رحمات سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هذا لقاؤنا الثالث في هذه السلسلة التي نتدارس فيها رسالة ابن ابي زيد القيرواني في العقيدة والفقه ونشرع اليوم ان شاء الله تعالى في شرح مقدمة ابن ابي زيد يقول بسم الله الرحمن الرحيم اه هذه البسملة وما بعدها من ديباجة صغيرة وهي قوله يقول ابو محمد عبدالله ابن ابي زيد القيرواني رضي الله عنه وارضاه اختلف اهل رواية هذه المقدمة هل هي من كلام ابن ابي زيد ام من كلام بعض النساخ والذي يظهر انها من كلام بعض النساخ لا من كلام ابن ابي زيد وعلى هذا فلا نحتاج الى توجيه اه قول ابن ابي زيد قال ابو محمد عبدالله بن ابي زيد كما وجه ذلك بعض الشرح وقوله بسم الله الرحمن الرحيم ابتدأ بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز فانه يبدأ بالبسملة في كل سوره الا في سورة براءة وايضا يذكر الشراح هنا كثيرا ان في هذا اقتداء ان في هذا عملا حديث كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله بذكر الله الى غير ذلك من الروايات فهو اقطع فهو اجزم فهو ابتر. وهذا الحديث بجميع رواياته لا يصح فلا يعتمد عليه وثبت في السنة العملية لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه يبتدأ رسائله بالبسملة وجرى على هذا عمل المسلمين من زمن النبوة الى زمننا هذا وما كان من هذا القبيل اي مما جرى عليه عمل المسلمين دون نكير فلا يحتاج الى تلمس الدليل عليه والكلام في البسملة يطول جدا ونكتفي من ذلك ببعض النتف الصغيرة فمن ذلك ان باسمي هذا جار ومجروح وهو متعلق بمحذوف وهذا المحذوف يجب تقديره تقديره يكون باعتبارات ثلاثة اه هل يكون هذا المحذوف فعلا ام اسما وهل يكون خاصا ام عاما وهل يكون مقدما ام مؤخرا فهذه ثلاثة انواع في كل منها احتمالان فحاصل ذلك ثمانية احتمالات وهو اثنان اس ثلاثة لأنه اما ان يكون فعلا خاصا مقدما واما ان يكون فعلا خاصا مؤخرا واما ان يكون فعلا عاما مقدما واما ان يكون فعلا عاما مؤخرا. وما قلناه في فعل نقوله في الاسم هذه ثمانية والمختار من هذه الاحتمالات الثمانية ان يقدر فعلا قاصا مو مقدما ولا مؤخرا شو المختار مقدما طيب نشوفوا ايش مقدم ولا مؤخر اه اما كونه فعلا فلان الاصل في العمل للافعال ولاجل هذا فالاولى ان نقول ابتدأ مثلا ابتدأ بسم الله هذا اولى من ان اقول مثلا بدئي او ابتدائي بسم الله وثانيا نقدره خاصا اي نجعل لكل سياق ما يلائمه فاذا كنا بصدد الكتابة فنقول اكتب باسم الله اذا كنا بصدد القراءة اقرأ باسم الله اكل بسم الله وهكذا يقدر لكل سياق ما يلائمه من الافعال. هذا معنى كونه خاصا ولا نقدره عاما من قبيل ابتدأ فيصلح لجميع اه انواع الكلام ثم اذا قدرناه مقدما كيف نقول؟ نقول ابتدئ او آآ اكتب بسم الله واذا قدرناه مؤخرا فنقول بسم الله ابتدأ او بسم الله اكتب وايهما اولى؟ الاولى ان يكون مؤخرا لافادة معنى الحصر لان تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر فانك حين تقول بسم الله اكتب اي اكتب باسم الله لا باسم غيره هذا معنى انه الاولى ان يكون ان يقدر مؤخرا ثم الإسم هذا اختلف في اشتقاقه قيل مشتق من السمو وهذا مذهب البصريين وقيل مشتق من الوسم وهو العلامة. فاما ان يراد به السمو اي الظهور والعلو والرفعة واما ان يراد العلامة او الوشم وعلى هذا فوزنه من جهة الصرف اما ان يكون افع او اعلن كما اه تقرر عند الصرفيين. لانه هذه السين والميم اما ان تكون فاء الكلمة وعينها واما ان تكون عين الكلمة ولا مهام ثم لفظ الجلالة هو علم على المعبود بحق سبحانه وتعالى واختلف ايضا هل هو مشتق ام لا؟ والراجح وهو مذهب البصريين انه مشتق وهو مشتق من اله فالله اصلها الاله ثم حذفت الهمزة وادغمت اللام فصارت الله وفخمت فصارت الله وآآ الاله هو المعبود لان التأله التعبد والها يأله عبد يعبد وقيل الهة يا له؟ عبد يعبد ومن ذلك قول رؤبة بن العشاش لله در الغانيات المدهي سبحن واسترجعن من تأله اي من تعبده فالإله فعال بمعنى مفعول اي المعبود والمعبودات كثيرة والمعبود بحق واحد وهو الله سبحانه وتعالى ثم الرحمان والرحيم كلاهما اسمان من هما اسمان من اسماء الله عز وجل الحسنى واختلف في الفرق بينهما والاظهر ان يقال ان الرحمن عامة للناس اجمعين. واما الرحيم فخاصة بالمؤمنين. وكان بالمؤمنين رحيما آآ الرحمة خاصة بالمؤمنين والرحمن اعم وذلك ان القاعدة ان زيادة المبنى تفيد زيادة المعنى فالرحمن ابلغ من الرحم فهذه البسملة على جهة الاختصار الشديد والامر يحتمل بسطا كثيرا ثم قال آآ قال ابو محمد عبد الله بن ابي زيد القيرواني وقد ترجمنا له انفا رضي الله عنه وارضاه والفرق بينهما اما رضي الله عنه فهذه ظاهرة معناها معروف واما ارضاه فمعناها جعله يرضى وذلك بان يعطيه من انعامه واحسانه حتى يرضى فهذا معنى ارضاه. هذا هو المختار في معناه وقيل غير ذلك. وقيل غير ذلك فاذا رضي الله عنه واعطاهما يحصل به رضاه والذي يرضي المؤمن هو ماذا؟ هو الجنة هو رضوان الله عز وجل فيها هو رؤية الله سبحانه وتعالى في الجنة وملذات النعيم هو البركة في الحياة الدنيا الى غير ذلك مما يرضي العبد المؤمن بعد ذلك يبدأ كلام ابن ابي زيد رحمه الله تعالى ومن كان منكم يحفظ يتابع من حفظه ومن كان لا يحفظ يتابع من ها؟ مقروءه يتابع من الكتاب امامه من متن الرسالة يقول الحمد لله الذي ابتدأ الانسان بنعمته وصوره في الارحام بحكمته وابرزه الى رفقه وما يسره له من رزقه وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيمة اه هنا يذكر صاحب المتن الحمد وقد ذكرنا انفا ان من السنة البدء بالبسملة والحمدلة وان البدء بالبسملة حقيقي وان البدء بالحمدلة اضافي اي انه انها مبدوء بها ولكن بعد البسملة فهذا معنى كون البدء اضافيا اي بالاضافة الى غيرها والحمد هو الثناء على الله بالجميل الاختياري وتكلم العلماء كثيرا في الفرق بينه وبين الشكر ولا نطيل بذلك وانما نقرر ان المصنف هنا جاء بالجملة الاسمية فقال الحمد لله بدلا من الفعلية فلم يقل احمدوا الله او حمدتوا الله وذلك لما في الجملة الاسمية من معنى الاستقرار والثبوت فقولك الحمد لله فيه اثبات الحمد لله سبحانه وتعالى بخلاف الجملة الفعلية فانها تدل على الحدث لان الفعل ما دل على الحدث فهنا تثبت المحامد لله سبحانه وتعالى. ولذلك فالحمد ثابت لله سبحانه سواء حمده حامدون او لم يحمدوا هذا معنى كوني اه الجملة الاسمية دالة على ماذا؟ على الاستقرار والثبوت وكونه قال الحمدلله ولم يذكر غيره من الاسماء الحسنى لانه لو ذكر اسما اخر متضمنا لصفة لفهم من ذلك ان الحمد هو لاجل تلك الصفة. فلو قال مثلا الحمد للرحيم او الحمد للبر او الحمد للمنعم وما اشبه ذلك لكان المعنى تقييد الحمد بماذا؟ بكونه لاجل هذا السبب اي لاجل كون الله متصفا بصفة الرحمة او بصفة كذا او كذا من من الصفات اما لو قال الحمد لله هكذا فهو ابلغ وابعد عن التقييد اي هذا حمد مطلق الحمد لله عز وجل مطلق عن كل قيد وقوله الحمد لله الذي ثم ذكر اشياء اذا حمد الله وذكر اسباب اسبابا لهذا الحمد. وهذه الاسباب ما هي؟ هي النعم التي انعم الله سبحانه وتعالى بها على الانسان عموما والمسلم عليه ان يتفكر في هذه النعم فانها نعم عظيمة جدا وهي شاملة للانسان ولذلك قال الحمد لله الذي ابتدأ ايش؟ الانسان بنعمته. لان هذه النعم لا تختص بالمؤمن وانما تعم الانسان من حيث هو. لكن انما ما ينتفع بالتدبر فيها المؤمن دون غيره اما غير المؤمنين فانما هم كالانعام بل هم اضل سبيلا فالنعمة الاولى هي نعمة الايجاد. الحمد لله الذي ابتدأ الانسان اي انشأه وخلقه ثم قال بنعمته اي بانعام منه اي انعم عليه بان اوجده. فاول النعم التي عليك ان تحمد الله عليها ان اوجدك من عدم ولولا ان انعم الله عليك بالايجاد لما كنت مفهوم؟ فهذه اول النعم ثم قال وصوره في الارحام بحكمته وهذه لمن تدبرها من اعظم النعم واجلها وذلك ان الله عز وجل يخلق الانسان في رحم امه على اكمل الوجوه وافضلها ويصوره تصويرا محكما متقنا يعرفه من يطلع على شيء من ذلك فانه لا سبيل الى الاطلاع على جميع ما في خلق الانسان في الرحم من اتقان وحكمة. لا سبيل الى الاطلاع على جميع ذلك لكن من اطلع على بعض ذلك كالاطباء ومن دونهم فانهم يرون يرون من ذلك عجبا عجابا ولذلك فهذا الخلق المحكم المتقن قال صور صوره فيش في الارحام بحكمته. فهذا التصوير راجع الى حكمة الله عز وجل. وما في هذا التصوير من الاتقان هو بحكمة الله سبحانه وتعالى فهذه النعمة نعمة الثانية وهي نعمة التصوير على افضل الوجوه ثم قال وابرزه الى رفقه اي بعد الايجاد اي الخلق وبعد التصوير في الرحم اخرجه اظهره ابرزه الى الحياة الدنيا وابرزه ايش؟ الى رفقه اي الى ما يرتفق به ثم اما ان نجعل الهاء الضمير في رفقه راجعا الى العبد نفسه الى الانسان اي ابرزه الى ما يرتفق به هذا الانسان او ان يرجع الضمير الى الله سبحانه وتعالى فيكون المعنى ابرزه الى رفق الله والمعنيان صحيحان ففي الحالتين معا الله عز وجل يخرجك من ضيق الرحم الى سعة الدنيا ثم انت واجد في سعة الدنيا من الرفق والاعانة والتسديد وتيسير الامور ما هو ومن اعظم النعم المستحقة للشكر والحج ولكن الشأن في من؟ ماذا؟ يتدبر في هذه النعمة ويتأملها ليحمد الله عز وجل عليها وابرزه الى رفقه وما يسره له من رزقه اي ابرزه الى هذه الدنيا ويسر له رزقا. والكلام هنا عن الانسان من حيث هو مسلما كان او كافرا. فكل انسان كائنا ما كان يرزقه الله عز وجل كائنا ما كان. ثم رزق الله للناس يكون بمقتضى حكمته سبحانه وتعالى ولا سبيل لك الى ان تعلم كيف يكون هذا الرزق وما المعيار الذي من اجله يكون فلان صاحب مال كثير وعلان زمان قليل لا سبيل الى معرفة ذلك. ولو كانت الامور تجري على ما يريده الناس لاختار الناس اجمعون ان يكونوا اصحاب رزق وافر ومال كثير وذلك مما لا تصلح عليه احوال المجتمعات والامم لو كان الامر باختيار الناس لاختاروا كلهم الرزق الكثير وكثير من الناس اذا رزق المال الوفير فان ذلك لا يصلحه بل يفسده كثير من الناس اذا كان على درجة قليلة من المال او صاحب فقر فانه يكون مقبلا على الله عز وجل ويكون متقيا لربه سبحانه وتعالى ثم اذا هو فتح له في المال والعياذ بالله تعالى الهاه ذلك عن ذكر ربه سبحانه وتعالى. فكانت هذه النعمة التي هي في اصلها نعمة انقلبت في حقه الى نقمة لانه لم يشكرها وشكر نعمة الرزق باعمال ذلك الرزق فيما يرضي الله سبحانه تعالى اي اعمله في ماذا؟ انفاقه في سبيل الله كما ذكرنا من قبل فاذا الرزق لا يكون على الايمان والكفر ولا على المعصية والطاعة ولا على العقل وآآ ولا على العلم الجهلي كما قال ابو تمام آآ ينال الفتى من عيشه وهو جاهل ويكدي الفتى في دهره وهو وعالم ولو كانت الارزاق تأتي على الحجة على العقل هلكنا اذا من جهلهن البهائم ولم يجتمع شرق وغرب لقاصد ها ولم يجتمع شرق يعني الذي يقصد لا يمكن ان يقصد الشرق والغرب في نفس الوقت هذا محال يجتمع شرق وغرب لقاصد ولا المجد في كف امرئ والدراهم لا هادي الامور لا تجتمع لكن هذا من كلام الشعراء المقصود عندنا ما هو؟ هو ان الرزق لا يكون على هذه المعايير التي يذكرها بعض الناس او يظنها بعض بعض الناس صحيحة الأذان ولا مازال اه وابرز وابرزه الى رفقه وما يسره له من رزقه. اذا هذه النعمة كم الرابعة وهي الرزق ثم الخامسة التعليم فعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما والناس كيف يخرجون من بطون امهاتهم؟ لا يعلمون شيئا. اليس كذلك؟ بنص القرآن الكريم. لا يعلمون شيئا فاذا التعليم من الله عز وجل. فكل حرف تعلمته فاعلم انه من ربك سبحانه وتعالى وليس لك من الامر شيء فهو يوفقك الى العلم وهو يرشدك اليه وهو يعلمك ما لم تكن تعلم ولاجل ذلك ففضله عليك عظيم والفضل ما هو؟ هو ما يأتيك دون استحقاق دون مقابل فانت اذا تبايعت مع شخص فاعطيته سلعة سلعة واعطاك مالا هذا بمقابل فلو زادك على ثمن السلعة ماذا يكون؟ هذا يكون فضلا فكل نعم الله عز وجل فضل. كلها فضل لما؟ لانه لا سبيل الى مقابلة نعم الله عز وجل. فادنى نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى لو اردت ان تقابلها ما استطعت ذلك. ادنى نعم وليس في نعم الله ادنى. لكن اصغرها لو اردت ان تقابله ما استطعت وكان فضل الله عليه عظيما. فكل نعم الله عز وجل هي فضل منه سبحانه وتعالى وهذا الفضل عظيم جدا ثم قال ونبهه باثار صنعته وهذا ايضا من نعم الله عز وجل ومعنى نبهه باثار صنعته ايقظه من غفلته بما اراه اياه من اثار الخلق وسيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى في العقائد بذكر بعض الادلة على وجود الله سبحانه وتعالى ومن اعظمها هذا الدليل وهو النظر في ماذا فيما خلق الله سبحانه وتعالى في هذا الكون بدءا بما في نفسك وانتقالا الى ما يحيط بك الى ها السماوات العلى وما فيها من افلاك وابراج وغير ذلك فهذا كله من صنعة الله و اه خلق الله المتقن المحكم فالنظر في هذه الايات مما ينبه ويوقظ من الغفلة ونبهه باثار صنعته ومع ذلك فمن عظيم رحمة الله بالانسان انه لم يحاسبه بمقتضى هذا النظر فقط وانما لم يحاسبه الا بعد اقامة الحجة الرسالية عليه. اي اقامة الحجة بمن؟ بالمرسلين. ولذلك اتبع قوله ونبهه باثار صنعته بقوله واعذر اليه على السنة المرسلين الخيرة من خلقه فأنت هنالك كما سيأتين هذا ان شاء الله تعالى في العقائد هنالك ادلة تدل على ربوبية الله عز وجل كدليل الفطرة ودليل الميثاق ودليل العقل ثم هذا النظر في الايات الكونية كل ذلك يدل على ماذا؟ على وجود الله وربوبيته واستحقاقه عبادة ولكن مع ذلك لا يؤاخذ العبد بشيء من ذلك حتى تقوم عليه الحجة الرسالية. وما معذبين حتى نبعث رسولا. اي ولا مثيبين رسلا مبشرين ومنذرين ومنذرين لا يكون على لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل مفهوم؟ لا حجة الا بعد بعث الرسل. لذلك قال واعذر اعذر ماذا؟ ما معنى اعذر؟ اي ازال العذر ما بقي لأحد عذر بعد مجيء المرسلين واعذر اليه على السنة المرسلين الخيرة الذين هم الأفاضل من خلقه ثم ماذا؟ فهدى من وفقه بفضله واضل من خذله بعدله من مقتضى ايماننا بالله سبحانه وتعالى ايماننا بشيء اسمه القدر. سيأتي تفصيل ذلك في موضعه ان شاء الله تعالى في العقيدة لكن هنا نكتفي بان نقول بان الله سبحانه وتعالى يهديه ويضل والمراد بالهداية هنا هداية التوفيق فهنالك من الناس من يهديهم الله ويكون ذلك محض تفضل منه سبحانه وتعالى فهدى من وفقه للهداية بفضله اي تفضلا منه وانعاما منه والعكس هنالك من يضلهم الله واضل من خذله. وهل يكون هذا الاضلال من باب الظلم؟ لا. بل لا كونوا الا على ما يوافق العدل وعلى مقتضى العدل ولذلك قال واضل من خذله بايش؟ بعدله مفهوم؟ اما بيان هذه الجملة وتفصيلها فهذا في باب القدر ونقدم لذلك حينئذ ببعض المقدمات التي لابد منها لكن نكتفي هنا بان نعرف ان المقصود بالهداية هنا هداية التوفيق لا هداية الارشاد لانك تعرف ان الهداية نوعان فهداية التوفيق لله سبحانه وتعالى دون غيره. واما هداية الارشاد فتكون لغيره ايضا. ولذلك فان الله سبحانه وتعالى قال انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فنفى الهداية عمن عن رسوله صلى الله عليه وسلم واثبتها لله سبحانه وتعالى. ثم في اية اخرى قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فاثبت له انه يهدي. فقالوا نفى عنه هداية التوفيق واثبت له هداية الارشاد والبيان. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يسرهم لليسرى. وهذا مأخوذ من كتاب الله عز وجل يسر المؤمنين لليسرى واليسرى ما ما المقصود بذلك؟ قيل الجنة قيل الجنة. قال جماعة من المفسرين المراد بذلك الجنة. وقيل بما هو اعم من ذلك اي ما يكون عليهم يسيرا غير شاق سواء اكان ذلك في الحياة الدنيا او في الاخرة فاما في الحياة الدنيا فهي المعيشة الميسرة التي تكون للمؤمنين ها؟ دون غيرهم من الناس الذين يعيشون ماذا؟ معيشة ضنكى ضيقة عليهم فيها وفي الاخرة ايضا اليسرى هي الجنة. ها لانهم يعيشون حينئذ في والجنة لا شك انها من اعظم ما يكون ميسر ويكون سهلا ويكون فيه من الملذة والمتعة والراحة ما نسأل الله سبحانه وتعالى الا يحرمنا منه وشرح صدورهم للذكرى اي جعل قلوبهم منشرحة موسعة لتقبل الذكرى وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. اي ان الله سبحانه وتعالى شرح صدور هؤلاء المؤمنين. فتقبلوا الذكرى ها فيما ضاقت بذلك صدور غيرهم فلم يتقبلوها. وهذا من اعظم نعم الله عز عليك وهذا شيء ينبغي ان تتأمله فانظر انت مثلا الان اذا جاءك اذا جاءتك اية من كتاب الله عز وجل كيف تطمئن لها وتتقبلها وترضى بها وتحبها وتسعى لفهمها وتجتهد للعمل بها. صحيح ام لا الا ترى ان غيرك من الناس تأتيه هذه الاية القرآنية فلا يرفع لها فلا يرفع بها رأسا ولا يلقي لها بالا ولا لا يهتم لفهمها ولا ينشغل بالعمل بها وانما هي عنده كغيرها من الكلام لم؟ لان الله شرح صدرك ولم يشرح صدره وهذه من اعظم النعم وانما يشعر بهذه النعمة من رأى الذي حرم منها والذي حرم منها من؟ هو الكافر نعم ولكن هو ايضا الشاك و اه عذاب الشات اكثر واشد في الحياة الدنيا اكثر واشد واشد من عذاب الكافر على الاقل الكافر عنده نوع اطمئنان بكفره وان كان هذا طمأنينة ليست كطمأنينة المؤمن. ولكنه مستقر على شيء اما الشاك والعياذ بالله تعالى هذا اللي يشك في الاحاديث النبوية لا شيء عنده لا يستقر لديه شيء الاحاديث لا ادري هل هي صحيحة ام لا القرآن لا ادري هل هو صحيح ام لا وجود الله لا ادري هل يوجد ام لا هذا الشك اليس ضيقا اليس معيشة ضنكا؟ اليس عذابا والم نفسيا بالغا بالطبع هو كذلك ولا آآ يشعر بنعمة الطمأنينة وانشراح الصدر الا من ضيق الله صدره والعياذ بالله تعالى وشرح صدورهم للذكرى فامنوا بالله اليس كذلك فامنوا بالله بالسنتهم ناطقين وبقلوبهم مخلصين وبما اتتهم به رسله وكتبه ايش؟ عاملين. وابن ابي زيد يكثر في هذه المقدمة وفي مواضع اخرى من ذكر هذه الامور الثلاثة التي عليها يقام الدين فإن الدين والإيمان يقوم على هذه الثلاثة وهي نطق اللسان واعتقاد القلب وماذا وعمل الجوارح. فامنوا بالله اي حين شرح صدورهم للذكرى حين يسرهم لليسرى ماذا صنعوا؟ امنوا بالله وجمعوا في ايمانهم بين هذه الامور الثلاثة التي لا قيم للايمان الا بها كما سيأتينا ان شاء الله تعالى في موضعه من العقيدة فسنذكر آآ شرح هذه الجملة وهي ان الايمان قول وعمل سنشرح حينئذ كيف انهم حين امنوا لا الايمان بالله يشتمل على هذه الامور الثلاثة. وهي ماذا؟ قال بالسنة الناطقين اي ينطقون الاقوال الواجبة والمستحبة وغيرها لكن الذي آآ يقوم الايمان عليه هو الواجب آآ امنوا الله بالسنتهم ناطقين مثلا نطقوا بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وبقلوبهم مخلصين فانه لا يقوم اه لا يصح منهم شيء الا تكن قلوبهم معتقدة وان لم تكن قلوبهم مخلصة والا فهذا ايمان المنافق وليس بايمان على الحقيقة. وبما اتتهم به رسله وكتبه عاملين الذي عمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فقد عمل بجميع ما جاء به الرسل والكتب الرسل وما اتت به جميع الكتب وذلك لان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة لما سواها ومهيمنة على ما سوى وشاملة لما سواها مفهوم؟ فلاجل ذلك لا اشكال عندنا في قولهم وبما اتتهم به رسله وكتبه لاننا نقول الذي امن بمحمد صلى الله عليه وسلم وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في شرعه فهذا شامل لمن سواه. وقد تكلم الاصوليون في شرع من قبلنا هل هو شرع لنا ام لا؟ لعل هذا يأتينا في موضعه ان شاء الله تعالى اذا احتجنا اليه لكن الشاهد عندنا ما هو؟ هو ان الايمان بالرسل والكتب يكون على الاجمالي. والعمل بالشرائع يكون بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم لانها ناسخة لما قبلها من الشرائع. نعم اه ونعم ايش قال؟ وما اتتهم به رسله وكتبه عاملين وعملوا اه وتعلموا ما علمهم ووقفوا عندما حد لهم واستغنوا بما احل لهم عما حرم عليهم. هذه كلها امور داخلة في او تابعة لقوله يسر المؤمنين لليسرى وشرع صدورهم للذكرى فتشمل هذه الأمور الثلاثة ما علمهم تعلموه اي لم يستكبروا عن تعلم دين الله عز وجل حين يسر لهم ذلك حين يسر الله لهم التعلم وعلمهم تعلموا مفهوم وايضا في شرع الله عز وجل هنالك حدود لا ينبغي تجاوزها ولا تعديها. فاذا ما كيف التعامل معها ووقفوا عندما حد لهم اي لم يتجاوزوا فما كانوا حراما لم يفعلوه. وما كان واجبا عملوا به واستغنوا بما احل لهم عما حرم عليهم لان السائل قد يسأل ويقول هؤلاء حين وقفوا عندما حد لهم فهم يحتاجون الى هذه الأمور المحرمة اليس كذلك؟ يحتاجون اليها فيقول لا ما احتاجوا الى ذلك حين وقفوا عندما حد لهم هذه حدود الله هذه امور محرمة لا يجوز ان اعملها لا يجوز ان اتعدى حدود الله ما عملوا بها مفهوم؟ فهل احتاجوا الى ذلك الحرام لم يحتاجوا اليه لما؟ لانهم استغنوا وبما استغنوا باغناء الله لهم. ليس ذلك من تلقاء انفسهم وانما اغناهم الله استغنوا بما احل لهم اللي هو قبل الحدود عما حرم عليهم اللي هو ما يتجاوز الحدود. مفهوم؟ فاستغنوا بالحلال عن الحرام رامي وفي ذلك اعظم آآ يعني وفي ذلك دليل على ايمانهم بالله وثباتهم على ما امرهم به سبحانه وتعالى. ثم قال رحمه الله تعالى اما بعد اعاننا الله واياك على رعاية ودائعه وحفظ ما اودعنا من شرائعه اما بعد كلمة يؤتى بها للفصل بين مقدمة الكلام والمقصود به ومعناها مهما يكن من شيء بعد مهما يكن من شيء بعد ما ذكرناه من البسملة والحمد ونحو ذلك فإن فاذا هي متضمنة لمعنى الشرط لان مهما اداة شرطية فحينئذ فجواب الشرط يقترن بالفاء ولذلك قال فانك سألتني فذاك هو جواب الشرط. اما قوله اعاننا الله واياك الى اخره فهذه جملة اعتراضية دعاء اه وقوله اعاننا الله واياك اما ان يراد بالنون هنا بناؤنا العظمة اي انه يقصد بذلك نفسه وحينئذ فالعطف هنا للمغايرة. اعاننا الله يقصد نفسه واياك يقصد المخاطب فإذا العطف هنا يفيد المغايرة واما ان تعظيم نفسه في هذا المقام لا بأس به لانه في مقام التعليم وهو مستحق لهذا التعظيم لانه عالم معلم فلا بأس بذلك في مثل هذا المقام واما ان يراد بذلك الجمع اي يقصد جميع المسلمين اي هو ومن معه من المسلمين اعاننا الله جميعا على كذا وكذا وحينئذ فالعطف هنا هو من قبيل عطف الخاص على العام لانه قال اعاننا الله واياك فهذا الشخص هذا المخاطب هو جزء من هذا العموم. لكنه آآ فصله عن هذا العموم اهتماما لشأنه لانه هو المخاطب بهذه الرسالة وهو المقصود بها فيكون من باب في ماذا؟ الخاصي على العام اعاننا الله واياك الكلام مع من؟ مع محرز وهو مؤدب ولدان هو الذي ارسل الى ابن ابي زيد يسأله ان يكتب له هذه الجملة المختصرة اي هذه المقدمة فكان سببا في تأليف هذه الرسالة المباركة وبقي اسمه يذكر كلما ذكرت هذه الرسالة. اعاننا الله واياك على ماذا؟ على رعاية ودائعه. قال الشراح المراد بالودائع هنا ما يسمى الكواسب او الجوارح وهي ماذا؟ وهي السمع والبصر واللسان ها؟ واليدان والرجلان والبطن والفرج فكم هذه؟ سبعة وهي سبعة كواسب السمع والبصر آآ اللسان او الكلام واليدان والرجلان وماذا؟ البطن والفرش على رعاية ودائعه لان هذه الكواسب اودعها الله عندنا اي جعلها عندنا وديعة والوجيعة ما هي؟ هي ما تجعله عند الشخص ليحفظه لك فهذه الوديعة اذا هي هذه الكواسب او هذه الجوارح وديعة من الله عندنا فعلينا ان نحفظها وكيف يكون حفظها وكيف تكون رعايتها بماذا؟ باعمالها فيما يرضي الله عز وجل. فلا تفعل بها الا ما يوافق شرع الله سبحانه وتعالى. وحفظ ما اودعنا من شرائعه فان هذه الودائع التي هي الجوارح تعمل على ماذا اذا اردت رعايتها وحفظها فانه عليك ان تعملها في شرع الله عز وجل اي في شرائعه والشرائع جمع شريعة وهي في الاصل ها من مشرعة الماء وهو الماء المجتمع اه الشر الذي لا يحتاج معه الى رشاء والى الاستقاء منه برشا لا يعني ما يحتاج معه الى جهد وبذل للجهد لاستخراج الماء منه فلاجل ذلك سميت الشرائع شرائع مفهوم فهي طرق طرق لارضاء الله سبحانه وتعالى ثم انت ما تأخذه منها ميسر سهل لان الله عز وجل ما كلف الا بما هو في طاقتك. ما هو ميسر لك فهذا معناه وحفظ ما اودعنا من شرائعه فانك سألتني يا محرز ان اكتب لك جملة مختصرة اي مجموعة من المسائل والقواعد مختصرة والاختصار ما هو؟ هو تقليل اللفظ والمعنى معا تقليل اللفظ والمعنى معا اي معان قليلة في الفاظ قليلة فهذا هو الاختصار بخلاف الايجاز بخلاف الايجاز فجملة مختصرة وهذه الرسالة كما ذكر شراحها تحتوي على نحو اربعة الاف مسألة على نحو ماذا؟ اربعة الاف مسألة. فمن حفظ هذه الرسالة وفهمها فانه قد حفظ وفهم نحو اربعة لالاف مسألة اغلبها في الفقه والعقيدة فيها قليل وهي موزعة على نحو بضع واربعين بابا. هذا بضع واربعين بابا جملة مختصرة زيد ان اكتب لك جملة مختصرة في واجب امور الديانة. اليس كذلك؟ في واجب امور الديانة. والواجب ما هو؟ الواجب في اللغة هو الساقط مكانه كما في قوله تعالى فإذا وجبت جنوبها وفي الإصطلاح ما هو؟ في الإصطلاح الأصولي الواجب هو المأمور به امر جزم او هو المطلوب طلبا جازما هذا اولى هو المطلوب طلبا جازما وذلك ان آآ الاحكام التكليفية هي اما ان تكون طلبا او غير طلب فان كانت طلبا فاما ان تكون طلبا جازما واما ان تكون طلبا غير جازم فان كانت طلبا جازما فاما ان يكون طلب فعل فهو فهو الواجب او طلب التركي فهو الحرام. وما كان طلبا غير جاز فاما ان يكون طلب فعل فهو المستحب واما ان يكون طلب ترك وهو ماذا؟ المكروه. ثم بقي ما ليس طلبا وهو الإباحة. فبها تكتمل الأقسام الخمسة. فإذا التعريف الصحيح للواجب هو المطلوب طلبا جازما. المطلوب فعله طلبا جازما. المطلوب فعله طلبا جازما ثم قد يعرف ايضا بتعريف اخر وهو ان يقال ما في فعله ماذا؟ الثواب وفي تركه العقاب او ما يثاب فاعله يستحق العقاب تاركه وهذا اولى من ان يقال ويعاقب تاركه لانه قد لا يعاقب وانما هو يستحق العقاب هذا كله من مباحث علم اصول الفقه. فإذا في هذه الرسالة جملة مختصرة في ماذا؟ من واجب امور الديانة وفي بعض النسخ من واجب امور الديانات اليس كذلك مما مرة اخرى تنطقه الالسنة زيد وتعتقده القلوب وتعمل به الجوارح مما تنطق به الالسنة وتعتقد والقلوب هو تعمل به الجوارح. فمرة اخرى الواجب موزع على هذه الثلاثة. فالواجب في نطق اللسان كالشهادتين. والواجب في اعتقاد قلبك امور كثيرة من الواجبات مثلا الاقرار والاخلاص وغير ذلك. والواجب من عمل جوارحه كالصلاة ولا تكتفي الرسالة بالواجب بل ايضا وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن والمقصود بالسنن هنا المستحبات و اشار الى بعض اصطلاحات المالكية في المستحب فقال من مؤكدها اي السنن المؤكدة ونوافلها ورغائبها لكنه لم يحيط اصطلاح المالكية في ذلك والمالكية لهم اصطلاح كثيرة في باب المستحب عقد ذلك صاحب مرق السعود بقوله فضيلة والندب والذي استحب ترادفت ثم التطوع انتخب رغيبة ما فيه رغب النبي وسنة ما احمد قد واظب عليه والظهور في وجبة ثم ذكر ان السنة قد تسمى واجبا وبعضها هم ثم الذي قد اكد منها بواجب فخذ ما قيد فاذا عند المالكية الفضيلة والندب والمستحب مترادفة اما التطوع قال ثم التطوع انتخب التطوع هو ما ينتخبه الشخص لنفسه من الاذكار والاوراد ونحو ذلك الرهيبة رغيبة ما فيه رغب النبي بذكر ما فيه من الاجر جبه يعني الرغبي هي ما رغب فيه النبي يعني ذكر في اجرا معينا مخصوصا او دام ادام فعله ولكن بوصف النفل لا بوصف السنة المؤكدة التي ستأتي او دام فعله بوصف النفل. والرغيبة لا تكاد لها مثالا الا في ما يسمى رغبة الفجر وهي سنة الفجر اه والنفل ما هو؟ اذا ذكرنا ثلاثة وذكرنا التطوع وذكرنا الرغيبة بقي النفل. النفل من هذه القيود كلها. اخلي اخله من هذه القيود هو الأمر وليس مأمورا به ليس فيه هذه القيود وليس فيه الأمر هذا هو النفل بل ارشد للثواب فيه نبي الرشد والصواب. النبي صلى الله عليه وسلم ارشد لما فيه من الثواب على جهة العموم. اذا كم وصلنا الآن؟ بعد الرغيبة النفل ثم ماذا؟ بقي ماذا؟ السنة اللي هي تسمى ايضا السنة المؤكدة وسنة مع زيد ما تحفظ ما احمد قد وسنة مع احمد قد واظب عليه والظهور فيه وجب اي السنة هي ما واظب محمد صلى الله عليه وسلم واظهره في جماعة بهذين الشرطين ما واظب عليه واظهره في جماعة ثم بقي ان السنة تسمى ايضا واجبا عند بعضهم وبعضهم سمى الذي قد اكد منها بواجب فخذ مقويه. الشاهد عندنا ما هو؟ هو ان المالكية خلافا الدافعية مثلا الشافعي اذا قرأت جمع الجوامع ويذكر لك ان هاديك كلها مترادفة كلها عنده مترادفة النافلة المستحب والمندوب كلها شيء واحد لكن المالكية لها مصطلح متعددة في هذا المجال هذا الذي جمعه صاحب المراقي من او افضل ما اه جمع هذه الاصطلاحات. قال وشيء من الاداب منها اي في هذه الرسالة الى جانب الواجب والسنة شيء من ماذا؟ من الآداب وهذا موجود خصوصا في اخر الرسالة في كتاب الجامع. ففيه الآداب والآداب قال بعض العلماء كزفوق وغيره الادب هي السنن لكن المتعلقة بالاكل والشرب والسفر واللباس وما اشبه ذلك. وقال بعضهم لا يلزم بل الاداب اعم من ذلك والأصل في الأدب الذي نعرفه وهو الذي يشمل الشعر والنثرة انه يرشد الى هذه الآداب الأصل في الأدب ان يرشد الى هذه ولذلك نقرأ الأدب في الأصل لا لتزجية الوقت ولا تعلم العربية فقط وانما ايضا لماذا بهذه الاداب ولكن عدم موجود في بعض كتب الادب لكن دخل الداخل على الادباء في هذا المجال فصار كثير منها لا يعلم شيئا من هذا هذه الاداب قال وشيء من الاداب منها نعم زيد وجمل من اصول الفقه وفنونه المراد ليس اصول الفقه بالمعنى الاصطلاحي لأن اصول الفقه بالمعنى الإصطلاحي غير موجود غير موجودة في هذه الرسالة قالوا المراد باصول الفقه امهات القواعد الفقهية التي تندرج تحتها كثير من الفروع اصول الفقه مثلوا له مثلا بقاعدة بيع الآجال عند المالكية غادي مفصلة وفيها تندرج تحتها فروع كثيرة والفنون هي هذه الفروع اذن عندنا امهات عندنا اصول وقواعد وتندرج تحتها فنون ولذلك قال وجمل من اصول الفقه وفنونه والفقه في اصل اللغة هو الفهم او حسن الفهم ويقال فقه يفقه بمعنى فهم ويقال فقه بالضم يفقه بمعنى صار الفقه له سجية اه لان هذه القاعدة فعند الصافيين ان فعل ها؟ تفيد هذا المعنى فإذا فقهاء صار الفقه ملكة وسجية فقها فهم وهذا الفقه في اللغة والفقه في الاصطلاح هو سيأتينا ان شاء الله تعالى في موضعه وتعريفه عند الاصوليين هو العلم بالاحكام الشرعية العملية المكتسب من ادلته التفصيلية كما قال صاحب المراقي والفقه هو العلم بالأحكام للشرع والفعل نماها النام ادلة التفصيل منها مكتسب والعلم بالصلاح بما قدم فإذا وجمل من اصول الفقه ماذا؟ وفنونه على ماذا؟ على مذهب الامام مالك ابن انس رحمه الله تعالى وطريقته المذهب مصدر ميمي بمعنى ما ذهب اليه مالك فإذن ما الفرق بين المذهب والطريقة؟ قالوا مذهبه قوله وطريقته ما خرجه ائمة مذهبه على قوله فانه حين تفتح كتابا في الفقه المالكي فانك لا تجد فيه فقط اقوال مالك وانما تجد ايضا ما خرج على اصول مالك وعلى اقوال مالك فهذه هي طريقته على مذهب مالك وطريقته واسعته يأتينا ان شاء الله تعالى شرح ذلك مع ما سهل سبيل ما اشكل من ذلك من تفسير الراسخين وبيان المتفقهين. اي لا اذكر لك فقط اه الامور اه مذهب ما لك وطريقته دون بيان ولا تفسير. لا. لان في ذلك بعض ما يشكل ويصعب فلاجل اشكاله يحتاج الى ماذا؟ الى تيسيره بما؟ بامرين اثنين تفسير الراسخين وبيان المتفقهين فالمتفقه من هو؟ هو الذي يتفقه يتعلم ثم قد يكون فقيرا وقد لا يكون قد يتفقه فيصل الى درجة الفقه وقد لا يصل. فالمتفقه انزل مرتبة من الفقيه. اليس كذلك؟ اذا المتفقهون يبينون وفوق المتفقهين الفقهاء واعلاهم الراسخون الراسخون في الفقه فهؤلاء يفسرون وقالوا التفسير اولى من البيان ولذلك خصت التفسير بالقرآن بخلاف غيره مفهوم؟ فإذا الشرح والتيسير لهذه الإشكالات يكون بهما تفسير الراسخين قال بعض الشرح الصحابة لا يلزم ان يكون الصحابة ولكن مطلق الراسخين يشمل الصحابة بالطبع ويشمل غيرهم من كبار الائمة وبين المتفقين من هم دونهم في المنزلة لما رغبت فيه من تعليم ذلك للولدان كما تعلمهم حروف حروف القرآن. لأنك يا محرز رغبت ان تعلم هذه الاحكام لمن؟ للولدان والولدان هم الصغار الاطفال ذكورا كانوا او اناثا. رغبت ان تعلمهم ذلك كما تعلمهم حروف القرآن. والتشبيه هنا في التعليم لا في لأن بعض الشرح بدأوا يبحثون هل تعليمهم القرآن اولى من تعليمهم الأحكام الشرعية او العكس او يعلمون الأحكام الشرعية قبل تعليمهم القرآن وهذا ليس الكلام هنا في هذا التشبيه بين هذين الامرين وانما التشبيه في ماذا؟ في التعليم مفهوم اي كما انك تعلمهم حروف القرآن والمراد بحروف القرآن مطلق الايات والكلمات وليس المراد بالحروف الهجائية كما ذكره بعضهم مطلقا او ايات القرآن لان الحروف تطلق على هذا المعنى. يطلق الحرف ويراد به الكلمات فما فوقها فاذا كما تعلمهم حروف القرآن تريد ان تعلمهم ماذا اه هذه الاحكام الاحكام الشرعية المذكورة في الرسالة. نعم ليسبق ياك؟ الى قلوبهم ليسبق الى قلوبهم من اه ذلك ما من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته. ليسبق لما لأنه كما سيأتي ان شاء الله تعالى ان اه ان الفكرة التي يريد ان يوصلها ابن ابي زيد ومثله محرز هي ماذا؟ هي ان يسبق الى اذهان هؤلاء الاطفال الخير قبل ان يستقر فيه الشر على حد قول الشاعر آآ اتاني هواها قبل ان اعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكن لو صادفه ممتلئا لما تمكن ولذلك اذا وجد اذا جاء الخير ووجد القلب ممتلئا بالشر احتيج الى ازالة الشر قبل وضع الخير موضعه فهذان عملان اما لو جاء فوجد القلب خاليا فانما هو عمل واحد وهو وضع الخير في موضعه ولاجل ذلك فان تعليم الاطفال كما سيأتي في كلامه ان شاء الله تعالى تعليم الأطفال اه ايسر وارجى للخير لما؟ لأنه لا يوجد في قلوبهم شره قلوبهم خالية فما وضعت فيها من خير كان ذلك مما كما قال هنا ترجى لهم بركته في الدنيا يكون يكونون من اهل البركة وتحمد لهم ماذا؟ عاقبتهم فاجبتك الى ذلك يعني وافقتك عليه فاجبتك الى ذلك لما رجوت لنفسي ولك من ثواب من علم دين الله او دعا اليه كأنه يقول آآ رجوت الثواب لاني انا علم وانت دعوتني الى هذا التعليم لأجل ذلك قال او توبة من؟ ماذا؟ علم دين الله اللي هو انا او دعا اليه الذي هو انت يا محرز. ويحتمل انهما معا معلمان وداعيان وهذا صحيح الى هما معلم داع وحينئذ يؤتى بالواو وهي نسخة وهي نسخة في الرسالة من علم دين الله ودعا اليه نعم واعلم اليس كذلك؟ واعلم ان خير القلوب اوعاها للخير. خير الأولى ليست الخير الثانية خير القلوب الأولى خير الأولى افعل تفضيل لكن خير وشر لا يؤتى بها على صيغة افعال فلا يقال اخيار ولا اشر مفهوم الا شذوذا فخير القلوب اي افضل القلوب ماذا؟ اوعاها للخير هادي مقدمة اولى المقدمة الثانية وارجى القلوب للخير ما لم يسبق الشر اليه ارجى القلوب لان يستقل لان يستقر الخير فيه ما هو ما هي؟ هي القلوب التي لم يسبق الشر اليها. كمان شرحنا انفا واللي هي ماذا؟ قلوب من؟ قلوب الصغار. قلوب الصغار والاطفال اه وارجى القلوب للخير ما لم يسبق الشر اليه اولى ما عني به الناصحون ورغب في اجره الراغبون ايصال الخير الى قلوب اولاد المؤمنين ليرسخ فيها اولى اي افضل ما عني عني هذه دائما تأتي على صيغة المبني للمفعول. عني به الناصحون ورغب في اجره الراغبون. ما هو؟ ما هو هذا الشيء الذي هو اولى الامور؟ بطبيعة الحال هذه اولوية نسبية لا يأتي شخص فيقول لا هنالك ما هو اولى التوحيد اولى اي لا شك هادي اولوية نسبية اضافية اولى ذلك ايصال الخير الى قلوب اولاد المؤمنين لما؟ ليرسخ فيها وتنبيههم على معالم الديانة وحدود الشريعة ليراضوا عليها. تنبيههم على معالم المعالم جمعهم اعلم وهو ماذا؟ الاثر في الطريق الذي تعرف به الطريق الديانة لها معالم ولها حدود الشريعة لها حدود فينبغي ان يتعلموها كيف ليرادوا عليها راضوا على الشيء راد الداب ها بمعنى مرنها ودربها ومنه الرياضة اللي هو انك هؤلاء الاطفال ينبغي ان راضوا يمرن ويدربوا على ماذا؟ على هذه الحدود وعلى هذه المعالم. نعم. ثم قال اه ليرادوا عليها وما عليهم اه ان تعتقده من ذلك قلوبهم وتعمل به جوارحهم اي وهذا واضح اي ينبغي ان يعلموا ما عليهم اي ما يجب عليهم من الاعتقادات ومن ماذا؟ ومن الاعمال فانه روي ان تعليم الصغار لكتاب الله يطفئ غضب الله. روي هذا حديث لا يصح مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخرجه ابن وغيره وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وضعفه الذهبي وابن حجر وغيرهم لا يصح وانما ورد في كلام بعض المتقدمين ومعناه لا بأس به يعني مجملا من باب الترغيب فقط وايضا ماذا روي؟ وان تعليم الشيء في الصغر كالنقش في الحجر. وفي بعض الروايات يضيفون وتعليمه في الكبار على ايش؟ على الماء لانك اذا ناقشت الشيء على الماء هل يبقى لا يبقى منه شيء. واذا نقشته على الحجر يبقى او لا يبقى؟ يبقى ولكن هذا ليس على اطلاقه اولا هذا لا يصح حديثا مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرجه الطبراني وغيره ولا يصح وهو من كلام بعض السلف ايضا لكن حتى معناه ليس على اطلاقه فما اكثر من تعلم وهو كبير ولذلك البخاري بوب فقال آآ تعلموا قبل ان تسودوا قال وبعد ان تسودوا مفهوم؟ حتى بعد السيادة ها؟ يكون التعلم وقد تعلم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على كبر سنهم اغلب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعلموا صغارا وعلى رأسهم سادة الصحابة ابو بكر وعمر رضي الله عنهما وعثمان ايضا هؤلاء ما تعلموا صغارا وانما تعلموا على كبر. فاذا هذه القاعدة هي صحيحة في باب الترغيب. ترغيب الناس في تعليم الصغار. لا في باب التثبيت. وهو تثبيط الكبار يعني التعلم فهمت المعنى نعم اه ثم قال لي بعدها؟ وقد مثلت لك من ذلك وقد مثلت لك من ذلك اه ما ينتفعون ان شاء الله بحفظه ويشرفون بعلمه ويسعدونه اعتقاده والعمل به وهذا ايضا واضح ان شاء الله تعالى اي مثلت لك بينت لك في هذا الكتاب ما ينتفع وجمع الامور الاربعة الحفظ والعلم والاعتقاد والعمل. مفهوم؟ ودائما كلامه يدور على هذه المعاني ان الدين يشمل هذه الامور كلها. اذا مثلت لك ما ينتفعون بالحفظ يشرفون بالعلم يسعدون بايش الاعتقادي والعمل. ثم قال وقد جاء ان يؤمروا بالصلاة لسبع ويضربوا عليها لعشر ويفرق بينهم في المضاجع وهذا حديث صحيح. اخرجه الترمذي ابو داوود و فيه امر الولي بذلك. فالامر هنا ليس للصبي فان الصبي غير مكلف وانما الامر هنا لوليه. الولي مأمور بان يأمر. اه الصبي بايش؟ بالصلاة لسبع. اي يأمره لذلك امر جزم واذا بلغ العاشرة فلم يلتزم بالصلاة فانه يضربه على ذلك ضربا غير مبرح كما لا يخفى ويفرق بينهم في المضاجع سيأتينا ان شاء الله تعالى تفصيل الامر في بابه في فقهه. نعم اه فكذلك فكذلك ينبغي ان يعلموا ما فرض الله على العباد من قول وعمل قبل بلوغهم ليأتي عليهم البلوغ. اذا كذلك ما معنى كلامه رحمه الله؟ معنى انه يستدل ويقيس النص عندنا الذي نقيس عليه ما هو؟ هو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بان يؤمر الصبي بالصلاة ويدرب عليها ويضرب عليها مفهوم؟ قال نقيس على هذا اي نقيس على الصلاة ماذا؟ ما فرض الله العباد من قول او عمل قال كذلك ينبغي ان يعلموا ذلك كله ان يعلموا ما فرض الله على العباد من قول وعمل قبل بلوغهم والبلوغ ها لأنه قبل البلوغ ليسوا مكلفين. بعد البلوغ صاروا مكلفين. والبلوغ علاماته معروفة كما قال ابن عاشر وكل تكليف بشرط العقل مع البلوغ بدم او حمل او بمني او بانبات الشعر او بثمان عشرة حولا ظهر. فهذه علامات البلوغ عند المالكية ويوافقهم على جمع منها العلماء الآخرون فاذا وهذا من الاخطاء الشائعة عند الناس وهي انه يقول هذا صبي غير مكلف اذا لا امر بصلاة ولا صيام ولا لا كذا ولا كذا ولا كذا وكذلك الفتاة لا هذه صبية غير مكلفة لا امرها بحجاب ولا اي شيء. فاذا بلغت صارت مكلفة فصار الحجاب عليها واجبا وذاك صارت الصلاة عليه واجبة مثله مثل الكبير فحينئذ بين عشية وضحاها اه يصبح مطالبا بامور كان في حل منها. وهذا يصعب على كثير من الناس. فتجد الفتاة لا تستسيغ الحجاب في ذلك الوقت. وتجد الصلاة ثقيلة على ذلك الصبي الذي بلغ. ولاجل ذلك قال ليأتي عليهم البلوغ وقد ماذا؟ تمكن. تمكن مات من قلوبهم وسكنت اليها انفسهم وانست بما اش قال؟ وانست بما يعملون من لذلك ماذا؟ آآ جوارحه. مفهوم؟ اذا عليهم عليك ان تأمرهم وتعلمهم قبل البلوغ. ليأتي عليهم البلوغ وقد استقرت هذه الامور عندهم تمكنت قلوبهم من ذلك. آآ يعني بالنسبة ايضا هذا بالنسبة للقلوب وايضا ايش قال سكنت الى ذلك انفسهم والثالثة وانست لما يعملون من ذلك جوارحهم نعم فاذا هذه واضحة جدا ان المراد هو ماذا؟ هو ان يؤمروا قبل البلوغ ليستقر الامر عندهم عند البلوغ ولا يصعب عليهم ذلك. وقد فرض الله على القلب عملا من الاعتقادات وعلى الجوارح الظاهرة عملا من الطاعات وسافصل لك وسوف ما الذي يريد قوله هنا؟ يقول هنالك واجبات متعلقة بالاعتقادات القلبية. وهنالك واجبات متعلقة بالجوارح الظاهرة اي الطاعات التي تعملها الجوارح. سافصل لك هذا كله وسأفصل لك نعم ما شردت لك ذكره بابا بابا نحن قلنا بأن الرسالة فيها بضع واربعون بابا لكن هنالك ابواب اه يعني ذكر ترجمتها وعنوانها وهنالك ابواب لم يبوب عليها ولكن ينبغي ان تحسب ضمن الابواب. اذا وسافصل لك كما شرطت لك ذكره بابا ليقرب من فهم متعلميه ان شاء الله تعالى. وهذا واضح. ثم ختم بقوله اه آآ اياه نستخير وبه نستعين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وصلى الله على نبينا على سيدنا محمد نبيه وصحبه وسلم تسليما كثيرا. آآ لو اردنا ان نشرح لا حول ولا قوة الا بالله وصلى الله وسلم على رسول الله. هذا سيطول بنا جدا ولكنها ليست من مقصود الدرس فنقف عندها ان شاء الله تعالى والحمد لله يسر لنا ان ختمنا هذه المقدمة على طولها لكي يؤهلنا ذلك ان شاء الله تعالى الى الدخول في اه العقيدة والفقه انطلاقا من اللقاء المقبل سندرس العقيدة اه مستقلة عن الفقه نبدأ العقيدة ثم نثني بعدها في نفس اللقاء ان شاء الله تعالى درس في العقيدة ودرس آآ في الفقه. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين. رحمة امسكت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا دعوات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلى وبها صار الفقير له حلم وهوى وبها افرح الضعيف وتغنى وارتوى