ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثات بدعة وكل بدعة ضلالة الاسرة هي النواة الاولى للمجتمع. فاذا صلحت الاسرة صلح المجتمع كله واذا فسدت الاسرة فسد المجتمع كله والمجتمعات ثابتة التي يعيش فيها الانسان حياة سليمة صحيحة هي المجتمعات التي تكون الاسرة هي بدأ تربية الانسان فتبدأ تربية الانسان من الاسرة الوالدين وفي علاقتهما مع الاطفال ثم بعد ذلك يتطور ذلك حتى ينشأ المجتمع كله على اسس سليمة ومنذ ان جاء الاسلام فانه قد اعطى لهذه الاسرة المكانة التي ينبغي ان تكون لها فالعلاقة التي تكون بين المرأة والرجل هي العلاقة التي تقام عليها الاسرة ولذلك فان ربنا سبحانه وتعالى يقول ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة فابتلاء الاسرة على هذه المودة والرحمة التي تكون بين المرأة والرجل وهذا من ايات الله عز وجل اي من البراهين الدالة على وجود الله وعلى وحدانيته وبعض الناس لا يفهم هذا الامر لا يفهم ان يكون هذا البناء الاسري وهذه العلاقة بين المرأة والرجل دليلا على وجود الله ووحدانيته واستحقاقه للعبادة لانه دائما يتصور ان الادلة ينبغي ان تكون ادلة وبراهين عقلية والحال ان مثل هذا من ايات الله لكن لكي تفهم انها من ايات الله ينبغي ان تتدبر وهذا الذي يسميه بعض العلماء الاعجاز التشريعي الاعجاز والتشريع الاعجاز الموجود في تشريعات في التشريعات الربانية في المجالات كلها في مجال الاسرة في مجال المعاملات المالية في الاقتصاد في السياسة في غير ذلك فاذا من اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وقوله سبحانه وتعالى ازواجا اي امثالا فزوج الشيء مثيله وآآ لذلك فالمرأة تشاكل الرجل والرجل يشاكل المرأة وجعل هذا الخلق ليحصل بينهما السكينة لتسكنوا اليها فاذا اساس الاسرة هو السكينة الحاصلة للرجل بالمرأة وللمرأة بالرجل واذا لم تتحقق هذه السكينة فان الاسرة لا تقوم على اساس صحيح فاذا اساس الاسرة في التصور الاسلامي وهو تصور فطري اولا وجود امرأة ووجود رجل وثانيا وجود السكينة بينهما وثالثا وجود المودة والرحمة التي تقوم عليها هذه العلاقة بينهما هذه الثلاثة بعض الناس يظن انها من البديهيات ولكن في الحقيقة هذه الثلاثة هي التي صارت موضع تشكيك في المجتمعات المعاصرة فالقضية الاولى والتي هي ان الاسرة مكونة من امرأة ورجل هذا الذي صار فيه الشك في هذا الزمان فما عادت الاسرة قائمة فقط في تصور الكثيرين على امرأة ورجل بل يمكن ان تقوم على اشكال من الهويات الجنسية المختلفة التي انجبتها الحضارة الغربية الحديثة وهذا يؤدي بالضرورة الى اسر متفككة والى اسر غير قادرة على تنشئة الاجيال الجديدة لانها ينقصها هذا التكامل الذي خلقه الله عز وجل بين المرأة والرجل. فجعل في المرأة مجموعة من الطباع والاخلاق والقيم المؤنثة المناسبة للمرأة والمناسبة لوضع الامومة وجعل للرجل مجموعة من الاخلاق والقيم المناسبة للذكورة والرجولة والابوة وبهذا التكامل ينشأ الاطفال وتقوم الاسرة لكن اذا نسفنا هذا الاساس الاول وجعلنا الاسرة قد لا تقوم على هذا التكامل وانما اسرة من امرأة فقط او رجل فقط او امرأتين او رجلين او من هويات جنسية غير محسوبة فالاساس الاول الذي يبنى عليه المجتمع وتمنع الاسرة قد نسف ودمر. اذا هذا الفرق الاول الاساسي بين التصور الفطري الاسلامي للاسرة وبين هذه التصورات الغربية الحديثة خلق لكم من انفسكم ازواجا لابد من هذا و اه اه الذي يجب علينا معاشر المسلمين ان نحرص عليه هو ان نبث في الناس اجمعين وان ندعو الناس اجمعين الى جوع الى هذا التصور الفطري والى ترك تلك التصورات الجديدة غير المفهومة وغير المحسوبة والتي يمكن ان تؤدي الى مجموعة من المفاسد وان نرجع الى هذا التصور الصحيح ثم ثانيا آآ جعل الله عز وجل بين المرأة والرجل السكينة لتسكنوا اليها فالأسرة قائمة على معنى السكينة التصورات العصرية ماذا تريد منا؟ تريد ان تقوم الاسر على معاني الحقوق والواجبات فقط. الحقوق والواجبات شيء مهم المرأة لها حقوقها والرجل له حقوقه ولكليهما واجبات وهذه مضبوطة في شرع الله عز وجل ايضا. ولكن مجرد الحقوق والواجبات لا تقوم الاسر عليها وانما تقوم على السكينة والطمأنينة بمعنى ان الرجل اذا رجع الى اسرته والمرأة اذا رجعت الى اسرتها فانها فان كليهما يجد في هذه الاسرة تمام الطمأنينة التي تمنعه من الوقوع في ماذا؟ في الفتن الخارجية وكذلك بالنسبة للمرأة فهذه السكينة مهمة جدا. الان في كثير من المجتمعات العصرية وفي الثقافات الغربية. القضية قائمة على المنازعة على المنازعة في الحقوق بل في السلطة التصورات الجديدة تقول للمرأة انها ينبغي ان تنتزع حقوقها وان تنتزع السلطة من الرجل قضية الحقوق هذا الامر فيها سهل لانه فعلا هنالك حقوق قد تكون المرأة مهضومة فيها ولا تحصل عليها جميل الى هنا لا اشكال ولكن هذه المنازعة في السلطة لا تبنى عليها الاسر بحيث تسعى المرأة الى ان تكون هي المتسلطة ويسعى الرجل الى ان يكون هو المتسلط كل منهما يحاول ان يفرض سطوته على الاسرة. والنتيجة تكون في غالب الاحيان الانفصال لانه حين نجمع شخصين انسانين تحت سقف واحد بعشرة مستمرة يوميا يعني ما هي عشرة الذي تلتقي به مرة في الاسبوع مرة في شهر لا هذه عشرة يومية ثم تكون العلاقة مبنية على التنازع حول السلطة هذا لابد ان يؤدي الى الانكسار ولابد ان يؤدي الى الانفصال. ولذلك الطلاق فاشل جدا في المجتمعات الغربية وفي مجتمعاتنا ايضا التي لا تتخلق النظام الاسلامي وانما تتبع المجتمعات الغربية في هذه القيم الجديدة. فاذا كثرة الانفصام بل حتى قبل الحديث عن كثرة الانفصال تكوين الاسر في ذاته يكون مشكلة. يعني صار الكثير من الرجال يعني لا يتزوج والمرأة كذلك لا تتزوج وانما يسعى كل واحد منهما الى تحصيل ماذا الى تحصيل اه يعني ما يحتاج اليه من الناحية آآ الجسدية او العاطفية ونحو ذلك خارج مؤسسة الزواج لكي لا تكون عنده مسؤولية الناس اليوم لا يريدون المسؤولية ويخشون من مؤسسة الزواج وكثير من الكتابات ومن المنشورات اللي نجدها في مواقع التواصل ومن المقاطع وحتى من المسلسلات والافلام كثير منها تزهد الناس في الزواج لانها تظهر الزواج على انها مؤسسة صراع مؤسسة صراعية بين امرأة ورجل يتنازعان على من يتسلط على الاخر ومن يكون هو سيد اه على الاخر. والنتيجة جاء ان الكثيرين لا يقدمون على الزواج اصلا ويتخوفون منه. واذا تزوجوا فانهم يقعون في اه رهبة سريعة في التخلص من الزواج واذا من الانفصال وعند الانفصال تكون آآ الخطورة ويكون الضرر كله على الاطفال لان الاطفال ينشؤون في اسر مفككة لا يعيش فيها الابوان في جو السكينة وانما الام وحدها تربي الاطفال والاب في بعض الاحيان يزور اطفاله ليحادثهم او يعني يعطيهم بعض الهدايا وكذا وانتهت القضية هنا. اما ذلك الجو من السكينة والطمأنينة وراحة النفس وارتياح البال الذي ينبغي ان يكون داخل الاسرة بين المرأة والرجل كل منهما يؤدي دوره في الحياة كل منهما يؤدي وظيفته ويتكاملان ما نقص من هذا يكمل في الاخر هذا الجو الذي يفترضه الاسلام في الاسرة والذي ينشأ الاطفال فيه في جو من السعادة والحبور حتى وان لم تتوفر الوسائل المادية يعني حتى مع فطري او كذا فهذا الجو للاسف الشديد صار مفقودا في هذه الاسر الحديثة. اذا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة. المودة هي الحب والرحمة هي الشفقة ولما جمع الله سبحانه وتعالى بينهما؟ للاشارة الى ان المودة وحدها لا تكفي لذلك حين جاء رجل الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وقال له اريد ان اطلق زوجتي. فقال له لم؟ قال لانني لا احبه قال وهل البيوت لا تبنى الا على الحب فاين الذمام واين المودة واين الشفقة واين الرحمة بمعنى ان البيوت لا تبنى على الحب وحده خلافا لما تريد بعض او كثير من الاعمال الدرامية ومن الروايات ومن القصص ان ترسخه في اذهان الشباب لان القضية قضية عشق فقط وهذا العشق يؤدي الى زواج والزواج يستمر كانه تلك الاحلام الوردية التي يتصورها الكثير من الناس والامر ليس كذلك بل هنالك حب وهذا لا اشكال فيه ولكن حتى لو فرضنا ان هذا الحب آآ لم يكن قويا او لم يستمر لسبب من الاسباب خاصة في عصرنا هذا الذي تكثر فيه هذه اه الفتن وتكثر الصوارف اه فحينئذ اذا لم يوجد هذا فهنالك الشفقة وهنالك الرحمة وهنالك الرغبة في استمرار هذه العلاقة الاسرية الزوج يرحم زوجته ويشفق عليها خاصة عند مواطن ماذا؟ عند مواطن الضعف. لا يتخلى عنها اذا ضعفت او اذا مرضت او اذا احتاجت اليه والزوجة كذلك ترحم زوجها وتشفق عليه وتحوطه بحنانها خاصة عند ضعفه او مرضه او كبر سنه او ما اشبه ذلك. هذه الشفقة وهذه الرحمة هي الملاط الذي يتأسس البناء الاسري منه. اما البناء ذلك على المودة وحدها وعلى الحب وحده فهذا خطأ لذلك بعد ان بينا التصور الاسلامي الذي يقول لك بان المودة والرحمة هي اساس البناء الاسري فاننا حين ننظر الى هذه فما يدعيه الغربيون في بناء اسرهم من انها تقوم على الحب. وفي الغالب على الحب وحده وهم ينكرون على الذين يعني يريدون بناء الاسر على الرحمة والشفقة وحسن العشرة ونحو ذلك ويعدون ذلك من الطرق القديمة التقليدية التي لا ينبغي ان نعيش عليها في هذا الزمان. اقول هذا التصور يؤدي الى ماذا؟ يؤدي الى هذا الذي صار افة في هذا العصر. وهو العنف الاسري. العنف الاسري. الغالب انه من جهة الزوج على زوجته وقد يحدث العكس ايضا. ويكون عنفا لفظيا ويكون العنف الجسديا. وهو كثير جدا في بلاد الغرب وفي مجتمعات التي تتبع بلاد الحق. سبب ذلك ان هؤلاء ما بنوا اسرهم على المودة والرحمة وانما بنى او ابتداء على حب وهذا الحب لسبب من الاسباب اه انقضى وانتهى بعد شهرين او شهرين او سنة او سنتين ثم بعد صار العنف وصارت الاشكالات خاصة اذا اضيف الى ذلك هذه المحرمات التي حرمها الاسلام تحريما قاطعا كالخمري والمخدرات والزنا الذي قد يسمى اليوم خيانة زوجية. فتحريم ذلك كله في الاسلام هو الذي يحفظ للاسرة تماسكها. لانه مثلا في قضية ما يسمى بالخيانة الزوجية. هؤلاء يبيحون ذلك على الاقل من من الناحية الاخلاقية وان لم يبيحوه قانونا لكن اخلاقيا ليس هذا آآ سيئا عندهم بل قد يعدونه من الامور الطبيعية جدا. لكن في الاسلام هذا محرم. والمسلم اذا علم انه مكتف بزوجته والمسلمة اذا علمت انها مكتفية بزوجها وانه لا سبيل لاحد منهما الى النظر يمينا ولا شمالا الى غير اه اه الزوج او الى غير الزوجة فحين اذ يزداد تعلق كل واحد من هما بالاخر لكن هؤلاء الذين يعيشون كالانعام بحيث الواحد منهم يمكنه ان يضاجع غير امرأته والعكس كذلك فنتيجة ذلك انه لا لا يكتفي بها ويقول يأتي هكذا ببرودة دم نقول نعم انت زوجتي وكذا ولكن ظهر لي امرأة اخرى احببتها وعاشرتها او كذا وكذلك المرأة هذا كله لا يعين على تماسك الاسرة. فاذا هذه الاية ترشدنا الى هذا المعنى الاساسي اضافة الى شيء اخر لان هذا هذه الاية تتحدث على الخصوص على العلاقة بين المرأة والرجل لكن هنالك موضوع اخر هو العلاقة بين الاباء والابناء وهذا ايضا من الاشكالات العظيمة التي تعاني منها المجتمعات الغربية. وهو ان اه انهم يعني كما يقولون اه يعني الطفل المتسيد الذي يعد نفسه سيدا لكثرة ما اه سعى هؤلاء الى اعطاء هؤلاء الاطفال حقوقهم. تجاوز الامر الى ان جعلوا لهم حرية مطلقة في التخلص من سلطة ابائهم وفي ان يكون لهم رأيهم في كل شيء وهم لا يزالون اطفالا لا يستطيعون ان تكون لهم اراء او ان يشكلوا اراء ولكن مع ذلك فانهم اه يمكن للطفل ان يقول اريد كذا واسعى الى كذا. وصل الامر به الى اه الحرية في تغيير الجنس كما يحدث اه لالاف الاطفال في اوروبا واظن انه هذا ايضا في امريكا الشمالية الاف الاطفال الذين لنزوة عارضة يقول الواحد منهم انا ولد لكنني اريد ان اكون بنتا او وهذه النزوة اه يدفع بصاحبها الى طبيب نفسي والطبيب النفسي ينظر في هذا الولد ويقول له طيب هذا شيء مقبول و علينا ان نجري عملية جراحية ونعطيه هرمونات لكي يغير جنسه اه والاب في هذا ممنوع من ان يبدي رأيه. ليس له ان يقول لا. لا يمكنك ان تغير شيئا. لانه هذا يعد نوعا ما موضوع المنعم من التسلط ونوعا من الاب ليس له قدرة على التحكم في ماذا؟ في اه يعني حياة اه او تربية اطفال ونتيجة ذلك ان الاب يكون عنده نوع حقد على هذا الابن. وبالمقابل الابناء لا يربون على احترام ابائهم وبرهم وطاعتهم لا وجود لمعنى الطاعة ان يطيع الابن اباه وهذه اشياء يعني ربما تكون في بدايات العمر ثم مباشرة عند المراهقة يصبح من حق هذا هذا ان يعني يسلط الاجهزة الامنية على ابيه ان شاء وان ينكر على ابيه وان الى غير ذلك من الامور التي نشاهدها ثم يؤول الامر بعد ذلك في حال الكبر الى ان لا يفكر هؤلاء الابناء في ابائهم ولا يفكرون في برهم ولا في العناية بهم حين يكون الاباء محتاجين الى هذه العناية التصور الاسلامي بخلاف ذلك كله فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل من احق الناس بصحابتي يا رسول الله؟ قال امك قال ثم من قال امك؟ قال ثم من؟ قال امك ثم قال بعد ذلك ابوك. فجعل ثلاثا للام وواحدا الاب في ايات قرآنية كثيرة ذكر بر الوالدين مقرونا بتوحيد لله عز وجل والنهي عن الشرك قرن بالنهي عن عقوق الوالدين. مما يدل على اهمية بر الوالدين في التصور الانساني. لعلكم لاحظتم خلال اه الشهر الماضي خلال مقابلات كأس العالم. كيف كان بعض اللاعبين المسلمين مثلا من المغرب او غيره يحتفون لابائهم او امهاتهم بعد المباريات. الشاهد عندنا ما هو؟ هو تعليقات الغربيين على الامر يعني تعجبوا من ذلك وقالوا كيف يعني هذا هذا اللاعب مثلا يحرص بعد انتصاره او بعد فوز رياضي معين ان يأتي بامه وان يراقصها وان داعبها وان كذا يعني هذا هذا فرحة وهذا الحرص على افراح الوالدين. تعجب منه الكثيرون ونصه على ذلك وكتبوا فيه في المواقع التواصل والكثير من الامهات الغربيات قلنا يا ليت اننا في آآ ثقافة اسلامية ليكون تعامل اولادنا معنا كمثل لتعامل هؤلاء مع اه ابائهم وامهاتهم. مع انه نحن ما استغربنا هذا شيء طبيعي جدا. هذا هو الاصل ان الانسان يفرح بوالديه ويفرح ويسعى الى ارضائهما وبرهما لكن هذه انما ذكرته لتفهموا عمق هذا الشرخ وهذا التفاوت الموجود بين التصورات الاسلامية والتصورات الغربية الحديثة فاذا من اهم الاشياء التي علينا ان نسعى الى ترسيخها ان لا نقع في مثل ما وقع فيه الغربيون بحيث نجعل آآ اولادنا وابنائنا يعني نجعلهم آآ مستقلين في الفكر وفي الثقافة وفي النظر وفي الرأي وليس لابائهم عليهم طاعة وآآ يفعلون ما يشاؤون ويرضون بجميع انواع الارضاء يعني آآ آآ ما شاؤوه فهم آآ احرار في آآ افعالهم واقوالهم وهم اسياد يجب تحقيق جميع متطلباتهم هذا كله ليس هو التصور الصحيح بالعكس فان الحلاقة هنا علاقة تكاملية هنالك مسؤولية وتلقين القيم وانا اقصد هذه العبارة مسئولية تلقين القيم فهذه ثلاثة اشياء اولا هنالك مجموعة من القيم حين نكون مسلمين هي قيم اسلامية حتى غير المسلم عنده قيم معينة فهذه القيم لا يحتفظ نفسه والا فانها تندثر لكي تستمر هذه القيم يجب ان يبلغها الجيل الاول للجيل الثاني ويكون ذلك عن طريق التربية داخل الاسرة. اذا قيم ثانيا تلقين القيم يعني لا ليس فقط بطريقة الحوار وتثوير هذه القيم في النفوس والنقاش حولها كما يظن الكثيرون. ولكن هنالك قيم تلقن. ولذلك كثير من الغربيين اليوم صاروا آآ يعيدون النظر في طرائق التي تستعملها المدارس والتي يستعملها اباء في في مجال التربية ويقولون علينا ان نرجع الى طرق قديمة فيها تلقين للاخلاق تلقين للقيم تقينا لحتى للدين لمن كان متدينا الى غير ذلك. يعني لا نكتفي بمجرد الحوار. يا فلان يا ابني ايه يا بنتي اذا شئت فهل يمكن ان لا تكذب وان تكون صادقا اذا شئت يعني واذا لم تشاء لا اشكال لا الامور لا تكون هكذا بل هنالك تلقين للقيم كما انك تلقنه القيم المادية. اليس كذلك؟ اذا رأيته سيشرب شرابا اه ساما مثلا فانت تمنعه من ذلك اليس كذلك؟ هذا الاتفاق الغربيين والشرقيين. الجميع متفقون على هذا. يعني اذا كان الامر ماديا فهنالك اجبار وهنالك منع تمنع من شرب ما يضر به تمنعه من الخروج مثلا عاريا في جو بارد كجو مريام مثلا تقول هذا سيسبب لك مرضا تمنعه من كل ما يضر بدنه فالمطلوب ايضا ان تمنعه من كل ما يضر بروحه وان تلقنه مجموعة من القيم. ثم حين تحدثنا عن القيم وعن تلقينها تحدثنا عن كون ذلك مسؤولية اي ليس مجرد اختيار ليس الامر اننا نختار ان نلقن ان شئنا واذا لم نلقن فاننا واذا لم نشأ فاننا لا نلقي. لا بل هذه مسؤولية حين نقول مسؤولية اي امانة موضوعة على اكتاف الاباء ومن اعظم المخاطر التي تعيشها حضارة غربية ما بعد الحداثية هي ماذا؟ هي افول حس المسؤولية. وتضاعف حس الواجب حيث صار الناس ما ما عندهم مسؤولية ولا يحبون المسؤولية. وكل واحد يقول لك انا مسؤول عن نفسي. نفسي نفسي مفهوم؟ وهادي هي لب الفردانية الموجود في هذه الحضارة الغربية الحديثة وهذه الفردانية هي التي تمنع مسؤولية الشخص عن الاخر وهذا يظهر حتى في غير ذلك حتى في انكار المنكرات. نحن مثلا في شرعنا عندنا شيء اسمه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان واضح؟ انكار المنكرات هذا نوع بالتعبير الغربي المعاصر هذا نوع من التدخل في الآخر نوع من تدخل في حياة الاخرين وهذا يمنعونه ويقول لك لا انا حر. افعل ما اشاء لا تتدخل في ولا في حياتي ولا في كذا. وكل واحد مسؤول عن نفسه ولذلك يمكن وهذا وقع فعلا في المجتمعات الغربية وحتى في مجتمعاتنا التابعة لها ثقافيا يمكن ان يشاهد شخص مثلا يتعدى على شخص اخر او على المرأة او على فتاة او كذا وتجد الاخرين يسكتون ويديرون وجوههم ولا يلتفتون يقولون نفسي نفسي ولست مسئولا عن الاخرين. هذا يحدث مرارا مما يدل على انعدام هذا الحس. حس المسؤولية بالمقابل في الشرع لا اذا وجد المنكر فانا اغيره بحسب الاستطاعة بطبيعة الحال متى استطعت ان اغيره اللسان او بالقلب فانني لا انتقل الى ما هو اعلى من ذلك. فالمقصود اذا ان الاسرة هكذا نتصورها في الاسلام. هنالك اب وام متكاملان في وظائفهما وهنالك اطفال بينهما وبين الاباء علاقة احترام وطاعة وتقدير وعلاقة تلقين للقيم وعلاقة تربية لذلك تتكون الاسرة والتي اذا صلحت ينبني على ذلك صلاح المجتمع كله. فاذا اه علينا ان نكون اه اه حريصين اشد ما يكون الحرص على تحقيق هذه المعاني الاسرية لكي تقوم اسرنا على ما يرضي الله عز وجل ولكي ننقذ انفسنا وننقذ المجتمعات الانسانية مما تعاني منه لان هذه ليست مسؤوليتنا فقط ليس لسنا معنيين فقط بان نبقى معاشر المسلمين في جو اه سليم وانما فقط ايضا علينا ان الاخرين الى هذا اه الى هذه القيم والى هذا التصور الفطري الاسلامي لكي يستطيعوا ان يخرجوا من هذا الذي نرى انه وحدة حضارية وقعت فيها الحضارة الغربية المعاصرة اكتفي بهذا القبر واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما علمنا وان يعيننا اجمعين على لاصلاح انفسنا واقامة اسرنا ومجتمعاتنا على ما يرضي الله سبحانه وتعالى وافتح المجال لمن كان يريد ان يضيف سؤالا او اضافة بارك الله فيكم وحياكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اه اخونا يسأل عن قضية ان مثلا الاباء في هذه المجتمعات يودون ان يربوا اولادهم وان يلقنوهم اشياء معينة ولكن تجد ان هذا الابن يتعلم مثلا في آآ مدرسة وفي الاعلام ومن خلال المستشارين النفسيين والاجتماعيين الموجودين في المدارس انهم حرون في اختياراته. وهذا يجعله انه يناقش ويثور عليه ويستقوي على على هذا الاب. بهؤلاء يعني يمكن ان يستدعي له مثلا آآ مستشارا اجتماعيا او او هيئة الطفولة او ما اشبه ذلك هذا صحيح وهو من اعظم الاشكالات بل آآ الذي اراه انه من اهم الاشكالات التي آآ يعني تصعب وجود المسلم في مثل هذه البلدان. لان كثيرا من المسلمين ينظر الى نفسه فقط. وينظر الى تدينه هو ولا يفكر في انه هو اذا كان يستطيع حماية نفسه من الفتن موجات الالحادية والتأثير الخارجي فانه لا يستطيع ان يحمي اولاده لانه ليس مسؤولا عنهم بشكل مباشر بل الدولة الحديثة مسؤولة عن الاطفال مثل مسؤوليته او اكثر بحيث يمكنها ان تتدخل فرض اشياء معينة ولا يمكنه ان يقول كما كان الامر في المجتمعات القديمة اولادي وانا حر افعل بهم ما اشاء لا هنا في المجتمعات الحديثة صارت الدولة تتدخل وتفرض اشياء معينة فالحل صعب لانه مبني على اساس غير سليم وما بني على هذا الاساس غير السليم فانه لا يكون سليما ولا يمكنك كما قالت العرب قديما انك لا تجني من الشوك العنب عندك شوك ما تستطيع ان تجني منه العنب فالشوك لا تجني منه الا الاذى والشوك ولكن الانسان يسدد ويقارب ويحاول ما امكن ان آآ يعني يحمي اولاده بقدر المستطاع ويحاول الا يصل الامر واذا استطعت اذا وجد مثلا مدارس خاصة مثلا او يعني متدينة ومتخلقة او ملتزمة يعني يضع فيها اولاده فهذا هو المتعين في حقه لكي يبقى حاميا لاولاده ما استطاع الى ذلك سبيلا. وايضا لا يبقى الى فترة متأخرة يعني حتى كما يقولون حتى يتسع الخرق على الراقي يبدأ الحوار منذ تلقين منذ نعومة اظفار هذا الولد حين يكون ما يزال صبيا صغير السن اه بحيث انه اذا وصل الى مرحلة المراهقة يكون عنده نوع من الحصانة. اما اذا بدأت تربية اه في سن العاشرة او مع المراهقة فهل هذه تربية متأخرة جدا وتواجهها اه شهوات وكما لا يخفى عليك حفت النار بشهوات فشهوات كثيرة اه تجعل ذلك الطفل يعني او ذلك المراهق يسير وراءها تلك الشهوات ولا يلتفت الى ما يلقنه ابوه والله تعالى اعلم واسأل الله عز وجل ان يحمي ويحفظ اولاد المسلمين ويعين ابائهم على حسن تربيتهم الله تعالى اعلم ايوا على كل حال انقذ نفسه لكن احنا كلامنا في هاد المحاضرة وهاد اللقاء كلو عن مسؤوليته تجاه اولاده تجاه من يعول تجاه ابنائه فمن جهة انقاذ نفسه انه انقذ نفسه وذهب لا بأس لكن بجهة مسؤوليته هو مسؤول عن هؤلاء الاطفال فعليه ان يسعى ما امكن بجميع الوسائل القانونية والمتاحة ان يحمي اولاده سواء ان يحميهم هنا او ان يذهب بهم الى مكان افضل او حسب الظروف يعني ليس لذلك قاعدة عامة ولكن هو مسؤول وا المسؤولية لا تسقط المسؤولية على الاب خاصة الاب هي المسؤولية على الوالدين لكن مسؤولية الاب اكثر من الناحية الشرعية وهو مسؤول عن حماية اولاده ولا ينبغي ان يفرط في هذه المسؤولية ولذلك الذي لم لا يستطيع ان يقوم بحق هذه المسؤولية فابتداء لا يدخل في هذا الامر لا يدخل وفي اه يعني الاسرة والزواج والاولاد في مجتمع يعلم انه لا يستطيع ان يربي فيه اولاده اه تربية سليمة ونسأل الله عز وجل اه هو الحقيقة السؤال الاخ عن اه انه حتى الدول المشرقية او دول الاسلامية فيها ايضا مثل ما نراه هنا من هذه الموجات الفكرية والفتن والشهوات والشبهات بيسأل يقول هل هل الامر سيان بينهما وان هنالك فرقا والحقيقة ان التسوية التامة بين الحالتين غير صحيحة يعني يجب مبالغة اه علينا ان نعلم اننا حين نتكلم مانشستر الله يبارك فيك علينا ان نعلم اننا حين نتكلم عن تصور اسلامي نحن لا نقصد التصور الموجود في تلك الدول اقصد التصور الإسلامي من حيث هو سواء كان مطبقا او غير مطبق اه فهذا شيء نسعى اليه وان لم يكن موجودا في الواقع هادي اولى النقطة الثانية حقيقة الأمر ان يعني ان هنالك فرقا بين تلك البلاد هذا هو الواقع اقل شيء من الفوق على الرغم من وجود الفتن والشهوات والشبهات اقل شيء هو ان المجتمع عموما هناك يقف الى جانب الاب مثلا اذا اه وقع نزاع بينه وبين الابل حتى ولو فرضنا ان هنالك قانون مثلا الحق انه غير موجود لكن لو فرضنا ان الابنة مثلا وقع في معصية شديدة وكذا يعني مثلا ابن يضرب اباه مثلا او يسب اباه المجتمع كله يتنمر على ذلك الابن وينكر عليه حتى يعني نحن عندنا في ثقافتنا في المغرب في الثقافة بغض النظر عن الدين في ثقافتنا انه اسوأ ما يمكن ان يسبب به الشخص ان يقال مسخوط الوالدين مسقوط الموية سب شديد بمعنى هذا شيء مجتمعي شيء ثقافي فمثل هذه القيم اللي هي في الاصل مأخوذة من الاسلام ثم سارت الى الثقافة الشعبية تجعل ان ذلك يعين الوالدين على تربية الاولاد ونفس الشيء مثلا المعاصي صحيح ان المعاصي هناك موجودة كما هنا هذا صحيح مع اصل احط الخمر واحط الزنا وكزا ولكن مع ذلك تفعل بتستر والناس يتخفون بها ويستحيون من من نظرة المجتمع حتى الذي لا استحي من رب العزة جل جلاله يستحي من المجتمع واضح؟ خلاف الامر هنا وفي بلاد الغرب عموما لا لا وجه للحياء بل هذا امر طبيعي جدا وعادي مقبول في القانون ومقبول في الثقافة المجتمعية وفي كل شيء. فاذا هنالك فروق حقيقية ودائما المسلم في نظرته للحكم الشرعي ينظر الى الى الموازنة بين المفاسد الموازنة بين المفاسد لانه كما يقول العلماء قديما لا توجد مفسدة محضة ولا مصلحة محضة ولكن تجد الشيء فيه مفاسد ومصالح. فيحاول ان يوازن بينها فينظر هل مفسدة هنا اقل او هنا في المكان اللي مفسدة اقل يقبل بالمفسدة القليلة في مقابل دفع المفسدة الكبيرة. وهكذا بالنسبة للمصالح فهذا فقه يحتاج المسلم ان يعني ينظر فيهم ما تكون لا تكون عنده تلك النظرة الاستعجالية فيقول لا لا الجميع شيء واحد لا ليست شيئا واحدا بل هنالك تفاوت بينهما والله اعلم هذا اخونا يقول ان من المشاهد ان كثيرا من اجيال المتعاقبة هنا في هذه البلاد يعني وقع لها مثل ما وقع للدين النصراني يعني بمعنى ان الاجيال الاولى القديمة تكون متمسكة بالدين ثم التي بعدها يعني تتفكك وتتحلل من الدين تدريجيا وحين نرى وجود الاسلامي وجود المسلمين في البلاد الغربية هو في كثير منه وفي جانب كبير منه راجع الى الهجرة يعني راجع الى ان هنالك افواجا من المهاجرين تأتي من بلاد المسلمين والا ليس لدينا ما يدل على استمرار التدين في الاجيال وهذا شاهدناه ايضا في فرنسا وفي اوروبا بصفة عامة نشاهد هذا الامر نشاهد ان آآ اجيالا يعني الجيل الثالث والجيل الرابع تجده آآ يعني في الغالب نزلنا للاستثناءات القليلة لكن في الغالب تجده يعني يتفكك ويتحلل من دينه والعياذ بالله تعالى يعني شيء غريب جدا وشيء مؤسف والكثير تجده هذا يذكرنا بالاندلس يذكرنا بالاندلس فتجد الى الان في اعصارنا هذه تجد بعض الناس حين آآ يعني فتحت الحرية الدينية في اسبانيا بعد ان كانت كان فيها تشدد حين اتيحت الحرية الدينية خرجت الكثير من العائلات الاسبانية لتقول نحن اجدادنا من المسلمين الذين بقوا في هذه البلاد وكانوا مسلمين ولكن مع التطور صاروا نصارى ولم يبقوا مسلمين فللاسف الشديد تجد يعني بعد جيلين او ثلاثة اجيال الناس يتحولون خاصة مع قوة الالحادية ونحو ذلك يتحولون من دينهم الى اما الى الالحاد او الى اديان اخرى والغالب انهم يتحولون الى الالحاد للاسف الشديد وهذا يعني في الحقيقة يقوي جانب المسؤولية المنقاة على عاتق المسلمين في هذه البلاد والله تعالى اعلم بارك الله فيكم يبدو انه امور ان شاء الله تعالى واضحة ما عاد هناك سؤال ما بقي الا التطبيق نسأل الله عز وجل ان يعيننا عليه وان آآ لا يكيلنا الى انفسنا انه في هذه الامور كلها ليست العبرة بالامور النظرية التي اذكر لكم الان اذكر لكم اشياء نظرية افعل كذا ولا تفعل كذا لكن العبرة هي بالتطبيق وهذا التطبيق لا سبيل اليه الا بتوفيقه لا تطبيق الا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ولذلك من الاسباب الاساسية التي اذكرها كثيرا ان يصدق الوالد والوالدة ان يصدق في لجئه الى الله عز وجل وفي دعائه وفي سؤاله ان يحفظ اولاده وان يعينه على تربيتهم الى جانب الاسباب المادية التي يفعلها لتحصيل هذا الامر. فكذلك عليه ان يدعو لكي يوفقه الله سبحانه وتعالى. واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين