اهمها تنظيم الوقت عليك ان تكون رجلا متقنا للحساب تأتي الى تلك الساعات الاربع والعشرين التي في يومك وليلتك فتقسمها تقسيما واضحا جليا هذا للعمل او للدراسة الدنيوية. هذا للاكل والشرب والنوم ونحو ذلك. هذا للزوجة والاهل والاولاد ونحو ذلك. لابد اذا نظفت وقتك لابد ان يبقى لك سويعات قلائل تخصصها لطلب العلم وانت والله يا اخوة اذا انت واظبت على ساعة واحدة او ساعتين في اليوم ولكن مع المواظبة ما تتوقف على ساعتين في اليوم من القراءة الواعية والدراسة والحفظ فانك تصل ان شاء الله تبارك وتعالى الى بغيتك. بطبيعة الحال نحن لا نقول ان ساعتين كافية يعني الافضل ان تكون عندك عشر ساعات او اكثر في طلب العلم. هذا هو الافضل لكن انا اقول لك اذا واظبت على ساعتين تصل الى بيتك ان شاء الله تبارك وتعالى ثم عليك ان يعني تكون عندك همة في عدم تضييع الوقت لا احب البطالين من الطلبة. الذي يخرج مثلا من المسجد فيتسكع مع اخوانه في الطريق او اذا ذهب الى العمل يتسكع في العمل او في اي مكان يكون فيه يضيع فيه الساعات والدقائق الطويلة لأ احرص على وقتك كله. كلما وجدت فسحة من الوقت ف استغلها في حفظ او مراجعة او قراءة ثم مما يساعد على دفع هذا العائق حسن اختيار الكتب والبرامج. لان البرامج الحسنة البرامج كالطرق فاذا كان الطريق معبدا وميسرا فانك تصل بسرعة ما تحتاج الى تضييع وقت كثير. واذا كان الطريق يعني متشعبا وغير معبد يمكنك ان تضيع وقتا كثيرا في آآ محاولة الوصول الى الغاية من بين العوائق ايضا ضعف الهمة وهذه في الحقيقة كارثة يعني الشخص تجده آآ لادنى سبب يقول انا تعبت. ما عندي همة اليوم لطلب العلم حتى استريح او على حد قول بعضهم استريح في النهار لاحسن النوم او ليسهل علي النوم في الليل. الطريقة بطالين او كما قال الشاعر اذا كان يؤذيك حر المصيف وكرب الخريف وبرد الشتاء ويلهيك حسن زمان الربيع فاخذك للعلم قل لي متى؟ متى تطلب العلم اذا كنت بهذا الشكل متى تطلب العلم اذا كنت تحب الراحة والدعة؟ ويحيى ابن ابي كثير يقول لا ينال العلم براحة الجسم اذا دخلت اه هذا هذه الطريق هذه السبيل سبيل طلب العلم فانسى راحة الجسم ومما يعينك على هذا المعنى معنى علو الهمة كتاب جيد مشهور وهو كتاب صلاح الامة في علو الهمة للسيد عفاني وفيه وفي مجلدات اظنها سبعة فيه مجلد خاص بعلو الهمة في طلب العلم هذا ينفعك كثيرا ان شاء الله تبارك وتعالى اذا قرأته ونظرت الى ما ذكره في هذا الباب عليك ايضا لتقوي همتك ان تتذكر فضل العلم وان تخلص النية في طلب العلم وان تصاحب اصحاب الهمم العالية. وتبتعد من البطالين بعدك من المجذومين لان البطالة تعدي والعياذ بالله تعالى وعليك ايضا ان تحاسب نفسك يوميا على ما فعلت وما لم تفعل في باب الطلب وعليك ايضا ان تكثر القراءة في آآ سير اهل الهمم العالية. سواء من تاريخنا او من غيره تقرأ في سير اعلام النبلاء مثلا تقرأ في تراجم المحدثين وفي رحلاتهم في طلب العلم في تراجم الفقهاء الاصوليين في السير الذاتية في مذكراتي الشخصية لبعض الناس انا الشيء بالشيء يذكر. امسي قرأت مذكرات شخصية لعبدالله رحمه الله تبارك وتعالى. يذكر من ضمن ما يذكر انه في ايام الطلب يقول ما معناه كنت التهم الكتب التهاما فكنت اقرأ كل يوم كتابين متوسطي الحجم كل يوم فهذا حين تقرأه يرفع همتك لانها تنظر الى حالتك مثلا تقول هل انا اقرأ مثل هذا او قريبا منه او فهذا يرفع همته فقراءة السير تساهم كثيرا في رفع الهمم. من بين العوائق كثرة المناهج وتباين المناهج فانا اقول هذا في الحقيقة صحيح. المناهج كثيرة وصار بعض الناس يصدرون مناهج حتى دون ان يكونوا مطلعين على ما يقترحون من الكتب والمتون هذا خطأ كبير. لذلك لا ينبغي اتباع كل من كتب في قضية المناهج والبرامج العلمية ولكن هذا ليس يعني عائقا كبيرا عليك اولا بالمناهج التي اتت اكلها عبر القرون الطويلة واحذر من المناهج الشاذة التي يقترحها فلان او علان. انظر هذا المنهج الذي تقترحه علي من سار عليه من الناس تأتي فتنظر ستجد الاف العلماء منذ قرون عديدة تقول هذا منهج حري ان يوصلني الى بغيتي. وهذا المنهج الذي تقترحه علي من عمل بي؟ يقول لك لا هذا اقترحه انا. انا اول من بدأت به او ربما حتى هو ما بدأ بي. اقول له لا. لن اتابعك فيه. اذا هذه قاعدة سهلة جدا طبقها في الفقه طبقها في في العلوم العربية في النحو في العروض في اي شيء. اذا جاءك بمنهج عصري لم يؤتي اكله قل له اذهب فاذا يعني آآ اتى اكله بعد قرون اتابعك فيه يعني اذا بقينا في الحج. لكن الان انا لن اترك هذه المناهج التي اثمرت لمناهج غير مثمرة او انا في شك من كونها تثمر ولكن بعد هذا كله اذا فرضنا انك اتبعت منهجا اه غير صحيح ان صح هذا التعبير ما ينبغي ان تنسى ان الخلاف بين هذه المناهج والبرامج انما هو خلاف بين مفضول وفاضل بين مرجوح وراجح فلو فرضنا انك سلكت المفضول فيمكنك الاستدراك. يمكنك ان تستدرك لان هذه ليست اشياء يعني بين آآ كفر وايمان او بين معصية وطاعة لا بين راجح ومرجوح. فهذه المناهج لا تعدو ان تكون وسائل وليست غايات في حد ذاتها فلا معنى للوقوف عندها كثيرا ولا معنى لهذا التردد الذي يقع فيه بعض طلبة العلم. يجلس ما يطلب العلم تقول له لم؟ يقول لان المناهج كثرت عليه وانا لا ادري هل اتبع هذا المنهج او ذاك اتباعك يعني اجيبه باختصار. اتباعك للمنهج المفضول خير من وقوفك عن طلب العلم لا تتبعوا فيه هذا المنهج ولدك اتباع المنهج المفضول خير من هذا التردد الذي انت فيه وعدم البدء في طلب العلم من العوائق وهذا نذكره اختصارا ان بعض الناس عنده تشتت وتخبط يبدأ ولا يتم يعني عنده غياب في منهجية طلب العلم يتخبط على غير هدى فهذا نطالبه ان يكون عنده منهج علمي يجبر الطالب نفسه على اتباعه وايضا نطلب منه ان يتبع عقله بدلا من عاطفته. لان المرء بطبعه ملول يبدأ كتابا يقرأ فيه ثم يظهر له ان الناس ان طلبة العلم الاخرين يتكلمون عن كتاب اخر ويذكرون فضائله. سيترك الكتاب الذي بدأه وينطلق الى الكتاب الثاني الثاني. وايضا في الفنون والعلوم يبدأ مثلا في علوم العربية. يقرأ فيها ثم يسمع الناس يتكلمون عن اصول الفقه. يقول طيب اصول فقه جيد وافضل من علوم العربية. يترك علوم العربية وما اخذ منها شيئا وينتقل الى الاصول. ثم يمر الزمان فاذا به يسمع اهل العربية يتكلمون عن العربية فيرجع الى العربية وهكذا دواليك. وهلم جرا وسحبا ما بين علم وعلم وما بين كتاب وكتاب وما ما بين متن ومتن فيأتي فيمر عليه زمان يجد نفسه ما حفظ شيئا وما قرأ شيئا وما تعلم وما تعلم علم لمن هذا علاجه هو بالمنهج. بالبرنامج العلمي الذي يجبر الطالب نفسه عليه. انا الان اقرأ في النحو ما يهمني تكلم في الاصول او في الفقه او في اي شيء لا لن اجاريك فيما انت فيه حتى انتهي من برنامجي الذي انا فيه الان في العلم. مفهوم زيد واخر عائق نذكره هو التسرع واستعجال النتائج فبعض الناس يقرأ مثلا شهرا او شهرين او سنة او سنتين يعني يقول طيب انا الى متى سابقى في دراستي الاجورية والورقات والناس يتكلمون عن الالفية وعن جمع الجوامع. الى متى سابقى هكذا؟ طيب ليه اذهب الى جمع الجوامع بعض الناس يبدأ مباشرة من الحواشي ومن اتبع الحواشي بقى بلاشي كما يقولون عندنا. بعض الناس يبدأ مباشرة بالمغني في الفقه. يقرأ في المغني ويعجبه والقراءة في المغني وهي فعلا تعجب لان كتاب نفيس من انفس ما الف في في علوم الاسلام كلها لكن الرجل ما مر الطريقة الطبيعية السليمة المتدرجة. فهذا لا شك انه علاج هذا الاستعجال هو باتباع التدرج في سلم التعلم فعليك ان تتلقى المبادئ الاولية من كل علم في علم التوحيد وفي علم الفقه وفي العلوم كلها ولا ينبغي ان تقفز مباشرة الى المراجع الكبيرة او الى العلوم التي يمكنك ان يعني تأتي اليها في مرحلة لاحقة اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين