جدد حياة القلب بالقرآن كي تطمئن واتلوه واستمطر به شارع الحرام والحلال انشئ السحاب الثقال عالم الغيب والشهادة المتعلم له الحمد ما تليت الامثال ورست الجبال وهبت الشمال وتعاقبت الايام والليالي لو ان انفاس العباد قصائد حفلت بمدحك في جلال علاك. ما ادركت ما تستحق وقصرت عن مجدك ما هو حسن الجمال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تعصمه من الضلال. وترغم معاقص الضلال ندخرها ليوم لا بيع فيه ولا خلال. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اختصه الله بجميل الخصال وجليل الخلال عليه صلاة ربك ما تجلى ضياء واعتلى صوت الهداة يحارب فينا جواك عجزا وفي القلب انتقاد الموريات. ولو سفكت دمانا ما قضينا وفاءك والحقوق الواجبات. فصل يا ربي على خير الورى ما سطحت قمرية على الجرف. والآل والازواج والاصحاب والتابعين من اولي الالباب في عدة الاسلام ودخره كنزه وفخره غله الوارث وغمامه الواكف. شامة الجبين وطول اليمين الرحمن خير تحية ارجوا العقيدة من جباها يعلق وتكاد تنطق الوطن عن المنطق. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما تعاقبت على الاسماء حروف الاعراب وحركاته تحية كاريج المسك موجبها الا تكون عن العليا ذوي صنم يا شامة العلم والاخلاق والشيم. ايها الاحبة الكرام بداية هذا اللقاء المبارك نحمد الله تعالى على كل حال ونتضرع بذي العظمة والجلال ها هو دنا لاقرأ القرآن الكريم ينثر لهم الياقوت والمرجان. ويجدد اللقاء بكم اليوم احتفاء بمسيرة الخير في نشاط الافتتاح لهذا الموسم الدراسي في واحدة من تلك الموائد الربانية الشهية موالد الرحمن التي لا ينطق معينها ابدا والتي كلما اقترب منها الانسان الا ويزداد لهما وعطشا. ايها الافاضل دون شك ان السالك في طريق الوصول يهتدي بعلامات التوضيح واشارات المسير التي تشرح له المراحل وترفع عنه المخاطر وتسهل اجتياز العقبات متيسر قطع الفلوات. ومن سنة البشر في حياتهم ان المسالك لا يمكن ان تخلو ابدا من هذه العلامات. وكذلك الطريق الى الله خلقنا الله تعالى بطاعته وعبادته. ونحن في كل الاحوال مسافرون اليه فمنا من سبق او منا من اسرع. ونحن في طريقنا الى ربنا كثيرا ما نتوقع نتوقف لنحمل معنا كل شهوات النفس ورغباتها وما يبعدنا عن الله وعن صراطه المستقيم وكاننا لا نسأله كل يوم اهدنا الصراط المستقيم. اشياء كثيرة نتوقف من اجلها ثم نحملها معا. فتتباطأ حركاتنا وتسير احيانا سعيدة الذين تجنبوا سبل الردى وتيمموا لمنازل الرضوان فهم الذين قد اخلصوا في وجههم متشرعين بشرعة نعم الرفيق ولطالب السبل التي تفضي الى الخيرات والاحسان. ايها الكرام كلنا يريد السعادة وكلنا ينشد الامن لكن كيف السبيل الى ذلك؟ والى متى نظل نتوقف حيارى وتائهين في سلوكنا نحو الله؟ ومتى تخطئ بنا اعمالنا احوالنا واحمالنا عن السير السريع. افلم يحن الوقت بعد لنغير من حالنا اولا ان الاوان بعد كي نلتحق باهل السبق في درب السالكين الى الله. لهذا وذاك يحضر معنا اليوم شيخ جليل وعالم من علماء مغربنا قدم الينا من مدينة الرباط شيخنا البشير بن محمد عصام المسفيوي من مراكش حفظه الله بما نفع به. حاصل على شهادة في الفقه واصوله تحت عنوان المصالح والمفاسد في المذهب المالكي وتطبيقاتها المعاصرة سنة الفين وعشرة. ونسأل الله تعالى جدد حياتك جدد حياتك والبسط ثياب الهدى تعجبك زينتها ما كان طيبها يوما كباليها. جدد لنفسك ايمانا تسير به تجدها سباقة في درب هاديها. بسم الله الرحمن الرحيم. جزاك الله خيرا جدد حياتك الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون الحمد لله فالق الاصباح خالق الاجساد والارواح واعد اهل الهدى والتقى بالخير والفلاح. احمده واستعينه واستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار نسألك اللهم ان تجيرنا من النار يا ربي ان عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت ان عفوك اعظم ان كان لا يدعوك الا محسن فمن الذي يدعو المسيء المجرم ما لي اليك وسيلة الا الرجا وعظيم عفوك. ثم اني مسلم اللهم انا استغفارنا مع اصرارنا لؤم وان تركنا الاستغفار مع علمنا بعظيم عفوك عجز فلكم تتحبب الينا بالنعم وانت الغني عنا سبحانك ولكم نتبغض اليك بالمعاصي ونحن الفقراء اليك يا من اذا وعد وفى ويا من اذا اوعد تجاوز وعفى ادخل عظيم ذنوبنا في عظيم عفوك ومنك وكرمك يا ارحم الراحمين تأملنا في حال الامة قديما فوجدناه حال مجد ورفعة وتأملنا في حال الامة اليوم فوجدنا ذلا وهوانا فتعجبنا من الفرق بين الحالين وشتان ما بين المقامين وقلنا ما الذي وقع ما الذي كان وما الذي صار في هذه الامة اقلب طرفي في امة محمد صلى الله عليه وسلم فاجد المقبلين على الشهوات واجد المنخذلين بالشبهات واجد اقواما رعاعا لا هم من اهل فكر ولا دين ولا علم ولا عمل ثم اقلب طرفي ثانية فاوجهه تلقاء المستقيمين على دين الله الملتزمين بشرع الله الذين يحملون هم اقامة شرع الله وهم هذا الدين فاترجى فيهم ما لا اترجاه في غيرهم وارجو ان يكون فيهم ما كان في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم باحسان ولكنني اجد فتورا واجد ضعف همة واجد اقبالا على الدنيا في هؤلاء الاقوام الذين ينبغي ان يكونوا في جبين هذه الامة وينبغي ان يحملوا من الهم ما لا يحمله غيرهم اني لافتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا ارى احدا فما المشكلة؟ ما الذي وقع حتى صرنا نرى اهل الاستقامة واهل الالتزام واهل الدين من الاخوة والاخوات مفرطين ضعفاء في حمل الامانة. غير قادرين على تحمل المسئولية تمضي اوقاتهم وتتصرم اعمارهم في قيل وقال وفي كلام وجدال وفيما لا ينفعهم في دين ولا في دنيا والاعين تنظر اليهم وعوام الناس يرجون فيهم خيرا كثيرا ما الذي وقع؟ الشهوات كثيرة وفتنها مدلهمة عظيمة لا شك في ذلك. ولكن قد كانت الشهوات من قبل والشبهات في هذا الزمان كثيرة ايضا ولكن قد كانت الشبهات في الازمنة الماضية ايضا. فما الذي جعل هذه الشبهات اليوم تستغرق من اوقاتنا ومن اعمارنا وتصرفنا عن كثير من الخير كثير من الجدالات العقيمة كثير من الاوقات تضيع فيما لا ينفع. كثير من الكسل والتهاون كثير من الضعف عن حمل المسئولية والقيام بالامانة وهي امانة ثقيلة لا شك. فمن اين جاء هذا كله؟ وما السبيل الى تدارك هذا كله لاجل ذلك نريد ان ننظر ونتأمل في احوالنا هل نحن فعلا قادرون على ان نحمل هذه الامانة؟ هل نحن اعلم هم الجيل الذي يمكن لله عز وجل ان ينصر به هذا الدين فنسترجع عزة هذه الامة من جديد ام اننا جيل كغيره من الاجيال سبقنا غيرنا وسيأتي بعدنا غيرنا ونحن بين هؤلاء واولئك سنمضي ثم لا يكون شيء لاجل ذلك ينبغي ان نغير حياتنا ولكي نغير حياتنا ينبغي ان نقطع مع الماضي اولا. لان ماضينا واقصد بذلك ماضي هذا الجيل ليس حسنا وليس من من الاوقات التي يمكن ان تجعلنا ان تكون باعثا انا ومحفزا لنا للعمل والاجتهاد. فنقطع مع هذا الماضي السيء. ثم بعد ذلك نحتاج الى وضع القطار على سكته. لكي نلتزم بهذه الطريق التي نسلك فيها الى الله سبحانه وتعالى ثم خلال سلوكنا الى الله عز وجل لا شك انه ستأتينا عراقيل كثيرة من خارج من خارج ومن داخل فالعراقيل الخارجية كيف نتعامل معها؟ والعراقيل الداخلية والعوائق الذاتية كيف عملوا معها. فنحن اذا امام اربعة امور الامر الاول التخلص من الماضي السيء القبيح. والامر الثاني هو تحقيق المسير وتصحيح الطريق والامر الثالث دفع العراقيل والعوائق الخارجية. والامر الرابع دفع العوائق الذاتية فاما اول هذه الامور فهو التخلص من الماضي وللتخلص من الماضي مصطلح او لفظ شرعي معروف هو مصطلح التوبة ورب قائل يقول انما تكلم اناسا مستقيمين ملتزمين بدين الله عز وجل قد تركوا المعاصي منذ زمن قد تركوا المحرمات والكبائر فلاجل فلاي شيء تدعوهم مرة اخرى الى التوبة. وليعلم حينئذ ان التوبة كما تكون من الكبائر والمحرمات تكون ايضا من الغفلة والغفلة هي داء الوقت عند كثير من الملتزمين والمستقيمين على شرع الله عز وجل الغفلة التي تجعل عزمك كسيحا. الغفلة التي تجعل همتك واطئة. الغفلة التي تجعلك ترى المنكر فلا تنكره. وترى المعروف فلا تأمر به. الغفلة التي تجعلك مستقلا عن امتك كانك تعيش وحدك في هذه الدنيا. الغفلة التي تجعلك سبهللة في هذه الارض. كانك لا تؤمر ولا تنهى فهذه الغفلة تحتاج منا الى ان نتوب منها. وان نتركها ونبتعد عنها. والله عز وجل يقول ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون. فجعل الله عز وجل الناس صنفين لا ثالث لهما. اما تائب واما ظالم لنفسه والتوبة مقبولة ابدا. فقد يقول بعض الناس من المثبطين وما اكثرهم في هذا الزمان. قد يقول لك نعم ولكن قد مضى الاوان. وقد فات العمر وما بقي لي وقت لكي استدرك واعمل واجد واجتهد فيقال له اخطأت قد اسلم اكثر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على كبر في السن وصحبوا رسول الله عليه الصلاة والسلام وتعلموا منه العلم الشرعي النافع ثم كانوا سادة الدنيا وقادة الامم فلا يوجد وقت تنتهي فيه التوبة من الغفلة ابدا. بل انت في هذه التوبة وفي مجاهدة نفسك عليها في عمرك كله وحياتك كلها لا تتوقف عن ذلك ابدا ومن المعلوم في شرع الله عز وجل ان التوبة لا تنقطع الا بقيام الساعة بطلوع الشمس من مغربها او بالنسبة للشخص بذاته تنقطع التوبة حين يغرغر اي حين يحتضر وتقوم قيامته الصلاة فنحن محتاجون اذا الى ان نتوب الى الله عز وجل لاننا صرنا نجمع ذنوبا كثيرة ونستقلها. وهذا من الافات العظيمة. فانت اذا كنت تستعظم ذنبك انت تسعى الى التوبة منه لكن مشكلة كثير من الناس اليوم انهم يستقلون ذنوبهم وهذا شيء نبه عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم فقال قائلهم لقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون الذنب كأنه جبل يوشك ان يقع عليهم فيقول الواحد منهم كأنه واقف في سفح جبل والجبل ايل للسقوط يوشك ان يقع هذا هو الذنب في عيون الصالحين. واما فيمن بعد قال واما نحن فصرنا نرى الذنب كانه وذبابة وقعت على انف احدنا اشار بيده هكذا. اي كأنها شيء يسير قليل تافه لا يعتد به ذبابة وقعت على وجهك فانت تزيلها بحركة يسيرة من يدك. فانت اول شيء تفعله هو ان تستعظم ذنبك ان تستعظم غفلتك والا تكسر من احسان الظنون المفضي الى ترك العمل او انعدامه مطلقا او القلة فيه. كيف ذلك؟ لان المسلم في عمله وفي سعيه الى الله عز وجل ينبغي ان يكون بين امرين اثنين اولهما ان يحسن الظن بالله عز وجل هذا لابد منه يحسن الظن بالله عز وجل ويرجو الله سبحانه وتعالى. والشيء الثاني ان يخاف من ذنوبه يخاف من عقاب الله عليها. فاذا غلب المسلم احد هذين فانه يضيع. ان غلب جانب الحسن حسن ظن بالله عز وجل فانه يفرط في المعاصي. وان غلب الجانب الاخر جانب الخوف فانه حينئذ ايأسوا من روح الله عز وجل واليأس من روح الله من الكبائر. فانت نعم ينبغي ان تعمل بهذين ولكن ما دمت تعتبر من حملة هذا الدين ومن الذين يعملون للاسلام ويحملون هم الاسلام ينبغي ان تقلل جانب الظن والرجاء لكي تكون من الورعين. من المتقين من الاخيار من السادة النجباء لتكون في درجة عالية وشتان بين من يسعى الى درجة عالية سامية يناطح بها الجبال ويسعى بها الى اعلى الدرجات وبين الذي فكره وعقله وذهنه وهمته في اسفل سافلين. شتان بين شخص همته في العرش واخر همته في الحش والعياذ بالله تعالى. فلاجل ذلك استقل عملك ولا تكثر من الرضا عملك كما قال الاخر تصل الذنوب الى الذنوب وترتجي درج الجنان ونيل فوز العابد انسيت ربك حين ادم منها الى الدنيا بذنب واحد فكما انك تفعل الذنوب وترتكبها وتكثر من الغفلة وتغوص فيها فاحذر ان يجعلك ذلك سا انك محاسب امام الله عز وجل وانه ينتظرك عقاب ان انت فرطت في دين الله سبحانه وتعالى وقد احسن القائل يا مخنث العزم يا مخنث العزم اين انت اين انت؟ والطريق طريق تعب فيه ادم. وناح فيه نوح والقي في النار ابراهيم الخليل واضجع للذبح اسماعيل. وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين. ونشر بالمنشار زكريا وذبح السيد الحصور يحيى ولا قد ضر ايوب وزاد على المقدار بكاء داود وسار في الفلوات مع الوحش عيسى وصبر على الفقر وعلى انواع الاذى محمد صلى الله عليه وسلم. فكيف انت بعد هذا كله تزهو وتلهو وتلعب اذا كان سادات الانسانية وهم الانبياء والمرسلون قد لاقوا من الاذى والابتلاء ما لاقوا وصبروا عليه فكيف يكون حالك انت وانت ترجو ان تمر في هذه الدنيا دون كد ولا جهد ولا عمل ولا عزم ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ان السفينة لا تجري على اليبس فلاجل ذلك نحتاج الى توبة والتوبة لها شروطها وهي ثلاثة مشهورة عند اهل العلم اولها الندم. وجاء في الحديث عند احمد في مسنده الندم توبة. اعظم اركان التوبة الندم. والركن الثاني الاقلاع عن الذنب. مباشرة دون تفكير دون تردد دون حيرة دون اضطراب. والشرط الثالث العزم الاكيد الراسخ في القلب على عدم الى هذا الذنب ابدا فهذه شروط ثلاثة متعلقة بازمنة ثلاثة. فاما الزمن الماضي فشرط التوبة فيه الندم على ما فات. واما الزمن الحاضر الذي انت فيه فشرط التوبة فيه ان تقلع عن الذنب اما ان تذنب. ثم تقول انا تائب فهذا لا يستقيم في دين الله ولا في عقول العقلاء وشرط التوبة في الزمن المستقبل الذي يأتي في مستقبل الايام هو ان تعزم بقلبك الا تعود الى هذا الذنب ابدا وانت على كل حال تؤدي هذا كله في وقتك الراهن. فهذه الساعة التي انت فيها هي التي تقوم فيها اعمالك كلها بما في ذلك التوبة الى الله عز وجل. فالندم تندم على شيء ماض الان والاقلاع انت تقلع الان والعزم انت تعزم الان. وهذا مصداق قول القائل ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها فيها والساعة اذا مضت لم ترجع ابدا. سترجع ساعة اخرى ولكن تلك التي مضت لا يمكنها ان ترجع ابدا. فان هيأتها فقد ضاع شيء من عمرك. كما كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى انما انت ايام مجموعة. الانسان في هذا الكون ايام مجموعة انما انت ايام مجموعة اذا مضى يوم فقد مضى بعضك هذا اليوم الذي مضى وتستهين بكونه مضى وتقول ان مضى يوم سيأتي يوم اخر لا سيأتي يوم اخر مغاير هذا الذي مضى هو جزء منك هو بعضك ايها المسلم قد مضى ولا رجوع له ابدا. فالامام التسويف وقد قال بعض السلف اكثر دعاء اهل النار من كلمة سوف اكثر صراخ اهل النار من كلمة سوف لان سوف هذه مصيبة من المصائب هي التي تجعلك تسوف تجعلك تترك التوبة وتقول نعم ساتوب فيما بعد. يا اخي الكريم انت غافل جدا ما الذي تفعله؟ لا تطلب علما لا تنكر منكرا لا تدعو الى الله لا تعمل عملا خيري. ماذا تقدم لدين الله عز وجل ما اضافتك النوعية غير الاكل والشرب فهذا تستوي فيه مع البهائم اعزكم الله ومع الكفار مع الفساق ومع الفجار لكن انت ايها المسلم الحامل لدين الله عز وجل. انت ايها المسلم الذي تحمل امانة معينة ماذا تقدم لدين الله سبحانه وتعالى؟ ما محلك من الاعراب؟ ما وجه وجودك في هذا الكون تجد كثيرين لا يستطيعون الجواب لم؟ يقول لك آآ حاولت ولم استطع سافعل ان شاء الله ربما يكون بدأت ولم اكمل آآ حاولت ولكن الاخرين لا يريدون ان يفعلوا معي وكذا وكذا وكذا الى ما لا يحصى من التسويفات ومن العقبات النفسية ومن الاعذار الواهية التي يقدمها كثير من الناس ونحن نحتاج الى الغاء هذا. نريد ان نتخلص من الماضي هذه النقطة الاولى واما النقطة الثانية فنريد ان نصحح الطريق وتصحيح الطريق كيف يكون؟ يكون بمجاهدة النفس يكون بان تجاهد نفسك وتحاسب نفسك على الصغير والكبير على النقير والقطمير وطوبى لمن حاسب نفسه قبل ان يحاسب وقد قال عمر رضي الله عنه وارضاه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا انفسكم قبل ان توزنوا طوبى لمن يزن نفسه لمن يجلس مع نفسه جلسة مصارحة لا يدخل فيها اعذارا واهية. لان الانسان يمكن ان يكذب على الاخرين لكنه لا يستطيع ان يكذب على نفسه الا ان يكون مطموسا على بصيرته والعياذ بالله. لكن اجلس مع نفسك كل يوم من او كل شهر او كل سنة او بعد مضي هزيع من العمر فقل في هذا الذي مضى ماذا فعل وهل كان بامكاني ان افعل احسن من هذا وافضل؟ ام انني قدمت جهدي فلا الام؟ حاسب نفسك على كل شيء عن الكلمة التي تقولها وعلى الكلمة التي لا تقولها. حاسب نفسك على الكلمة التي تتلفظ بها وقد تسيء بها الى دين الله او او تسيء بها الى بعض اخوانك من اهل الاسلام. ولكن ايضا حاسب نفسك على الكلمة التي كان ينبغي ان تقولها ولم تقولها. ورضي الله عن ذلك الامام العالم. الذي قال عرضت على السيف كذا مرة ما يقال لي ارجع عن قولك ولكن يقال لي اسكت عن الاخرين يعرض على السيف لا ليرجع عن مذهبه والتزامه بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن يعرض على السيف لاجل شيء واحد. فقط اسكت افعل في اه دينك ومعتقدك ومذهبك ما تشاء لا يضرنا ذلك. لكن اسكت عن الاخرين لا تسفه احلامهم. لا تتكلم فيهم لا تنكر عليهم ما هم فيه. ولذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لما قيل له في المناظرة المشهورة مناظرة الواسطية قيل له قل هذا الذي تزعمه هو مذهب الامام احمد مذهب الحنابلة ونحن لا اشكال لنا في ذلك. ليكن هذا مذهب الحنابلة واقبل منا ان يكون مذهب الحنفية والمالكية والشافعية مخالفا لهذا. فيقول لا والله بل هذا مذهب الائمة جميعهم وانما كان لاحمد الظهور. لان احمد ابتلي في المحنة المشهورة فكان له الظهور. واما عقيدته فهي نفس عقيدة ما لك واحمد مالك والشافعي وغير هؤلاء. الشاهد من هذا كله انه ينبغي ان تحاسب نفسك على الكلمة كما ذكرنا التي تقولها والتي لا تقولها واذا رأيت مظلوما يظلم امامك وباستطاعتك ان تنجيه من هذا الظلم وان تدفع عنه هذا الظلم بكلمة فلم تقولها فقد تحاسب على ذلك بطبيعة الحال بضوابط القضية وشروطها المعروفة. اذا ينبغي ان نحاسب انفسنا وان نجاهد انفسنا وهكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع انهم كانوا السادة وكانوا عظماء الناس في كل شيء ومع ذلك لابد من المحاسبة. وتأمل معي قضية تتكرر في شرائع كثيرة. وهي الاستغفار الذي يأتي بعد العمل الاستغفار الذي يأتي بعد العمل. فانت حين تصلي وبعد ان تنتهي من الصلاة اذا انت قد قدمت ها شيئا حسنا قمت بالصلاة عبدت الله عز وجل مقتضى ذلك ان تفرح وترضى وتقول يعني انا الان امن بهذه التي اديتها لكن يشرع لك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة ان تقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله ثلاث مرات فتستغفر بعد وتأمل قول الله عز وجل والمستغفرين بالاسحار. والاسحار هؤلاء ما يقومون في الاسحار لمنكر او لظلم للعباد او لفسق او لفجور. ما قاموا في الاسحار الا لقيام الليل. ما قاموا في الاسحار الا لمناجاة سبحانه وتعالى. فاذا هم يناجون ويصلون ويقومون الليل ثم يستغفرون الله عز وجل. وهكذا الاستغفار الذي يأتي بعد العمل مضطرد في شرائع كثيرة مما يدل على ماذا؟ ان الله عز وجل يريد منا الا نرضى عن اعمالنا وكما قال بعض العلماء ان رضيت عن عملك فاعلم انه غير راض عنه ان رضيت عن عملك وحسبت انك على شيء فاعلم انه اي ان الله عز وجل غير راض عنه وليست قاعدة مضطردة لكن المهم عندنا ان نفهم انه لا ينبغي لك ان ترضى عن عملك. بل ينبغي ان تجمع بين امرين بين احسان العمل وظن التقصير فيه. تجمع بين هذين. تحسن العمل وتؤديه على افضل ما يكون. وعلى احسن ما تقدر عليه. ثم انت بعد ذلك ماذا تظن انك مقصر فيه؟ وهكذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه يقول انس دخلت عليه وانا اسمعه وهو لا يسمعني في حائط اي في بستان فسمعته يبكي ويقول امير المؤمنين عمر اي بخ بخ. يعني صرت اميرا للمؤمنين يا عمر. بخ بخ. والله والله لتطيعن الله عز وجل او ليعذبنك ان يخاطب نفسه الان في موضع لا يسمعه فيه احد. فيقول انت وصلت الى امارة المؤمنين ووصلت الى العدل ووصلت ووصلت ووصلت الى اشياء لا يحلم بها احد من الناس في ازماننا هذه. ومع ذلك فكيف يتعامل مع هذا؟ لا يحسن ظنه. وانما يظن وانه مقصر في جنب الله عز وجل. هكذا نريد ان نكون نجاهد انفسنا ونحاسب انفسنا. ولنكون عمليين اقترح على كل واحد منا ان يخصص جلسة محاسبة بينه وبين نفسه كل يوم او كل اسبوع او كل شهر بحسب ما يتيسر له. ويكون ذلك بطريقة عملية واظن ان الحاضرين اغلبهم من اهل العلوم الكونية الحديثة. بطريقة عملية بورقة وقلم او بحاسوب كما هو الامر في هذا العصر وتكتب في باب الكلام والقول في باب العمل في باب العبادات في باب التعامل مع الناس مع الاخرين في باب اعمال القلوب في باب ابي كذا وكذا مما لا يحصى من الاشياء. ماذا قدمت؟ ماذا كان يمكن ان اقدم ولم اقدمه؟ ما الحصيلة شيء عملي يعني لابد من مثل هذا كان بإمكاني ان اقوم الليل لانه ما كان عندي عذر لم اكن مريضا. اذا كان اذا اسجل قيام الليل كان بامكاني ان اقوم به. هل قمت به؟ نعم عندي زائد او لم اقم به اذا عندي شيء ناقص واحاسب نفسي على هذا يوميا او اسبوعيا او شهريا او كيفما تيسر اهم انواع المحاسبة ما يكون بعد مضي زمن طويل. كالذي مثلا يأتي بعد عشر سنوات من الدعوة ويخوض في غمارها تمام؟ ثم لا يدري هل هو في الطريق الصحيح ام لا؟ وعادة هذا الانغماس في العمل ينسي الانسان ان ينظر اليه نظرة حيادية موضوعية لانه يكون منغمسا لا ليس عنده وقت كاف لكي يعني ينظر في عمله ولكي يقومه تقويما صحيحا. فلاجل ذلك نحتاج الى وقفات. قف بعد عشر سنوات من الدعوة هل ما كنت افعله خلال هذه السنوات شيء حسن ام شيء قبيح ام ماذا؟ مفهوم اذا هذه على جهة الاختصار محاسبة النفس محاسبة النفس هي التي تجعلك ومجاهدة النفس على ذلك هي التي تجعلك تستقيم على الطريق. وانت في سلوكك الى الله عز وجل كما اشرنا الى كذلك انفا لابد لك من ثلاثة اجنحة جناح المحبة وجناح الخوف وجناح الرجاء فاما الخوف والرجاء فهذان جناحان متوازنان يحققان لك التوازن في سيرك واما المحبة فهي الحادي تعرفون الحادي الذي يكون مع القافلة هو ذلك الشخص الذي يصدر اصواتا واناشيد معينة امام القافلة تسمى ان يكون ذلك حافزا وباعثا للابل لكي تنشط في السير. فما الحادي الذي يجعلك تسرع في سيرك الى الله عز وجل المحبة. فانت تحتاج الى هذه الثلاثة ان تحب الله عز وجل ان تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تحب اهل الايمان ويكون هذا بعكسه ايضا. لان الذي يدعي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هو لا يبغض من يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل يكون صادقا في حبه للحبيب عليه الصلاة والسلام؟ لا. فلذلك محبة الله ومحبة رسوله ومحبة الايمان واهله تقتضي منك. ولابد الا ان تكون متناقضا في تفكيرك تقتضي منك ان تبغض الكفار وتبغض الكفر وان تجانب الكفر وتبتعد عنه وان تجانب الفسق والمعاصي والفجور ما امكن كذلك. اذا هذه المحبة هي الحادي. هي الباعث لك الذي يبعثك. وكثير من الناس يخلط في قضية المحبة خلطا جسيما بعض الناس يخلط بين المحبة والاتباع مطلقا. فيقول المحبة هي الاتباع. محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي اتباعه عليه الصلاة والسلام والاتباع انما هو ثمرة المحبة وليس مرادفا للمحبة. بمعنى انه ينبغي ان تشعر في قلبك بمحبة رسول الله وسلم. حتى اذا ذكر عندك اسم الحبيب عليه الصلاة والسلام. او ذكر عندك شيء من سيرته فانك تشعر في قلبك بشيء تحس باحساس باطني هذا هو الرابطة القلبية التي تربط كل مسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم هذا لا يستقيم لك الا بالاتباع بمعنى ان تتبعه عليه الصلاة والسلام. اما ان تدعي حبه ولا تتبعه فلا يستقيم. فاذا نقول هذه هي المحبة ثم الخوف والرجاء والرجاء جناحان لابد منهما. تخاف الله عز وجل تخاف غب ذنوبك تخاف عاقبة المعاصي التي تقع فيها تخاف من النار التي اعدها الله عز وجل لاعدائه. وايضا ترجو تحسن الظن بالله. ترجو الله سبحانه وتعالى ترجو في اعمالك الصالحة التي اتيت بها وترجو ان تكون من اهل الجنة والذي يدعي انه يعبد الله عز وجل بواحد من هذه الثلاثة فانه يكون مبطلا. فمن عبد الله عز وجل بمحبة فقط وزنجيق ومن عبد الله عز وجل بخوف فقط فهو خارجي مارق. ومن عبد الله عز وجل برجاء فقط فهو مرجعي والذي يكون من اهل السنة ويحقق العبادة الحقيقية باصولها هو الذي يجمع بين هذه الثلاثة. والغالب على الناس هو جانب عبادة الله بالمحبة فقط فيما يزعمون او بالرجاء فقط فيما يدعون فلو خرجت وسألت عوام مسلمين يقول لك نحن نحب الله ونحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونرجو الجنة وكذا وكذا. جانب الخوف قليل ولذلك نركز كثيرا على هذا الجانب لكي وازن الميزان عند كثير من الناس. اذا هذه هي كيف نضع القطار على وكيف نحدد الطريق ونصححها ثم بعد ذلك هنالك عوائق وعراقيل كثيرة جدا وهذه العوائق قد تكون من خارجك وقد تكون في باطنك في نفسك وهي الكلام في هذا يطول جدا ولو اردت ان افصل فيه هذه العوائق وطريقة الرد عليها ومجابهتها يطول بنا الامر. ولكن انا اكتفي بشيء واحد اظنه في باب العوائق الخارجية ملاك الامر كله. وهو الهمة العالية وانا اخاطب شبابا فمن المفروض الا اخاطبهم عن الهمة فان الشباب في الاصل ينضحون بالهمة هم يعلمون الكهوف والشيوخ كيف تكون الهمم العالية؟ لكن للاسف لما راقبت ولما تأملت وجدت كثيرا من الشباب ضاعت منهم الهمم. هم شباب في اسنانهم ولكنهم شيوخ في هممهم وعزائمهم على قدر اهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم. الشيء الصغير تجده في عين الصغير عظيما جدا. والشيء الكبير تجده في عين الكبير صغيرا جدا. ولذلك لو طلبت الى همة عالية شيئا يصعب على اغلب الناس يقول لك نعم بسم الله نتفضل اريدك ان تحفظ كذا وكذا من هذا الكتاب نعم اه متى ابدأ؟ واخطط للمسألة وسابدأ معك. هذا ذو الهمة العالية. ذو الهمة تقول له يا اخي ائتي معنا نريد ان نقوم بعمل خيري. اي نعم ولكن الجمعيات الخيرية كثيرة يعني ما الاضافة التي سأضيفها انا وما همه الإضافة ولا عدم الإضافة همه انه لا همة لها. مشكلته انه لا عزم له لا عزيمة تحركه وانما هو شخص يسير مع السائرين يريد ان يأكل ويشرب ويكون كاحاد الناس هذه الهمة العالية هي التي بها استطاع اباؤنا واجدادنا ان يؤسسوا لنا هذا البناء الشامخ الذي يسمى امة الاسلام والتي ستبقى الى قيام الساعة باذن الله عز وجل. كيف ذلك؟ كانوا اصحاب همم طالعوا سير الصحابة رضوان الله عليهم. طالعوا سير التابعين. الائمة ستجدون من ذلك شيئا عجبا في طلب العلم مثلا في طلب العلم تجد عجائب عندهم في باب الهمة العالية. حتى يقولوا حتى ان احدهم وهو احد حفاظ الحديث اسمه ابن خراش يقول وهذا ثابت عنه في سير اعلام النبلاء وغيره شربت بولى في هذا شأن خمس مرات ما معنى شربت بولي؟ معناه انه يخرج لطلب العلم في الرحلة والرحلة طويلة فينقطع به الامر في صحراء ولا يجد ماء يشربه ويكاد يموت عطشا فيحل له ان يشرب من بوله فيفعل. وقع له هذا خمس مرات في هذا الشأن ما كان يتجول او في سياحة او ما اشبه ذلك انما كان في هذا الشأن والذي هو ماذا؟ والذي هو طلب العلم لا اقل ولا اكثر. وهكذا نجد اخرين يفعلون نفس الفعل ولعلكم سمعتم قصة المحمدين وهم اربعة من كبار الائمة. محمد بن جرير الطبري ومحمد بن خزيمة ومحمد بن هارون الروياني ومحمد آآ ورابع يعني سأتذكره فيما بعد آآ لا هؤلاء الاربعة اجتمعوا جاءوا من شيراز فمحمد بن نصر المروزي هذا هو الرابع جاءوا من شيراز من مكان بعيد وجاؤوا الى مصر يريدون ان يطلبوا العلم في مصر. ولما وصلوا الى مصر نفذت نفقتهم لم يعد عندهم فاجتمعوا فيما بينهم وقالوا الان حلت لنا المسألة. ما معنى حلت لنا المسألة؟ يعني يجوز لنا الان في شرع الله عز الزوجة ان نسأل ان نطلب الناس مالا. فقالوا نقترع فيما بيننا نقترع فيما بيننا ومن اصابته القرعة يخرج فيسأل الناس. فاصابت القرعة محمد بن خزيمة. هؤلاء الاربعة كلهم من كبار الائمة اصابت محمد بن خزيمة قالوا له اذا انت ستخرج وتسأل وهم لم يعتادوا ذلك فقال لهم طيب اصلي ركعتين فقام يصلي ركعتين لله عز وجل. فبينما هو يصلي اذا بهم يسمعون لجبا كهذا الذي نسمع الان وكلاما واناسا بالمشاعر يتحركون وما اشبه ذلك قالوا ما هذا؟ جاءهم قوم من الحرس يدقون عليهم الباب افيكم فلان وفلان وفلان؟ ذكروا الاربعة. نعم هذه صرة من خمسين دينارا لكل واحد منكم يبعثها اليكم الامير محمد بن طولون. امير مصر. كيف ذلك محمد بن طولون كان نائما وهو في النوم رأى شخصا يأتيه وهو في منامه فيلكزه ويقول له اتنام والمحمدون بائتون دون طعام في المسجد الفلاني. فحينئذ قام وارسل اليهم بهذا قطع بهذا المال. وجه الشاهد هنا ان هؤلاء الذين نحن الان انما نعيش بعلمهم وننقل عنهم نستفيد من كتبهم هؤلاء الأئمة ما كانوا يعيشون في بذخ وترف وإنما كانوا يعيشون شغف العيش لاجل ان يؤلفوا هذه المؤلفات ويكتبوا هذه الكتب الى جهد عظيم والى ما لا يحصى من المغامرات والتجارب والعمل والكد والجهد والعرق. وكما قال يحيى ابن ابي كثير لا ينال العلم براحة الجسم. نحن في هذا الزمن صرنا نطلب ومن بعض الشباب شيئا يسيرا جدا نطلب منه ان يحفظ كتاب الله عز وجل. يأتي بعض المثبطين فيقولون ولم تحفظ كتاب الله عز وجل؟ يعني اضيف مصحفا جديدا الى الامة. القرآن موجود في المصاحف حفظة كتاب الله موجودون. هؤلاء المثبطون لا كلام لنا معهم. وانما نتكلم عن شخص الصين هو يريد فعلا ان يحفظ كتاب الله عز وجل. تأتيه فتقول له احفظ كتاب الله عز وجل لا استطيع. سبحان الله. لم لا تستطيع هي لانه صعب لان الذين يحفظون من هل هم من فصيلة اخرى غير فصيلة بني البشر؟ اليس قد حفظه اقوام من الناس وانت من الناس فكما فعلوا فافعل ما استطاعه رجل من الناس فانت تستطيعه. هذه القاعدة التي ينبغي ان تكون في ذهنك. قاعدة عامة شيء يقدر عليه انسان فينبغي ان تقدر عليه ايضا الا ان يكون عندك عجز خاص ولاجل ذلك في الحقيقة الاشكالات التي تقع للناس في حفظ القرآن ليست بسبب صعوبة حفظ القرآن وانما بسبب احد امرين. اولهما المثبطون وكلامهم الذي لا ينتهي والثاني العوائق النفسية الذاتية يعني الشخص في ذاته يجعل في نفسه عائقا فيقول انا لا يمكن ان احفظ وبالتالي لا يحفظ لكنه حين يزيل هذا العائق النفسي ويصم اذنه عن سماع هؤلاء فانه يستطيع ان يحفظ. والقضية اذا مرتبطة بالهمة وقضية حفظ القرآن انما هي مثال لا اقل ولا اكثر. فقس على ذلك اشياء كثيرة عندكم الدعوة الى الله عز وجل وكل واحد منكم في اطار تغيير حياته ينبغي ان ينتقل من الانسان العادي الذي يأكل ويشرب ويشرب الى الانسان فانه لا يوجد في الاسلام داعية منصب للدعوة واخرون لا يدعون ابدا. لا يوجد هذا. بل كل مسلم من مطالب بالدعوة الى الله عز وجل. الاخت في موضعها والاخ في موضعه وكل انسان في بيته مع اسرته في مدرسته في كل مكان وفي كل زمان هو مطالب بالدعوة الى الله عز وجل. اليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو او اية فان عرفت اية من كتاب الله عز وجل فانت مطالب بتبليغها. وان عرفت حديثا طلبت بتبليغه. وان عرفت حكما شرعيا مجمعا عليه بلغوا الى من سواك من الناس والافة عندنا اليوم هي هذا التواكل فتجد الناس يتواكلون ينتظرون حتى اذا وجد وجد مثلا في مجلس يوجد فيه بعض الناس يحتاجون الى الدعوة الى الله عز وجل يقول لهم انتظروا سنتصل بشيخ يأتي فيدعوه. سبحان الله ابدأ انت ازرع البذرة انت ثم ستجد ثمرتها فيما بعد. فاذا هذا في الدعوة وهذا في العمل الخيري وهذا في نشر دين الله عز وجل وفي تعليم القرآن وفي تعليم العلم الشرعي وفي انكار المنكرات وفيما لا يحصى من الاشياء النافعة التي نحتاج اليها. انما المشكلة هي في الهمة. والهمة تقتضي حفظ الوقت ان تكون حريصا على وقتك اكثر من حرص الشحيح البخيل على ما له عند ذلك تعرف انك صاحب همة. حرص تام على الوقت وما اكثر ما يؤلمني ويدمي قلبي. حين ارى الملتزمين وحين ارى الملتزمات بحجابهن اراهم يضيعون الاوقات. اراهم مثلا يخرجون من المسجد بعد صلاة العشاء او بعد غيرهم من الصلوات ثم يقفون. فقيل قال والجدال وتصنيف الناس وقال فلان وقال علان وعلمت اخر ما قيل في المسألة الفلانية وكذا وكذا وكذا وهم في ذلك الوقت لو انهم اجتمعوا على خير لحصلوه. لو اجتمعوا على علم لادركوه. لو اجتمعوا على دعوة لنشروها في الناس لكن لا يفعلون شيئا من ذلك انما هو تضييع الاعمار والاوقات. فهذا كله مصيبة من المصائب التي نحتاج الى داركها وهذي تضييع الاوقات يجرنا الى الافة الاخيرة وهي العوائق الذاتية. معظم العوائق الذاتية ترجع الى الفوضى التي يعيشها الانسان المسلم عموما ويعيشها على الخصوص المستقيمون. فوضى عارمة ما هي هذه الفوضى؟ لها مظاهر متعددة. تأتي اعطيكم امثلة فقط وهي كثيرة جدا. تأتي الى شخص مثلا فتقول له انت يحتاج الى طلب العلم فيتحمس لطلب العلم كما ربما اذا ذكرنا الان طلب العلم قد يتحمس بعضكم لطلب العلم. فيقول اريد ان اطلب العلم فتذكر له فضلا القرآن وفضل القراءات وفضل التفسير وعلوم القرآن وما اشبه ذلك. فيقول سأفعل يبدأ يبدأ الخطوة الاولى في هذا الباب. ثم اذا به يستمع الى شخص يتكلم فيقول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو الذي به نفهم القرآن لا يمكنك ان تفهم القرآن ولا ان تستنبط الفقه الا بالحديث فعليك ان تحرص على الحديث. فيقول فعلا اذا اترك القرآن الان وانتقل الى الحديث. اريد ان اكون محدثا حافظا. وهو كذلك يسمع شخصا اخر يقول له الحديث. وما فائدة الحديث دون فقه الذين يحملون الاحاديث دون تفقه فيها كالذي يحمل اسفارا كثيرة فوق ظهره ولا يفهم منها شيئا هل يستفيد ومنها لا اذن انت تحتاج الى الفقه حقيقة فيقول طيب جميل اريد ان اكون فقيها. فيسمع اخر يقول له وانت لغتك هكذا مكسرة انت كالاعجمي في صورة العربي وتريد ان تكون فقيها كيف تستنبط احكام الدين من نصوص الوحيين وانت لا تقيم عبارة واحدة ولا جملة الا وقد كسرتها في نحوها وصرفها فعليك بالعربي. فيقول فعلا العربية اول شيء فينتقل الى العربية هو بين هذه التنقلات لا ادرك الاول ولا الثاني ولا الثالث ولا الرابع. لما؟ لاجل الفوضى العارمة فوضى ناهج الحيرة التردد الاضطراب في كل عمل وكنت اكلم بعض الاخوة هذا الصباح فذكرنا هذه المسألة يأتيك بعض الاشخاص فيقول لك يا شيخ مثلا اه في اه الفقه المالكي مثلا هو الشخص لم يبدأ الفقه المالكي اصلا. ما درس منه شيئا. تقول له ابدأ بالمرشد المعين مثلا فيقول طيب المرشد المعين وبعده؟ تقول له الرسالة. تقول له بعده مختصر خليل. طيب مختصر خليل ما شروحه التي ينبغي ان ادرسها؟ هل الخرشي ولا مثلا الدرجير ولا كذا وهل المواهب الجليل حسن ولا لا؟ وسمعت ان هنالك شرحا شنقيطيا ميسر جليل وو طيب يا اخي انت ما المرشد المعين ما لك ولمختصر خليفة؟ يعني انت اذا وصلت الى الدرجة التي تدرس فيها مختصر خليل لن تحتاج اصلا الى رأي. لن تحتاج الى سؤال سيكون عندك من العلم والفقه ما يؤهلك لمعرفة ما ستفعله فيما بعد. ولذلك ينص اصحاب هذه الامور امور التنمية البشرية وغيرها. يقول لك اهم شيء هو ان ان تعرف واجب الوقت ما الذي يجب علي ان افعل الان ولا اهتم بان اذا اديت هذا الان وجاء بعده هذا هل يكون هذا او ذاك؟ لا اترك عنك هذا كله افعل واجب الوقت واجب الوقت مثلا بالنسبة لك ان تحفظ الاجرومية في النحو وتفهمها افعل. واجب الوقت بالنسبة لك ان يعني تدعو الناس الى دين الله عز وجل في بيتك مثلا لان اسرتك يعني تعاني من مشاكل في باب الالتزام ابدأ بهذا واجب الوقتي بالنسبة لك لانك تعيش في قرية فقيرة ان تعمل عملا خيريا وتحسن الى الناس وتجمع الاموال والزكوات والصدقات لهؤلاء ابدأ وهكذا اذا هذه الفوضى العارمة وهذه الحيرة والاضطراب هي التي تجعل الانسان لا يفعل شيئا. وهذا والله ليست هذه والله ليست مبالغة. بل هذا واقع رأيناه امامنا. رأينا اناسا بدأوا طلب العلم منذ خمسة عشر عاما وعشر سنوات وهم يراوحون مكانهم الى الله. لما؟ لانه الفوضى. الفوضى العارمة التي تقتل الاوقات وتستنفذ الاعمار في لا شيء. ولذلك لابد لدفع هذه الفوضى من التخطيط المحكم لابد من التخطيط من من الشيء من السيء في الحقيقة ان نرى اننا معاشر المسلمين وخاصة منهم المستقيمين ما زال عندنا اشكالات كبيرة في التخطيط ما زلنا لا نخطط بشكل جيد لا نضع برامج محكمة تجد طالب العلم اذا سألته يعني ما برنامجك لطلب العلم؟ لا ادري والله يعني ما وجدته ادرسه. الشيخ الفلاني يدرس الفقه فانا ادرس معه الفقه اذا ظهر شيخ اخر يدرس شيئا اخر انا معه وهكذا. ليس عندي برنامج يعني فوضى وعدم تخطيط. ولذلك تضيع الاوقات كثيرا. وانا كنت قد ذكرت ولعل بعضكم اذا تابع على الانترنت يرى هذا كنت قد قد ذكرت قاعدة العشر دقائق. هذه القاعدة ما ملخصها ملخصها انك بعشر دقائق يوميا تستطيع ان تحصل الشيء الكثير في باب طلب العلم وحده عشر دقائق يوميا كيف ذلك؟ قلت اذا في عشر دقائق قرأت انت تستطيع بالقراءة البطيئة او المتوسطة لنقل تستطيع ان تقرأ عشر صفحات لان الصفحة تقرأ في دقيقة واحدة هادي الصفحة المتوسطة ليست كصفحات مثلا فتح الباري ولكن صفحة متوسطة كصفحة من تفسير اعلى من نبلاء او غيره اذا تقرأ يوميا عشر صفحات بعشر دقائق. عشر صفحات كل يوم معناه انك خلال السنة كم تقرأ من الصفحة ثلاثة الاف كم وستمائة وخمسون اصحاب الحساب يعني المفروض انكم في جامعة علمية يكون هذا سريعا باذن الله عز وجل. اذا ثلاثة ثلاثة الاف وستمئة وخمسون تقريبا من الصفحات اذا حسبنا ان الكتاب في متوسطه يكون بين ثلاث مئة واربع مئة تقريبا تقرأ عشرة كتب في السنة بعشر دقائق يوميا تقرأ عشرة كتب في السنة الكاملة. جميل. تقول لي هو عشرة عشرة كتب ليست شيئا كثيرا. لكن انا اقول لك في عشر دقائق فقط فقط وثانيا هذا الذي تقول عنه ليس كثيرا اعرف خلقا من الناس لا يفعلونه خلق من الملتزمين من المتدينين من الذين يظنون انهم طلبة علم تمر عليهم سنوات ولم ولم يختموا كتابا واحدا فضلا عن عشرة كتب فضلا عن اكثر. ولما وضعت هذه هذه القاعدة يعني اتصل بي احدهم. فقال لي انا جربت هذا من قبل قال لي قبل النوم اقرأ شيئا يسيرا قبل ان انام فختمت كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام للدكتور جواد علي وهو في عشرة اجزاء ضخمة ختمته قال لي ما اذكر بالضبط في بضعة عشر شهرا بشيء يسير يعني قبل ان ينام انتهت الاعمال والاشغال كلها بدل ان يعني استعمل ذهني فيما لا ينفع واتركه يسرحه هنا وهناك في الافكار الفارغة وفي الخيالات والاوهام اقرأ شيئا من كتاب كيفما كان هذا الكتاب. في بضعة عشر شهرا وجد نفسه قد ختم موسوعة علمية قائمة نفس الشيء افعله في غير القراءة. افعله مثلا في الاستماع للاشرطة العلمية يمكنك ان تستمع عشر دقائق كل يوم من شريط علمي يعني تقريبا اذا احتسبنا ان الدرس في متوسطه يكون في ساعة تقريبا آآ فهذا لا يعني انك في ستة ايام تختم درسا واحدا في شهر كامل تختم كم تختم خمسة دروس تقريبا في سنة كاملة اثنا عشر درسا ولا لا؟ ولا اكثر ستون درسا لا يعرف فقط هل انتم متابعون معي الحساب ولا انقطع حبل الحساب؟ المقصود تختم ستين درسا في عشر سنوات ستمائة هذا كثير ولا قليل كثير جدا ستمئة درس معناها دورات كثيرة دورات علمية لا تحصى بايش؟ بعشر دقائق يوميا فقط. لا اقل ولا اكثر احتسب هذا في غير هذا في الحفظ. كثير من الناس يقول لك انا لا استطيع ان احفظ. هل تستطيع في عشر دقائق ان تحفظ بيتين فقط لا اقل ولا اقل اكثر يقول لك ابن مالك قال محمد هو ابن مالك احمد رب الله خير مالك هذا بيت واحد. مصليا على النبي المصطفى واله المستكملين الشرف. هذا فهل تستطيع ان تحفظه في عشر دقائق؟ تستطيع دون شك احتسب الان احسب كم تحفظ في السنة اذا حفظت بيتين في اليوم اكثر من نحو سبع مئة بيت في السنة معناه في عشر سنوات كم سبع الفيات صح ولا لا؟ سبع الفيات اذا تكون من العلماء لان العلماء ما يحفظون الا هذا بضع الفيات الفية في النحو الفية في مثلا البلاغة وفي ما ادري في الاصول الفقه في الفقه هكذا. سبع الفيات انت من العلماء. بعشر دقائق من الحفظ. مع شيء يسير من المراجعة لمدة عشر سنوات. اذا اين الاشكال؟ لا تقل لي بعد اليوم لا اجد الوقت لانك قطعا لا اقول تجد عشر دقائق وانما تجد نصف ساعة وساعة وساعتين وثلاثا هذا بالنسبة للاناس العاديين يجدون ساعتين يوميا او ساعة يوميا. واما البطالون وهم كثيرون فيجدون عشر ساعات وعشرين ساعة في اليوم. بل اليوم كله ملكهم ومع ذلك ماذا حفظت؟ ماذا قرأت؟ ماذا تعلمت؟ لا شيء اذا قضيتنا في الحقيقة في التخطيط المحكم. هذه الفوضى التي تقتل وما زال بعض الناس بعض الناس يسألني مثلا عن او غيره. يقول لي مثلا آآ شيخ اه اريد ان ادرس مثلا اه علم الحديث علم مصطلح الحديث بالطريقة الفلانية البيقونية ومثلا اه وبعدها نخبة ثم الباعث الحثيث ثم مثلا الفية الحديث هل توافق؟ اقول له نعم اوافق مع اني قد يكون لدي شيء من النظر قد اقدم هذا على ذاك ولكن اوافق اقول له توكل على الله كفاك حيرة وسؤالا واضطرابا في المناهج مشكلتنا هي هذا السؤال الذي لا ينتهي. ماذا اقرأ وما الذي اقرأ بعده؟ ثم اي الفنون ابدأ بها؟ وبعد هذا الفن ماذا افعل؟ هذه الاسئلة التي لا تنتهي نريد ان ننهيها اليوم سواء في العلم او في غيره. نريد ان تبدأ من اليوم فتغير حياتك. ان كنت تريد طلب العلم فاطلبه على حقه وطريقه. تريد ان تأخذ منه فرض العين فقط ثم تنتقل الى شيء اخر كالدعوة او العمل الخيري او ما اشبه ذلك من الأفعال افعل توكل على الله ابدأ خطط ضع برنامجا ارفع همتك تساوى مع القمم مع الجبال الشم الرواسي واترك عن ك منافسة اهل الدون واهل السفالة واهل البطالة فانهم يجرونك الى الاسفل وانت مراد منك ومراد الله عز وجل منك ان تكون من اهل الاعلى. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين واجعل امامك احمدا حياتك يا اخي جدد حياتك بالعمل. واملأ كيانك بالامل واشمخ على واجعل