بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره قل اعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من جهة الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخيراتنا على محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة جزاكم الله خيرا على هذا الاستدعاء الكريم و فاشكروا للحضور الكرام تجشمهم عناء الحضور لهذه لهذا اللقاء واسأل الله عز وجل ان نكون اجمعين في هذا اللقاء من الذين اه يدخلون في اجر مجالس الذكر التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة وتنزل عليها السكينة تجديد الاستقامة على دين الله عز وجل لان لاننا في شهر رمضان ولان في شهر رمضان كثير من الناس يستقيمون يتركون ما كانوا عليه من المعاصي ومن الافات ويقومون الخلل الذي كانوا عليه فيستقيمون على دين الله عز وجل. وهذا بطبيعة الحال امر حسن هو امر محمود مطلوب ولكن ما السبيل الى الاقامة والثبات على هذا الخير العظيم الذي يكون في شهر رمضان والذي يكون عند اخرين حتى خارج هذا الشهر الكريم الله عز وجل يقول سبحانه وتعالى الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامل فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. المقصود عندنا في هذه الاية هو ان الله عز وجل يبين ان الناس يمضي عليهم يطول عليهم الأمل فتقسوا قلوبهم ولذلك فالمشكلة الكبرى التي نعاني منها هي طول الامد وهي هاد الاستمرار على مجموعة من الطاعات حتى يألفها الانسان فيصبح فيما بعد قد الفها ولم يعد يجد لها لذة وبالتالي يقع في الغفلة ويقع في عن دين الله عز وجل وقول الله سبحانه وتعالى اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها بيان لان القلوب يمكنها ان تحيا كما ان الارض تحيا بالمطر الذي ينزل عليها. فينزل المطر على الارض فتح يا يخرج منه النبات كذلك القلوب يمكنها ان تحيا بان تراجع وتتعاهد ينزل عليها غيث الوحي من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحينئذ تنبت الاعمال الصالحة باذن الله سبحانه وتعالى فإذا تجديد الإستقامة على دين الله عز وجل الاستقامة لفظ شرعي كما هو معروف فان الله عز وجل يقول فاستقيم كما امرت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح اه يقول في الحديث الصحيح اه قل امنت بالله ثم استقيموا قل امنت بالله ثم استقيم فاذا لفظ الاستقامة لفظ شرعي فادح ولذلك فهو الذي اختاره بدلا من ان اختار الفاظ اخرى من قبل الالتزام بدين الله عز وجل او بالتدين او ما اشبه ذلك المقصود ما هي الخطوات العملية التي يحتاجها الانسان التي يحتاج الى اه المواظبة عليها والحرص عليها لكي يصل الى مراده من تحصيل هذه الاستقامة المتجددة المستمرة التي لا تتأثر فلا شك ان اعظم واول ما يحرص عليه المسلم ليجدد استقامته هو المحاسبة فالمسلم عليه ان يحاسب نفسه. والاشكال الاكبر عند الناس الذين لا يحاسبون انفسهم والمحاسبة كما يقول عمر رضي الله عنه وارضاه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا انفسكم قبل ان توزنوا. فانه اهون ان تحاسبوا اليوم قبل ان تحاسبوا عند الله عز وجل. فاذا الانسان مطالب بان يحاسب نفسه في القليل والكثير وفي الصغير والكبير ثم هذه المحاسبة ينبغي ان تكون بشكل دوري لان المشكل الاكبر عند كثير من الناس ان المحاسبة تكون عنده بشكل عشوائي غير المحاسبة ينبغي ان يكون لها برنامج مستقر فيحاسب الانسان نفسه يوميا على رأس كل يوم مثلا في كل ليلة يحاسب نفسه ماذا قدمت وماذا فعلت من الأخطاء ومن الأشياء الحسنة ويحاسب نفسه كل سنة او كل شهر ويحاسب نفسه بعد كل مرحلة من مراحل عمره ان يحاسب نفسه مثلا بعد انتهاء دراسته الجامعية قل ان انتهيت من الدراسة الجامعية فما الذي ينبغي ان افعله وخلال دراستي الجامعية السابقة ما الذي حققته؟ وما الاخطاء التي ارتكبتها؟ ويمكنه ان يحاسب نفسه مثلا بعد الانتقال من اعجوبة الى زواج او من اه دراسة الى عمل او من عمل الى عمل اخر من نوع مخالف وهكذا فالمقصود دائما ان يتحرى المسلم المفاصل مفاصل حياته ان الحياة في الحقيقة اذا لم يكن لها مفاصل محورية فانها تمر مثل القطار السريع تأخذك مرحلة الى مرحلة ومن مدينة الى اخرى ومن قرية الى اخرى ثم لا تشعر بذلك حتى تجد نفسك قال عليك الامد وقد قسى قلبك وقد صرت للاسف الشديد ممن لا يتأثر بمواعظ القرآن ولا يتأثر بمواعظ السنة النبوية فاذا المقصود عندنا ان يجعل الانسان لنفسه محاور في حياته يقف عليها ويقول في سن العشرين او في سن الثلاثين او في سن الاربعين او في سن الخمسين علي ان احاسب نفسي. والمحاسبة ما فائدة الله؟ المحاسبة فائدتها اولا ازالة لأن الذي يحاسب نفسه لا يمكن ان يكون غافلا ثم المحاسبة اه نتيجتها وثمرتها الاساسية اصلاح الخلل. لانك حين تحاسب نفسك يظهر لك واريد ان تكون المحاسبة عملية لا مسألة نظرية ماشي فقط ان اجلس بيني وبين نفسي في الليل فأقول انا اخطأت وفعلت لا اريد محاسبة عملية ان اضع ورقة وقلما او كناشا وقلما ثم اكتب في جدول هنا خانات لاشياء حسنة هنا خامات للاشياء السيئة واضع الاشياء الحسنة والاشياء السيئة واقابل هذه بتلك في النتيجة النهائية على طريقة المحاسبة المعروفة الان في المسائل المادية والمالية فإذا هذه المحاسبة هي التي تميزك في الحقيقة عن البهائم هي التي تميز البشر عن الانعام والا فالذي يمضي في حياته هكذا سبهللة لا يعرف خوفا ولا ينكر منكرا ويقع في الاخطاء ثم يكررها فهذا في الحقيقة لا يكون آآ يعني ملتصقا ببني البشر بل يكون هو اقرب الى الانعام التي تأكل وتشرب وتتناسل وتعيش حياتها دون تفكير ولا تدوم ثم المسألة الثانية بعد المحاسبة هي ان يكون للمسلم اهداف بطبيعة الحال لابد ان تكون له غاية كبرى وان ان تكون له اهداف مرحلية تؤدي الى هذه الغاية. والمشكلة الكبرى دائما عند كثير من الناس. انه لا يحدد غايته. قد تكون عنده غاية عامة تقول لك انا غاية عامة التي يستوي فيها الناس واجمعهم مثلا غاية عبادة الله عز وجل هذا يستوون فيه جميع وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. او ان يقول غايتي اعمار هذا الكون او غايتي يعني غايات عامة. لا انا اريد غاية خاصة شخص معين غايته الخاصة في حياته ان يكون باحثا شرعيا غايته الخاصة للغاية الخاصة لفلان ان يكون قارئا للقرآن مقرئا له مدرسا له الغاية لفلان ان يكون داعية الى الله في حيه او في مدينته او في بلده اذا غايات هذه غاية تحتاج للوصول اليها سنوات من الجهد والكد والعمل ثم للوصول الى هذه القرية لابد من وضع اهداف مرحلية لانك اذا استمرت تنظر الى الغاية البعيدة ولا تحدد الاهداف فانت تضيع. اريد ان اكون داعية لكن ما الاهداف؟ قبل ان اصل الى درجة فاعلية هنالك اهداف كثيرة مثلا قد يكون من الاهداف ان احفظ القرآن الكريم قد يكون من الاهداف ان احفظ جزءا السنة النبوية الصحيحة التي استعين بها في مجال الدعوة الى الله. قد يكون من الاهداف ان اتعلم شيئا من الفقه لافقه الناس في دينهم قد يكون من الاهداف ان اتعلم تقنيات الدعوة الفردية وتقنيات الدعوة الجماعية الى غير ذلك من الاهداف الكثيرة اذا اضع هذه الاهداف واضع لكل هدف مرحلة زمنية تخصه لكي استطيع الوصول الى غايتي اذا لم تفعل ذلك فانت ستضيع نفسك ولابد. انت ستكون في صورة الاستقامة هذا مسلم هذا مستقيم هذا ظاهر الاستقامة ولكن عمليا الذي يقع انك لا تصل الى لانك تبقى تدور في الحلقة المفرغة كذلك تلك البهيمة التي ها تدور بالرحى فانها تدور وتدور ولا تعلم بداية لسعيها ولا نهاية لسعيها بل هي تدور لا عقل ولا اكثر فإذا لابد من تحديد الغاية الكبرى ولابد من تحديد الأهداف الصغيرة او الأهداف العملية بالنسبة لحسكريين يكون عندك استراتيجية كبرى وتكون لديك تكتيكات مراحل ها؟ مراحل تصل من خلالها الى الهدفية او تلك الغاية الكبرى ثم الشيء الثالث الذي لا بد من اه يعني التركيز عليه هو الاستفادة من التجارب والاخطاء والحق ان انه لا يخلو انسان ابدا من خطأ لا يخلو انسان من خطأ كما قال الله صلى الله عليه وسلم كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون فالخطأ ليس فقط واردا كما يقال وانما الخطأ لازم. لابد منه وانما لا يخطئ من لا يعمل. واما اذا كنت تعمل وتتحرى فلا بد انك تخطئ. واذا رضيت لنفسك منهج السلوك الى الله سبحانه وتعالى منهج الاستقامة على دين الله عز وجل فلابد ان يقع منك اخطاء كثيرة وبعضهم يذكر قضية القلم الذي قلم الرصاص الذي تكتب به ويكون في رأسه ممحاة يقولون لما توضع تلك الممحات في رأس قلم الرصاص يقولون الجواب لكي يذكرك ذلك بأن الخطأ لازم لك ولكن انت مع كونك متيقنا بوجود الخطأ في كتابتك فانك تحمل معك الممحاة التي تزيلها هذا الخطأ فالخطأ لازم وارد ولكن انا عندي الاليات والتقنيات الكثيرة برد الخطأ والكفيلة باصلاح الخلل. فاذا اكتب لا اتوقف عن الكتابة. اكتب وفي نفس الوقت احمل معي الممحاة التي هذا هو ملخص حياة الانسان الحياة المستقيم على دين الله عز وجل لا شك انه يخطئ ومن تجارب يستفيدوا فيصححوا الخلل. الخطأ يكمن في نوعين اثنين من الناس. صنفان اثنان. الصنف الاول من هم؟ هم الذين لا يتحركون اصلا يقول لك انا لا اريد ان اعمل لا اريد ان ادعو لا اريد ان اطلب العلم لم؟ اخاف ان اخطئ هذا الصنف الاول الصنف الثاني صنف بعكس هذا تماما يقول لك انا اعمى يخوض في كل شيء يخوض في كل عمل في الدعوة في النهي عن المنكر في العلم في الجهاد في اي شيء. يخوض في كل شيء في السياسة في غيره. ولكن جميل طبيعي ان يخطئ يخطئ كثيرا ثم لا يستفيد من اخطائه ولا يصحح اخطاءه. فاذا هذان كلاهما على خطأ الصواب بينهما ان تعمل ثم تحاسب نفسك كما ذكرنا في النقطة الاولى فاذا ظهر لك الخلل فانك ترجع عنه وهذا مشاهد في امور كثيرة مثلا هنالك بعض الناس الذين لا يستفيدون من اخطائهم في طلب العلم مثلا طلب العلم الشرعي هنالك اناس بدأوا طلب العلم بطريقة غير سليمة مثلا يطلبون الفقه لا على مذهب من المذاهب المتبوعة وانما يطلبون الفقهاء مباشرة من الكتاب والسنة وهذا خطأ منهجي وان كان شيئا قادم وجد في زمن الصحابة رضوان الله عليهم وامثالهم من الافذاذ فانه شيء يبعد ويعصر اقراره في ازمنتنا هذه من اراد الفقه فانه يمر عن طريق مذهب من المذاهب بطبيعة الحال دون تعصب. يظهر لهم الخلل والخطأ في مثل بهذه الطريقة ويستمرون عشرة فتنشأ شذوذات في الفقه وفي الفتوى واخطاء وقصور فقهي وما اشبه ذلك. من الاخطاء التي يقع فيها عامة المبتدئين في طلب العلم عدم التدرج في طلب العلم. فتجد الشخص حين يبدأ طلب العلم تجده عنده حماس كثير للقراءة فيبدأ بالكتب الكبيرة قد يأخذ كتابا مثلا كالمغني في الفقه الحنبلي او قد يأخذ تفسيرا طويلا من التفاسير المعتبرة والتحرير والتنوير بن عاشور وما اشبه ذلك يقرأ فيه وبطبيعة الحال ما دام مبتدئا قويا في العلم يعني هو قويا في في القراءة وفي الرغبة فانه لا شك انه يستطيع ان يقرأ. وقدرته على القراءة تجعله يزيد ويزيد من هذه القراءة ولكن هل هذه الطريقة المثمرة؟ الصحيح انها ليست مثمرة. فانها لا تؤدي بك الى المطلوب قد تؤدي بك الى عكس ذلك تماما. فان العلم لا ينام كما يقول العلماء العلم لا ينال الا بالتدرج بالخوض فيه والغوص فيه على مهل ومن اراد العلم كله من اراد العلم جملة فانه يغيب عنه جملة فإذا اذا ظهر لك هذا الخطأ يمكنك ان تستدركه نفس الشيء في المناهج الدعوية بعض الناس يبدأ منهجا قضية معينة قد يكون فيه شدة مبالغ فيها وخلو او قد يكون على العكس من ذلك فيه دين وتميع وتسامح فاذا مرت بك السنوات وظهر لك ان هذا المنهج الدعوي غير سليم فلا تستمر عليه ولكن صحح الخلل كثير من الناس يرون الخلل ولكن لا تكون عندهم القدرة ولا الرغبة ولا الحرص لتغيير الخطأ حين يرونه عيانا. فاذا النقطة الثالثة قلنا هي الاستفادة من التجارب والاخطاء النقطة الرابعة هي قضية الباطن والظاهر في الحقيقة الانسان في سلوكه الى الله عز وجل فانه يسلك على جناحين باطل مخلص من شوائب الرياء والسمعة وما اشبه ذلك. وظاهر موافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمكن للمسلم ان يلغي احد هذين الجناحين والا سقط على ام رأسه ولم يموت بطبيعة الحال كثير من الناس حين يستقيمون يكون يكون في اول استقامتهم حريصين على جانب الظاهر اكثر من جانب الباطن اولا لانه اسهل جانب الظاهر اسهل يعني مثلا ان تلبس فتات الحجاب او ان يعفي الشاب من حيث هذا اسهل من امور الباطل التي يقول عنها العلماء ما يقولون من صعوبات من العشب فهو يحرص على هذا الظاهر هذا شيء حسن ولا يمكن ان ينكره عليه احد من المسلمين ولكن بمقابل ذلك لا ينبغي ان يكتفي بهذا الظاهر عن الباطل الذي هو الاساس عن تصحيح النية كما قال العلم بن حماد رحمه الله تعالى ضرب السياط اهون من تصحيح النيات. ضرب السياط اهون من تصحيح ولذلك كانوا حريصين جدا في الازمنة السابقة عند السلف رضوان الله عليهم على تصحيح نياتهم واصلاح كل خلل في الباطن وفي القلوب اكثر من حرصهم على الرواح. نحن لسنا ممن يقلل من جانب الظاهر ويقول لك لا لا بما في القلب هذا غير صحيح بل نحن نقول ليس هنالك تعارض بين امرين اصلا حنا متى نقول اسيدي العامل بالباطل ولا اعمل بالظاهر؟ حين يكون لا يمكن الجمع بينهما حينئذ اما ان تعمل بهذا واما ان تعمل بذاك فترشح الباطل او ترشح الظاهر لكن في الحقيقة لا تعارض لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ارشد الى محاربة ادواء القلوب وارشد الى تصحيح النيات هو نفسه صلى الله عليه وسلم الذي ارشد الى اصلاح الظاهر السبتي الظاهر في اللباس في الاكل في الشرب في العمل في المشي وما اشبه ذلك. فاذا لابد من الجمع بين الامرين ولكن لابد من التركيز على الجانب الباطن لان كثيرا من المستقيمين في الحقيقة في المستقيمين في الظاهر يبقى تبقى استقامته الظاهرة لن تتغير لان التغيير يعني تنتج عنه اشياء اجتماعية واسرية وما اشبه ذلك ولكن يكون الخلل متطرقا الى ما في الارض والعياذ بالله تعالى. الغفلة حين ترد على مستقيم فانها ترد عليه من جهة قلبه. ومن جهة ذنوب الخلوات والعياذ بالله تعالى وكان السلف رضوان الله عليهم يقولون احذر ان تجعل الله اهون الناظرين اليك. احذر ان تجعل الله اهون بمعنى انك اذا كنت وحدك بينك وبين ربك سبحانه سبحانه وتعالى فانت لا تجد خضارة في فعل الذنب. واذا كنت امام الملأ من البشر فانك لا ترتكب تلك الذنوب. فاذا معنى ذلك انك ها تستهين بنظر الله سبحانه سبحانه وتعالى وكان بعض السلف رضوان الله عليهم يقول احذر ان تكون صديقا لابليس في السر وانت عدو له في العلانية. احذر ان تكون صديقا لابليس في السر وانت عدو له في العلانية فان ذنوب الخلوات من ما يؤدي والعياذ بالله تعالى الى اشياء كثيرة من البعد عن دين الله ومن الغفلة عن دين الله سبحانه وتعالى ثم النقطة الخامسة هي ان يكون للمسلم المستقيم زاد يتعاهده بين الفينة والاخرى. دائما الانسان المسلم الذي يستقيم على دين الله عز وجل عليه ان يعتبر نفسه في سفر الى الله سبحانه وتعالى. هذا سلوك الى الله عز وجل والانسان اذا اراد ان يسافر ماذا يصنع؟ اول شيء يصنع زادا يأخذه معروف السفر ثم خلال سفره كله يتعاهد ذلك الزات يعني يبحث في ذلك الزات هل نقل او يحتاج الى ان نطعمه بزيادة زاد غيره او ما اشبه ذلك. نفس الشيء في سلوكك الى الله سبحانه هو التعامل تحتاج الى ان تضع زادا اصليا تنطلق منه. وان تتعاهده خلال سلوكك كله ومجزات الذي تحتاج اليه في هذا السفر لان هذا السفر طويل ليس سفرا اه من يوم او يومين او عشرة ايام هذا سفر يستغرق العمر كله منذ ان جرى عليك قلم التكليف الى ان يأخذك الله سبحانه وتعالى فانك في هذا اسفة للطويل محتاج الى زاد يبلغك الموضع الذي تريده. اذا بما انك محتاج الى زاد فعليك ان تنظر ما هذا الزاد الذي يجعلك قويا امام الاعاصير لا تتأثر. سواء اكانت تلك الاعاصير من قبيل الشبهات او كانت من قبيل الشهوات صاحب الذات المتمكن هذا لا يتأثر تأتيه العواصف والاعاصير يمينا وشمالا فلا تؤثر فيه. والاخر تجد اذا جاءت شبهة جرته الى انحراف. واذا جاءته شهوة دفعت به الى انحراف عن دين الله. فاذا هو اولا زاد تربوي والثاني زاد اخلاقي وثالثا زاد علمي ولكن الزاد العلم نتكلم عنه في الممات. اذا زادوا تربوي وزادوا اخلاقي. ازدادوا التربوي ما هو المقصود به؟ نقصد به الاعمال الصالحة التي تزكي النفس وتصلح القلب وتجعل الانسان المسلم صالحا فيه فعله وفي قوله وفي نيته ونقصد هذا الزاد الذي اه هو فعل الطاعات وترك المهلكات اشياء كثيرة ومتعددة والطاعات كثيرة يعني احد لها بل ان كثيرا من المباحات يمكن ان تتحول الى طاعات باش؟ بالنيات اذا احسنت النية في شيء من قبيل المباحات فانه يتحول من دائرة ماذا؟ من دائرة المباحات الى دائرة الطاعات والقربات لكن لنتكلم عن الطاعات المتبحرة في كونها مستحبة او في كونها واجبة. هنالك اشياء كثيرة لكن بعض الاشياء لها اثر مباشر على دفع الغاز من اولها واعظمها قيام الليل. ونحن بطبيعة الحال في شهر رمضان الذي هو شهر القيام. شهر صيام وقيام فخلال شهر رمضان يتعرف كثير من الناس الى قيام الليل يعرفونه يألفونه يحرصون عليه كما نشاهد وفي المساجد والحمد لله عز وجل ولكن هل يستمر ذلك بعد رمضان؟ بطبيعة الحال بعد رمضان لا يوجد اجتماع على قيام الليل اجتماع قيام الليل يكون في رمضان فقط ولكن قيام الليل ليس خاصا بشهر رمضان بل هو سنة تنفي العمر كله في السنة كلها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من احرص الناس على قيام الليل. لما كان يعرفه عليه الصلاة والسلام من اثر القيام على المسلم على القلب على النفس تصحيحا وتزكية وترميح ولذلك على المسلم ان نحرص على قيام الليل لكن قيام الليل كثير من الناس قد يكون عنده هذا الحماس الاولي الذي يكون في شهر رمضان فيظن ان القيام لابد ان يكون هكذا عشرون ركعة او عشر ركعات او ثمان ركعات او ما اشبه ذلك. لا يلزم فان اقل ما يصدق عليه اسم القيام هو ركعتان ليكون من الصحة وهذا هو افضل او قد يكونان بعد العشاء مع الوتر بعدهما هذا يصدق عليه انه قيم ثم يواظب المسلم على ذلك وقد يزيد في اه حجم الركعتين يزيد في القراءة او يطيل في الركوع عند القدرة لكنه لا ينقص عن هاتين الركعتين. فان وجد من نفسه نشاطا وقدرة ورغبة امكنه ان يزيد على ركعتين حتى يصل الى الحد الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه عليه الصلاة والسلام كان يواظب على احدى عشر ركعة في اه حياته عليه الصلاة والسلام كان يواظب على ذلك وكان كما تقول عائشة رضي الله عنها فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. من ضمن الاشياء الى جانب قيام الليل ذكر الله عز وجل كما جاء في الحديث الصحيح لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله شنو معنى لا يزال اي ينبغي ان يكون لسانك مستمرا على ذكر الله فانت من ذكر الى ذكر واهم ما نؤدي اليه ذكر الله عز وجل انه يصرفك عن فضول القول. لو لم يكن للذكر من فائدة الا انه عن القول الفاحش او عن فضول القول يعني الاقوال الزائدة لكان هذا شيئا حسنا فكيف وانت لك بكل كلمتي من ذكر الله عز وجل تذكرها لك بذلك الاجر الجزيل عند الله عز وجل. فاذا تحرص على ذكر الله وهذا الذكر في الحقيقة هادي اشياء لا تعلم بالنظر بالنظر المجرد وانما تعلم بالتجريح. اذا جربت الحرص والاكثار من لله سبحانه وتعالى خاصة بعض نقطة معينة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم او كالاستغفار او التهليل او التكبير او ما اشبه ذلك ستجد انك اذا واظبت على ذلك وجعلت لنفسك وردا مستقرا تزيد عليه ما شاء الله ان تزيد فانك تجد في قلبك طمأنينة وتجد في نفسك راحة وتجد انك تقترب من الله سبحانه وتعالى وتحاول ما امكن ان ترضي الله عز وجل مستحيل ان تقع في المعصية وانت تتكلم بذكر الله سبحانه وتعالى. هذا معنى لا يزال لسانك على طول تذكروا الله وتقول استغفر الله وسبحان الله والحمد لله والله اكبر وما اشبه ذلك. فكيف لقلبك ان يبحث بعد ذلك عن معصية الله سبحانه وتعالى ومما يذكر هنا ان كما يقول ابن القيم عن شيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى انه قال رأيت يعني هذا يحكي عن شيخه قال جلس بعد صلاة الفجر يذكر الله عز وجل جنس طويلة. قال الى ان قارب انتصاف النهار الى ان قارب انتصاف النهار. ثم التفت الي فقال هذه غدوتي. واذا لم اتغد هذا الغداء سقطت معنى قوتي موجودة في هذا الذكر الذي اذكر الله عز وجل به في بداية النهار هل هو الذي يستمر معي في اليوم كله وكذلك في اذكار المساء تستمر في الليل كله. فاذا لا شك ان الذكر له فائدة عظيمة في التقوية وفي التثبيت خاصة امام المصائب بعض الازمات ثم هنالك اشياء اخرى كثيرة من الصدقة الصدقة هذه تطفئ غضب الرب والصدقة لها فضل عظيم جدا خاصة ان كانت الاخفاء بستر لا الصدقة التي يتصدق بها اه الانسان فيعلمه كل من حوله. ولذلك يقولون اه كان اقوى من اهل المدينة لا يعرفون من اين يأتيهم مأكلهم ومشربهم يعني عايشين يأكلون يشربون يأتيهم طعامهم كل يوم كل ليلة. ما كانوا يدرون من اين يأتي حتى مات علي ابن الحسين وهو ملقب بزين العابثين فحينئذ علموا انه هو الذي كان ينفق عليه. يعني حتى اه لا احد يعلم حتى هؤلاء انفسهم الذين يأتيهم هذا المال لا من اين يأتي لحرصه رحمه الله تعالى على اخفاء صدقته فيعني هذا الحرص ينبغي ان يكون حقيقة لانه مما يقوي القلب ويربيه. وكذلك ان يكون الانفاق مما يحب الشيء الذي سمى نفتقده في هذا الزمن. يعني لما يأتي في الصدقة نسمع اه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى الصدقة فجاء عمر بنصف ماءه وقال الان اليوم سبقت ساسبق ابا بكر واسبق خيرا ثم جاء ابو بكر بماله كله قال عمر فعلمت اني لا اسلك ابا بكر ابدا. تأمل معي قضية ان ينفق الانسان ما له كله. او نصف ما له هذا شيء يمنعه نعرف له مثيلا في هذا العصر ونحن لا نريد ان نصل الى هذه المرحلة لاننا نعلم انا بعيدون عنها جدا ولكن على الاقل ان يتمثل فينا قول الله عز وجل لن تنالوا حتى تنفقوا مما تحبون. فاذا لا يحصل البر بالانفاق من فضول المال وانما يحصل البر باقي من الشيء الذي تحبه فانظر الان كل واحد منا ينظر الان للشيء الذي من مالي احبه اكثر من غيري ثم ليسأل نفسه بما بينه وبين نفسه لا يطلع عليه في ذلك الا ربه سبحانه وتعالى. هل يمكنني ان اتصدق بذلك الشيء هل يمكنني ان اخرجه في سبيل الله؟ ان كان اخراجه في سبيل الله عليك سهلا ميسرا فطوبى لك وهنيئا لك. وان كان صعب بل تعلم انك تحتاج الى مجاهدة ومحاسبة وعمل كثير لعلك تصل الى هذه المرحلة التي كان عليها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم هنالك اشياء اخرى كالدعاء والدعاء نحتاج اليه دائما ليس الدعاء خاصا بأوقات معينة بل عليك ان تكون دائما مناجيا لربك سبحانه وتعالى. سواء في الاوقات الفاضلة او في غيرها في كل وقت تدعو الله عز وجل تدعو لامتك وتدعوني لنفسك ولبلدك ولاخوانك وغير ذلك ثم صيام الايام الفاضلة الى غير ذلك. اذا هنالك زاد تربوي كثير هنالك زاد اخلاقي ايضا مشكلة كبيرة يعاني منها كثير من المستقيمين على دين الله عز وجل. الذي يقع المسلم في بداية امره يعني حين يستقيم تجده حريصا على الاخلاق الحسنة في التعامل مع الاخرين. لكنه كثرة مخالطته لاهل الدنيا فانه يقع فيما يقعون فيه فاذا كانوا اصحاب الجشع في طلب الدنيا فانه يفعل مثلهم. يعني اذا كان يتاجر يرى ان التجار في السوق كلهم يصنعونه فعلا معينا بطريقة معينة تجده ينسى السماحة التي ندب اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال رحم الله امرأة نسمحا اذا باع سمحا اذا اشترى مايبقاش يعطيك يعني المتاوية والصعوبات في البيع وفي الشراء لا يكون سمح للبيع والسمح في الشراء المسلم في الاصل لكن هذا لما يرى الناس في السوق يرى التجار كلهم على غير هذه السماحة فانه يصبح مثلهم حين يرى الناس جشعين متكاذبين على الدنيا فانه يصبح مثلهم. حين يرى الناس يصلون الى حقوقهم بطرق غير مشروعة فانه يسعى الى ان يكون مثلهم والا يقولون الا فانني ستضيع حقوقي وهكذا. وهنا تضيع الاخلاق. اخلاق المستقيم التي هي رأس ما له تضيع في خضم اعمال اهل الدنيا حتى يصير مثلهم يشابههم في كل شيء والمشكلة ان المستقيم هو مرآة الاسلام عند اهل عصرنا المرآة التي يرى الناس فيها الاسلام من اراد ان يرى الاسلام فانه لا يعرفه من خلال الكتب او من خلال الاشرطة كما يعرفه في الغالب من خلال تصرفات المستقيمين على دين الله عز وجل او ملتزم او مثل هذه الاسماء. فاذا مستقيما بظاهر استقامة ثم انت والعياذ بالله تعالى شديد شرس الاخلاق صعب في المعاملة فانه يقول اما ان هذا هو دين الاسلام واما انك انت في الحقيقة لست موافقا لدين الاسلام ودين الاسلام شيء اخر لا اعرفه يوجد في الكتب ولا ما اعرفه فاذا انت عليك مسؤولية مضاعفة حين تكون مستقيما عليك ان تظهر غير ما يظهره الاخرون وان وان تعمل بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لا تغضب لا تغضب لا تغضب حين قال ان ليس الشديد بالصرع وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. اما ان تجد المستقيم وهو يعني يخالط آآ يعني هنا الفسق والفجور لا لدعوتهم وانما يخالطهم في اه ما هم فيه من البلاء وتجد المستقيم يعني يتعارك مع الاخرين ويتشاجر ويتفوه بالكلام في الحقيقة هذه ازمة اخلاقية صعبة جدا تحتاج الى اصلاح وتقويم ثم هنالك قضية التعاون على الخير. ففي الحقيقة انما يأكل الذئب من القاصية والمرء يكون ضعيفا بنفسه قويا باخوانه. ولذلك يمكنك اذا جلست لوحدك واغلقت عليك بيتك ان تقع في الغفلة وان تبتعد عن دين الله من حيث لا تدري. ولكنك اذا جالست الصالحين فان انهم يعينونك كما انت تعينهم على تجديد استقامتك وتجديد تدينك. ولذلك احرص على الصالحين لكن من هم الصالحون ليسوا بالضرورة اصحاب الهدي الظاهر فقط وقد ذكرنا من قبل ان الهدي الظاهر لوحده لا يكفي لابد من باطن حسن فلذلك من هم الصالحون؟ هم الذين اذا رأيتهم تتذكر الاخرة وبعكس ذلك من الذين عليك ان تبتعد عنهم كما تبتعد عن ذي الجذام والجرام. هم الذين اذا رأيت تنسى الاخرة ولا تتذكر الا الدنيا وملذاتها ومشاكلها ما فيها اذن هذا هو مقياس سهل جدا جربه من نفسك شوف اصدقاءك واقاربك انظر اليهم فمن كان منهم يذل بالاخرة فاحرص عليهم. ومن كان منهم بعكس ذلك ينسيك الاخرة فابتعد عنه. تجد الشخص اذا جالست يحدثك مثلا عن هموم الامة يقول لك غزة توصف مثلا وعلينا ان ندعو لها اللهم وفق اهل مصر اللهم انصرهم على عدوهم اللهم اهلك عدوهم يذكرك قد تكون انت ناسيا من غافله لكنه يذكر اذا جالسته يتكلم يكلمك في شيء من العلم الشرعي او في شيء من الدعوة الى الله عز وجل نقول لك آآ هنالك عمل خيري يقوم به بعض الناس وددت لو تشاركنا فيه مثلا الانفاق على بعض المسلمين او توزيع فطور الصائم على بعضه او ما اشبه ذلك. تجده اذا كلمته يقول لك ما يجلس معك في الاخذ والرد والقيل والقال ولكن يقول لك تعالوا تعالوا نؤمن ساعة كما جاء في الحديث الصحيح تقرأ عليه من كتاب الله عز وجل او انا اقرأ عليك شيئا من كلام الله سبحانه وتعالى. او انظر الى هذا الحديث لنحاول ان نبحث عن معناه في كتاب من كتب شرحه وهكذا. اذا هذاسته فضيلة وغنيمة. بالمقابل شخص اخر جالسه بمجرد ما تجالسه ماذا يقول لك؟ يقول لك المقابلة مقابلة كرة القدم لليوم الفارق كان فيه هكذا وكذا. اه في اخر فيديو اخر مقطع فيديو منتشر على اليوتيوب كذا وكذا اشياء فلان قتل علان وفلان فعل كذا وحكومة الزيادة والنقص ومادة الشعر قد تكون فيها شيء قليل من الفائدة واكثره مما لا فائدة منه بل قد يكون ضرره اكثر من نفعه فإذا في الحقيقة الأول احرص عليه والثاني ابتعد عنه قلل من اه خطتك به فانه لا ينفعك بل يضرك. ثم هنالك قضية الجمع بين العلم والعمل. انا الان لن اتكلم عن العلم الشرعي طويلا لان هذا يأخذ وقتا طويلا. لكن فقط اريد ان اقول ان الناس عندهم في قضية العلم والعمل يقفون على طرفي مقيض. هنالك بعض الناس عدم وجود نشاهده فعلا. يحرص على طلب العلم الشرعي فتجده في ايامه كلها مقبلا على العلم ولكنه لا يعمل بعلمه وبالمقابل تجد اناسا حريصين على العمل تجده يدعو الى الله ينكر المنكرات يدخل في مجال السياسة يفعل يفعل يفعل لكن دون علم ابدا ليس له الحد الادنى من العلم الشرعي. ودائما الحق يكون بين طرفي المقياس. لابد من حد ادنى من العلم الشرعي يستوي فيه جميع المستقيمين والمتدينين. ان لم تحصله فانت مخطئ كونوا ما تفسدوه اكثر مما تصلحون. واذا حصلت ذلك العلم فعندئذ انت بين خيارين. اما ان تكون ذا رغبة زائدة في العلم الشرعي فحينئذ تخصص بالعلم ولا اشكال واما ان تكون بعكس ذلك يعني انت ترى من نفسك انك لن تكون عالما ولا تكون طالب علم ولكن يمكنك ان تعمل في مجالات اخرى متعددة تخدم بها دين الله سبحانه وتعالى انطلق الى تلك المجالات ولكن انت متسلح ذلك الحد الادنى من غيره. اما ان تكون من الذين يخوضون في العمل دون علم وما اكثرهم. بل اكثر من ذلك ماشي فقط يخوضون في العمل ونعيم بل يخوضون في الجدال في دين الله عز وجل والافتاء في دين الله سبحانه وتعالى الكلام في الامور في المضايق العلمية دون ان يكون عندهم الحد الادنى من العلم الشرعي. هذه مصيبة من المصائب التي نعاني منها في هذا القصر. فاذا لابد من المزاوجة بين العلمي والعمل ليكون لدينا اه يعني قدرة على تجديد استقامتنا لان المشكل الكبرى المشكلة الكبرى التي تقع لكثير من الناس مستقيمين انه يعني نظرا لانه لا علاقة له بالعلم الشرعي فانه ليست له تلك الاهداف المرحلة في باب العلم الشرعي. فتجده يعني يومه كليلته كأمسه ولا فاقه لكن بالمقابل الشخص الذي يحرص على ذلك الحد الأدنى من العلم الشرعي يستطيع بسهولة بالغة ان يضع بعض الأهداف فيقول مثلا من اهدافي ان احفظ كتاب الله سبحانه وتعالى وساضع لذلك برنامجا للوصول اليه في سنتين او في ثلاث سنوات برنامج واضح ثم يقول من اهدافي ان احافظ على ما حفظته بكتاب الله عز وجل بحيث لا يضيع منك ولا يتفلت او ان يقول من اهدافي مثلا ان اقرأ كتابا او ان احفظ متنا علميا وافهمه واستشرحه فإذا هذه الأهداف تجعل الإنسان متجددا في علمه متجددا ايضا في عمله وتجده لا يقع في الغفلة التي تصرفه عن كثير من الخير. ثم اخيرا اخر ما نذكره هو قضية لأن المشكلة ان من الناس من تكون همته عالية جدا تناطح السحاب ومن الناس من ان تكون همته ضعيفة دنيئة خسيسة والعياذ بالله تعالى. الفرق بينهما كالفرق بين الارض والسماء ذو الهمة العالية تجده دائما حريصا على الاعلى والافضل والاكمل دائما اذا خير بين شيئين اختار اكملهما وافضلهما لو قيل لصاحب الهمة العالية هذا الفعل فيه الاجر والثواب ولكنه مستحب ليس واجبا. يقول نعم احرصوا عليه. لانه بالمقابل ذو الهمة الخسيسة ماذا يقول؟ اه هذا ليس واجبا اذا لا حاجة لي به تا حاجة تريح نفس الشيء في مجال العلم تجد صاحب الهمة العالية يقال له بامكانك ان تتقن هذا العلم عن طريق قراءة هذه الكتب العشرة بهذه الترتيب المتدرج فيقول بسم الله ابدأ صاحب الهمة الخسيسة يقول اما من سبيل لتحصيل هذا العلم كله كتاب واحد بدل عشرة كتب كتاب واحد ملخص مختصر ويكون شاملا لهذا العلم كله ويكون سهلا وميسرا وباسلوب عصريين ولا يعني احرقوا فيه دماغي كما يقال سهل هذه همة خسيسة العيب حينئذ ليست مشكلة صاحب الهمة الخسيسة في كثير من الأحيان لا يعرف انه صاحب همة خسيسة لا يعرف ذلك يظن نفسه انسانا عاديا لكن يقول المشكل الناس لا يكتبون كتبا سهلة ما يعني مشكلتهم لا يبسطون لا ييسرون دائما كتب صعبة كتب طويلة وانا في الحقيقة ربما اجد الوقت لهذا وتجد كثيرا منهم من اصحاب هذه الهمم الضعيفة يتذرع بعدم التفرغ يقول لك انا لا يمكنني ان افعل هذا وهذا لاني لست متفرقا. لما لست متفرقا؟ انا اما ادرس واما اعمل. لكن المشكلة ان التفرغ وهم. التفرغ وهم عريض لا يكاد يوجد احد في الدنيا يمكن ان يكون متفرغا مائة بالمائة ماشي هو نادر نادر جدا يقع لافذاد مكلة من الناس الذين يكونون متفرغين والمشكلة ليس فقط ان التفرغ وهم ولكن ان التفرغ ايضا صارف عن كثير من الخير من حيث لا يدري انسان. يعني ربما قد تبدو غريبة لكنها واقع. كثير من الناس في حال عدم التفرغ يبذلون من الجهد ويصلون الى نتائج لا يصلون اليها عند وهذا مجرب مشاهد كثير. تجد الواحد حين يكون يعني في خضم عمله مثلا بصعوبة لأن او يعمل ولانه لا يجد الوقت الكافي تجده يحرص على القراءة وعلى الحفظ وعلى الدراسة فيصل الى نتائج كبيرة وتجد همته تسير على حسب عدم تفرقه ثم بالمقابل نفس الشخص يعني لا يبقى لديه ذلك العمل يصبح في يومه كله متفرغا لا شيء لديه لا مانع لدينه ولا صالح اذا بنيتك ويتهاون ويترك العمل مطلقا. هذه افة من الافات في ذلك لا تتعلل بعدم التفرغ. لا بشيء ابدا ولكن انظر فقط الى همتك كيف حالها. فان كانت عالية فانك تصل الى مرادك. وان كانت ضعيفة فانك لا تصل الى شيء مما تريده. ولذلك في الحقيقة الان الامور في هذا الزمان سهلت كثيرا صارت ميسرة ولكن بمقدار تيسرها ضعفت الهمم ايضا يعني الان الحصول على الحديث النبوي ومعرفة درجته وتخريجه كيف كم يأخذ منك ذلك من الوقت بضع ثواني لكن بالمقابل في الأزمنة السابقة كم كان يأخذ منهم ذلك من الوقت قد يأخذ شعورا وقد يأخذ سنوات قد لا يصل الإنسان الى مراده اصلا فالحديث بحثت عنه فلم اجده لكن مع ذلك مع هذه السهولة هل عندنا يوم من المحدثين والحفاظ من هم في مثل قوة المحدثين والحفاظ متقدمين الخير موجود اذا ما الفرق الفرق في همة فإذا السهولة المادية والتفرغ ليس بالضرورة مما يحمد الا ان وجد معهما الهمة العالية. اما مع الهمة الخسيسة فان ذلك لا يؤدي الى المرض. واذا الحصول على الوقت والحرص على البركة فيه فان البركة في الوقت هي التي يعني تنفع صاحبها والبركة تأتي بترك الذنوب وتأتي ايضا بماذا؟ بالهمة العالية والحرص على عدم تضييع ولو اه ثاني واحدة فإذا هذه اهم الأشياء التي كنت اود ان اذكرها باختصار شديد وما اريد في الحقيقة ان افصل اكثر من هذا وان كان لديكم اضافات في الموضوع فبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله