رحمة سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار يقبح بطالب العلم الذي يريد دراسة المذهب المالكي بالفقه او دراسة معتقد الامام مالك رحمه الله تعالى في العقيدة ان يكون غير عارف بترجمة الامام مالك رحمه الله تبارك وتعالى فانه امام المذهب ومما يحسن بنا اجمعين ان نعرف شيئا ما من ترجمة هذا الامام على ان ترجمته حافلة جدا فيصعب الاحاطة بها درس واحد او لقاء واحد وانما يكفي من القلادة ما احاط بالعنق كما يقال فالامام مالك رحمه الله تعالى هو الامام المجمع على امامته ابو عبد الله مالك ابن انس ابن مالك بن ابي عامر بني عمرو بن الحارث بن ريمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث وهو ذو اصبح اي هو اصبحي قحطاني يمني فذو اصبح من قحطان وقحطان هم العرب العاربة كما اشتهر عند النسابة هي اذا قبيلة كبيرة او شعب كبير من العرب وقد تفرقت وتشعبت قبائل قحطان وبطونها من سبأ ابن يشجب ابن يعرب ابن قحطان واشهر ابنائي سبأ او القبيلتان المشهورتان من سبأ هما حمير وكهلان ومن حمير هذه اصبح فمالك اذا اصبحي حميري قحطاني يمني هذا من جهة النسب نسبه من جهة ابيه وامه العالية بنت شريك الازدية فهو اجدي من جهة امه ثم هو مدني اي منسوب الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل هو اشهر ائمة المدينة على ما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى ثم هو بالحلف تيمي من قريش فهو حليف بني تيم من قريش هذا بالحلف والا فمن جهة النسب هو اصبحي حميري كما ذكرنا انفا هذا من جهة نسبه رحمه الله تعالى ثم هو عليه رحمة الله ولد على المشهور والصحيح سنة ثلاث وتسعين من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه السنة هي سنة وفاة انس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصحابي الجليل هذا على المشهور ان ما لك بن انس ولد اذا عام وفاة انس بن مالك وطلب العلم رحمه الله تعالى وهو حدث السن صغير ابن بضع عشرة سنة تقريبا فطلب العلم على جماعة من اهل المدينة من كبار شيوخها وائمتها لكنه بعد ذلك تصدر بعد سنوات قليلة تصدر للفتية ولافادة الناس وتحديثهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وللاجابة في مسائل الفقه وغيرها وهو ابن واحد وعشرين سنة تقريبا وما زال بعد ذلك في اشتهار اه ازدحاما للطلبة عليه الى ان مات رحمه الله. فقد اجتمع الطلبة عليه في خلافة ابي جعفر المنصور وازدحموا عليه وصار الناس يرحلون اليه من البلاد البعيدة قد يأتيه الناس من خراسان ويأتونه من بلاد المغرب ويأتونه من بلاد بعيدة جدا لا يأتون الا لطلب العلم عنده رحمه الله فاشتهر جدا في خلافة هارون الرشيد واستمر على ذلك الى ان مات رحمه الله وما دمنا ذكرنا المدينة وذكرنا اشتهار عالمها ورحلة الناس اليه فقد جاء في حديث عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ليضربن الناس اكباد الابل في طلب العلم فلا يجدون عالما هو اعلم من عالم المدينة. هكذا جاء في الحديث ليضربن الناس اكباد الابل اي ليرحلن في آآ طلب العلم وهم في رحلتهم هذه يرحلون من بلاد بعيدة فيجهدون ابلهم في الرحلة فلا يجدون حال رحلتهم عالما يكون اعلم من عالم المدينة واختلف العلماء في المراد بعالم المدينة هذا الذي تضرب اكباد الابل اليه وآآ اختلفت الرواية عن سفيان في هذا الامر اه لكن الصحيح عن سفيان كما قال القاضي عياض وغيره ان انه يقول ان المراد بعالم المدينة هو مالك بن انس. وقد جاء عن سفيان رحمه الله انه قال كنت اقول هو سعيد ابن المسيب وسعيد ابن المسيب ايضا من ائمة التابعين وهو من ائمة المدينة ايضا قال كنت اقوله وسعيد ابن المسيب ثم نظرت فوجدت انه في زمنه كان سليمان بن يسار وكان سالم بن عبدالله وغيرهم ثم نظرت فوجدت ان مالكا اليوم لا نظير له في المدينة فمعنى هذا ان ان سفيان يفهم من الحديث ان المراد به التفرد والا ففي المدينة علماء كثيرون. قبل ما لك وفي زمن ما لك وبعد ما لك رحمة الله على الجميع. اذا العلماء في المدينة موجودون لكن الذي يتفرد بذلك في زمنه ويرحل الناس اليه لطلب العلم يقول سفيان هو مالك ابن امس. ولذلك قال كنت اقول هو سعيد ابن المسيب لكن في زمنه وجدنا اخرين. لكن الذي تفرد في المدينة اليوم فلا نظير له فهو اذا ما لك بن انس رحمه الله تعالى. ومهما يكون من امر هذا ان صح وان صح ان المراد منه مالك فهو بشارة عظيمة ومنقبة جليلة لهذا الامام. والا ففي جميع الاحوال الامام مالك بن انس امام عظيم مجمع على امامته وفضله رحمه الله تعالى وطلب العلم وهو صغير ثم تصدر للافادة والفتية ومن ورعه وتثبته انه ما افتى الا بعد ان شهد له العلماء من مشايخه بانه اهل لذلك فقد اه قال رحمه الله تعالى ما اجبت في الفتيا حتى سألت من هو اعلم مني هل يراني موضعا لذلك فسألت ربيعة المراد ربيعة الملقب بالرأي ربيعة الرأي من علماء المدينة فسألت ربيعة ويحيى ابن سعيد فأمراني بذلك فسأله السائل قال فلو نهوك قال كنت انتهي لا ينبغي للرجل ان يبذل نفسه حتى يسأل من هو اعلم منه فهذا هو هذه هي القاعدة المضطردة عند علمائنا الاقدمين في الزمن الذي لم تكن فيه هذه الشهادات الاكاديمية المعروفة لدينا اليوم فلا يتصدر العالم للتحديث والتدريس والفتية حتى يشهد له شيوخه بذلك ومن ورعه انه قال حين سئل فلو نهوك قال كنت انتهي. وهذا خلافا للمتعالمين في عصرنا وفي كل عصر ممن لا يهتم بهذا الامر حتى لو نهاه اهل الدنيا كلهم ولو نهاه العلماء كلهم عن الفتيا وعن التدريس وعن التعليم وقالوا له انك لا تصلح لذلك ولست اهلا له لما صده ذلك عن الكلام في العلم هذا من الأمور التي بها يرتفع العالم ويرتفع طالب العلم خلافا لما قد يظنه الناس من انه يرتفع بالتصدر دون تأهل وقد اشتهر عنه اشياء كثيرة رحمه الله تعالى تدل على تثبته وورعه وتواضعه من تواضعه رحمه الله ان ابن وهب يقول وهذا من تلامذته يقول حضرت ابن القاسم وهو ايضا من اشهر تلامذته وقال لمالك ليس احد بعد اهل المدينة اعلم بالبيوع من اهل مصر يعني لا يوجد في الدنيا احد يعلم البيوع بعد اهل المدينة من اهل مصر فقال مالك فمن اين علموها؟ او فبما علموها قال بك يا ابا عبد الله قال مالك رحمه الله تعالى فانني انا لا اعلمها فكيف يعلمونها بي وهذا من شدة ماذا؟ من شدة تواضعه وورعه فانه لا يزعم انه يعلم كل العلم فانه ليس ذلك لاحد من الناس خلافا لمن تجده في هذا الزمان يقول لك انا اتقن فقه البيوع كيف تتقن فقه البيوع؟ هذا مالك يقول انا لا اعلمها وقس على البيوع غيرها ولذلك كان يكثر من لا ادري وكان رحمه الله تعالى يقول جنة العالم لا ادري جنة اي وقاية جنة العالم لا ادري فان اغفلها اصيبت مقاتله المقاتل هي المواضع التي اذا اصيبت الفريسة فيها او الصيد فيها مات ونظم هذا المعنى الشاعر بقوله ومن كان يهوى ان يرى متصدرا ويكره لا ادري اصيبت مقاتله الذي يكره لا ادري يهلك وليس هذا خاص بالامام مالك بل كل اكابر العلماء والائمة كانوا على هذا المعنى اي على معنى لا ادري في اكثر الامور واكثر المسائل ونظم هذا صاحب مراقي السعود بقوله فالكل من اهل المناحي الاربعة يقول لا ادري فكن متبعه المناح يقصد بها المذاهب فالكل من اهل المناحي الأربعة يقول لا ادري فكن متبعا اتبعه في ماذا؟ في قول لا ادري وجاءه رجل بثمان واربعين مسألة فاجاب في ثنتين وثلاثين بماذا لا ادري وقال خالد بن خداش اتيت مالكا رحمه الله فسألته عن اربعين مسألة فما اجابني الا في خمس خمس من اربعين وكان يقول فيما حكاه عنه ابن هرمز كان يقول ينبغي للعالم ان يورث جلساءه قول لا ادري حتى يصبح ذلك اصلا لهم يفزعون اليه ينبغي ان يورثهم قول لا ادري. اي يجعل قول لا ادري عنده اصلا يفزعون اليه اي يلجأون اليه ويهربون اليه فهذا هو الامام مالك وهكذا كان في ورعه. ومما يدل ايضا على ورعه القصة المشهورة له مع الخليفة ابي جعفر المنصور فان ابا جعفر الامام ما لك يروي فيقول لما حج المنصور دعاني فاتيته فسألني فأجبته ثم قال لقد عزمت ان انسخ من هذه الكتب يقصد من موطأ مالك الذي سيأتينا ان شاء الله تعالى لقد عزمت ان انسخ من هذه الكتب نسخا وابعث في كل مصر من امصار المسلمين نسخة وامرهم ان يعملوا ما فيها ويدعو ما لديهم من العلم المحدث. فاني رأيت اصل العلم علم اهل المدينة وروايتهم اذن هذا ملخص ما يقوله ابو جعفر ماذا يقول؟ يقول لقد عزمت ان ابعث في كل بلد بنسخة من الموطأ واحملهم عليه لما؟ قال لان العلم هو علم اهل المدينة. وما سوى ذلك علم محدث ولعل لعله يأتينا ان شاء الله تعالى خاصة في مبحث الفقه بيان ما يمتاز به علم اهل المدينة على غيرهم ومن الف في هذا الموضوع من اكابر الائمة قال مالك؟ فقلت له يا امير المؤمنين لا تفعل فان الناس قد سيقت لهم اقاويل او سبقت لهم اقاويل فان الناس قد سيقت لهم اقاويل وسمعوا احاديث ورووا روايات وان كل قوم اخذوا بما سيق اليهم واعتقدوه ودانوا به من اختلاف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم. وان ردهم عن ما هم عليه شديد. فدع كل قوم وما اختاروا بأنفسهم او كما قال رحمه الله تعالى فهذا من شدة ورعه فان العالمة وهو في اه اجتهاده يود لو ان الناس يتبعون اجتهاده. لانه ما اجتهد ووصل الى امر الا وهو يعتقد ان هذا الامر صواب فاذا اتيحت له الفرصة ان يحمل الناس على هذا الصواب الذي يعتقده فانه يفعل كثير من العلماء لو طلب منهم هذا سواء في زمننا او حتى في الازمنة السابقة لاجابوا وقالوا هذا خير فعلا هنالك علوم اخرى محدثة وهنالك اراء ينبغي ان تزال من الدين وهنالك وهنالك فمن الخير العظيم ان يحمل الخليفة الناس على هذا الموطأ وعلى هذا العلم المدني الذي جمعته من اقوال اصحاب رسول الله لكن من شدة ورعه رحمه الله تعالى فانه قال لا الناس سيقت لهم اقاويل سمعوا احاديث يعني هنالك مسوغ لهذا الاختلاف وهذا الاختلاف سائغ في مجمله واجتهادي مقبول فاذا كان الامر كذلك فكيف نحمل الناس على امر يصعب عليهم ثم انه سيعسر عليك كذلك كما قال وان حملهم على ذلك شديد صعب جدا وقد يترتب عليه امور كثيرة رحمه الله تعالى واجزل مثوبته وايضا كان يتحرى وهذا ربما سيأتينا ايضا في شرطه في موطأه كان وهذا من شدة تثبته كان يتحرى كثيرا في الرواية فلا يروي الا عن الثقات والمقصود لا يروي الا عن من هو ثقة عنده حين نقول ان مالكا لا يروي الا عن ثقة اي لا يروي الا عن ثقة عنده فلا يلزم ان يكون ثقة عند غيره. هذا واضح. ولذلك سأله رجل عن احد الرواة فهو ثقة قال هل رأيته في كتبي؟ قال لا. قال لو كان ثقة لرأيته في كتبي وهذا يدل على ماذا؟ يدل على انه يشترط ان لا يروي ولا يكتب الحديث الا عن ثقة وسيأتينا ان شاء الله تعالى ان شرطه في الموطأ من اشد الشروط واصعبها. اخذ الامام ما لك رحمه الله تعالى عن جماعة كثيرة من الشيوخ من اشهرهم ابو زناد والمقبوري وابن المنكدر والزهري وغيرهم عدد كثير جدا واما تلامذته فلا يحصون كثرة فقد قلنا ان الناس كانوا يرحلون اليه في طلب العلم وقد جمع الامام الذهبي اسماء الف واربع مئة من تلامذة الامام المالك. هؤلاء الذين يعرفون وتعرف اسماؤهم اما غيرهم فلا يحصون وكان شديد الاعتناء بمجلس العلم فيقول قتيبة كان كنا اذا اتينا مالكا رحمه الله تعالى خرج الينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس احسن ثيابه وتصدر الحلقة اي جلس في وسطها ودعا بالمراوح واعطى كل واحد منا مروحة وهذا الذي لا نجده اليوم يعني لان الحرارة ومع ذلك ما نجد المراوح فهذا من عناية ما لك رحمه الله تعالى بالمجلس. وذكروا في صفة مجلسه انه كان مجلس وقار وعلم لا يسمع فيه لغط ولا لغو ولا رفع للصوت اه وكان صاحب هيبة رحمه الله والناس يهابونه وكان الناس يرحلون اليه ليسألونه في الحديث فكان الغرباء يسألونه في الحديث فيجيب المرة بعد المرة قد يجيب وقد لا يجيب فان اجاب فبها ونعمة وان لم يجب فلا احد يستطيع ان يراجعه ويقول له اجيب او كذا لما كان له من الهيبة كما قال الشاعر اه يدع الجواب فلا يراجع هيبة والسائلون نواكس الاذقان عز الوقار ونور سلطان التقى فهو المهيب وليس ذا سلطاني فهذه من الهيبة التي تأتي من العلم اه ليست بهيبة السلطان وانما هي هيبة العلم رحم الله مالكا وعلى ذكر السلطان فقد كانت لمالك مواقف جليلة مع ولاة الامر في عهده فما كان يستكين له وما كان يعمل بهواهم وما كان يكثر الدخول عليهم وما كان يغير من منهجه في العلم طاعة لهم فقد جاءه هارون الرشيد وهو من هو هارون الرشيد في زمنه كانت الامة الاسلامية ممتدة على اكثر بلاد الأرض جاءه هارون الرشيد الى منزله ومعه بنوه. وقال له اه اقرأ علينا فقال مالك رحمه الله تعالى انا منذ زمن ما قرأت على احد وانما يقرأ علي بمعنى ان كما تدرسون هذا ربما في علم الحديث هنالك قراءة الشيخ على تلامذته هنالك قراءة التلميذ على الشيخ فمالك يقول انا ما اقرأ على احد وانما منذ زمن يقرأ عليه بطبيعة الحال الخليفة هذا صعب عليه ان يقرأ هو او بنوه على الملك. قال فنصل الى نوع من التفاهم. قال فاخرج من عندك لاقرأ عليك كيف؟ بمعنى اقرأ عليك دون ان يراني الناس فاخرج من عندك لاقرأ عليك انظر الى قولة الامام مالك قال مالك رحمه الله تعالى اذا منع العام لاجل الخاص لم ينتفع الخاص الخاص هو هذا الخليفة او الامير العام هو عموم المسلمين اذا منع العام اذا حرم عموم المسلمين من العلم لاجل ماذا؟ لاجل هذا الخاص لاجل هذا الامير او هذا الملك او هذا لم ينتفع هذا الخاص وهو يظن انه ينتفع فانما يحرم العام ولا ينتفع الخاص. فإذا بقي على موقفه واما محنته المعروفة فاشهر من ان تذكر فقد آآ ضرب رحمه الله تعالى اختلفت الرواية كثيرا في سبب محنته على اقوال مختلفة. ملخصها انه كان يحدث بحديث ليس على مستكره طلاق اه وهم من كلام ابن عباس رحمه الله تعالى كان يحدث بهذا وهذا يقتضي ان الخلفاء او الملوك في عهده الذين كانوا يأخذون البيعة ويؤكدونها بالطلاق. معنى ماذا؟ معنى انه يأتي الرجل ليبايع الخليفة مثلا فيؤكد البيع بايش؟ بالطلاق. بمعنى يقول له اذا هو حنث اذا هو عفوا اذا هو نكث البيعة فإن مثلا زوجه تكون طالقا او ازواجه يكن الفوالق فهذا نوع تأكيد لماذا البيع فهو يقول هذا كله وقع تحت الاكراه وعليه فالطلاق لا يقع بالاكراه اذا ملخص القضية هذه فكان يحدث بهذا الحديث وكان الخلفاء والولاة يعدون ذلك اه منه نوعان بين قوسين نوع معارضة لانه اه كانه اه يجعل الناس في حل من تلك البيعة لانها وقعت تحت الاكراه فلاجل ذلك نهاه المنصور عن التحديث بهذا الحديث ثم دس له من يسأله عن هذا الحديث؟ فما وسعه ان يكتم العلم؟ فحدث به على الرغم من ان آآ المنصور نهاه عن ذلك فحدث به فأخذ وضرب حتى خلعت يده وآآ حدث ما حدث اه والقصة كما لا يخفى عليكم فيها روايات مختلفة لكن ملخصها هو هذا الذي ذكرته لكم وقلنا انفا ان مالكا اجتمعت كلمة العلماء عليه وكثر ثناؤهم عليه ولو شئنا ان ننقل اه كلامهم في هذا لطال المجلس جدا. فان اه فانه لا يكاد يخلو اه عالم من كبار العلماء المنظور اليهم الا وهو يثني على مالك في فقهه او في حديثه او في ورعه او في علمه او غير ذلك ويكفي قول الامام الشافعي والشافعي تلميذ ما لك فانتم تعرفون ان اصحاب المذاهب الاربعة هم بالترتيب كل واحد منهم تلميذ للاخر فمالك في طبقة تلامذة ابي حنيفة المتوفى سنة مائة وخمسين والشافعي في طبقة او هو تلميذ لمالك المتوفى سنتان اه تسع وسبعين ومئة والشافعي نفسه توفي سنة مئتين واربعة والامام احمد تلميذ للشافعي واحمدته في سنة مئتين وواحد واربعين فإذا هؤلاء كل واحد منهم تلميذ للآخر على ما بينهم من الخلافات الفقهية الإجتهادية لكنهم كلهم يمتحون من عين واحدة فالشافعي كان يقول اذا ذكر العلماء فمالك النجم اذا ذكر العلماء فمالك من بينهم النجم هكذا المعرفة المفيدة استغراق المعنى وايضا سفيان وتعرفون من سفيان احد الائمة اه حدث يوما بحديث فقال له رجل يخالفك فيه مالك بمعنى انت ترويه بهذه الصيغة ومالك يرويه بصيغة اخرى قال اتقرنني بمالك ما انا وهو الا كما قال جرير وابن اللبون اذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيسي هذا بيت مشهور لجرير الشاعر المعروف ابن اللبن ابن اللبون هو البعير الصغير ابن سنتين استكمل سنتين ويشرع في الثالثة فهذا لا يعد من افضل المال لما؟ لانه لا هو بالانثى التي تحلب فتنفع صاحبها بما تدره من اللبن ولا هو بالبعير مستكمل الخلقة الذي يصلح لان يركب. فهذا ابن اللبؤ اذا ما لز اي قرن وربط بحبل والقران هو الحبل الذي يربط فيه البعيران اذا ما لز في قرنه مع من؟ مع البازل والبازل هو آآ الذي آآ استكمل تسع سنوات صاحب التسع هذا بعير كامل لم يستطع صولة البزل جمع بازل القناع جمع قنعاس وهو الشديد هذا مثل مشهور وبيت مشهور يضرب به المثل في مثل هذا السياق يقول كيف تقرنني بمالك؟ ما انا وهو الا كما قال فإذا ماذا يكون اثنى عليه العلماء جدا ومن ايضا مما يذكر من اقواله نذكر بعض اقواله بحسب ما يتيسر لعله ان يكون فيها بعض الفائدة من ذلك قوله لا يؤخذ العلم عن اربعة عن سفيه يعلن بالسفه ولو كان اروى الناس وعن مبتدع يدعو الى هواه وعن من يكذب في حديث الناس وان كنت لا اتهمه في الحديث وعن صالح عابد فاضل لكنه لا يحفظ ما يحدث به. فهؤلاء اربعة يذكر لك الامام ما لك انه لا يؤخذ العلم عنهم اولهم سفيه يعلن في السفه وان كان اروى الناس وعلى هذا فلا يكفي الضبط ان لم تصاحبه العدالة وهذا مما يدرس في علم الحديث. فلابد من العدالة والضبط معا فاذا كان سفيها هذا ليس صاحب عدالة وان كان اروى الناس اي وان كان اجمعهم للرواية وللحديث واضبطهم لذلك والثاني المبتدع الذي يدعو الى هواه. والرواية عن المبتدع مبحث عظيم جدا من مباحث علم مصطلح الحديث وفيه تفصيلات كثيرة لا نخوض فيها الان والثالث ومن يكذب في حديث الناس وان كنت لا اتهمه في الحديث وهذا من شدة الورع ومن شدة الاحتياط لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبنى علم الحديث على الاحتياط هذا ينبغي ان تفهموه جيدا مبنى علم الحديث على الاحتياط لانه حين نقول مثلا ان هذا الحديث ضعيف ليس معنى كونه ضعيفا اننا نجزم بيقين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقله وانما غالب الظن انه لم يقله. فمن باب الاحتياط نحتاط للحديث. لان الحديث هو مصدر الحكم الشرعي ومصدره التشريع بعد كتاب الله عز وجل ومع كتاب الله عز وجل فمن باب الاحتياط نطرحه وان كان وان كنا لا نجزم بانه اه ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث المكذوب نعم الحديث الموضوع نعم نجزم بأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقله ما الحديث الضعيف ثلاث حين نقول مثلا هذا حديث رواه رجل مثلا في حفظه شيء يعني ضعيف الحفظ هل ضعيف الحفظ يلزم ان كل ما رواه لا يصح وانه في كل روايته يخطئ لا يلزم ذلك ولكن من باب الاحتياط نطرح الحديث فهذا علم الحديث مبناه على الاحتياط وهذا يدلك على عظيم قدر هذا العلم وعلى جهالة ما يتصدى في هذا العصر الى الانكار على المحدثين والحفاظ وعلى ائمتهم من الامام البخاري والامام مسلم وغيرهما من الائمة ومن جهالات بعضهم في هذا العصر انهم يتصدون للامام البخاري وحده كأنهم يظنون انه اذا سقط البخاري سقطت سقطت السنة كلها وهذا من شديد جهلهم فإن البخاري رحمه الله على عظيم قدره وجلالته في الحفظ وعلى عظيم قدر كتابه في شرطه في شرطه وتحريه الصحة وغير ذلك الامام البخاري وجد امامه احاديث هو لم يخترع هذه الاحاديث ولم يأتي بها من كيسه وجد هذه الاحاديث فنقح وعدل واختار وجاء بهذا الكتاب فلو فرضنا ان الامام البخاري لم يوجد اصلا لم يخلقه الله اصلا هل هذا يغير شيئا في الحديث؟ الحديث موجود. والحديث من قول بالروات واهل الرواية في عصرنا وفي كل عصر يمكن للواحد منهم ان يذكر اسناده لكل حديث من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتداولة ان يذكر اسناده منه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اي واحد منا الان يمكنه اذا كان من اهل الحديث ومن المعتنين بالاسانيد يقول حدثني فلان عن علان الى ان يصل الى رسول صلى الله عليه وسلم وجد البخاري او لم يوجد لكن بعض الناس جهلة ومع الجهل هوى فيظنون انه اذا ازيل صحيح البخاري فاننا نقف ولا نجد الاحاديث هذا ما يسعون اليه وهذا من شدة جهلهم وهذا انما الشيء بالشيء يذكر الفائدة عندنا هي ان هذا العلم وان كنا نحن ندرس العقيدة والفقه فلن اقول لكم العقيدة والفقه هي كل شيء كما يفعل بعض بعض الناس اذا كان يدرس الفقه يقول الفقه هو كل شيء. اذا درس الحديث يقول الحديث هو كل شيء. لا العلوم كلها مترابطة وكلها مهمة ومفيدة. فعلم الحديث من اهم العلوم واجدرها بالعناية فيقول ومن باب الاحتياط الذي يكذب في حديث الناس وان كان وان كنت لا اتهمه في الحديث مع انه الشخص قد يكذب في حديثه مع الناس ولكن يتورع عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكذب فيه. يقول لك لا. النبي صلى الله عليه وسلم لا اكذب عليه. لكن بيني وبين الناس ممكن ان اكذب. لأنه يشعر بأن هاتين المرتبة بان هاتين مرتبتان مختلفتان ومع ذلك من باب الاحتياط يقول وان كنت لا اتهمه في الحديث فاني اطرح حديث اولا اروي عنه ثم الرابع وصالح عابد فاضل لكنه لا يحفظ ما يحدث به لان العبرة ليست بالصلاح في نفسه في ليست في صلاح الراوي في نفسه وانما العبرة بماذا؟ العبرة بضبطه لما يرويه بهم فلذلك قد يكون الشخص عابد صالحا اه مكثرا من العبادة واه ورعا وتقيا ولكنه لا يصلح لعلم الحديث وايضا من اقواله الحسنة المتعلقة بطلب علم الذي نحن بصدده الان وهذا مما ينبغي ان يستحضره المسلم جدا خاصة طالب العلم انه سئل قيل له سئل عن طلب العلم فقال حسن جميل ولكن ولكن انظر الى الذي يلزمك من حين تصبح الى ان تمسي فالزمه بمعنى طلب العلم شيء حسن شيء جميل والاعتناء به من اعظم القربات ولكن مع ذلك فان هذا لا ينبغي ان يصرفك عن ان المقصود الاعظم ما هو؟ هو التقوى والتقوى ما هي؟ فعل المأمور وترك المحظور هذا الذي عبر عنه بقوله ماذا؟ انظر الى ما يلزمك من حين تصبح الى ان تمسي ما يلزمك يلزمني فعل كذا يلزمني ترك كذا فالزمه هذا الذي عليك ان تفعله فاذا اضفت الى ذلك التميز في طلب العلم فبها ونعمة والا فالمطلوب الاول هو هذا وهذا مما يغفل عنه طلبة العلم جدا فانهم يكثرون من الاعتناء بدقائق وتفاصيل طلب العلم فيصرفهم ذلك في بعض الاحيان عن ماذا؟ عن العناية بالمقصود الاعظم وهو تقوى الله عز وجل ولا علم الا مع التقوى ومن اقواله في العقيدة وهذا سيأتينا ان شاء الله تعالى ومن منهجه في العقيدة انه كان عليه رحمة الله لا يحب الجدال والمراء في الدين ولذلك كان اذا جاءه بعض اهل الاهواء يقول له اما انا فعلى بينة من ديني واما انت فرجل شاك اذهب الى شاك مثلك تاء حاوره بمعنى الامام مالك منهجه واضح جدا لا مناظرة لا مناقشة لا جدال لا مراة وانما يقول ما عنده من الحق فمن اخذه بحسن ومن لم يأخذه فأمره الى الله اما الجدال هو من منهجه ان كثرة الجدال انما تؤدي الى ماذا؟ الى انتشار الباطل وفشوه ولذلك كان يقول اكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله بمعنى ان انا اخذت العلم وهذا مهم جدا والله هذه القاعدة لو يطبقها شباب اليوم الذين يدخلون الى مواقع التواصل لخرجوا بفائدة كبيرة عظيمة القاعدة ما هي قاعدة اكل ما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما نزل به اه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله بمعنى ان العبرة ليست بالجدل وليست بتنميق الالفاظ وليست بتزويق الحجج وانما بالحق والحق اذا استقر في قلبك فرسخوا واربط قلبك عليه ولا تسمح له بالتفلت ولا تأذن لاحد من الناس كائنا من كان ان يحاول اجتثاثه منه قلبك ولذلك يأتيك اريد ان اناقشك اذهب الى رجل يناقشه نعم هنالك اناس متخصصون في النقاش والمناظرة والحوار لهم في ذلك ادوات ومؤهلات ووسائل علمية فهؤلاء فليفعلوا اما ان يناقش عموم الناس وقد رأيتم من الذين يدخلون الى هذه النقاشات والمناظرات وغرضهم نصرة الدين فلا تمر بضعة اشهر او بضعة اسابيع حتى تراه قد شكك في دينه وصار ممن يعني يشك او قد ينتقل به الحال الى ما هو اعظم من الشك والعياذ بالله. هذا حدث امامي مرارا فعليك ان اه تحافظ على رأس مالك رأس مالك ما هو؟ ودينك وعقيدتك وانت حين تناقش عما تبحث تبحث عن الربح تقول وهؤلاء اذا لم اناقشهم فانهم لا اريد ان اجرهم الى الدين اذن بعبارة اخرى انت عندك رأس مال وتريد ربحا ماذا يقع لك لاجل رغبتك في هذا الربح فانك تفرط في رأس المال ورأس مالك لا ينبغي التفريط فيه ابدا ولذلك هذا كان منهجا عاما له في مناقشة اهل الاهواء في عدم مناقشة اهل الاهواء ومن كلامه ايضا اه القولة المشهورة حين جاءه ذلك الرجل وقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى وهذه قاعدة جليلة في باب الاسماء والصفات فسكت مالك رحمه الله تعالى حتى علته الرحداء العرق الشديد ثم قال الاستواء منه معلوم والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة واني لاراك رجلا ضالا اخرجوه قد كان الامام مالك بعض الطلبة الاشداء الذين يعتنون بأمثال هؤلاء الضلال اخرجهم بمعنى اعطوهم قاعدة اما شرح القاعدة فهذا سيأتينا ان شاء الله تعالى في ابواب العقيدة الان لا نذكر هذا لكن المقصود ما هو؟ هو انه يعطينا قواعد اجمالية لا يناقش لا يأخذ الدين الغض الطري الموجود في الوحي في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. الاهواء الكلام النقاشات المراء في الدين هذا كله مما لا عناية لمالك به ولا التفات له اليه ابدا قال ذلك الرجل وهم يخرجونه قال يا ابا عبد الله لقد سألت عنها اهل البصرة والكوفة والعراق فما وفق احد لمثل ما وفقت اليه لأن هؤلاء مشهورون بكثرة الجدل في الدين فلعلهم اجابوا بكذا وكذا وكذا اما هذا الجواب المحكم الذي اعطاك القواعد العامة باثبات الصفة ونفي الكيف وتقرير الايمان ونفي الابتداع بالسؤال عنها هذا الجواب المتكامل هذا مما لم يوفق اليه احد آآ كما وفقت اليه يا ابا عبد الله ومن كلامه ايضا في السنة والعقيدة قوله رحمه الله تعالى سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الامر من بعده سننا الأخذ بها اتباع لكتاب الله واستكمال بطاعة الله وقوة على دين الله. لا ينبغي لاحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر تأمل. ولا النظر في شيء خالفه هذا منهج الامام مالك ولا النظر في شيء خالفها من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن خالف او من تركها ومن تركها اه اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى واصلاه جهنم وساءت مصيرا انظر الى هذه هذا الكلام النوراني لو يعمل به الناس في هذا الزمان لو يعمل الناس به في هذا الزمان الامر واضح جدا والدين واضح لكن الناس يحبون التعقيدات. سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الامر من بعده مقصود الخلفاء الراشدون سننا الأخذ بها ما هو؟ حسن ام قبيل؟ حسن لا شك في ذلك اتباع لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لأحد تأمل ايضا هذه معنى الثوابت يقول لك آآ هنالك ثوابت وهنالك متغيرات بمصطلح العصر. بعض الناس اليوم يشكك في الثواب. تيقول لك لا يوجد شيء اسمه ثواب. كل شيء متغير. كل شيء نسبي. لا الملك ماذا يقول؟ ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ثوابت وحي منزل سنة عقيدة واضحة بل وهذا منهج الامام مالك ولا النظر في شيء خالفها ليحل النظر في شيء يخالف هذه السنة وهذه العقيدة الخالصة اه؟ من اهتدى بها فهو مهتد اي من اخذ هذا المعتقد السليم اهتدى و كان منصورا هذان امران اثنان الاهتداء بمعنى انه على الحق على الهدى المبين والنصرة الله تعالى ينصره ولو بعد حين فإذا هو مهتدين وهو منصور اذا اخذ بهذا الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وسن هو آآ سنه الخلفاء من بعده الخلفاء الراشدون من بعدهم واما غيره ومن تركها آآ فاتبع غير سبيل المؤمنين اي خالف اجماع الامة لان الاية هذه اه مما يستدل بها مما استدل به الامام الشافعي على حجية الاجماع كما تقرر في علم اصول الفقه هاد الآية التي اشار اليها مالك هنا اتبع غير سبيل المؤمنين اي خالف اجماع المسلمين ووالله الله وولاه الله ما تولى واصلح جهنم وساءت مصيرا. اذا هذه بعض اقوال مالك رحمه الله تعالى في اه ابواب العقيدة والسنة وما اشبه ذلك من الامور اه توفي الامام مالك رحمه الله تعالى سنة تسع وسبعين ومئة وكان من اخر كلامه فيما ذكر عن بعض اهل اهله انه تشهد ثم قال لله الامر من قبل ومن بعد رحمه الله تعالى واشهر مؤلفات الإمام مالك الموطأ اما المدونة فهي من الاقوال التي اه ذكرت عنه اي من اقواله وسيأتينا ان شاء الله تعالى الحديث عن المدونة في ابواب الفقه لما لانها من امهات الفقه المالكي. مدونة مع كتب اخرى سنذكرها اما الموطأ فهذا كتاب فقه وحديث وعقيدة ويعني فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيه الامام مالك الحديث المرفوع ويتبعه بالاثار ويتبعه في بعض الاحيان بعمل اهل المدينة. وانتم تعرفون ان عمل اهل المدينة اصل معتبر عند الامام مالك رحمه الله تعالى وفي المذهب المالكي كما سيأتينا تقريره ان شاء الله وقد يذكر اقواله هو واختياراته هو والموطأ سمي سمي موطأ لان مالكا مهده وطأه وطأ بمعنى مهد اي وطأه للناس ومهده لهم وقد وجدت موطئات اخرى زمن مالك لكن الذي بقي هو موطأ مالك رحمه الله تعالى وحين سئل عن هذا الامر قيل له ان الناس قد عملوا موطئات بمعنى انت تكتب موطأا والناس لهم موطئات قال ما كان لله بقي ما كان لله دقي اه وجاء جاءت رواية اخرى في سبب تسميته بالموطأ وهو ان ما لك رحمه الله تعالى قال اه سألت اه سبعين فقيها من فقهاء المدينة عن هذا الكتاب فكلهم وطأني عليه. فكلهم واطئني عليه اي وافق عليه ولم يخالفني ولكن من جهة اللغة هذا محل نظر لانه اذا كان العلماء واطؤوه عليه فينبغي ان يسمى هذا الكتاب المواطأ عليه لا الموطأ وان كان جذر واحدا الجذر اللغوي واحد لكن وطأ بمعنى مهد غير واطأ بمعنى وافق وموطأ مالك هو كتابه الذي ماذا عمل عليه وكتبه بنفسه وجمع احاديثه ونقحه وهذبه لمدة اربعين سنة تقريبا اربعين سنة ثم كان يحدث الناس به كان يحدث الناس فيزيد وينقص ويهذب مفهوم فلاجل ذلك اختلفت الموطئات اي روايات موطأة اختلفت. لما؟ لكثرة ما كان مالك رحمه الله تعالى يغير ويزيد ننقص فرواية الموطأ كثيرة اشهرها الرواية المتداولة عند اهل المغرب وهي رواية يحيى ابن يحيى الليث اصمود وهي اشهر روايات الموطأ وهنالك ايضا رواية اه ابي مصعب الزهري وهي فيها زيادات وهي اخر رواية من الروايات الموطأ وايضا هنالك رواية القعنبي عبدالله بن مسلمة القعنبي وهي اكبر رواية الموطأ وآآ ايضا رواية الشيباني محمد بن الحسن الشيباني تلميذي ابي حنيفة فان ابا حنيفة له له تلامذة مشهورون اشهرهم ابو يوسف القاضي ومحمد ابن الحسن الشيباني وزفر ابن الهذيل ومحمد بن الحسن هذا تلميذ ابي حنيفة لكنه ايضا اخذ عن مالك فروايته ايضا موجودة وفيها الاختيارات لمحمد بن الحسن ايضا وروايات اخرى كثيرة والمقصود ان روايات الموطأ اه متفاوتة فيما بينها في عدد الاحاديث بعضها اقل من بعضها الاخر واه مالك كما ذكرنا من قبل شديد اه التنقيب على الرجال يعني شرطه في الرجال صعب جدا ولذلك صار الموطأ منقحا فما كان فيه من حديث مرفوع فهو في اعلى درجات الصحة ما كان فيه من حديث مرفوع فهو في اعلى درجات الصحة لكن في الموطئ احاديث غير مرفوعة فيه بلاغات معروفة ومراسيم واقوال واثار وغير ذلك لكن الحديث المرفوع في الموطئين هذا لا شك انه في اعلى درجات الصحة ولذلك لاجل هذا قال الشافعي رحمه الله تعالى ما في الارض اكثر صواب بعد كتاب الله اكثر صوابا من موطأ ما لك ابن انس ما في الارض بعد كتاب الله اكثر صوابا من موطأ ما لك بن انس. وهذا باعتبار ماذا؟ باعتبار ما فيه من الصحيح. فكل حديثه المرفوعة وهذا قاله الشافعي بالطبع قبل ان يوجد صحيح البخاري فان الشافعي آآ كما قلنا توفي سنة مئتين واربعة لهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم واه كان ايه نعم والشافعي ذكر هذا يعني كأنه شرح اه كلامه هذا. اه كان يقول كان الكل اذا شك بحديث طرحه كله يعني اذا شك في لفظة من الحديث فانه يطرح الحديث كله. هذا من باب ماذا؟ من باب شدة الاحتياط لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسفيان اه كان يقول عن مالك رحم الله مالكا ما كان اشد انتقاده للرجال اي لرواة الحديث فهذا هو ما يمكن ان نقول عن الموطأ بطبيعة الحال تجدون في علم مصطلح الحديث المفاضلة بين الموطأ والصحيحين ولهم في ذلك اربعة مذاهب المذهب الاول ان موطأ مالك اعلى مرتبة من الصحيحين وهذا الذي اختاره مثلا اه ابو بكر ابن العربي المعافري الامام المالكي المشهور الاندلسي صاحب احكام القرآن اه ايضا اه عارضة الاحوذ على الترمذي ولهو شرح عن الموطأ اسمه القبس شرح موطأ ما لك بن انس والقول الثاني ان انه في نفسي مرتبة الصحيحين وهذا اختاره جماعة من المحدثين منهم مثلا آآ مغالطاي حافظ مغالطة ابن خليج المملوك المعروف والقول الثالث وهو الاشهر وهو المتداول عند اغلب المحدثين وهو ان موطأ ما لك انزلوا مرتبة من الصحيحين وليس ذلك الا باعتبار ما في موطأ ما لك من الاحاديث غير المسندة فانها كثيرة في الموضة خاصة البلاغات والمراسيل والاثار والا فلو نظر الى هذه الكتب الثلاثة باعتبار الحديث المرفوع فقط فلا شك ان موطأ مالك في مرتبة الصحيحين او ربما اعلى وهنالك قول رابع ولكن هذا فيه نظر وهو ان موطأ مالك في مرتبة السنن الاربعة الترمذي والنسائي وغيرها ولكن هذا محل نظر لا شك انه من اشترط الصحيح من اشترط الصحة ليس كمن لم يشترطها فمالك اشترط الصحة ونقح كثيرا وهذب كثيرا بخلاف غيره من العلماء من اصحاب السنن اه باختصار يمكن ان نقدم في لشيء ما في ترجمة ابن ابي زيد رحمه الله تعالى فهو ابو محمد عبد الله بن ابي زيد القيرواني نسبة الى مدينة القيروان حاضرة بلاد تونس المشهورة والتي كانت اه مجتمعا مجتمع الأئمة المالكية وتنسب اليها مدرسة اه مالكية مشهورة مدرسة القيروانية او اهل القيروان ومالك هذا يلقب بمالك عفوا ابن ابي زيد يلقب بمالك الصغير وذلك لانه هو الذي جمع علم ما لك لا شك انه سيأتينا ان شاء الله تعالى آآ اصحاب ما لك وكيف آآ تطور الفقه المالكي في مذاهب ومدارس وكذا لكن مالك عفوا ابن ابي زيد لكثرة ما تكلمت عن مالك في هذا الدرس صار يغلب على لسانه لفظ مالك وانما انا اتحدث الان عن ابن ابي ابي زيد القيروان هذا هو الذي جمع علم مالك ونقحه ونشره وهو يعد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين فانه حين يذكر في كتب المالكية قال المتقدمون او قال المتأخرون فان البرزخ بين المتقدمين والمتأخرين هو ابن ابي زيد ولد سنة ثلاثمائة وعشرة. سنة ثلاثمائة وعشرة وتوفي سنة ثلاثمائة وست وثمانين. او ثلاثمائة وتسع وثمانين على خلاف عندهم واخذ العلم عن جماعة كثيرة من علماء القروان لكن على الخصوص عن ابن اللباد اخذ عنه كثيرا واعتمد عليه كثيرا كثيرا وصنف وهو صغير ولذلك فانه صنف هذه الرسالة وسنه كم؟ وعمره سبع عشرة سنة صنف هذه الرسالة المشهورة المقدمة المشهورة بمقدمة ابن ابي زيد القيرواني وهو ابن سبع عشرة سنة فيما هو مشروع وله كتب كثيرة بلغت نحو اربعين كتابا آآ منها مثلا آآ باختصار المدونة لكن اشهرها على الاطلاق واجلها قدرا على الاطلاق هو كتاب النوادر والزيادات هذا كتاب جليل القدر جدا وهو مطبوع هو كالموسوعة الفقهية في المذهب المالكي وهو مطبوع في عن دار الغرب الاسلامي في خمسة عشر مجلدا بالفهارس يعني قل اربعة عشر مجلدا اه وفيه اثار عجيبة واقوال كثيرة ونقول عن الائمة المالكية المتقدمين وتلامذة مالك وغير ذلك يعني هذا مما ينبغي الرجوع اليه الرجوع اليه عند تحرير المذهب المالكي في مسألة من المسائل هذا النوادر والزيادات مما ينبغي الاعتناء به لأن من الإشكالات المعروفة في العلم عموما وفي الفقه المذهبي خصوصا ان اكثر الناس يعتنون بكتب المتأخرين ولذلك تجد مثلا في المذهب المالكي لا يكاد احد يعرف كتب المتقدمين من العلماء لكن ان شاء الله تعالى سنذكر بعض كتب المتقدمين ولكي يعتني الطلبة بقراءتها واصلا هي ليست صعبة لان بعض الناس يظن انه اذا كان الكتاب لمدة متقدم فانه يكون صعب الاسلوب هذا غير صحيح بل ربما تكون كتب المتأخرين اصعب لان المتقدمين اسلوبهم ناصع ويتحرون اللغة العربية الفصحى التي لم تدخلها عجمة المنطق ولم تدخلها التقسيمات والتفريعات والصناعة اللفظية وصغائر المتأخرين هذا كله مما لا يعرف عند المتقدمين. ولذلك اذا قرأت مثلا كتاب كتب الامام الشافعي رحمه الله تعالى فكأنك اه تأكل الضرر يعني العسل كلام نقي عربي قح فصيح لكن كتب المتأخرين تجد فيها التعقيدات وهذا مقصوده بالمنطوق كذا ومقصوده بالمفهوم كذا الى غير ذلك. فالمقصود ان يعني مما ارشدكم اليه كثيرا الاعتناء بكتبهم مقدمين من المالكية فهذا كتابه النوادر والزيادات. اما كتابه الرسالة فقد اشتهر اشتهارا بالغا بحيث ربما هو من اشهر كتب الفقه مطلقا وهو عليه الاعتماد جدا في المذهب المالكي حتى قيل انه احد كتب ثلاثة عليها مدار المذهب المالكي بعد الموطأ والمدونة وقد اشتهر في حياته رحمه الله تعالى وبيع بوزنه ذهبا واعتنى العلماء بنسخه وشرحه كثير من العلماء حتى بلغت شروحه قريبا من المئة او اكثر حتى قيل انه لا مر زمن طويل كما يقول زروق مر زمن طويل لا يأتي عام الا ويخرج شرح من شروح الرسالة هذا من بركة آآ هذا هذه المقدمة وهذا الكتاب. وهذا مما يتاح لبعض الكتب فتجد عليها نورا وبركة لا توجد في غيرها من الكتب. ولذلك نحن دائما هادو من منهجي انه دائما اذا اردنا دراسة الفقه المالكي نلجأ الى الرسالة لما فيها من النور فيها بركة وفيها خير وفيها نور وكان صاحبها ايضا الى جانب تمكنه في الفقه المالكي كان رجل لا يعرف التأويل ولا يعرف علم الكلام وانما هو على صحيح اه ما كان عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليه فهو على منهج الصحابة لا يعرف شيئا اسمه التأويل والكلام وكذا. كما سيأتينا ان شاء الله تعالى في مقدمته في ابواب العقيدة وقد ذكر منهجه في هذه الرسالة بقوله في اول رسالته فاني فانك قد سألتني جملة مختصرة من اه واجب امور فانك سألتني ان اكتب ولك جملة مختصرة فمن واجب امور الديانات مما تنطق به الالسنة وتعتقده الافئدة تعمله الجوارح اه وما يتعلق بالواجب من ذلك من السنن من اه مؤكدها ونوافلها ورعائبها وشيء من الاداب منها وجمل من من اصول الفقه وفنونه على على مذهب مالك ابن انس على مذهب الامام مالك ابن انس وطريقته هذا مختص وهذا سيأتنا ان شاء الله تعالى حين نشرح اه مقدمة هذا الكتاب. يعني هذا هو منهجه في هذه الرسالة ومشروع الرسالة فأكثر من ان تحصى اه منها بطبيعة الحال شرح القاضي بعبد الوهاب البغدادي ومنها شرح الامام زروق ومنها شرح ابي الحسن وابو الحسن هذا له على الرسالة ستة شروح لكن اشهرها الذي تدرس بها هو كفاية الطالب الرباني لانه شرح مدمج يعني يتعامل العلماء معه عند تدريسهم الرسالة وهنالك شرح بناج التنوخي وهنالك شروح كثيرة الى ان نصل الى شروح المعاصرين ترى مجملا هذا ما يمكن ان نقوله عن ابن ابي زيد وان شاء الله تعالى في لقائنا المقبل نبدأ في تدارسنا للمقدمة نشرح مقدمة ثم بعد ذلك نقصي الدرس الى درس عقدي ودرس فقهي ففي العقيدة لديها لها مقدمتها وفي الفقه نحتاج الى مقدمات خاصة بالفقه المالكي وتطور المذهب. ونحو ذلك من الامور ثم نشرع ان شاء الله تعالى ان يسر الله سبحانه وتعالى امد في العمر وفسح في المدة واعلى الهمة نشره حينئذ في تدارسنا لفقهيات هذه الرسالة. اقول قولي هذا واستغفر الله والحمد لله رب العالمين وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة الينا من سموات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء وبها صار الفقير له حلم واهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى