بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هذا درسنا الثاني من هذه السلسلة في علم العروض ونخصص هذا الدرس جاء الله تعالى بذكر المبادئ العشرة لهذا العلم وهذه المبادئ العشرة هي التي ذكر الناظم بقوله ان مبادئي كل علم عشرة الحد والموضوع ثم الثمرة ونسبة وفضله والواضع الاسم تمداد حكم الشارع مسائل والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرف اذا هذه المبادئ العشرة هي التي سنحاول ان شاء الله تعالى تدارسها واذا انهيناها فسيكون ذلك كالمقدمة الجامعة التي بها نعرف هذا العلم ونستطيع ان ندخل في تفصيلاته ومضمونه اول شيء او اول مبدأ من هذه المبادئ هو الحد والحد عبارة منطقية يستعملها علماء المنطق ويريدون بذلك التعريف ويشترط المنطقة بهذا الحد شروطا كأن يكون جامعا مانعا مضطربا منعكسا وان يشمل الذاتيات وما اشبه ذلك من الشروط التي لا نطيل بذكرها. ونحن لا نعتني كثيرا بمثل هذه الشروط المنطقية وانما سنذكر تعريف هذا العلم بحيث تحصل به الفائدة المرجوة فاول شيء هو العروض في اللغة اي ما اصل اشتقاق هذه اللفظة من جهة اللغة اختلف فيه العلماء على اقوال اربعة القول الاول قالوا سمي العروض لان الشاعر يعرض عليه شعره فاذا ذكر الشاعر بيتا من الابيات فانه يعرضه على هذا العلم لينظر هل هو صحيح الوسم ام فاسده وهذا القول هو الارجح الذي رشحه جماعة من اهل العلم وقيل سمي العروضة بمعنى الناحية العروض من جهة اللغة بمعنى الناحية. قالوا لان العروض ناحية من نواحي علم العربية. نوع من انواع العربية وقيل العروض في اصل اللغة هي الناقة شديدة الميراس فسمي العروب معروضا لانه علم صعب والحق ان هذا القول وان قال به بعض اهل العلم حلو الموضوع فالعروض لمن دخله من بابه و حاول ان ينظر فيه بشكل منهجي متدرج ليس علما صعبا وليس اصعب من غيره من العلوم انما لا شك ان الذي لا يأتيه من بابه وانما يريد ان يتعلمه بطرق محدثة او بطريقة خاصة له ولا يصبر على مشقة المقدمات ولا يصبر على لأواء المصطلحات لا شك ان مثل هذا لا ينال بغيته من هذا العلم. لكن ان يقال انه علم صعب هذا محل وطن والقول الرابع ان العروض هي مكة والمدينة وما حولها. فقيل انه سمي العروضة بسبب ان واضع هذا العلم وضعه في مكة فهذه اقوال اربعة وقلنا لعل الارجح هو اولها واما في الاصطلاح فالعروض هو علم باصول يعرف بها صحيح اوزان الشعر العربي من فاسدها اذا علم باصول يعرف بها صحيح اوزان الشعر العربي من فاسدها فحين نقول باصول نريد بالاصول القواعد سواء اكانت تلك القواعد كلية ام جزئية فمثال على القواعد الكلية في هذا العلم قاعدة المعاقبة والمراقبة والمكلفة وسيتم شرحها ان شاء الله تعالى في باب الزحافات والعلل وايضا مثال على هذه القواعد الكلية قاعدة ان العلة ينبغي التزامها ما لم تجري مجرى الزحافي. هذه قاعدة سنشرحها في موضعها ان شاء الله تعالى ومثال القواعد الجزئية هي القاعدة التي تكون خاصة ببحر معين كقولهم مثلا ان تعول اي الجزء والتفعيلة في بحر الطويل التي تكون قبل الضرب المقبوض فقبل الضرب المحذوف فانها ينبغي ان تكون مقبوضة هذه قاعدة جزئية سنذكرها حين نذكر البحر الطويل مرادنا اذا ان نقول ان هذا العلم هو علم باصول اي بقواعد كلية او جزئية يعرف بها صحيح اوزان الشعر العربي. لابد من ذكر اوزان. لان بعض الناس قد يذكر في التعريف يعرف بها صحيح الشعر العربي من فاسده وهذا محل نظر لان علم العروض انما ينظر الى صحة الشعر وفساده من جهة الوزن. لا من جهة اخرى فقد ننظر مثلا الى الصحة والفساد من جهة المعنى وحينئذ نحتاج الى علوم اخرى علم بالبلاغة وقد ننظر الى الصحة والفساد من جهة الاعراب وحينئذ نحتاج الى علم النحو وما اشبه ذلك. لكن هنا انما ننظر الى الصحة والفساد من حيثية معينة ومن من جهة مخصوصة وهي جهة ماذا؟ جهة الاوزان وقولنا في التعريف يعرف بها صحيح اوزان الشعر العربي اخرجنا بالشعر ما ليس شعرا فاخرجنا النثر وان كان سجعا فان النثر وان كان سجعا ليس بطبيعة الحال ليس شعار وكيف نميز السجعة من الشعر؟ هذا هو ما سيأتينا خلال هذه الدروس كلها وقولنا اوزان اه يعرف بها صحيح اوزان الشعر العربي اخرجنا بذلك كل شعر غير عربي فاخرجنا الشعر الاعجمي كالشعر الفرنسي او الانجليزي او ما اشبه ذلك واخرجنا ايضا الشعر المحدث فكل شعر محدث لم تعرفه العرب ب ازمنة الاحتجاج الاولى لا يعتني به علم العروض فدخل في ذلك كل الاوزان المحدثة كاوزان الموشحات الدبيت الاوزان المستطيل مثلا بعض البحور التي وضعها بعض العلماء كالمستطيل وما اشبهها ودخل في ذلك ايضا ما يسمى الشعر الحرة او شعر التفعيلة في هذا العصر ومن باب اولى يدخل ايضا الشعر المنثور في هذا العصر. فكل هذه الاشعار لا تدخلوا في علم العروض ولا يعتني بها علم العرب. لانها اشعار احدثت بعد ازمنة الاحتجاج لا يعني نناقش الان هل هذه اشعار او هذه الاوزان المحدثة معتد بها او غير معتد بها؟ هل هي جميلة؟ هل هي آآ يعني تصلح لبث مكنونات القلوب؟ هل هي افضل من الاوزان الخليلية ام لا؟ هذا موضع اخر ونقاش اخر لكن نحن نقول ان العروض انما يعتني بالاوزان التي تسمى اوزانا خليلية كما سيأتينا ان شاء الله تعالى وهي الاوزان المأثورة عن وهي الاشعار العربية فهذا معنى قولنا صحيح اوزان الشعر العربي وفاسده. اما الصحة والفساد فهذا سنشرحه في موضعه. بل علم العروض كله يبحث في الصحيح والفاسد فاذا لا معنى لان نتطرق لمعنى الصحة والفساد هنا في التاريخ اذا قال الحد ان مبادئ كل فن عشرة الحد والموضوع من خلال الحد فاننا عرفنا ان الموضوع هو الشعر العربي فموضوع كل علم هو الشيء الذي يبحث هذا العلم فيه فنقول مثلا علم الطب موضوعه جسم الانسان من حيث الصحة والمرض فكذلك نقول علم العروض موضوعه الشعر العربي لكن ليس من كل حيثية بل من جهة صحة الوزن وفساده من حيث صحة وزنه وفساده اذا هذا هو موضوع علم العرب ثم حين نقول الشعر العربي نحتاج الى تعريف الشعر اختلف العلماء كثيرا في تعريف الشعر كعادتهم في الاختلاف في كل ما يكون ادراكه معلوما لاغلب الناس فحين يحتاجون الى تعريف هذا الشيء المعروف يجدون صعوبة. هذا من الاشياء التي تنتقد على علم المنطق انه في كثير من الاحيان ينشغل بصناعة لفظية منطقية شديدة التعقيد لتعريف اشياء معروفة عند الجميع او للبرهنة على اشياء البرهان عليها واضح في اذهان الجميع لكن نختار تعريف ابن خلدون رحمه الله تعالى حين يقول عن الشعر هو الكلام البليغ المبني على الاستعارة والوصف المفصل باجزاء متفقة في الوزن والروي مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عن ما قبله وبعده الجاري على اساليب العرب المخصوصة التعريف طويل ليس على طريقة الصناعة المنطقية ولكنه من افضل ما يعرف به الشعر فقوله الكلام البليغ المبني على الاستعارة والوصف اخرج بذلك كل كلام ليس بليغا فانه لا يكون شرعا او يكون شعرا سيئا. ان صح هذا التعريف تكون تسميته شعرا من قبيل التسامح والتجوز الكلام البليغ المبني على الاستعارة والوصف. تعريف الاستعارة هذا لا نطيل به لانه من مباحث علم البلاغة لكن مرادنا ان هذا القيد الذي ذكره ابن خلدون هنا يخرج به النظمة فان النظم يساوي الشعر في كونهما معا من قبيل الكلام الموزون ولكن خصوصية الشعر انه كلام موزون لكن فيه بلاغة فيه وصف فيه استعارة فيه كنايات الى غير ذلك ولذلك فقول من يقول من اصحاب التعريفات الشعر هو الكلام الموزون المقفى هذا محل نظر الشعر هو الكلام الموزون المقفى اذا ادخلنا فيه النظمة واما ان اردنا ان نميز الشعر عن النظم فيكون هذا التعريف غير صحيح فلو نظرنا مثلا الى بيت من ابيات الشعر المشهورة كقول امرئ القيس مثلا وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الاوابد هيكل قارن هذا مثلا قول ابن مالك رحمه الله تعالى مثلا في الفيته آآ ومعرب الاسماء ما قد سلم من شبه الحرف كارض وسما اذان معا بيتان من الشعر موزونان وفق الاوزان الشعرية العربية المذكورة والتي آآ نشرحها فيما بعد ان شاء الله تعالى لكن في البيت الاول نجد كناية قيد الاوامر يعني ذكر آآ فرسه بانه قيد للاوابت الاوامر بمعنى الوحوش فيه وصف يصف هذا الفرسة فيه آآ اظهار لمكنون قلبي معين لانه في هذا البيت وفي الذي بعده سيذكر اشياء مختلفة اه تدور حول هذا المعنى حول معنى التعبير عن المشاعر والاحاسيس الباطنة اما كلام ابن مالك رحمه الله فهو نظم لما؟ لانه ليس فيه شيء مما ذكر. وانما لا يعلو ان يكون كفرا للمعلومات العلمية المحضة في وزن شعر فذاك شعر وهذا مضمون. ولذلك نفرق بين الشعر والنظر بهذا الفرق الذي ذكرناه الان ولذلك فان ليس هذا احتقارا للنظام ولكن هو بيان للفرق بين الامرين طالبه في موضعه مو المطلوب. ومن جاءنا ينضم النحو بالاحساسات والمشاعر فنقول له اخطأت الطريق ولكن لكل آآ طائفة ما يلائمها ولكل موضع ما يناسبه فلذلك نقول الشعوب غير النظم واخرجنا النظم بما ذكر. ولذلك فان الفقهاء او العلماء عموما لكثرة انشغالهم بالمتون العلمية اذا ارادوا ان ينظموا الشعر وقع لهم في هذه الاشعار اه ما يشبه النظمة لذلك يقولون هذا من شعر العلماء او هذا من شعر الفقهاء وهذا يقع لحتى لكبار شعرائهم فضلا عن من سواهم وذلك لان الطبع يغلب التطبع والعادة المضطربة على الانسان تغلبه. ليس من ينشغل عمره كله في الوصف والمطارحات الشعرية كالذي يمضي عمره كله في المتون العلمية الدقيقة. فاذا اراد هذا ان يأتي بشعر جاء به على طريقة الفقهاء والعلماء كما ذكر يعني هنالك بعض من اشتغل بهذا آآ الشيخ العلامة عبد الله كنون له كتاب اسمه ادب الفقهاء وايضا هنالك من غزل الفقهاء للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى ولكن هذا في خصوصية معينة في خصوصية خصوصية الغزل عند الفقهاء اه كأنه يريد ان يستدل بذلك على ان الفقهاء لم يكونوا اه يجتنبون مثل ذلك ولا يتورعون عنه بل هذا كان مضطربا عندهم لكن ما نذكره هو خصوصية مال الفقهاء من ادب ومن شرير ومما يروى في هذا السياق ان اه يعني في حضرة الدولة المرينية احدهم سأل كاتبا فقال لهم من فقال له من القائل لم ادري حين وقفت بالاطلال ما الفرق بين جديدها والبالي لم ادري حين وقفت بالاطلال ما الفرق بين جديدها والبالي؟ قال لا ادري ولكن هذا من الفقهاء فكيف عرفت انه من الفقهاء قال في قوله ما الفرق بين هذه عبارة علمية؟ عبارة فقيه وليست عبارة شاعر. فقال نعم انه فعلا من الفقهاء وهو ابن النحو المشهور فالمقصود عندنا ان هذا القول يفرق بين الشعر والنظم ثم قال المفصل باجزاء متفقة في الوزن والروي. سيأتينا تعريف الروي وهو المقصود هو الحرف الاخير من البيت فاذا يدخل في حقيقة الشعر ان يكون هذا الشعر على اجزاء وان تكون هذه الاجزاء متفقة في الوزن وفي الروي هذه الاجزاء مراد ابن خلدون بها الابيات الشعرية وبهذا القيد اخرج النفع فان النثر لا يكون هكذا وان كان مسجوعا حتى ولو كان مسجوعا كقول الحريري يطبع الاشجاع بجواهر لفظه ويقرع الاسماع بزواجر لفظه كلام مسجوع وهو من يمثل به كثيرا في البلاغة وغيرها لان فيه تساويا تاما بين الفاصلتين بين الجملة الاولى والجملة الثانية من السجن. وقد يظن غير المتمرس بصناعة الوزن ان هذا شعر لكنه غير على وزن من اوزان العربية المعروفة فاذا هذا ليس شعرا وانما هو نثر فلابد ان تكون ان يكون هذا الشعر على اجزاء وهي الابيات. وان تكون هذه الابيات وهذه الاجزاء متساوية في الوزن لان القصيدة اذا جعلتها على الطويل مثلا على بحر الطويل فينبغي ان تكون على بحر الطويل من اولها الى اخره اذا لابد من التساوي في الوزن ومن التساوي في الروي فاذا كانت القصيدة على حرف اللام فانها تكون على ذلك الى اخرها تكون لامية او عينية او بائية او ما اشبه ذلك. الا بعض الاستثناءات سنذكرها اين نذكر الرجزا ان شاء الله تعالى ونذكر حينئذ قضية آآ المشكور والازدواج فاذا المفصل باجزاء متفقة في الوزن والروي مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده مراد ابن خلدون بهذا التعريف ان كل بيت اي كل جزء من القصيدة ينبغي ان يكون مستقلا عما قبله وعما بعده يقول في غرضه ومقصده وهذه من الاشياء التي انتقدها بعض المستشرقين وكثير من المعاصرين في عصر النهضة حين فتح الناس على الشعب الاوروبي انتقدوا مثل هذا وقالوا الشعر العربي الوحدة فيه انما هي البيت وعلى هذا فالقصيدة تكون غير متحدة في المعنى بل تكون لها اغراض مختلفة يبدأ الشاعر مثلا بالذكر الاطلال او الغزل ثم ينتقل الى وصف الناقة او الى الفخر وما اشبه ذلك وهذا في الحقيقة اه هذا الانتقاد وان كنا لا نجد الوقت الان رده بتفصيل هذا الانتقاد محل نظر فحين نقول ان كل بيت مستقل معنى الاستقلال انه مستقل بحيث اذا قرأ وحده لم يكن محتاجا من جهة الصناعة اللفظية من جهة النحو والاعراب لم يكن محتاجا الى ما قبله ولا الى ما بعده لكن لا يعني ذلك ان الفكرة التي في هذا البيت منقطعة تمام الانقطاع عن الافكار المذكورة قبل او التي ذكرت بعده. غير صحيح. اذا كان الشاعر في قصيدته اه يفخر فان الابيات تكون في الفخر واذا اراد ان ينتقل الى غير الفقر الى غير الفخر فانه ينتقل باسلوب من اساليب حسن التخلص التي تذكر في علم البلاغة فاذا وجد البيت الغير مستقل من جهة اللفظ عما بعده فهذا عيب من عيوب القافية سيأتينا ان شاء الله تعالى ذكره والا فالمراد ان كل بيت مستقل بمعناه بمعنى ان الفكرة التي يؤديها البيت واحدة مستقلة عن ما بعدها وعما قبلها. لكن هذه الفكرة مع الافكار الاخرى التي قبلها والتي بعدها تكون الوحدة الاجمالية للقصيدة هذا هو مرادنا بقولنا ان كل جزء مستقل ثم قال الجاري على اساليب العرب المخصوصة به اخرجنا بذلك كل شعر اخرجنا مثلا للموشحة فانه يصدق عليه كل ما ذكر من قول كلام بليغ مفصل باجزاء كل جزء مستقل ولكن الموشح ليس جاريا على اساليب العرب المخصوصة به. بل تجده على اوزان مستحدثة وعلى طرق مستحدثة لم تكن معروفة اذا هذا تعريف ابن خلدون وهنالك تعريف اخر وهو قولهم الشعر موزون الكلام العربي مع قصد وزنه بوزن العربي بمعنى هذا الكلام المجدد مجدد للعوافي بمعنى ان الشعر هو الكلام العربي الموزون مع قصد الوزن مع قصد الوزن فخرج بذلك الكلام العربي الموزون لا مع قصد الوزن لان كل متكلم بكلام عربي كائنا ما كان لابد ان يكون بشكل من الاشكال موزونة وهذا يحدث لكثير من الناس انهم ينطقون بالكلمة يعني باقصد بالجملة وبالعبارة فاذا تتبعتها وجدتها موزونة على وزن من الاوزان العربية المعروفة لكن لا يعني ذلك ان هذا الشعر لذلك قال فلم يكن حديثا او تنزيلا كزللت قطوفها تذليلا فانت ترى ذللت قطوفات احنا تمينا القرآن الكريم. واستطاع الناظم هنا ان يدخله في شطر من الرجز لكن هل يقال هذا الشأن؟ لا لا يقال هذا الشأن لانه لم يتحقق فيه قصد الوزن ولذلك ليس في القرآن شعر وليس القرآن شعر معروف وكذلك الحديث ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الوزن ولا يعرف آآ الشهر اذا الحد هو الموضوع ثم الثمرة ما ثمرة علم عوض له ثمرات متعددة اولها واهمها تمييز الوزن الصحيح من الوزن الفاسد وهذا يحتاج اليه المبتدئون كثيرا فانه قد يحلو له ان ينظموا شيئا من الشعر او ان ينظموا فائدة علمية في بيت فاذا لم يعرف علم العروض فانه يخبط خبط عشواء بحيث قد يأتي بوزن يشبه وزنا عربيا سليما صحيحا لكنه يفسده بزيادة حرف او نقص كلمة او ما اشبه ذلك التمييز الصحيح من الفاسد هذه الثمرة الاولى والعظمى لعلم العروف من ثمراته ايضا حماية الدواوين الشعرية من التحريف ونحن نعلم ان الشعر هو ديوان العرب وان الشعر العربي فيه ادلة كثيرة ويستشهد به في اثبات اللغة وفي قواعد النحو وفي قواعد الصف وما اشبه ذلك ولذلك يحتاج المفسرون الى الشعب العربي ويحتاج اهل العقائد الى الشام ويحتاج الفقهاء والاصوليون الى الشعر ويحتاج شراف الى الشرع. فاذا الشعر هذه ثروة علمية ضخمة نحتاج اليها. طيب قد يتطرق اليها التحريف لان مبناها على الرواية وان كانت الرواية بطبيعة الحال آآ مبنية على اصول ويتتبعها ويتتبعها العلماء تتبعا عظيما ولكن مع ذلك قد يقع التحريف في بعض النسخ او عند الطباعة والطباعة في هذا العصر كارثة عظيمة فتطبع الاشعار بتحريفات شديدة ويسري هذا التحريف الى بعض الناس الى بعض الطلبة بل الى بعض الدعاة فنجد بعض الدعاة يذكرون بعض الابيات الشعرية يحرفونها فإذا هذا التحريف ما ما السبيل الى الحماية منه هو علم العروس ويقع ايضا بكثير من محققي التراث انهم يحققون كتابا لا يلزم ان يكون كتابا ادبيا او شعريا او ديوارا لدواوين الشعر. قد يكون كتابا في التفسير او في الحديث لكن لا يخلو كتاب عربي قديم او حديث من اشعار فيذكر فيه الشعر فيأتي المحقق لجهله بعلم عروظ يثبت الشعر محرفا او يزيد فيه او ينقص منه بهواه دون الانتباه الى ما افسد من الوزن او قد يكون لان هذا يحدث في النسخ المخطوطة قد يكون شعرا فيحسبه فيحسبه نفرا نحسبه نقرأ فيثبته على انه نثر وانما هو شر وما اشبه ذلك من الاخطاء ترجع كلها الى الجهل بعلم ولذلك المحقق محقق التراث لابد ان يكون على دراية بحد الادنى من علمانية العروض والقافية الى جانب علوم العربية الأخرى ايضا من الفوائد تمييز الشعر عن غيره واضح ومنه يعلم ان القرآن ليس شعرا وهذه فائدة عقدية عظيمة جدا فتعرف ان القرآن ليس شعرا وترد بذلك على تلك الشبهة القديمة التي ذكرت زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال جمع من المشركين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم شاعر وظلوا ان القرآن الى ان تبين لهم انهم يكون عن اشعارهم وقريضهم المعروف من الفوائد ايضا استحضار الابيات احضاره الابيات الشعرية الذاكرة خوان معروف انت تحفظ اشعارا كثيرة ولكن قد يحدث لك في بعض الاحيان ان تنسى جزءا منى البيت فاذا نسيت هذا الجزء واردت استحضاره فانك اذا كنت على علم بقواعد الوزن تتذكر بان الكلمة الناقصة هي على وزن معين هذا يساعدك كثيرا على استحضار الكلمة وتذكرها بلادا للذي لا يعرف هذا العلم مطلقا فانه على العكس من ذلك تجده لا يدري كيف يتصرف اذا نسي اه الكلمة لا يعرف كيف مخرج من ذلك وهذه مسألة مجربة لا لا استطيع ان اعطيك دليلا عليها وانما هي مسألة تعرف بالتجربة مثلا عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه انت الشطر. فرضنا انك نسيت لفظة تسأل عن المرء لا ثم تبقى تتذكر كيف يعني احتاج الى بالعروض اعرف انك تحتاج الى كلمة مكونة من حرف وسكون وحرف وسكون كما سيأتينا مكونة من سببين خفيفين ثم تحاول ان تتذكر من جهة المعنى ايضا ما الكلمة التي تلائم؟ فتقول تسأل ماذا يساعد؟ لا اقول انه ينفع لمن كانت ذاكرته والعياذ بالله ممحوة فهذا لا ينفعه لا عرض ولا غيره. لكن من كان بين الدين يحتاج الى الكلمة بين الفينة والاخرى فهذا ينفعه كثيرا ايضا من فوائد علم العروض ومن ثمراته ضبط بعض الاسماء والكلمات الغريبة التي تحتاج الى ضغط مما يحضرني في هذا المقام ما ذكره الزريكي رحمه الله تعالى في الاعلام في الترجمة العالم المغربي المعروف يقول المقري هذا ضبطها. والدليل ذلك دليل ذلك قوله في اول في مطلع قصيدته المشهورة في العقيدة اه اضاءة الدجون على عقيدة الاشاعرة. يقول اه يعني في اوله يقول احمد الفقير المقري المغربي المالكي الاشعبي يقول احمد الفقير المقري يقول آآ هنالك خلاف اصلا عند بعض الناس هل هو المقري او ربما المقري او ما اشبه ذلك؟ لكن لا يستقيم المقرئ في الوزن على هذا البيت يقول احمد الفقير المقبلي المغربي المالكي الاشعري ضروري ان يكون عندنا المقلي لا المقري مثلا او المقرئ او ما اشبه ذلك فهذا دليل بطبيعة الحال نستأنس به ويضاف الى ادلة اخرى ولا يعتمد عليه اعتمادا بالغا. ولذلك مظاهر متعددة يعني وقفت على شيء منها مثلا في ضبط بعض الاسماء يعني ترجع الى آآ الابيات الشعرية الثابتة التي ذكر فيها هذا الاسم فتجد ان من جهة او اذا كنت عالما بالعروس تجد ان اللفظة لابد ان تكون هكذا لا بصيغة اخرى وايضا من الثمرات التي من اجلها ننصح المبتدئين والطلبة بدراسة العلم العروض ان يتعرف على هذه المصطلحات العروضية. وعلم العروض من اكثر العلوم اصطلاحات مثله مثل البلاغة في هذا يعني بخلاف النحو مثلا مقترحاته النحوية قليلة اذا قورنت بمصطلحات العروض ومصطلحات البلاغ. فهي كثيرة جدا وانت وان كنت تكره علم العروض ولا تحب ان تدرسه وتقول لا لا انا اريد التفسير والحديث وما وغيرها من العلوم ستضطر الى معرفة هذه المصطلحات لانك ستقرأ في كتب التراث القديم وستجد امامك الفاظا من قبيل الخبر والطي وهذه عروض مقبوضة وهذا ضرب محذوف لا يمكنك ان ترجع في كل مرة الى عالم بن عروض ليشرح لك هذا لابد من الحد الادنى من المعرفة بهذه المصطلحات او على الاقل من معرفة مظانها ثم لكي تفهم كلام العلماء اذا تكلموا بهذه الاصطلاح اذا الحد هو الموضوع ثم الثمرة ونسبة وفضله هو الوضع ونسبة اي ما نسبة هذا العلم الى غيره من العلوم الامر في هذا يسير وهو ان هذا العلم من علوم العربية هو من علوم العربية وهذا قد شرحناه في الدرس السابق وبينا نسبته الى غيره من العلوم وكيفية اه تقسيم هذه العلوم فيما بينها واما فضله ففضل هذا العلم من فضل موضوعه بل فضل كل علم من فضل موضوعه حين نقول مثلا علم التفسير من افضل العلوم لم؟ لان موضوع او هو فهم كتاب الله. فمن هذه الحيثية موضوعه هو علمه هو كتاب الله عز وجل من جهة المعنى. فيكون فضله من جهة فضل موضعه فما موضوع هذا العلم؟ قلنا موضوعه الشعر العربي وقد ذكرت قبل قليل ان الشعر العربي هو هو ديوان العرب وانه يحتاج اليه في كل العلوم الشرعية كان بسبب ذلك ذا فضل عظيم جدا وينتج من هذا فضل هذا العلم ولكن ليس فقط الشعر العربي بل عندنا شيء اخر وهو المنظومات العلمية وتعرفون ان علماء المسلمين صاروا ينضمون كثيرا من العلوم في النحو والصرف والفقه والاصول والتفسير والحديث وما اشبه ذلك ينظمون ذلك في منظومات لان النظم اعلق بالذهن من النثر وهذه مسألة معروفة اذا اه يعني نظرت الى منظومة من المنظومات العلمية وحفظتها فان نسبة خروجها من ذهنك تكون اقل بكثير من من الحالة التي تكون فيها قد حفظت نثرا ولذلك الذين يحفظون بعض المتون المنثورة كجمع الجوامع في اصول الفقه او كمختصر خليل في الفقه المالكي فان تفلت هذه المتون يكون كبيرا ويحتاجون الى مراجعة كثيرة بخلاف من يحفظ الفية ابن مالك او اه مثلا الفية السيوطي في الحديث او ما اشبه ذلك من المنظومات. هذه المنظومات لان منظومته فانها تكون بسبب ذلك اعلق بالذهن. فلاجل ذلك نظم العلماء ما لا يحصى من العلوم حتى نظموا فيما لا فائدة منه كبعض المسائل يعني التي لا علاقة لها بالعلم كمنظومة الاتاي التي ذكرها بعض المغاربة وما اشبه ذلك هذه المنظومات ايضا ذات فائدة عظيمة ففضل علم العروض من فضل هذه المنظومات التي منها منظومات كما ذكرنا في اشرف العلوم كالتفسير والحديث والفقه وما الى ذلك ثم بعد الفضل ننتقل الى الواضح كثير من العلوم يختلف في واضعها او يجهل واضعها او يكون وضعها قد حدث بشكل متدرج يعني وضع وضع الواضع الاول اصولا عامة ثم جاء بعده علماء فوضعوا اشياء اخرى وهكذا كالنحوي مثلا فان المشهور ان واضعه ابو الاسود الدؤلي باشارة من علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. لكن ابو الاسود انما وضع اصولا عامة في النحو فجاء من بعده فاكثروا وزادوا حتى وصل الامر الى كبار النحاة كثير من العلوم هكذا الا علم العروض فان واضعه وضعه جملة واحدة ولم يحتج الى الزيادة عليه بعد ذلك الا زيادة يسيرة فيها نظر اصلا وهذا من شواهد عبقرية هذا الوضع والواضع هو الخليل ابن احمد الفراهيدي الازدي البصري رحمه الله تبارك وتعالى المشهور انه ولد سنة مائة بالهجرة وتوفي سنة مائة وخمس وسبعين للهجرة على المشروع الخليل من عباقرة الدنيا ومن شواهد عقاريته رحمه الله تعالى انه وضع اشياء ما كانت الا له تميز بها رحمه الله تعالى فهو واضع علم العروض على غير مثال سبقه توبق اليه لم يسبق الى هذا المبح وطريقة وضع هذا العلم من الاشياء التي تدل على هذه العبقرية لانهم انطلق من مادة شعرية كبيرة جدا ضخمة امامهم كم اشعار العرب قبل الخليج؟ لا تحصى شيء لا يحصى يعني حتى ما وصلنا منها نحن الان كثير جدا فاحرى ما لم يصلنا فاذا انطلق من هذه المادة الثرية الضخمة واستطاع ان يرجع جميع هذه الاشعار الى خمسة عشر بحرا هذا شيء يدل على عبقرية فذة وعجيبة جدا وايضا من شواهد عبقريته انه واضع اول معجم باللسان العربي وهو المعجم المشهور بمعجم العين فان واضعه هو الخليل ابن احمد بطبيعة الحال هو واضع اصوله واكثر مادته ثم اضيفت اليه اشياء كثيرة ففيه الان يعني في العين الذي عندنا الان فيه اشياء ليست من كلام الخليل اضيفت اليه لكن هو واضع هذا المعجم لا شك انه بذلك فتح الباب لكل من بعده من المصنفين في باب المعاش وايضا يقال ايضا بان الخليل رحمه الله تعالى هو واضع الشكل الذي تضبط به الكلمات وهذا ايضا من شواهد عبقريته رحمه الله تعالى ثم ايضا الخليل من اكبر النحاس وهو امام اهل البصرة في النحو وتعرفون ان اشهر كتاب في النحو والاصل في هذا الباب هو كتاب سيبويه الكتاب الذي يشعر بالكتاب. نعم فوسيباوي هو تلميذ الخليل ابن احمد رحمه الله فسيباوي اخذ اكثر علمه من الخليل رحمه الله فاذا كان سيبويه هو اشهر النحات وكان كتابه هو يعني الكتاب معتبر في علم النحو فلا ينبغي ان ننسى ان اصل ذلك من عند الخليل ابن احمد الفراهيدي رحمه الله تعالى اذا هذا كله يدل على عبقرية هذا الامام والى جانب ذلك وهذه خصوصية له رحمه الله الى جانب ذلك فقد كان على قدر عظيم من الورع والديانة تقوى والصلاح لما قلت هذه الخصوصية؟ لان كثيرا من المعتدين بعلوم عربية من النحات والصوفي وغيرهم يعني لا اقول كلهم بطبيعة الحال لكن كثير منهم لم على اه الجادة في ابواب الديانة وحتى من كان منهم يعني من جهة الالتزام الديني جيدا تكون عنده بدعة عقدية خاصة الاعتزال الخليل ابن احمد كان على منهج اهل السنة والجماعة وفوق ذلك كان من اهل التدين السليم الصحيح من شدة الورع والتقوى والزهد ايضا كما يقول تلميذه النضر بن شومية كان ابن احمد يقول كان الخليل ابن احمد يعيش في خص بالبصر. الخس هو بيت القصب يعيش في خص بالبصرة وتلاميذته يأكلون بعلمه الاموال انت ناوي تقوم وانتشر ويذهبون عند الملوك والخلفاء والخلفاء يغدقون عليهم ما لا يحصى من الاموال وما اخذوا هذه الاموال الا بالعلم الذي اخذوه من الخليل ولكن مما يعني هذا لا يجعلنا يعني نحرص على مثل ما فعلوا وانما نقول اه ما الذي بقي حقيقة انما بقي الذكر الحسن والخليل ابن احمد لحد الان نذكره فنترحم عليه. وسيبقى ذلك الى قيام الساعة ان شاء الله تعالى. نترحم عليه ونذكره بخير. هذا الذي بقي. اما القصر نخص او الكوخ هذا ما بقي منه شيء وعيش وبعده آآ موت يعني في جميع الاحوال آآ لك اليوم الذي انت فيه هذا هذه الخصوصية التي تكون فلذلك اه في حقيقة الامر اه يعني الخليل ابن احمد من العلم ومن ائمة الدنيا وينبغي في الحقيقة ان نحرص على تدارس سيرته اه معرفة عبقريته وما اشبه ذلك بعد الخليل ابن احمد من اللطائف ايضا قد اذكرها انه يقال والله اعلم بصحة ذلك آآ ان الخليل حين اراد ان يخترع هذا العلم يعني عنده اشعار كثيرة في ذهنه فكان يعني يضع امامه طستا ويضرب عليه بعود ويقول فاعل فاعل فعول وهكذا يعني يضع هذه الاصول فدخل عليه اخوه فيما يقال والله اعلم دخل عليه اخوه فظن انه جن فخرج الى الناس يقولون ادركوا اخي فقد جند فحين بلغ ذلك اه الخليل قال لاخيه لو كنت تعلم ما اقول عذرتني او كنت تعلم ما تقول عدلتك. عدلتك بمعنى لمتك وعاتبتك. لكن جهلت مقالتي فعدلتني وعلمت انك جاهل فعذرتها بعد الخليل ابن احمد رحمه الله تعالى الفت كتب كثيرة في العروض ولكنها كلها تدور على ما ذكره الخليل الخليل لم يبقى لنا كتابه ما النص يصلنا كتابي لكن وصلنا من خلال تلميذه الاخفش والاخفش هذا هو الذي قلنا الاخفش الاوسط هو الذي قلنا انه زاد شيئا على القليل زاد بحرا هو البحر السادس عشر الذي يسمى الخبب او المتدارك ولكن اختلف العلماء هل هذا البحر علمه الخليل ولكن لم يثبتوا ام لم يعلمه الخليل والصحيح ان شاء الله تعالى انه علمه لكن لم يثبته لم يثبته من اشعار العرب وقال هذا ليس بحرا من البحور معتد بها هذا هو الاصح في هذه المسألة. وحتى على القول الاخر فيعني هذا البحر نادر جدا وقليل الاستعمال انما استعمله المتأخرون. اما في اشعار العرب الاولى فهو قليل اذا هذا البحر الوحيد الذي زاده انسان بعد الخليل وهو الاخفش اه بطبيعة الحال وصلنا شيء مما كتبه الاخفش ثم الفت بعد ذلك كتب في العروض اه من افضلها كتاب القسطاس العروض للزمخشري ومختصر جدا ولكنه واف من بينها كتاب الكتاب المحلي شفاء غريب من علم الخليل وهذا كتاب مدرسي جيد معنى مدرسي انه يفصل بطريقة تعليمية جميلة ولكن كثير من الناس لا يعرفونه ولا يتداولونه مع انه مفيد جدا من هذه الناحية وبعض الاشياء يفصلها الى درجة الاملاء كما فعل في المعاقبة والمكلفة والمراقبة فانه فصلها تفصيلا حسنا الى ابعد الحلول وهنالك كتاب الخطيب التبريزي الوافي العروض والقوافل ومن الكتب الجيدة جدا ومدقق ودقيق الى ابعد الحدود هنالك ايضا اه كتب اخرى كثيرة اه من بينها ايضا متون كبتن الكافي الذي اه شرح شرحه الدمنهوري بكتابه الارشاد الشافي بشرح اه الكافي وفيه لطائف فيه لطائف عربية وان كان على طريقة المتأخرين لكن فيه فوائد عروضية وتدقيقات جميلة. هنالك قصيدة آآ القصيدة قزرجية اه وهي التي تسمى عند المشارقة بالرامزة لانها صعبة جدا يعني فيها رموز صعبة وعليها شروح هنالك ايضا هذه يعني الكافية الشافية من علمي العروض والقافية للصبان هنالك كتب ومنظومات للمتأخرين خاصة من الشباب في فصيل كمثل مجدد العوافي محمد بن عبد الله العلوي وغير ذلك. الكتب في علم العروض كثيرة جدا. ثم هنالك المعاصرون. المعاصرون بطبيعة الحال فائدة كتبهم التيسير والعرض باسلوب ملائم من افضلها بطبيعة الحال كتاب ميزان الذهب في صناعة شعر العرب وهذا كتاب اه في غاية التدقيق واليسر يجمع بين الدقة واليسر. ولذلك انا اعتني به كثيرا واحبه كثيرا ولي معه قصة قديمة وهنالك ايضا كتاب اهدى السبيل الى علم الخليل وكتب اخرى كثيرة من هذا السياق تدور على هذا المعنى يعني من اراد كتابا واحدا من كتب العروض يكتفي بميزان الذهب. من اراد كتابين يأخذ ميزان الذهب مع آآ اهدى سبيل او يزيد عليه الوافي. لكن الوافي عبارة قديمة قد لا تلائم اه كثيرا من الطلبة العصريين وهنالك كتاب فذ برجل من المعاصرين هو كتاب المرشد الى فهم اشعار العرب لعبدالله الطيب اه هذا كتاب الفذ حقيقة لكن طريقة عرضه للعروض ليست على الطريقة المعروفة. هذا جدد في طريقة عرض هذا العلم وفي كلامه على وهو كتاب ضخم يعني له كلام عجيب جدا وفوائد بطبيعة الحال اشياء قد يخالف فيها واشياء يوافق عليها مجملا هذا كتاب من افضل ما الف في هذا العلم اذا ونسبة وفضله هو الواضع الاسم الاسم المشهور هو علم العروض وقد يسمى استثناء بعلم اوزار الشعر الاسم الاستمداد استرداد هذا العلم من الشعر العربي بمعنى ان الاولين الذين كانوا قبل الخليل لم يكونوا يحتاجون الى ارعود ما كانوا يحتاجون للعروض انما كانوا ينظمون الشعر على السليقة فلو سألت امرأ القيس اه قصيدة قفا نبكي هذه من اي بحر هي ومعروضها وما ضربها وما هذا لن يدركه وما الزحافات هذا كله شيء لا يعرفونه. وهذا ليس خاصا بالعروض بل هو عام في النحوي والصرف وما اشبه ذلك فان العرب كانوا آآ يعرفون هذه العلوم على سبيل الفطرة والسليقة ولكن لا يعرفون القواعد التي احدثها من جاء بعده فإذا استمداد هذا العلم من الشعر العربي ولذلك لما قيل لأبي العتاهية انك خالفت العرب يعني قال بيتا خالف فيه العرض قال فرعون قال انا اكبر من العوض بمعنى انا انا علي ان انظم الشعر وانتم اصحاب العروض عليكم ان تتبعوا الشعري لتنظروا اه اوزانه وما اشبه ذلك. انا اكبر من المعروف. فهذه طريقة الشعراء قديمة وهي طريقة كثير من الشعراء الى هذا العصر سؤال هل يستمد هذا العلم ايضا من الموسيقى ومن الايقاع الموسيقي وهل يكون ذلك ان صح مسوغا لان يعتني طالب هذا العلم بدراسة الايقاعات الموسيقية لكي آآ اه يدرك هذا الفن ويتعلمه على افضل الوجوه نقول لا يحتاج لذلك وان كان بين الايقاع الموسيقي في خصوصيته الشعرية الخاصة بالشعب العربي وبين العرب بينهما تلازم حقيقة لا شك في ذلك ولكن ان يقال ان هذا مسوغ بالاعتناء بالايقاعات الموسيقية كما يقول بعض الناس هذا محل اولا لان هنالك الاشكال الشرعي في الموسيقى معروف والحكم الشرعي فيها وثانيا لان يعني اذا فتحنا هذا الباب وقلنا ابحثوا في الايقاعات الموسيقية وبعد ذلك انتقلوا للعروض او انتقلوا لدراسة الاشعة هذا فتح لذريعة اه مسيئة جدا وتؤدي الى ما لا تحمد بعقباه ثم اشكال اخر لان بعض الناس يقول اه انا لا اريد ان ادرس العروض وانما اكتفي بان تكون عندي اذن موسيقية تتعرف على اوزان الشعر نقول لن تكون لك هذه الاذن الموسيقية الا ان كان عندك احاطة بكثير من اشعار العرب بحيث صارت اذنك تتعرف على الشعر وعلى الوزن دون تقطيع شعري ودون نظر في علم العورة واين الذي يحيط هذه الاحاطة البائغة المبتدئ ليس له الا ان يدرس العروس فالمبتدئ ليس له غير ذلك لكن لو فرضنا ان شخصا له الماء كبير بالشعر ويعني ينظم الشعر الكثير ويجرب كثيرا ثم من خلال ذلك تكونت له اذن تميز بين اه الوزن الصحيح والوزن الفاسد فهذا لا اشكال فيه نقول لا بأس بذلك فإذا مع ان في الحقيقة بعض الناس يريد هذه الشبهة ويقول لا نحتاج لدراسة علم العروض اصلا لا نحتاج لدراسة هذا العلم الاصلي لما؟ لاننا نريد ان ننظر الى الشعر صديقة وكثير الشاعر الفلاني ينضم الشعر هكذا لا يحتاج الى العروض ولا يدندن حول التقطيع الشعري ولا ينظر في فلما انتم آآ تحشون رؤوسنا بهذا الكلام عن الزحاف والعلل والتفاعيل وما اشبه ذلك هذه شبهة في ظاهرها جميلة يعني وخاصة انها تلائم هوى النفس واشد الشبهات ما لائم الهوى. هوى النفس لانه دراسة العروض تحتاج الى جهد وهو نوع من المشقة وشيء من الحفظ والهوى النفس هوى النفس يقول طيب الراحة اولى فهذه الشبهة حين لا امت الهوى قال بها كثيرون ويقول بها كثيرون ولكن جوابها سهل جدا وهو اول هؤلاء الذين يتعرفون على الاوزان دون دراسة لعلم العروض هم استثناء مخالف للاصل والاصل عند الناس انهم يعرفون الاوزان من خلال علم العروض فإذا عليك ان تتبع الأصل وتترك الاستثناء والشذوذ ثانيا يقال لهم المبتدأ في طلب العلم عليه ان يسلك الطريق الواضحة ويترك الطرق التي لا يكون متأكدا من انها تبلغه الا المطلوب فلذلك الطريق السالكة المعروفة التي سلكها قبلنا الاف من العلماء والطلبة هي دراسة علم العروض ثم الانتقال منه الى نظم الشعر او الى التعرف على اوزان الشعر ان هذه الطريقة التي ينصحوننا بها فيقولون اتركوا عنكم العروض وعليكم بالاذن الموسيقية والتعرف وكذا هذه الطريقة من سلكها من الناس؟ اناس يعدون على رؤوس الاصابع فلو خيرتك ايها الطالب بين طريق سار عليها الالاف ووصل وطريق سار عليها بضع من الناس وصل بعضهم ولم يصل اخرون فلا شك ان العاقل يختار الطريق السالكة اللاحدة وكذلك يمكن ان يقال وايضا حتى هؤلاء الذين يقولون انهم لا يحتاجون الى العروض ويدرسون يعني يستطيعون تمييز الاوزان او النبض دون العروض هؤلاء الغالب عليهم تجدهم يتصرفون في اوزان مخصوصة تجد الشخص منه يتقن مثلا الرجزة او الطويلة او الوافرة وما اشبه ذلك. اما ان يكون عنده تصرف في الاوزان كلها دون علم وهذا نادر بل هو اندر من الكبريت الاحمر كما يقال خاصة في هذا العصر الذي الذائقة العربية فيه ضعيفة جدا ومعرفة اشعار العرب ضعيفة جدا. فمن اين يأتيه المعرفة هذه الاوزان وتمييز الطويل من المجتث من كذا من كذا مفهوم وهذا ليس خاصا بالعامود يعني ما ادري لما يذكرون هذا في العروض خصوصا الا ان يكون كراهية منه لهذا العلم فقط لا اقل ولا اكثر مع انه علم يعني من اجمل العلوم وهو علم خاص باللغة لا يوجد في غيرها من اللغات ولن تجد له مثيلا في غيرها من اللغات فاقول هذا ليس خاصا بالعروض حتى النحو هل كان العرب قبل سيبويه وقبل الخليل وقبل ابي الاسود الدؤلي هل كانوا يعرفون الفاعل والمفعول به والمفعول مطلق والتمييز والخبر ما كانوا يعرفون فاذا هل نقول للناس اتركوا عنكم النحو وعليكم دراسة العربية على طريقة العرب الاقحاح ان السبيل الى ذلك وكذا الصف وكذا البلاغة. نحن صرنا في زمن نحتاج فيه الى هذه القواعد. ولا يمكننا الغاء القواعد والرجوع الى ما قبل اه مرحلة التقليد ثم ايضا مسألة اخرى تقع لكثير من الناس. هؤلاء الذين ينضمون الشعر هكذا على اه ما يرونه من اه في اذانهم وما اشبه ذلك اذا جئته فقلت له هذا الوزن مكسور وقد يكون مكسورا فعلا وقد يكون غير مكسور بما يجيبك لا يستطيع ان يجيب يقول لك ليس مقصورا تقول له لما؟ والله ليس مكسورا لان اذني تقول لي انه غير مكسور وانت يعني خبير بان الاحالة على مثل هذه الاذواق الذاتية لا ينفع في التفاهم بين الناس. لا يحدث بين الناس الا على اسس القواعد. اما ان تحيلني على ذوقك هذا لا يحصل به تفاهم بيني وبينه فلذلك لابد من هذه القواعد لاعرف هل وزنك حقيقة مكسور او غير مكسور؟ وهكذا في اه معرفة هذه القواعد والاصطلاحات وايضا معرفة الاصطلاحات هذه مسألة مهمة جدا كما ذكرت انفا تحتاج الى فهم هذه الاصطلاحات ومعرفتها لكي استطيع الرجوع الى كتب التراث والتعامل معها دون اشكال ما بقي لنا بعد الاستبداد الا حكم الشارع ومسائله حكم الشارع واضح هذا من فروض الكفايات مثله مثل علوم العربية كلها. اذا قام به بعض الناس سقط الاثم عن الاخرين. وارجو ان لا يعني تحتج بذلك على تركه بل ينبغي ان يكون ذلك حافزا على اه تعلمه لانه اصلا المشتغلون به قلة قليلة من الناس حتى من العلماء. فلذلك ينبغي ان يتعلم الطلبة هذا العلم ويحلو السؤال اه ثم مسائل مسائل هذا العلم سهلة جدا اولها اه بعد هذه المقدمات اولها مسألة التقطيع العروبي المسألة مهمة جدا يعني الكتابة العربية وهذه كالاساس لما بعدها ثانيا فالمصطلحات المرتبطة باجزاء البيت من التفاعيل والصبر والعجز والحشو الاسباب والاوتاد وما اشبه ذلك ثم ثالثا ذكر الزحافات والعلل هذا مبحث مهم جدا ثم الانتقال الى البحور الستة عشر اه موزعة على الدوائر العروضية التي سنذكر فيما بعد ان شاء الله تبارك وتعالى اذا هذه هي اهم مسائل هذا العلم قد نضيف ان شاء الله تعالى في اخر هذه المباحث فصولا خاصة ببعض الاوزان المحدثة غير الخليجية. ونذكر ايضا فصلا في طريقة التعرف على البحر. يعني اذا رأيت قصيدة كيف تعرفه البحر الذي تنتسب اليه هذه القصيدة؟ ولكن هذا لا يمكن ان يكون في اول العلم وانما لن يكون الا في اخره بعد التعرف على البحور كلها واذا ان شاء الله تبارك وتعالى في درسنا المقبل يكون عندنا مبحث خاص بالكتابة العروضية والتقطيع العروضي واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين