الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة اشكر القائمين على تنظيم هذه المحاضرات وهذه الانشطة الدعوية نشكر لهم حرصهم وجهودهم واسأل الله عز وجل ان يبارك فيها وان يرزقنا واياهم اخلاصا في القول والعمل وان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا متقبلا ثم ان كلامنا اليوم باذن الله عز وجل عن الدعوة الى الله عز وجل وعن اهمية الدعوة الى الله سبحانه وتعالى الدعوة الى الله تكون ابتداء بالدعوة الى الايمان ثم بالدعوة الى تفاصيل الشرائع فاما الدعوة الى الايمان فالمقصود بها الدعوة الى الايمان بوجود الله عز وجل وبربوبيته وتمام الوهيته سبحانه وبما ثبت له من اسماء حسنى وصفات علا ثم تأتي الدعوة الى الشرائط التفصيلية ليبين للناس ما في هذه الشريعة الربانية من شمول وتوازن وكمال لا يتحقق شيء منه في شيء من شرائع الناس التي يتواضعون عليها ويسعون الى التحاكم اليها ولذلك فاننا ندعو الى الايمان من حيث هو والى الاسلام ايضا ببيان خصائصه ومحاسنه وبترغيب الناس فيه ودفع الشبهات عنه والدعوة الى الله ايضا الغرض منها في خصوص هذا العصر الغرض منها ان نرفع هذه الشبهات الكثيرة التي تثار حول الاسلام حتى صار الناس للاسف الشديد اذا سمعوا عن الاسلام ما سمعوا ما عرفوا من ذلك وما علموا منه الا ما يتوارد عليه الناس في وسائل الاعلام ونحو ذلك من شبهات ومن تهم تلصق بالاسلام للاسف الشديد وايضا من اهم الاشياء التي يجب ان ندعو الناس اليها هي ان ندعوهم الى العلم والى طلبه وان ننشر العلم فيما بينهم لكي لا يبقى الناس هكذا محتاجين الى من يعلمهم ومن يفتيهم ومن يرشدهم مع ان كثيرا منهم عنده القدرة على تعلم العلم النافع وعلى ادراك طرف صالح من علوم الشريعة عنده القدرة وليس عاجزا ولكنه يترك ذلك ولا يعتني به فينتج من هذا افواج من الجهال بدين الله عز وجل. الذين يمكن ان يساقوا بسهولة بالغة الى آآ يعني البعد عن دين الله والى التأويلات والتحريفات لدين الله سبحانه وتعالى كل ذلك بسبب جهلهم الذي هم قادرون على دفعه عن انفسهم. وفرق كبير بين العاجز عن التعلم وبين القادر عليه الرافض لتعلمه. فالعاجز هذا معذور امام الله سبحانه وتعالى لانه لا يستطيع التعلم لكن القادر على التعلم الذي يرفض ذلك هذا قد لا يكون معذورا امام الله سبحانه وتعالى. فاذا وقع في بلية ووقع في تحريف ووقع في بعد عن الدين بسبب جهله الذي هو قادر على دفعه عن نفسه فانه لا معذورا فلذلك من اهم الاشياء التي نحتاج الى بثها في الناس بخصوص الدعوة الى الله عز وجل هي هذه القضية وهي قضية ان الدعوة لابد فيها من العلم ومصداق ذلك قول الله سبحانه وتعالى قل هذه سبيلي. ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني الله عز وجل يأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ان يقول ان هذه هذا الذي جاء في هذا الصراط الذي بعث عليه صلى الله عليه وسلم هو السبيل. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني اي ان الدعوة الى الله عز وجل لا تكون الا على بصيرة. واذا كانت الدعوة الى الله سبحانه وتعالى بجهل فان فانها يعني تكون مما يفسد اكثر من ان تصلح وهذا حال كثير من الدعاة الذين يتصدرون الى الدعوة ويبثون دعوتهم في الناس ولكن يبثونها بجهل فينتج عن ذلك الكثير من المفاسد. فلذلك الذي يريد ان يدعو عليه ان يكون على بصيرة. وكيف تدرك البصيرة تدرك بنور العلم. كما ان البصر لابد لكي يتحقق لابد له من ضوء البصر لا يكون في الابصار ولا يكون في الظلام الابصار لا يكون الا في الضوء فكذلك البصيرة لا تكون الا بالعلم الا بنور العلم. فاذا اظلم الحال بسبب الجهل فان البصيرة تنطفئ. ولذلك يكون هذا الذي يدعو الى الله على غير بصيرته يكونوا كالذي يحاول ان يرى في الظلام فانه لا يرى شيئا. وكذلك الله سبحانه وتعالى يقول ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن فالله عز وجل يأمر نبيه بالدعوة يقول له ادعوا واذا امر سيد الخلق بالدعوة وكان افضل الخلق مأمورا بالدعوة وكانت الدعوة مهمة افضل البشر فمعنى ذلك ان كل من سوى الله عز وجل مأمور بهذه الدعوة ومطالب بها وكلما حققت من الدعوة طرفا فانت قد حققت شيئا من ميراث النبوة. وانت قد ادركت جزءا ولو ان يكون يسيرا من اه الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فلذلك لا بد ان نفهم هذا هذا المعنى وفينه ومعنى مهم جدا وهو ان الله عز وجل امر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بان يدعو لانه كثير من الناس حين يتلو هذه الاية لا يفكر الا في الحكمة والموعظة الحسنة وما بعد ذلك لكن لا يفكر في اول الاية وهو ادعو وهو وامر بالدعوة فالله عز وجل يأمر نبيه بالدعوة. فاذا كان هو مأمورا بالدعوة فنحن كذلك مأمورون بالدعوة الى الله عز وجل. وكثير من الناس لا يتفكرون في هذا المعنى اصلا ولذلك تجد اه عندنا في بلاد الاسلام كثيرا ممن عندهم علم كثير من طلبة العلم مثلا يفنون اعمارهم في طلب العلم علمي ثم لا يفكرون في الدعوة الى الله عز وجل. ولا يزكون هذا العلم وزكاته الدعوة اليه من زكاته الدعوة اليه ومن زكاته ايضا العمل به. لكن آآ ان تطلب العلم سنوات طويلة وان تتعلم وان تقرأ القرآن وتتعلم اللغة العربية. ثم انت لا تدعو الناس الى ذلك فانت قد ما زكيت علمك وانت قد ضيعت آآ يعني وقتا طويلا في طلب للعلم ما عملت به ولا نشرته بين الناس ولا بثته حيث يجب عليك بثه. وهذا مشاهد ايضا في بلادكم هذه وفي بلادي البلاد التي يكون فيها اقليات مسلمة تجد كثيرا من المسلمين منشغلين عن اه العلم وعن الدعوة بامور مادية يعني تجده ليل نهار في اه طلب الرزق وفي بامور الدنيا ويخصص لدين الله عز وجل جزءا يسيرا من حياته. جزء يسير وصغير جدا من يومه وليلته. هو الذي يخصصه للدين ثم في هذا الجزء الذي يخصصه للدين تجده في غالبه مثلا يحاول ان يحفظ شيئا من القرآن يحاول ان يحضر بعد بعض مجالس العلم يحاول ان آآ يعني يؤدي بعض صلوات النافلة طيب في ضمن هذا كله اين هي الدعوة الى الله عز وجل؟ لا يقول لك هذه الدعوة مهمة الدعاة وهذا خطأ كيف تكون الدعوة مهمة الدعاة وحدهم؟ بل الدعوة مهمة كل مسلم والدعوة رسالة ارسلت لكل مسلم وكل مسلم في موقعه مطالب بالدعوة الى الله عز وجل. فانت في عملك مطالب بالدعوة وانت في دراستك مطالب بالدعوة وانت في المسجد مطالب بالدعوة وانت في السوق مطالب بالدعوة والمرأة في بيتها او خارج بيتها او مع صاحباتها او مع جيرانها والرجل مع جيرانه كذلك. كل هؤلاء مطالبون بالدعوة الى الله عز وجل فلو اننا فعلا نطبق هذا انتشر الاسلام انتشارا صحيحا وسليما. اما كثير من الناس عندهم سلبية بمعنى ماذا جالسا في بيته يفتح الهاتف ثم ينظر الى مقطع فيديو انظر الى هذا الداعية ما شاء الله فانه يدعو الى الله ويسلم على يديه في كذا وكذا من الناس او يأتيك بمقطع فيديو يتفرج عليه ويقول انظر الى هؤلاء الذين يسلمون من غير المسلمين او هؤلاء الذين كانوا فساقا وفجارا ثم صاروا مسلمين. طيب هذه هذه سلمية. انت ما موقعك من هذا كله؟ ما موقع موقعك من هذه الدعوة هؤلاء الذين اسلموا هل كنت طرفا في اسلامهم؟ هل كنت سببا في هدايتهم آآ ان كان الامر كذلك فطوبى لك وان لم يكن الامر كذلك فانت قد ضيعت على نفسك اجورا عظيمة جدا لذلك ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. هذه هي الاداب المعروفة للدعوة الى الله فالدعوة تحتاج الى الحكمة والحكمة ما هي؟ هي وضع الشيء في محله وضع الشيء في محله الصحيح المناسب له بمعنى بعض الناس يقول الدعوة لا تكون الا باللين والرفق هذا خطأ بل الدعوة يمكن ان تكون بالشدة والنبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل اللين وحده بل استعمل اللين في موضعه واستعمل الشدة في موضعها فقد اشتد على اقوام و رفق باخرين بحسب ما يقتضيه الحال. بسبب ما تقتضيه احوال هؤلاء الناس. فلذلك مقتضى الحكمة ان تنزل كل شيء في موضعه الصحيح. فان احتاج الامر الى كلام فادع بالكلام. وان احتاج الامر الى قدوة فادعوا بالقدوة. وان احتاج الامر الى عمل ومساعدة مادية وتأليف للقلب مساعدات ونحو ذلك فادعوا الى الله بمثل ذلك. وان احتاج الامر الى شدة فادعوا الى الله بالشدة. وان احتاج الامر الى حاجة وبرهنة عقلية ومناظرة وحوار بالادلة فادعوا الى الله بذلك. فالناس ليسوا متساوين بل بعض الناس يسلم بسماع اية من القرآن. لا اقل ولا اكثر لا يلزم ان كل من اه تريد اسلامه لابد ان تحاوره وتناقشه وترد الشبهات عنه بل بعضهم يكتفي بسماع اية قرآنية او سورة من القرآن بتلاوة حسنة فيتأثر لها قلبه. بعض الناس رأى صمودا اخواننا في اه هز بسبب ذلك تأثر واسلم قال يعني اذا كان بعضهم يصرح يقول انه ملحد ولكنه يقول اذا كان هؤلاء صامدين مع كل هذا الذي يسلط عليهم من الظلم والعزف والقهر. وكان السبب في هذا الصمود وهذا الثبات هو هذا الدين فهذا الدين يستحق ان يدرس ويستحق ان يتبع ويستحق ان ننظر فيه وان ننظر في هذا القرآن الذي يجعل من هؤلاء يصمدون مثل هذا الصمود ويثبتون مثل هذا الثبات. فلاحظ هذا اصلا هؤلاء اذا دعاة الى الله بحالهم بصبرهم لا اقل ولا اكثر. ما ما كلموا هؤلاء ولا عرفوا لغتهم ولا ناقشوهم ولا حاوروهم ولا دفعوا عنهم شبهة وانما ثبتوا. واظهروا للناس في الكون كله اظهروا له ثباتا واظهروا لهم قيما كان الناس متشوقين اليها واظهروا لهم اخلاقا. كان الناس لا يعرفونها لان لانهم يعيشون في مجتمع مادي ويعيشون في فرضانية مطلقة ويعيشون في اه حسابات رياضية من قبيل ان موازين القوى فيها كذا وفيها كذا ولا يدخل فيها الا الماديات لا يدخل فيها الامور الروحية. فجاء هؤلاء فعلموهم شيئا فقالوا طيب اذا ننظر في هذا الدين الذي آآ يستمد منه هؤلاء قوتهم. فلاحظ اذا كل شيء من اساليب الدعوة آآ يمكن ان يدخل بحسب السياق بعض الناس يحتاج الى شيء واخرون يحتاجون الى غيره ولذلك اول ما بدأ به ربنا سبحانه وتعالى من ضمن يعني اساليب الدعوة وصفات الصفات التي يجب ان يتحلى بها الداعي والحكمة ادع الى سبيل ربك بالحكمة. كثير من الناس يسمع الحكمة يظن انها مرادفة للين وليس كذلك. الحكمة هي ان الاشياء في موضعه كما ذكرت لكم انف. ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة والموعظة الحسنة الوعظ هذا يعني مهم جدا وبعظ الناس صار يزهد في الوعظ ويقول الوعظ هذا والوعاظ يعني وما فائدتهم؟ لا نحن نحتاج الى مفكرين نحتاج الى علماء نحتاج الى متخصصين في العلوم الكونية. نحتاج الى عارفين بالعلوم الانسانية مطلعين على الفلسفات الحديثة. وهذا كله صحيح ولا ننازع فيه وندعوا ان يتخصص فيه من اراد ان يتخصص لكن ان يقال ان الدعوة لا تكون الا بذلك هذا خطأ. بل الدعوة تكون بالموعظة الحسنة ايضا بنص هذه الاية وبفعل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فانها كثيرا من العرب الذين سمعوا القرآن اسلموا بمجرد سماعهم لمواعظ القرآن فان مواعظ القرآن فيعني تؤثر في القلوب مؤثرة جدا يكفي ان تتأملها وتتدبرها وتفتلح تفتح لها قلبك فتعمل اثرها فيه ولابد ذلك يعني جبير ابن موظعين سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الكعبة يتلو ها من سورة الطور ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون. قال فكاد قلبي يطير فكاد قلبي يطيش من ماذا؟ من هولي هذه الموعظة ومن شدتي ومن قوة تأثيري هذه الايات القرآنية وحتى الذي لا يسلم منهم حتى الذي لا يسلم كالوليد ابن المغيرة فانه يتأثر. ويقول انا لهذا القرآن حين سمعه ان له لطلا ان له لحلال رووا ان اعلاه لمغدق وان لمثمر يعني مغدق بمعنى فيه ثمار ويعني ويصفه بالحلاوة والطلاوة والتأثير في ماذا؟ والتأثير في القلوب مع انه لم يسلم ويقولوا وما هو بقول شاعر ليس بقول شاعر فاننا عرفنا آآ شعر الشعراء وقريظهم وعرفنا اشجاع الشجاع والكهان فليس بشعر وليس بسحر وكذا واقصى ما نقول فيه انه كلام لا كغيره من الكلام. وهذا والرجل لم يسلم. فاذا لاحظ معي ان الموعظة بذاتها يكون لها تأثير عظيم على قلوب الناس فلذلك الدعوة بعض الناس يتأخر عن الدعوة لم؟ لانه يظن يقول لا انا احتاج الى علم كثير احتاج الى آآ ذكر احتاج الى براهين الى ادلة الى مناقشات وليس الامر كذلك. كثير من الناس عبر التاريخ اسلموا بالقدوة كحال بعض بلاد شرق اسيا الذين دخل اليهم الاسلام من التجار الذين كانوا يذهبون الى تلك البلاد من المسلمين وكانوا يظهرون من حسن الاخلاق ومن آآ فاضل الصفات والخصال ما يجعل كثيرا من الناس يعني يقتدون بهم في ذلك ويحبونه ورأينا من ذلك كثيرا. رأينا كثيرا من الناس من من غير المسلمين اذا رأى احوال في اخلاقهم وفي صفاتهم وحميد خصالهم وفي امانتهم وفي صدقهم وفي غير ذلك من من الصفات الحسنة يقول هذا يجرني الى الاسلام. فاذا الموعظة مهمة جدا سواء اكانت موعظة بالقرآن او بالسنة او تذكيرا بالموت او تذكيرا بما بعد الموت او تذكيرا بما آآ يوجد عليه الانسان في هذا الكون ولما هو موجود فيه وما الذي سيكون عليه بعد ذلك؟ وما مصيره؟ والاجابات التي يجدها المسلم في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاشكالات وعن هذه الاسئلة التي تطرح جميع ذلك يمكن ان يوعظ به ها غير المسلم يسلم. وحتى داخل صف المسلمين. ان كثيرا من المسلمين توجه لهم الدعوة ايضا فالذين يقعون في الكبائر والمحرمات ما يلزم ان تجيها مثلا يشرب الخمر ما يلزم ان تأتيه وتناقشه في تحريم الخمر تقول له يعني الخمر ورد فيها الدليل الفلاني وكذا وهو يناقشك ثم تأتيه باضرار الخمر لا يلزم بل يمكن ان يكون بالموعظة فقط تأتيه بمواعظ تؤثر فيه تؤثر في قلبه. اذ هنالك فرق بين العقل والقلب والانسان متأرجح بين هذين بين عقل وقلب فمداخل الشيطان من العقل والقلب معا ومداخل الاحسان والتقوى والبر والخير منهما معا فكما اننا نحتاج الى اصلاح عقولنا بالبراهين والادلة نحتاج الى اصلاح قلوبنا بالمواعظ الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن اي جادلهم هذه المرحلة الثالثة. قلنا الحكمة قلنا الموعظة لكن بعضهم يحتاج فعلا الى مناظرة. يحتاج الى حوار تحتاج الى جدال فليكن الجدال ان احتجنا اليه بعضهم يأتي بشبهات يحتاج اه الى ردها فاذا كنت من اهل ذلك من المتخصصين فيه ومن القادرين عليه فلا اشكال في ان رد على تلك الشبهات وان تجادل لكن ليكن جدالا بالتي هي احسن لا بالتي هي اخشن فيكون جدالا منضبطا بضعابة الشريعة بالعدل علمي والانصاف وآآ تبين ما في تلك الشبهات من اخطاء او ضلالات او ابتعاد عن سنن الخير والعدل وتبين له يعني ما يحتاج اليه في دينه وفي دنياه حتى ينضبط ما امره الله سبحانه وتعالى به. لذلك هذا الجدال مطلوب لكن هذا الجدال بطبيعة الحال لا يقوم به الا القادر عليه ومن الاخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الناس انهم ينطلقون الى مثل هذه المجادلات وهم غير قادرين عليها. هم عنها اصلا وبسبب عجزهم عن هذه المناظرات فانهم يفسدون اكثر مما يصلحون. او انهم يتطرق اليهم الفساد هم انفسهم تتشرب قلوبهم وعقولهم بتلك الشبهات التي هم ارادوا ان يدفعوها عن غيرهم فتجد الشخص المبتدأ يذهب الى بعض اهل البدع والضلالات او الكفر او الالحاد فيقول انا اريد ان اناظرهم لاعينهم على الدخول في دين الله عز وجل وان اعينهم على اسباب الهداية. ثم لانه عاجز فانه فانهم يطرحون عليه هذه الشبهات فيجب فيجد من نفسه قصورا وعجزا عن التعامل معها ثم يتشرب بها او يأتي بعد ذلك يقول انا يعني وقعت فيما وقعت فيه وهذا وقع لي كثير من الناس قديما وحديثا انه ما ذخلتهم البدعة ولا الضلالة الا بسبب حرصهم على مجادلة ومناظرة اهل البدع والضلالات وهم عاجزون عن ذلك وايضا قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بلغوا عني ولو اية. بلغوا عني ولو اية ومقتضى هذا الحديث النبوي الصحيح ان كل مسلم يعلم من دين الله عز وجل ولو اية واحدة فانه مطالب ان يبلغه فالتبليغ اذا ليس خاصا بالعلماء ولا بمن يسمون في زمننا الدعاة ولا بالمتخصصين في المناقشة والمناظرة والحوارات وانما التبليغ مهمة كل مسلم فاذا علمت اية من كتاب الله عز وجل فعليك ان تبلغها. واذا علمت حديثا فبلغه او علمت حكما فبلغه لكن لا يلزم انك اذا بلغته تناقش عليه لان بعض الناس حين يسمع هذا ماذا يصنع؟ يبلغ الحكم ثم يبلغه مع زيادات من عنده يعني مثلا يعرف بان يقول لك هذا انا سمعت في كلام احد العلماء او قرأت في كتاب انها الشيء الفلاني مثلا حرام فلا بأس انا بالنسبة لي لا اشكال عندي في ان تبلغه لغيرك بامانتك فتقول انا قرأت في كتاب من كتب العلم ان الفعل الفلاني حرام وخلاص هذا من باب التبليغ لكن هو لانه عنده جهل ماذا يصنع؟ يبدأ في المناقشة وفي الاضافات من عندي ويكون هذا حرام وهذا يترتب عليه كذا وانت يخالف شرع الله في كذا وانت وهذا الشيء الحرام الاجتهادي تجده يزعم انه اجماعي وان العلماء متفقون اذا رأيته عيانا بعض الناس يقول عن الشيء الاجتهاد للخلاف الذي سمعه من عالم واحد او قرأه في كتاب واحد تجده بعد ان يبلغه لغيره ماذا يقول؟ يقول هذا باجماع علماء وينسبوا ذلك الى اتفاق العلماء وهذا كله من ابطل الباطل ويؤدي الى مفاسد عظيمة كما ذكرت لكم. فاذا بل بلغوا عني ولو اية. فانا الان اسأل نفسي واسألكم اتعرفون ايات من كتاب الله؟ لا يخلو احد منكم من ان يكون عارفا باية من آآ كتاب الله عز وجل وبمعناه واذا كان يعرف مثلا الفرنسية او الانجليزية يعرف ترجمتها بالفرنسية او الانجليزية. فانا اسأل هل هذه الايات التي تعرفونها انها من كتاب الله وتعرفون معناها عن جهة الاجمال والاختصار وتعرفون ترجمتها الى لغة اخرى من اللغات المتداولة في هذا البلد كالفرنسية او الانجليزية هذه الاية او الايات هل بلغتموها الى من سواكم؟ يعني حين تلتقي بمن معك في العمل او او مثلا اصدقاء لك من غير المسلمين او او بمن تعرفهم في دراستك او الناس حتى يعني عندكم مثلا مجال او هامش من الحرية يتيح لكم ان تتجولوا اصلا وان تنشروا الدعوة دون كبير اشكال في اماكن كثيرة دون كبير اشكال. فهل بلغتم هذه الايات وبلغتم معانيها؟ هل بلغتم احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتم لا شك تعرفون كثير من الاحاديث الصحيحة فتستطيعون شرحها وتستطيعون ترجمتها. فهل بلغتم هذه الاحاديث؟ كثير من الاحكام العقدية والاحكام الفقهية هل بلغتم فاذا اذا لم تكونوا بلغتموها فمعنى ذلك انكم ما امتثلتم لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال بلغوا اعني ولو اية. فاذا فضل الدعوة الى الله عز وجل عظيم اولا لانه وظيفة الرسل فان الرسل ما بعثوا الا ليؤدوا مهمة الدعوة. لان الرسل مبلغون. واول آآ وظيفة من وظائف الرسل هي التبليغ. والتبليغ هو الدعوة الى الله عز وجل. فاذا كانت الدعوة وظيفة الرسل ففضل الدعوة عظيم جدا. وانت اذا قمت بهذه الدعوة فانت سائر على نهج الرسل وانت مكتف اثارهم. ولذلك لا شك ان من يعني يقوم بعوضه بهذه الوظيفة لا شك انه يقوم باعظم الاعمال واجلها. وكذلك فالدعوة الى الله عز وجل احسن الاقوال. كما قال الله سبحانه وتعالى ومن احسن قولا وهذا ليس استفهاما آآ حقيقيا وانما المراد به الاثبات ومن احسن قولا ممن دعا الى الله. اذا احسن الاقوال على العموم هو القول المتضمن لي الدعوة الى الله عز وجل. لذلك هو احسن الاقوال لقول الله سبحانه وتعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. فاذا احسن الاقوال التي يمكن ان تقولها هي الدعوة الى الله عز وجل طيب انت الان تعرف انها احسن الاقوال هل تمارس هذه الدعوة وانت باستطاعتك ان تفعل. مشكلتنا معاشر المسلمين عندنا كثير من الكسل وكثير من العجز غير الحقيقي العجز المتوهم ولذلك قديما كان كثير من السلف الصالح رضوان الله عليهم يستعيذون بالله سبحانه وتعالى من جلد الفاجر وعجز الثقة يستعيذون من جلد الفاجر وعجز الثقة. الفاجر تجد عنده جلدا عنده قوة عنده حرص على نشر فجوره بين الناس ونشر بين المسلمين الملحد تجده يناضل من اجل الحاده الكافر تجده يدعو الى كفره النصراني يدعو الى نصرانيته. اليهودي يدعو الى يهوديته حتى للاسلام الذي عنده بدعة وضلالة تجده يناضل ويدعو الى بدعته وضلالته. هذا كله من جلد الفاجر. فنعوذ بالله من جلد الفاجر ومن عجز الثقة تجد الثقة الذي عنده علم عنده معرفة عنده احكام شرعية عنده تخصص في دين الله عز وجل مع ذلك عاجز. ليس عجزا حقيقيا يعني العاجز الحقيقي هو الذي مثلا لا يستطيع ان يتكلم ما يستطيع ان يتكلم هذا عجز حقيقي ما يمكن ان نطالبه ونقول له عليك ان تقول ان تدعو بلسانك والحال انه لا يستطيع ان يتكلم اصلا هذا عجز حقيقي لكن العجز المتوهم هو عجز كثير من الناس الذين يعيشون في سلبية مطلقة. سلبيون ما معنى سلبيون؟ ايعني جالس وينتظر ان يعرف الى اي شيء ستكون المعركة بين الحق والباطل؟ هو يرى امامه معركة بين الحق والباطل. يرى اهل الحق المناضلين المقاومين الذين يعني يسعون الى بث هذا الحق الذين يدعون اليه على بصيرة وفي مواجهتهم يرى اهل الباطل الذين ينشرون باطلهم في الناس ويرى هؤلاء في صف وهؤلاء في صف وهو جالس واقصى وما يفعله انه قد يدعو اللهم انصر الحق اللهم اه انصر اهل الحق على اهل الباطل. هذا يعني مطلوب هذا ليس امرا مذموما في ذلك بل هو امر محمود وهو امر مطلوب. ولكن ما هذا لا يكفي انت اذا وجدت صفين صف حق وصف باطل فما عليك الا ان تلتحق بصف الحق والا فحين تكون سلبيا وحين تكون عاجزا عجزا متوهما وحين تكون رافضا للدخول في هذه المعركة التي هي معركة وجودية معركة قيام للدين معركة من اجل قيادة الحضارة من جديد. ان هذه هذه مشكلة المشكلات اليوم انا الانسانية كلها وصلت الى طريق مسدود لان هذه الحضارة التي تتحكم فيها هي حضارة مادية لا يمكن ان توصل هذه انسانية الى خير وانما ستوصلها الى مزيد من الهلاك في القيم وفي الاخلاق وفي هلاك تبع وتفسخ الاسر ونحو ذلك. فاذا هذه حضارة لا يمكن ان تؤدي بالانسانية الى خير ولا ان توصلها الى حقي فنحن نقول الاسلام يمكن ان يفعل ذلك لكن الاسلام يحتاج الى رجال يحتاج الى من يقوم عليه يحتاج الى من يبثه في الناس. الحق نحن عرفنا الحق لكن هل طبقناه في انفسنا؟ وهل دعونا الناس اليه لا تكن سلبيا غاية امرك ان تجلس وتتفرج تنظر في وسائل الاعلام تشاهد القنوات التلفزية والوثيقة سائقيات تنظر في مواقع التواصل الاجتماعي ثم تقول يعجب اهل الالحاد انشأوا مركزا جديدا هذه الايام يعني مركزهم هذا يريدون به نشر الباطل ونشر الالحاد بين الشباب. طيب وانت في هذا بدلا من ان تجلس فتقول لا حول ولا قوة الا بالله بدل ان تجلس وتضعف تهون على نفسك وعلى الناس وترضى بالدون من بين الناس اجمعين بدلا من هذا قم افعل ما تستطيع فعله اصطف مع الحق في معركته امام الباطل. وكن من الذين ها ينفع الله بهم الامة من الذين يجعلهم الله سبحانه وتعالى قادة للبشرية من الذين يجعلهم الله سبحانه وتعالى اسبابا في ان تعود للانسانية ان يعود لها شيء من خيريتها واضح؟ هذه السلبية المقيتة قتلت الناس خاصة من المسلمين. لاحظ معي مثلا انا ذكرت لكم قضية المركز هذه حقيقة ما اريد ان اذكر اسمه لكن هذا حقيقة وهذا عجيب جدا. يعني كيف ان ملحدا لا يرجو شيئا؟ هذا يرجو هذا ما لا يرجو بعد الموت جنة ولا يخاف بعد الموت نار لانه لا يؤمن اصلا بوجود الله عز وجل ثم مع ذلك حرص واموال تدفع وجهود وتسجيلات وتصوير وسعي ومناضلة يعني كل هذا لاجل ان ينشر الالحاد مع ان الالحاد مرض مع ان الالحاد سلب مع ان الالحاد عدم يعني ينشر العدم في الناس وانت الذي عندك دين هو خير الاديان ورب تعبده هو يعني رب سبحانه وتعالى ونبي تتبعه هو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. وعندك كتاب هو ناسخ الكتب والمهيمن عليها اللي هو القرآن وعندك تراث ممتد من زمن الصحابة الى زمننا هذا فيه فقه فيه عقائد فيه لغة فيه اصول فيه حديث فيه ما لا يحصى من العلم. عندك هذا كله وانت جالس هكذا. وانت ترى ان اهل الباطل يريدون ازالة هذا الحق وهدم هذا الحق. يريدون ان يهدموا كيان الحق. على رأسك ويدخلون معك الى اسرتك والى بيتك يعني انت يعني لو انك تكون سلبيا فتنجو قلنا لعل لا يمكن لكن المشكلة انت السلبي ولن تنجو مع سلبيتك لانهم يدخلون الى بيتك والى اسرتك ويتحكمون في اطفالك ويتحكمون في اهلك ويتحكمون في تفاصيل حياتك اليومية وانت ساكت لا تحرك ساكنا ما هذا من من دين الله عز وجل في شيء علينا ان نكون ايجابيين ان نتحرك بهذا الدين لان هذا الدين ليس دين خمول ولا دين كسل ولا دين آآ نوم وآآ تضييع للاوقات فاه ونهوا هذه كلها اشياء ما تصلح للمسلم. المسلم له رسالة في الكون. يسعى الى تحقيقها ونشرها في الناس المسلم له امانة يشعر بانها ثقيلة على كاهله فهو يسعى الى ايصالها الى من يستحقها. المسلم يشعر بعظم اه ما امره الله به وامره به رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذلك لا يعني يعجز في زمن لا يقبل من العاجزين صرفا ولا عدلا. زمننا زمن القوة. وعلى الازمنة السابقة ايضا لكن في زمننا هذا على جهة الخصوص زمننا زمن القوة لا يعترف بالعاجزين. لا يعترف بالضعفاء. لا يعترف بالمساكين. لا يعترف بالاذلاء الذين يقبلون بالهوان على انفسهم. لا يعترف بك آآ هذا الكون ولا هذه الحضارة الحديثة لا تعترف بك ان كنت ضعيفا متمسكنا متذللا يعني تطلب من الناس فتاتا وتتوسل اليهم وتتسول على اعتاب بهم لا يقبل منك شيئا انما يقبل منك ان كنت قويا فكن قويا وادعو الى سبيل ربك وادعو الى دين عز وجل. وايضا مما يدل على اه عظيم فضل الدعوة الى الله عز وجل الاجر الذي للداعية كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير اله مثل اجر فاعله. من دل على خير فله مثل اجر فاعله. فانظر الى هذا الاجر العظيم. يعني لو انك التقيته شخصا من المسلمين فعلمته سنة من السنن فصار هذا المسلم يحافظ على هذه السنة حياته كلها عشرات السنين له في ذلك اجر انت لك ايضا اجر ذلك لما؟ لانك كنت انت الذي دللته على هذا الفعل فمن دل على خير كان له مثل اجر فاعله الذي يعني يدعو كافرا الى الاسلام فيسلم. هذي اكثر من السنة الواحدة لان كل اعماله حال اسلامه لك منها نصيب كما انه يؤجر على اسلامه الفرائض التي يؤديها وقبل الفرائض التوحيد الذي هو اعظم آآ ما اول ما يحاسب عليه الانسان. هذا التوحيد ثم هذه الفرائض ثم النوافل جميع ما يفعله من خير حال اسلامه انت لانك كنت سبب اسلامه لك من ذلك نصيب واي نصيب وكما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حين ارسل عليا رضي الله عنه الى خيبر قال لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعام النعم يعني الانعام الحمراء ابل الحمراء في تلك الازمنة كان ذلك افضل المال عند العرب افضل اموال العرب هي هذه الابل الحمراء اه لا ان يهدي الله بك رجلا واحدا اه كان خير لك من حبر النعم يعني خير لك من اعظم الاموال. خير لك من اعظم ما يمكن ان تحصله من المال الان كل واحد يفكر في نفسه. في قرارة نفسه. يعني اتركونا من هذه المواعظ التي تتكرر وتلامس الاذان ولا تدخل الى شغاف القلوب. لكن انظر في نفسك الان. لو خيرت بين ان يكون بكى قصور واموال حسابات بنكية وسيارات فارهة وكذا وكذا من الاموال من اعظم اموال الناس في هذا الزمن لو خيرت بين هذا وبين ان يهتدي بسببك وعلى يدك انسان واحد رجل واحد من الناس كان كافرا فصار مسلما بسببك انت فاذا كنت تقدم هداية الواحد على تلك الاموال فهنيئا لك. طوبى لك لانك حينئذ قد فهمت دين الله حق الفهم وتشبعت بهذه القيم التي يبثها التي بثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اصحابه تشبعت بذلك حق التشبه لكن اذا كنت كحال الكثيرين تفضل تلك الاموال خاصة انه ابليس يأتي ويقول لك طيب يمكنك الجمع خذ الاموال ثم بعد ذلك يمكن بعد ان تكون في قصرك ومالك وسيارتك يمكن ان يهتدي انسان على يديك. هذا نوع من التلبيسات ابليسية التي آآ تصرف الناس عن كثير من الخير رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق الذي ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى النبي عليه الصلاة والسلام يقول لك ان يهتدي بك رجل واحد خير لك من كذا وكذا خير لك من حمر النعمة خير لك من الماء خير لك من الدنيا بما فيها. فانت اذا كنت تعتقد خلاف ذلك فما التزمت بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فهمتها هذا شيء يعرفه كل واحد منا من قرارة نفسه لانه لا احد يعلم خبيئة قلبك الا الله سبحانه وتعالى ثم ايضا ان الدعوة الى الله عز وجل ترتبط بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك مما كثيرا من العذاب عن الناس كما قال الله سبحانه وتعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه كانوا لا يتناهون ان لا ينهى بعضهم. بعضهم الاخر عن اي منكر وقع منه واضح فلاجل ذلك كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. فاذا هذه هذا عدم التناهي عن المنكر هذا الوقوع في ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ترك الدعوة الى الله عز وجل لان الدعوة لابد ان تشتمل على امر بمعروف ونهي عن منكر يعني انت حين تدعو الناس فانت اه تبين لهم وترشدهم تأمرهم بخير وتنهاهم عن شر تأمرهم بمعروف وتنهاهم عن منكر لكن للحسبة اليه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لها خصوصيات من اوجه معينة لكن الدعوة لابد ان تشتمل على ذلك هذا التناهي عن المنكر يقي من العذاب ويعصم من كثير من اللعنة ومن العذاب الذي يحل على الناس بسبب تركهم لذلك. فلاجل ذلك على المسلم ان يقي نفسه من هذا العذاب وان يحمي نفسه من هذه اللعنة ها امره بالمعروف ونهيه عن المنكر. هنالك عوائق كثيرة تصرف الناس عن الدعوة الى الله عز وجل. من ذلك هذا الانفصال الذي صار يقع اليوم بين الدعوة والعلم نحن قلنا انفا ان الدعوة الى الله عز وجل لا تكون الا على بصيرة اي لا تكون الا بعلم فلذلك في زمننا هذا للاسف الشديد اولا المشكل الاول انه كثير من الناس لا يدعوه في اطار ما يسمى بالتخصص يقول لك لا انا لست داعية فوجد مصطلح الداعية. واضح؟ هذا لم يكن بهذه الصورة في الازمنة السابقة. ما كان عندنا شخص يعني يختص بلفظ او بلقب الداعية. وانما كان عندنا علماء هم انفسهم يمارسون مهمة الدعوة الى الله عز وجل. وفي زمن سابق كان الوعاظ وكان القصاص الذين يعظون ويقصون لكن مصطلح الداعية لفظ جديد انا ما عندي مشكلة مع هذا المصطلح لا اشكال عندي ان يوجد من يتخصص في الدعوة لكن بشرط بشرط ان الداعية الذي يريد ان يدعو الى الله ويتخصص في مجال الدعوة عليه ان يكون عنده حد ادنى من العلم الشرعي. اولا وان يكون منضبطا بفتوى العلماء ثانيا مشكلتنا في هذا الزمان ان كثيرا من الدعاة يدعون الى الله بما يستقر في اذهانهم. وفي بعض الاحيان بحسب ما يطلبه الناس وما يريدونه بحسب اهواء الجماهير. فاذا رأى ان جماهير الناس يهوون شيئا ويحبون حكمه ويكرهون اخر فانه ينسق ويرتب دعوته لتكون متلائمة مع ما يهواه هؤلاء الناس هذه ليست دعوة الى الله عز وجل. بل هذا تحريف لمسار الدعوة. وكنا هكذا نقول هذا عن الدعاة الدعاة بان يلتزموا بالعلم حتى خرج لنا قبل نحو اكثر من عشر سنوات شيء اخر مع فورة مواقع التواصل الاجتماعي شيء جديد اكثر من الدعاة وهم من يسمون بالمؤثرين صار المؤثرون في مواقع التواصل اليوتيوبرز وامثال هؤلاء صار يعني حتى ادوات الدعوة التي كانت عند الدعاة حتى هذه ما عادت موجودة عندهم. وانما همهم ان يصنعوا من المقاطع اه ومن المنشورات ما يجر لهم اكبر عدد من الاعجابات ومن المشاهدات لا اقل ولا اكثر فرجعت القضية الى طريقة استهلاكية مادية آآ صرفة. يعني آآ واضحة جدا. بالنسبة لهؤلاء المؤثر ان ناجح هو الذي يحصد اكبر عدد من المشاهدات ومن الاحجابات وهذا غير صحيح وما كان صحيحا قط في تاريخ البشرية كلها ولا في تاريخ الاسلام على جهة الخصوص فهؤلاء صاروا يفسدون كثيرا وصاروا وصار يعني مجال اصلاحهم قليلا وصاروا يعتنون بالاسلوب على اه حسابي المضمون. صار اهمهم ان يأتوا باسلوب باهر ايبهر العيون كما تعرفون البهرج يعني اللي هو هذي الدنانير قديما الدنانير الزائفة تخلف العيون بضوئها. والحال انها زائفة غير حقيقية. ليست ذهبا حقيقيا وانما تكون من معدن معين مطلي بشيء من الذهب فالجاهل الذي لا يعرف صنعة الصياغة صياغة الذهب والفضة حين ينظر الى هذا الدينار ترى ان عينه تخلب بذلك فيظن ذهب والحال انه بهرج فاسد واضح فكذلك اليوم كثير من الجهلة منتشرين في الامة وهذا موجود حتى عند آآ غير امة المسلمين كثير من هؤلاء لان انهم لا يعرفون حقائق الامور ينبهرون بما يرونه من كلام واساليب في آآ الخطاب وآآ الطرق التقنية الحديثة ونحو ذلك ينبهرون بذلك فيظنونه ذهبا يظنونه علما نونه حقا والحال ان ذلك كله لا يعدو ان يكون فسادا وافسادا والعياذ بالله تعالى. ولذلك من اخطر ما يقع اليوم هو هذا الانفصال بين الدعوة والعلم فالخلل من وجهين اثنين. من جهة العلماء الذين فرطوا في مهمة الدعوة الى الله. ومن جهة الدعاة الذين ركبوا اه مطية الدعوة دون ان يكون لهم ما يكفي من العلم. فالخلل منهما معنا. ولذلك انا حين انصح فانا انصحهما معنا اما العلماء فاقول لهم استيقظوا من سباتكم وكفاكم بعدا عن واقع الناس وكفاكم بعدا عما يحتاج اليه الناس من الامور الحياتية الواقعية التي عليها تقوم سوق الدعوة الى الله عز وجل. ادعوا الى الله للناس وقوموا بوظيفة البيان التي ائتمنكم الله عليها وخوضوا غمار المجتمعات البشرية التي انتم تعيشون فيها وحدثوا الناس بما يحتاجون اليه وافتوهم بما هم في اعظم الحاجة اليه. هذه مهمتكم اذا هذه النصيحة للعلماء واما الدعاة فمنصحهم بان لا يدعوا الى الله عز وجل الا كما ذكرنا بعد اخذ قسط وافر من العلم ثم حتى اذا لم يصلوا الى تلك الدرجة العالية من العلم يبقى منضبطا العلماء بمعنى لا يفعل شيئا الا بعد ان يستشير العلماء ويسألهم متى اراد ان يتكلم في موضوع جديد؟ او ان يفتي ان بعض الدعاة يفتون وكثير منهم يفتون للاسف الشديد قبل ان يفتي عليه ان يستشير مع اهل العلم وان يسأله عن آآ الحق في ذلك وعن حكم الله سبحانه وتعالى. اذا هذا احد اهم عوائق التي يقع فيها كثير من الدعاة في عصرنا هذا من العوائق ايضا آآ ان الدعوة قلنا انفصلت الدعوة عن العلم ايضا انفصلت الدعوة عن الواقع يعني تجد ان كثيرا من ممن يدعون الى الله عز وجل لا يتكلمون فيما يهتم الناس له وانما يدعون في مواضيع معروفة يعرفها الناس كلهم او تجدهم مثلا كلما اقترب موسم من المواسم مثلا حين يقترب شهر رمضان هنالك موضوعات رمضانية معروفة لابد من تكرارها. حين يقترب العيد لا لابد من الكلام في تلك الموضوعات المرتبطة بالعيد. حين آآ يأتي موسم من المواسم لابد من ان يعيد تكرار ذلك الكلام الدعوي المشهور الذي يذكره او الذي ذكره خلق من الناس قبل ذلك من الدعاة منذ ثلاثين واربعين وخمسين هذا كله من انفصال الدعوة عن الواقع ومن عدم التوازن بين الاسلوب والمضمون. انه الواقع الان يحتاج الى ان تكون الدعوة ملائمة له الواقع يحتاج الى ان تكون الدعوة ملائمة له الناس اليوم يحتاجون الى اسلوب معين يلائمهم ولكن يعني لا يوجد اسلوب يلائم جميع الناس. يعني مثلا بعض الشباب الصغار يحتاجون الى اسلوب يلائم الكبار يحتاجون الى ما يلائمهم. طلبة العلم يحتاجون الى ما يلائمهم. يحتاجون الى دعوة علمية. لانه هذا هذا من الاخطاء الان سمع الناس بان الاسلوب ينبغي ان يراعي احوال المخاطبين فصار الجميع ينتج هذه المقاطع المصورة الصغيرة وضاع بسبب ذلك كثير من العلم والامور لا تكون هكذا. كثير من طلبة العلم يحتاجون الى المحاضرات والدروس العلمية الرصينة فعلينا ان نخاطبهم بما يوافقهم وبما يحتاجون اليه. صحيح بعض الشباب بعض عوامل يحتاجون الى المقاطع الصغيرة نعطيهم المقاطع الصغيرة. الذين يحتاجون الى الكتابة نعطيهم الكتابة مكتوبات كتب ومقالات وابحاث وغير ذلك وهكذا فلا بد من ان ننظر الى احوال الناس ان ننظر الى احوال هؤلاء الذين ندعوهم فنخاطبهم ما يتلاءم معهم ونخاطبهم بما يصلح لهم. كذلك آآ من فيما يتعلق بالمضمون. نحن قلنا بانه لا ينبغي ان تنفصل الدعوة عن ماذا؟ عن الواقع. هذا صحيح ولكن ايضا لا ينبغي ان تصبح الدعوة غارقة في الواقع يعني فيها تتبع يومي للمجريات مجريات الاحداث يعني خاصة في هذه الازمنة التي يعني صارت عندنا آآ في كل يوم احداث كثيرة يعني من يفتح القنوات الاخبارية او مواقع التواصل يجد احداثا كثيرة الدعوة الى الله عز وجل ينبغي ان تراعي الواقع وان تتحدث في واقع الناس ولكن ليس معنى ذلك ان الداعية يصبح كأنه وكالة انباء او كأنه قناة اخبارية يعني يتكلم فقط في اه الموضوعات والمجريات دون ان يربط ذلك باصولها من الوحي دون ان يربط ذلك بما تدل بما يدل عليه من الوحي من الكتاب ومن السنة ومن الاحكام الشرعية يعني مثلا بعض الناس للاسف الشديد هنا يكتب في مواقع التواصل او حين يعني يعبر بمقاطع مصورة ونحو ذلك تجد كل يوم يأخذ الخبر المنتشر الخبر خبر سياسي في الغالب ويعلق عليه ثم لا يكون تعليقه بيانا لحكم شرعي او اضافة نوعية فيها استدلال فيها ايراد لاية قرآنية للحديث النبوي بحيث يستفيد الناس وانما كأنهم صار وكالة انباء يعني يحدث الناس الاشياء الموجودة في القنوات الاخبارية هذا ليس مما نطلب نطلبه من الداعية. بل هذا على خلاف السنن المطلوب في هذا المجال وآآ كم بقي من الوقت في اسئلة ولا استمر الى طيب اذا نضيف شيئا ما لكي تكون هذه الدعوة مثمرة فهنالك اشياء قبل الدعوة اولا كما قلنا الذي يريد ان يدعو الى الله عز وجل يحتاج ان يكون عنده زاد علمي يحتاج الى زاد علمي في العقيدة تاريخ في مصطلح الحديث في تاريخ التشريع الاسلامي في الفقه يعني لابد له من زاد من هذا كله. وان يكون له ايضا زاد فكري هذا مهم جدا يعني ما اقول تخصص في الفلسفة لكن اصول عامة لهذه الفلسفات والمذاهب الفكرية المعاصرة ان لا يمكن ان يكون اليوم الداعية داعية وهنا يعرف معنى العلمانية لا يعرف معنى النسوية لا يعرف اصول الحداثة لابد ان يكون عنده معرفة بهذه المذاهب الفكرية وان يكون عنده وهذه مهمة جدا زاد تربوي قبل ان يخوض في الدعوة الى الله عز وجل. لان كثير من الدعاة وقع لهم نوع انتكاس حين خاضوا في مجال الدعوة دون هذا الزاد التربوي وافتتنوا باشياء يعني بعضهم افتتن بامور كثيرة مختلفة من الامور المادية من اشياء يعني كان بامكانه ان لا يفتتن بها لو كان محصنا حصانة اولى قبل خوضه في غمار الدعوة الى الله عز وجل. وهذه الحصانة بما تكون تكون كما قلنا بهذا الزاد التربوي. خاصة ما تعلق باعمال القلوب يعني يكون عنده اخلاص يراجع اخلاصه دائما وهذه معروفة ان قضية الدعوة خاصة من يشتهر من الدعاة من يشتهر من الدعاة مشكلة اذا لم يكن يراجع اخلاصه فانه يخشى عليه ان يقع في الرياء والسمعة من حيث لا يدري والشهرة تقتل تقتل كثيرا من الناس يعني ما تقتلهم حقيقة انما تقتل قلوبهم. فلا بد من ان يراعي اه ما ذكرناه من الاخلاص ان يكون له توكل على الله محبة لله ان يكون عنده خوف من الله جاء فيه سبحانه وهكذا في اعمال القلوب المختلفة والمتعددة فهذا الذي يعصمه من امراض القلوب المختلفة. ثم يكون له الى جانب ذلك زاد دعوي بحيث آآ يعني لا يكتفي كما يفعل بعض الناس يريد ان يخوض في مجال الدعوة يكتفي بقراءة بعض الكتيبات الدعوية التي خرجت او صدرت قبل اربعين سنة مثلا في السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي ثم يقول خلاص انا يمكنني ان اخوض ثمار الدعوة الان بمجرد هذه الكتيبات الدعوية التي قرأتها والحال ان الواقع يتغير. واذا كان الواقع يتغير فان المناهج الدعوية ايضا تتغير ولا يمكنك ان تدعو اليوم بكتب دعوية وتأصيلات دعوية كتبت قبل اربعين او خمسين سنة الواقع صار يتغير بسرعة بالغة جدا فتحتاج الى تحيين ذلك وتجديده مرارا. وايضا عند ممارسة الدعوة لا لابد من ان اه تتفكر في شيء ان التجديد الخطاب لا يعني ان تهدمه. التجديد لا يعني الهدم فانت حين نقول للناس وللدعاة عليكم بتجديد الخطاب الدعوي فهذا لا يعني ان نغير في كل شيء بحيث نهدم اصول الدين واركان الدين اه من اجل التجديد فيه. بل هنالك اشياء مقطوع بها. معلومة من الدين بالضرورة هنالك ثوابت وهنالك متغيرات وهما دائرتان مختلفتان فدائرة الثوابت هذه لا تتغير بطبيعتها. لانها ثوابت. واما دائرة المتغيرات فيمكن ان تتغير بحسب تغير واقع فانت حين تجدد تجدد في اي دائرة تجدد في دائرة المتغيرات وهي الامور الاجتهادية التي تقبل التغيير والاجتهاد والتجديد. واما القطعيات اليقينيات المعلومات من الدين بالضرورة التي هي ثوابت لا يمكن ان تتغير فهذه لا تجديد فيها. وكذلك لا حال ممارسة الدعوة من مراعاة حال المخاطبين اذا كان عندك اناس مثقفون تخاطبهم فخاطبهم بلسانهم. واذا اردت ان تخاطب بعض العوام الذي حين لا يعرفون شيئا من دين الله عز وجل فخاطبهم بلسانهم. واذا اردت ان تخاطب كفارا فلهم لسانهم او مسلمين فلهم لسانهم وهكذا. ثم تخاطب الناس ايضا بما يحتاجون اليه لا بما يوافق اهواءهم وهذه مرتبطة بقضية الاخلاص. انت حين تكون مخلصا لله عز وجل فلا يضرك لا يضرك ان يعتقد الناس فيك ان ما تقوله اه في تشدد او في تميع لا يضرك ذلك ولا يهمك لانك مخلص لله عز وجل في عملك فانت تقول القول الذي يرضي ربك لا القول الذي يرضي عنك الناس. ومن رضا الناس بما يسخط الله عز وجل فانه يعني ما يفلح ابدا بل يسخط الله عليه والعياذ بالله تعالى بل انت لا تقول ما يوافق الاهواء. وهذه تقع لكثير وهي من الحيل النفسية. العجيبة تجد الداعية يقول يوافق اهواء الناس لكنه يغلف ذلك ويستره ببعض التأويلات الدينية لكي يظن بانه او هو نفسه لكي يقنع نفسه بانه لم يخالف شرع الله عز وجل وهذا خلل عميق جدا بل احرص على رضا الله. ولو انفض الناس عنك بحيث ما بقي احد يستمع لكلامك ولا يهتم لقولك لا يهمك ذلك في شيء. لم؟ لانك ترضي الله ترضي ربك سبحانه وتعالى فتخاطب الناس بما يحتاجونه بما يحتاجونه. لذلك مثلا لو اه وجدت ان الناس في بلد من البلدان يرتكبون محرما معينا يعني مثلا يقعون في الربا وهو جزء من اقتصادهم او هو جزء من كيانهم. فلا تقول طيب انا اذا دعوتهم الى ترك الربا فسينفضون عني ولا يستمعون لي ولن اجد من يحضر دروسي. انت حينئذ لا تخاطبهم بما يحتاجون بل تخاطبهم بما يوافق هوى نفسه هذه مشكلة بل هم يحتاجون الى ان تذكر لهم حكم الربا اكثر من غيرهم. لانهم واقعون في الذي يشرب الخمر لا تداهنه تقول هذا يشرب الخمر اذا قلت له اترك الخمر فلن يسمع كلامي ولن يحضر دروسي فانا لن اكلم عن شرب الخمر لا بالعكس هذا يحتاج الى معرفة حكم الخمر. فيحتاج ان تخبره بحكم الله عز وجل في الخمر وان الخمرة حرام الى غير ذلك. فخاطب الناس بما يحتاجون اليه لا بما يوافق اهواء نفوسهم. ثم آآ لابد ان تحسن التعامل مع الخلاف لان القضايا التي يخوض الناس فيها والتي يحتاج الدعاة الى الكلام فيها هي قضايا خلافية بطبعها. واضح؟ فيها خلافات كثيرة. فاحسن مع الخلاف كيف تحسن التعامل مع الخلاف؟ اولا تعرف مرتبته تعرف المرتبة الخلاف مراتب. هنالك خلاف في القطعيات. خلاف بين الاسلام والكفر مثلا واضح؟ خلاف بين التوحيد والشرك. هذا خلاف في القطعيات ثم هنالك ما هو اقل منه خلاف بين الحرام والحلال ثم هنالك خلاف اقل منه وهو خلاف بين الفاضل والمفضول فليست هذه المراتب مرتبة واحدة ومن اخطاء الناس في تعاملهم مع الخلاف انهم يأتون مثلا الى قضية لا ينبني عليها كفر ولا شرك ولا ينبني على تركها نقض للتوحيد ولا ينبني عليها حتى التأثير قال الحرام والحلال وانما مجرد خلاف بين مستحب او عدم يعني هل تفعل مندوبا او لا تفعله واضح فيبنون على ذلك صراعات ويهدمون لاجل ذلك الاخوة الاسلامية. واضح يعني مثلا كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية مثلا في القضية المعروفة انه يقول يعني مثلا اذا صليت وراء امام لا يأتي بجلسة الاستراحة لا تعرف الفقهاء مختلفون في جلسة الاستراحة هذه بعضهم يثبتها وبعضهم ينفيها افرض انك تصلي خلف امام لا يأتي بجلسة الاستراحة. واضح فيقول وانت تعتقد ان جلسة الاستراحة مندوبة واضح؟ فيقول متابعتك للامام اوجب عليك من فعل ذلك المندوب لان متابعة الامام واجبة واما ذلك الفعل جزء الاستراحة وغيرها فمندوبة. والواجب مقدم على المندوب كذلك لو فرضنا انك في مع قوم وهنالك خلاف حول مستحب حول مندوب من المندوبات بحيث لو انك اصررت على قولك في هذا المندوب فانه ينبني على ذلك خلاف وصراع بين المسلمين حينئذ ماذا تفعل تترك ذلك المندوب واضح؟ لما؟ لان الاخوة بين المسلمين واجبة والواجب مقدم على ذلك المندوب وهكذا. فانت حين تعرف مراتب الاعمال ومراتب الخلاف تعرف كيف تضع كل شيء في موضعه الصحيح الملائم له. فتؤصل مراتب الاعمال وتؤصل لفقه الاختلاف فيها هل تنكر او لا تنكر؟ بعض الاشياء لا تنكر فيها. واضح؟ شيخ الاسلام ابن تيمية مرة اخرى يقول لو رأيتموني آآ لو اذا رأيتم آآ التتار تعرفوا التتار كانوا يعني يرتكبون الموبقات ويشربون الخمر ونحو ذلك. فيقول ما معناها اذا رأيت التتار يشربون الخمر فلا تنكروا عليهم شرب الخمر. لم قال لانه اذا شربوا الخمر وسكروا يعني يسكرون وخلاص ونرتاح من اذاهم. اما اذا لم يكونوا في حال سكرهم فانهم يقطعون طرق على الناس ويغصبون الناس ويغصبون اموالهم واعراضهم ونحو ذلك. فلا ان يسكروا ويشربوا الخمر ويسكروا بها اسلم للمسلمين وافضل له من ان يبقوا على عدم شرب الخمر وعلى عدم السكر ولكن يحصل بسبب ذلك من الاذى عن المسلمين الشيء البالغ فلاحظ معي ان الانكار هنا يعني لا يكون بهذه الطريقة الالية بما انه الخمر حرام فيجب ان انكر ولابد. لا. اذا كان انا الانكار يؤدي الى مفسدة اعظم فيجب ترك الانكار ثم من الاشياء ايضا انه يجب ان يحسن المسلم او الداعية التعامل مع النقد يعني اذا آآ انتقدك شخص وهذي كثيرة يعني كثير من ائمة المساجد من الدعاة من الخطباء من العلماء كثير منهم يتعرض للنقد ولابد فكيف يتعامل مع هذا النقد؟ اذا كان النقد بادب وعلم فعليه ان يتقبله. يعني لا يلزم ان يعمل به لانه اذا كان مقتنعا بان هذا النقد غير صحيح فلا اشكال اذا كان مقتنعا بعدم صحته فلا يلزم ان يفعل ما ينتقد الناس عليه او ما يعني يأمرونهم به. ولكنه يتقبله بصدر رحب. ولا يضيق به كما قد يفعل بعض الناس حين اذا سمعوا نقد الناقدين فانهم تضيق صدورهم ويغضبون ونحو ذلك. او قد يثبتهم ذلك عن العمل. بعضهم يترك اه دعوته يترك اه امامته يترك خطابته يقول لي انا تعبت من الناس الذين ينتقدون لا هذا خطأ فلا ينبغي ان تثبت عن العمل بسبب نقد الناقدين ولكن تتقبله وتستفيد منه دون اه ما دام بادب وعلم ثم يعني عموما من الاشياء الاساسية ايضا في مجال الدعوة الى الله عز وجل ان آآ يحرص الداعية كما ذكرنا من قبل ان يحرص على ان يكون مخلصا في عملي هذه نكررها لانها مهمة جدا ان يكون مخلصا في دعوته الى الله عز وجل. انت ما تدعو لأجل المال ما تدعو لاجل الشهرة لا تدعو لكي يقال عنك خطيب مفوه او داعية مصقع وانما تدعو لتنال بذلك رضوان الله سبحانه وتعالى. فاسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا اجمعين من الدعاة الى الله على علم وعلى علم وعلى بصيرة. واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. والحمد لله رب العالمي اتفضل عن الدعوة يجب ان نعم لا ممتاز. لا ممتاز. ليس هنالك فقط تناقض لكن ما تدعو اليه يعني مضمون دعوتك ينبغي ان تكون عالما به فقط بمعنى انا اريد ان ادعو الى الله عز وجل في مجال معين في تخصص معين مثلا في مجال الاحكام المتعلقة الاسرة ادعو الناس في مجال النكاح والطلاق ونحو ذلك. يجب ان اكون عالما بما ادعو الناس اليه لكن لا يلزم ان اكون عالما بالشرع كله لانه اصلا هذا غير موجود. لا يوجد لانه اذا اشترطنا العلم المطلق فهذا يعني ترك الدعوة مطلقا. لانه لا يوجد عالم يستطيع ان يزعم اليوم ولا في اي وقت انه يزعم انه يحيط بالعلم كله هذا لا يوجد فالناس يعرفون من العلم اشياء ويتركون اشياء فالمقصود انك انت حين تريد ان تدعو في مجال معين عليك ان تكون عالما بما تدعو الناس اليه. فقط. اما ان تكون متردد وتكمل من من هواك كما يفعل بعض الناس يعني ما وما هذه القضية انت امام الناس الان ناس ينظرون اليك يسألك سائل فاذا لم تكن متقيا ربك سبحانه وتعالى تستحي ان تقول انا لا ادري والله يعني اسألوا غيري فماذا تصنع تجيب تجيب بما يحن لك بما يظهر لك فيعني هذا لا يجوز بحال من الاحوال. وهذه دعوة قد تبدو للناس انها دعوة جيدة. ولكن في حقيقة الامر هذه ليست دعوة صالحة لما انها على غير بصيرة على غير علم لكن الشيء الذي تعرفه قرأته وسمعت فيه فتاوى العلماء تأكدت انك فيه على آآ يعني علم بما تقوله هذا لا اشكال ان تدعو اليه ولا يلزم ان تكون عالما لذلك بارك الله فيك امين هل هنالك قدر او حد ادنى من العلم الذي ينتقل بعده كما تقول في السؤال الى الدعوة في الحقيقة السؤال ما ينبغي ان يكون هكذا لانك اذا كنت قد بدأت العلم فانت لن تتوقف عنه ابدا ما يوجد وقت من اوقات الطلب تقول انا خلاص الحمد لله انا صرت الان من العلماء اتوقف عن الطلب وابدأ الدعوة الى الله عز وجل امور لا تكون بهذا الشكل بل العلم مشروع عمر والدعوة كذلك مشروع عمر واضح؟ بمعنى انك لما بدأت لما قررت ان تبدأ طلب العلم فاعلم انك ستبقى طالبا للعلم الى اخر عمرك. وانك اذا وقفت عن الطلب فخلاص كما ذلك المريض الذي يحتاج الى الاكسجين في المستشفى فتزيل عنه انبوب الاكسجين خلاص يموت. واضح؟ فكذلك انت اذا كنت تعد نفسك طالب علم وقررت ان تتوقف عن الطلب معنى ذلك ان حياتك العلمية ستتوقف كما لو اه يعني حصل لك موت من الناحية العلمية. فاذا العلم سيستمر. طيب والدعوة متى تبدأها؟ كل ما حصلت كلما حصلت قسطا من العلم يصلح لان تبثه في الناس فابدأ ببثه ثم الدعوة متى بدأتها؟ فانت ايضا ستستمر فيها الى اخر حياتك. فهما جناحان تسير بهما في حياتك كلها. تطلب العلم وتبثه في الناس بل قد يكون بث العلم مما يقوي ملكة العلم عندك. يعني الدعوة تساعد على العلم كثير من الناس يقول انا هذا الكتاب ما اتقنته الا بعد ان درسته حين درسته للطلبة وعلمته يعني دعوت الناس بهذا الكتاب صارت تأتيني اشكالات واسئلة وكذا فصرت اتقن هذا الكتاب اكثر مما لو انني فقد جلست في بيتي او مع شيخي ادرسه فهما مقترنان جناحان تسير فيهما الى يعني ان تحصل على مرادك باذن الله عز وجل. نعم حينما يكون بلغوا ما تعلمون حدود ما يعلم مع من يعرف بلغ تلك الآية التي وانفق مثلا في مجال الدعوة على مراكز دعوية او الدعوية هل هذا يجزب اذا كان الذهب هذه الوسائل التي وسائل الاشكال التي انه لابد له ان ان يصعد في المنابر ام ان هذا فقط نعم هل يجوز اعيد السؤال؟ هل يجزئ في اه الاتيان بالمأمور به من الدعوة الى الله عز وجل ان ييسر للناس مجالات الدعوة كأن ينشأ كتابا لتحفيظ القرآن كأن ينشأ جمعية لبث العلم كذا ام يلزمه ولابد ان تكون الدعوة عن طريق المنبر وعن طريق الخطأ وكذا لا شك ان الاول يجزئ بمعنى ان الدعوة اصلا لا تكون بالضرورة كما تفضلت على المنبر بخطبة بدعوة اه منظمة بهذا الشكل. بل الدعوة تكون بكل طريقة يعني بين قد تكون دعوة فردية قد تكون دعوة جماعية قد تكون دعوة تعليمية وتدريسية قد تكون بالمال الدعوة بالمال من المعروف ان المال عصب الدعوة بدهيات لانه لا دعوة الا بماذا؟ الا بمال فالذي يعطي المال هذا لا شك انه جزء اصيل في نظام الدعوة كله فلا تقوم الدعوة الا به لكن اذا هو ايضا يعني الى جانب انفاقه والى جانب عمله التنظيمي هذا الى جانب هذا كله يريد ان يزيد خيرا على خير على عسل ويقوم في المنبر ويدعو الى الله من يمنع من ذلك؟ مجال الخير لا حد له من جهة الاجزاء يمكن ان نقول هذا يكفي ويجزئ لكن نحن لا يمكننا ان نثبط احدا عن خيره لا نثبط الناس عن خير بل نحن نستطيع ان يجمع بين هذا كله فليجمع بينهم والله اعلم احدكما بارك الله فيك الدعوة كذلك بالفعل والأخلاق نعم لا شك انه الدعوة لا تقتصر على القول وان كان هو الاصل فيها الاصل في الدعوتين ان تكون بالقول الحسن كما ذكرنا من قبل لكن آآ قد تكون بالفعل بعض الامثلة التي ذكر الاخ مثلا آآ قد تكون بالفعل قد تكون بالقدوة كما ذكرت خلال المحاضرة يعني بمجرد آآ عمل معين قد يكون ذلك نوعا من انواع الداء. وكما مثلت ايضا بما آآ وفي غزة وبما وقع في غزة من انهم صاروا دعاة الى الله من حيث لا يدرون ومن حيث لم يقصدوا الى ذلك الدعوة لها مجالات متعددة واساليب مختلفة. لكن لا شك ان الاصل هو القول هذا يحتاج الى تخصص لان هذه المجالات كما تفضلت صارت كثيرة جدا وواسعة ومنتشرة ويصعب جدا على الداعية الواحد ان يكون له المام بهذا كله فلذلك مثلا معرفة اه ما يقوم عليه دين النصارى معرفة ما يقوم عليه الالحاد خاصة الالحاد هو يعني صار اهم بكثير من من غيره اه يعني هذا كله يحتاج الى نوعية تخصصية. فلذلك لا يلزم ان تخوض في غمار هذا كله. ولكن يمكن التخصص في مجال منه اذا هذه اولى ثم حين نقول بالتخصص نقول بذلك ان امن المرء على نفسه لما؟ لان حفظ حفظ رأس المال مقدم على البحث عن الربح رأس ما لك ما هو؟ هو ايمانك والربح ما هو؟ هو الذين تدعوهم الى دين الله عز وجل. فاذا كنت في سبيل هذا الربح ستضيع رأس المال فهذه تجارة خاسرة واضح؟ اذا كنت من اجل ان تدعو الناس الى آآ ترك الالحاد والى الايمان ستخوض في شبهات الحادية تؤدي بك ان الى زعزعة ايمانك هذه صفقة خاسرة. واضح؟ فاذا لا بد اولا من التخصص. وثانيا ان امنت على نفسك لابد من زاد تربوي تتأكد به هل انت امن لا اشكال عندي في هذا؟ لا بأس. او لا لا هذه شبهات. بعض اكابر العلماء كانوا ما يستمعون الامام مالك رحمه الله تعالى وهو من هو امام الامام ومع ذلك اذا جاءه شخص ليحدثه في ليقول له شبهة؟ لا ما اسمع منك اصلا فيرفض حتى ان يسمع الشبهة ليبقى قلبه نقيا. ليس هذا ضعفا منه لكنه ارشاد لغيره ويرشدنا ويعلمنا انه يعني هذا منهج صحيح لا يمكن اتباعه والله اعلم اكرمكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته