بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا ان محمدا عبده اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى طير هدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هذا درسنا الاول في سلسلة علم العروض والقافية ونجعل هذا الدرس الاول في مقدمة عن علوم العربية الفضل العربية فان هذا العلم الذي نحن بصدد دراسته وهو علم العروض وقرينه علم القافية يعدان من ضمن علوم العربية التي ينبغي الحرص على الاعتناء بها من باب الحرص على العناية قضية التي هي لغة القرآن ولغة الحديث وفضل تعلم العربية مما لا ينبغي ان يتنازع فيه اثنان وذلك من اوجه متعددة من ذلك على وجه الخصوص ان كل امة تسعى الى نهضتها لا يكون لها ذلك الا بلغتها ولسنا نعرف بالامم القديمة او الحديثة امة استطاعت ان تخرج من انحطاطها وان تكون لها الغلبة على غيرها من الامم ويكون ذلك بلغة غير لغتها هذا شيء محال كان محالا في القديم وهو محال في عصرنا هذا ايضا ولذلك فاننا معاشر المسلمين لن تكون لنا نهضة ابدا الا بلغتنا الاصلية التي هي لغة الاسلام وهي العربية ثمان العربية هي اداة فهم الوحيين ولا سبيل الى فهم الكتاب ولا الى فهم السنة الا بالمعرفة تامة الكاملة باللغة العربية بل ان العلم الذي وضعه علماء المسلمين لي من باطن الاحكام الشرعية من الكتاب والسنة وهو علم اصول الفقه قائم بمادته العظمى على العربية وعلى علوم العربية ان علم اصول الفقه مكون او مستمد من العربية على وجه الخصوص ثم ايضا من نصوص الوحي ومن ما يسمونه علم الكلام اي من بعض المسائل العقدية وكثير من المباحث التي يذكرها الاصوليون هي في اصلها مباحث لغوية مثل مباحث المنطوق والمفهوم والخصوص والعموم والحقيقة والمجاز وما اشبه ذلك مما يسميه الاصوليون مباحث الاقوال وهي في حقيقتها مباحث لغوية لكن اخذها الاصوليون وزادوا عليها وجعلوها موافقة وملائمة لهدف العلم علم اصول الفقه وهو الهدف الاسمى وهو الاستنباط من الكتاب والسنة. فاذا علم ان علم اصول الفقه وهو اداة الاستنباط قائم على اللغة العربية علمنا انه لا سبيل الى الاستنباط من الكتاب ولا من السنة الا بالمعرفة التامة لغير العربية. بل ذهب جماعة من اهل العلم الى اشتراط العلم بالعربية في الاجتهاد وانه لا يكون اجتهاد دون عربية ومن اكثر من بين هذا المعنى ووضحه وتكلم فيه لما لا مزيد عليه؟ العلامة الشاطبي رحمه الله تبارك وتعالى فانه يقول الشريعة عربية واذا كانت عربية فلا يفهمها حق الفهم الا من فهم اللغة العربية حق الفهم فاذا فرضنا مبتدأ في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة او متوسط او متوسطا اي في علوم عربي فهو متوسط في الفهم الشريعة الى اخر المنهج فاذا كان الشخص عيانا من علم العربية يكون ريان ايضا من علم الشريعة ولا شك ان كلام الشاطبي هذا وان خالفه فيه بعض العلماء او قالوا ان فيه مبالغة او شيئا من الغلو او حاولوا ان يتأولوا كلامه على وجه من اوجه التأول. ففي جميع الاحوال هذا الكلام يدل على اصل المعنى الذي نحن بصدده وهو معنى متفق عليه اي لا سبيل الى الاجتهاد في استنباط الاحكام الشرعية من ادلتها الا بالعلم بالعربية اصولا وفروعا ويدخل في ذلك كل العلوم التي سنذكرها فيما بعد ان شاء الله تبارك وتعالى فاذا هذه مسألة في غاية الاهمية وينبغي الحرص على بيانها لكثرة من يتصدى اليوم بالاجتهاد المزعوم دون ان يكون له ادنى علم بالحرفية وهذا من الاخطاء بل من الامراض التي اصيبت بها الامة في هذا الزمان فصرنا نسمع اناسا يفسرون القرآن و يشرحون الحديث ويجتهدون في النوازل العصرية فقهية ويتكلمون في الامور العظيمة وهم علمهم بالعربية دحل دليل لا يعتبر ولو كانوا في الازمنة الماضية لحجر عليهم ومنعوا من الفتوى ومنعوا من الكلام في الشريعة بسبب ضعف مادتهم من علوم العرب نشاهد تحصى يعني مستواه في النحو هو مستوى الاجومية ومستواه في الصف لا يكاد يذكر. ومستواه في اللغة هو ما يأخذه من الكتب العلمية العامة. ومستواه في العروض والقافي غير موجود اصلا لا علم له به. وهكذا في البلاغة وهكذا في علوم العربية كلها ثم بعد ذلك لا يستنكف ان يتكلم في الاستنباط وفي الاجتهاد وفيما اشبه ذلك وهذا خطير جدا ثم هنا مسألة وهي اننا نذكر العربية ونذكر اهميتها لفهم الوحي لكن ليس هذا خاص بالوحيين وانما هو يشمل كذلك كل التراث العلمي والادبي لهذه الامة منذ ان وجد هذا التراث اي منذ ما قبل الرسالة النبوية بقليل الى زمننا هذا هذا التراث العلمي والادبي كله تراث مكتوب باللغة العربية وحين نقطع الناس عن فهم هذه اللغة او نجعلهم يتكلمون بلغات اخرى قد تكون لغات اجنبية كلغات المستعمر او قد تكون لغات قومية ان كانت اسلامية لكنها لغات قومية او قد تكون العامية التي اه تخالف الفصحى حين نجعل الناس يتكلمون بهذه اللغات ويتركون الفصحى ولا يتذوقونها فان ذلك يؤول ولابد الى انهم ينبتون وينقطعون عن ذلك التراثي العظيم وهذا مشاهد فان كثيرا من الناس حين ننصحهم مثلا بالقراءة لا نستطيع ان ننصحهم بالكتاب القديم مضطر الى ان ننصحهم بكتب المعاصرين لا لشيء الا لانه معتاد الكتابة العصرية واعتادوا لغة الجرائد والمجلات تصارت اللغة العربية والتعبير العربي الفصيح العالي البليغ لا يلائمهم ولا يستطيعون فهمه. وفي هذا اشكال عظيم جدا لان كتب المعاصرين على ما فيها من الفوائد لا تستطيع ابدا ان احقق من العلم ومن الفائدة ما كان لكتب المتقدم ولذلك في الحقيقة هذا شيء نتحسر بسببه كثيرا لاننا نجد كثيرا من الشباب الملتزم بدين الله عز وجل يحرصون على العلم ولكن لضعفهم في اللغة العربية لا يستطيعون اصلا ان ينظروا في كتب العلم الاصلي لا يستطيعون النظر في كتابات المتقدمين كافرية او مالك او اه من جاء بعده او كتابات ابي المعالي الجويني والغزالي التي هي مكتوبة باسلوب عربي فصيح او ابن القيم وابن تيمية او كتابات الادباء او شعر الشعراء هذا كله لا يستطيعونه ولا يقدرون على التعامل معه وتكون نتيجة ذلك انه يلجأون الى كتب المعاصرين التي هي في كثير من الاحيان لا تعدم ان تكون اختصارا او جمعا او اه استخلاصا لبعض فوائد المتقدمين. ولا شك ان الذي يترك اه البحر ويقصد القنوات يكون مقصرا ومفرطا اشد ما يكون التقصير ثم ايضا هذه اللغة العربية هي لغة موحدة توحد امة الاسلام وكل من سواها مفرق فحين ندعو الناس كما فعله بعض دعاة الى العامية في القرن الماضي حين ندعو الناس الى اللغة العامية فنحن في حقيقة الامر نصرفهم عن لغة عربية موحدة تشمل المسلمين كلهم او اغلبهم وندعوهم الى عاميات متعددة فليست العامية المصرية المغربية وليست المغربية اه التي في الشام وهكذا فاذا اذا وجدت العامية واذا انصرف الناس عن العربية بل سيتكلم كل شعب بماله من العامية بل في البلد الواحد تجد من الاختلاف بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه والله به عليم فنتيجة هذا كله هي تفريق الامة التي نسعى الى توحدها ولا قوة لها الا بالوحدة ثم الى جانب الدعوات الى العامية وجدت وجدت الدعوات الى اللغات القومية اللغات الاسلامية ان صح هذا التعبير هنالك لغات اسلامية اه تكلم بها ويتكلم بها اناس مسلمون شعوب اسلامية تأثرت هذه اللغات باللغة العربية بحكم ان اغلبها هذه الشعوب هم مسلمون كاللغة التركية والكردية والبربرية وما اشبه هذه اللغات هذه لغات اسلامية لم؟ لان المتكلمين بها اغلبهم مسلمون فتأثرت بسبب ذلك باللغة العربية حين ندعو الناس الى الرجوع الى هذه اللغات القومية على حساب العربية يكون ذلك مزيدا من التفريق ومزيدا من التشتيت لهذه الامور ولذلك نحن لا ننكر ان يتكلم الاتراك بالتركية او الاكراد بالكردية او البربر بالبربر بالبربرية لا اشكال في ذلك ولكن ننكر ان يكون ذلك على حساب العربية هي الاصل لانها لغة القرآن ولغة الحديث وهي وعاء هذا الدين فهي الاصل الاصيل الذي لا يجوز بحال ان يفرط فيه ثم ما سوى ذلك الباب فيه مفتوح فاذا توحيد امة الاسلام يكون بهذه اللغة العربية لا بغيرها ولذلك حين فهم المستعمر الاجنبي هذا المعنى هل يصاب؟ اشد ما يكون الحرص على نشر كل ما يصد عن اللغة العربية فوجدنا المستعمر الاجنبية مثلا يحث على هذه اللغات القومية ووجدناه يحض الناس على العامية وكثير من دعاة العامية انما اخذوا هذا من كلام المستشرقين او من كلام اذناب المستعمرين وكان كثير منهم يعزو تخلف العرب بزعمه الى ان العرب امة تفكر بلغة وتنطق بلغة ثم عند الكتابة تكتب بلغة اخرى بان المنطقة او النطقة والتلفظ في غالب الاحيان يكون باللغة العامية. ثم الكتابة تكون بالفصحى بالعربية الفصيحة فيقول هذا سبب تخلفكم ولا شك ان هذه المغالطة الكبيرة ومن المعلوم انه في بلاد العالم كلها توجد لغة مخصوصة للكتابة لغة رصينة لها قواعد ولها اصطلاحات خاصة بها وتوجد لهجات يتداولها الناس فيما بينهم تكون هذه اللهجات للنطق اليومي ثم بعد ذلك اه تكون الكتابة باللغة الرصينة ولم يمنع ذلك كعبا من الشعوب المتقدمة ان يكون متقدما لكن يريدون قلب الحقائق ويريدون صف الناس عن لغة القرآن ليكون ذلك صارفا لهم القرآن وعن السنة فلأجل ذلك نقول علينا ان نقف في وجه هذه المخططات النعمانية القديمة والحديثة وتعرفون مثلا ان اه كمال اتاتورك كان من اول ما صنعه في تركيا حين استتب له الامر فيها ان امر بان تكتب التركية بالحروف اللاتينية بدلا من الحروف العربية وسبب ذلك انقطاعا للاتراك لمدة طويلة عن اللغة العربية لانه لان الواسطة او الرابط الذي كان وبين العربية هو رابط الكتابة فكانوا يكتبون لغتهم التركية بالاحرف العربية فلما انبتوا عن هذه الحروف وقع له انقطاع عن اللغة العربية وانقطاع عن اللغة العربية يعني انقطاعا عن كما ذكرنا اللغة العربية هي وعائه فاذا هذه الامور يفهمها هؤلاء المستعمرون يفهمها اذنابهم من العلمانيين فينبغي ان نحرص على دحر هذه المخططات والاتحاد ثم ايضا ذكر كثير من العلماء وهذه مرتبطة بالفكرة السابقة ذكر كثير من اهل العلم ان اعتياد لغة من اللغات يؤثر في العقل والخلق والدين. كما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم وكما قرره اخرون كثيرون فالذي يعتاد النطق والكتابة بالعربية الفصيحة يكون عقله وخلقه ودينه مرتبطا بشكل من الاشكال باخلاقي وعقولي وديانتي اصحاب هذه اللغة الذين هم هؤلاء العرب الاقحاح من الصحابة والتابعين والائمة المجتهدين وهل العكس من ذلك اذا وجدت الشخص عامة كلامه رطانة بالاعجمية فرنسية كانت او انجليزية وان كان يقول طيب هذه لغة لكن مع ذلك تجد رفعته هذه تجعل في قلبه وفي خلقه وفي دينه نوع تأثر بهؤلاء الفرنسيين او هؤلاء الانجليز في حضارتهم ولو ان يكون في الحد الادنى من التأثر كنوع من المودة او اه الرغبة في التقليد او ما اشبه ذلك وهذا مشاهد فان الفرنكوفونية في بلاد المغرب الاسلامي هي وعاء الاستعمار الفرنسي كما ان الدعوات الى اللغة الانجليزية في بعض بلاد المشرق هي وعاء ايضا نشري الثقافة البريطانية والحضارة البريطانية والامريكية فيما بعد لا شك ان هذه امور ان هذه الامور مرتبطة اشد ما يكون الارتباط. فينبغي الحرص ما امكن على التكلم باللغة العربية واذا لاحظنا الدعوات الى العامية كما نجده في بعض من ارخ لذلك ككتاب تاريخ الدعوة الى العامية في مصر وهو كتاب اه تجد ان الاوائل الذين دعوا الى العامية دعوا بشكل متدرج مثلا تكلموا عن العامية في الصحافة بعد ان كانت الجرائم كلها بالفصيحة ثم عن العامية في المسرح بعد ان كان المسرح مثلا في مصر كله بالفصحى والنصارى بعضه بالعامية ثم صار كله بالعامية في وهكذا هذه الخطوات فلذلك لا ينبغي ان نتبع خطوات الشيطان هذه. بل علينا ان نسد هذه الذريعة مطلقا فلا نسمح بالكلام بغير العربية الا في الحد الادنى الذي لا يمكننا ان اه نخالفه او نفارقه فمن الاشياء المؤسفة وانا لا امل من تكراره في هذا لعظيم اهميته من الاشياء المؤسفة اننا صرنا نجد بعض من يكتب شبكة العنكبوتية لغته العامية بالمصرية او المغربية او ما اشبه ذلك وهذا لابد ان يؤدي الى تفرق وهذا لا بد ايضا ان يؤدي الى ضعف في اللغة العربية لان الذوقة العربية انما ينمو في القلب وفي اللسان بالممارسة والممارسة ينبغي ان تكون يومية فاذا حصرت العربية في بضعة في بعض العلوم التي تدرس في وقت معين من الاسبوع او من الشهر ثم بعد ذلك في ما سوى ذلك لا ترجع الى العربية ولا تستعملها. فمتى يأتي هذا الذوق العربي ولذلك كان منهجهم قديما انهم يرسلون الطالب الى البدو ليتعلم منهم العربية السليقية الفطرية بمعنى يذهب الى الاعراض ويجالسهم فيجدهم يتكلمون بالفصحى في يومهم كله فيكون ذلك نافعا عظيما الى تعلمه اللغة العربية على اصولها. ولا يكتفون بان يعطوه القواعد كقواعد النحو والصرف وما اشبه ذلك الان هذا شيء غير ممكن اصلا انه لا توجد عندنا بقاع في العالم يتكلم اهلها الفصحى في يومهم كله ويعتادون ذلك فلا اقل من ان نقلل دائرة العامية ودائرة اللغات الاجنبية ليكون ذلك سببا في تكبير دائرة الكلام بالفصحى ولا شك ان هذا لن يكون الا خيرا اديني وفي العقل وفي الخلق كما ذكرت وهذه اللغة العربية ليست لا اه يعني اذا قارنت بغيرها من اللغات فانها لغة عجيبة اه لامر ما اختارها الله عز وجل ليكون القرآن بها وليكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الناطقين بها وليكون هذا الدين كله الذي هو خاتم الاديان ان يكون هذا الدين كله بهذه اللغة العربية الفصحة ولذلك نحن نرى بعد مرور اكثر من خمسة عشر قرنا ان هذه اللغة ما تزال مرنة متجددة قادرة على تحمل العقبات قادرة على التعامل مع المستجدات ونجد هذه اللغة العربية رغم كل ما يقال عنها فيها من العوامل الذاتية ما يجعلها بالقمة ما يكون من مرونة والتجدد كما ذكرت وهذا خلافا لكثير من اللغات التي نراها الان لو اردنا ان نأخذ نصا فرنسيا مثلا عمره اكثر من ستة قرون. اكثر الناس في هذا العصر لن يستطيعوا قراءته او فهمه لكننا الان نقرأ كلاما لمالك او للشافعي مضى عليه ثلاثة عشر او اربعة عشر قرنا فنقرأه ونفهمه. ولا يغيب عنا من فهمه الا الشيء القليل كالكلمة والكلمتين من اين الفرنسية واين الانجليزية؟ واين هذه اللغات التي يراد لنا ان نترك العربية لاجلها؟ اين هذه اللغات من هذه المرونة العجيبة التي تجعلنا نفهم العربية بعد مرور هذه القرون وسيبقى ذلك مستمرا الى قيام الساعة لان قوة العربية في كونها مرتبطة بالاسلام مرتبطة بالقرآن فحيث كان القرآن موجودا فالعربية معه موجودة باذن الله عز وجل اذا لاجل هذه الاسباب ولاجل غيرها من الاسباب لابد لنا من تعلم العربية والحرص عليها ثم ما هذه العربية التي ينبغي ان نحرص عليها ما علوم العربية التي يجب علينا ان اقرأها وندرسها ولو في حدها الادنى اريد ان اذكر بعض هذه العلوم بشيء من الاختصار ولترتيب هذه العلوم ينبغي ان ننظر الى موضوع هذه العلوم موضوع كل علم فكل علم من هذه العلوم له موضوع خاص يعتني به وبيان ذلك ربما قد احتاج الى تاب في ذلك على السبورة بيان ذلك ان هذه العلوم ترجع الى دراسة الكلمة وذلك في حالتين اما ان تكون مفردة واما ان تكون الكلمة مركبة مع بمعنى اما ان ندرس الكلمة المفردة واما ان ندرس التركيبة ولكل حالة من هذه الحالات صور مختلفة فالكلمة المفردة يمكن ان ندرسها من اوجه مختلفة يمكن ان ندرسها من جهة البنية ويمكن ان ندرسها من جهة الاصل ويمكن ان ندرسها من جهة المعنى ويمكن اخيرا ان ندرسها من جهة الكتابة فهذا يؤول بنا الى ان دراسة الكلمة المفردة يمر عبر دراسة اربعة اشياء اما ان ندرس بنية الكلمة المفردة او ان ندرس اصل الكلمة المفردة او ان ندرس معنى الكلمة المفردة او ان ندرس طريقة كتابة الكلمة المفرطة اذا هذه الامور الاربعة تجرنا الى علوم اربع فاذا برزت بنية الكلمة المفردة فهذا هو علم الصرف واذا درسنا اصل الكلمة المفردة فهذا علم الاشتقاق واذا نظرنا الى معنى الكلمة المفردة فهذا علم اللغة واخيرا اذا نظرنا الى طريقة كتابة الكلمة المفردة فهذا هو علم الاملاء او الخبز فهذه علوم اربع سنذكرها ان شاء الله تعالى فيما بعد ثم عند دراسة الكلمة اذا ركبت مع غيرها من الكلام اي عند دراسة الترتيب فهنا هذا التركيب يمكن ان ندرسه من اوجه مختلفة الوجه الاول ان ندرس احوال اواخر الكلمات وبالكلمة وهذه مسألة خاصة بي اللغة العربية وهي ان اواخر الكلمات العربية تتغير بحسب تغير موضعها في الجملة اي عند التركيب واما ان ندرس قال اه مسألة تأدية المعنى سيأتينا شرح هذا نحن الان فقط نذكر التقسيمة العام الذي سيؤدي بنا الى معرفة العلوم العربية كلها طريقة تأدية المعنى واما ان ندرس كيفية الابتعاد من التعقيد المعنوي يعني كيف يكون الكلام غير معقد بعيد عن التعقيد المعنوي واما ان ندرس الكلام من جهة تحسينه وتزيينه تحصيل الكلام وتزيينه وتنميقه اذا هذه اربعة علوم واما ان ندرس هذا الكلام المركبة من جهة وزنه من جهة الوزن وذلك بطبيعة الحال اذا كان شعرا فيميز بينما هو شعر وما هو نثر هذه الامور الاربعة او هذه العلوم الاربعة ليست خاصة لا بنفر ولا بشعر قد تكون في النفع وقد تكون في الشعر لكن هذا المتحف هذا الاخير الذي ذكرته هنا هو الذي يميز بين الشعر والنفل من جهة الوزن او ان ننظر الى اواخر الابيات الشعرية اواخر الابيات الشعبية اذا هذه هي العلوم الخمس او الستة التي ندرس في الكلام اذا كان مركب وهنالك علم اخير سنذكره هنا يشمل كل ما سبق يشمل كل ما سبق فالعلم الذي يعتني باحوال اواخر الكلم هذا هو الذي يسمى علم النحو والعلم الذي يعتني بقضية تأدية المعنى هو علم المعاني والذي يعتني ان يكون الكلام بعيدا عن التعقيد المعنوي هو علم البيان والعلم الذي يعتني بتنميق الكلام وتزيينه هو البديع وهذه الثلاثة تجمع في علم يسمى البلاغ ثم هذان هما العروض والقافية والعروض يدرس الوزن كما سيأتينا ان شاء الله تعالى. ويميز بين الكلام الموزون وغير الموزون والقافية او علم القافية يعتني باواخر الابيات والذي يجمع كل هذه العلوم جميعها هو علم الادب فاذا بهذا التقسيم نكون قد وحطنا بكل العلوم اللغوية التي نريد دراستها ثم بعد ذلك نشرح هذه العلوم شرحا مختصر بعد ان ذكرنا هذا التقسيم فالشرح المختصر ان نقول ان الكلمة المفردة قلنا انها اما ان ندرسها من جهة البنية فهذا علم الصرف ما المراد بالبنية انت ترى مثلا انك تقول كتب بالفعل الماضي ثم بعده ماذا تقول في الفعل المضارع؟ تقول يكتب او تقول يكتب او تقول يكتب هنا الذي يعتني ب هذه البنية او بهذه الصيغة هو علم الصف فيقول لك الصرف مثلا اذا اردت ان تصوغ اسم الفاعل من كتب فانك تأتي به على وزن فاعل فتقول كاتب واذا اردت ان تصوغه من فعل رباعية تدحرج تقول مدحرج وهكذا وهكذا في صيانة اسم المفعول وفي صياغة اسم الالة واسم الزمان والمكان وما اشبه ذلك. هذه المباحث كلها راجعة الى بنية الكلمة يعني كيف تكون الكلمة بقطع النظر عن اخرها؟ لكن كيف تكون الكلمة في ترتيب حروفها في وزنها وفي ما لهذه الحروف من حركة او سكون وفي الصرف كما سيأتينا ان شاء الله تعالى نميز بين الحركات فليست الفتحة كالضمة ولا الضمة كالكسرة اذا هذه البيئة الشيء الثاني هو ما اصل هذه الكلمة وتعرفون ان اللوحات يختلفون الاصل الذي تشتق منه الكلمات هل هو الفعل او المصدر بين البصريين والكوفيين يختلفون في هذه القضية ليس هذا من شأننا لكن نعرف مثلا انني اذا قلت كاتب فنقول هذا مشتق من كتبة على ان الاشتقاق يكون من الفرن او نقول مشتق من كتابة اذا كان الاشتقاق من المصدر بطبيعة الحال في مثل هذه الحالة الامر سهل كاتب هذا كل الناس يعرفون لكن يعرفونه. لكن في بعض الاحيان قد يحتاج ذلك الى تدبر ان نقول مثلا حسان هل هو مشتق من الحسن فيكون على وزن فعال او هو مشتق من الحس فيكون الا وزني فعلا وينبني على ذلك هل هو مصروف او ممنوع من الصرف مباحث الاشتقاق كثيرة وان كان كثير منها يذكر مع الصف وقل من يميزها في كتب مفردة مخصوصة ثم العلم العظيم الضخم علم اللغة هو معاني الكلمات نعرف ان اللفظة الفلانية معناها كذا. ولا شك ان هذا من العلوم الاصلية العظيمة التي لابد من الحرص عليها والنظر فيها واساس هذا العلم ان ينظر في المعاجم اللغوية وهي المعاجم الكثيرة من اكثرها من من اصغرها الى اكبرها. يعني مثلا هنالك المعاجم الصغيرة التي تلائم المبتدئة والتي يرجع اليها كذلك المتوسط والمنتهي المصباح المنير الفيومي وكان مختار الصحاح للرازي وما اشبه ذلك وهنالك الكتب او المعاجم المفصلة التي قد تقرأ كاملة وقد تجعل فقط كالمرجع الذي دعوا اليه عند الحاجة للكشف عن كلمة معينة ومعرفة معناها كالقاموس المحيط وكصحاح الجوهري لسان العرب كتابي ابن سيدا شرح القاموس للزبيدي وما اشبه ذلك من الكتب والمعاجم العظيمة وبطبيعة الحال انا انصح دائما بان لا يكتفى في هذا العلم بالكشف عن معنى الكلمة عند الحاجة اليها فقط ان ذلك يكون على حساب معرفة مناهج المصنفين في المعاش فاذا اردت ان تعرف مناهج المصنفين مناهج اصحاب المعجمات فعليك ان تقرأ هذه المعاجم او شيئا منها ما يمكن ان تقرأها جميعا. لكن تقرأ شيئا منها بالترتيب يعني تبدأ صغير او على الاقل اذا كان المعجم كبيرا تقرأ بعض الفصول منه. لتعرف منهج صاحبه وطريقة آآ يعني تأليفه لمعجمه وايضا لا يكون الكشف في المعاجم العربية الا بعد حد الادنى من المعرفة بعلم الصح هذا لابد منه لان الكلمات العربية تكون مذكورة في المعاجم بحسب موادها الاصلية التي اشتقت منها اذا كنت لا تعرف علم الصف لا تعرف حينئذ اين تبحث عن الكلمة الفلانية فلذلك اه كثير من الناس حين او من المبتدئين حين لا يفهمون هذا المعنى فانهم يتعاملون مع معاجم العربية كما يتعاملون مع معاجم الفرنسية الإنجليزية يعني مباشرة عند الحاجة الى الكلمة يبدأ ويبحث عن اولها وليس الامر كذلك لان الكلمة قد تكون مذكورة في موضع خفي لا يدرك الا بمعرفة بعلم الصرف ثم اخيرا الاملاء فهو يعطني بكتابة الكلمة وقواعد الاملاء منها ما هو اه مصطلح عليه في خصوص القرآن وهذا علم رسمي ما يذكره فيه علماء المتخصصون في علوم القرآن لكن هذا شيء خارج عن علوم العربية وانما يذكر ضمن علوم القرآن وانما نذكر هنا علم الاملاء او الخط او الهجال او الكتابة نقصد به المصطلحات التي اصطلح عليها علماء العربية في نصوص في غير القرآن ثم ذكرنا بعد ذلك ان الكلمة تكون مركبة مع غيرها فحينئذ ننظر الى هذه المباحث فاذا نظرنا الى احوال اواخر الكلم فهذا علم النحو تقول قام زيد فترى ان اخر لفظة زيت مرفوع عليه ضمة. وتقول رأيت زيدا فترى انه تغير اخره فصار عليه فتحة بسبب ماذا؟ بسبب ان التركيبة تغير. وتقول مررت بزيد فترى ان في اخره مثلا شيئا اسمه الكسرة بسبب ان التركيبة هذا. فترى ان الكلمة الواحدة يتغير اخرها مع ان ما سوى هذا الاخر لا يتغير لان ذلك راجع الى الصرف كما ذكرنا لكن اخرها يتغير بسبب تغير موقعها في الجملة وبسبب تغير التركيب العام وكذلك في الافعال فتقول مثلا يضرب ثم تدخل جازما فتقول لم يضرب ثم تدخل ناصبا فتقول لن يضربك فهذه الاحوال كلها وهذه التغيرات في احوال اواخر الكلم. العلم الذي يعتني بها هو علم النحو ثم قلنا الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى العلم الذي يجعلك تحترز من الخطأ في تأدية المعنى بحيث يفهم السامع حقيقة ما يريده المتكلم هو علم المعاني. وعلم المعاني يدرس مجموعة من المباحث كاحوال المسلم والمسند اليه. ومباحث اه الوصل والفصل ومباحث الاطناب والايجاز والمساواة وما الى ذلك. والخبر والانشاء وما اشبه ذلك من الامثلة المشهورة التي نذكرها في البلاغة عموما وفي علم المعاني خصوصا انك تقول لشخص خالي الذهن تقول له زيد قائم فاذا كان الشخص مترددا في قيام زيد تأتي بمؤكد واحد فتقول ان زيدا قائم فاذا كان الشخص منكرا لقيام زيد تأتيه باكثر من مؤكد واحد فتقول والله ان زيدا لقائمون فاذا اختلف كلامك بحسب اختلاف حال المخاطبة فان كان خالي الذهن لا تحتاج الى التأكيد. واما ان كان مترددا تأتي بمؤكد واحد ان زيدا قائم ان حرف نصب وتوكيد واذا كان منكرا تحتاج الى ان تأتي بالكلام مع تأكيد كثير فتأتي بالقسم والله وتأتي بان اللي هي حرف نصب وتركيب وتأتي بالله ان زيد النقاء ثم قلنا اذا هنا الاحتراز من الخطأ في تأجيل المعنى. هنا الاحتراز من التعقيد المعنوي هذا هو علم البيان علم البيان يدرس يعني اخرى ليكون الكلام واضحا لئلا يقول فيه تعقيد معنوي ليكون واضحا. فاعظم مباحثه هي التشبيه والمجاز بانواعه الكثيرة اه بعد ذلك الاستعارة والكناية وما اشبه هذه المباحث ثم قلنا بعد وصولنا الى كلام ليس فيه خطأ من جهة تأدية المعنى ولا فيه تعقيد معنوي. نريد ان نحسنه وننمقه فهذا هو علم البديلة وهو علم ذكره المتقدمون ثم بالغ المتأخرون في الزيادة عليه حتى صار علما كبيرا جدا فيه مباحث لا تحصى وصار الناس ينظمون بديعيات يذكرون فيها انواعا من البديع وصار بعض العلماء المتأخرين في السيوط او غيره يفتخرون بانهم آآ وضعوا نوعا جديدا من انواع البديل فالبديع هو الذي تذكر فيه مسائل كالتورية والجناس والطباق والسجع وما اشبه ذلك ثم هذان سنذكرهما لانهما موضوع هذه السلسلة فدراسة الاوزان وتمييز صحيحها من فاسدها هو علم معروف ودراسة اواخر الابيات هو علم القافية الذي يجمع هذا كله قلنا انه الادب. الادب بمعناه القديم. بالمعنى الاصطلاحي القديم الادب عندهم قديما هو الكلام الذي يشمل كل هذه المباحث ولذلك اذا رجعت لكتاب من كتب الادب القديم كالكامل للمبرر مثلا تجد فيه النحو وتجد فيه الصفا وتجد فيه مباحث عوضية وتجد فيه آآ اشياء من البلاغة كثيرة كل المباحث تجدها في كتب الادب القديم. اذا الادب بمعناه القديم لا بالمعنى الحديث الذي هو خاص اه مسائل بالشعر او النثر الذي يكون فيه خيار وفيه اه بيان يعني مكنونات القلب وما اشبه ذلك اذا اذا علمنا علوم العربية هذه فينبغي ان يعلم انها مترابطة فيما بينها وان من الخطأ الشنيع الذي يقع فيه بعض الناس انهم يدرسون بعضها دون بعضها الاخر. واكثر ما يدرسون انما هو النحو ونحن لا ننكر ان النحو هو اعظم هذه العلوم وعمدتها ولكن دراسة النحو فقط دون دراسة العلوم الاخرى تقصير شديد بل لابد من ان يكون للطالب احاطة باغلب هذه المباحث المذكورة في هذه العلوم لانها مترابطة فيما بينها ولان بعضها يكمل بعضها الاخر وكثير من الاخطاء تقع للناس بسبب ضعفهم في بعض هذه المباحث خاصة منها علم العروض والقافية الذي قال لا من يعتني به وقل من ينظر فيه اصلا حتى من العلماء او المنشغلين بالتحقيق او او من اشبههم. فضلا عن من من كذلك البلاغة آآ علم قرآني لانه بدأ في الاصل على انه مبحث في اعجاز القرآن ثم انتقل الى ان يكون علما لغويا وهكذا في العلوم الاخرى. وكان ينبغي ان يكون ترتيب هذه العلوم في الدراسة ان يبدأ العلوم التي تبحث في الكلمة المفردة يعني يبدأ بالاشتقاق والصفي مثلا ثم ينتقل الى العلوم حالة التركيب ولكن في حقيقة الامر هذا الترتيب العقلي لا يراعى في واقع الامر. وانما الذي اه يبدأ به في العادة هو علم النحو وذلك لعظيم اهميته ثم بعد ذلك ينتقل الى العلوم الاخرى اذا هذا كل ما فرضنا ان نذكره في هذا الدرس الاول وهو كالمقدمة لهذه السلسلة على ان يكون درسنا المقبل ان شاء الله تبارك وتعالى في صميم علم العروض توفي دراسة المقدمات الاساسية لعلم واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم الحمد لله