رحمة سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اه في لقائنا هذا بالعقيدة نبدأ في شرح قول المصنف رحمه الله تعالى باب ما تنطق به الالسنة وتعتقده الافئدة من واجب امور الديانات. فاذا هذا الباب الاول من هذه الرسالة القيروانية وقد عقده للعقيدة وجعل عنوان ذلك باب ما تنطق به الالسنة وتعتقده الافئدة اي ان المذكور في هذا الباب من امور العقائد هو الامور الواجبة التي يجب نطقها باللسان واعتقادها بالجنان اي بالقلب ولم يذكر هنا عمل الجوارح وليس زلك لانه سلك كما قد يظن مسلك المرجئة الذين يخرجون العمل من مسمى الايمان كيف ذلك؟ وقد صرح في الرسالة نفسها بعد حين وسيأتينا ذلك ان شاء الله تعالى صرح بما يعتقده اهل السنة من ادخال العمل في مسمى الايمان فإذا لا متعلق مرجئية بكلامه رحمه الله تعالى هنا وذلك انه لم يذكر عمل الجوارح لان كلامه عن العقائد التي اصلها ان تعتقد ان يعقد عليها القلب وان ينطق ببعض ذلك في اللسان ولا مدخل لاعمال الجوارح هنا فلاجل ذلك لم يذكره. لكن الايمان في ذاته لا يوجد الا بأركانه الثلاثة اعتقاد القلب ونطق اللسان وعمل الجوارح وملخص ذلك قول السلف رحمهم الله تعالى الايمان قول وعمل ويجود وينقص لكن سيأتي هذا في موضعه ان شاء الله فقال باب ما تنطق به الالسنة وتعتقله الافئدة من واجب امور الديانات اي الكلام هنا عن الامور الواجبة من امور الديانة اي مما يدين المكلف به ويجعله قربة وعبادة يتعبد الله عز وجل بها فالواجب قد ذكرنا هذا في درس سابق فصله في اللغة من وجبة اذا سقط لازما مكانه كما في قول الله عز وجل فاذا وجبت جنوبها اذا سقطت لازمة موضعها ثم الواجب كالاصطلاح قوة المأمور او ما يطلب ما يطلب فعله طلبا جازما ما يطلب فعله طلبا جازما فيفترق بذلك عن المستحب الذي يطلب فعله طلبا غير جازم وعن المحرم الذي يطلب تركه طلبا جازما وعن المكروه الذي يطلب تركه طلبا غير جازم واما الاباحة فا اضيفت للاقسام التكليفية للاحكام التكليفية من باب تتميم القسمة او لاسباب اخرى يذكرها الاصول اليوم فاذا هذا معنى الواجب والواجب ما ثمرته؟ ثمرته انه يثاب فاعله ويستحق العقاب تاركه يستحق العقاب تاركه. نعم ثم ذكر في هذا الباب الامور التي تدخل في هذا المعنى واول ذلك كلمة الاخلاص اي كلمة لا اله الا الله وعقد ذلك بقوله من ذلك الايمان بالقلب والنطق باللسان ان الله اله واحد لا اله غيره لا شبيه له ولا نظير له ولا والد له ولا ولد له ولا صاحبة له ولا شريك له فنفى عنه اه امورا سبعة سبحانه وتعالى وهذه الامور السبعة المنفية كلها مما يستلزم نفيها كمالا لله عز وجل وذلك ان النفي في ذاته ليس كمالا. وهذه قاعدة مهمة اه ينبغي فهمها وهي من قواعد اهل السنة في ابواب الصفات وهي ان النفي المحظى ليس مما يمدح به النفي المحض ليس مما يمدح به وانما يكون مما يمدح به اذا كان متضمنا لكمال فيكون النفي متضمنا لكمال مثال ذلك من الوارد في القرآن الكريم قول الله عز وجل في اية الكرسي اه اه الله لا اله الا هو الحي القيوم اية لا تأخذه سنة ولا نوم. هذا نفي او ليس نفيا ما فيه نفى رب العزة جل جلاله عن نفسه السنة والنوم لما كان هذا مدحا لانه متضمن لكمال قيوميته سبحانه وتعالى لا تعرضوا لله عز وجل سنة ولا نوم ومعنى ذلك انه قيوم السماوات والارض وقائم على السماوات والاراضين فكمال قيوميته يقتضي نفي السنة والنوم. فكان هذا نفيا محمودا فكان هذا نفيا محمودا ولذلك النفي في كتاب الله عز وجل نفي في مجال الصفات في كتاب الله عز وجل قليل اذا قورن بالاثبات فالغالب في القرآن الكريم اثبات الصفات فتزكر الصفات وتذكر الاسماء المتضمنة للصفات واما النفي فقليل يعد على رؤوس الاصابع وذلك لانه لا يكون النفي مدحا كما ذكرنا الا لتضمنه اثبات كمال الا لتضمنه اثبات الكمال وهذه الطريقة وهي طريقة القرآن مخالفة لطريقة جماعة من اهل البدع الذين جعلوا باب الصفات مبنيا على النفي لا على الاثبات فلذلك تراهم يكثرون عند ذكر صفات الله عز وجل من انواع النفي فيذكرون مثلا ان الله سبحانه وتعالى ليس جسما ليس جوهرا ليس عرضا آآ ليس داخل العالم ليس خارج العالم ليس آآ العالمي ليس منفصلا عنه ليس كذا ليس كذا الى غير ذلك. حتى انهم في عقائدهم يدبجون الصفحات الطوال في النفي ثم اذا جاءوا للإثبات لم يثبتوا شيئا النظر في طريقتهم هذه ومقارنتها بطريقة القرآن الكريم تدل على ان هذه الطريقة محدثة مبتدعة لا اصل لها في كتاب الله عز وجل ولو ان القوم ارادوا ان يتبعوا طريقة القرآن لاثبتوا ما اثبته والقرآن الكريم ما اثبته الله لنفسه وما اثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الخلق بربه سبحانه وتعالى ولم يذكروا من النفي الا ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم او ما كان نفيا اه لابد منه او ما كان نفيا لابد منه وانما يؤتى بهذا النفي عند الحاجة لذلك كأن يعرض لشخص عامي او لشخص مبتدع او لشخص كيفما كان تعرض له شبهة في مجال الصفات فيثبت صفة لا اصل لها في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانت تحتاج الى نفي ذلك. فهذا نفي جاءت به الحاجة. لكن ان تبدأ اه تقريرا هذا الباب كله باب الاسماء والصفات. بالنفي بدلا من الاثبات فهذا مخالف لمنهج القرآن الكريم فاذا قال من ذلك الايمان بالقلب والنطق باللسان ان الله اله واحد اه الكلام هنا اذا على كلمة الاخلاص وهي كلمة لا اله الا الله وكلمة الاخلاص هذه هي مفتاح الايمان وهي الكلمة التي بنطقها يدخل الانسان الى الاسلام ويثبت له عقد الايمان وهي كالمفتاح لابد له من اسنان لابد له من اسنان ليفتح الباب فاذا اتى الشخص بالكلمة نطقا مجردا ولم يشفع ذلك بما تقتضيه الكلمة من عقد قلبي من اعتقادات اه اعمال قلوب ومن عمل جوارح داخل في باب الايمان الواجب لم تكن الكلمة كافية في اثبات عقد الايمان لكنها تفتح الباب له لكنها تفتح الباب بمعنى ان هذه الكلمة لاهميتها من قالها فانه دخل الى الاسلام. وثبت له حكم الاسلام. ثم بعد ذلك طالبوا بالواجبات بحسب اه ما اه بحسب ما يعرض من ظروف تلك الواجبات فاش خصهم مثلا اسلم قبيل صلاة الظهر يؤمر بالوضوء عند الاذان تشتغل تنشغل ذمته بصلاة الظهر. فحين يؤذن للظهر يجب عليه حينئذ ان يتطهر وان يصلي الظهر وهكذا اذا كان له مال ومر عليه حول وكان المال فائتا العصام امر بالزكاة. وهكذا اذا كان في رمضان امر بصوم رمضان وهكذا لكن المقصود ان لا اله الا الله تدخله الى الإسلام ثم بعد دخوله الى الإسلام يؤمر واجبات الدين بحسب مراتبها المعروفة اذا لا اله الا الله هي المفتاح وورد في فضلها ما لا يحصى من الادلة اه من الكتاب والسنة وغير ذلك هذه الكلمة ما معناها؟ لا اله الا الله فيها نفي واثبات فيها نشر واثبات فلفظة لا هذه هي التي تسمى عند اهل النحو لا التي لنفي الجنس او النافية للجنس وهي تحتاج الى اسم وخبر. فتقول لا رجل في الدار رجل هذا اسمها والخبر محذوف متعلق بالجر مجرور متعلق بمحذوف هو الخضار وتقطير الكلام لا رجل كائن في الدار او مستقر في الدار او ما اشبه ذلك فإذا في الدار جاره مجرور متعلق بالمحذوف اللي هو كائن او مستقر اه هو الخبر فإذا لا هذه التي تنفي الجلسة لابد لها من اسم وخبر في كلمة الاخلاص عندنا لا اله الا الله فاله هذه هي شمولة. ولذلك احتجنا الى تقطير الخبر اتجنا الى تقدير الخبر فلو قدرنا الخبر كما يقدره بعض الناس موجود لاشكل علينا ذلك بحسب ما نعرفه من تعريف لفظة اله كما سيأتينا ان شاء الله تعالى ولذلك فاننا لا نقدره موجود وانما نقدره حق وسبب ذلك ان لفظة اله معناها معبود وكنا قد ذكرنا في لقاء سابق ان الهيئة له او الا هيأ له اه بمعنى عبدة يعبدون وان في القرآن الكريم ويا ترك في قراءة ويا زرك والهتك اي وعبادتك بدلا من القراءة المعروفة وزرك وآلهتك قرأ في ابن عباس ويزار كولهتك اي وعبادتك الالهة عبادة. وذكرنا بيت رؤبة بيت العجاج المشهور لله در الغاليات المدعي سبحن واسترجعنا من تأله اي من تعبده في التأله التعبد واله فعال بمعنى مفعول اي بمعنى معبود فاله معناه معبود وحين اقول اذا لا اله اي لا معبود فلو قلنا موجود هو الخبر لكان معنى ذلك لا معبود موجود والحق ان المعبودات وجودها لا يمكن نفيها بل هي كثيرة جدا النصارى يعبدون المسيح عليه السلام وبعض الطوائف تعبد القبور او تعبد بعض الاصنام او تعبد بعض الالهة والمشركون يعبدون الاوثان وقد يعبد الشخص هواه وقد يعبد ملكا من الملائكة وقد يعبد بعض الناس الجن وهكذا فإذا المعبودات موجودة لا فيها فلا يمكن ان يكون الخبر موجود فتعين ان يكون الخبر حق لا اله حق لا معبود احق الا الله عز وجل فالله سبحانه وتعالى معبود حق وما سواه من المعبودات معبودات باطلة او لا معبود بحق ولكن الافضل ان يكون حق لكي لا نحتاج الى تقدير اخر لاننا اذا قلنا بحق صار لدينا جار مجرور هو الذي نجعله متعلقا بالمحذوف فإذا هذه الكلمة متضمنة اذا لنفي واثبات فالنفي هو نفي الالهة والاثبات هو اثبات اله حق. واحد والله سبحانه وتعالى وصيغة النفي والاثبات او النفي والاستثناء عند البلاغيين تفيد معنى الحصر فحين تقول اه مثلا اه لا رجل قائم فانك افدت معنى الحصر لا رجل اه قائم الا زيتا فانك افدت معنى الحصر. اي حصرت القيامة في من؟ في زيد فكذلك هنا حين نفيت واثبت حصرت استحقاق العبادة ماشي حصرت العبادة او العبودية او كذا حصرت استحقاق العبادة في الله عز وجل كما لو قلت الله مستحق لان يكون معبودا ولا يستحق غيره ان يكون معبودا فهذه معنى لا اله الا الله الله يستحق ان يكون معبودا يستحق العبادة ولا يستحق غيره العبادة لا يستحق غيره ان يكون معبودا فهذا هو معنى لا اله الا الله ومعنى الحصر المأخوذ من النفي والاثبات فيها وهذه الصيغة معروفة. صيغة النفي والاثبات وردت في غير لا اله الا الله. وهي في ايات كثيرة ورد فيها اه اه الكفر بالطاغوت والايمان بالله. والكفر بالطاغوت والايمان بالله. كما في قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعورة الوثقى والانفصام لها فبدأ بالنفي وهو الكفر بالتفاوت وجاء بعده بالاثبات وهو الايمان بالله عبادة الله عز وجل قال هذه العروة الوثقى هذه هي الشيء الذي اذا تمسكت به فقد تمسكت بالدين الناصع الصحيح فإذا الكفر بالطاغوت الطاغوت اختلفوا في تعريفها اقوال كثيرة لكن الأولى ان يكون جامعا لكل تلك المعاني لأنها ليست من قبيل الاختلاف التضاد ولكنها من قبيل اختلاف التنوع. فكل تلك الاشياء التي يذكرونها داخلة في معنى الطاغوت. فمن الطاغوت الشيطان وعلى رأس الطواغيت الشيطان. وهو يعبد من دون الله عز وجل ثم كل الأشياء التي تعبد من دون الله سبحانه وتعالى او تحاكم له من دون عز وجل وتدخل ايضا في معنى الطاغوت. فمن يكفر بالطاغوت اي فمن اه ينفي عن الطاغوت استحقاق العبادة والاتباع ويؤمن بالله ان يثبت ذلك لله سبحانه وتعالى دون غيره فقد ارتكب العبوة المثقفة فإذا معنى النفي هو الإثبات كما قلنا معنى موجود كثير في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعليه يقوم معنى كلمة الاخلاص. كلمة الاخلاص المتضمنة لمعنى النفي والاثبات هي مما اتفق عليه كل الانبياء والرسل فكلهم بعثوا بهذا المعنى. كما قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ونعبد الله واجتنبوا الطاغوت. فجميع الانبياء والمرسلين لب دعوتهم ومضمونها الاكبر هو عبادة الله وترك عبادة ما سواه. من الالهة الباطلة. ثم حين ذكرنا ان لا اله الا الله معناها لا معبود حق الا الله. اه وجب ان نقف عند هذه العبادة. ما معناها فاعلم ان العبادة في اصل اللغة من مشتقة من معنى تزلل كما تقول طريق معبد اي مذلل وكما تقول آآ آآ جمل معبد اي مدلل. وكما يقال فلان عبد لسيده اي هو ذليل مذلل له يأمره بما يشاء وينهاه عما يشاء. فهذا اصل معناها في اللغة. واما معناها في الاصطلاح فينظر الى ذلك بنظرين اثنين. اولهما معنى التعبد وثانيهما معنى المتعبد به الشيء الذي يتعبد به. فاما معنى التعبد فافضل ما يقال في معنى العبادة انها كمال الحب مع كمال الحب لله تعالى مع كمال والتعظيم. الجمع بين هذه الامور الثلاثة. المحبة والتذلل والتعظيم لله عز وجل التذلل لله عز وجل محبة وتعظيما. كمال التذلل لله عز وجل محبة وتعظيما من تذلل لله دون حب كانت عبادته ناقصة بل لم يكن عابدا لله حق عبادته لان تذلله هذا مبني على خوف من جبروت الله عز وجل ولابد مع الخوف من محبة كما ذكرنا وكذلك من عبد من تذلل لله اه احبه لكن لم يعظمه لم يوقره اه لم يعرف له حقه سبحانه وتعالى فكذلك تكون عبادته ناقصة. ولا تتم العبادة الا ان اجتمعت فيها هذه الامور الثلاثة فهذه اذا هي العبادة بمعنى التعبد بمعنى المصدر عبد الله عبادة اي تذلل له كمال التزلل مع المحبة والتعظيم. واما الشيء الذي يتعبد به فلديكم التعريف المعروف والمشهور لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى الذي قال والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. العبادة بمعنى الشيء المتعبد به هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. فاذا هذا هو العبادة بمعنى الشيء اذا عرفنا العبادة بهذين الاعتبارين فان العبادة ينبغي ان تصرف يجب ان تصرف لله وحده دون من سواه. ومن صرف شيئا من هذه العبادة لغير الله عز وجل فقد اشرك. فالشرك اذا في باب توحيد الالوهية هو صرف شيء من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى اصلا هذا المعنى واضح يعني ان صرف شيء من العبادة لغير الله عز وجل يكون شركا بالله سبحانه وتعالى. وهذا يجرنا الى التوحيد لاننا ذكرنا هنا معنى كلمة الاخلاص ومعنى كلمة الاخلاص هو ما يسمى في الاصطلاح توحيد عبادة او توحيد الالوهية وقد ظل الاستقراء على ان التوحيد ينقسم الى اقسام ثلاثة هي توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات فلو سألنا سائل هل هذا التقسيم وهذه المصطلحات الثلاثة موجودة في القرآن او في السنة وحتى في كلام السلف. فالجواب ان هذا مما يعلم بالاستقراء وفائدته تيسير العلم وضبطه وترتيبه كما اننا لا نجد في كتاب الله او في سنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بذكرى كثير مما يذكره الفقهاء كتقسيم الفقه الى عبادات ومعاملات ذكر اقسام اه سنن الصلاة ومستحباتها وفرائضها وذكر نواقض الوضوء بهذا الاسم وبهذا الاصطلاح وبهذا التقسيم وما اشبه ذلك من التقسيمات والترتيبات والاشباه والنظائر التي يذكرها العلماء لتيسير العلم ويأخذونها من استقراء الكتاب والسنة فإذا لا ينكر على من اتى بهذا التقسيم الا ان كان مضمونه خطأ كأن يثبت توحيدا لا اصل له او ينفي توحيدا لا اصل له في الكتاب والسنة اما اذا احاط بانواع التوحيد فقسمها الى قسمين او ثلاثة او اربعة او الى ما شاء مادام لم يدخل فيها الا توحيدا قد دل عليه الكتاب والسنة. وما دام لم يخرج منها قسما قد دل عليه الكتاب والسنة فان فعله صحيح ولذلك فاهل السنة حين يقسمون التوحيد الى هذه الاقسام الثلاثة منهم ايضا من يقسمها الى قسمين فيقول التوحيد ينقسم الى توحيد معرفة واثبات وتوحيد طلب وقصد توحيد معرفة واثبات هو الذي به تعرف ربك سبحانه وتعالى وتثبت له ما يجب اثباته من الاسماء والصفات. فاذا توحيد المعرفة والاثبات يشمل توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات واما توحيد الطلب والقصد فهو توحيد فيه طلب المكلف لربه سبحانه وتعالى. وقصد المكلف الى ربه سبحانه وتعالى بالعبادة. فهو اذا مرادف لتوحيد الالوهية ويسمى ايضا توحيد العبادة فانت ترى انك يمكن ان تقسم التوحيد الى قسمين او الى ثلاث او الى اربعة ان شئت لا لا يضر ذلك اذن دلل الاستقراء على تقسيم التوحيد الى هذه الاقسام الثلاثة. فاما توحيد الالوهية فقد ذكرناه واما توحيد الربوبية فهو افراد الله عز وجل بافعاله من خلق ورزق وتدبير وما اشبه ذلك وذلك ما مختصر في قول الله سبحانه وتعالى الا له الخلق والامر؟ الا له الخلق والامر فالخلق واضح وهو ان الله خالق الكون ويدخل في ذلك خلق افعال العباد كما سيأتين في باب القدر والامر نوعان امر كوني وامر شرعي فالامر الكوني هو تقدير كل ما يكون في الكون ولا يكون الا بتدبير من الله عز وجل على وفق حكمته سبحانه وتعالى فما يكون شيء في الكون الا بامره الكوني سبحانه وتعالى. الذي يقول للشيء كن فيكون فحين ترى ما يتحرك في هذا الكون من انسان وبهائم وانواع يعني هذا المطر الذي يسقط وهذه السحب التي تتخلق ثم تتحرك ثم تكون ديمة وتسح بالماء وما يكون في الكون من افعال يفعلها الناس ويفعلها غيرهم من المخلوقين وما يكون في هذه الافلاك من حركات للكواكب والنجوم وما اشبه ذلك. وما يكون في دواخل الكائنات الحية من تدبير لماذا؟ لهذه الخلايا الصغيرة كل ذلك مما لا يحيط به عد ولا يأتي عليه حصر يدخل في باب الأمر الكوني واما الامر الشرعي فهو الامر والنهي اي الاحكام الشرعية الشرائع التي انزلها رب العزة جل جلاله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فالحلال والحرام اي الشرائع الالهية ايضا داخلة في معنى توحيد الربوبية الا له الخلق والامر؟ فكما ان الله عز وجل هو الذي خلق الكون فهو الذي يدبره وهو الذي يأمر الناس باتباع شرائعه في التعامل فيما بينهم فهذا كله داخل كما قلنا في توحيد الربوبية. اذا افراد الله عز وجل الخلق والرزق والتدبير والامر الكوني والشرعي كله وهذا التوحيد مجملا لم يخالف فيه مشركو قريش الذين ارسل اليهم محمد صلى الله عليه وسلم. فانه في الاصل كانوا يقرون بهذه المعاني وانما كان نفصل النزاع بينهم وبين محمد عليه الصلاة والسلام هو في توحيد الالوهية. ومعنى ذلك انهم كانوا يقروا ان الله هو الذي خلق السماوات والارض كما قال الله سبحانه وتعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فهم مقرون ان الله هو الخالق هو الرازق هو المدبر لكنهم ينازعون في افراده بالعبادة ويقولون هذه الالهة التي نعبدها انما نعبدها لاي شيء لتقربنا الى الله زلفى. اي لتكون واسطة بين وبين رب العزة جل جلاله. فهم لا يسوون بين الله عز وجل وبين تلك الالهة والاصنام التي يعبدونها. لا يسوون بينها يعرفون ان الله هو الخالق الرازق والمدبر للكون. لكن يقولون نحن نتقرب اليه بعبادة هذه الاصنام ها ما نعبدهم الا لتقربنا الى الله زلفى. لتكون كالواسطة والقربة التي بها نتقرب الى الله سبحانه وتعالى. اذا مشركو قريش ومشرك العرب الذين اه ارسل اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون مجملا لا في التفصيل لكن مجمل لا يقرون بتوحيد الربوبية لعند التفصيل لا شك ان عندهم اشكالات في توحيد الربوبية ايضا وعندهم شرك في توحيد الربوبية ايضا لكن مجملا يقرون بكثير من مما يدخل في باب توحيد الربوبية ككون الله عز وجل هو الخالق مثلا لكن ذلك لم يشفع لهم ولم ينفعهم ما داموا مقصرين فيما في باب توحيد العبادة وانت ترى ان كثيرا من مناقشة القرآن للمشركين تكون بالزامهم بتوحيد العبادة انطلاقا من كونهم مقرين بتوحيد الربوبية بمعنى النقاش معهم يكون بما يكون بما ان يا ايها المشركون انتم تقرون بتوحيد الربوبية فيلزمكم ان توحدوا في العبادة اي ان تفرضوا الله عز وجل بالعبادة وهذا يدلك على معنى العلاقة بين هذه الاقسام الثلاثة من التوحيد فتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الالوهية ايضا توحيد الاسماء والصفات مستلزم لتوحيد الالوهية. كيف ذلك؟ اذا قررت ان الله عز وجل هو الخالق الرازق والمدبر. هذا توحيد الربوبية واذا اقراص ان الله عز وجل متصف بهذه الاسماء العظيمة الحسنى. وبصفات الجلال والكمال. فهذا كله يجعلك تعبد وتفرده بالعبادة لانه لا شيئا من المعبودات الباطلة يوازيه لا في الربوبية ولا في الاسماء والصفات فهذا معنى قولنا ان توحيد المعرفة والاثبات الشاملة للربوبية والاسماء والصفات يستلزم ماذا؟ توحيد ايش؟ توحيد الالوهية وتوحيد الالوهية متضمن لتوحيد الربوبية والاسماء والصفات. كيف متضمن اذا كنت تعبد الله عز وجل ولا تعبد معه غيره تفرده بالعبادة فهذا يقتضي ان يتضمن ماذا؟ انك قد اسبت لله لم تثبت لتلك المعبودات الباطلة فاثبت ان الله مستحق للعبادة دون غيره. لما هو مستحق للعبادة دون غيره؟ لانه هو الرب والخالق الرازق المدبر هو المتصل بالاسماء الحسنى او بالصفات العلى فلاجل ذلك افردته بالعبادة دون غيره من المعبودات الباطلة. فاذا توحيد الالوهية متضمن لتوحيد الربوبية والاسماء والصفات. وتوحيد الربوبية والاسماء والصفات مستلزم لتوحيد الالوهية لكن حين نقول هذا متضمن وهذا ملتزم على جهة الاجمال لا على جهة التفصيل. لانه مثلا حين نقول ان توحيد الالوهية يتضمن توحيد الاسماء والصفات. هذا على جهة اجمال اللي كان يعبد الله ويفرده بالعبادة هذا يتضمن انه يثبت لله الاسماء والصفات ذات الكمال صفات الكمال واسماء الكمال. لكن تفصيل هذه الاسماء وتفصيل هذه الصفات هذا لا يدرك الا بالوحي. لا سبيل اليه الا بتوقيف من الوحي. مفهوم هذا على جهة الاجماع بينهما علاقة تضامن والتزام لكن على جهة التفصيل لابد من الوحي. الوحي هو الذي يفصل هذه الامور. يفصل الاسماء يفصل الصفات الربوبية ايضا يفصل الخلق والامر الكوني والشرعي وهكذا في الالوهية ايضا يفصل ما هو من العبادة وما ليس من العبادة وما يكون شركا وانواع الشرك شرك اصغر وشرك اكبر وما اشبه ذلك. طيب اذا هذه هي اقسام التوحيد. قلنا الربوبية. قلنا الالوبية. ثم توحيد الاسماء والصفات. وهو ان يثبت الله ان يثبت العبد لله اه ما اثبته لنفسه او ما اثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات دون ولا تأويل ولا تحريف. ودون تشبيه ولا تمثيل. اهو وسيأتينا بالتفصيل ان شاء الله تعالى في موضعه معنى هذه الالفاظ معنى التحريف معنى التأويل معنى التعطيل معنى التشبيه التمثيل الى غير ذلك طيب وهذا التوحيد توحيد الاسماء والصفات مما كثر فيه النقاش كثيرا بين طوائف الامة وكثر جدالهم ومراءهم فيه اكثر من غيره. فأما توحيد الربوبية فلا يكاد يوجد فيه خلاف كثير واما توحيد الاسماء والصفات ففيه خلاف كثير جدا واما توحيد الالوهية فهنالك خلاف بين طوائف الامة في اثباته اصلا. في اثباته فان اهل السنة يثبتون هذا النوع من التوحيد وغيرهم لا يثبتونه اصلا نوعا من انواع التوحيد وهذا الخلاف مع اننا اه ندرك اهميته واهمية معرفة الحق فيه واهمية دراسته فلا ينبغي ان ينسينا ان هذا التوحيد ليس توحيدا نظريا جدليا غاية الامر فيه ان تعرف ان الطائفة الفلانية قالت وان الطائفة وعلانية ردت عليها بكذا وكذا. ليس هذا غاية ما يدرك بل هذا الاصل فيه ان يكون للمتخصصين في العقائد والجدال العقدي او الكلامي واما عموم المسلمين فينبغي ان يدركوا من هذا التوحيد لبه وزبدته وما لبهم لبه اثبات هذه الاسماء والصفات مع ما يقتضي اثباتها من عمل مع ما يقتضي اثباتها من عمل فليس الشأن في ان تقول الله سميع بصير. مثلا واثبت لله صفة السمع والبصر وخالف المعتزلي في ذلك. وقال الماتريدي كذا وقال الاشعري كذا وقال كذا. هذا كله جدال عقدي اهل الاختصاص عليهم ان يعرفوا الحق فيه من الباطل لا شك في ذلك لكن الشأن عند عامة المسلمين انه اذا اثبت ان الله سميع بصير وان له صفة السمع والكمال اه صفة السمع والبصر على جهة الكمال المطلق فهذا يقتضيه الا تقول الا ما يرضي الله والا تفعل الا ما يرضي الله. لانك تحت سمع الله وبصره لأنك تحت سمع الله وبصره فهذه هي الغاية العظمى التي ينبغي ان ندركها من اثبات الاسماء والصفات لا ان يكون هم الواحد منا الجدالات العقدية العقدية مع الطوائف بالمخالفة ثم ايضا اذا هذه فائدة اولى مهمة وهي فائدة ماذا؟ فائدة العمل ان ادراك هذه الاسماء والصفات ها يجرك الى العمل الصحيح لكن هنالك شيء اخر ايضا وهو ان هذه الاسماء والصفات تعرفك بالله سبحانه وتعالى فان الله تعرف الى خلقه باسمائه وصفاته. وهو سبحانه وتعالى ما ذكر لنا هذه الاسماء والصفات في كتابه عبثا سبحانه وتعالى عن العبث وانما ذكرها للمكلفين ليعرفوه بها وانتم مطالبون شرعا بمحبة الله وعبادته صح ولا؟ انت مطالب بمحبة الله وعبادته ومحبة الله من اعظم اعمال القلوب وعبادته نحن ذكرنا اهميتها فكيف تحب من لا تعرف هذا صعب هذا صعب لو جئنا اليك وكلفناك ان تحب شخصا ولله المثل الاعلى. ان تحب شخص من الاشخاص لا تعرف شيئا عن صفاته الخلقية ولا الخلقية لا تعرف عنه شيئا وقلنا لك احب زيدا من الناس اسمه زيد والسلام لا تعرف عنه شيئا. هذا يكون كتكليفي الشخصي بالمحال او بما لا يطيق لأن الحب لا يأتي الا بالنظر في الخلال والصفات والخصال اللازمة والمتعدية اللازمة جمال كالجمال والحسن وما اشبه ذلك والمتعديات كالإكرام والإحسان وما اشبه ذلك من حسن الخلق مفهوم؟ فإذن اذا عرفت هذه الصفات امكنك ان تحب ذلك الشخص المثل الاعلى فلا يستقيم لك محبة صحيحة سليمة ثابتة راسخة في قلبك لله عز وجل الا بعد اثبات الاسماء والصفات والتدبر في معانيها. لذلك كان من اعظم انواع العبادة لله عز وجل تدبر اسماء الله سبحانه وتعالى ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة واش ما احصاها بمعنى ان تسطردها سردا؟ ليس هذا هو المقصود لكن ان تتدبر في معانيها وتأمل بما تقتضيه معانيها وبما تحمله تلك الاسماء من صفات. فهذا التدبر وهذا العمل هو نوع من انواع التعرف الى الله الى الله سبحانه وتعالى. فلأجل ذلك كان ذلك في غاية الأهمية فاذا عرفنا ان اثبات الاسماء والصفات به تعرف ربك سبحانه وتعالى فقل لهذا الذي يعطل صفات الله عز عز وجل كيف يستقيم له محبة الله؟ ام كيف تستقيم له عبادة الله؟ مفهوم؟ هذا الذي يعطل الصفات وكما ذكرنا غاية معرفته بالله مبنية على النفي ليس كذا وليس كذا وليس كذا وليس كذا بمصطلحات سيئة اصلا ليست مما اه يحسن ذكره في حق الله عز وجل ولو على جهة النفي لما في ذلك من سوء الادب مع الله عز وجل. كما لو انك جئت الى ملك من الملوك فقلت له انت تريد ان تمدحه. فقلت له انت لست قبيحا ولست اه خبيثا ولست اه زبالا ولست كعامة العاملين معك كعامة شعبك ولست كذا ولست كذا هذا لا يكون مدحا وانما يمدح بما يمدح بالصفات الصفات كأن تقول له انت كريم وانت جواد وانت شجاع وانت بطل وانت وانت فهذا الذي يبني دينه على النفي المحضي ويبني دينه على تأويل او تعطيل والتأويل يفضي الى التعطيل. تعطيل الاسماء والصفات فانه لا يعرف الله حق معرفتهم. وبالتالي لا يستطيع ان يحب الله سبحانه وتعالى حق المحبة اذا هذه فائدة الاسماء والصفات فاذا هو يقول وآآ من ذلك الايمان بالقلب والنطق باللسان ان الله اله واحد اكد ذلك بقوله لا اله غيره. ثم قال لا شبيه له ولا نظير له. الشبيه والنظير بمعنى واحد فنفى عن الله الشبيه وهذا مأخوذ من قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير فليس كمثله شيء نفي للمثيل وهو السميع البصير اثبات لاسماء الله عز وجل فاذا اخذت الاية بشقيها علمت ان اثبات الاسماء لا يقتضي مماثلة المخلوقين يقولك ليس كمثله شيء فإذا نفى المماثلة ومع ذلك اثبت قال وهو السميع البصير فاذن هذا يعني انك حين تنفي المثيل والشبيهة والنظير فانك لا يعني ذلك انه يلزمك ان تنفي ايضا الاسماء لا بل تثبت الاسماء والصفات وهو السميع البصير ومع ذلك ليس كمثله شيء. مفهوم هذا نلاحظ ان حتى حين يذكر النفي هذا نفي المثيل ذكر معه الاثبات اشارة الى انه ليس نفيا محضا ولكنه نفي لمشابهة المخلوق وسيأتيه وذلك في ابواب الاسماء والصفات تفصيلا وايضا دل على منافاة الشبيه والنظير اه قول الله سبحانه وتعالى في سورة اه الاخلاص اه ولم يكن له كفؤا احد الا مكافئ له لا نظير له لا يوجد مخلوق يكافئه يناظره يماثله يشابهه. وكذلك هل تعلم له سميا؟ قال جماعة من اهل التفسير اي هل تعلم له شبيها؟ فاذا لا شبيه له ولا نظير له بمعنى تنفيذ التشبيه وكما قال نعيم ابن حماد شيخ البخاري اه رحمه الله تعالى اه من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ومن نفى ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله تشبيه او كما قال رحمه الله تعالى مقصود القول المشهور عن نعيم ابن حماد ان تشبيه الله بخلقه كأن يقول هو سميع بسمع كسمع البشر او يثبت يثبت له بصرا كبصر البشر هذا التشبيه كفر بالله سبحانه وتعالى لانه ما قدر الله حق قدره وتعطيل الله عن الصفات مع ان ما لا يحصى من الايات القرآنية فيها اثبات هذه الاسماء واثبات هذه الصفات. تعطيل هذا كله تكذيب بالقرآن وتكذيب بالرسالة واشياء اخرى كثيرة. ثم ثم يوضح بان ليس فيما اثبت الله لنفسه او اثبته له رسوله تشبيه. اي ما تجده في القرآن الكريم من اسماء وصفات ليست تشبيها وما تجده في السنة النبوية الصحيحة الثابتة من الصفات التي اثبتها الرسول صلى الله عليه وسلم لي رب العزة جل جلاله ليس في ذلك شيء من التشبيه ايضا. فهذا هو ملخص القضية حول لا شبيه له ولا نظير له. ولا ولد له ولا والد له ايضا مأخوذ من قول الله سبحانه وتعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد. وايضا ولا صاحبة له آآ كما في قوله تعالى اه ما اتخذ صاحبة ولا ولد فالصاحبة والولد والوالد كلها من علامات الاحتياج والافتقار من علامات الاحتياج والافتقار ولاجل ذلك فانها منفية عن الله عز وجل. فنفيها اثبات للكمال الغنى الله عز وجل هو الغني لا يحتاج لولد لا يحتاج لوالد لا يحتاج لصاحبه فهذا تمام الغنى وهو الغني سبحانه وتعالى واثبات هذه اثبات للافتقار وليس الله عز وجل مفتقرا الى احد من خلقه سبحانه وتعالى ولا شريك له تكميل وتأكيد لما سبق. لا اله غيره لا اله غيره. قال ولا شريك له اه هذا من باب التأكيد فانك حين تقول ان الله سبحانه وتعالى هو المعبود وحده اذا زدت لا شريك له اكدت المعنى مع انك اذا قلت لا اله الا الله فقط فقد حصرت ونسيت الشريك النفي والاستثناء بالنفي والاثبات لكن اذا زدت وحده تأكيد. اذا زدت لا شريك له تأكيد ايضا. فهنا نفي الشريك عن الله سبحانه وتعالى. نقف ان شاء عند هذا القدر نواصل تدارسنا في لقاءات مقبلة واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين. رحمة سيقت الينا سموات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا رحمة سيقت الينا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلاء وبها صار فقيروا له حلم وهواه وبها فرح الضعيف تغنى وارتوى