رحمة سيقت الينا من سموات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سماوات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة نشرع اليوم في تدارسنا لما صنفه الامام ابن ابن ابي زيد رحمه الله تعالى في هذه المقدمة في باب العقيدة الحق ان ابن ابي زيد عليه رحمة الله بدأ بما يبدأ به المصنفون في العقائد في العادة وهو الحديث عن ربوبية الله عز وجل والوهيته واسمائه وصفاته ولكن لا نكاد نجد مصنفا في العقيدة يتحدث في مسألة فيما يتحدث في مسألة وجود الله عز وجل وذلك لان هذه المسألة معدودة ضمن اجور الفطرة كما سيأتي بيانه ولا يحتاج اذا الى بحثها والحديث عنها ولكن نظرا اه ما جد في هذا العصر من فشو للالحاد وكثرة تشكيكه في هذا الموضوع وجب علينا ان نساير عصرنا فنتحدث في هذا الامر الذي لم يتحدث فيه اهل العقائد الاولون فنقرر ابتداء ان معرفة وجود الله عز وجل امر فطري مركوز في فطرة البشر وان كل انكار لهذا الامر الفطري هو في الحقيقة يكون لاحد سببين اما على وجه المخابرة بمعنى ان الشخص يعلم بوجود الله عز وجل ولكنه يكابر في ذلك واما على وجه المكابرة كما وقع مثلا من فرعون وقومه حين قال الله عز وجل وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا واما ان يكون بسبب فساد الفطرة يمكن للفطرة ان تفسد بسبب المؤثرات الخارجية التي تؤثر عليها فتغيرها ولان مسألة وجود الله عز وجل مسألة مركوزة في الفطر فاننا لا نجد في الوحي الاكثار من الحديث عنها كما نجد في القرآن وفي السنة الكلام كثيرا عن توحيد الالوهية وعن توحيد الاسماء دفعت ومع ذلك فان اصول الاستدلال على وجود الله عز وجل موجودة في القرآن الكريم. لان القرآن كتاب هداية فلا شك ان كثيرا من المسائل لا تكون مبحوثة بتفصيل كثير فيه ولكن ادلة المسائل الاجمالية واصول الاستدلال عليها تكون موجودة في القرآن الكريم لكن تحتاج الى احسن وتنقيب فيها ولذلك فان العلماء تبعوا ما في الوحي لان بعض الناس قد ينكر اليوم على علمائنا الاولين انهم تحدثوا في الاسماء والصفات كثيرا وفي توحيد الالوهية كثيرا فنقول انهم في ذلك تابعون للوحي صادرون عن معينه الثر فاذا كان الوحي تحدث في هذا كثيرا فمن البدهي ان يكون العلماء ايضا في هذه المباحث اكثر من غيرها لكن اه ظهر الالحاد في هذه الازمنة المتأخرة فهو امر طارئ وهذا شيء لا بد من ان نقرره لابد ان نقرر ان الاستثناء هو الالحاد وان الاصل هو الايمان بوجود الله عز وجل. ولاجل ذلك لاجل كونه استثناء فاننا نحتاج الى البحث عن اسبابه ينبغي ان نبحث عن السبب الذي من اجله وقع من بعض الناس انكار وجود الله عز وجل. اما الاصل فلا يبحث عن سببه لانه هو الاصل فهنالك اسباب كثيرة ومتعددة لكن مجملا هذا الالحاد دخل الينا من بلاد الغرب ووجد هذا الالحاد في بلاد الغرب باسباب اذا منها الصراع الذي وقع بين الكنيسة والعلم فان الكنيسة في وقت من اوقات تاريخ اوروبا وقفت في وجه العلم الحديث فصار العلماء علماء العلوم الكونية يعني والفيزيائيين وفلكيين وغير ذلك صاروا يرون في الكنيسة عائقا امام العلم وانتشر في اذهان الناس ان الدين اذا مناقض للعلم. واذا كان الدين في نظرهم مناقضا للعلم الحديث الذي وفي فورة اه في فورة وفي ظهور وكنوز اذا كان الدين كذلك فان اسسه كلها تحتاج الى اعادة نظر فاول هذه الاسس الحديث عن وجود الله عز وجل. وايضا آآ الكنيسة لم تقف فقط في وجه آآ العلم الحديث ولكن ايضا تورطت في امور كثيرة في امور اخلاقية وفي آآ تسويغ الظلم الذي كان يقع ان الحكام الاوروبيين وفي امور كثيرة جدا جعلت عموم الناس يكرهون الكنيسة على ما هي عليه ويكرهون الدين تبعا لكراهيتهم للكنيسة وهذا يمكن ان يحدث حتى في زمننا هذا حتى في زمننا هذا وفي بلادنا هذه اي في بلاد المسلمين اه يمكن ان يحدث لكثير من الناس كراهة قل للدين او توجس من الدين او شك في الدين لا لشيء الا مواقف وقعت من بعض العلماء او الدعاة او ما اشبه ذلك. لكن هذا في ذاته ليس تصرفا سليما لانه لا يمكن ان يحمل المفهوم والمبدأ فكرة اخطاء المنتسبين اليها اه من دعاة او علماء او اه بالنسبة لاوروبا من رجال الدين. فاذا لكن هذا الذي يقع يعني نحن نقول بانه لا ينبغي الفصل بين الامرين لكن في حقيقة الامر في واقع الناس اكثر الناس لا يفصلون فاذا رأى الداعية او المتدينة اه يقع في خطأ اخلاقي او ما اشبه ذلك فانه ينسب الخطأ الى الدين او ينسبه الى هذا المنهج الذي يحمله هذا الشخص. ثم امور كثيرة اخرى ساهمت في لانتشار الالحاد آآ كظهور بعض النظريات العلمية كالدروينية وما اشبهها من النظريات التي يستند اليها الملاحدة فإذا اه الإلحاد استثناء من الأصل والطريق الموصل الى الله عز وجل والى معرفته ليس طريقا واحدا. فالطرق تتعدد بكثرة وتنوع وثراء لكن المقصود واحد وهو الوصول الى معرفة الله عز وجل ولذلك ربما سنذكر في هذا الدرس بعض الادلة وبعض البراهين المشتهرة عند العلماء في استدلال على وجود الله عز وجل لكن لا يلزم ان يكون اتباع هذه البراهين الطريقة الوحيد لمعرفة الله عز وجل. فكثير من الناس آآ قد آآ يكونون في الحاد فيتدينون ويؤمنون بوجود الله عز وجل دون استدلال عقلي وانما بسماع اية قرآنية او موقف من السيرة النبوية او تأمل في تاريخ اه في قصة تاريخية منسوبة الى عالم من العلماء اولي من الاولياء فيكون في تأمل هذه الحادثة ما يدفع فطرته الى الاستيقاظ ان معرفة الله عز وجل موجودة في فطرة كل واحد منا لكن طرأ عليها من الغبش والغموض ما تترها وحجبها فيأتي هذا الموقف ليعيد احياءها وايقاظها من جديد. فاذا لا يلزم انه لمعرفة الله لابد من النظر في هذه الادلة الواحدة تلو الاخر. اذا الدليل الاول هو دليل الفطرة ولابد من تقريره اولا خلافا لما قد يفعله بعض الناس من اه الاقبال على الادلة العقلية والكلامية والعلمية ولا يتحدثون في دليل الفطرة. نحن بان دليل الفطرة هو الاصل وهو اه اقوى الادلة واغناها واعظمها مطلقا وهذا الدليل اي دليل الفطرة هو الميثاق الذي اخذه الله عز وجل على بني ادم على الصحيح في تفسير الاية القرآنية. واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذرياتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى. الصحيح ان الميثاق هو الفطرة اه هذا هذه دليل الفطرة او هذا الميثاق الاول هو المقدمة الاصلية التي تبنى المعارف كلها عليها وهذه مسألة مهمة جدا لا يخلو انسان كائنا من كان من ان تكون لديه مقدمات واسس بديهية تبنى عليها العلوم والمعارف والذي يزعم انه يمحو المقدمات كلها لينطلق من الصفر هذا مبطل او سفسطائي اما اي انسان عاقل فلابد له من اشياء يستند اليها. بعض الناس قد يجعل هذه الاشياء التي يستند اليها مثلا مقدمات عقلية او هنالك من يرجع الى مقدمات منهجية. نحن نقول الاساس هو هذه الفطرة طيب اذا سأل سائل فقال ما الدليل على الذي يدلنا على صحة هذا البرهان هنالك اشياء كثيرة تدل على صحة هذا البرهان من بينها ولاجل ذلك برهان الفطرة في الحقيقة نحن معاشر المسلمين نكثر من الحديث عنه لانه لان له اصلا في الوحي لكن حتى بعض الفلاسفة الغربيين يقررون مثل هذا المعنى. بطبيعة الحال الغالب على الفلاسفة الغربيين هو الالحاد. لكن بعضهم ممن سلم من لوثة الالحاد يقرر هذا المعنى يقرر ان دليل الفطرة اصل قوي وان ايمان شعور فطري كما يقرره بعضهم. الايمان شعور فطري طيب لنرجع فنقول لنقول اه ما الذي يدل على صحة هذا البرهان؟ الدليل الاول ان البشرية في تاريخها كله لم تكن قط دون تدين بمعنى يمكن ان نجد في تاريخ البشرية اوقاتا يكون الناس فيها دون مفهوم معين دون فكرة معينة دون ايديولوجية معينة دون طريقة في الحكم دون اجتماع معين. لكن ان يوجد في تاريخ البشرية تجمع بشري دون دين وتدين وايمان باله بغض النظر عن صفات هذا الاله لان هذه امور تعرف بالتوقيف تعرف لكن معرفة وجود اله ورب هذا شيء في تاريخ البشرية كله كان موجودا. فهذا يدل ان ان هذا الامر ملازم للفطرة البشرية ملازم للانسان من حيث هو. وهذا يقع في الشعوب البدائية الموجودة في مناطق منعزلة عن الحضارة. اذا حضر اليهم المتمدنون والعلماء والانفروكولوجيون وغيرهم وبحثوا معهم وجدوا في فطرتهم باله معين بغض النظر عن كما قلنا عن صفات هذا الاله. فاذا كل تجمع بشري في تاريخ الانسانية لابد ان يقرر هذا ايضا من الاشياء التي تدل على وجود هذه الفطرة الايمانية قضية اللجوء الى الله عز وجل عند الشدائد هذه مسألة لا انفكاك عنها حتى الملاحدة فانه يكون عندهم اه يعني اه قوة في الحجاج والجدال والمراء والبغي على المتدينين وعلى الدين وربما حتى سب الدين لكن عند الشدائد تجد عنده نوع لين ورغبة في ان يلجأ الى من هو اقوى منه. ولجوء الى الله عز وجل اللجوء الى فترة الايمان. هذا يدل ان هذا شيء ساكن في اعماق النفس البشرية كما قال الله عز وجل واذا مس الانسان الضر دعانا لجلبه او قائدا او قائما. بمعنى انه عند الشدائد وعند الضر يلجأ الانسان الى رب العزة جل جلاله وايضا من الاشياء الدالة على هذا المعنى ان الانسان يلزمه الفقر الذاتي ليس المقصود الفقر الذي هو نقص المال وانما الفقر بمعنى العجز الافتقار بعبارة اخرى الانسان مهما علت قوته وشدته وسطوته وسلطته فانه في وقت من الاوقات في مكان من الامكنة تجده يشعر بالنقص ويشعر بالافتقار ويشعر بالعجز هذا العجز وهذا الافتقار وهذا النقص يحتاج الى تكميل وهذا التكميل لا يجده الانسان اذا اراد ان يوافق فطرته السليمة السوية الا بان يتجه الى رب العزة جل جلاله فوجود العجز والنقص دليل على الحاجة الى وجود الكمال الذي هو كمال رب العزة جل جلاله. ثم ايضا لو فرضنا كما ذكرت لكم انفا لو فرضنا ان معرفة وجود الله عز وجل ليست امرا فطريا فان كثيرا من المعارف الانسانية تكون آآ لا لا سبيل الى الوصول اليها. لان كما ذكرنا المعارف الانسانية تحتاج الى مقدمات ضرورية كما يقول آآ اهل آآ الكلام والمنطق ضروريا ما معنى ضرورية؟ اي تعلم بالاضطرار تعلم بالاضطرار ولا يحتاج الانسان الى الاستدلال عليها وانما بمجرد ماذا؟ بمجرد ان ينظر فيها فانه يجد نفسه مضطرة الى اعتقادها والتسليم لها. هذه المقدمات الضرورية آآ اه كثير من هذه المقدمات التي تسمى ضرورية ليست اكثر ضرورة ان صح هذا التعبير من الايمان بوجود الله عز وجل. واذا لم نقرر وجود الله سبحانه وتعالى فان المعارف الانسانية كلها تصبح اه معرضة للتشكيك ثم الزوال. وهذا الذي نشاهده في حضارة الغرب الالحادية اليوم وان كانت ليست الحادية مائة بالمائة لكن يعني الالحاد فيها موجود بكثرة. هذا الذي نشاهده صحيح انه من جهة التقدم المادي المحض فان هذه الحضارة الغربية قد قطعت شوطا بعيدا جدا. هذا لا يشك فيه. ولكن من جهة ما يقع على هذه الحضارة اليوم من بوادر التدهور والانحدار علم ذلك من علمه وجهله من جهله اه هذه المعالم هذه العلامات الدالة على ان الحضارة ليست قائمة على اسس سليمة كل ذلك ذلك يدل على ان هذه الحضارة فقدت ركنها الركين حين فرطت في الدين وفي الايمان برب العالمين سبحانه وتعالى. هذا شيء لو اردنا ان نفصله لاحتجنا الى اه كلام طويل جدا. لكن انا عندي في قرائن وادلة كثيرة جدا تدل على هذا المعنى. لكن الغالب على الناس انهم ينظرون الى البهرج. ينظرون الى الشيء وقف والبراق اليوم في هذه الحضارة انها قوية وانها مسيطرة وانها مهيمنة لكن في اعماقها هنالك اشياء تنخرها من الداخل ويمكن ان تسبب سقوطها. طيب اذا فقط اخر ما نذكره في دليل الفطرة ان السائل قد يسأل فيقول اذا كان الايمان بالله عز وجل مستقرا في فطر الناس فلما يوجد الانكار؟ ذكرنا انفا ان الانكار يمكن ان يكون مكابرة وجحدا مع ايقان القلب وهذا موجود عند الكثيرين. ويمكن ان يكون اه لا عن مكابرة ولكن عن تشكيك حقيقي هذا التشكيك سبب فسادا في الفطرة وتغير لها بسبب المؤثرات الخارجية الدليل الثاني الذي نذكره اليوم هو دليل الخلق ويشمل ذلك امرين اثنين اولهما تأمل فعل الخلق نفسه كما قال الله عز وجل ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ فهي قسمة ثنائية اما انهم خلقوا من غير شيء من غير ان يخلقهم خالق واما انهم هم الخالقون لانفسهم. وكلا هذين غير مقبول في بدائله العقول فنتج من هذا انهم ولا بد مخلوقون قد خلقهم الله عز وجل وهذا مما اشتهر حتى عند عامة الناس كما ذكر ذلك الاعرابي الذي قال ان البعرة تدل على البعير. وان اثر السير يدل على المسير فارض ذات فجاج وسماء ذات ابراج الا تدل على العليم الخبير بمعنى ان المسلم ان الانسان العاقل يستدل بما يراه من المخلوقات على وجود الخالق سبحانه وتعالى والامر الثاني تدبر عظمة المخلوقات الاول تدبر فعل الخلق فعل الخلق نفسه والثاني التفكر والتدبر في عظمة المخلوقات كما قال الله عز وجل وفي الارض ايات للموقنين فتأمل ما في الارض وفي الارض ايات للموقنين وفي انفسكم افلا تبصرون. تأمل ما في الارض من زروع وجبال واشجار وتأمل ما في النفس في هذا الجسد من اعضاء تؤدي وظائف بدقة عجيبة جدا وتأمل الافلاك السماوات والنجوم وما في هذا الخلق العظيم جدا وما في الخلق الصغير جدا. تأمل هذا كله يرشد الى ان لهذا الكون خالقا ومدبرا واستحضر هنا المأثور عن ابي حنيفة رحمه الله تعالى سواء اصح ذلك عنه او لم يصح ان قوما من الملاحدة جاؤوه ليناظروه في هذا الموضوع فقال لهم قبل ان اجيبكم اريد ان اسألكم عن سفينة تأتي في دجلة فتحمل من القمح ما تحمله ثم تنطلق في دجلة حتى تأتي الى مكان معين فترسو فيه ثم تفرغ ما قد حملته من القمح وهي في هذا كله في تحميلها وفي سيرها وفي تفريغها ليس لها ربان ولا يعمل عليها احد من الناس ما رأيكم في هذا؟ قالوا هذا لا يكون ابدا قال فكذلك هذا الكون كذلك هذا الكون من تأمل سيره وما في هذا السير من دقة وثبات وحكمة فانه يجزم بوجود المدبر المهيمن الحكيم الخبير سبحانه وتعالى الايات القرآنية في هذا المعنى كثيرة وادلة السنة ايضا بل تأمل الايات المرئية مما يعظم في القلب الايمان بالله عز وجل. لذلك كثير من العلماء ينصحون بان يكون للمرء الى جانب بتدبره في الايات المتلوة تدبر في الايات المرئية. تأمل في آآ علم التشريح تشريح الجسد يتأمل في علم الفلك يتأمل في الجبال يتأمل في الارض يتأمل هذه الايات المرئية تقوي الايمان هذا كله وهذا الدليل دليل الخلق يصوغه العلماء علماء العقيدة في آآ صياغة لنقول قلية فيقولون من البديهي بالحس والمشاهدة ان هنالك موجودات اشياء موجودة هذا لا يشك فيه احد هذه الموجودات اما انها حدثت من نفسها واما احدثها محدث هذه الموجودات اصلا قبل ان نتكلم عن الحدوث هي حادثة. هذا ايضا لا شك فيه. لما؟ لان هذه هذا الحدوث نراه. نرى ان الشجرة لم تكن ثم كانت نرى الانسان لم يكن ثم ولد فكان. اذا الحدوث ثابت لا اشكال فيه فاما انها حدثت من نفسها هذا غير ممكن لما؟ لانها معنى ذلك انها وجدت من العدم. والعدم ليس شيئا لكي يكون محدثا لغيره واما انها احدثها محدث. هذا المحدث اما ان يكون نفس الشيء يعني الشيء احدث نفسه واما ان يكون من غيره اذا قلنا الشيء احدث نفسه هذا ايضا لا يقبل في بديهة العقل لان الشيء قبل ان يكون كان معدوما والمعدوم لا يمكن ان يكون محدثا. اذا الشيء لا يمكن ان يحدث نفسه. احدثه اذا محدث اخر هذا الذي احدثه هو ايضا يحتاج الى محدث. وهذا المحدث يحتاج الى محدث. وحينئذ يتسلسل ذلك والتسلسل في مثل هذا ممتنع. والتسلسل الى ما لا نهاية في مثل هذا ممتنع في بديهة العقل فاذا لا بد لهذه السلسلة ان تقف عند محدث اول. هو الله سبحانه وتعالى هكذا يصوبها علماء العقيدة ولهم في ذلك آآ تفصيلات كثيرة لكن المقصود عندنا هو الاشارة الى هذه دليل الخلق هذا تطور كما كان يصوغه علماء العقيدة والكلام بهذه الصياغة العقلية النظرية. بسبب المعارف العلمية الحديثة وايضا بسبب اه النقاش والجدال مع الملاحدة تطور هذا الدليل فظهر بصيغة مستحدثة هي ما يسمى ببرهان التصميم برهان التصميم هذا من اوائل من صاغه آآ احد الفلاسفة اللاهوتيين الغربيين آآ في اوائل القرن اسمه ويليام بالي نبدأ اه هذا البرهان بان نشير بان نذكر مثالا يقول هذا الشخص افرض معي ان شخصا يتجول في صحراء قاحلة بعيدة عن العمران وفي تجواله هذا وجد ساعة هو لنفترض انه لا يعرف معنى الساعة وجد ساعة في الصحراء اخذ هذه الساعة وتأملها فاكتشف امرا اول وهو ان لهذه الساعة وظيفة معينة فانها تدل او تدل الوقت او تشير الى الوقت فان حركة عقاربها تشير الى الوقت. ثم ايضا اكتشف معنى اخر او اطفيو الهواتف الله يرضي عليكم هواتف ما تصلح فالدروس العلمية فقلت يعني الحبل ينقطع سبحان الله فقلنا آآ الشيء الثاني اكتشف ان هذه الساعة ان عند فتحها هنالك مجموعة من الاجزاء الدقيقة جدا. كل جزء من هذه الساعة يساعد على اداء هذه الوظيفة. طيب اذا كان هذا الشخص عاقلا ماذا سيقول سيقول لا شك ان شخصا ما صنع هذه الساعة هذا لا اشكال فيه واضح طيب يقول برهان التصميم افرض انه بدلا من هذه الساعة هذا الشخص في واله وجد كائنا حيا ليكن مثلا وجد قطا او وجد سنجابا تأمل هذا الكائن الحي فوجده ايضا مكونا من اعضاء وهذه الاعضاء كل واحد منها يؤدي دورا يساهم في حفظ حياة هذا الكائن وفي اداء الوظيفة الاجمالية لهذا الكائن اذا كان هذا الشخص عاقلا فانه يقرر ماذا؟ يقرر انه لا فرق بين الصورتين وان هذا الكائن الحي ايضا هنالك من اوجده وصممه بطبيعة الحال بعض الناس قد يقول لكن هذا الشخص حين وجد الساعة ربما كان يعلم من قبل بان الساعات تصنع وبان هنالك اناسا حرفيين متخصصين في صنع الساعات نحن نقول مثال الساعة انما هو مثال افترض اي مثال اخر لو مثلا هذا الشخص قبل مئتي سنة مثلا يعني في زمن هذا ويليام بالي لو انه وجد هاتفا ذكيا من هذا النوع الذي عندنا وتأمله ورأى ما يؤديه من وظائف فانه يجزم بان هنالك شخصا صنعه. يستحيل ان يقول هذا الجهاز وان كان لم ير من قبل صانعا صنع هذا الجهاز لكنه في جميع الاحوال يقول لا شك ان هنالك من صنع هذا الجهاز هادي امور لا يمكن للعاقل ان ينفك عنها وايضا آآ هذا الجهاز الذي يراه يعني بعض الناس قد يقول لكن الكائن الحي من طبيعته ان انه يتناسل بينما الساعة لا تتناسى هذا ايضا غير مؤثر لو فرضنا انه وجد من قبيل الخيال العلمي انه وجد جهازا من طبيعته انه يتناسل بمعنى ان هذا الجهاز يولد منه جهاز اخر والجهاز الاخر يولد منه جهاز اخر. ايضا في هذه الحالة ايضا فانه يجزم بان هنالك صانع قد صنعوا حتى لو لم يعرف الوظيفة لانه في حالة الساعة قلنا عرف وظيفتها وهي الارشاد الى الوقت. حتى لو لم يعرف الوظيفة لو انه رأى يعني هاتفا ذكيا وتأمله رأى فيه الوانا ورأى فيه اشياء عجيبة يعني شاشة تضيء الى غير ذلك لم يعرف وظيفته وانه للاتصال ونحو ذلك مع ذلك فانه لا شك يجزم بان هذا الجهاز قد صنعه صانع ما نفس الشيء اذا تأمل الكائن الحي واخذ ولو مثالا صغيرا من اعضاء هذا الكائن اخذ العين وحدها وتدبر ترى صناعتها وما في هذه العين من اعضاء صغيرة دقيقة كلها تدور على بوظيفة واحدة هي وظيفة الابصار. وهذا يعلمه اهل الطب والتشريح هذه الدقائق الصغيرة يستحيل ان يتصور انه لم يصنعها صانع. فاذا برهان يبنى على هذا المثال مع الاشارة الى آآ ما يسمى بالاستدلال بافضل تفسير والاستدلال بافضل تفسير هذي قاعدة عقلية نمارسها في حياتنا اليومية دائما حين يقع شيء كون معين امامنا فاننا نسعى الى ايجاد افضل تفسير ونحكم بان هذا الشيء وقع بسبب هذا التفسير مثلا اذا آآ رأيت آآ خرجت من بيتك او رأيت امام ورأيت الشارع كله مبتلا بالماء افضل تفسير ان تقوله وقع مطر في الليل او اه مثلا رأيت اه شخصا امامك يعني انفه يرشح وعيناه محمرة افضل تفسير ان الرجل مصاب او بنزلة برد وهكذا هذا شيء نستعمله دائما. فنقول الاستدلال بافضل تفسير هذا اذا اعملناه في هذا السياق وصغناه صياغة منطقية فاننا نصل الى نتيجة لابد منها وهي اثبات وجود الصالح الى جانب برهان التصميم هنالك برهان اخر يذكره العصريون ايضا هو برهان الضبط الدقيق الضبط الدقيق. ما معنى هذا الضبط الدقيق؟ معناه ان هذا الكون مضبوط ضبطا دقيقا جدا لدرجة ان اي تغيير في واحدة من الثوابت الفيزيائية التي تحكمه ولو ان يكون هذا التغيير طفيفا فان ذلك يؤدي الى انهيار الكون او او الى عدم وجوده. ضبط دقيق جدا يعني لا يمكنني الان ان اخوض في تفصيل الامر. لكن فقط نستحضر هذا المعنى وهو ان الثوابت الفيزيائية هنالك ثوابت في الفيزياء تحكم هذا الكون مثلا سرعة الضوء ومثلا قوة الجاذبية وغير ذلك. هذه الثوابت تغيير صغير جدا فيها صغير يعني بدقة بالغة يؤدي الى ان الكون لا يمكن ان يوجد. مثال مثلا انتم يذكر الفيزيائيون قضية الانفجار العظيم الذي كان قبل مدة آآ قديمة جدا وانه تولد عنه آآ الكون كله الى خرزان. يقولون قوة الجاذبية هذه وهي التي تؤدي الى انجذاب المادة بعضها الى بعضها الاخر. هذه قوة يقولون لو ان قوة الجاذبية المعروفة لو انها كانت اقل مما هي عليه بجزء يسير جدا فان الكون لن يجتمع ابدا يعني الماء لان الجاذبية تقل. الكون سيتشتت. المادة ستتشتت. ولن المجرات ولا الكواكب ولا يمكن للكواكب ان توجد اصلا ولا للمجرات ان توجد ولا للنجوم ان تجتمع ولا لهذا الكون كله ان يوجد. تغيير صغير وبالعكس لو ان هذه القوة قوة الجاذبية كانت اعلى مما هي عليه جزء يسير جدا فان ذلك سيؤدي الى ان المادة ستتكاثف في نقطة صغيرة عظيمة الضغط و لن يتكون الكون ابدا. ففي الحالتين معا وهذا من من تدبر ايات الله المرئية في الجانب الفيزيائي والفلكي اه تدبر هذه الامور يدلك على هذا التصميم الدقيق الضبط الدقيق الذي ينضبط عليه الكون. وهذا لا يمكن ابدا ان يكون عن طريق الصدفة. لابد ان مصانعا قد صنع ذلك. ويتبين هذا بمثال اه يقال مثلا افرض معي ان هنالك اه قنبلة ستنفجر وانها قد ضبطت لكي تنفجر في وقت معين ليكون الساعة السادسة مثلا بالضبط وان هذا هذه القنبلة تتحكم فيها اداة تحكم فيها ارقام. ارقام متعددة مائة رقم او مائتي رقم وان هذا الانفجار لن يقع لن يقع على الساعة السادسة في حالة واحدة وهي ان تكون سلسلة الارقام التي تتحكم فيها موافقة لسلسلة معينة معروفة اذا كانت موافقة لن يقع الانفجار اذا لم تكن موافقة باي تغيير يعني صفر بدل واحد في اي رقم من هذه الارقام فان الانفجار سيقع وافرض ان التحكم في هذه الارقام متروك الى شيء عشوائي. مثلا ريح تتحكم فيها او شيء من هذا القبيل. يعني شيء آآ عشوائي ليس فيه آآ ضبط معين من شخص معين جاءت الساعة السادسة ولم يقع الانفجار معنى ذلك ان تلك الارقام موافقة بالضبط للسلسلة التي ينبغي ان تكون عليها ما الذي يقوله العاقل في هذه الحالة يقول بان هنالك شخصا هو الذي تحكم وانا كنت ملتفتا لا انظر هو الذي جاء في الساعة السادسة وتحكم في هذه الارقام فوضع كل رقم في الرقم الذي ينبغي ان يكون عليه. في القيمة التي ينبغي ان يكون عليها فيها ذلك الرقم والا بمحض الصدفة هذا يستحيل. بطبيعة الحال كلما كان عدد هذه الارقام كبيرا كانت الصدفة في هذا المجال نادرة الى درجة الاستحالة العقلية الى درجة الاستيلاء الاستحالة والامتناع العقلي. نفس الشيء في ما نحن بصدده. لانه حين نقول هذه الثوابت الفيزيائية. هذا الثابت اذا تغير بجزء صغير جدا. يعني بتعرف الفاصلة ووراءها اجزاء. جزء صغير جدا يؤدي الى انهيار الكون او الى عدم امكان وجود الكون فهذا كله هو الضبط الدقيق الذي يدل على انه يستحيل يستحيل بالمقياس العقلي الرياضي هنالك اناس متخصصون في قياسات الصدفة والاحصاء وغير ذلك ذكروا ان من الناحية الرياضية هذا شيء مستحيل. من الناحية الرياضية الاحصائية هذا شيء مستحيل. فلابد ان يكون هنالك صانع ما هو الذي ضبط هذا الكون بهذا الضبط. ونرجع الى آآ قضية الاستدلال بافضل تفسير هو الاستدلال بافضل تفسير نطبقه هنا افضل تفسير ممكن في هذا السياق هو ان هنالك مصمما مبدعا مدبرا لهذا الكون هو الذي ضبط هذه الثوابت التي لا يمكن التنبؤ بحتميتها من الناحية الفيزيائية هو الذي ضبط هذه الثوابت بحيث كان للكون ان يوجد هذا هو وبطبيعة الحال النقاش يطول في هذا المجال مع الملاحدة والملاحدة لهم اجابات يظهر منها عدم العلمية. كلجوئهم الى نظرية الاكوان المتعددة او غير ذلك. يعني ترى ان الرجل يكون فيزيائيا وعالم لكنه لانه لا يريد ان يقبل بوجود الله عز وجل لا يريد ان يقبل بالايمان تجده يضطر الى اختراع النظريات التي لا سبيل الى الاستدلال عليها ولا لا بالتجربة ولا بالعقل ولا باي شيء. فقط نظريات يأتي بها كي يدفع امكان الايمان ولكي يدفع هذا الشيء الذي يفزعه وهو ان وجود الله عز وجل بطبيعة الحال هذا يدلك ان في كثير من الاحيان سبب الالحاد ليس علميا وانما في الغالب يكون عاطفيا يعني الشخص لا يريد وان يؤمن بالله عز وجل يريد ان يكون ملحدا يلجأ لكل ما يمكنه ان يلجأ اليه لكي يدفع الايمان عنه اه برهان اخر هو برهان النبوات والشرائع. وهذه طريقة قوية جدا في الاستدلال على وجود الله عز وجل ولذلك ذكرها جماعة من المصنفين في هذا المجال كالبيهقي في آآ الاعتقاد والخطاب في الغنية عن الكلام واهله ونصره شيخ الاسلام ابن تيمية ونصره ابن القيم واستدل لها كثيرا وذكر انها من افضل الوسائل لاثبات اه اه وجود الله عز وجل. بالطبع هذا الدليل يدل على ماذا؟ يدل على صحة النبوة هذه الدلائل والنبوات تدل على صحة النبوة. لكن يمكن ايضا ان تستعمل في اثبات وجود الله عز وجل. وذلك اه لان هذه الدلائل دلائل النبوة هذه المعجزات المتعددة التي تدل على اه اه صحة ما جاء به الانبياء. هذه المعجزات هي خوارق للعادة. اليس كذلك هذه الاشياء التي تخرق العادة لا يمكن ان يفعلها الا او ان اه يقدرها الا من كان يملك العادة ويملك خرقها. هو الله سبحانه وتعالى لان الله عز وجل لانه مدبر الكون فانه هو الذي يملك وحده ان يخرق هذه السنن التي تضطرد في الكون كله. مالك سنن مطردة الانسان آآ من السنن المضطر الانسان يمشي على الارض لا يمكنه ان يطير في الهواء. لو فرضنا انه وقع طرق للعادة بطيران الانسان في الهواء من غير الة الى غير ذلك شي واحد يقولي الطائرة وكذا الان نحن نتكلم هنالك امور لا تغير. هنالك امور لا تتغير. الانسان من ذاته لا يمكن ان يطير. الانسان بالة نعم يمكن ان يطير. فاذا هاد الخرق للعادة انما يكون اثبات من بامكانه ان يخرق العادة لانه هو الذي وضع السنن التي يمشي عليها الكون فهو الذي يمكنه اذا ان يخرق هذه السنون ويغير هذه السنن التي اه يمشي عليها الكون كله. والامر الثاني ان دلائل النبوة وهي كثيرة ومتعددة وجمعها العلماء وصنفوها في مصنفات هذه الدلائل اذا دلت على صحة نبوة فمعنى ذلك انها تدل على صدق الانبياء اي على صدقهم في كل ما جاءوا به. ومن اعظم ما جاءوا به. بل اول ما جاءوا به اثبات وجود الله عز وجل. بل من بديهيات ما تبنى عليه الرسالات. فاذا ثبت لديك وهذا لذلك قلنا ان هذا الطريق آآ يعني طريق قوي جدا مما يدل على قوته ان اغلب الناس عبر التاريخ يصلون الى وجود الله عز وجل من طريق الرسالات يعني يأتيهم نبي او مرسل من الله عز وجل يستدلون على كونه صادقا ولا كونه رسولا نبيا بادلة متعددة دلائل مختلفة انطلاقا من هذه الدلائل يعرفون انه رسول انطلاقا من كونه رسولا يعرفون ان ما جاء به صحيح واول ما جاء به وجود الله عز وجل وربوبيته ثم ما بعد ذلك من آآ مما يدخل في باب الرسالة فلاجل ذلك قلنا ان هذا الدليل دليل قوي جدا وبطبيعة الحال وحتى اليوم هذا ليس في التاريخ فقط. حتى اليوم كثير من الناس او اكثر الناس يؤمنون من طريق الدين يؤمنون من طريق الدين. حين نقول من طريق الدين اي من طريق الرسالة والوحي ها؟ والقليل جدا من يؤمن بغض النظر عن الديانات كلها وعن الرسالات كلها وعن الوحي وانما اه يبدأ في استدلالات عقلية وعلمية حتى يصل الى الايمان وقد يتدين وقد لا يتدين لكن الغالب على الناس هو هذا. فاذا الله عز وجل وصف هذه الدلائل وهذه المعجزات وصفها بالايات ووصفها بالبينات ووصفها بالبصائر. آآ فهذا كله يساعد في هذا الامر. وايضا ليس فقط دلائل النبوة بل حتى ما يقع لاتباع الانبياء ما يقع لاتباع الانبياء من كرامات من اجابة الدعاء هذا كله يساعد على اثبات صحة الرسالة وعلى اثبات وجود الله عز وجل. وهذا شيء هذا ليس دليلا عقليا لكنه دليل يعلم بالذوق والتجربة. من ذاقه عرفه من جربه عرفه من رآه رأي العين عرفه اجابة الدعاء مثلا هذا من اقوى ما يستدل به على وجوب الله عز وجل. وهذا شيء يقع لكن يقع لمن اقبل عليه لا على سبيل تجربة لان بعض الناس يريد ان يجرب هذا مخطئ خطأ شنيعا وجسيما جدا يجرب الله عز وجل. ان كنت يا رب موجودا فاجب دعائي. لا الامور ما تكون بهذه الطريقة لكن الذي يقبل بنية صالحة وبقلب مخبت. ويدعو ويرى اجابة الدعاء رعاية الله له حفظ الله له عصمة الله له الرعاية الربانية التي تحيطه من كل جانب حين يرى هذا كله لا تزعزعه اعاصير ملحدين المستدلين بالعقليات وما دونها على عدم وجود الله عز وجل. لا يتأثر بذلك. لان القلب اذا طأن معرفة الله عز وجل فانه يستحيل ان تؤثر فيه الادلة وان كانت عقلية او علمية او اه كيفما كانت هذه الادلة فان اجابة الدعاء مهم جدا. بل هنالك امور كقول بعضهم في في القديم عرفت الله بنقض العزائم عرفت الله بنقض العزاء. بمعنى انه الشخص يكون عازما على شيء ان يفعله فاذا به ينتقد عزمه ويجد انه موسى آآ يفعل خلافه او يترك الفعل الاول ما الذي غيره هذه التغييرات هذه التقديرات مشاهدة هذا بالقلب لا بالاستدلال العقلي هذا هو الخطأ الذي يقع فيه بعض الناس يريد ان يستدل في هذا المقام بالادلة العقلية الكلامية او العلمية لا النظر الى هذه الامور بدليل القلب يساعد على معرفة الله سبحانه وتعالى وايضا دلائل النبوة ليست مختصة بالمعجزات وخوارق العادة وانما تشمل امورا كثيرة كاخبار الانبياء الاخبار المستقبلية كاخبار بالغيبيات مثلا انتصار الانبياء والرسل وانتشار دعوتهم في الناس وانتشار دعوتهم في الافاق وما اشبه ذلك. كل ذلك يدل على هذا المعنى. اذا قلنا برهان النبوات يأتي يأتينا ايضا هنا برهان الشرائع الشرائع تدل على وجود الله عز وجل. حين نقول الشرائع نقصد بذلك الشرائع الربانية حين تتأمل منصفا شريعة رب العالمين. وتقارنها بالقوانين التي يضعها الناس ويخترعها الناس ويتواضعون عليها منذ اوائل القوانين غير الالهية في القديم الى هذا الزمن يعني من القوانين القديمة جدا المغرقة في القدم الى القوانين الوضعية التي يتواضع عليها الناس في زمننا هذا. قارن هذا الاجتهادات بين قوسين البشرية قارنها بالشريعة الربانية. ولكن بانصاف وبتدبر وبعلم ان بعض الناس يقارن يشيل المقارنة عنده ياخد قانون من هنا وشريعة من هنا ويقول الا هذا افضل وانتهينا لا احاطة تامة هذا معنى العلم تحيط بالشريعة وتحيط بما يقابلها. وتتأمل فتصل الى النتيجة. تجد انه يستحيل ان تكون هذه الشريعة من وضع البشر لابد لان ما تتضمنه هذه الشريعة الربانية من صفات وميزات يجعلها لابد من لدن الله عز وجل من ذلك من هذه الميزات وهي كثيرة جدا لكن من بينها الاستيعاب والشمول هذه الشريعة خلافا لكل القوانين مستوعبة لجميع احوال الناس وما يحتاجون اليه في في الصغير والكبير في النقيل والقطمير الشمول لكل شيء لاحوال الفرد لاحوال المجتمع لاحوال الامة لاحوال الدول للاسرة من الوضوء والطهارة الى احكام السياسة الشرعية. هذا الاستيعاب والشمول لا يوجد في قانون ابدا. هنالك قوانين تضبط القوانين الخارجية قوانين الجنايات قوانين كذا لكنها مقصرة في جوانب مثلا السلوك الفردي في جوانب النفس الامور النفسية النفوس وامور امراض القلوب وعلاجها وهكذا. ما تجد هذا الاستيعاب والشمول الا في شريعة رب العالمين. ايضا المرور بونة في تعاملها مع الوقائع المتجددة هذه الشريعة منذ ان انزلها الله سبحانه وتعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. الى زمننا هذا وهي مستعدة للتعامل مع اي مستجد كيفما كان هذا المستجد. كل واقعة تنزل. الان الى الى الوقت الذي نتحدث فيه. يخترع الناس اشياء في المعاملات المالية في الامور الطبية في العلوم الحديثة في التعامل بين البشر نظريات حقائق علمية الى اخره. هذا كله تجد لله فيه حكما. انطلاقا من ماذا؟ انطلاقا من اصول بنيت عليها هذه الشريعة. هذا معنى المرونة ليس الشريعة ليست الشريعة شيئا صالحا لزمن ماض ثم هو اذا جاءت الوقائع المستجدة لم يعد صالحا له ولهذا نقول ان من الميزات الصلاحية لكل زمان ولكل مكان. ولذلك نجد الشريعة صالحة لجميع الاماكن الدنيا دون فرق يتعامل بها البدو في الصحراء وفي الفيافي والقفار ويتعامل بها المتحضرون في اعتى المدنيات الحديثة ويتعامل بها النساء والرجال والاطفال والصغار في كل بلد في كل حين. هذه هذه التي لا توجد لقانون اخر ثم ايضا من الميزات التوازن التوازن في الشريعة الربانية توازن واضح بين امور كثيرة مثلا توازن بين الدنيا والاخرة هذا لا يوجد في القوانين التي يجتهد في ايجادها البشر فان الغالب عليهم بل يكاد يكون امرا مطردا انهم يبحثون في امور ماذا؟ في الامور المادية في امور دنيا كهذه القوانين والشرائع التي يتعامل بها الناس اليوم القوانين الوضعية غير الشرعية. امور مادية دنيوية مقابل نجد اناسا يتحدثون في امور الزهد والعبادة وغير ذلك لكن لا ليس لديهم ليس ليست لديهم قدرة على التعامل مع الامور المادية. هذا التوازن بين الامرين الذي لا يجعل من الانسان زاهدا في المال وفي الدنيا الى درجة الرفض والإنكار ولا يجعل من الانسان مقبلا على الدنيا الى درجة الذوبان فيها. هذا التوازن لا يكون الا في شريعة الرب سبحانه وتعالى وايضا التوازن بين آآ الفرد والمجتمع بين الفرد والجماعة. مفهوم؟ ما عندناش في الشريعة اه تعظيم شأن الفرد على حساب الجماعة وللعكس اللي هو ماذا؟ اللي هو عدم اعطاء الفرد حقه في سبيل مصلحة الجماعة كما نراه في كثير من الاديولوجيات المنتشرة وقت من الاوقات الموازنة بين الجسد والنفس الى غير ذلك. فالمقصود ان تأمل الشرائع وهذا في الحقيقة امر يقول جدا دراسته تكون بدراسة الفقه بطبيعة الحال. وتكون ايضا بدراسة الوحي القرآن والسنة لتفهم هذه الشريعة الربانية. فهذه الشريعة تدل على انها ربانية. هي بنفسها تدل على انها ربانية وانها لا يمكن ان تكون من لدن بشر لاننا رأينا ما يصنعه البشر حين يجتهدون وقارناه بهذه الشريعة فوجدنا البون الشاسع فحكمنا بان هذه الشريعة لا يمكن وان تكون من من البشر وان لم تكن من البشر فانها من الله سبحانه وتعالى وهذا هو المقصود. بطبيعة الحال ما ذكرناه هنا لا يعدو ان يكون نتفاء وفي كل برهان من هذه البراهين كتب كثيرة ومؤلفات ومجلدات كثيرة في تفصيل دليل واحد في مناقشة ما يمكن ان يرد عليه. لكن المقصود عندي المقصود الاسمى هو ان لا اخلي درس العقيدة من هذا المبحث لما؟ لانني ارى ان هنالك تقصيرا فيه وان من اللازم ان تصبح دروس العقيدة تتحدث يعني بشيء يسير حول هذا المبحث لانه من المباحث التي يحتاج اليها كثيرا نسأل الله عز وجل ان ينفعنا بما علمنا واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وهوى وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى