بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اللهم اجرنا من النار بمنك وكرمك يا ارحم الراحمين درسنا اليوم هو الدرس الثاني من سلسلة شرح كتاب قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين العلامة الحطاب المالكي رحمه الله تبارك وتعالى وبعد ان ذكرنا في الدرس الاول مقدمة عن مبادئ علم اصول الفقه نشرع اليوم ان شاء الله تعالى في قراءة كلام العلامة الحطاب من مقدمة كتابه مع التعليق عليه بما تيسر وهذه المقدمة التي بدأ بها كتابه جعلها بيانا من باعث له على تأليف هذا الشرح على الورقات وبيانا للترجمة مؤلف الورقات وايضا بيانا لمنهجه في هذا الشرح وانه يستفيد فيه من شرح الجلال المحلي مع بسط في العبارة وفك بمواضع الاشكال من هذا الشرح فهذه المقدمة اذا هذه فائدتها وهذا موضوعها يقول بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال الشيخ الامام العالم العلامة الحبر الفهامة مفتي المسلمين ببلد الله الامين ابو عبد الله محمد ابن الشيخ العلامة ابي عبدالله محمد ابن عبدالرحمن المالكي عرف بالحطاب نفعنا الله به امين هذا مما تبدأ به مصنفات اهل العلم وذلك لانهم ذكروا انه يحرم الاخذ من الكتب التي لا يعرف مؤلفوها ولذلك دأب العلماء على وضع اسمائهم على كتبهم و الغالب ان تكون تلك العبارات التي فيها مدح للمؤلف ليست من صنعه هو ولكن من صنع تلامذته او النساخ الذين نسخوا كتابه لكن المقصود ان من المراعى عندهم بعد البسملة والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمد الله ونحو ذلك انهم يذكرون اسم المؤلف وقد وصف المؤلف هنا بانه امام وهو من يقتدى به عالم علامة صيغة مبالغة على وزن فعالة من العلم ومثلها الفهامة ولها نظائر في الرحالة ونحو ذلك فعال وفعالة هذه من صيغ المبالغة فهي اقوى في الدلالة على العلم من مجرد اسم الفاعل كالعالم مفتي المسلمين ببلد الله الامين وهذا قد ذكرناه في ترجمته في الدرس الاول وذكرنا ان اصله من بلاد المغرب وان مستقره في الحجاز في مكة وبلد الله الامين هو مكة كما ذكره المفسرون في قول الله عز وجل والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين فهذا البلد الامين هو مكة وفي هذه الايات على ما ذكره اهل التفسير اشارة الى المواضع التي بعث فيها ثلاثة من اولي العزم من الرسل وقوله تعالى والتين والزيتون والله تعالى يقسم بما يشاء من مخلوقاته ونحن لا يجوز لنا ان نقسم الا بالله عز وجل من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت التين والزيتون اشارة الى بلادي الشام وبلادي بيت المقدس حيث بعث عيسى عليه السلام وطور السنين اشارة الى جبل الطور في سيناء حيث كلم الله عز وجل موسى عليه السلام والبلد الامين اشارة الى مكة التي هي مكان ولادة ومبعثي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد الاولين والاخرين. عليه الصلاة والسلام والبلد الامين اي المؤمن من قل لافة تصيب غيره من البلاد على ما تقرر ثم ذكر كنيته وهي ابو عبدالله وذكر اسمه وذكر انه ابن الشيخ العلامة ابي عبد الله محمد وهذا قد ذكرناه من قبل واشرنا الى ان الحطاب تتلمذ على ابيه من ضمن من تتلمذ عليهم من الشيوخ المعروف بالحطاب نفعنا الله به امين المقصود هنا نفعنا الله بعلمه. والا فهو بعد موته لا ينتفع به وانما هو يحتاج الى دعائنا ودعاء المسلمين لكن يبقى نفع هذا الرجل من جهة علمه وكتبه وابحاثه فهذه ننتفع بها فهذا معنى نفعه الله به اي نفعنا بعلوم امين اللهم استجب قال الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد وبعد اي مهما يكون من شيء بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله فان كتاب الورقات وبعد هذا ظرف مقطوع عن الاظافة فلذلك بني على الضم وبعد واصله بعد ما سبق ذكره مهما يكن من شيء بعدما سبق ذكره من الحمد والصلاة ونحو ذلك فان فان كتاب الورقات فان كتاب الورقات في علم اصول الفقه للشيخ الامام العلامة صاحب التصانيف المفيدة ابي المعالي عبدالملك امام الحرمين كتاب اذا كتاب هو خبر ان من قوله فان كتاب كتاب هو اسمها منصوب والخبر جاء بعد هذه هذا الكلام كله في قوله كتاب صغر حجمه فان كتاب الورقات وسيأتينا ترجمة ابي المعالي الجويني بما يغني عن ذكره هنا ان شاء الله تعالى قال كتاب الان يصف هذه الورقات فوصفه باوصاف اربعة. قال كتاب صغر حجمه وكثر علمه وعظم نفعه وظهرت بركته هذه امور اربعة وهي تؤول الى معنى واحد وهو غزارة العلم مع صغر الحجم فقوله صغر حجمه وهذا واضح ولذلك فهو يناسب المبتدئين وان كان الحطاب سيذكر انه بشرحه هذا سيجعل هذا المثنى مناسبا للمبتدئين ولغيرهم لكن في الاصل هذا كتاب موضوع للمبتدئين ولذلك هو صغير الحجم قال وكثر علمه اي رغم صغر حجمه فان علمه كثير ولذلك نص بعض الشراح على ان في هذه الورقات بعض الفوائد الاصولية التي قد لا توجد في المطولات من كتب الاصول وسبب ذلك تخصص صاحب هذا المتن في هذا العلم فانه من كبار الاصوليين كما ذكرناه من قبل وكما سنذكره ان شاء الله تعالى فلاجل تخصصه في هذا العلم فان كلامه فيه دقيق قوي وهذه مسألة معروفة وهي ان العالم المتخصصة في فن من الفنون اذا تكلم فيه او صنف فيه كان كلامه قويا دقيقا بعيدا عن الاعتراضات التي يمكن ان ترد على كتابات غير المتخصصين قال كتاب صغر علمه صغر حجمه وكثر علمه وعظم نفعه وهذا لازم لكثرة العلم فانه اذا كان علم العلم المتضمن في هذا الكتاب كثيرا فانه يلزم من ذلك ان يعظم النفع به وهذا واضح فان الطلبة الذين يستفيدون من هذا الكتاب لا يحصون كثرة من زمن المصنف الى زمننا هذا والى ان يشاء الله تعالى من الازمنة وظهرت بركته والبركة في اصل اللغة النماء والزيادة ولذلك فالمقصود ببركة هذا الكتاب ما فيه من الخير وانما والزيادة في العلم لمن يمارسه. ولذلك حين تدعو لشخص ما فتقول اللهم بارك له مثلا اللهم بارك له في ماله اي زد ماله وذمه له وهكذا بركة النماء والزيادة في الاصل يمدح هذه الورقات بهذه الاوصافي ثم يذكر انه لاجل هذه الاوصاف قد اعتنى به اهل العلم لاجل شرحه فقال وقد شرحه جماعة من العلماء رضي الله عنهم وشروح الورقات كثيرة كما لا يخفى عليكم في القديم والحديث حتى في هذا الزمان خلق من العلماء تصبوا لشرحه في دروس او في كتابات فمنهم من بسط الكلام عليه ومنهم من اختصر ذلك منهم من بسط ومنهم من اختصر فالبسط ضد الاختصار بسط الكلام وسعه ومده والبسيطة الارض بسيط فعيل بمعنى مفعول بمعنى مبسوط ومنه السهل سهل بسيط او ارض بسيطة اي مبسوطة اي واسعة ممتدة ومنه البحر البسيط من بحور الشعر وهو من اطول بحور الشعر ان لم يكن اطولها وهو من البحور الثمانية البسيط بمعنى الطويل الممتد ومن الاخطاء الشائعة في هذا الزمان جعلهم البسيط بمعنى اليسير لا بمعنى الطويل فيقولون هذا كلام بسيط او س اجعل الكلام مبسطا او مبسوطا يقصدون ميسرا وهذا خلاف الاصل اللغوي. اصل معنى الكلمة في اللغة فالبسيط بمعنى الطويل وللواحدي مثلا تفاسير اه اصغرها الوجيز ثم الوسيط ثم البسيط البسيط هذا اطول تفاسيره ويقال ان عنده تفسير اخر مقصود اطول البسيط اطول من الوسيط واطول من الوجيز فهذا الاستعمال في هذا الزمان خطأ وان كان شائعا الان ومن اول من نبه على هذا الخطأ الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى في كتابه تقويم اللسانين لكن اه قد يقال بان لي هذا الاستعماري ان له شيئا من اه الصحة من جهة ان الشيء في الغالب اذا كان مبسوطا فانه يكون ميسرا فكلما اختصرت الكلام كلما جئت به صعبا شديد الالغاز وكلما بسطته كان ذلك ادعى لان يكون ميسرة فهذا وجهه لعل هذا ان يكون وجه استعمالهم البسيط بمعنى اليسير. المقصود منهم من بسط الكلام فاتى بشرح طويل ومنهم من اختصر فاتى بشرح مختصر ثم قال ومن احسن شروحه من هذه للتبعيض فهو لا يجزم بان هذا هو احسن شروح لكن هو من احسن شروحه شرح شيخ شيوخنا العلامة المفيد جلال الدين ابي محمد عبدالله بن احمد المحلي الشافعي فانه كثير الفوائد والنكت شرح المحل اذا يقول الحطاب ان شرح المحل ويذكر ان المحلية هذا هو شيخ شيوخه ويصفه بالعلامة المفيد ثم بلقبه جلال الدين. يذكر هذه الالقاب قبل ان يذكر الكنية وهي قوله ابي محمد قبل ان يذكر الاسم وهو عبدالله بن احمد وهذا الترتيب عند اهل اللغة محله نظر فالاصل اذا اجتمع اللقب والاسم ان يقدم الاسم على اللقب وعقد ذلك ابن مالك رحمه الله تعالى بقوله واسما اتى يقصد العلم واسما اتى وكنية ولقبا واخرا ذا اي اللقب ان سواه صحب يقصد بسواه خصوص الاسم مؤخرا سواه صاحبه. فاذا اجتمع الاسم واللقب فالاصل ان تبدأ بالاسم قبل اللقب واللقب هو فيما يقولون في تعريفه هو ما اشعر بمدح او ذم بمدفن كزين العابدين علي زين العابدين لقبه وهذا يشعر بالمدح او بذم كانف الناقة انف الناقة لقب لقبيلة وهذا يشعر بالذنب هذا في الاصل والا كما تعرفون في القصة المشهورة انهم كانوا كانت هذه القبيلة تأنفوا من هذا اللقب ولا تحب استعماله حتى نزل الحطيئة بينهم الشاعر المشهور واكرموه فمدحهم وكان من مدحه ان قال قوم هم الانف والاذناب غيرهم ومن يسوي بانف الناقة الذنبا قال فصاروا يفتخرون بهذا اللقب بعد هذا والشعر في القديم مثل وسائل الاعلام في الحديث القصد اذا ان اللقب هو ما يشعر بمدح او ذم والكنية هذا سهل الكنية ما كان مضافا الى اب او ام ابو فلان او ام فلان هذه الكنية هو الاسم والمقصود ان الاصل ان يقدم الاسم على اللقب اذا هنا اشكال في هذا الترتيب الذي جاء به المصنف هنا والجواب من احد وجهين الوجه الاول ان يقال ما ذكرناه من تقديم لاسم عن اللقب عند اجتماعهما ليس امرا مطردا بل هذا الغالب لكن قد يقع خلاف ذلك وله شواهد كقول الشاعر وهو اوس بن الصامت انا ابن مزيقية عمرو وجدي ابوه عامر ماء السماء فوجه الشاهد قوله انا ابن مزيق يا عمرو فعمرو لعمرو هو الاسم وموزيقيا اللقب فقدم اللقب على الاسم في الشطر الاول. واما وبعده قال وجدي ابوه عامر ماء السماء هذا اتى به على الجادة فجاء بعامر وهو الاسم قبل ماء السماء الذي هو اللقب هذا الوجه الاول. الوجه الثاني ان يقال يمكن ان يؤتى ان يقال الغالب الاتيان بالاسم قبل اللقب الا ان كان اللقب مشهورا ان كان آآ الشخص مشهورا بلقبه فيقدم اللقب كقولنا مثلا المسيح عيسى ابن مريم قالوا فيخرج عليه هذا الذي هنا جلال الدين قبل اسمه وقبل كنيته والتسمية والتنقيب بجلال الدين ونور الدين وصلاح الدين ونحوها من مما اضيف للدين او للاسلام اه قيل مكروه وقيل حرام ووجه ذم ذلك اه من احد امرين اما من كون ذلك محدثا لم يعرفه السلف ولا هو من عادات العرب في القابها وانما هو شيء حدث بعد اختلاط العرب والاعاجم هذا الوجه الاول. الوجه الثاني ان يقال لانه يحمل معنى التزكية. ولا يخفى عليكم النهي عن تزكية المرء نفسه ولا تزكوا انفسكم واعلموا بمن اتقى حين تقول صلاح الدين او جلال الدين ونحو ذلك فيه تزكية وهذا كله ان كان الشخص مستحقا لذلك اللقب بان كان صالحا عالما اما تلقيب الكافر والفاجر بجمال الدين وصلاح الدين ونحو ذلك فهذا حرام اتفاقا ما فيه خلاف لانه كذب محض فهذا هو جلال الدين لكن مع قولنا بالكراهة او الحرمة فان هذا شيء اه يعني عمت به البلوى عند العلماء ولذلك حتى الذين من العلماء ينصون على الحرام على الحرمة او الكراهة ما يستطيعون ان يلغوا هذا اللقب فقد كان مثلا الامام النووي رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بمحيي الدين ومع ذلك فهو مشهور بمحيي الدين ومثله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فانه مشهور بلقب تقييد الدين مع كراهته ذلك. فلو كان يقول ما معناه اه ان اهلي لقبوني بذلك فشهرت به او كما قال فاذا اذا كان الشخص قد اشتهر بهذا اللقب فلا بأس به. وهذا مثل كثير من الارقام التي قد تكون في الاصل منهيا عنها كالالقاب التي فيها عيوب للاعمش والاعرج ونحو ذلك الاصل ان لا نتنابز بالالقاب لكن اذا كان الشخص مشتهرا بهذا اللقب فلا بأس من استعماله قال ابي محمد آآ جلال الدين ابي محمد عبد الله بن احمد المحلي الشافعي المحلي هذا جلال الدين عالم من كبار علماء الشافعية من الاصوليين ومن المتكلمين كان في القرن التاسع يعني توفي سنة ثمانمائة و ثمانمائة واربعة وستين لعله سنة ثمان مئة واربعة وستين توفي وكان يعني معروفا بالصلاح وبالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهر بالحق وكان ايضا معروفا اه حدة الذهن كان ذكيا جدا حاد الزين ولذلك يدخل في مضايق الكلام والاصول وينقحها تنقيحا شديدا ولقبه بعضهم تفتازني العرب يعني مثل السعدي التستازاني المعروف عند العجم فهذا مثله ويعني وكان يقول عن نفسه ولعل هذا يعني مما يقبل من بعض العلماء كان يقول عن نفسه فهمي لا يقبل الخطأ هذا فيه شيء من المبالغة كما لا يخفى لكن هذا يدلنا على انه كان معتدا بفهمه وبحدة ذهنه رحمه الله وينسب الى المحلة من مدن مصر وله كتب كتب كثيرة من اشهرها شرحه على كتاب جمع الجوامع في اصول الفقه شرح مشهور متداول جدا صار هو المعتمد عند المتأخرين في التدريس وعليه شروح وحواشي كثيرة للعطاري والبناني والشربيني وغيرهم وشرحه على الورقات وهو الذي سيعتمده الحطاب في شرح هذا وله ايضا كتاب في الفقه الشافعي في شرح نهاية المطلب وله التفسير المشهور وهو ايضا على طريقته في كل كتبه شدة الاختصاص حتى تفسيره هذا هو من اكثر التفاسير اختصارا ان لم يكن اكثرها اختصارا على الاطلاق ولم يكمله بدأ بسورة الكهف الى اخر القرآن فاكمله جلال الدين السيوطي رحمه الله فصار يشهر اه فصار يعرف بتفسير الجلالين نسبة الى جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي هذا المحلي وهذه يعني ما يذكر في ترجمة ومما ايضا من اللطائف التي تذكر في ترجمته انه وهذا نذكره لا لتقتدوا به ولا لتجعلوه حجة لكم ولكن نذكره لشيء من الاحماض فانه كان يعني فيما يقال والله اعلم ضعيفا في الحفظ بحيث يقال عنه انه كان اذا اخذ فصا واراد ان يحفظه يمكث في ذلك اياما كثيرة اسبوعا ونحو ولا يحفظ منه الا اليسير ويصاب يعني بنوع مرض يخرج عرقه الكثير يعني اشياء تقع له بسبب اه اجباره نفسه على الحفظ. فهكذا يقال والله اعلم. هو بضد السيوطي. وما اجتمعا على هذا التفسير. السيوطي كان يحفظ شيئا اه كثيرا جدا لا سبيل الى احصائه في الحديث وفي غيره وهذا من العجائب وهذا ان كان صحيحا على كل حال والله اعلم قال فانه كثير الفوائد والنكت الفوائد جمع فائدة معروف والنكت جمع نكتة وهي ما يستخرج الفائدة التي تستخرج بشيء من الصعوبة يعني اصله منا نكت يعني بقضيب وعود ونحوه على الارض فكذلك كأن الذهن كانك تنكت بذهنك في الفكر. لتخرج هذه الفائدة فالنكتة اذا هي فائدة خاصة فائدة مخصوصة من جهة كونها دقيقة واستخرجت بدقة وبشيء من الصعوبة كثير الفوائد والنكت وقد اشتغل به الطلبة وانتفعوا به. واضح الا هنا يستثني هنا يذكر بعد ان ذكر المناقب سيذكر المسالب الا انه لفرط لفرط الايجاز كاد ان يكون من الالغاز لفرط الايجاز اي لكثرة ايجازه والايجاز هو ان يكون اللفظ قليلا اقل من المعنى وهذا اشرنا اليه من قبل قلنا اللفظ اما ان يكون مساويا للمعنى او ان يكون اقل منه او ان يكون اكثر منه فان تساويا فهذا يسمى المساواة وان كان اللفظ اقل فهو الايجاز وان كان اللفظ اكثر فهو الاطناب ومن علم البلاغة نعرف متى نستعمل اجازة ومتى نستعمل اقمار فان كان المخاطب بليدا نستعمل معه الاطناب وان كان ذكيا نستعمل معه الايجاز فالايجاز هذا الذي اه عرف به المحلي جعل كلامه يشبه الالغاز. والالغاز جمع لغز وهو ما يعني يخفى ولا يهتدى لمعرفته وقد يكون اللغز فقهيا او نحويا او في غير ذلك. واشتهر يعني وعرف عن كثير من الادباء والشعراء والفقهاء انهم يجمعون الغازا في فنون مختلفة حتى صار هذا علما يسمونه علما اه الالغاز والمصدر الالغاز الغازا والالغاز جمع لغز آآ وهنالك علوم اخرى قريبة منه كعلم معميات والاحاجي ونحو ذلك. وبينها فروق لطيفة المقصود انه موجز جدا لدرجة انه كاد يكون لغزا محيرا فلا يهتدى لفوائده الا بتعب وعناية وقد ضعفت الهمم في هذا الزمان وكثرت فيه الهموم والاحزان وقل فيه المساعد من الاخوان اذا يقول هذا الكتاب شديد الالغاز والاصل انه وان شديد الايجاز يشبه الالغاز والاصل انه لا بأس بذلك لانه اذا كان صعبا فيمكن بالهمة العالية وبقلة الشواغل وبالاتحاد والمذاكرة ان يقضى على هذه الصعوبات لكن يقول وقد ضعفت يعني والحال الجملة حالية. وقد ضعفت الهمم. فاذا لا نستطيع ان نستخرج هذه الفوائد بهذا التعب وهذه العناية لم لاجل ضعف الهمم وكثرة الهموم والاحزان اي عدم اه التفرغ للعلم وللتعب فيه والنصب وقلة المساعد من الاخوان الذين يتذاكرون في العلم ويزيد بعضهم بعضا فيه وهذا في زمانه والامر قد يكون اشد في زماننا فان المعتني اصلا بهذا العلم كله الذي هو علم اصول الفقه قليل المعتني بالعلوم الشرعية قليل. والمعتني باصول الفقه من بينها قليل والمعتني بالمتون الاصولية القديمة قليل والمعتني بما كان منها موجزا ملغزا كمتون كشروح المحل ونحوه قليل فلا شك ان المعتني بمثل هذا الذي نحن فيه او بقريب منه قليل من قليل من قليل من قليل والله المستعان فاستخرت الله تعالى في شرح الورقات بعبارة واضحة منبهة على نكت الشرح المذكور وفوائده اذا كتابه معتمد على كتاب المحل يشرح فيه ويستخرج منه يعني يشرح الورقات وينبه على ما في شرح محلي من الفوائد والنكت قال بحيث يكون هذا الشرح شرحا للورقات وللشرح المذكور فشرح الحطاب اذا بحسب ما يقوله الحطاب يصلح ان يكون شرحا للورقات ولشرح المحل على الورقات ويحصل بذلك الانتفاع للمبتدئ وغيره ان شاء الله تعالى ف من ارى من كان من المبتدئين ينتفع بهذا الشرح لان فيه شرحا للورقات ومن كان من المتوسطين في العلم فانه ينتفع ايضا لان شرح الحطاب شرح للكتاب المحلي على الورقات فلاجل ذلك جاء شرح الحطاب صالحا للمبتدئين وغيرهم. ان شاء الله تعالى قال ولا اعدل اي اميل او انحرف ولا اعدل عن عبارة الشيخ المذكور اي المحلي الا لتغييرها باوضح منها او لزيادة فائدة لا اذا الاصل اذا ان عبارة الحطاب هي نفس عبارة المحل في شرحه لكنه قد يغير عبارة المحل متى في احد حالين اما ليأتي بعبارة اوضح من عبارة محلي والمحلي مشهور كما ذكرنا بالتعقيد خاصة بالايجاز وبتعقيد الضمائر والحال الثاني والحالة الثانية ان يأتي بزيادة فائدته. لم يذكرها المحلي. قال وسميته قرة العين لجرح ورقات امام الحرمين. قرة العين هذا معروف ومذكور في القرآن آآ وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه. عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا قرة عين آآ قالوا اصل ذلك ان الدمع الذي يكون في العين نوعان دمع بارد يكون في الفرح ودمع ساخن يكون عند الحزن والعياذ بالله فاذا اردت ان تدعو لشخص بالفرح والسرور والحبور فانك تدعو له بان يكون دمع عينه باردا فتقول له مثلا اقر الله عينك بكذا اي افرحك الله بكذا اقر المعروف القر هو البرد وبعكس ذلك تدعو على الشخص على البعيد تقول له مثلا اسخم الله عينه هذا دعاء على الشخص فاذا قرة العين هذا اصل الكلمة لشرح ورقات امام الحرمين قال والله سبحانه هو المسؤول في بلوغ المأمول اي في بلوغ ما يؤمله الشارح من النفع بهذا الكتاب وهو حسبي ونعم الوكيل وهو حسبي هو مبتدأ وحسبي خبره والحسب الكافي اليس الله بكاف عبده الله عز وجل حسبنا اي كافينا ونعم الوكيل نعم هذه فعل معروف لانشاء المدح فعل ماضي من انشاء المدح والوكيل فاعله نعم الوكيل والمخصوص بالمدح محذوف تقديره الله او هو اذا حسبي الله ونعم الوكيل هو او ونعم الوكيل الله نعم وهذه الكلمة معروف فضلها في مثل هذا المقام وفي غيره من المقامات في كل مقامات الاستعانة بالله عز وجل ولذلك جاء في الاثر انها الكلمة التي قالها ابراهيم عليه السلام حين قذف في النار وهي الكلمة التي قالها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين جمع لهم الناس الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفر قال ولنقدم التعريف بالمصنف على سبيل الاختصار التعريف بالمصنف اي الجويني ابي المعالي فنقول هو الشيخ الامام رئيس الشافعية واحد اصحاب الوجوه وصاحب التصانيف المفيدة ابو المعالي عبد الملك الى اخره اذا ذكره باوصاف اولها انه شيخ امام وانه رئيس الشافعية اي في زمانه وهو من كبار علماء الشافعية والمصنفين في فقه الشافعية ثم قال واحد اصحاب الوجوه وهذه مرتبة من مراتب الاجتهاد عند الشافعية وهذه المراتب تختلف من مذهب لاخر وايضا حتى داخل المذهب الواحد قد تقع بعض الاختلافات في هذه الاصطلاحات لكن مجملا يمكن ان نقول ان المجتهد مراتب او اعلاها المجتهد المطلق كمالك والشافعي واحمد وابي حنيفة والاوزاعي وامثال هؤلاء وهو الذي يجتهد دون اتباع لاحد دون تقليد لاحد مطلقا ويأخذ من الكتاب والسنة مباشرة وبعده المجتهد المنتسب وهو الذي يجتهد ايضا ويستخرج من الكتاب والسنة لكنه منتسب الى امام مجتهد مطلق يوافقه في اصوله فمثلا اصبغ واشهب وابن وهب وابن القاسم مع مالك البويطي والمزني وغيرهما مع الشافعي وكمحمدي محمد بن الحسن وابي يوسف مع ابي حنيفة وامثال هؤلاء ثم قالوا المجتهد المقيد ويسمى صاحب الوجوه وهو الذي يلتزم بمذهب امامه في الاصول وفي الفروع ايضا لكنه يجتهد في النوازل ويطبق آآ اصول ايمانه ليستخرج الحكم الشرعي في الحوادث والنوازل و آآ يأخذ مثلا حكما لامامه في مسألته فيعمم الحكم او اه يقيس على حكم امامه في مسألة ويأتي حكم الحكم في مسألة اخرى وهكذا. هذه تسمى الوجوه فيقول هنا ان الجوينية من اصحاب الوجوه اي من الذين يعني لهم وجوه في المذهب ولذلك الاقوال في المذهب اما ان تكون روايات وهي التي تكون عن صاحب المذهب وايضا عن المجتهد عن المجتهدين المنتسبين اليه. واما ان تكون وجوها ثم بعد ذلك مجتهد الترجيح وهو الذي يرجح بين الاقوال من روايات ووجوه ونحو ذلك. ثم الفقيه الذي يكتفي اه العمل بمذهب امامه الى غير ذلك قال وصاحب التصانيف المفيدة وتصانيف ابي المعالي ذكرنا ذكرناها من قبل وهي كثيرة ابو المعالي عبدالملك بن الشيخ ابي محمد لان ايضا ابوه يعني والد ابي المعالي وهو الشيخ ابو محمد مشهور عند الشافعية وهو من كبار الفقهاء ايضا وهو على عقيدة حسنة ابي محمد عبد الله ابن يوسف ابن محمد الجويني. بضم الجيم الجيم وفتح الواو هذا ضبط باللفظ يضبط لفظة الجويني قال بضم الجيم جو وفتح الواو وسكون الياء جوي المثناة التحتية لم هذا كله؟ لان كما لا يخفى عليكم كتب المتقدمين لم تكن منقوطة وكان يسهل فيها التصحيف والتحريف بل حتى في كتبنا الان يعني بل لعل كتبنا الان التي تقذف بها المصابع اكثر تصحيفا وتحريفا من مخطوطات المتقدمين. لكن هؤلاء كانوا يحتجزون من الاخطاء وبهذا الضبط باللفظ فيقول مثلا وسكوني الياء كان بامكانه ان يقول وسكوني الياء ويسكت ما يزيد المثنى التحتية. لكن قد تلتبس الياء بالباء والتاء والثاء فكيف يميز؟ يقول المثناة اي التي فيها نقطتان فاخرج بذلك الباء مثلا واخرج الساء المعجمة بان فيها ثلاثة نقط فبقيت الياء والتاء. قال التحكية فاخرج التاء لان التاء فوقية نقطها فوق لا تحت اذا هذه طريقتهم في ضبط اه الالفاظ يعني بالكلمات كان يقول مثلا لانه كما لا يخفى عليكم الان الحروف كثيرة لكن اه بعض الحروف تشترك في السورة فمثلا راء وزاء صورة واحدة الباء والتاء والثاء والنون وغيرها هذه صورة واحدة وهكذا فهذه التي تشترك في الصورة يميزونها بمثل هذه الكلمات كأن يقول مثلا بالراء المهملة اذا خرجت خرجت او الزار اه او يقول مثلا اه بالخاء الفوقية المعجمة الفوقية او الموحدة الفوقية وقد يستعمل الفاظا اخرى كأن يقول مثلا الياء اخر الحروف وهنا خرجت التاء وغيرها لان الياء اخر الحروف او يقول الباء ثاني الحروف وهكذا. اذا هذه كلها طرق تسهل اه عملية الضبط مع البعد عن اه الاخطاء الناتجة عن التصحيح والتحرير. قال وبعدها نون نسبة الى جوين وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور ويلقب بضياء الدين ولد في المحرم من سنة تسع عشرة واربع مئة وتوفي بقرية من اعمال نيشابورا يقال لها باشتغال هكذا ضبطها او هكذا وجدت في كتاب الحطاب ويبدو انه خطأ اما من الحطاب نفسه واما من احد النساخ لان المتخصصين بالتراجم تراجم الشافعي لم يذكروا القرية هكذا بل ما وجدت القرية هكذا في كتب البلدان كمعجم البلدان ونحوها وانما الموجود مشتنقان مشتنقان قرية بضواحي نيسابور وذكر التاج السبكي في طبقات الشافعية ان الجوينية اخذ الى هذه القرية عند اعتلاله وفيها توفي رحمه الله قال ليلة الاربعاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة ثمان وسبعين واربعمائة جاور بمكة والمدينة اربعة سنين جاء ورأي سكن مكة والمدينة لكن يقال جاور ومنه لقب الزمخشري جار الله لانه ايضا جاور بالحجاز جاور بمكة والمدينة بمكة مكة مجرور يعني اللفظ مجرور لكن ممنوع من الصرف. اذا نقول بمكة والمدينة بالكسر اربع سنين ايضا نفس الشيء السيين هذه مجرورة لكن هذه ملحقة بجمع المذكر السالم. فعلامة الجرب هنا هي الياء النائبة عن الكسرة وقد اه يرد لفظ السنين معربا بالحركات على اخره. لكن هذا خلاف الاصل. الجادة ان يعرض لفظ السنين باعراض اعراب جمع المذكر السالم. كينون تنينة تنينة لكن يوجد ايضا سنينا سنين سنين. لكن هذا نادر من قول الشاعر دعاني من نجد فان سنينه لعبنا بنا شيبا وشيبنا المرضى قال اربع سنين يدرس العلم ويفتي فلقب بامام الحرمين بسبب ذلك. انتهت اليه رئاسة العلم بني سابورا وبنيت له المدرسة النظامية نسبة الى نظام الملك وهو وزير مشهور جدا كان وزيرا للسلاجقة للدولة السلجوقية لقلب ارسلان اولا البطل المشهور الذي انتصر على الروم بملاذ كرب وايضا لابنه ملك شاه. والدولة السلجوقية كانت دولة مجاهدة قوية وكان نظام الملك هو المتحكم في اه الدولة ودواليبها وكان رجلا صالحا يعني في نفسه ومحبا للعلم والحديث ونحو ذلك لكنه كان ينصر الاشعرية يعني يجمع علماء الاشعرية وينصرهم ويبني لهم المدارس ونحو ذلك والنظام هي نسبة له قال وله التصانيف التي لم يسبق الى مثلها تغمده الله برحمته تغمده الله برحمته آآ تغمده الله برحمته وهو واضح تغمد اصلا من الغمد وهو جفنوا السيف ونحوه اه فالسيف يوضع في غمده وتغمد بمعنى آآ ستره برحمته ونحو ذلك واعاد علينا من بركته اعاد علينا من بركته المقصود بركة علمه والا فليس له بركة في ذاته وليس للبشر للبشر بركة في ذواتهم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحيح فانه يعني بركته في ذاته يعني وابعاظه صلى الله عليه وسلم يصح التبرك بها يعني لو وجدنا وصح لدينا بسند صحيح اه شيء من ذات النبي صلى الله عليه وسلم او من كريقه ونحو ذلك هذا يعني يتبرك به لكن لا يقاس عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره وان كان من كبار الصحابة ولذلك الصحابة تبركوا بذات النبي صلى الله عليه وسلم بفضل وضوءه اه بفضل وضوئه يعني دمه ونحو ذلك. لكن ما تبركوا بابي بكر او عمر او نحوه. لذلك البركة التي يتبرك بها في الذات خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. لكن من سوى النبي صلى الله عليه وسلم يتبرك بعلمهم مفهوم؟ فاذا اعاد الله علينا اعاد الله علينا اي جعل ذلك يعود مرة بعد مرة كل سنة او كل شهر او نحو ذلك يعود ومنه سمي العيد عيدا لكونه يعود وعاد علينا من بركته اي من بركة علمه بحيث يعود علينا ذلك نعم فنستفيد من علمه كلما تيسر لنا ان نقرأ في الكتب التي صنفها. امين اي اللهم استجب. قال المصنف رحمه الله تعالى هنا يبدأ في كلام في شرح كلام الجويني في الورقات قال المصنف رحمه الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم اليس كذلك آآ اي نعم قال المصنف بسم الله الرحمن الرحيم يزيد على طريقة يزيد الشارح على طريقة الشرح المدمج يزيد يقول بسم الله الرحمن الرحيم اصنف وكذا ينبغي ان يجعل متعلق التسمية ما جعلت التسمية مبدأا له فيقدر الاكل بسم الله اكل والقاري بسم الله اقرأ فهو اولى من تقديري ابتدئ بافادة تلبس الفعل كله بتسمية بالتسمية وابتدأ لا يفيد الا تلبس ابتدائه ما معنى هذا الكلام؟ كانه من الالغاز اليس كذلك؟ لا اذا شرحناه يسهل ان شاء الله هنا يقول بسم الله الرحمن الرحيم. عندنا هنا باسمي هذا جار ومجرور الجار والمجروح في العربية لابد له ان يتعلق بشيء بسم الله ماذا نقدر اول الشيء وهذا لم يذكره المصنف. هل نقدر هذا الشيء ان نقدر متعلق الجاذب المشروط فعلا اميس من يعني هل نقدر بسم الله ابتدئ او بسم الله ابتدائي؟ اسم بسم الله اصنف او بسم الله تصنيفي. قال العلماء نقدره فعلا لأن هو محذوف كيف نقدره؟ قالوا نقدره فعلا. لم قالوا لان الاصل في العمل للافعال هنا هذا المحذوف هو عامل والاصل في في العمل ان تكون للافعال فلذلك الاصل ان نقدره فعلا. الان بعد تقديره فعلا يرد السؤال هل نقدره عاما او خاصا العام هو ابتدأ بسم الله ابتدأ اذا جئت لاكل اقدر بسم الله ابتدأ اشرب بسم الله ابتدأ اصنف بسم الله ابتدأ اذا عان فعل عام يصلح لجميع الاشياء التي تبدأ بالبسملة هذا العام والخاص هو ان اقدر هذا المحذوف بحسب المقام فاذا اردت ان اكل اقدر بسم الله اكل اذا اردت ان اشرب بسم الله اشرب. انا اصنف بسم الله اصنف الشارح هنا يقول الاولى تقديره خاصا لا عاما. لما الجواب قال اولا قبل ان يجيب هذا عام هذا شيء عام يعني ليس في خصوص هذا التقدير بسم الله اصنف قال وكذا ينبغي ان يجعل متعلق التسمية ما جعلت التسمية مبدأ له اذن في كل شيء بدأ بالتسمية نجعل متعلق التسمية ماذا نجعله الشيء الذي جعلت التسمية مبدأ له فان جعلت التسمية مبدئا للاكل جعلنا المتعلق الاكل وان جعلت التسمية مبدأا للتصنيف جعلنا آآ جعلنا المتعلقة التسمية اصنف او التصنيف او نحو ذلك. اذا هذا شيء عام ويشرحه فيقول فيقدر الاكل بسم الله اكل والقاري بسم الله اقرأ ثم هنا التعليل كأن سائلا يقول له طيب لما تقدره خاصا قال فهو اولى من تقدير ابتدأ اي فهو اولى من تقديره عاما لما؟ لافادة تلبس الفعل كله بالتسمية وابتدأ لا يفيد الا تلبس ابتدائي اذن لو جعلنا المتعلق هو ابتدأ بسم الله ابتدأ معنى ذلك ان هذا الشيء الذي افعله يعني ليس كله متلبسا التسمية وانما ابتداؤه فقط بسم الله ابتدأ. اذا التسمية في البداية فقط بخلاف لو قلت بسم الله اكل فحينئذ على الخلاف المشهور في في الباء من البسملة هل هي للاستعانة او للمصاحبة ونحو ذلك فهنا اذا قدرته خاصا فقلت بسم الله اكل بمعنى انني حال الاكل كله لا في ابتدائه فقط اكون متلبسا بي الاستعانة بسم الله عز وجل اذا جعلنا الباء للاستعانة بالفكر. مفهوم؟ اذا هذا معنى هذا لاجل هذا جعلنا الاولى ان يكون خاصا لا عاما زيد اذا اولا هل يكون فعلا او اسما قلنا الاولى ان يكون فعلا ولم يذكره المصلي ثانيا هل يكون عاما او خاصا؟ الاولى ان يكون خاصا؟ وهذا شرحناه. ثالثا هل يكون المحذوف هل نقدره متأخرا ام مقدما بمعنى هل نقول التقدير بسم الله اصنف او اصنف بسم الله كيف نقدره؟ قال ويقدر المتعلق متأخرا لان المقصود الاهم البداءة ببسم الله ولاشادة الحصر اذا قال نقدره متأخرا ثم ذكر لذلك سببين السبب الاول التبرك بالابتداء باسم الله عز وجل يعني اذا قلت بسم الله اصنف اول شيء ابدأ به الكلام هو اسم الله عز وجل اتبرك بالابتداء بسم الله عز وجل. اول ما يفجأك عند قراءة الكلام هو اسم الله سبحانه وتعالى. بخلاف قولك اصنف باسم الله هذا نقول هذا هو الاصل ولكن قد توجد نكتة بلاغية لاجلها آآ نعكس كما في قول الله عز وجل اقرأ باسم ربك ما قال باسم ربك اقرأ لأجل نكتة بلاغية خاصة وهي ان هذا اول ما يوحى الى محمد صلى الله عليه وسلم ويراد البدء بامر بالامر بالقراءة والاهتمام تعليم قراءة البداية بدأ اقرأ هذا السبب الأول. السبب الثاني ما هو قال ولافادة الحصر ما معنى الحصر آآ الحصر كيف يكون الان الحصر اه الحصر يكون بادوات الات متعددة. من بينها انما مثلا فاقول مثلا زيد قائم لكن حين اقول انما القائم زيد اي هو قائم لا غيره حصرنا القيام في زيد هذا معنى الحصر بالتنفيذ. وهو اسهل للمبتدئ. وهذا يدرس في علم البلاغة جيد من ادوات الحصر تقديم ما حقه التأخير تقديم ما حقه التأخير فمثلا اذا قدمت المفعول على الفعل فانت تفيد معنى الحصر واشهر مثال على ذلك الاية القرآنية التي نتلوها كل يوم وليلة مرات عديدة لعله عشرات المرات وهي في سورة الفاتحة وبعض الناس ما يتأمل فيها وما يتدبروها يقول الله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد ما نقول في اعرابها اياك هذا هو المفعول مفعول به وهو ضمير منفصل وضمير النصب يكون باياء مع حروف الخطاب والغيب ونحو ذلك اصل الكلام ما هو نعبدك نعبدك هذا اصل الكلام نعبدك لكن نعبدك يمكن تحتمل نعبدك ونعبد غيرك ايضا فلما اريد معنى الحصر قدم ما حقه التأخير الذي هو المفعول به. نعبد هذا فعل وفاعل. نعبد فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه مرفوع لتجرد يعني الناصب والجازي. معناه مطروح عيد ضبط الظاهرة على اخره والفاعل وضميره مستثنى. تقديره من نحن الذي يعود على القائلين جماعة القائلين او القائل. نعبدك والكاف مفعول به نريد الحصر فنقدم الكاف على نعبد. نعبد هذا لا يمكن لان هذا ضمير متصل والضمير المتصل لا يبتدأ به كما قال في الالفية وذو اتصال اه وجد اتصال منه ما لا يبتدى ولا يلي الا اختيارا ابدا. اذا الضمير المتصل لا يبدأ لا يبتدأ به ولا يلي الا في حالة الاختيار لا يبتدأ به اذا اذا قدمناه وجب ان نفصله اي نأتي به ضميرا منفصلا لا متصلا فنجعله ضميرا منفصلا وضمير النصب المنفصل يكون بصيغة اياه فنقول اياك فصر اياك نعبد ما معنى اياك نعبد؟ اي نعبدك ولا نعبد غيرك. فافاد معنى الحصر بخلاف نعبدك فلا يفيد معنى الحصر اياك نعبد واياك نستعين نستعينك ولا نستعين غيرك فاذا هنا اذا جعلنا المتعلق متأخرا فقلنا بسم الله اصنف كان معنى الكلام اصنف باسم الله لا باسم غيره. فافاد معنى الحصر فافاد معنى الحصر بخلاف لو قلت اصنف بسم الله يحتمل اصنف بسم الله واصنف باسم غيره. فاذا هذا معنى قوله الحصر جيد قال وابتدأ المصنف بالبسملة اقتداء بالقرآن العظيم وعملا بحديث كل امر ذي بال لا يبتدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو ابتر رواه الخطيب في كتاب الجامع بهذا اللفظ واكتفى بالبسملة الى اخره ابتدع المصنف بالبسملة هذا شيء مشهور يتردد في كتبي في شروحي وحواشي المتأخرين. لما ابتدأ بالبسملة ويقولون دائما ابتدأ بالبسملة اقتداء بالقرآن ولاجل هذا الحديث لكن هذا فيه نظر ابتدأ بالبسملة اقتداء بالقرآن العظيم نعم بان القرآن مبدوء بالبسملة في اول الفاتحة البسملة على الخلاف المشهور هل هي اية من الفاتحة ام لا؟ لا ندخل في تفصيله الان وايضا اوائل السور تبدأ بالبسملة حاشا ما استثني وهو سورة التوبة الان اذا هذا من اراد ان يقتدي بالقرآن يبدأ بالبسملة ثانيا نقتدي بالسنة الفعلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانه قد ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام انه كان يبدأ بالبسملة كتبه التي يوجهها الى عظماء العظماء والملوك. من ذلك ما في صحيح البخاري رحمه الله تعالى من ذكر رسالته الى هرقل عظيم الروم. بسم الله الرحمن الرحيم محمد بن عبد الله الى هرقل عظيم الروم اه الى اخره اسلم تسلم على زيد فاذا نقتدي بفعل النبي صلى الله عليه وسلم فانه كان يبتدئ كتبه بالبسملة واما قولهم وعملا بحديث كل امر ذيبال الى اخره هذا فيه نظر لم؟ لان هذا الحديث ضعيف لا يصلح للحجة وقد ورد بروايات وكلها لا تصح ورد كما ذكر المصنف برواية كل امر ذي بال لا يبتدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو ابتر هذا ذكره اه التاج السبكي في طبقات الشافعية من طريق اه الرهاوي وذكره ايضا خطيبه في الجامع كما ذكر المصنف هنا وسنده ضعيف جدا بل حكم عليه بعضهم بالوضع كما فعل اه المحدث احمد بن الصديق الغماري في رسالة خاصة سماها الاستعاذة والحسبلة ممن صحح حديث البسملة وورد بلفظ كل امر ذي بال لا يبتدأ فيه بالحمد لله فهو ابتر وفي بعض الروايات اقطع الى اخره اجزم بالحمد وهذا يعني اقوى من الحديث الاول او اخرجه ابن ماجة وغيره لكن سنده ضعيف ايضا وبعض العلماء وبعض العلماء تساهل فحسنه لكنه لا آآ يعني لا يصلح للاحتجاج لا ليس حسنا ولا صحيحا بل ورد بلفظ اعم كل لفظ آآ كل امر في بان لا يبتدأ فيه بذكر الله فهو ابتر وانا عند الدار قطني وكل هذه الروايات ضعيفة لا تصلح للاحتجاج فلذلك لا معنى لان نذكرها في هذا المقام ويذكرون ايضا من ضمن ما يذكرونه في الشروح والحواس ونحو ذلك عن قوله كل امر ذي بال لا يبتدأ فيه بسم الله الرحمان الرحيم يستنبطون من ذلك ان البسملة انما تكون في بداية اه الكتب المصنفة في الامور التي هي ذات بال في الامور الدينية ونحو ذلك ومن هنا وقع الخلاف في حكم البسملة في اول الشعر والصحيح ان الشعر كالنثر الا انه موزون ذلك يختلف باختلاف موضوعه فان كان الشعر في موظوع حسن موافق للشرع كالوعظ و يعني مثلا آآ الثناء على الله عز وجل او كالمنظومات العلمية في التفسير والحديث ونحو ذلك. هذه يجوز ابتداؤها بالبسملة اما ان كان في موضوع حرام او مكروه كالغزل والفخر بالاحساب والانساب والهجاء ونحو ذلك فهذا ايحرم او يكره ان يبتدأ بالبسملة ومثله ايضا لا يجوز ان تبتدأ المعصية بالبسملة كمان يذكر البسملة قبل فعل معصية كشرب خمر ونحو ذلك والعياذ بالله تعالى. بل هذا قد يفصل عند بعض العلماء الى درجة الكفر. لما يصاحبه من قصد الاستهزاء في كتاب الجامع بهذا اللفظ. واكتفى بالبسملة عن الحنبلة. لكن لعل الوقت المخصصة لهذه لهذا الدرس قد انتهى فنقف عند هذا القبر ونشرح في الدرس المقبل من قوله واكتفى بالبسملة عن الحنبلة وهذه كلها مقدمات يعني لا بأس بذكرها و تفصيلها لانها تتكرر في كثير من الكتب من الشروح والحواشي فلا بأس ان يكون عندكم اطلاع عليها وبعد ان نمر عليها فنشرع ان شاء الله تعالى في الكتب المعتمدة يعني سنشرع في عفوا سنشرع في لبي هذا الموضوع في لب علمي آآ اصول الفقه فاسأل الله عز وجل ان ينفعنا بما علمنا وان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. والحمد لله رب العالمين