بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله فما بالك ان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اللهم اجرنا من النار درسنا اليوم هو الواحد والثلاثون من سلسلة شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين العلامة عبدالواحد ابن عاشر رحمه الله تبارك وتعالى ونحن في كتاب الحج وبعد ان ذكرنا كيف الطواف او طواف القدوم نشفع اليوم فيما يتلوه وهو السعي بين الصفا والمروة وقد عقد الناظم ذلك بقوله واخرج الى الصفا فقف مستقبلا عليه ثم كبرا وهلل واسعى لمروة فقف مثل الصفا وخب في بطن المسيل واقتفاء اربع وقفات لكل منهما تقف والاشواق سبعا متمما وادعوا بما شئت بسعي وطواف وبالصفا ومروة مع اعتراف الكلام هنا عن السعي بين الصفا والمروة وبيان ذلك ان الحاجة بعد انتهائه من الدعاء بالملتزم واستلام الحجر الاسود يخرج الى السعي من باب الصفا حتى اذا وصل الى الصفا والصفا هي مكان مرتفع معروف قريب من الكعبة كالصخرة الكبيرة اذا وصله الحاج ارتقى عليه ووقف مستقبلا القبلة مكبرا مهللا اه ومصليا على النبي صلى الله عليه وسلم وداعيا بما شاء ثم بعد ذلك بعد الانتهاء من ذلك فوق الصفا فانه ينزل ويذهب الى المروح يمشي الى المروة مع كونه في موضع معين سيأتي ذكره يسرع قليلا يسرع قليلا ثم اذا وصل الى المروة فعل عندها ما فعله في الصفا من ذكر ودعاء ونحو ذلك ثم يرجع الى الصفا وهكذا فذهابه من الصفا الى المروة شوقا ومن المروة الى الصفا شوط وهكذا حتى يتم سبعة اشواط فيكون مجموع وقوفه على الصفاء اربع وقفات احتساب الوقفة الاولى ومجموع وقوفه على المروة اربع وقفات كذلك وبذلك يتم سبعة اشواط ودليل ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صفة حجه المعروفة الواردة في حديث جابر المشهور وهو حديث طويل في صحيح مسلم وغيره من الكتب واعتنى بعض العلماء بجمع طرقه ورواياته ففي صفة الحج هذه ان النبي صلى الله عليه وسلم رجع الى الركن فاستلمه ثم خرج الى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ ان الصفا والمروة من شعائر الله ابدأ بما بدأ الله به وفي رواية ابدأوا بما بدأ الله به في شرع اذا ان يقرأ الحاج هذه الاية ان الصفا والمروة من شعائر الله عند ارتقائه فوق الصفا ثم قال جابر فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده قال ثم دعا بين ذلك قال مثل ذلك ثلاث مرات ثم نزل الى المروة حتى اذا صبت قدماه في بطن الوادي شعا حتى اذا انصبت قدماه في بطن الوالي ساعة وهذا الذي اشار اليه الناظم بقوله وخب في بطن المشيل في بطن المشي الشيء في الاصل هو مكان سيل الماء وخبها وامر ان خب بمعنى اسرع في مشيه وهذا مكان معروف بين الصفا والمروة يشرع ان يسرع فيه الحاج شيئا ما وهو الان اه في عصرنا هذا اه مميز بعلامتين بلون اخضر في ابتدائه وانتهائه نعم. ثم قال حتى اتى المروة وفعل على المروة كما فعل على الصفاء حتى اذا كان اخر طوافه على المروة قال لو اني استقبلت من امري ما استغضبت لم اسبق الهدي وجعلته عمرة اذا هذا وصف جابر رضي الله عنه يحج النبي صلى الله عليه وسلم وما قال فيه في ما بين الصفا والمروة. وهذا معنى قول الناظم واخرج الى الصفا فقف مستقبلا عليه ثم كبرا وهللا هكذا ذكر الناظم ولا شك ان هذا مجزئ لا اشكال فيه والالتزام بالالفاظ النبوية اولى اي الالتزام بما ورد في الاحاديث من صفتي ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم كقول ان الصخور مررت من شعائر الله او ثم في الحديث فوحد الله وكبره فهذا هو معنى التكبير والتهليل المنفوخ في الحديث. وزيادة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده والالتزام بمثل هذا الهدي النبوي في مثل هذه المواضع خير كله قال واسعى لمروة فقف مثل الصفا لا اشكال فيه. وخب في بطن المسيل ذا اقتفاء اي حال كونك ذا اقتفاء والاقتفاء هو الاتباع اقتفى اثره اتبع اثره جزاء منصوب على الحال. بمعنى خبة حال كونك واقتفاء اهو اربع وقفات بكل منهما تقف والاشواط سبعا تمما. وهذان امران مرتبطان. فاذا انت اتممت سبعة اشواط بين الصفا والمروة فذلك بحساب اخر اربع وقفات في كل من الصفا والمروة وادعوا بما شئت بسعي وطواف وبالصفا ومروة مع اعتراف. يرشدك ماظ هنا الى ان من مواطني الدعاء هذه المواطن او المواضع التي ذكرها فمنها اثناء السعي فمنها اثناء السعي ويمكن ان يستدل بذلك بقول عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انما جعل رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لاقامة ذكر الله فذكر الله مشروع في هذه المواضع وايضا في الطواف قد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ما بين الركنين عند طوافه ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وايضا عند الصعود على الصفا وعلى المروة لما ذكرناه من حديث جابر رضي الله عنهم في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم انه دعا آآ ذكر شيئا من ادعيته صلى الله عليه وعلى اله وسلم وايضا ورد في حديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من اتى الصفاء فعلا عليه حتى نظر الى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء الله ان يدعو فهذا معنى قول الناظم وادعو بما شئت بسعي وطواف وبالصفاء ومروة مع اعتراف اي مع الاقرار بالذنب كمان التذلل لله سبحانه وتعالى والانسان يطلب منه ان يستغل وقته في اثناء الحج في الدعاء والذكر ولا يشغل وقته باي شيء اخر وانما هو الذكر ويشمل ذلك قراءة القرآن ونحوه والدعاء. هذه اجمالا يعني في كل حجه. ولا ينبغي ان ينشغل بالامور الدنيوية. لان هذا ليس مقام لذلك لكن هنالك مواضع يستحب فيها الدعاء اكثر من غيرها لورود ذلك وثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كهذه المواضع التي اه ذكرنا هنا و ادعى وارجى الادعية هي ما خرج من القلب وما اخلص فيه الداعي نيته وجمع همته على الدعاء لذلك ينبغي ان يدعو الانسان المسلم بالادعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لان فيها من البركة ما ليس في غيرها من خير الدنيا والاخرة ما لا يوجد في غيره من الادعية هذا لا شك فيه ثم يدعو بما تيسر حال كونه مخلصا مخبتا منيبا الى الله عز وجل ولا ينبغي ان يلتزم ببعض الادعية المبتدعة والمحدثة التي يكتبها بعض الناس في بعض الكتب فيجعلون دعاء لكل شوط مثلا من اشواط الطواف ودعاء لكل شوط من اشواط السعي هذا كله من البدع المحدثة ما ثبت من الدعاء المأثور عليك التزامه وزد عليه ما شئت من الدعاء. اما ان تلتزم بمثل هذه الادعية المبتدعة التي التي تكتب في بعض الكتب وتوزع على بعض الحجاج فهذا كله من الباطل ثم بعد ان ذكر الطواف والسعي اشار الى بعض احكامهما فقال ويجب الطهران والستر على من طاف ندبهما بسعي اجتلى ما معنى هذا الكلام هذا في الكلام على بعضه شروطي آآ الطواف والسعي فمقصوده رحمه الله ان يقول ان من طاف بالبيت يجب عليه الطهران والمقصود بالطهرين طهر الخبث وطهر الحدث طور الخبث بمعنى ان يكون اه سالما من النجاسة في ثوبه او في بدنه وطهر الحدث بمعنى ان يكون متوضئا ان يكون متوضئا اه يعني ولا شك ان طهران الحدث الاصغر يدخل فيه اه من باب اولى الحدث الاكبر ان يكون متوضأ ومن لم يجد مثلا او من لم يستطع او كان مريضا ونحو ذلك ولم يستطع الوضوء فعلى الاقل ان يكون متيمما وهذا بشروط التيمم المعروفة التي سبق ذكرها في باب الطهارة. المقصود ان يكون متطهرا على طهارة اه من الحدث جيد والدليل ذلك ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها انها لما حاضت قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم افعلي ما يفعل الحاج غير ان لا تطوفي بالبيت حتى تطهري وفي رواية حتى تغتسلي فهذا دليل على ان الطهارة مشترطة في الطواف ومن فعل النبي صلى الله عليه وسلم ان عائشة رضي الله عنها قالت ان اول شيء بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم انه توضأ ثم طاف بالبيت وهذا فعل من النبي صلى الله عليه وسلم لكنه يتقوى بقول النبي عليه الصلاة والسلام خذوا عني مناسككم خذوا عني مناسككم ويتأكد هذا المعنى اي معنى الشراطي الطهارة بحديث ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بالبيت صلاة الا انكم تتكلمون فيه الطواف بالبيت صلاة الا انكم تتكلمون فيه هذا الحديث اه يدل ايضا يفيد هذا المعنى معناه اشتراط الطهارة اه بجامع كوني اه عفوا بجامع كونهما معا صلاة في المعنى لا شك انه قد يخالف مخالف فيقول ولكن اه الطواف يخالف الصلاة من اوجه المتعددة ليس فقط في قضية الكلام ولكن اوجه الاخرى فنقول نعم لكن لا شك ان الاحوط والاسلم ان نجعل الطواف كالطهارة عفوا ان نجعل الطواف كالصلاة في اشتراط الطهارة هذا اسلم واقرب الى القواعد الشرعية لانه من العلماء من يقول لا يشترط الطهارة في الطواف وقولهم له قوة يعني ليس قولا ضعيفا ولكن لا شك ان الاحوط والاسلم اشتراط الطهارة لاجل هذه الادلة. هذه الادلة بمجموعها هذه الادلة الثلاثة التي ذكرناها من الاحاديث في مجموع ايه ها لا شك انها تقوي وترجح جانب من يقوم باشتراك الطهارة في الطهارة وقضية طهارة الخبث هذه بالطهارة في الحدث اه فيمكن ان يستدل عليها ايضا بالحديث الذي ذكرنا ان الطاخ وبالبيت الصلاة ولا شك ان الصلاة يشترط فيها طهارة الخبيث جيد هذا بالنسبة للطهارة. الشيء الثاني هو ستر العورة. ولو قال ويجب الطهران والستر على من طاف ستر العورة عفوا ستر العورة دليله اه اشياء من بينها الحديث الذي ذكرناه حديث ابن عباس في قضية ان الطواف بالبيت صلاته ولا شك ان من شرط الصلاة ستر العورة كما تقدم لنا في ابواب الصلاة وايضا هذا قوي هو حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال اه وبعثني ابو بكر رضي الله عنهم في الحجة التي امره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع لان قبل الحجة التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم ذكرنا من قبل انه قد بعث ابا بكر رضي الله عنه فاميرا على الناس حج بالناس في حجة معروفة ففي هذه الحج يقول ابو هريرة بعثني ابو بكر في رهط يؤذن في الناس يوم النحر ان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ان لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان وهذا انما نادى به ابو هريرة لاجل امر ابي بكر رضي الله عنه انما نادى به لان المشركين كانوا يطوفون بالبيت عراة يعني من مما لبس عليهم ابليس في هذه القضية انهم قالوا لا نطوف بالبيت آآ ثيابنا التي اذنبنا فيها فكانوا ينزعون ثيابهم اه ويطوفون بالبيت عراة الا ان يجد احدهم ثوبا يعني يستعيره من احد من اهل مكة. بل حتى النساء يعني رجالا ونساء حتى النساء كانت المرأة آآ اذا لم تجد ثوبا اذا لم تجد من يعيرها ثوبا من اهل مكة فانها تطوف عريانة واشتهر قول القائلة منهن اليوم يبدو بعضه او كله وما بدا منه فلا احله. الى اخر ضلالاتهم المشهورة التي ابطلها الاسلام ولذلك اه لا يجوز الطواف في البيت الا مع ستر العورة. ونقل جماعة من اهل العلم ان هذا مما اجمع عليه العلماء فلذلك قال نذبهما بسعي اجترى. ما معناه ذلك معناه ان الطهارة في السعي مندوبة ان الطهارة في السعي مندوبة اه وايضا ستر العورة مفهوم يعني الطهارة بعفن الطهارة في السعي مندوبة ودليل ذلك هو ما ذكرنا من ان يعني دليل كون الطهارة في السعي ليست واجبة ان النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لعائشة افعلي ما يفعل الحاج غير الا تطوفي بالبيت غير ان لا تطوفي بالبيت معنى ذلك ان الطواف هو الوحيد الذي تشترط له الطهارة بما انه نص على قضية اه الطواف نص على الطواف وخص الطواف بالذكر فمعنى ذلك ان السعي لا تشترط له الطهارة فاذا ليست شرطا وانما هي من المستحبات مفهوم وايضا المسعى يعني في الاصل خارج المسجد يعني ليس داخل المسجد فهذا معنى نزبوهما فلذلك يقول وعد فلبي لمصلى عرفة وخطبة السابع يأتي للصفة وثامن الشهر خروجن لمنى بعرفات تاسعا نزولنا واغتسلا قرب الزوال واحضرا الخطبتين واجمعن واقصرا ظهريك ثم الجبال اصعد راكبة على وضوء ثم كن مواظبا على الدعاء مهللا مبتهلا مصليا على النبي مستقبلا هنيهة بعد غروبها تقف الى اخره الان بعد ان انتهى من ذكر السعي الشعار الى انك تعاود التلبية فقال وعد فلبي لمصلى عرفة لاننا ذكرنا من قبل ان المحرم يمسك عن التلبية عند دخول مكة عند مشاهدة بنيان مكة والان بعد ان يتم السعي يرجع الى التلبية مفهوم وتستمر عليها على ما سيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى لكن قال وعد فلبي للمصلى عرفة. بمعنى انك لا تزال تلبي الى ان تصل الى مصلى عرفة وذلك متى يكون؟ يكون في اليوم التاسع من ذي الحجة فاذا وصلت فحين اذ يجوز لك ان تقطع السلبية هذا هو ما ذكره الناظم رحمه الله تبارك وتعالى. ومن اهل العلم من خالفوا في هذا وقال ان غاية التلبية ليست يوم عرفة وانما راميو جمرة العقبة وانما رمي جمرة العقبة. اما في ابتدائها واما بعد الانتهاء منها على خلاف المشهد واستدل على ذلك بحديث اه الفضل ابن عباس رضي الله عنه ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى بلغ الجمرة بلغ الجمرة اي اقترب منها و شرع في اه رمي الجماعة وايضا في حديث اخر لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة على كل حال اما انه شرع في لفظه او اه رمى في لفظ اخر هذا خلاف. هذه النصوص تجي على انه يقطع التلبية بعد ذلك بعد عرفة. وليس كما ذكر الناظم رحمه الله تبارك وتعالى فاذا النصوص دلت على انه يقطع التلبية عند الشروع في رمي جمرة بعقبة او بعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة نعم فهذا معنى قوله وعد فلبي لمصلى عرفة قلنا هذا فيه نظر ولا شك ان المالكية استدلوا على ذلك ببعض الادلة يستدلوا ببعض الادلة ولكن لعل الصحيح ان شاء الله تبارك وتعالى هو هذا الذي ذكرنا من ان غاية التلبية انما هي اه يعني اه رمي جمرة العقبة على الصح ثم قال وخطبة السابع تأتي للصفة يريد الناظم ان يقول في هذا المعنى انه من المندوبات للامام ان يخطب في اليوم السابع من شهر ذي الحجة وتكون هذه الخطبة مخصصة لبيان صفة مناسك الحج بمعنى انه يلقي خطبة يعلمهم فيها كيف آآ تكون المناسك التي هم مقدمون عليها انطلاقا من يوم الثامن ذي الحجة الذي هو يوم التروية شوفوا ودليل ذلك ما جاء في البعض الاحاديث ان عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان قبل التروية بيوم هذا هو اليوم السابع خاطب الناس وعلمهم مناسكهم قبل يوم التروية بيوم اذا يوم السابع من ذي الحجة وايضا في حديث جابر رضي الله عنه انه قال فقدمنا مكة فلما كان قبل يوم التروية بيوم قام ابو بكر رضي الله عنه فخطب الناس فحدثه عن مناسكهم فهذه الاحاديث تدل على استحباب هذه الخطبة التي تكون يوم السابع من ذي الحجة اي اليوم الذي قبل يوم التروية نعم ثم قال يعني وخطبة السابع تأتي بالصفة وثامن الشهر وفاة من الشهر يخرجن خرجن لمنى بعرفات تسعى نزولا. وصامن الشهر اي في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وهذا هو الذي يسمى يوم التروية وسمي يوم التروية لان قريشا كانت تروي فيه اي تسقي فيه الحجاج النساء كانت قريش تحمل الماء وتذهب به الى منى لكي تسقي الحجاج في منى في هذا اليوم الذي يسمى يوم التروية يخرج الحاج الى منى ويمكث الحاج فيه بقية ذلك اليوم ويبيت تلك الليلة فاذا السنة هذا ليس من الواجبات لانه ذكرنا الواجبات وذكرنا الشروط فيما قبل. وذكرنا ان هذا المبيت بمنى مثل ما جيت الاول الذي يكون يوم التروية هذا ليس واجبا وانما هو من المستحبات والمقصود ان الحجاج من السنة ان يذهبوا الى منى في ذلك اليوم و يصلون تلك الصلوات الخمس يعني انطلاقا من الظهر الى صبحي يوم عرفة يصلون كل صلاة في وقتها ويقصرون الرباعية كما هو معروف هذا هو هذه السنة التي هي الخروج الى منى. مع الطلبية بطبيعة الحال ودليل ذلك آآ حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم انه قال فلما كان يوم التروية توجهوا الى منى فاهلوا بالحج يوم التروية وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر من هذه خمس صلوات ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس الى اخره بعد ذلك الان وصلنا الى يوم التاسع وهو يوم عرفة قال بعرفات تاسعا نزولنا اي نزولنا تاسعا في اليوم التاسع يكون بعرفات ووصف ما يفعل الحاج في عرفات بقوله واغتسلا قرب الزوال واحضرا الخطبتين واجمعن واقصرا ابوهريك ثم الجبل اصعد راكبا على وضوء ثم كن مواظبا على الدعاء مهللا مبتهلا مصليا على النبي مستقبلا هنيهة بعد غروبها تقف. هذه مجموع الافعال التي يفعلها الحاج في يوم عرفة قال في اليوم التاسع اذا من ذي الحجة بعد ان يصلي الصبح في منى وبعد ان تطلع الشمس يتوجه الى عرفة لاداء هذا الركن وهو الركن الاعظم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة ذكر الاختشال. قال واغتسلا قرب الزوال هذا الاغتسال ورد في اثر عن نافع انه ذكر ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل لاحرامه قبل ان يحرم وبدخوله مكة ولوقوفه عشية عرفة قال واغتسلا قرب الزوال واحضر خطبة اه الامام الذي يؤم بالناس في الحج يشرع له ان يلقي خطبة في عرفة بجامع نمرة المعروف الان هذه الخطبة المشروع فيها ان يبين للناس مناسك الحج ما يفعلون في يوم عرفة وما يفعلون في الغد ان اكثر المناسك تكون في يوم الحج الاكبر يعني في يوم النحر اه فيبين لهم ذلك. ودليله فعل النبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث جابر ان انه قال وامر وامر النبي صلى الله عليه وسلم بقبة من شعره ضربت له بنمرة فاجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له فنزل بها حتى اذا زاغت الشمس امر بالقصواء فرحبت له فاتى بطن الوادي فخطب الناس حتى اذا زاعت الشمس يعني بعد الزوال امر بالقصواء فرحلت له فاتى بطن الوادي فخطب فخطب الناس. اذا هذه الخطبة من المشروع ان يحضر الحاج لاجتماع هذه الخطبة مفهوم من الافعال ايضا التي يفعلها الجمع والقصر قال واجمعن آآ قال واحضرا الخطبتين واجمعن واقصرا ظهريك. الظهران هما الظهر والعصر اذا يشرع له ان يجمع يوم عرفة الظهر والعشرة تقديما ثم بعد الانتهاء منهما يستمر على الدعاء الى اه غروب الشمس ودليل الجمع بين الظهر والعصر ايضا ما جاء في حديث جابر قال ثم اذن ثم اقام فصلى الظهر ثم اقام فصلى العصر ولم يصلي بينهما شيئا. اذا اذان واحد واقامتان اقامة لكل صلاة اقامة للظهر واخرى للعصر فيجمع بين الصلاة وبين الصلاتين ولا يصلي بينهما شيئا وايضا عن سالم ان الحجاج ابن يوسف سأل عبدالله رضي الله عنه كيف تصنع في الموقف يوم عرفة فقال سالم ان كنت تريد السنة فهجر بالصلاة يوم عرفة فقال عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما صدقة انهم كانوا يجمعون بين الظهر والعصر يوما في السنة. فقلت لسالم افعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سالم وهل تتبعون في ذلك الا سنته فالجمع اذا اه ثابت اه في سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاصل اذا. الاصل في هذه الصلاة ان تؤديها مع الامام لكن من لم يستطع فانه يكون ازدحام وقد يصعب على الشخص ان يلتحق بجماعة الامام على كل حال اذا لم يستطع لا بأس ان يصليها في رحاله اه ويجمع بين الصلاتين والقصر قلنا جمعا وقصرا هذا مطلقا. كل من حضر تلك آآ المناسك لان آآ كما يذكر بعض العلماء هذا القصر لاجل السنة وليس مرتبطا بالسحر ثم قال ثم الجبل اصعد راكبا على وضوءه. المقصود هنا بالصعود على الجبل آآ هو الوقوف حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم مع ان السنة ان اي مكان وقف فيه الحاج فهو يجزئه بدون اشكال ولا يشترط هذا الصعود الذي ذكر الناظم هنا بل النبي صلى الله عليه وسلم قال يعني بعد ان وقف في مكان معروف قال هذا الموقف وعرفة كلها موقف هذا الموقف وعرفة كلها موقف سعيدة كل المكان المعروف الذي له حدود جغرافية معروفة ويسمى عرفة في اي مكان منه وقفت فان ذلك مجزئ وتكون موافقا للسنة ولم يثبت في الحقيقة لم يثبت هذه القضية التي يفعلها بعض الحجاج من الصعود الى ذلك الجبل يعني تجدهم يعني يزدحمون عليه منذ الصباح الباكر لكي لكي يصعدوا على الجبل المقصود يسمى جبل الرحمة لم يرد في ذلك شيء في السنة ولم يثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم استحباب ذلك الصعود على ذلك الجبل مثلا وانما اينما تيسر لك ان تقف في عرفة فهو حسن موافق للسنة ان شاء الله تبارك وتعالى قال ثم كن مواظبا ايه قال ثم الجبل اصعد راكبا على وضوء اه هنا ذكر الركوب هنا ذكر الركوب سببه انه ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء عن ام الفضل بنت الحارث انناسا اختلفوا عندها يوم عرفة بصوم النبي صلى الله عليه وسلم يعني قال بعضهم هل هو صائم؟ وقال بعضهم ليس بصائم لان كما ذكرنا من قبل في كتاب الصيام ذكرنا ان صيام يوم عرفة مشروع الا للحاج فلا يشفع لهم فالصحابة اختلفوا في النبي صلى الله عليه وسلم هل كان صائما ام لا قال فارسلت اليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه وشربهم. اذا هذا دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في يوم عرفة راكبا لكن على كل حال هذا يعني القول بسنيته محل نظر والله تعالى اعلم ولذلك من امكنه ان يكون راكبا في عرفة بها ونعمة والا فلا اشكال في ان يكون واقفا. ثم حين نقول الوقوف يعني بعض الناس يسمع وقوف يوم عرفة يعتقد او يظن ان المطلوب ان يبقى واقفا آآ غير جالس ولا مضطجع اليوم كله او وقت الدعاء كله وهذا ليس شرطا المطلوب هو وجودك في ذلك الموضع المسمى بعرفة في ذلك الوقت الذي هو يوم التاسع من ذي الحجة واقفا او راكبا او جالسا بحسب ما تيسر. لكن المقصود الاعظم هو الدعاء فالنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث جابر كان مستقبلا القبلة و داعيا كان يدعو ويستقبل القبلة ويدعو. فقد آآ جاء في حديث جابر ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات هذا هو موقف النبي صلى الله عليه وسلم. وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فاذا يستقبل الحاج ويدعو بل يكثر من الدعاء والذكر ويكثروا ويواظبوا على اه جميع انواع الدعاء لان هذا الموقف هو موقف الدعاء هذا موطن آآ يدنو فيه آآ يعني آآ الله عز وجل من هؤلاء العباد الذين يدعون ربهم و هو موقف يستجاب فيه الدعاء كما ورد في الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة فانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء وورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وايضا يشرع الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. على كل حال كل الاذكار مشروعة في هذا الوقت وايضا يشرع رفع اليدين هذا من المواطن التي يشرع فيها رفع اليدين عند الدعاء قد ثبت هذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم والذي ثبت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم انه رفع يديه يدعو واستمر على ذلك الى ان غربت الشمس وازالة الصفرة شيئا ما فحين ذلك انصرف. فاذا هذا ما يمكن ان نقوله عن يوم عرفة وآآ ينبغي على الحاج ان يحرص عليه حرصا شديدا لانه من لانه اولا هو ركن الحج الاعظم الحج عرفة. وثانيا لانه من المواطن التي يستجاب فيها الدعاء ولان الحاج لا يكون فيه منشغلا باي شيء يعني ليس فيه مناسك وافعال تفعل ذهاب ومجيء كما يقول ذلك في ثم اه النحر وفي الايام التي تليه وهي ايام التشريق انما يكون متفرغا للدعاء. لا يشرع شيء بعد صلاة الظهر والعصر الى المغرب الا الدعاء والاستغفار والذكر. ومن ضيع آآ هذا الوقت في غير ذلك ففي الحقيقة هذا محروم الله عز وجل اه الثبات على دينه وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اه اي بعد غروب الشمس ننتقل الى شيء اخر وهو الذهاب الى مزدلفة. الذبح لمزدلفة قال وانفر لمزدلفة وتنصرف في مأزمين العالمين نكبي واقصر بها واجمع عيشا لمغربي واحصط بها واحيي ليلتك وصلي صبحك وغلس رحلتك قف وادعوا بالمشعر للاسفار واسرعا في بطن وادي النار وشرك ما تكون للعقبة وارمي لديها بحجار سبعة من اسفل تساق من مزدلفة كالفول وانحر هديا بعرفة اوقفته واحلق وسر للبيت فطف وصلي مثل ذاك النهج هنا النزول بالمزدلفة بعد ان يتحقق الحاج من غروب الشمس يوم التاسع يوم عرفة يدفع الحجاج الامام وكل من معه نحو جمع نحو مزدلفة لكن يكون ذلك بسكينة ووقار ودليله حديس جابر ففيه فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غربت الشمس وذهبت الشفرة قليلا حتى غاب القرص هذا كله معناه ماذا؟ هو ما عبرنا عنه بقولنا يتحقق من غروب الشمس قال واردف اسامة خلفه اسامة ابن زيد ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمم. القصواء هي ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقسواء الزمام حتى ان رأسها ليصيب مورك رحله بمعنى انه يجر زمامها هذا الحبل او الجلد الذي اه يمسك الراكب به راحلته شنقه النبي صلى الله عليه وسلم يجره عنده قال حتى ان رأسها اه رأس الناقة اقتربت من اه الرحم الذي يركب عليه الراكب الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لاجل اي شيء لاجل الازدحام الشديد ولان لا تسرع الناقة قال ويقول بيده اليمنى ايها الناس السكينة السكينة فهذا دليل قولنا انه يذهب الى مزدلفة بسكينة. وعلى كل حال ما اظن احدا يستطيع ان يذهب الى المزدلفة بغير سكينة لان ازدحام شديد فالمقصود انه يذهب بتؤدة ولا يتعجل لان بعض الناس يريد ان ينتهي من هذه المناسك اقصى سرعة ممكنة هذا ليس مقصودا المقصود هو ان المناسك على افضل وجه لا ان تؤديها كيفما اتفق. وبسرعة وآآ كذا. المقصود هو اداؤها موافقة تذهب بالسكينة ثم قال جابر اه فان خص الزحام او كان يعني ثم يعني عفوا الى هذا تمام الحديث بعد ذلك اه قلنا ان انه يذهب الى مزدلفة بسكينة ووقار وسؤدة قال قال جابر كلما اتى حبلا من الحبال ارخى لها قليلا اي للقصواء حتى تصعد ارخى لها قليلا حتى تصعد واصاب من طريق المأزمين المأزمان جبلان معروفان بين عرفات والمزدلفة. بين هذين الجبلين طريق فمن اراد ان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في خصوص الطريق التي مر منها فانه يمر من من هذه الطريق بين المأجمين لذلك الناظم قال اه في المأزمين العلمين نكبي آآ واقصر بها واجمع عيشا للمغرب ثم قال حتى اتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء باذان واحد واقامتين فلم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح باذان واقامة ثم ركب القصواء حتى اتى المشعر الحرام. اذا نفهم من هذا ان المشروع ان يحط الحاج رحمه في مزدلفة وان ينزل ويصلي بها المغرب والعشاء جمعا قال واقصر بها واجمع عشا للمغرب واحطط بها حط رحلك لكن قوله واحيي ليلتك هذا فيه شيء من النظر. لان الذين وصفوا حج النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا انه اضطجع انه اضطجع حتى طلع الفجر فلم يصلي النبي صلى الله عليه وسلم مع ان المعهودة في فعل النبي صلى الله عليه وسلم فعل الصحابة هو قيامهم الليل. لكنهم لم يخصوا هذه الليلة بقيام او صلاة وانما اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر فلذلك السنة ومن اراد موافقة المشروع فعليه ان يفعل مثل ذلك. بمعنى ان آآ يضطجع الى ان يطلع الفجر. بعد طلوع الفجر يعني يصلي الفجر وينصرف قال وصلي صبحك وغنس رحلتك الى اخره. آآ لعلنا نقف عند هذا القدر لنتيح المجال لمن اراد ان يذهب لصلاة العشاء نقف عند هذا القبر نواصل ان شاء الله تبارك وتعالى صفة اه وقوف المزدلفة وما بعد زلك في درس مقبل ان شاء الله تبارك وتعالى. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. والحمد لله رب العالمين