رحمة سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا بيهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة اخوتي واحبتي اشرف اليوم بان اتحدث امامكم في هذا الموضوع الذي ارجو ان يكون مفيدا للمتحدث به وسامعه واسأل الله عز وجل ان يبارك في جهود القائمين على هذه الجمعية الدعوية الثقافية الطيبة المباركة واسأله سبحانه وتعالى ان يجعلنا اجمعين ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه حديثنا اليوم عن ضوابط اختيار الزوج والزوجة وقبل الحديث عن هذه الضوابط اجمالا على جهة المعرفة الاستشارية الاجتماعية اكثر مما يكون ذلك على جهة الفقه اقول قبل ذلك ابدأ بالحديث عن ضرورة الاعداد للزواج واكثر من يتحدثون عن الاعداد للزواج في عصرنا انما يذكرون الاعداد المادي والاعداد المادي مطلوب لا شك في ذلك. ولكن هنالك ايضا الاعداد العلمي ان صح هذا التعبير اي معرفة مجموعة من المعلومات والافكار والمبادئ التي لا بد المقبلين على الزواج ان يعرفها قبل ان يقبل على هذه على هذا الامر الذي هو من اهم ما يقع للانسان في حياته اه قبل الحديث عن هذه المعلومات نريد ان نركز على معنى مهم. وهو ان التسرع مذموم كما ان التأخر مذموم. التسرع في الزواج ليس محمودا في ذاته ونقيضه وهو التأخر عن الزواج لغير مسوغ ايضا ليس محمودا ومن اسباب التسرع ما يقع لكثير من الناس انه يقبل على الزواج دون تدبر ولا تفكر ولا تأمل بل في بعض الاحيان دون حاجة وانما يقبل على الزواج لان السن تقدم او لان المجتمع يطالب بذلك او لان بعض الاقربين من الاسرة صاروا يتحدثون في الموضوع كثيرا او لارضاء شهوة جسدية عارضة او مستقرة او لارضاء قريب يكثر من الحديث في هذا الموضوع او للهروب من المشكلات التي يتعرض لها مثلا هذا الفتى او تلك الفتاة خاصة بالنسبة للفتيات قد تكون عندها مشكلات في البيت فتريد ان تهرب منها بالزواج الى غير ذلك هنالك مجموعة من الامور كثيرة تدفع الرجل او المرأة الى التسرع في اتخاذ قرار الزواج وفي مقابل ذلك هنالك التأخر ايضا ليس محمودا والتأخر يكون ايضا لاسباب منها ظنوا صغر السن بمعنى تجد الرجل قد وصل سنا معينة وهذه القضية لا اذكر فيها سنا معينة محدودة لانها تختلف باختلاف الاعراف والمجتمعات ونحو ذلك. لكن تجده قد وصل سنا معينة ثم مع ذلك لا يفكر في الزواج لما؟ لانه يظن انه ما يزال صغيرا وايضا التهرب من الزواج او التأخر فيه هروبا من المسؤوليات. وهذا كثير جدا ونشاهده في مجتمعنا ان الواحد من الرجال تجده يخاف المسؤولية يخاف الامانة يخاف الصعوبات التي يمكن ان تعرض له صعوبات مادية او معنوية تربية اولاد الى غير ذلك هنالك ايضا من اهم اسباب التأخر الاكثار من الشروط او تكثير الشروط الى درجة المثالية المانعة من التحقق الواقعي بمعنى الشخص الرجل مثلا يتصور في ذهنه امرأة هي كما يقال فتاة احلامه توفرت فيها جميع الشروط التي يريدها من زوجة المستقبل ثم لكي يجد هذه الصورة المثالية في الواقع هذا امر صعب جدا. ولذلك هو يتأخر بانتظار ان يصل الى هذا المراد ونفس الشيء. بالنسبة للفتاة التي وضع في ذهنها صورة معينة وضعت في ذهنها صورة معينة لفارس الاحلام كما يقال فهي تنتظر ذلك الرجل وقد لا تجده وفي كثير من الاحيان لا تجده في الواقع وفي كثير من الاحيان ترضى بالدون فقط لان السن وصلت الى سن معينة فهي ترضى بما تجده. آآ ويكون في ضمن هذا كله انكسارات نفسية صعوبات معنوية واسر تبنى على غير اساس قوي الى غير ذلك من الاشكالات الزواج مسئولية وليس شهوة جسدية فقط. وللاسف كثير جدا وانا ترد علي استشارات كثيرة اه في هذا المجال الاسري كثير جدا من الانكحة تعقد اه لارضاء شهوة انية شهوة جسدية ملحة على الشاب او على الفتح والحق ان ارضاء هذه الشهوة في اطار الزواج امر مطلوب امر محمود بل هو من اهم مقاصد الزواج ان لم يكن المقصد الاول من الزواج ولكن ايضا تركيز الرجل او المرأة على هذا المعنى دون غيره من المعاني يؤدي الى اختلال في الشروط والضوابط والمعايير ويؤدي ايضا الى تسرع في عقد الزواج قبل تأمل حقيقة المسؤولية التي توجد وراء هذا الزواج فاذا بالنسبة للرجل هنالك مسؤوليات وبالنسبة للمرأة هنالك مسؤوليات لابد من استحضارها قبل ان نشرع في هذا الزواج بالنسبة للرجل هنالك معنى القوامة الرجال قوامون على النساء بمعنى ان الرجل هو الذي ينفق هو الذي يقود دفة البيت هو الذي كما جاء عن بعض السلف يذب عن المرأة ان يدافعوا عنها ويحميها اه فهذا هو معنى القوامة هو قوام عليها بمصطلح العصر مسؤول عنها مصطلح المسؤولية هذا مصطلح حادث بهذا المعنى الذي نعرفه واليوم هو مسؤول عنها هذا معنى قوام عليها هنالك الى جانب القوامة لابد من المروءة لابد من معاني الرجولة التي افتقدت كثيرا في هذا الزمان وسيأتينا ان شاء الله تعالى ضمن الضوابط ان كثيرا من الرجال الان يفتقد الى معنى الرجولة الى معنى القوامة ويدخل الى هذا الزواج ارضاء لشهوة فقط ثم لا يفكر فيما وراء ذلك من ضرورة عراة لابد من القيام عليها ومن مسؤوليات وامانة ثقيلة لابد من تحقيقها فاذا هنالك المروءة الرجولة اخلاق الكرم والشجاعة والقيام على البيت وخلق المسؤولية وتحمل الامانة وما الى ذلك. ثم هنالك ايضا لابد للرجل من ان يعرف الغاية التي يريد من اجلها ان يتزوج ما الغاية التي يهدف اليها؟ قد تكون غاية كبيرة جدا من قبيل اريد بناء اسرة اسلامية صالحة تكون لبنة ونواة في مجتمع اسلامي صالح. هذه غاية كبرى ثم يعرف هذه الغاية ويعرف ما الاهداف التي يمكن ان توصل لهذه الغاية من قبيل اريد تربية الاولاد على كذا وكذا من القيم الاسلامية اريد ان احصن نفسي واحصن زوجي لتحقيق قيم اسلامية معينة. لابتناء هذه الاسرة الاسلامية السعيدة الصالحة الى غير ذلك من الاهداف المرحلية التي توصل الى هذه الغاية الكبرى ثم ايضا لابد للرجل وهذا كله يدخل في اطار الاعداد لابد للرجل ان يعرف احكام الزواج وهذا ايضا من الاخطاء الشنيعة التي نراها بحيث يدخل الرجل الى الزواج يتزوج يمضي شهر شهران عام عامان ثم يأتي ليسأل عن بديهيات فقهية من فقه الزواج وهذا اشكال عظيم جدا وفي كثير من الاحيان حين يسأل يكون قد وقع المحذور او وقع الفأس في الراس كما يقال. وقع المحظور اما طلق طلاقا غير مشروع واما فوه بلفظ غير مشروع واما عامل زوجته معاملة غير مشروعة واما واما وليمة فهذا كله بسبب انه لم يقرأ فقه الزواج كثير من الناس حتى اذا اراد ان يدخل الى الزواج تجده يقرأ كتابا ميسرا جدا في هذا الباب من الكتب العصرية زواج اسلامي زواج سعيد كذا الى اخره. بحيث يعرف امورا عامة في هذا المجال. لكن يحتاج الى معرفة امور اخرى وحتى يعني هذه الكتب لا تعتني مثلا بفقه الطلاق مع ان الذي يقبل على الزواج عليه ان يعرف فقه الطلاق وهذا امر قد يبدو غريبا ولكن هذا في الحقيقة عند النظر في الاستشارات الاجتماعية التي ترد في هذا المجال نجد ان كثيرا من والاخطاء الامور المنكرة تقع بسبب عدم معرفة احكام الطلاق بحيث الشخص يطلق طلاقا بدعيا يطلق يعني مثلا مؤخرا واحدة تسأل تقول لا تذكر عدد المرات التي طلقها فيها زوجها لا تذكر عدد كثير جدا بمعنى يطلق ويرجع ويطلق وهذا كله خلاف الشرع بل هادي مخالفة شديدة في الحقيقة مخالفة شديدة لشرع الله عز وجل. ولكن ما الذي جرأ الناس عليها؟ بالدرجة الاولى الجهل باحكام الشريعة الجهل بالطلاق بانواعه رجعي بائن آآ بينونة كبرى صغرى طلاق بدعي طلاق سني الى غير ذلك هذه الامور ينبغي معرفتها قبل الاقدام على الزوج. وبالمناسبة هذه الامور صحيح ان الرجل مطالب بمعرفتها قبل المرأة لانه هو المخاطب ابتداء ولكن ايضا على المرأة ان تعرف هذه الاحكام لكي لا تشارك زوجها في مخالفات شرعية من حيث لا تدري. اذا هذا بالنسبة للرجل. بالنسبة للمرأة هنالك ايضا مسؤوليات مسؤولية القيام على شؤون البيت ونحن هنا لن ندخل في ذلك الجدل الفقهي المعروف هل يجب على المرأة ان تطهو لزوجها؟ هل يجب على المرأة بان تقوم على شؤون البيت من كنز وغسل وغير ذلك. القضية هنا ليست في الوجوب الشرعي والراجح عند الفقهاء ان ذلك غير واجب عليها. لكن اذا قام البيت على يجب ويحرم فقط لا على يمكنني ان افعل هذا الذي ليس واجبا علي يمكنني ان افعله مع ذلك لتستمر هذه الاسرة وتثمر وتنتج. ويمكنني ان اتخلى عن هذا الذي هو في حد ذاته ليس حراما ولكن اتخلى عنه اختيارا لكي اسمح هذه الاسرة بان تستمر وتنتج اذا وصلنا الى هذه المرحلة ها في هذه الحالة نكون قد حققنا المراد من اما اسرة قائمة على حقوق قطعية فقط على واجبات ومحرمات فقط فانها لا تستمر كثيرا وليس هذا كما قد يظنه بعض الناس تهوينا من امر الاحكام الشرعية التي يذكرها الفقهاء من واجب ومباح ومستحب ومكروه ومحرم ليس هذا تهوينا من شأنها بل معرفة ذلك من اولى الاولويات ولكن الغالب ان الرجوع الى هذه الامور انما يكون عند التنازع. فافهم الفرق بين الصورتين. بمعنى في حالة عدم النزاع وعدم الصراع انا لا احتاج ان اقول هل يجب علي او لا يجب علي سواء وجب او لم يجب انا افعله اه هل هذا من حقي ام هو حقك؟ هل هو واجب؟ ام حق؟ هل هو كذا او كذا؟ هذا في حد ذاته؟ متى احتاج اليه انما احتاج اليه عند النزاع. اذا وصلنا الى الصراع والنزاع واستحال حل الامور بالطرق الودية كما يقال حينئذ نرجع الى مقاطع الحقوق سواء مع قاض شرعي او مع حكم اه محكم في هذا المجال او حتى دون هذا كله. في هذه الحالة نرجع الى مقاطع الحقوق. حقي كذا حقك كذا. اما فيما سوى ذلك فالاصل ان لا نرجع الى هذا. اذا نرجع فنقول هل هو واجب او ليس واجبا؟ ليس واجبا. ولكن مع ذلك لا تقوم البيوت الا اذا قامت المرأة على شؤون بيتها بنفسها هذا الذي عليه عمل الناس واعرافهم وهو الذي تستقيم به احوالهم ويصلح عليه اه المجتمع كله الاصل في المنزور الاسلامي ان الرجل يعمل خارج البيت لينفق على البيت وان المرأة تعمل داخل البيت في تكامل بين المهام والمسؤوليات. هذا الاصل ولا يمتنع بعد ذلك ان يخالف هذا الأصل لسبب فتنفق المرأة من حيث لا يجب عليها ان تنفق او قد يعمل الرجل شيئا من اعمال البيت من حيث ان ذلك ليس واجبا عليه لكن هذه المشاركة التساوي في بعض الامور التي ليست من صميم فعلك يعني كونك تفعلها وليست من صميم عملك هذا كله خلاف الاصل فنحن نقرر الاصل واذا قررنا هذا الأصل هذا يقتضي ماذا؟ يقتضي ان نقول للفتاة قبل ان تقبل على الزواج عليك ان يكون لديك معرفة بشؤون البيت او على الاقل رغبة في المعرفة. لاحظ حتى ان لم تصلي الى درجة المعرفة على الاقل تكون لديك رغبة. اما لا معرفة ولا رغبة فالى اين نمضي؟ ثم ايضا على المرأة ان تعرف فحقيقة اسلحتها التي تدخل بها الى مؤسسة الزواج واستعمال لفظ السلاح هنا تجاوز لاننا لسنا في معركة لكنه سلاح ابيض بين قوسين وهو انثوية المرأة. المرأة ينبغي ان تكون انثى. كما ان الرجل ماذا ذكرنا في الواجب عليه او المسؤوليات التي عليه ان يتشبع بها؟ قلنا الرجولة قلنا المروءة الرجولة كذلك في المرأة عليها ان تكون انثى. اما امرأة او زوجة مسترجلة وزوج مخنث او مؤنث فهذا لا تقوم به الاسرة. ويستحيل ان يقوم المجتمع اذا لم تكن المسئوليات موزعة توزيعا عادلا لا توزيعا متساويا. ونحن دائما نركز ان المطلوب هو العدل ولا المساواة والعدل يقتضي في كثير من الاحيان عدم التساوي لا نريد مساواة كما يدندن حول كذلك الغربيون مساواة تجعل من المرأة كالرجل ومن الرجل كالمرأة. هذه مساواة لا عدل فيها بل هي الظلم نفسه وايضا على المرأة ان اه تعرف كالرجل الاحكام الشرعية اه المتعلقة بالزواج والطلاق وغير ذلك وعليها ايضا مثل الرجل ان تحدد الغاية التي تسعى اليها من انشاء الاسرة. وعلى المرأة شيء زائد. وهو ان تحذر من افكار الانثوية الهدامة. الانثوية اه ترجمة عند بعض الناس للفظ بعضهم يترجمها او يعربها بالانثوية او الحركة النسوية وبعضهم يقول حركة التمركز حول الانثى ما يترجم ذلك عبدالوهاب المسيري رحمه الله تعالى والى غير ذلك من الترجمات. هذه الانثوية هي التي تركز في ذهن الفتاة ان الرجل ليس مكملا لها ليس زوجا ومحبا لها. ليس شريكا لها في انشاء الاسرة وانما تضع في ذهنها ان الرجل عدو خصم متعد عليها ان تقف امامه وقفة الصراع والندية والنزاع لتستخلص حقوقها منه. هذه هي الانثوية المبنية على نظرية الصراع. مبنية على ان العلاقة بين المرأة والرجل ليست علاقة والمتحاب والتواد مودة ورحمة كما في نص القرآن الكريم. لا هذا كله عند الأنثويين عند الأنثويات غير موجود المطلوب عليها ان تقف ندا له وتنتزع لا ان تطالب بحقوقها ان تنتزع حقوقها منه. والرجل وعدو لا هذا خطأ وهذا موجود للاسف عند بعض الفتيات تجد الفتاة يعني تنظر الى الرجل نظرة من هذا القبيل سندخل على اساس سندخل هذا الزواج على اساس ان اذله على اساس ان اريه من صاحب القوة والسلطة داخل البيت على اساس اني انا الاحق بالحكم لا هو على اساس انه لا توجد قوامة لهذا رجل وانما انا سافعل واقول واقف الى غير ذلك. فاذا اجتمعت الانثوية الواردة من الغرب مع العادات الثقافية البالية الموروثة من قرون الجمود عندنا في العالم الاسلامي اذا اجتمع هذان اهلكا المرأة ومن وراء ذلك اهلك الاسرة. يعني تصور امرأة تدخل بانثوية تأخذها من المسلسلات والافلام والثقافة الغربية. وتضيف اليها ما تحفظه من امها وجدتها في طريقة الصراع مع الرجل والتعامل معه وغير ذلك. اجمع هذا الخليط وستخرج لك امرأة غير قابلة لان تصهر في بوتقة الزواج وانما هي امرأة متمردة على الزواج ابتداء فما ندري لما تدخل الى مؤسسة هي اصلا متمردة عليها هذا اشكال مهم جدا ولذلك هذا هذه الافكار التي اذكرها الان حول الاعداد للزواج في غاية الاهمية. بعد ذلك ننتقل الى الضوابط ما ضوابط اختيار الزوج والزوجة نبدأ بضوابط اختيار الزوجة اه الاصل في هذا الباب حديث ابي هريرة رضي الله عنه المخرج في الصحيحين عند البخاري ومسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لجمالها ودينها وحسبها ومالها هادي اربعة امور ثم قال فاظفر بذات الدين تربت يداك. وقوله عليه الصلاة والسلام تبت يداك قيل في معنى ذلك دعاء عليه ان يفتقر تربت يداك من التراب اي افتقرت ان انت لم تعمل بهذه النصيحة وقيل هذا دعاء بالافتقار لكن لا تراد حقيقته. على طريقة العرب في كونهم يدعون دعائي لا يقصدون حقيقته كما يقولون ثكلتك امك وقاتله الله وما اشبه ذلك. فكذلك هنا تلبت يداك سواء كان هذا المعنى او ذاك المستفاد من الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر امورا اربعة لأجلها يتزوج الرجال النساء هادي يعني اهم او المحاور الاربعة التي يدور عليها تدور عليها ضوابط اختيار الرجل للمرأة التي ستكون زوجته بعد ان ذكر هذه الامور الاربعة انتقل فاشار الى المعيار الاولى بالاعتناء به وهو معيار الدين فإذا نذكر هذه المعايير التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل ذلك نشير الى امر مهم وهو ان ما سنذكره هنا انما هو من باب اتخاذ الاسباب المشروعة بمعنى سواء اخذت بهذه الضوابط والمعايير واحسنت اعمالها او لم تفعل في الاحوال كلها فان التوفيق في حسن الاختيار انما هو من الله سبحانه وتعالى وهذا على منهجنا منهج اهل السنة والجماعة في جميع الامور. فاننا في الامور كلها ماذا نصنع؟ نقول نكل التقدير الى الله سبحانه وتعالى ثم لابد مع ذلك بالاخذ منه لا بد من الاخذ بالاسباب التي بالاسباب المشروعة فإذا هنا امر مهم جدا لأن كثير من الناس في الحقيقة يخطئ في هذا الأمر تجده يفكر كثيرا في هذه المعايير في شروط الجمال في الناس في حث آآ اهل على البحث في كذا في كذا في السؤال عن الدين في قضية اللقاء ما يسمى اللقاء الشرعي في كذا في كذا امور كلها فيها لكنه لا يكلف نفسه ان يدعو ربه وان يلح على ربه في الدعاء ان ييسر الله له الزوجة الصالحة وان تلح المرأة في الدعاء ان ييسر ربها لها الزوج الصالح. اذا قضية الدعاء وليس فقط الدعاء بل الدعاء مع الالحاد لان الله عز وجل يحب العبد الذي يدعو فيلح في الدعاء خلافا للمخلوق الذي يكره منك ان تلح في سؤاله. اذا الضابط الاول هو ضابط الجمال اول ما نذكره في هذا المعنى ان طلب الجمال في ذاته ليس مذموما بل قد يقال ان هذا موافق لفطرة الناس ولكن ما المذموم في هذا المجال. المذموم اولا تقديم الجمال على الدين هذا في الحقيقة خلل كبير جدا. كالذي يفكر في جمال المرأة التي سيخطبها ولا يسأل عن دينها اصلا ولا يهتم لدينها بل يقال له انها في دينها ليست كذاك وانها تفعل كذا وكذا من المحرمات وانها وانها فلا يلقي لذلك باله اصلا هنا هنا اشكال اشكال كبير جدا والا الجمال في ذاته ليس مذموما. الشيء المذموم الثاني في باب الجمال ما هو؟ هو تكلف وضع شروط صارمة يتكلف الرجل المقبل على الزواج ان يضعها بحيث لا يقبل امرأة الا ان كانت ضمن هذه الشروط فتجده في الحقيقة لا اريد ان اذكر ما يقوله بعض الناس لكي لا نخرج عن سياق ما نحن فيه ولكن للاسف بعض الرجال يفعلون هذا الامر فتجده يقول اريد امرأة من صفتي هكذا وكذا. في طولها وعرضها في لونها وكذا في الحقيقة حين يضع الشروط بهذه الطريقة تشعر انه يريد ان يتزوج صورة لا ان يتزوج امرأة وفرق كبير بين الامرين. الصورة تراد لذاتها الزوجة تراد للمشاركة معها في بناء اسرة فرق كبير بين الامرين. المرأة التي تتزوجها هي التي ستشترك معها في بناء الاسرة في تربية الاولاد في في الى غير ذلك في حمل الهموم في المشاركة في المسؤوليات اشياء كثيرة. اشياء كثيرة لا تنفع فيها الصورة ابدا فكونك تضع هذه المعايير الضيقة الصارمة ويكون ذلك على حساب اختيارك للمرأة الصالحة حينئذ هنالك اشكال كبير بالنسبة لقضية الجمال ثم هنا حين نقول ان الجمال في ذاته لا بأس ان يطلب فاننا مرة اخرى لا نضع للجمال معيارا شاملا للناس كلهم وانما الامر يخضع لاختلاف الاذواق المقصود ما هو؟ المقصود هو انك حين تتزوج امرأة تكون مرتاحا لها يكون لديك قبول نفسي تجاهها. هذا هو المطلوب كما في حديث المغيرة ابن شعبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المغيرة بن شعبة قال للنبي صلى الله عليه وسلم اني اخترت امرأة قال هل نظرت اليها؟ قال لا قال انظر اليها فانه احرى ان يؤدم بينكما. او ان يؤدي ما بينكما اي يؤدم الله عز وجل بينكما ان يجعل بينكما مودة واتفاقا ومواءمة وملائمة اذن هذا هو معنى انظر اليها لما؟ ليؤدم بينكما لم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل هذه المرأة التي خطبت؟ هل من صفتها في الجمال كذا وكذا وكذا؟ لم يقل هذا وانما قال هل نظرت اليها قد ينظر الرجل الى امرأة فيراها في اعلى درجات الجمال تلائمه هذا الذي يريده من امرأته. وينظر الرجل الاخر الى المرأة نفسها فيجدها لا تلائمه وهذا يدلك على ان المقصود عند اختلاف الاذواق هو ان تتزوج المرأة التي لا تجد صعوبة في العيش معها لانك ستعيش معها لمدة آآ طويلة يحتاج ان يكون لديك قبول تجاهها. والناس يختلفون في الاذواق ومن اطرف ما يحكى عن الشاعر ما قال الشاعر يقول تعشقتها شمطاء شاب وليدها شمطاء شاب وليدها ابنها شاب تعشقتها شاب وليدها وللناس فيما يعشقون مذاهبهم لا تلوموني في هذا الناس واشتهر الشطر الثاني لكن الشطر الاول ما اشتهر لعله لانه صعب شوي لكن الشطر الثاني وللناس فيما يعشقون الناس تختلف اذواقهم فلا تلوموني على ما اخترته في هذا المال وبالطبع لا توجد قاعدة عامة كما قلنا في الجمال ومن باب اولى لا توجد قاعدة عامة في السن بعض الناس تجده يقول اريد امرأة بين اثنين وعشرين واربعة وعشرين هذه الدقة لا معنى لها. انت تصعب على نفسك ورأيت شخصا وصل ربما الاربعين او قريب من الاربعين وهو لا يزال يبحث ويقول لم اجد لم اجد بهذا بهذا اللفظ حين اقول له ما الذي لم تجده؟ يبدأ في صرف الشروط يقول لا يوجد جمال لا يوجد كذا لا يوجد كذا لا طيب انت مشكلتك انك وضعت شروطا كثيرة ووضعت معايير ضخمة فمن الطبيعي الا تجد وما ادري ما فعل الله به لكن على كل حال هو سائر في طريق غير صحيح. طيب بعد الجمال هنالك آآ نترك الدين او لعنا نذكر الدين الان. طيب ما المراد بالدين المراد بالدين ايها الاخوة هو فعل الواجبات وترك المحرمات. لا اقل ولا اكثر بمعنى ان تكون المرأة محافظة على فعل ما يجب عليها وان تكون محافظة على ترك ما يحرم عليها وما سوى ذلك فليس مطلوبا. كالذي يطلب امرأة منتسبة الى طائفة معينة الى جماعة معينة الى تلبس لباسا ذا هيئة معينة. وش المقصود الشروط الشرعية للباس؟ لا. بعد الشروط الشرعية للباس هو يشترط هيئة معينة في اللباس. هذا كله ليس مطلوبا وهو تعسير لم يأت في شرع الله عز وجل لا تشترط هذه الامور امر ثاني ما دمنا في مجال الدين هنالك من يشترط المستحبات النوافل يقول اريد امرأة تقوم الليل وتصوم النهار. وهذا في ذاته لا بأس به لكن حين يخرج من فم شخص هو نفسه لا يقوم الليل ولا يصوم النهار عندنا اشكال هنا ثم هو يعسر على نفسه. اريد امرأة تحفظ القرآن كله. اريد امرأة بل رأينا من الناس من يكون اول سؤاله للمرأة هل تحفظين القرآن كونها تحفظ القرآن هو في ذاته شيء حسن. ولكنه ليس المعيار للمرأة التي تشارك معك في بناء الاسرة التي تربي اولادك. لا يلزم قد تكون تحفظ القرآن ولكنها لا تصلح في خلقها في تدينها في بالواجبات وترك المحرمات وقد تكون بعكس ذلك امرأة لا تحفظ من القرآن الا القليل او لا تحفظ منه شيئا. ومع ذلك اذا قلت لها قال الله هذا الامر افعلوا افعلي تفعل او قلت لها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعلي هذا الامر تنتهي عنه. فالعبرة ليست بكونها تحفظ القرآن او لا تحفظ. او يقول لك اريد طالبة علم. نفس الشيء طالبة العلم ليست افضل بالضرورة من غيرها وليست اسوأ بالضرورة من غيرها. طلب العلم شيء زائد على المطلوب في مجال الدين. المطلوب هو التدين. فعل الواجبات ترك المحرمات التسليم لحكم الله عز وجل. بعد ذلك كونها تطلب العلم ولا لا تطلب قد تكون طالبة علم لكنها سيئة الخلق شرسة خشنة في تعاملها مع اخواتها مع آآ زوجها مع ابيها مع امها ومع ذلك طالبة علم. بمعنى لم تأخذ من طلب العلم الا ظاهره لا لبه وروحه هذا موجود. وسيأتينا عند ذكر الرجال ان الامر ايضا موجود عند الرجال فالمطلوب ليس هذه القواعد الصارمة وهذه الضوابط الدقيقة ولكن المطلوب كما قلنا هو آآ التدين عموما مع لا بأس ان يكون هنالك توافق عام في الغايات لان في كثير من الاحيان نظرا لكثرة الطوائف في هذا الزمان كثرة الجماعات كثرة التيارات كثرة الاجتهادات الناس كلهم يجتهدون في زماننا لا شك انه اذا كانت المرأة متشبعة بفكر بعد كونها متدينة لكن بعد ذلك بفكر مخالف للفكر الذي انت متشبع به لا شك ان هذا قد يحدث مجموعة من الحزازات والصراعات فيما بعد فلا شك انه من الافضل ان تكون في نفس التيار الفكري او الفهم العام لدين الله عز وجل الذي تنتسب انت اليه. بعد الدين هنالك المال ونقرر ابتداء ان طلب الرجل التزوج من امرأة لاجل راتبها ليس من المروءة في شيء. ليس من ايش؟ ليس من المروءة ولا رجولتي في شيء وان عمت به البلوى في هذا الزمان هذا صحيح يعني في زماننا عمت البلوى بهذا الامر فتجد فعلا ان الرجال يحرصون على صاحبات الاجور والرواتب هادا اه يعني ليس من المروءة. والاصل ان الرجل هو الذي ينفق على البيت. سواء كان فقيرا او غنيا ينفق بحسب قدرته واستطاعته اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم. حسب قدرته بحسب استطاعته بعد ذلك اذا كان لها مال وارادت ان تساهم به فبها ونعمة. لكن ان تطلبها لاجل ما لها هذا ليس من المروءة في شيء لكن اذا فرضنا وهذا مما عمت به البلوة في زماننا. اذا فرضنا ان المرأة عاملة وان لها راتبا فانني انصح دائما بتوضيح الامور قبل الزواج والا كان ذلك مدعاة للصراعات بعد الزواج. بمعنى قبل الزواج نوضح الامور انا سانفق الرجل سانفق كذا وكذا وكذا. طيب راتب المرأة ماذا نصنع به؟ آآ ساساهم فقط في كذا او في التفصيل الفلاني او ما اشبه ذلك. نوضح الامور بانه فيما بعد ان لم تتوضح وبنيناها فقط على آآ يعني نترك هذا للزمان وكذا وكذا. ما الذي يقع اما ان يكون الرجل جشعا وحينئذ يطمع في مال امرأته وقد رأينا من هذا احوالا يعني سيئة للغاية تجده يأخذ راتبها كله او ولا يهتم بامرها وينفقه في بعض الاحيان على كمالياته هو وما اشبه ذلك او قد لا يكون جشعا ولكن تحدث امور مادية تحتاج الى اشتراك فاذا بالمرأة تقول لا لن لن اعطيك مالا وهو يحس في نفسه انه مغبون لان لديها مالا لا تشاركه معه الى غير ذلك فتحدث النساء واستراحات وغير ذلك واخيرا الحسب اه الحسب هو الشرف وبعض الناس بعض الفقهاء يجعل منه النسب. يعني النسب داخل في هذا الباب لانه من النسب ما هو شريف ما ليس شريفا آآ عند المالكية لا تعتبر الكفاءة في الزواج الا في الدين لا كفاءة الا في الدين. في المذاهب الاخرى قرا عندهم تفصيلات كثيرة في الكفاءة في قضية النسب بين العرب والعجمي في قضايا اخرى غير يعني غير في قضايا المهنة والعمل واشياء امور كثيرة يذكرونها لكن في الحقيقة مذهب المالكي في هذا الباب مذهب حسن وهو ان المعتبر في الكفاءة بين الزوجين الدين هو الدين وان الحسد في الاصل لا يعتبر ولكن اذا كانت الاعراف المجتمعية تعتبره فلا بأس السقف بان يعتبر من قبيل درء المفاسد التي يمكن ان تقع بعد الزواج. بمعنى اذا كنت في مكان معين في قبيلة وهذا في الاماكن خاصة التي يغلب تغلب فيها النزعة القبلية تكون هذه الامور حاضرة بشدة اذا كنت تنتسب الى كمجتمع آآ هذه الامور القبلية هذه الامور المتعلقة بالشرف والحسب يعني لها اهمية بالغة فلا بأس ان تراعيها ما لم يؤثر ذلك على الأهم الذي ذكرناه انفا وهو الدين. فإذا لم يكن على حساب الدين فلا لا بأس بمراعاة الأعراف والقاعدة العامة في آآ اصول الفقه ان العرف يعتبر وان العادة محكمة ما لم تؤثر على آآ الدين. آآ بطبيعة الحال هل يدخل في هذا الباب قضية المستوى الاجتماعي وايضا قضية المستوى الدراسي والثقافي؟ الاصل ان هذا في ذاته ليس معيارا ايضا كثير من الرجال اجدهم ويقولون اريد امرأة حاصلة مثلا على الاجازة او حاصلة على البكالوريا او حاصلة على كذا هذا ليس شرطا هذا ليس شرطا وفي كثير من الاحيان تجده يقول اريدها هكذا لكي يتم التفاهم بيني وبينها لاني انا مثلا جامعي فاريدها ان جامعية لكي نكون على نفس المستوى التفاهم هذا ليس شرطا لانك اذا كنت مثلا جامعيا متخصصا ما ادري في الكيمياء فانت لا تريد ان تكون زوجتك متخصصة في الكيمياء لانك اذا دخلت معها الى البيت فلن يكون نقاشكما في الكيمياء الكيمياء تريده لشخص اخر لصديقك الذي تجالسه فتناقش او لزميل العمل الذي تناقشه في هذا التخصص اما زوجتك لا يشترط انك اذا دخلت البيت ستناقشها في تخصصك بل الغالب انك اذا دخلت البيت تريد ان تبتعد عن هذا التخصص قليلا لكي تتحدث معها في امور اخرى فلذلك يعني استغرب من الذي يشترط مثل هذه الشروط انا مهندس اريدها مهندسة انا طبيب اريدها طبيبة انا جامع اريدها جامعية هذه هذا فقط هو تعسير للزواج ونحن دائما نقول للرجال وللنساء حاولوا ما امكن ان تيسروا في هذا فان المعسرات الخارجية كثيرة جدا الى درجة اننا لا نحتاج الى اضافة معسرات داخلية الاشياء التي تعسر عليك الزواج من الخارج المادة المجتمع اشياء كثيرة الدراسة الوالدان المهور الغلاء المعيشة اشياء كثيرة من الخارج تصعب عليك الامر. فلا تضف انت من نفسك امورا اخرى من قبيل ماذا؟ من قبيل شروط في الدين شروط في خلق شروط في في المال في الحسن في هذه امور كثيرة جدا. مفهوم طيب اه هذا بالنسبة لاختيار الزوجة الان ننتقل الى اختيار الزوج كما ذكرنا في اختيار الزوجة انطلقنا فيه من حديث نحاول ايضا في اختيار الزوج ان ننطلق من حديث لكن الفرق بين الحديثين ان الحديث الاول صحيح غبار عليه وان الحديث الثاني معلول. الحديث الثاني في باب اختيار الزوج هو الحديث المشهور الذي اخرجه الترمذي و آآ ابن ماجة ورد عند الطبراني وايضا عند ابن حبان وغيرهم من طرق متعددة آآ عن عن ابي هريرة وعن ابن عمر وعن ابي حاتم المزني وعن ابي امامة وايضا ورد مرسلا من مرسل يحيى ابن ابي كثير وغير ذلك هذه من طرق مختلفة بروايات مختلفة ملخصها اذا جاءكم القول المنسوب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جاءكم او اذا اتاكم او اذا خطب اليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد عريض وفي بعض الروايات وفساد كبير هذا الحديث بجميع طرقه معلول لا يصح ولا يصح حتى باجتماع الطرق لكن على فرض صحته على فرض صحته فلا ينبغي ان نفهمه فهما غلطا فان بعض الناس يفهمون انه اذا جاءك الرجل صاحب الدين والخلق فيجب عليك ان تزوجه وانت اذا لم تزوجه وقعت في معصية وهذا غير صحيح ولم يقل به فقهاء الاسلام سواء الذين صححوا الحديث او الذين ضعفوه في جميع الاحوال لم والفقهاء والاسلام بهذا الامر وحينئذ فالمراد بالحديث ما هو؟ هو الارشاد. الارشاد الى الضابط والمعيار الذي ينبغي اعتباره في هذا المجال وهو ماذا؟ هو الدين والخلق. بالنسبة للرجل ذكرنا المال والحسب والدين والجمال في المرأة. بالنسبة للرجل الدين والخلق مهم جدا مهم ان جدا فإذا فقط المراد بهذا الحديث على فرض صحته هو الإرشاد الى الأولى بالعناية به. الشيء الذي عليك ان تعتني به وماذا هو الدين والخلق. وحين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرض صحة الحديث الدين والخلق مميزين مع ان الخلق من الدين ففي ذلك اشارة الى معنى وهو ان هذا من قبيل عطف الخاص على العام اعتناء بشأنه وانما يعطف الخاص على العامي لكي يؤكد على اهمية هذا الخاص. والا فهو داخل في العامي فلما يذكر مرة ثانية تأكيدا لاهميته ووجوب الاعتناء به فيكون قد ذكر مرتين مرة اولى في ضمن العامي لانك حين ذكرت الدين ذكر معه الخلق لانه ضمنه ومرة ثانية مستقلا حين ذكر الخلق فذكره مرتين في سياق واحد ارشاد الى ماذا؟ الى ضرورة الاعتناء به. فلاجل ذلك ميزه خاصة انه في كثير من الاحيان الناس لا يفهمون من الدين الا الجانب التعبدي النسكي يعني الطقوس والشعائر حين يقال الدين يفهمون الطقوس والشعائر الصلاة صيام ويعني مثلا امور معينة في الطهارة وكذا هذه بالنسبة لهم هذا هو الدين. واذا الخلق مع انهم يعرفون انه من الدين ورغم انه داخل بنصوص شرعية كثيرة جدا مع ذلك فانهم حين يذكر الدين لا يلتفتون اليه ولا يعتنون به فلاجل ذلك وجب التنبيه ولاجل ذلك رأينا كثيرا من الرجال اصحاب دين اي هم يصلون ويحافظون على الصلاة اه يحافظون على الصيام من كان له مال يحافظ على الزكاة يحافظون على هذه التعبدات الظاهرة دون اشكال ولكن في الخلق في تعامله مع الاخر مع زوجته مع ابنه وابنته مع صديقه واخيه مع شيخه مع تلميذه عند هذا تجده شرسا خشنا في خلقه فظاظة وغلظة وتجده ينسى تدينه ويتناسى ويتجاهل النصوص الوحيح لا يتعامل مع الناس وانما تجده يتعامل بطبعه وغريزته. كما يكون الحيوان. الحيوان لا يفكر هل يعامل الحيوان اخر في كذا او كذا لا هي غرائز تتحكم فيه. فنفس الشيء تجد الشخص قبل ان يتدين عنده امور طبع عليها ولا اقول فطر عليها ولكن طبع عليها تعلمها تعلمها في الشارع تعاملها تعلمها في تعامل الناس معه في اسرته في مدرسته هاديك الأمور كلها يجمعها ثم تجده يتدين ما معنى يتدين؟ يلتزم بالصلاة يعفي لحيته الى غير ذلك. ولكن الاخلاق تبقى على الاصل. النبي صلى الله عليه وسلم قال اخياركم في الاسلام شكون هما؟ خياركم في الجاهلية اذا فقهوا نفس الشيء يقال في العكس انه في كثير من الاحيان ليس دائما ولكن في كثير من الاحيان الشخص اذا تدين تدينا سطحيا فانه يبقى لديه كثير من ما قبل التدين المخلفات الاخلاقية خصوصا ديال ما قبل التدين فتجده يتعامل وهو بلحية ظاهر اسلامي يتعامل بنفس التعامل الذي كان عنده قبل تدينه. فالذي تغير هو المظاهر الاسلامية والسلوكات التعبدية ما سوى ذلك الباطن التربية التزكية الخلق لم يتغير منه شيء. ولأجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ان صح حديث من ترضون ايش؟ دينه وخلقه. طيب اذا هذا الحديث آآ هو فقط للإرشاد. واذا كانت المرأة في بعض الأحيان كثير من الفتيات يتحرجن من هذا الأمر. يأتيها رجل في الحقيقة من جهة الدين والخلق لا اشكال تأتي تسأل تقول من جهة الدين لا اعتب عليه. من جهة الخلق لا اعتب عليه. جميل لا اشكال. ولكن من جهة الصورة او من جهة الارتياح النفسي حقيقة انا لست مرتاحة له ما استطيع هذا فوق الطاقة. شيء قلبي لا اتحكم فيه الفقهاء يقولون اذا كانت المرأة حديث امرأة ثابت ابن قيس التي جاءت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له يا رسول الله لا اعتب عليه في دين ولا خلق ولكني اكره الكفر في الاسلام وفي رواية اخرى ولكني لا اطيقه وذكر ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح قال السبب في ذلك في روايات اخرى انه كان دميم الخلقة النبي صلى الله عليه وسلم قال لها آآ اتردين عليه حديقته؟ قالت نعم. قال لثابت خذ الحديقة وطلقها تطليقا. الحديث مهم جدا وفي فوائد فقهية كثيرة جدا. لكن الذي يهمنا منه جزئية. ما هي؟ هي ان هذه امرأة متزوجة ومع ذلك انظر اختلعت من زوجها واقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخلع لاجل انها لم تعد تطيق لم تعد تقدر مع انها لا تعتب لا على دين ولا على خلق بالتي لم تتزوج ابتداء وانما هي في مرحلة الاختيار ولذلك تأتي الفتاة فتسأل تقول لا اعتب عليه في كذا وكذا وكذا وكله جيد ولكن لا استطيع فهل اثم بذلك كثير من الفتيات يسألن هذا السؤال هل اكون اثمة ان انا رددته ولم اقبله؟ بسبب اني لا اطيقه بسبب من الاسباب. هنا اقولها لا تأثم لا تأثم بذلك وانما جاء توهم الاثم بسبب فهم الوجوب من هذا الحديث الذي لا يصح ابتداء لانه لان الناس فهموا الوجوب قالوا اذا هذا آآ قالوا اذا هذا يجب قبوله يجب ان يقبل هذا الشخص اذا كان مرضيا في دينه وخلقه فهموا الوجوب ترتب على ذلك ماذا؟ ترتب عليه انه اه اقول اذا انا لم اقبله فاني اقول في اه بناء الاسرة وفي التعامل اه معك لا يلزم لا اقول ان طالب العلم اسوأ من العامي في الخلق او في التعامل لا اقول هذا ولكن لا اقول انه افضل من العامي في اه الخلق وفي لا هو افضل ولا هو اسوأ وانما عليك ان تحرصي على الذي يلائمك. خاصة اذا كانت الفتاة اصلا لا دخل لها بالعلم الشرعي. فكيف تطلب طالب علم يعني اشكالات تقع بسبب هذا وانا اتصلت بي مؤخرا يعني منذ آآ اسابيع آآ فتاة من او امرأة من تونس تحكي لها ما فعل فيها بين قوسين شيخ. اللي هو زوجها يعني طالب علم وشيخ تقول انه يعني يلقي محاضرات وكذا وكذا اشياء على كل حال ما نريد ان ندخل فيها لكن المقصود ما هو؟ وان لا يلزم هذه الشروط هي شروط زائدة شروط زائدة لا ينبغي الحرص عليها. كم باقي الاذان فإذا وانا هنا مرة اخرى الإنسان ينبغي ان يفهم ما يقال ينبغي ان يفهم الكلام حين اقول هذا الكلام انا لا اسقط من قيمة طلبة العلم ولا شيوخ ولا يعني هذا من ابعد ما يمكن ان يخطر ببالي اصلا. بل هم اهل لكل خير واهل لكل صلاح وهم في الجملة افضل من غيرهم. لكن في التعيين والتفصيل قد لا يكون فلان افضل. قد يكون مثلا آآ هناك بعض النساء آآ هناك مثلا النساء يكون عندهن اه نوع استحواذية ان صح هذا التعبير بمعنى ان تريد من زوجها ان يكون معها دائما حاضرا معها مشاركا لها في كل التفصيلات هنالك نساء بالعكس من ذلك تكون المرأة يعني لا يهمها كثيرا ربما يغيب يوما يومين يغيب بالايام لا يهمها الامر كثيرا فالتي من النوع الاول قد لا لا يلائمها طالب العلم المنشغل دائما او العالم المنشغل دائما في لقاءات وخرجات ومؤتمرات وكتابة وتأليف قد لا يلائمها والثاني قد يلائمها جدا القاعدة انه لا توجد قاعدة عامة تصلح لجميع النساء او لجميع الرجال ولا انما يختلف الامر باختلاف الاحوال بالنسبة هذا بالنسبة للدين بالنسبة للخلق ذكرنا انفا المروءة الرجولة وايضا وهذا مهم جدا في باب الخلق بالنسبة للرجال بالنسبة للازواج التحكم في الغضب. رسول الله صلى الله عليه وسلم اوصف قال لا تغضب واوصف قال ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب واشار عن الذي يغضب ان يتوضأ يكون في الماء ما يبرد من حرارة غضب واوصى وصايا كثيرة في مجال القضاء لكن مع ذلك كثير من الافات نقف هنا الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. رحمة سيقت الينا من وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى