والله ما في هذه الدنيا لك من اشتياق العبد للرحمن اعني هم يسمعون كلامهم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم واصلي واسلم على خير البرية وعلى ازكى البشرية على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين وممهدا لقواعد الفقه في الدين محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. انتهينا ايها الاحبة في شرع هذه الرسالة المباركة رسالة المسترشدين للامام الحارث ابن اسد المحاسبي الى قوله رحمه الله تعالى واحم القلب عن سوء الظن بحسن التأويل. وادفع الحسد بقصر الامل. وانف الكبر بسلطان الله تعالى. واترك كل يضطروك الى الاعتذار وجانب كل حال يرميك في التكلف وصن دينك بالاقتداء واحفظ امانتك بالعلم وحصن عقلك باداب اهل الحلم واعد الصبر لكل موطن والزم الخلوة بالذكر واصحب بالشكر. هنا ايها الاحبة الامام الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى يعني يذكر جملة من الاداب ومن الاخلاق ومن الصفات التي ينبغي ان يتحلى بها المسترشدون الذين يسلكون طريق الرشاد الى الله سبحانه وتعالى لان الطريق الى الله سبحانه وتعالى كما انه يحتاج الى علاقة صحيحة بين العبد وبين الله عز وجل فانه يحتاج الى علاقة صحيحة بين العبد وبين مجتمعه الذي يعيش فيه. فلا يمكن للانسان لطالب العلم للداعية للمصلح ان يكون العلاقة مع الله سبحانه وتعالى واذا نظرنا في علاقته مع مجتمعه نجدها علاقة سيئة. نجده سيء الاخلاق سيء التعامل مليء بالاخلاق التي يبغضها الناس لا يمكن هذا. فالمسترشد اه منهجه متكامل. هناك علاقة صحيحة مع الله عز وجل. هناك علاقة صحيحة مع سواء كان المجتمع الصغير على اطار الاسرة او على اطار المجتمع الكبير المجتمع الوطن البلد الذي يحيا به وعلى آآ على والامة الاسلامية بشكل عام. الان هذه الاخلاق التي يتكلم عنها الحادث المحاسبي رحمه الله تعالى. هو تكلم عن جملة يعني لم يستقصي كل الاخلاق التي ينبغي ان يتحلى بها السالك في علاقته مع مجتمعه. وانما ارشد الى اهم الامور. والامور التي ذكرها رحمه الله تعالى مهمة لانها في اه تعصف بطلبة العلم وتعصف بالدعاء وتعصف بالمصلحين. يعني هناك امور قد يكون الجو العلمي او الدعوي او الاصلاحي بعيد عنها. وهناك صفات واخلاق الجو الدعوي والاصلاحي يكثر فيه مثل هذه الامراض. لذلك اشار المحاسبي رحمه الله اليها. فالخلق الاول قال رحمه الله واحمل قلبك عن سوء الظن. انظر ماذا قال قال واحمي القلب. هناك حماية للقلب. واحمي القلب عن سوء الظن بحسن التأويل ايها الاحبة الادب الاول الذي يتكلم عنه المحاسبي هو انه ينبغي على المسترشد ان يحسن الظن بالناس. وهذا الادب ارشدنا الله سبحانه وتعالى اليه في سورة الاداب سورة الحجرات. فقال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن لماذا؟ قال ان بعض الظن اثم. طبعا انت لاحظ التعبير القرآني قال اجتنبوا كثيرا من الظن لماذا قال؟ لان او ان بعض الظن اثم. يعني هناك ظنا كثير ينبغي عليك ان تجتنبه. هذا الظن الكثير منه ما هو صحيح يعني انت اسأت الظن لكن الاساءة في محلها ومنه ما هو باطل يعني اساءة ظن جاءت في غير محلها ولكن مع ذلك يجب عليك ان ان تجتنب هذا الظن الصحيح وهذا الظن الخاطئ. لماذا؟ لان بعض الظن الذي ستظنه فيه افك. فهو نهى عن حتى لا تقع في الخطأ في القليل. هو نهى عن الكثير من باب سد الذريعة. يعني صد هذا الباب عنك. حتى لو كان فلان فعلا وقصد الاساءة اليك حتى لو كان كلامه لا يحتمل الا وجها واحدا من الاساءة اجتنب كثيرا من الظنون حتى لا يصادف ظنك بريئا لم يقصد بقوله او لم يقصد بفعله الذي صدر تجاهك شيئا خاطئا وانما قصد معنى مجملا وانت لم تفهم هذا المعنى ولم تحمله على الطريق الصحيحة وعلى المعنى السوي. لذلك ايها الاحبة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك يرشدنا الى هذا الخلق. فقال عليه الصلاة والسلام اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث. اكذب حديث يمكن ان تعتقده وظنك السيء بالاخرين المسترشد ايها الاحبة في طريقه الى الله عز وجل في الحقيقة لا يجد وقتا لسوء الظن. يعني انا اعتقد ان الانسان الذي يشغل اعماره هو ساعات العمر في سوء الظن بالناس هو انسان فارغ. فراغه هو الذي جعله يفكر في الاقوال التي صدرت من الاخرين تجاهه في الافعال التي صدرت من الاخرين تجاهه هذا الفراغ جاء الشيطان استغله بهذه الوساوس وهذه الخطرات. اما لو كان هذا المسترشد مو للوقت في ذكر لله سبحانه وتعالى في عبادة في طلب علم في شيء يقربه من مولاه عز وجل. هذا لن يجد وقتا لاساءة الظن بعباد الله عز وجل وسيسلك المسلك الذي نص عليه المحاسبي. ماذا قال للمحاسب في علاج سوء الظن؟ قال واحمي قلبك عن سوء الظن قال بحسن التأويل بحسن التأويل. المراد بالتأويل التفسير. يعني ينبغي عليك ان تحسن التفسير لاقوال ولافعالهم التي صدرت اتجاهك وان تحملها على احسن المحامل ما وجدت لذلك سبيلا. هذه هي الطريقة التي يسلكها ترشد في طريقه الى الله عز وجل. لماذا؟ لان وقته بكليته لله عز وجل. فهو لا يجد متسعا من الوقت يتفرغ لماذا قال فلان كذا؟ والله اعلم ان فلانا اراد ان يهينني وفلانا الاخر فعل كذلك حتى يبين للناس عيبي. وفلان قال كذا في ذلك المجمع وهكذا تبدأ الخطرات وتبدأ الوساوس ويبدأ الشيطان يكبر هذا الموضوع في عقل الانسان وقد يكون الموضوع بسيط جدا ايها الاحبة وقد يكون الامر صدر على غير هذا المحمل. ونقول حتى لو كان هذا الامر نعم اراد به ذاك الانسان الشر لك او اراد به الاساءة اليك لان وقتك مشغول لا تجد وقتا آآ تتفرغ فيه لهؤلاء عليك ان تحمل كل الاقوال والافعال التي تصدر من الاخرين باعتباره حسن الظن. طبعا لا تكن مغفلا كذلك في نفس الوقت. لا تكن مغفلا تحسن التعامل مع الناس. تحسن التقدم والتأخر. لكن اظن ان المعنى المجمل واضح الذي يقصده المحاسبي رحمه الله ان لا تشغل وقتك باقوال الناس وافعالهم في حملها على مساوئ الاخلاق وعلى الاحتمالات وان تشغل وقتك وساعات العمر فيما يعود عليك بالنفع وحتى تتخلص من هذا المرض. سوء الظن ايها الاحبة مرض. انهى انهى مصلحين انهى طلبة علم. يعني نحن نعرف طلبة علم انتهوا بسبب سوء الظن. ابتلي بهذا المرض. فتجده متفرغ كل ما يأتي لطلب العلم كل ثم يأتي يتفرغ لمجلس تجد عقله يبدأ لماذا فلان؟ قال كذا ولماذا فلان فعل كذا؟ ابتلاه الله عز وجل بهذا المرض. ففي الحقيقة هذا مرض خطير اذا ابتلي به اب حقيقي يحتاج الى توفيق من الله سبحانه وتعالى حتى يخلص منه. لذلك الله عز وجل عندما يذكر الاخلاق في القرآن يذكر اخلاق مهمة جدا عندما نص على قضية اجتنبوا كثيرا من الظن الله نص عليها. يعني ليس فقط صحابة دلوا عليها او ما شابه ذلك. الله من فوق سبع سماوات يخاطب عباده يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. اذا هذا مرض خطير. هذا يعني هذا قيمة النص القرآني تشعرك ان الله عز وجل يخاطبنا بالابتعاد عن سوء الظن اذا هذا المرض خطير اذا استحكم من نفس الانسان يصعب عليه ان يتخلص منه. لذلك يعني هذا ادب اول تكلم عنه الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى ينبغي على المسترشد ان يفرغ قلبه وعقله منه اذا اراد ان يكمل الطريق والا يقع في المعوقات. الادب الثاني او الخلق الثاني الذي ينبغي عليك ان تجتنبه قوله وادفع الحسد بقصر الامل. المرض الثاني الذي يصيب الانسان في طريقه الى الله الحسد. والحسد ايها الاحبة كذلك مرض خطير ويصيب الدعاة ويصيب طلبة العلم ويصيب المصلحين ويصيب عوام الناس. والحسد يعرفه ابتداء فنقول الحسد ان تتمنى زوال النعمة عن الاخرين. هذا هو الحسد. ان تجد على انسان النعمة انعم الله عز وجل عليه برزق. انعم الله عز وجل عليه بما انعم الله عز وجل عليه بعلم انعم الله عز وجل عليه بالولد انعم الله عز وجل عليه بالجاه نعمة انعمها الله عز وجل على عبد من العباد فانت تتمنى زوال النعمة عن ذاك الشخص لانك لم تحصلها. وهذا فرق بين الحسد وبين الغبطة. فالغبطة ان تتمنى النعمة التي حصلها فلان او التي انعم الله عز وجل بها على فلان من غير ان تتمنى زوال النعمة عنه. هذا يسمى غبطة والانسان يسأل الله من فضله اما الحسد لا الحسد ان تتمنى ان تزول النعمة عن ذاك الشخص. وفي الحقيقة الحسد هو يعني لو استطعنا ان نقول اول كفر وقع على هذه الارض سببه كان ماذا؟ الحسد. ابليس كان كفره بسبب ماذا؟ بسبب الحسد. انه عندما امره الله عز وجل ان يسجد لادم اخذته العزة بالاثم حسد ادم على هذا هذه الرفعة التي منعها الله عز وجل له فاستكبر وحسد وقال خلقتني نارا وخلقته من طين فالحسد كان سبب اول كفر وقع على الارض. كذلك الحسد كان سبب اول سفك دم على وجه الارض اول سفك دم على وجه هذه الارض كان بسبب ماذا؟ قابيل وهابيل. الله سبحانه وتعالى عندما تقبل من هابيل قربانه جاء اخوه قابيل فقتله. حسدا لماذا انعم الله عز وجل عليه بهذه النعمة وهي القبول؟ ولم ينعم عليه بذلك. فاذا اول سفك دم على وجه الارض الارض كان بسبب الحسد. اول كفر على وجه الارض كان بسبب الحسد. بنو اسرائيل الله عز وجل محقهم كتب عليهم الصغار كذلك بسبب اتصافهم بصفة الحسد. كثير ما نقرأ في النصوص القرآنية عندما نتكلم عن بني اسرائيل قال ماذا؟ بغيا بينهم من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم يعني حسدا بينهم. كذلك بنو اسرائيل الله عز وجل ماذا وصفهم؟ ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم. اذا كل انسان في هذه الصفة فيه صفة من صفات بني اسرائيل كل انسان عنده حسد للاخرين هذا انسان فيه صفة من صفات اليهود. لذلك عندما نقرأ قصص اليهود وبني اسرائيل الله عز وجل عندما قصها علينا ارادنا ان نبتعد عن تلك الاخلاق التي اتصفوا بها ليس فقط قصص للتاريخ هي قصص للاعتبار ان كل من فعل هذا الفعل الذي ذم به بنو اسرائيل فهو فيه من صفات بني اسرائيل. فمن اتصف بالحسد هذا فيه من صفات اليهود. من اتصف بالبخل هذا فيه صفة من صفات اليهود. ومن اتصف بالكذب فيه صفة من صفات اليهود وعلى ذلك فقس. اذا نعود الى الحسد. اذا الحسد امره خطير. اذا كان اول كفر وقع على الارض بسبب الحسد. واذا كان اول دم سفك على الارض بسبب الحسد واذا كانت محق البركة في بني اسرائيل وسخط الله عز وجل عليهم. واعتداؤهم على انبيائهم كان بسبب الحسد. اذا هذا مرض خطير. والانسان يخشى ان يدخل عليه هذا المرض وخطر هذا المرض ايها الاحبة ان الانسان اذا ابتلي بالحسد للاخرين فان حسده يعميه ويصمه فلا يرى الا المحسود. فيمكن ان يفعل موبقات الافعال وموبقات المعاصي. بل قد يقع في الكفر مقابل ان يرفع تلك النعمة عن ذاك الشخص المحسود. هذا خطورة الحسد. لذلك كما جاء في الحديث الذي يحسنه بعضهم ويضاعفه بعضهم. قال صلى الله عليه وسلم اياكم والحسد فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. يعني الحسد اذا ابتلي به الانسان اشتعل في حسناته يهلكها احراقا. ما هو السبب هو الذي ذكرناه؟ ان الانسان اذا ابتلي بهذا المرض فانه لا يبصر الا المحسود. يريد ويفكر يدبر كيف يرفع النعمة عن ذاك الانسان؟ باي طريقة كانت باي وسيلة محرمة حتى ولو اوقعته في كبائر الذنوب ولو اوقعته في وفي الخروج من من دين الله عز وجل يفعلها مقابل ان يرفع هذه النعمة. لذلك الحسد خطير كما قلنا ويعمي الانسان عن رؤية الامور كما هي وكما يريد الله عز وجل. الله سبحانه وتعالى بين لنا المنهج الذي ينبغي علينا ان نسلكه قبل ان نأتي الى منهج المحاسبي. نقول الله عز وجل قال ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن. ثم قال ماذا واسأل الله من فضله. هذا هو المنهج الذي يسلك العبد. ان تسأل الله سبحانه وتعالى من فضله العظيم فهو قادر كما منح فلان تلك النعمة ان احكى اياها ولكن توجه اليه عز وجل بصدق فاذا كنت اهلا لان تحل فيك تلك النعمة فالله عز وجل يعني خزائنه واسعة لن يبخل عليك بشيء اذا طرقت بابه. اما ان تسلك تلك المسالك الوعرة فاننا نخشى عليك من الهلاك. المحاسبي رحمه الله ما منهجه في الحسد يقول وادفع الحسد بقصر الامل. هذا هو العلاج عنده لمرض الحسد. قصر الامل. ما معنى قصر الامل يقول ايها العبد اذا عرفت ان هذه الدنيا ساعات وتنقضي. ايها الحاسد اذا عرفت في لحظة واحدة سيأتيك ملك الموت يقبض روحك. اذا جاءت تلك اللحظة التي سيقبض فيها ملك الموت روحك. هل تتمنى انك حسدت فلان؟ هل ستتمنى آآ انك سعيت وبذلت جهدك من اجل ان تؤذي فلان وان تتبع عورات فلان حتى ترفع عنه تلك النعمة هل ستتمنى هذا او ستتمنى انك الى فلان ولا عرفته ولا تمنيت في لحظة واحدة تلك النعمة التي علي. الانسان ايها الاحبة اذا عرف ان هذه الرحلة قصيرة وانك مهما يعني بلغت ستحصل رزقك الذي قسمه الله عز وجل لك اذا اعتقد هذه الامور ودخلت في وجدانه واستكان لها واطمأن لها قلبه انه لن ينشغل بالاخرين. لن ينشغل ابدا بعيوب الاخرين ولن ينشغل كذلك بالنعم التي انعم الله عز وجل بها. على الاخرين لانه لن يجد الوقت لذلك هناك قصر في الامل لهذا انسان يعلم انه في لحظة واحدة سينتهي كل شيء. انا لا اجد وقتا لان احسد الناس. يعني انا اقول الله اعلم ايها الاحبة اغلب التي تصيب الدعاء او تصيب المسترج سببها الفراغ. سببها الفراغ الذي يحيا به. لو كان هذا الانسان الحاسد منشغل للوقت في طلب العلم والتحصيل والدعوة والاصلاح والعمل وقضاء حوائج الناس وقضاء الحقوق وصلة الارحام. هل سيجد وقتا في التفكير في مثل هذه الامور؟ يعني انت لو نظرت اليها تجدها امورا يعني حقيقة لا يصلح للانسان المسلم فضلا لطالب العلم بل هل العالم ان يلتفت اليها؟ تتمنى ان تزول النعمة عن الاخرين ثم انت ايها الحاسد انما تدافع الله عز وجل في اقداره. هذا قدر من الله عز وجل انعم على فلان نعمة. تمنيك زوال النعمة عن هذا الشخص هذه مدافعة لقدر الله عز وجل. فكانك تعارض حكم الله. هي معارضة لماذا حكم الله لفلان بهذا الشيء؟ وتتحدى من ان الله عز وجل. لذلك الحاسد لو جلس مع نفسه وتأمل لوجد نفسه مخطئا خطأ عظيما. ولوجد نفسه يتحدى الها كبيرا قسم الارزاق ووزع الامور بعلمه وحكمته. لماذا يصلح هذا لفلان؟ ولماذا يصلح هذا لفلان؟ لذلك هذا مرض اخر تكلم عنه الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى وهو قضية الحسد وذكر العلاج يعني نلاحظ المحاسبي لا يلقي فقط المرض ويلقي المرض ويلقي العلاج. ففي سوء اعطاك العلاج ما هو؟ حسن التأويل ان تعود النفس على حسن التفسير لاقوال الناس. وفي قضية الحسد اعطاك العلاج. وهو قصر الامل في هذه الحياة الدنيا. ثم بعد ذلك يقول المحاسب وان في الكبر بسلطان الله تعالى. كذلك ايها الاحبة الكبر مرض من الامراض انا لا احب ان اقف طويلا عند كل كلمة من كلمات المحاسب ولكن هي ومضات سريعة يعني اشارات من الحالة المحاسبة نقف عندها وقفات سريعة المحاسبي رحمه الله يقول لك وين في الكبر؟ الكبر كذلك مرض خطير. يبتلى به المسترشد. وانت تلاحظ الحسد يمكن ان يبتلى به الداعي والمصلح طالب العلم. سوء الظن يمكن ان يبتلى به الداعية والمصلح وطالب العلم. كذلك الكبر يمكن ان يبتلى به الداعي والمصلح وطالب العلم. خاصة ايها الاحبة يعني بعض الناس اذا قضى شوطا في عبادة الله عز وجل اذا اتاه الله عز وجل حظا من معرفته حظا من العلم حظا من العبادة والتنسق اذا لم ينتبه على القلب يخشى ان ان هذا الحظ يورثه كبرا على الناس. يعني ينظر الى الناس بالنظرة الدونية كما يقولون تجد نفسك احيانا في المسجد منشغل بذكر الله عز وجل. تجد شخصين يتكلمان يعني لاحظ قلبك قد تنظر اليهما بنظرة دونية يعني انا اذكر الله عز وجل انا افضل من هذين الرجلين. شف هذه النظرة هاي نظرة تكبر. الله عز وجل اتاك حظا من العبادة. اتاك حظا من العلم هذا ينبغي ان يكون زيادة في التواضع وزيادة في الاعتراف بالمنة والفضل لله. فكونك شغلك الله عز وجل بالطاعة والعبادة هذه منة من ان الله عز وجل محط فضل الله عز وجل عليك. ليس من ذكائك وليس من اه اجتهادك وحرصك. وانما هو محض فضل الله عز وجل. نعم فقد تبذل الاسباب لان تنال العبادة ولكن عليك ان تتذكر انها محض فضل الله عز وجل عليك. سواء كان هذا في عبادة كما قلنا سواء كان في طلب علم سواء كان اه في عمل دعوي في عمل اصلاحي كله عمل فيه قربة لله عز وجل اياك ان تقلبه اه كبرا على عباد الله عز وجل لكن اه في الحقيقة هناك امر ينبغي ان نفرقه فيه. فرق بين الكبر وبين التحفظ. وهذه رسالة الى طلبة العلم. عليك ان تفرق والى الدعاء ولكل مصلح ولكل انسان يريد السلامة. هناك فرق بين الكبر وبين التحفظ. التحفظ ايها الاحبة ان المسلم الذي يريد النجاة في هذه الحياة الدنيا ينبغي عليه الا آآ يجلس في مجالس الناس العامة في الحقيقة. ينبغي عليه الا يكثر الجلوس في تلك المجالس التي يلغو فيها اللاغون ويكثر فيها اللغط ويكثر فيها الخوف ويكثر فيها الاستهزاء بالشعائر ويكثر فيها الكلام الذي لا يعود على القلب بالصلاح والنفع. فطالب العلم خاصة والمسلم الذي يريد النجاة يزهد بوقته ويشح بوقته ان يضيعها مع هذه الفئة من الناس. الان هذا التحفظ ينبغي ان تكون دقيقا اياك ان يصبح كبرا يعني هي قضية شعرة. اياك ان يصبح هذا التحفظ كبرا. نعم ينبغي عليك ايها المسلم ان تتحفظ من كثرة المجالس التي تصدك عن ذكر الله عز وجل. يأتيك شخص يقول لك لماذا لا تجلس معنا؟ نعم هنا ينبغي ان يكون الخطاب حكيما. تبين له ان سبب عدم الجلوس ان هذه المدارس يكثر فيها اللغط والخلط وليس لاني انا اتكبر عن هذه الطبقة من الناس وليس لوجود الاستعلاء النفسي عليكم ولكن هو في ظل مصلحة القلب ولمصلحة العلاقة مع الله سبحانه وتعالى. لا اجد وقتا لابذله في تلك المجالس الضارة. هو يبين للناس هذا حتى يصبح ديدنا له لان طالب العلم خاصة سيجد من يتهمه بالكبر اذا تحفظ. لذلك اردت التنبه على هذه التنبيه على هذه قضية حتى يعرف طالب العلم ما هو الفرق بين التحفظ وما هو الفرق بين الكبر؟ الكبر هو شعور في القلب يجعلك تشعر بالاستعلاء على الاخرين اما التحفظ فهو تصرف تتصرف به يمنعك من الجلوس مع المدارس التي فيها سفاسف الاخلاق والاقوال والافعال. ففرق بين هذا وبين هذا تحفظ امر محمود للعبد. ينبغي عليه ان يحرص عليه. والا ستفنى الساعات. يعني اذا طالب العلم يريد ان يظهر التواضع. فكل ما يريد يظهر التواضع حتى لا يتهمه الناس بالكبر يجلس مع الناس. يقول لك اذا امتنعت عن الناس ساتهم بالكبر وسيأتهم لماذا فلان لا يجلس معنا؟ هل يظن نفسه خيرا منا وتصبح هناك الاقوال والافعال لا ان تكون حكيما. عليك ان تتحفظ نعم هذا مسلك مهم والا سيضيع عليك العمر. ولكن عليك في نفس الوقت ان تبين الناس وجه هذا التحفظ حتى لا تتهم بالشر وبالسوء. وفي النهاية الله سبحانه وتعالى يعلم ما في قلب هذا العبد. هل قصد التحفظ او قصد الكبر اذا كان قصد التحفظ فالله عز وجل يعينه على نفسه وعلى الناس. واذا كان قاصدا الكبر في ثوب التحفظ فان الله عز وجل يفضح هذه سريرة والله عز وجل على كل شيء قدير. ننتقل الى آآ الكلام عن امر اخر تكلم عنه الحارث المحاسبي رحمه الله وتعالى لكن يعني قبل ان انتقل هو ما العلاج الذي قدمه رحمه الله للكبر؟ قال وان في الكبر بسلطان الله تعالى. وان في الكبر بسلطان الله تعالى ما معنى هذا الكلام؟ هو يقول لك اذا ابتليت بمرض الكبر عليك دائما ان تستحضر ان هناك ربا قاهرا يستطيع ان يزيل هذه النعمة التي بسببها تكبرت على الناس. يعني انت تكبرت بسبب علم؟ الله عز وجل قادر ان يسلبه ان تتكبر بسبب مال الله عز وجل قادر ان يأخذ هذا المال في لحظة. فاذا تذكر العبد سلطان الله عز وجل وتذكر ان الله عز وجل هو المنعم وهو المعطي وهو المانع وهو الباسط وهو الخافض في كل شيء الله عز وجل هو الموجود هو المعطي وهو الذي يمنعك وهو الذي يرفعك وهو الذي ينزلك. اذا كان العبد لهذا السلطان العظيم لله عز وجل يعرف قدره في هذه الحياة الدنيا. يعني قارون ايها الاحبة عندما ذكروه بالله عز قالوا هذه الاموال التي حصلتها؟ يبذلها لله عز وجل. قال ولا تنسى نصيبك من الدنيا. ماذا كانت اه ردة الفعل؟ قال انما اتيته على علم عندي. قال انما اوتيته على علم عندي. انظروا النظرة الان. قال انما هناك تكبر. ظن نفسه اني انا جمعت المال وانا بذلت هذه الكنوز نظرة تكبرية ماذا كانت النتيجة؟ فخسفنا به وبداره الارض انتهى الامر. يعني الموضوع لن يطول على الله سبحانه وتعالى انتهى فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله. لذلك الانسان يحذر ان يبتلى بهذا المرض. وتذكر ان الله عز وجل فوقك وان كل شيء تكبرت به فالله عز وجل قادر على ان يسلبه منك. هذا هو العلاج الذي يقوله المحاسبين. ثم قال واترك كل فعل يضطروك الى الاعتذار وجانب كل حال يرميك في التكلف. المحاسبة هنا ايها الاحبة يطرح موضوعا مهما في الحقيقة. موضوع اما كثيرا من الناس يفعل افعالا هذه الافعال لو نظرنا من حيث الادلة او من حيث وجه الحق فيها قد تكون او قد يكون محقا فيها من حيث الادلة ومن حيث النظرة. ولكن هذه الافعال لا يفهمها المجتمع الذي يعيش فيه هذا الشخص واذا فعلها وصدرت منه امام الناس سيستنكرون منه هذه التصرفات. ليس لانها باطلة في ذاتها هي قد تكون دلت الادلة او قد يكون له فيها وجه من الحق ولكن الناس لم يشع بينهم هذا التصرف ولم يشأ بينهم هذا الفعل ولم تشأ بينهم هذه الهيئة فالحارث المحاسبي رحمه الله يقول لك ايها المسترشد عليك الا تفعل فعلا يضطرك الى الاعتذار. كيف ذلك؟ انت الان اذا فعلت فعلا لا يعرفه المجتمع سيستنكر. سيقول لماذا فعلت كذا؟ الان ستضطر ان تعتذر. الاعتذار يعني ان تبين وجهة نظرك. لا انا فعلت هذا لأنه النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وهناك اثر عن الصحابي الفلاني انه كذا وكانوا يلبسون كذا فالحارث المحاسب يقول لك لماذا تفتح على نفسك هذه الأبواب لكان هذا الشيء او هذا التصرف او هذا المظهر او او هذا الشيء الذي اعتقدته ورأيته حقا. لا يوجد في هذا المجتمع. ظاهرة غير منتشرة بينهم. وفي اغلب الظن انك اذا فعلتها ستثير فتنة. او ستثير استشكالا وستدفع الناس الى ان يدخلوا في غيبتك وستدفع الناس الى ان يدخلوا في غيبتك وتعينهم على ان يدخلوا في غيبتك. هم يقولون ان الفقهاء لماذا الشرع كره لباس الشهرة قال انظروا من مأخذ الفقهاء يقول لماذا يكره لباس الشهرة؟ اللباس الغريب او الزي الغريب عن اهل الوطن او اهل البلد. لماذا يكرهه الشرع؟ قالوا ان فيه اعانة للناس على الغيبة. لان فيه اعانة للناس على الغيبة. لان الانسان اذا لبس ثوب شهرة الناس في مجالسهم يستغيبونه انظر فلان ماذا يفعل فلان لابس كذا فلان لابس كذا فانت كنت سبب في اعانة الناس على هذه الغيبة. لذلك نقول ايها الاحبة اذا كان الفعل او التصرف الذي رأيته حقا وجاءت الادلة باعتباره. ولكن ليس اصلا من اصول الدين. اذا كان اصلا من اصول الدين فلا مجال فيه ولكن القضية في افعال فقهية فروعية يعني افعال فيها اجتهاد انت درست مذهب احمد ابن حنبل عرفت قولا جديدا عن واقع المجتمع. درست قولا قرأت كتابا وجدت فيه قول يصححه العلماء ولكنه غريب عن مجتمعك. يعني لا تسارع في تطبيق هذا القول واظهار امام الناس حتى لا تقع في استهجان الناس في انكار الناس عليك احداث فتنة في المجتمع وانت غني عنها. لان هذا الفعل ليس كما قلنا من اصول من لا حاجة الى التصرف به في هذا الموضع. اردت ان تفعله نقول افعله وحدك. عندما تكون غائب عن اعين الناس. بحيث لا تحتاج الى اعتذار ولا تحتاج الى ان تعين الناس على غيبتك وعلى الوقوع فيه. وهذا كثير ما نجده في طلبة العلم. يحاول ان يتميز عن الناس بعض افعل ان هو طالب علم متحمس جديد قرأ كتابا فقهيا او في العقيدة او في اللباس او في شيء من الاداب يأخذ قولا واحدا ويعتبره هو الولاء والبراء على هذا الفعل او على هذا التصرف. يريد ان يطبقه في المجتمع حتى لو عاداه الناس. اما في لباس واما في مظهر واما في تصرف يدخل في شحناء وبغضاء في الحقيقة تذهب فائدة هذا الطالب من المجتمع لان ما فائدتك كطالب علم؟ ان تكون مشعل للدعوة ومشعل اصلاح واخذ الناس الى الخير والصلاح. انت من بداية الطريق نفرت الناس عن دعوتك. ابعدت الناس عن المنهج الصحيح بسبب تصرف غير حكيم صدر منك الان ايها الاحبة كون الشيء حقا في نفسه هذا لا يعني ان يكون حقا في التصرف. قد يكون الشيء هو حق في ذاته ولكن في التصرف لا يكون حقه. فينبغي على الانسان ان يفرق بين كون الشيء حقا في ذاته وبين كونه في هذه اللحظة او القيام به. في هذه الواقعة ليس حقا لانه تؤدي الى مفاسد اكبر منها. لذلك دراسة علم المقاصد الشريعة ومعرفة المصالح والمفاسد. وما الذي يجب ان يقدم وما الذي يجب ان يؤخر مهم؟ لطالب العلم حتى لا يبادر ولا يحمل الناس فوق طاقتهم في افعاله. لذلك هنا مثلا مقولة لعلي بن ابي طالب في الحقيقة جميلة. يقول علي بن ابي طالب اياك وما اسبقوا الى العقول انكاره. اياك وما يسبق الى العقول انكاره. يعني اياك ان تفعل فعلا عقول الناس ستستنكره. قال ماذا؟ قال وان كان عندك اعتذاره. يعني حتى ولو كان عندك الجواب عن هذا التصرف جاهز تستطيع ان تجيب اذا جادلك شخص لا تفعل هذا الفعل وانظروا للكلمة الحكيمة الان شوف التعليل. قال فليس كل سامع نكرا يعني ليس كل انسان رأى الفعل المنكر يطيق ان تسمعه تعبوا عذرا يعني ليس الانسان الذي رأى منك هذا الفعل الذي استهجنه وما استنكره يستطيع ان يتفهم عذرك الذي ابديته لذلك انت لا توقع الناس ابتداء في جدال وفي نقاش وانت غني عنه. وهذه حكمة كبيرة من الحادث المحاسبي وكذلك حكمة كبيرة من علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه يعني احفظ هذه الجملة فليس كل ماذا قال فليس كل سامع نكرا يطيق ان يسمع عذره هذا مثل احفظ ان الناس ايها الاحبة عوام الناس ينبغي على الداعية وعلى المصلح الا يكلفهم فوق طاقتهم في الفهم والاستيعاب. فليس كل انسان نظر فعلا منك يمكن ان يفهم جوابك واعتذارك عنه. لذلك التميز في طالب العلم في الداعية انا اقول ليس في اللباس. ليس في اللباس النسا واللباس هو المقصد ابتداء وليس في الهيئات وليس في الشعارات. وانما التميز اولا في الاخلاق وفي السلوك وفي الاداب. ان تكون متميزا في اخلاقك في في سلوكك في ادبك مع المجتمع. ان تكون متميزا في ايجاد الاعذار للناس وايجاد المخارج الشرعية. يعني ليس طالب العلم المتميز هو الذي يصد على الناس المخارج بل بالعكس طالب العلم المتميز هو الذي يستطيع ان يجد للناس المخارج في الاقوال والافعال ما وجد لذلك مخرجا. هذا هو التميز ايها الحبيب ان اه تجعل المجتمع يحبك. ان تجعل نفسك مقبول عند المجتمع. طبعا في النهاية يقول الطالب المجتمع لا يريد بعض الثوابت الدينية. نعم. الان الثابت تثبت عليه لكن عندما يرى المجتمع انك هين لين في التعامل عندما يرى المجتمع آآ الاخلاق والاداب العامة التي تتعامل بها عندما يرى المجتمع الشفقة والاصلاح الذي تريده له هنا الثوابت سيحبها المجتمع منك حتى ولو كان في هذه اللحظة الانية يرفضها ولكن في لحظة من اللحظات لا يقبلها. والدليل محمد صلى الله عليه وسلم. دعا حافظ على ثوابته وكان في نفس الوقت خلوقا مع الكفار والمشركين. وكان مؤدبا كان حريصا على اه ان يسهل على الناس وان يرفع الحرج والضيق عنهم ولكنه حافظ على ثوابته وعلى مبادئه. لذلك دخلت محبته الى قلوب خصومه مثلما دخلت الى قلوب محبيه وانصاره. وكثير من الناس امنوا بمجرد ان التقوا بمحمد صلى الله عليه وسلم. ثمامة بن اثال قال والله يا ما كان وجه ابغض الي من وجهك. وان الان وجهك احب الوجوب اليه. لحسن التعامل منه صلى الله عليه وسلم. لذلك يعني هذا امر سريع عليه ان تميز طالب العلم باخلاقه وادبه وسلوكه تميزه في تصحيح اقوال الناس وافعالهم ما وجد لذلك موجدا. اذا القضية سدت يعني ليس الذي يصحح احوال الناس وافعالهم هو الذي يحل القروض الربوية والفوائد يعني من باب التسهيل على الناس لا هناك ثوابت قطعية لكن الكلام عن الامور الاختلافية التي يكثر فيها كلام اهل العلم ونظرهم. فيحاول الانسان ويسعى ان يسهل على الناس في امور حياتهم. واظن المقصد واضح. ثم قال رحمه الله تعالى وصن دينك بالاقتداء. وصن دينك بالاقتداء. ينبغي على العبد ان هذا توجيه جديد. رسالة جيدة من المحاسب يقول لك ينبغي عليك ان تحفظ دينك. تحفظه من البدعة. تحفظه من الشبهات. اه تحفظه من ان يطعن فيه من الاخرين. كيف تحفظ الدين من البدع ومن الشبهات ومن ان يطعن فيه؟ قال بالاقتداء. الاقتداء بمن؟ الاقتداء بالسلف الصالح. الاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالصحابة وبالتابعين ذاك الجيل الذي مدحه النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي عليك ان تقتدي به اذا اردت السلامة. وقف حيث وقف القوم. كما قالوا حيث وقف القوم حيث وقف الصحابة والتابعون قف معهم. المسائل التي دخلوا فيها ادخل معهم والمسائل التي سكتوا عنها اسكت معهم. ولا الابواب المغلقة. لذلك ايها الاحبة اه طالب العلم عليه ان يحرص على قضية مهمة. وهي الا يبتدع رأيا جديدا ليس له فيه امام الا يبتدع رأيا جديدا ليس له فيه امام. لذلك العلماء الكبار من سلفنا ومن العلماء ابن تيمية ومن قبله ومن بعدهم كانوا يقولون نحن لا نقول في مسألة بقول الا ولنا فيها امام. يعني هناك عالم سابق قال بهذا القول. اما ان يأتي طالب العلم فينتج قولا جديدا لم يقل به احد ممن سبق فهذا مرض. فليحذر الانسان من هذه القضية. عليك ان تقتدي بالسابقين واياك ان تحدث قولا المبتدأ تخالف به اهل عصرك. فكل قول لا تجد فيه كلاما للعلماء في المسائل القديمة. لان النوازل دعونا منها. الكلام في المسائل القديمة. ان احدث فيها قولا جديدا ليس لك فيه امام متبع احذر من هذا الباب وهذا منهج ليس بسويه. فعليك ان تحفظ دينك بالاقتداء. انت اذا احدثت هذا القول الجديد الذي لا يوجد عالم ممن سلف قال به سيطعن في دينه وسيطعن في عدالتك وسيطعن في علمك وفي ورعك وفي تقواك فانت غنيا عن هذا فضلا ان الخير كل الخير في اتباع السلف. اه هذا يعني نحن رجال وهم وهناك كثير من المقولات حقيقة الغريبة التي نسمعها في هذا العصر ممن لم يعلو كعبه في العلوم الشرعية يتكلمون بكلام غريب مستهجن لا يليق بحالهم. هناك امر اخر يلفت اليه في قضية الاقتداء قضية دعوات التجديد التي تسمع من وقت الى اخر. يقولون علينا ان نجدد الدين. الان في مصطلحات التجديد ما معنى التجديد في الدين؟ طالب في العلم ينبغي علي ان عندما يقف مع هذا المصطلح ان يتأمل ما المراد بالتجديد؟ انا اعرف الاقتداء بالسلف اما قضية التجديد هذا مصطلح مجمل يحتاج فيه الى تفصيل هل مثلا التجديد هو الطلب بحرية المرأة مثلا هذا شيء تجديد؟ كما قاله بعض الدعاة قاله لم يقولوا علماني قال قضى نحبه وذهب الى ربه. قال التجديد نحن نريد تجديد المرأة في تحرير المرأة من الحجاب. اعتبر هذا تجديدا دينيا. اه التجديد في اسقاط كليات الشريعة والمقاصد الثابتة في الشريعة يجعلون هذا هو التجديد الديني المطلوب. وهناك من يقول نريد التجديد في الوسائل التي ندعو بها الى الله عز وجل في الاليات التي تتبع. نقول نعم التجديد في باب الوسائل التي ليست بقطعية متغيرة. التجديد الذي في الاليات التي تصل بها الدعوة الى الاخرين في استخدام الوسائل الحديثة المعاصر نعم هذا تجديد مقبول. وهناك تجديد مرفوض. التجديد الذي يقصدون به هدم الدين وهدم المقاصد الشرعية الثابتة والمساس بالثوابت. لا هذا تجديد نقول فيه هذا تجديد مردود على صاحبه لا يقبل عند شرعا ونلتزم بقول المحاسب رحمه الله صن دينك بالاقتداء نقتدي بالسلف الصالح واي دعوة جاءت نرمي بها عرض الحائط اي تيجي ايها الاحبة تسمعها في التلفاز او في وسائل التواصل الاجتماعي او في اي مكان او من اي جاهل نطق بها حتى ولو وسم نفسه بوسم الاصلاح. اي داعية يريد ان يمس بكليات الشريعة ويسمي هذا ويزخرفه بكلمة التجديد الديني واحيانا يسمونه الاصلاح الديني. يعني انظر العبارات المنمقة الاصلاح هو في الحقيقة هدم لكليات الشريعة فهذا مردود على صاحبه لانه مخالف لمنهج السلف. كذلك يقول الحارث بعد ذلك رحمه الله واحفظ امانتك بطلب العلم. وهذا مر معنا ذكره في الدرس الماضي عندما قال وقيد الجوارح باحكام العلم. هي ومشابهة لا فرق بينهما الا في استخدام اه مصطلحات جديدة اخرى. فهو يقول لك اه احفظ احفظ امانتك بطلب العلم. ما هي الامانة؟ هذا الجسد هذا الجسد بجوارحه وبنفسه وبروحه هذا امانة استودعها الله عز وجل عندك. وذكرنا في الدرس الماضي ان الجوارح يجب عليها الا تقدم الى من التصرفات قبل ان تعرف حكم الله عز وجل. فاليد لا تفعل شيئا الا بعد معرفة حكم الله. والعين لا تفعل شيئا الا بعد معرفة حكم الله. وقل ذلك بالسمع وفي القدم فهذا اذا مكرر يرجع فيه الى ما سبق. ثم قال وحسن عقلك باداب الحلم. وحصن عقلك باداب الحلم يعني انظروا في الحقيقة الحادث المحاسبي يستخدم عبارات دقيقة مختصرة ولكن معانيها عظيمة يحتاج الطالب ان يقف مع كل عبارة ومع كل نص ومع كل من الحارث المحاسبي رحمه الله. يقول لك وحصن عقلك باداب الحلم. ما هو الحلم ايها الاحبة؟ يعني الحلم هو نوع من الصبر والاناة والتأني. النبي صلى الله عليه وسلم قال لاشج عبد القيس ان فيك لخصلتين يحبهما الله. الحلم والاناة لذلك ايها الاحبة من اعظم الصفات التي ينبغي ان يتحلى بها المسترشد والداعية والمصلح وطالب العلم الحلم. لان من فقد العلم سفه بنفسه وبعقله الانسان ضعيف الحلم لا يصبر على الناس لا يوجد عنده انا هذا سريع الغضب. فيدخل نفسه في مشاكل وفي جدالات وفي نقاشات ويدخل نفسه في امور هو غني عنها ويخسر بذلك نفسه ويخسر مكانته. اما الانسان الذي تجده صاحب حلم عنده انا عنده صبر لا يوجد حماس مندفع استعجاف في اتخاذ القرار. هذا الانسان يعظم قدره في المجتمع بشكل عام. فضلا انه يعظم قدره عند الله سبحانه وتعالى. لذلك اشد القيس كان معظما في قومه بسبب هاتين الخصلتين. الحلم والانا. فالانسان المسترشد اه الطالب العلم الداعية المصلح ينبغي عليه ان يتحلى بخلق الحلم حتى لا يفسد دعوته. وانت ايها الداعي ستواجه مجتمع. ستتعامل مع اقوام. قد تكون الاخلاق فيها اشكال بينك وبينهم سيكون هناك تعجل في اذيتك في اتهامك في رميك في رفض دعوتك. اذا لم ترزق حلم الانا متى ستنتصر هذه الدعوة؟ لن تنتصر لان صاحبها مباشرة صينيها تماما بان يدخل في اقتحام مباشر وينهي هذه القضية وهذه الفكرة وهذه الدعوة التي يريدها كذلك ايها الاحبة من لم يرزق الحلم اذا كان صاحب دعوة فانه سرعان ما يفسد هذه الدعوة التي جرت سنوات وهو يسقيها بسبب استعجاله. الانسان اللي بيفقد الحلم والاناة والصبر والنظر في الامور بحلم وعدم تعجل. يكون يسقي ثمرة ويبني بنيان في سنوات ثم هذا البنيان يقتله وهذه الثمرة يفسدها بسبب ماذا؟ بسبب ذهاب الحلم عنه في لحظة واحدة وهذا هو الذي يقسم ظهور الدعوات عندما يستعجل اصحابها في خطف ثمارها. تقتل هذه الدعوة مباشرة ويهلك بنيان عظيم ناس وضحوا من اجله وبذلوا اعمارا ودماء من اجل ان يبنى هذا البنيان. ثم بعد ذلك بسبب فقد الحلم وفقد الصبر وفقد الاناة يفسد هذا البنيان لذلك نسأل الله المعونة محمد صلى الله عليه وسلم آآ جلس يدعو وتحمل من قومه الاذى الكثير. اودي وعذب وعذب اصحابه وهاجروا مرة ومرة وثلاث الى الحبشة مرة والى الحبشة مرة ثانية والى المدينة وحدث هناك اشكالات كثيرة قبل ان يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم قرار المواجهة كان عنده صلى الله عليه وسلم حلم لانه يعلم اني اذا استعجلت في اتخاذ القرار قبل اوانه فاني ساقتل دعوتي وساقتل نفسي وساقتل مجتمعي الذي ايدني والذي قام معي. فخلق الحلم آآ خلق مهم جدا للداعية والمصلح. والا سيفسد عمله من حيث يظن انه يحسن عمله ثم يقول بعد ذلك الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى. واعد الصبر لكل موطن. الصبر ايها الاحبة تكلمنا عنه فيما سبق تكلمنا عن وصوره واشكاله اعاد الحارث المحاسب الكلام عنه مرة اخرى لينبه على هذه المنزلة العظيمة. وهي ان هذه الحياة الدنيا جبلت على البلاء والامتحان. لا يمكن لهذه الحياة الدنيا ان تتجرد من البلاء والامتحان لانها جبلت عليه. لذلك يقول السكندري رحمه الله لا تستغرب وقوع الاكدار. ما دمت في هذه الدار. لا تستغرب وقوع الاكدار ما دمت في هذه الدار. فانها ما ابرزت الا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها. يقول لك لا تستغرب ايها الحبيب ان تقع آآ في الهموم والغموم والاكدار ما دمت في هذه الحياة الدنيا لان هذه الحياة الدنيا اذا اوقعتك في اذا اوقعت بك في الاكدار فهي اوقعتك في شيء هو من جبلتها ومن طبيعتها التي فطرت عليها. لذلك ايها الحبيب وقوعك في البلاء ليس امرا نادرا. وليس شيئا غريبا مفاجئا ان تبتلى. ستبتلى اذا لم تكن مبتلا الان ستبتلى فيما بعد ولكن هذه الحياة لابد فيها من بلاء. لذلك ماذا يقول ابو الحسن التهامي؟ طبعت على وانت تريدها خلوا من الاقذار والاكدار ومكلف الايام ضد طباعها متطلب في الماء جدوة نار يعني الذي يريد من الايام ان لا ترفعه في البلاء ولا يريد في الاقدار ان ان يكون مكتوب له البلاء هذا كانه يطلب جدوى من النار في داخل الماء. هل يمكن يوجد نار داخل ماء الماء يطفئ النار. وكذلك هذا الحد. هذا الانسان الذي يريد الا يقع في البلاء ابدا ما دام في هذه الحياة الدنيا فنقول له ستقع في البلاء لابد ولكن ينبغي عليك ان تستعد لذلك ماذا يقول لك المحاسبين واعد الصبر لكل موطن هذه الحكمة الجديدة. ان الانسان ان يعد الصبر من الان حتى اذا جاء وقت البلاء يكون موطنا نفسه على استقباله. لذلك تلميذ الحارث حاسب الامام الجنيد رحمه الله تعالى يمتثل هذه النصيحة من شيخه. فانظروا ماذا يقول. يقول لست استبشع ما يرد علي من العالم يعني انا لا اجزع ولا افزع مما يرد علي من هذه الاقدار في هذه الحياة الدنيا. قال لماذا؟ قال لاني قد اصلت اصلا وضع منهجا لنفسه. ما هو؟ قال وهو ان الدنيا دار هم وغم وبلاء وفتنة. يعني هو نفسه وطن نفسه على هذا الامر. هذه الدنيا دار هم وغم وبلاء وفتنة. قال قال فان تلقاني اي تلقاني هذا العالم اي جائته الاقدار بكل ما احب يعني اذا جاءت امور احبها فهذا محض الفضل. طيب اذا لم تأتي الامور التي يحبها جاء البلاء والهم قال والا فنبقى على الاصل ما هو الاصل الاول؟ ان الدنيا دار هم وغم وبلاء وفتنة. انظروا هذا التوطين. هذا التوطين ما فائدته ايها الاحبة؟ فائدته انه يهون عليك البلاء عندما يصيبك. انت اعددت نفسك وجهزت هذا النفس وهذا القلب وهذا الايمان انك ستبتلى. اذا لم ابتلى اليوم سابتلى غدا الى لو ابتلى اوبتلى بعد غد. هناك تربية ايمانية واعداد نفسي لاستقبال هذا البلاء. الانسان ايها الاحبة الذي يأتيه البلاء فجأة وهو يظن نفسه انه لن يبتلى وانه يعيش في فرح وهذه الدنيا ينالها من دون اي تعب ومن دون اي بلاء. هذا الانسان عندما يأتيه البلاء فجأة يصدم في كثير من الاحوال يفقد السيطرة على الاعصاب وعلى العقل يموت. قد يموت بسبب شدة الصدمة. لماذا لا يوجد تهيئة قلبية واعداد الصبر لمواطن البلاء فمن كان معدا قلبه لمواطن البلاء يجد السلوان اذا فقد ما احب او فقد من يحب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فلذلك نقول على العبد الا يوطن نفسه على الراحة. وعلى العبد الا يركن ايها الاحبة الى السرور والى الفرح الذي قد يحياه في بعض الأحيان هناك سرور وفرح الله عز وجل يغير الأحوال هذا العبد ليس دائما سيكون هناك الحزن ولكن ليس دائما سيكون هناك الفرح والسرور. إذا انعم الله الله عز وجل عليك بنعمة الفرح والسرور في لحظة يعني فكن مهيئا قلبك. لا تركن نحن لا نقول لك لا تفرح افرح. ولكن كن مهيئا نفسك لان ما بعد الفرح سيكون طرح كما قال ابن مسعود ما ملئت دار افراحا الا ملئت اطراحا. هذه هي سنة الله. الاسر والعائلات مجتمعات ستأتي عليها فترات من الرخاء والفرح والسرور وستأتي عليها فترات من البلاء ومن الشدة. فعلى الانسان اذا ان يكون مهيئا نفسه والرحلة ايها الاحبة قصيرة. يعني ازا لا يحزن ان هذه الدنيا دار بلاء. هذه الرحلة قصيرة لو تفطن الانسان في نفسه يجد العمر ينقطع سريعا. ولكن هذا يحتاج الى انسان ليس متعلقا بالدنيا. الانسان الذي يتعلق قلبه بالحياة الدنيا همه وشغفه في متاعها اذا قلت له الحياة قصيرة ويفزع يقول انا اريد ان اخذ نهمي من هذه الحياة ومن شهواتها. لكن آآ المحب آآ المشتاق الى الله سبحانه وتعالى عندما يسمع كلمة ان الحياة قصيرة يطير قلبه شوقا وفرحا. كما يقول الامام العظيم ابو سليمان الدراني رحمه الله تعالى. يقول جوع قصير وعري قصير وصبر قصير وتنتهي ايام هذه الحياة الدنيا. يعني انظروا كيف نظرته للحياة. قال نجوع قليلا ونصبر قليلا ونعرق قليلا كان فقيرا. ثم بعد ذلك تنتهي الحياة الدنيا. يعني هذه في كل الحياة الدنيا. ليس بذاك الامر العظيم الذي يفزع الانسان ويجزع على الفراغ على ذهابه وانه لم ينل منه شيئا. فمن كان يتعامل مع هذه الحياة الدنيا في هذه النظرة السهلة الهينة يجد البلاء سهلا هينا. اما من كان يتعامل مع الدنيا بانها كل شيء. اخذت عليه عقله وفكره وروحه بمجرد ان يقع في بلاء صغير تجده جزعا فزعا حريصا كأن الدنيا ذهبت كلها من يده فنسأل الله السلامة والعافية. ثم يقول حالة المحاسب رحمه الله. والزم الخلوة بالذكر. كذلك ذكر الله عز وجل مر معناه الكلام عنه. وهو تكلمنا الحارث يعيد كذلك افكار. لكن احيانا يعيدها بقالب اخر يريد ان يعني يوصل اليك معنا جديد. فنقول ايها الاحبة مر معنا ان الذكر هو شعار المحبين فان الانسان انما يكثر من ذكر من يأتي في خاطره وفي قلبه. فمن كان الله عز وجل هو الذي يملأ قلبه وفكره وروحه تجد ذكر الله عز وجل دائما على لسانه. ومن كانت الدنيا باموالها بشهواتها هي التي تملأ قلبه تجد هذه الحياة الدنيا دائما على لسانه فاختر لنفسك ايها الحبيب من ترضى ان يساكن لسانك هل تريد الله عز وجل ام تريد هذه الحياة الدنيا؟ الحارث المحاسبي في هذا يقول لك ينبغي عليك ان تملأ الخلوات من ذكر الله عز وجل. عليك ان تملأ الخلوات من ذكر الله عز وجل. وفي الحقيقة ايها الاحبة من اصفى اللحظات التي يحياها العبد هي تلك اللحظات التي يختلي بها مع مولاه سبحانه وتعالى. وسر الصفاء في تلك اللحظات ما هو؟ هو ان الانسان يكون في حالة من الابتعاد عن الناس. ويكون في شعور من الاخلاص اه والتصفية لهذا القلب نداء الرياء والنفاق في الساعات او في الدقائق التي يخلو بها العبد مع ربه يكون ضعيفا. لانه لا يوجد ناس ينظرون اليك. انت وحدك. مع الله سبحانه وتعالى لذلك ساعات الخلوات هذه من اصفى الساعات التي يجلس بها العبد مع مولاه عز وجل يتقرب اليه. والمسلم ان يخص نفسه في كل يوم ولو بربع ساعة ولو باوقات قصيرة يختلي بها مع ربه عز وجل يديم ذكره. كما قال لك المحاسبي الزم الخلوة بالذكر. هذاك خلوة ينبغي ان تقتدي بها مع الله عز وجل تديم فيها ذكر الله. ومن كانت عنده هذه الخلوات وما عليها ايها الاحبة فانا اضمن له ان تتغير حياته تماما. هذا ضمان. من يوجد عنده هذه الخلوات يديم فيها ذكر الله عز وجل هناك ادامة طبعا ليس خلوة فقط اليوم بعد نهاية الشهر ما في خلوة. خلوة مستمرة في كل يوم ولو ربع ساعة يديم الذكر مع الله انا لو ان تتغير الحياة تماما وان يبدل همه سرورا وان يبدل ضنكه وضيق قلبه سعادة وحضورا. لابد لان هذا وعد من الا بذكر الله تطمئن القلوب. وهذا يصدق فيه قول الامام الكبير الزاهد ابراهيم ابن ادهم رحمه الله تعالى. عندما قال في لذة لو علمها الملوك لجالدونا عليها. لذة العبادة والخلوة مع الله عز وجل يقول اننا في لذة لو علمها الملوك لجالدونا عليها. لان اللذات في الحقيقة هي اللذات القلبية الروحية. ما معنى او ما قيمة الشهوات الحسية اذا كان القلب ضيقا ضنكا؟ يعني حزينا مكبوتا لا يجد مكانا للسور. هذه شهوة حسية تنقضي. اما اما اللذات الحقيقية هي اللذات الروحانية. لذلك من وجد طعم ذكر الله عز وجل في الخلوات يجد سحرا حلالا ويجد لذة لا يعرفها الا من ذاقها ويكفي ايها الاحبة. يكفي لو ان الانسان من كل ساعات الخلوات لم الا لحظة واحدة. هذه اللحظة الواحدة نزلت منه دمعة صادقة حارة شوقا وخشية من الله عز وجل لكفى بهذه الخلوات وعزة. كل هذه الخلوات لم تستفد منها الا لحظة واحدة. نزلت فيها دمعة صادقة لله عز وجل لكفى بكل تلك الخلوات شرفا لماذا ايها الحبيب هل تعرف الجائزة التي ستنالها مقابل هذه الدمعة التي عصرت النفس وجاهدتها على اخراجها في الخلوة ما هي الجائزة؟ هذا سؤال نحتاج الى جواب. لكن هناك شيء يتعلق بمن؟ آآ بكى خاليا. اه. البكاء في الخلوة. احسنت. يعني هناك جائزة عظيمة اعدها الله عز وجل ان جاهد نفسه على دمعة في خلوة خوفا وخشية من الله عز وجل وشوقا اليه. وهي ان الله عز وجل لن ينسى لك ايها الحبيب هذه الدمعة ستسجل لك انت تقول دمعة الامر هين الله عز وجل لن ينساها. عظمها الله عز وجل لانها لانه يعلم انها خرجت من قلب صادق المحب. فيوم القيامة تجدها مسجلة عندما يكون الناس في الحر والشمس قد دنت من من العباد. ومن يكون العرق الى ساقيه والى حقويه ومن يلجمه عرفوا الجامعة وتنادى انت يا فلان ابن فلان اقبل الى ظل الرحمن. اشرب دمعة واحدة فقط انزلتها في خلوة من الخلوات. اذا الامر في كيف يستحق دمعات وليست دمعة واحدة لذلك الموقف. ذلك الموقف انت ستطير فرحا عندما تسمع اسمك في ظل الرحمن سبحانه تعالى والناس في ضنك الموقف وفي شدة حره. نعم. ابن تيمية ايها الاحبة يعني من المواقف التي نذكرها ابن تيمية شخصية حقيقة تلفت النظر. عندما سجن في سجن القلعة يقول يعني انظروا كيف النظرة يعني الاخرى للحياة. لو كان واحد نسأل الله السلامة يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى يعني لا اعرف معنى كلامي لا اعرف كيف اشكر خصومي واعدائي الذين كانوا سببا في سجني. لماذا؟ قال اهدوا هدية وهي الخلوة مع الله سبحانه وتعالى في ذكر وعبادة وصلاة وما شابه ذلك. هو ينظر ان هذه الهدية من الخصوم والاعداء. الانسان لو وسأله شخص فسبب سجنه ينظر الي بانه عدو قاتل ينتظر ان يخرج من السجن حتى يقضي عليه. ولكن ايها الاحبة ابن تيمية ينظر بنظرة اخرى نظرة انسان مؤمن ينظر الى ان هؤلاء اهدوا له هدية وهي هدية الخلوة مع الله عز وجل يديم فيها الذكر. لان ذاك الرجل نحسبهم الله حسيبهم هؤلاء ناس عاشوا مع الله سبحانه وتعالى يعني كان الذكر يشعر به بانس وبلذة. نحن اشكاليتنا في فقد اللذة وفي فقد الانس والاستحضار. عندما نذكر الله عز وجل. لذلك كل اطرحه الان من اهمية الذكر والخلوة ومن اهمية الجلوس مع الله عز وجل في ساعات تخاطبه وتناجيه. هي امور جميلة نطرحها لكن ستبقى امور نظرية اذا لم نترجمها الى واقع عملي نبقى نتكلم في احلام جميلة وصور وردية. وفي النهاية الاثر سيكون ضعيفا اذا لم يكن هناك تطبيق عملي على ارض الواقع. وابن تيمية تجرب ومن جرب ليس مثل من لم يجرب. قال رحمه الله بعد ذلك واصحب النعم بالشكر وفيما سبق قال في مقطع انا اخرته عمدا الى هذا المقطع قال فيما سبق وادم شكر الله. الحادث المحاسبي يركز اكثر من مرة على قضية شكر على النعم. يقول واصحب النعم بالشكر. ويقول بما سبق وادم شكر الله. ايها الاحبة اتفق الحكماء ويقولون عربا وعجما على ان الشكر هو الذي يقيد النعم. وكما يقول السكندري رحمه الله تعالى اه من لم يشكر النعم تعرض لزوالها من شكرها فقد قيدها بعقالها. يعني النعم هذه كانها تهرب. اذا شكرت الله عز وجل تقيدها. واذا لم تشكر الله سبحانه وتعالى فانها تذهب منك. والشكر ايها الاحبة يكون بالقلب. والشكر يكون باللسان. والشكر يكون كذلك بالجوارح والاركان. فشكر الله عز وجل بالقلب ان يعتقد الانسان اعتقادا جازما في قلبه ان كل ما به من نعمة فمن الله سبحانه وتعالى ويتبرأ من نسبة هذه النعمة الى نفسه. بل يتبرأ من ملاحظة دوره في احداث هذه النعمة. نعم قد تكون انت سببا جعلك الله لكن في الاصل ينبغي عليك ان تتبرأ حتى من هذه النظرة الى دورك في احداث هذه النعمة فهناك تبرأ تام من الحول القوة منك واعتراف بالحول والقوة لله سبحانه وتعالى. لذلك نقول اه يعني قارون هذا المثال يتكرر معي كثيرا قارون ايها الاحبة عندما انعم الله عز وجل عليه بالمال. ماذا قال؟ قال انما اوتيته على علم عندي. يعني لم يعترف بهذه النعمة لله عز وجل وامثال قارون في هذا الزمن كثير. الذي يقول هذا العلم حصلته بجهدي وهذا المال تعبت فيه وهذا الجاه انا الذي حصلته وانا الذي بنيت صرحا شامخا حتى اناله اذا هناك امثال قارونية كثيرة. والله عز وجل اراك ما هي عاقبة قارون هذا الانسان الذي لم يعترف ولم يشكر النعمة التي انعمها الله عز وجل عليه. نتيجته كانت فخسفنا به وبداره الارض. وهناك امثلة كثيرة من هؤلاء القارونيين الذين سيخسف الله عز وجل بهم الارض لانهم لا يشكرون الله عز وجل على نعمه وحالهم حال قارون انما اوتيته على علم عندي. نسأل الله السلامة والعافية. آآ النوع الثاني كما قلنا هو الشكر باللسان. والشكر باللسان هو الحمد لله عز وجل. هما متساويان في هذا المعنى. السلف رحمهم الله تعالى كانوا يداومون على الشكر باللسان. يعني هذا اقل احوالك ايها الحبيب. ان تشكر الله عز وجل بلسانك. ابن عمر رضي الله تعالى يقول قال كنا نلتقي فيسأل بعضنا بعضا عن حاله ولا نريد بذلك الا حمد الله سبحانه وتعالى. يعني يقول اذا لقي بعضنا بعضا فيسأل الانسان صديقه كيف حالك؟ فيقول الحمد لله. وهذا يخاطب كيف حاله؟ فيقول الحمد لله. قال مقصودنا فقط من السؤال نحمد الله عز وجل. كذلك يعني انس بن مالك رضي الله تعالى عنه يروي ان عمر بن الخطاب جاءه رجل فسلم عليه. فقال له عمر كيف حالك يا فلان؟ فقال احمد الله الله اليك. قال هذا الذي اردت منك فقط. يعني انا لم ارد ان اسأل عن حالك في الحقيقة. انا فقط اردتك ان تحمد الله سبحانه وتعالى. تأمل الفرق بين حالنا وحالهم. اذا سأل الانسان كيف حاله؟ ايه منيح يا شيخ الحال؟ ماشي الامور. ماشية الامور جيدة. يعني لفظة حمد الله عز وجل ليست على اللسان ماشي الامور جيدة بتسلق يعني شوف العبارات التي نستخدمها والعبارات التي كان يستخدمها السلف كانوا يتقفدون السؤال عن الحال لحمد الله مع انهم يعني عمر ابن الخطاب او الصحابي كانوا اغنياء كلهم لأ. هناك طبقة اغنياء وهناك طبقة فقراء مثلهم مثل اي مجتمع اخر. ولكن العبادة والتربية هي التي اختلفت فيحمدون الله عز وجل على القليل وعلى الكثير. ونسأل الله ان نقتدي بحالهم وباحوالهم. كذلك عندنا الشكر بالعمل النوع الثالث وهناك شكر بالقلب بالاعتراف وشكر باللسان يكون بالحمد والثناء على الله. وهناك شكر بماذا؟ بالعمل. الله عز وجل ماذا قال؟ اعملوا ال داوود شكرا ال داود شكرا. يعني اعملوا من اجل ان تشكروا نعمة الله عز وجل التي انعمها عليكم. فهو اذا الشكر يكون كذلك بالعمل وكل جارحة من الجوارح ايها الاحبة لها شكر خاص يتعلق بها. كل جارحة لها شكرها الخاص. انظر الى آآ ابي حازم عندما سئل عن شكر الجوارح ماذا يقول؟ سئل ابو حازم رضي الله تعالى عنه فقيل له ما شكر العينين؟ قال اذا رأيت بهما خيرا اعلنته واذا رأيت بهما شرا سترته. يعني هذا شكر هذه النعمة. العين اذا رأيت بها خيرا اعلنت واخبرت الناس. واذا رأيت عورة من العورات تستر الآخرين هكذا تشكر نعمة العين. قال فما شكر الاذنين؟ قال اذا سمعت بها خيرا وعيته. واذا سمعت بها شرا دفنته قال فما شكر اليدين؟ قال لا تأخذ بهما ما ليس لك ولا تمنع حقا هو لله فيهما. قال فما شكر البطن؟ انظر شكر البطن قال ان يكون اسفله صبرا واعلاه علما. ما معنى هذا الكلام؟ انت مسؤول عن شكر البطن ماذا قال؟ قال ان يكون اسفله صبرا وان يكون اعلاه علما. يعني اسفله ما هو الاسفل؟ ما هو اسفل احسنت هذا الذي يظهر لي من معناه ان اسفل البطن هو الفرج تصبر. لان الانسان قالوا اذا شبع اذا شبع الانسان يبقى بعد ذلك شهوة الفرج. يعني شهوة الفرج تأتي بعد شهوة البطن. لذلك يقول اسفله صبرا تصبر على شهوة الفرج. واعلاه علما اعلى البطن اهو القلب والقلب فيه العقل فيكون فيه العلم. فقال هكذا تشكر نعمة البطن. ثم قال رحمه الله تعالى. قال فما شكر الفرج؟ قال نص على الفرج بشكل مستقل. قال فما شكر الفرج؟ قال كما قال تعالى والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. قال فما رجلين قال ان رأيت شيئا قبضته استعملتهما. يعني ان رأيت شيئا احببته ورأيت فيه خيرا استعملتهما. يعني ذهبت بهما الى هذا وان رأيت شرا مقته ان كفيتهما ذلك. الان قبل ان انهي الكلام عن الشكر بقصة معبرة في الحقيقة ذكرها يعني حديث وردت في الحديث المتفق عليه ان الله سبحانه وتعالى ايها الاحبة اراد ان يبتدي ثلاثة نفر من بني اسرائيل. اظن القصة معروفة قد تكون ندلكم قصة النفر الذين اراد الله ان يبتليهم فكان هناك رجل ابرص وكان هناك رجل اقرع وكان هناك رجل اعمى. اراد الله ان يبتليهم بالنعم ينظر ان يشكروا على هذه النعمة او لا يشكروا؟ فبعث اليهم ملكا فجاء الملك الى الاول جاء الى الابرص. فقال اي شيء تريد؟ قال اريد لونا حسنا حسنا وان يذهب بي هذا الذي قذرني منه الناس. فمسح عليه فاذهب الله عز وجل قدره واعطي لونا وجلدا حسنا وانظر الزيادة الان. قال فاي المال احب اليك؟ قال الابل. قال فاعطي ناقة عشراء يعني ناقة حامل. وقال له الملك بارك الله لك فيه ثم ذهب الملك الى الرجل الثاني من هو؟ قالوا ذهب الى الاقرع فقال له اي شيء احب اليك؟ فقال ان يذهب الله عز وجل علي هذا الذي قذرني الناس. وان يرزقني الله شعرا حسنا. فمسح عليه فرزقه الله شعرا حسنا. فقال اي المال احب فقال البقر فدعا اوتيا قال البقرة حامل. قال بارك الله لك فيها ثم ذهب الى الثالث ذهب الى الاعمى. فقال له اي شيء احب قال ان يرد الله لي بصري فابصر الناس. فمسحه فرد الله اليه بصره. فقال اي المال احب اليه؟ قال الغنم. قال الغنم. قال فاعطيه والدة. وقال له بارك الله لك فيها. قال فانتج هذان وولد هذا. الانتاج يقولون في اللغة يكون للبقر وللابل وللغنم يقولون ولدت. وهذا طبعا خلاف حتى بين اللغويين. المهم يقول فانتج هذان وولد هذا. فكان لي هذا واد من الابل واد من الابل كامل. ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم. فاتاهم الان وقت البلاء. جاء وقت البلاء انظروا هل يشكروا هذه النعم او لا يشكرها؟ فاتى الملك الى الاول على صورته وهيئته التي كان عليها. يعني جاء الى الابرص على الصورة التي كان عليها الابرص. انسان مبتلى بمرض فقال له جاءه على صورة رجل مسافر انقطعت به السبل فقال له يا فلان انا رجل مسكين انقطعت بي الحبال في سفري اسألك بالذي اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال ان تعطيني بعيرا اتبلغ به في سفري. فقال له الحقوق كثيرة انظر الان فقال الحقوق كثيرة وانظروا الى هذا المثل الذي يتكرر كثيرا انسان فقير يعطيه الله عز وجل مالا عندما يأتي وقت الزكاة يبدأ يحصل في نفسه والله هناك مصاريف جامعية هناك مصاريف عائلية هناك يعني تبدأ الحسابات كثيرة اذا انا لست ممن يكلف بالزكاة وانتهى الامر. وانظر اذا هذا مثال يتكرر عندنا الرجل قال الحقوق كثيرة. فقال له هذا الملك ولم يعرف الملك. قال له الست فلان الذي آآ كنت ابرص فرد الله عز وجل او اعطاك الله عز وجل جلدا حسنا وكنت فقيرا فاغناك الله؟ قال لا انظر الى الكفر والعياذ بالله. قال انما ورثت هذا كابرا عن كابر. كفر نعمة الله عز وجل علي. والله عز وجل يقول لئن شكرتم لازيدنكم. ولئن كفرتم النعم ان عذابي لشديد. قال اذا كنت كاذبا فسيرك الله الى ما كنت. يعني اذا كاذب انه هذا الماء ولدته كابر عن كابر اسأل الله ان يردك الى ما كنت عليه. ثم ذهب الى الاقرع فقال له مثل ما قال للرجل الاول. فقال ورجل قال للاسف والعياذ بالله كفر بنعمة الله قال انما ورثته كابرا عن كافر. فقال ان كنت كاذبا فردك الله الى ما كنت. ثم جاء الى الاعمى قال لها ما كان رجلا صالحا وفقه الله سبحانه وتعالى جاء الى الاعمى فقال له رجل مسكين انقطعت به السبل. اسألك بالذي رد عليك بصرك ان تعطيني شاة اتبلغ بها في سفري فقال له خذ ما شئت ودع ما شئت. ووالله لا يعني امنعك شيئا اخذته لله عز وجل. يعني يريد ان يفعل هذا الفعل الله سبحانه وتعالى فقال له الملك احفظ ما لك فانما ابتليتم فرضي الله عنك وسخط على صاحبيك. انظر الامر ايها الاحبة انسان عنده كامل من الابل آآ لا يتكرم ان يخرج بعيرا واحدا لفقير بعد ان رد الله عز وجل عليه نعمة الجلد الحسن واتاه المال الزائد يعني هو لو فقد اعطاه الجلد الحسن لكفى بذلك نعمة على هذا الانسان. من الله عز وجل عليه بواد من الابل وبخل بماذا؟ ببعير واحد. كذلك الرجل الثاني بغل ببقرة واحدة. ولكن كما قلنا هناك من يوفق الى مرضاة الله سبحانه وتعالى. وهناك من يكون مخدولا من الله عز وجل طب انا اعمل الحد الادنى من الشكر ايها الاحبة يقول العلماء ما هو الحد الادنى من الشكر؟ ما هو الحد الادنى من الشكر؟ يعني انت تقول والله يا شيخ انا لا استطيع ان افعل كل هذه النماذج المشرقة من الشكر ان ابقى مصليا ذاكرا عابدا. يعني هذا شكر لا اطيقه. فنقول لك الحد الادنى من الشكر الا تعصي الله بما انعم عليك فقط هذا الذي نريده الا تعصي الله بما انعم عليك. جاءك انسان اهدى اليك شيئا. هل يعقل في المروءات وفي الاخلاق ان تجعل هذا الشيء سببا في اذية المهدي. يعني انسان اهدى اليك شيئا انت وجهته في اذيته. هل يعقل هذا في المروءات لا يعقل هذا صحيح؟ طب الله عز وجل انعم عليك بنعمة العين. انعم عليك بنعمة الاذن. هل يعقل ان تستخدم كمرون واه قبل ان نتكلم كديانة كمروءة هل يعقل ان تستخدم هذه العين التي منحك الله اياها في معصيته وفي مشاقته وفي مخالفة امره لذلك ايها الاحبة لماذا كان الكفر عظيما؟ لماذا نقول مسائل الكفر والايمان من اعظم المسائل؟ هذا الشخص الذي اتاه الله عز وجل كل النعم من رأسه الى اخمص هذي نعم من الله وهو يبذل هذه النعم ويصرفها في محادات دين الله عز وجل. وفي المشاقة لله عز وجل وفي محاربة اوليائه. فهذا الامر عظيم جدا. لذلك قلنا ادنى مراحل الشكر الا تستخدم نعمة انعم الله عز وجل بها عليك في معصيته. واذا فعلت ذلك هل ان هناك شيء لم ينعم الله عز وجل به به عليك تستطيع ان تستخدمه؟ عندما نقول ادنى ادنى الشكر ما هو؟ الا استخدم نعمة في معصية الله. اذا وجدت هناك شيء لم ينعم الله عز وجل به عليك استخدمه في معصية الله. اذا وجدت شيئا لم ينعم الله عز وجل به عليك استخدمه في معصية الله. عندما تبحث ستجد ان نعم الله عز وجل محيطة بك دائما ومن كل اتجاه ومن كل صوب. فمن امتثل هذا الامر الواجب وهو فقط يقول انا لن افعل المعصية بنعمة انعمها الله عز وجل علي سيجد انه انكف عن المعاصي تماما. لانه سيبحث في لن يجد شيئا واحدا ليس من نعمة الله عز وجل عليه. طيب الان ننتقل الى المقطع الاخير الذي نتكلم فيه المحاسبي رحمه الله واستعن بالله في كل امر واستخر الله عز وجل في كل حال. وما ارادك الله له فاترك الاعتراض عليه كلامي الاخير ايها الاحبة يتعلق بقضية الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وطلب الخير منه عز وجل. نقول ابتداء لماذا الانسان يحتاج الى الاستعانة بالله سبحانه وتعالى لان الانسان كما يقول العلماء عاجز عن الاستقلال بنفسه في جلب المصالح لها ودفع المضار عنها. فهو يحتاج الى الله سبحانه وتعالى في تحقيق مصالح دينه ودنياه. ومن اعانه الله فهو المعان. ومن خذله الله عز وجل فهو المخذول لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله. واستعن بالله ولا تعجز. آآ من استعان بغير الله عز وجل وكله الله عز وجل الى ما استعان به. الحسن البصري يكتب الى عمر بن عبدالعزيز الخليفة الاموي. يقول له لا تستعن بغير الله. فاذا استعنت بغير الله وكلك اليه. وبعض السلف كان يقول يا ربي عجبت ممن عرفك كيف يرجو غيرك. وعجبت ممن عرفك كيف يستعين بغيرك الانسان ايها الاحبة يحتاج الى معونة الله عز وجل في انفاسه ولحظاته. لا اقول في افعاله وتصرفاته. اقول تحتاج الى الله في انفاسك ولحظاتك وخطراتك. ان يكون الله عز وجل معينا لك. خاطرة واحدة فقط. ترد على العقل بعيدا عن الله قد تكون سبب في هلاكك. خاطرة فقط. ليس فعلا ليس تصرفا. خاطرة يكلك الله عز وجل فيها الى نفسك. قد تكون سببا في هلاكك فنحن في الحقيقة نحتاج الى معونة الله عز وجل في كل نفس وفي كل خاطرة وفي فعل الطاعات وفي اجتناب المعاصي ونحتاج الى الله عند الله في الصبر على البلاء ونحتاج الى معونة الله عند قبض الروح ونحتاج الى معونة الله في القبر ونحتاج الى معونة الله في عرصات يوم القيامة ونحتاج الى معونة الله الى ابد الابد. فانت في طول عمرك وفي طول اللحظات تحتاج الى معونة الله. ومن ظن انه يستطيع ان يستغني بنفسه عن بالله طرفة عين فهذا هو بداية الخذلان. هذا هو بداية الخذلان ايها الاحبة. واعظم ما تحتاج فيه الى معونة الله في الحقيقة اعظم شيء هو ان تستعين بالله على سلوك الطريق الى الله. نحن نتكلم عن طريق المسترشدين. طريق المسترشدين كيف تسلكه اذا لم يكن هناك كعون من الله سبحانه وتعالى اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده. فاعظم شيء تحتاج فيه الى الاستعانة هو ان تستعين ان تستعين بالله عز وجل على سلوك الطريق اليه. لان الله عز وجل هو المقصود وهو المطلوب وهو الذي يعينك على الوصول اليه. يعني انظر الله عز وجل هو المقصد وهو الذي يعطيك الوسيلة كذلك. هذه من نعمته ومن بعباده انه هو المقصد وهو الذي يعطيك الوسيلة في الوصول اليه. لذلك من ظن انه يصل الى الله عز وجل من غير طريق الله سبحانه وتعالى او من غير معونة من الله فهو المغرور. على العبد ان يستحضر دائما هذه الاية امامه. اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد هي المقصد واياك نستعين هي الوسيلة. المقصد عبادة الله عز وجل والوسيلة هي عون الله فلذلك كانت هذه الاية القصيرة هي قصيرة في الحجم لكنها عظيمة الشأن. والحياة الدنيا تقوم على اياك نعبد واياك نستعين. لان الحياة انما وجدت لعبادة الله سبحانه وتعالى. ولا يوفق العبد الى عبادة الله عز وجل الا بعون الله عز وجل. بان يعينه على الطاعات وان يدفع عنه المكروهات. لذلك لو نظرت في حياتك لوجدتها لوجدتها ملخصة في قوله اياك نعبد واياك نستعين لذلك الحديث قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل عندما قال آآ واذا قال العبد اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فاياك نعبد هذه لله. واياك نستعين هذه لحق العبد. فالعبادة حق الله والاستعانة من الله هدية ومنا منه لعبيده. يعني ولا نريد ان نطيل اكثر من هذا في هذا المجلس. نسأل الله ان يعيننا على طاعته ان نتحلى بهذه الاخلاق لان هذه جملة من الاخلاق من الافكار من الاطروحات التي يقدمها الحادث المحاسبي رحمه الله تعالى هي ومضات سريعة. لكن انصح كل طالب في علم كل مسلم وكل انسان يريد ان يحرص على الاهتمام بقلبه ان يبقي هذا الكتاب معه في مدارسه وفي خلواته. دائما هي عبارات سريعة لكنها قصيرة ومختصرة وفيها كثير من الفوائد قبل النوم لو قرأت سطرا سطرين ثلاثة اسطر قد تعيد الذاكرة تنشط الهمة في مثل هذه الكتب المباركة يعني هذا الكتاب ايها الاحبة كتب قبل الف عام. اكثر من الف عام هذا الكتاب كتب. ووصل الينا هذا الكتاب مبارك ايها الاحبة فيه بركة من الله سبحانه وتعالى. اذا كتب قبل الف عام ووصل الينا اذا هناك كثير ممن استفاد منه. وهناك كثير ممن اهتم وتقييده وكتابته حتى يصل للاجيال اللاحقة. نسأل الله ان ينفعنا به وان يجعل هذه المدارس في ميزان اعمالنا يوم القيامة وحجة لنا حجة علينا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم