رحمة سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات من يهده الله فلا مضل له ومن واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار يقول رحمه الله تعالى وان الله سبحانه قد خلق الجنة فاعدها دار خلود لاوليائه واكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليقته الى ارضه بما سبق في سابق علمه وخلق النار فاعدها دار خلود لمن كفر به والحد في اياته وكتبه ورسله وجعلهم محجوبين عن رؤيته هذا مبحث الجنة والنار من رسالة ابن ابي زيد وفي هذه الجملة التي ذكر عليه رحمة الله مجموعة من المسائل المسألة الاولى متعلقة بكون الجنة والنار حقا وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة المتواترة واجماع المسلمين ولا نحتاج الى ذكر كل ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من ذكر الجنة الجنة والنار ثم بعد ذلك المبحث الثاني هو المتعلق بكونه الجنة والنار قد اعدهم الله عز وجل لاهلهما فهما الان مخلوقتان موجودتان خلافا لما يذكره بعض المبتدعة من انهما غير موجودتين الان وانما يوجدهما الله عز وجل حين تقوم الساعة ويؤمر باهل الجنة الى الجنة وباهل النار الى النار واما دليل كونهما موجودتين فايات كثيرة منها قول الله سبحانه وتعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها فقوله سبحانه واعد لهم جنات هو وجه الشاهد عندنا فانه دليل على ان الجنة قد اعدت لاهلها وكذلك قول الله سبحانه وتعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. فيقال فيها ما قيل في الاية قبلها اعدت للمتقين وما قيل في الجنة يقال في النار. من ذلك قول الله سبحانه وتعالى واتقوا النار التي اعدت للكافرين وقول الله عز وجل ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت ثم ايضا لدينا حديث عبد الله ابن عباس هذا من جهة الايات اما من جهة السنن فايضا سنن كثيرة من ذلك حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في صلاة الكسوف وفيه انهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ارأيناك كانك تناولت شيئا ثم رأيناك كعكعت اي تراجعت الى الخلف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني رأيت الجنة فتناولت عنقودا فلو اصبته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا لاكلتم منه ما بقيت الدنيا. هذا بالنسبة للجنة. واريت النار فما رأيت منظرا قط افظع وجه الشاهد في الحديث انه عليه الصلاة والسلام اري الجنة واري بعض نعيمها وهو هذا العنقود الذي ذكره واري النار واري فظاعتها وهولها صلى الله عليه وعلى اله وسلم. والاحاديث في هذا الباب كثيرة جدا وذهب خلق من اهل البدع الى انهما غير مخلوقتين الان واستدلوا على ذلك بان خلقهما قبل ان يوجد اهلهما درب من العبث قالوا لان الجنة والنار اذا كان موجودتين ولا يدخلهما احد فهذا نوع من العبث والجواب على ما ذكروه من اوجه من بينها اولا ان هذا استدلال بالرأي والعقل في مواجهة النص والرأي اذا واجه النص كان فاسدا والقياس اذا جابها النص كان فاسد الاعتبار والعقل اذا عارض النص الصريح الصحيحة فانه لا يعتد به والنصوص كما ذكرنا واضحة جلية في المقصود ثم يقال ايضا لا نسلم بان خلق الجنة والنار قبل ان يوجد اهلهما فيه عبث وذلك ان الجنة اذا كانت مخلوقة ففي ذلك ترغيب وتشويق لاهلها ووجود النار فيه تخويف وترهيب لاهلها ويدل على ذلك الوجه الثالث وهو ما جاء من الادلة الكثيرة على بعض نعيم اهل الجنة قبل قيام الساعة وعكس ذلك من بعض التعذيب من استحق النار وذلك قبل قيام الساعة فمن المعنى الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان ارواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى قناديل معلقة بالعرش. والحديث في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود وهذا صريح فيما اردناه. وهو ان ارواح الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله تكون في الجنة وتكون فيها الى ان يبعث الله عز وجل اهلها حين تقوم الساعة. اي الى يوم البعث فهذا خاص بالشهداء بل ورد حديث جليل القدر في عموم المؤمنين اذا كان هذا في خصوص الشهداء فهنالك حديث جليل القدر في معناه وفي اسناده ايضا في عموم المؤمنين. اما في اسناده فلانه مسلسل بالائمة اي بائمة الفقه من اهل المذاهب من ائمة المذاهب وهم احمد والشافعي ومالك. فاجتمع فيه ثلاثة في اسناده اجتمع فيه ثلاثة من الائمة للفقهاء الاربعة. فقد رواه الامام احمد في مسنده عن الامام محمد بن ادريس الشافعي عن الامام ما لك بن انس عن ابن شهاب الزهري عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن ابيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال نسمة نسمة المؤمن نسمة المؤمن معلقة في شجر الجنة حتى يبعث صاحبها حتى يبعث صاحب اي يوم البعث نسمة المؤمن معلقة في شجر الجنة حتى يكون يوم البعث ف تراجع جسدها حتى يكون يوم البعث فتراجع جسده اي ترجع تلك النسمة الى جسد كذلك الشخص اي ذلك المؤمن. نعم فهذا من آآ الادلة على ان اه الجنة يكون بعض اهلها فيها او بتعلق معين ان يكون لهم في الحياة البرزخية نوع تعلق بالجنة وذلك قبل بعث اهلها وايضا في حديث البراء بن عازب المعروف الذي اخرجه الامام احمد اه ذكر فيه وهو يصف حديث طويل يصف فيه ما يكون للمؤمن ولغيره في قبره قبل ان يبعث فاما المؤمن فيقال له فافرشوه من الجنة والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة يرى فيرى الجنة ويصله من ريحها وطيبها ويوسع له في قبره مد بصره. واما الكافر بعكس ذلك فيقال افرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار. فيصله من حرها وسمومها ضيقوا عليه في قبره حتى تختلف عليه اضلاعه فاذا هذا المؤمن يرى الجنة ومن النعيم الذي يصل اليه في حياته البرزخية ما بين موته الى قيام الساعة كونه يرى متى ويصله من ريحها وطيبها. وكذا الكافر من العذاب عليه في حياته البرزخية ما يصله من حر النار وسمومها والعياذ بالله تعالى. فاذا هذا يدل على ان خلق الجنة والنار الان ليس ضربا من العبث تعالى الله عن ذلك وانما في ذلك فائدة عظيمة هي هذه الفوائد التي ذكرناها ثم المبحث الثاني او الثالث هو ان الجنة والنار خالدتان باقيتان لا تبيدان ولا تثنيان وادلة ذلك كثيرة في كتاب الله عز وجل من ذلك قول الله سبحانه وتعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون وايضا قول الله سبحانه وتعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا وما اشبه ذلك وايضا في سورة البينة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه. ذلك لمن خشي ربه. هذا في المؤمنين هذه كلها ايات تدل على على ماذا؟ تدل على خلود المؤمنين في الجنة. وهذا يقتضي ابجية الجنة لانهم اذا كانوا يخلدون فيها معنى ذلك انها بقية لا تفنى وكذلك في النار فقد ورد وردت ايات كثيرة تدل على هذا المعنى. على معنى خلود اهل النار فيها كقول الله سبحانه وتعالى وما هم بخارجين من النار وكقول الله عز وجل يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم وكقول الله سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها والى غير ذلك من الايات وايضا في سورة البينة ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البريئة فاذا الايات في هذا المعنى كثيرة جدا واكثر هي اكثر من ان تحصى. وايضا آآ هنالك احاديث اخرى كثيرة المقصود ان الادلة على آآ خلود على بقاء الجنة وبقاء النار كثيرة جدا. ولذلك فهذا الذي آآ استقر عليه اهل السنة وهو الذي ذهب اليه اكثر الائمة وحكي اجماعا وخالف بعض اهل السنة ادلة ظهرت لهم في الموضوع وهي لا تقوى حقيقة على آآ يعني ان تعارض الادلة المتكاثرة في آآ البقاء. وهؤلاء الذين خالفوا من اهل السنة انما خالفوا في النار ما خالفوا في الجنة وانما خالفوا في النار خصوصا لادلة قرائن استندوا اليها وللبعض الاقوال المأثورة عن بعض السلف وما اشبه ذلك والا فلا الذي ينبغي ان يعني يستقر ان يعني يعقد المؤمن عليه قلبه هو ما دلت عليه ظواهر هذه الايات وظواهر الاحاديث. من ان ان الجنة والنار كلاهما باقيتان لا تفنيان ابدا وقوله رحمه الله تعالى وهي التي اهبط اهبط منها ادم اي اهبط منها الله سبحانه وتعالى ادم نبيه وخليفته الى ارضه بما سبق في سابق علمه هذا ايضا اه فيه خلاف عند العلماء فذهب اكثر العلماء الى ان الجنة التي كان فيها ادم عليه السلام واهبط منها الى الارض هي الجنة التي نتحدث عنها وهي الجنة التي يؤمر باهل الايمان والتوحيد اليها وذهب بعض المفسرين وبعض العلماء الى ان المقصود بهذه الجنة التي اهبط منها ادم عليه السلام هي جنة المعنى اللغوي يعني جنة اي بستان جنة في مكان عال من الارض فلكونه عاليا قيل انه اهبط منها وذهب بعض العلماء الى التوقف في الامر قالوا لانه ليس عندهم دليل صريح في المسألة ومن اراد التفصيل فليرجع الى بعض الكتب المؤلفة في الموضوع وعموما في قضايا الجنة والنار اه يرجع الى كتاب حادي الارواح للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى احادي الارواح الى بلاد الافراح وهو في الجنة خصوصا فهذه المسألة آآ مما آآ ذكرها وبحث فيها واورد الاقوال وادلتها فيمكن الرجوع الى هذا الكتاب في هذا الموضوع وادم عليه السلام المذكور في هذا الكلام حين قال وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه ادم عليه السلام هو ابو البشرية. وهو ابو الانبياء وهو في معتقدنا معاشر المسلمين نبي من الانبياء ورسول من الرسل من سبه او استهزأ به او تنقص منه فانه يكفر بذلك كفرا اكبر هذا الذي جاءت في العموم لا على جهة التعيين كما يقال في غيره من مسائل التكفير كلها وهذا الحكم ليس حكما مختلفا فيه بين العلماء بل اجمع عليه المسلمون بجميع طوائفهم ومللهم ونحلهم كلهم اجمعوا على هذا الحكم وهذا ليس خاصا بآدم عليه السلام بل بالأنبياء والمرسلين اجمعين وائمتنا معاشر المالكية من اشد الناس في هذا الباب. بل هم فيه اشد من غيرهم خلافا لما قد يظنه جهلة العصر الذين يظنون ان المالكية متساهلون في هذه الامور وذلك لما يشاهدونه من بعض المنتسبين الى المالكية فيظنون ان المالكية كلهم على هذا ينسجون على هذا المنوال وهذا غير صحيح. بل المالكية متشددون في هذه المسائل اكثر من غيرهم حتى اننا نحتاج في كثير من الاحيان ان نلطف من آآ تشدد المالكية بان نختار بعض الاقوال من المذاهب الاخرى في هذا الباب وهذا على جهة العموم في قضايا الايمان والكفر كما سيأتينا ان شاء الله تعالى والا في قضية سب الانبياء والاستهزاء بهم هذه مسألة اجماع قطعيا يقيني بل هي معلومة من الدين بالضرورة بل هي معلومة من الدين بالضرورة ليست اصلا من المسائل التي يتلمس فيها دليل من كتاب او من سنة او من اه اه اجماع وما اشبه ذلك فان الذي اه يكون مسلما يعلم بالاضطرار من دين الاسلام ان الواجب عليه توقير الانبياء والمرسلين الذي يبقى فيه نظر هو هل فلان من الانبياء والمرسلين؟ اذا علم انه من الانبياء والمرسلين فواجبه القطعي الاجماعي الذي يضطر اليه المسلم اضطرارا ان يؤمن به ويؤمن برسالته ويوقره ويعظمه ويعزره ولا يجوز له بحال من الاحوال ان يقول قولا يفهم منه التنقص منه او الاستهزاء به او ما اشبه ذلك من الامور المتلقفة عن الغربيين هذا كله انما جاء من التشبع بثقافة الغرب. والا قبل مائة سنة او مائة وخمسين سنة كان لا يمكن ان يتصور وفي بلد المسلمين ان يوجد شخص يستهزئ بنبي من الانبياء. هذا لا يتصور اصلا حتى من جهة الخيال لكن لما دخلت ثقافة الغربي وصارت مهيمنة على المسلمين اه الغربيون ليس عندهم اشكال مع الانبياء. فالانبياء عندهم بشر من البشر يستهزئون بهم ويعملون لهم رسوما كاريكاتيرية يضحكون منهم يجعلون لهم يعني يختلفون الطرائف والدعابات بالانبياء والتي يدخل فيها الانبياء بل يدخل فيها الملائكة وغيرهم بل يدخلون فيها رب العزة جل جلاله فهذا لان القوم ليس لهم دين. القوم ليس لهم دين يرجعون اليه وانما يتبعون شهواتهم واهوائهم والامور المادية التي يرونها امامهم ولو استهزأ احد في الغرب بمخلوق اخر معاص له فانه يتابعه في القضاء يتابعوه في القضاء. لكن يمكنه ان يستهزئ بالمسيح عليه السلام او بغيره من الانبياء وبالملائكة او برب العزة لا اشكال عندهم في ذلك فتلقف هذه الضلالة الجسيمة والبدعة العظيمة جهلة المسلمين ممن ينتسبون الى الاسلام بالاسماء تلقفوا منهم هذا وادخلوه في ثقافتهم وفي فكرهم وفي طريقة كلامهم حتى صار الواحد منهم يستهزأ بالنبي من الانبياء بل ربما الواحد منهم يجهل ان ادم نبي من الانبياء وانما يظنه ابا البشرية والسلام ثم بعضهم يأتي بتلك الاسرائيليات المتلقفة عن اهل الديانات الاخرى من طريقة خروج ادم عليه السلام من الجنة ومن اه اغواء اه حواء له فيما يزعمون والامور التي يأخذونها عن تلك الكتب وعن تلك الأساطير المتداولة عند الغربيين. وليست هي من ثقافة المسلمين في شيء واس الإشكال اس الإشكال ان المنتسب الى الاسلام اليوم ينشأ على دراسة كل علم من العلوم الا علم دينه فالطفل الصغير يدرسونه من اللغات الفرنسية والانجليزية ويدرسونه التاريخ والجغرافيا يدرسونه الاعلاميات ويدرسونه التفتح ما ادري ما ظهر لهم من المواد ومن العلوم ومن الفنون يدرسها الطفل الصغير ثم يمكن ان يمر الطفل في مراحل عمره كلها ولا يأخذ من دينه الا نتفا تدرس له على انها مادة من المواد يحاسب عليها بعلامة تكون في اخر السنة. ولا يدرسها على انها دين وعلى انها منهج حياة وعلى انها الاطار المرجعي الذي عليه ان يأتمر به في حياته كلها. فلا كما ينسى الواحد منهم اه كثيرا من قواعد الرياضيات والفيزياء والكيمياء التي يدرسها فانه ايضا ينسى ما اخذه من ما يسمى تربية الاسلامية. ولا يبقى له بعد ذلك الا ما يأخذه من الاعلام الغربي ومن السينما غربية ومن الجرائد الغربية ومن الكلام الغربيين ومن ومن الى غير ذلك فحين يتلقى هذا كله عن الغربيين وليست له حصانة اخذها آآ منذ آآ نعومة اظافره من علم الدين فان انه يصدر عنه من الجهالات والضلالات ما يتعجب المتدين منه لكنه عند قائله ليس عجيبا. فهو قد يستغرب يقول لي ما متدينون يعني غضبوا لهذا الكلام لم يغضبون لانه اصلا ما فهم انه قد اتى بمنكر عظيم جدا ومخالفة ومناقضة لدين الله سبحانه وتعالى. نعم فهذا في قول قوله رحمه الله وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه ثم ذكر قضية اخرى وهي رؤية فرؤية الله عز وجل قال واكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم. رؤية المؤمنين ربهم سبحانه وتعالى في جنة هي من اعظم نعيم الجنة بل هي اعظم نعيم الجنة ودل على ذلك الكتاب والسنة واجماع المسلمين. فالكتاب قول الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناضرة. الى ربها ناظرة وايضا دل على هذا قول ربنا سبحانه وتعالى عن الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وقد قال بعض السلف انهم الامام الشافعي رحمه الله تعالى اذا كان قد احتجب عنهم حال السخط اذا كان قد احتجب عن الكفار حال السخط فان ذلك يدل على انه يراه المؤمنون حال الرضا مفهوم؟ والا لو كان المؤمنون لا يرونه فلا يكون في قوله سبحانه انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون لا يكون ذلك اه مفيدا لمعنى زائد او معنى جديد. اذا كان الجميع محجوبا الكفار والمؤمنون. فما فائدة التنصيص على ان الكفار على الخصوص محجوبون عن ربهم. فاذا كون الكفار خصوصا محجوبين عن ربهم دليل على ان خير الكفار ليسوا محجوبين عن ربهم سبحانه وتعالى. وايضا اه قوله سبحانه للذين احسنوا الحسنى وزيادة الحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر الى وجه وجه الله سبحانه وتعالى كذلك فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه في الحديث الصحيح انه حين يدخل اهل الجنة الجنة يقول لهم رب العزة جل جلاله هل ازيدكم شيئا؟ فقالوا يا ربنا قد بيضت وجوهنا وادخلتنا الجنة وانجيتنا من النار. يعني في اي زيادة يمكن ان تزاد قال في كشف رب العزة جل جلاله الحجاب فلا يرون نعيما اكبر من ذلك النعيم. اي نعيم رؤية فربهم سبحانه وتعالى لا يدانيه نعيم ابدا فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية للذين احسنوا الحسنى وزيادة. اي الحسنى هي الجنة التي فيها وانواع من النعيم المقيم الخالد والزيادة هي النظر الى وجهه سبحانه وتعالى وقد خالف في رؤية المؤمنين ربهم في الجنة المعتزلة ومنح نحوهم فقالوا لا يرى في الجنة واصلهم في ذلك دليل عقلي وليس دليلا نقليا وانما استدلوا بالنقل بعد ذلك على طريقة اهل البدع فانه يعتقدون العقيدة اولا وتكون هذه العقيدة مأخوذة من عقل او هوى او نحو ذلك. ثم يتلمسون لهذا المعتقد الذي اعتقدوه دليل من النقل اي من الكتاب او من السنة. فدليلهم العقلي هو استبعادهم رؤية المخلوق للخالق سبحانه وتعالى على اصلهم في استبعاد صفات الله عز وجل وفي استبعاد كل ما لا تدركه عقولهم ونحن قد ذكرنا من قبل في ابواب الصفات ان مثل هذه الادلة انما تنفق عند الجهلة. اما اهل الخبرة والحكمة فانهم لا يرون في ذلك دليلا على ابطال شيء من الوحي. وذلك ان العقل البشري قاصر. لا يمكنه ان الا ما قد اعتاده من انواع المدركات فعقولنا نحن مثلا في هذا العصر انما تدرك ما نعتاده. ولذلك اذا وجد شخص في بادية بعيدة او في قبيلة في منطقة نائية في غابة او في جبل او في نحو ذلك. اذا جيء اليه ببعض المخترعات الحديثة كهذه الهواتف ونحو ذلك فانه لا يستطيع ان يدرك معناها وحقيقتها قد يكذب بها بل قد قد يظنها نوعا من السحر او الشعوذة او نحو ذلك لما؟ لان عقله انما يدرك ما اعتاد عليه من الامور هذا مع ان ما يقدم اليه انما هو من الامور التي لا تخرج عن الاسباب المادية المعتادة في الحياة الدنيا بدليل ان البشر في اماكن اخرى يقبلون ذلك فكيف اذا كان هذا داخلا في امور غيبية مغيبة عن الانسان في هذه الحياة الدنيا. كصفات الله سبحانه وتعالى وكن كامور الجنة والنار التي يقول فيها عبد الله بن عباس ليس ما بين الجنة الامور التي في الجنة والامور التي تذكر في الجنة من نعيمها والامور التي تقابلها في الجنة. قال ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء. فاذا ذكر خمر الجنة او ذكر اللبن في الجنة او ذكر كذا اي شيء يذكر في الجنة فلا يقابله ولا يوازيه ولا يشبهه شيء مما في الحياة الدنيا. انما يشتبهان في الاسماء فقط فذاك خمر وهذا خمر وذاك لبن وهذا لبن. لكن انما هي الاسماء. فاذا هذه الامور الغيبية لا يستطيع العقل ان يدركها ومن اصر على ان يدخل العقل فيما لا يستطيع ادراكه فانه يهلك عقله ويهلك دينه من اصر على ان يدخل العقل فيما لا يدركه اهلك عقله واهلك دينه معا. وهذا الذي وقع عند هؤلاء المبتدعة. فنحن نقول رؤية الله عز وجل يوم القيامة دل عليها النقل الصحيح الصريح وليس لدينا في العقل ما يمنعها وانما في العقل ما يستغربها ويحار فيها نعم هذا لا اشكال فيه لذلك علماؤنا منهم شيخ الاسلام وغيره يقولون ان الشرع يأتي بمحارات العقول لا بمحالات العقول اي بالاشياء التي يحار فيها العقل ويستغربها ويتعجب منها. نعم كثير من الامور الغيبية يتعجب منها العقل. اما بمحالات العقل لا لا يمكن ان يكون في الشرع شيء محال في العقل وما يأتيك احد بمثال على شيء يقول ان هذا محال في العقل الا امكنك بالدليل العقلي قبل النقل ان تظهر له انه ليس محالف وانه ممكن في العقل. واذا كان الشيء ممكنا في العقل ودل عليه النقل الصريح فما بقي الا الايمان به واعتقاده فإذا استدلالهم بالعقل اولا ثم بعد ذلك تكلفوا بعض الأدلة النقلية. من ذلك قول الله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار ويدركه الابصار وقوله تعالى لا تدركه الابصار ليس دليلا على ان الناس لا يرونه وانما هو دليل على انه لا يدركونه بابصارهم والادراك غير الرؤية فان الرؤية اعم من الادراك والادراك اخص فانه رؤية مخصوصة يحصل بها تمام معرفة جميع ما يدخل في الذات التي ترى وهذا يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى ونفيوا هذا النفي والادراك لا يقتضي نفي ما هو اعم منه. فالادراك منفي لكن الرؤية في عمومها ليست منفية وكذلك اه قول رب العزة جل جلاله لموسى عليه السلام لن تراني اه ولما موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني. فلما اتجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا. الشاهد قالوا لن تراني دليل على ان موسى عليه السلام ومثله كل انسان لا يمكنه ان يرى رب العزة جل جلاله. قالوا لان لنا هذه تفيد التأبيد. تأبيد النفي والجواب من اوجه منها ان لن عند اللغويين لا تفيد تأبيد النفي ولا دليل على ذلك. فهذا استدلال بمحل نزاع فان الذين اثبتوا من اللغويين وهم من المعتزلة ان لن تفيد تأبيد النفي انما استدلوا بهذه الاية نفسها فهذا استدلال بالمتنازع فيه وليس ذلك مما يقبل في مسائل الخلاف وثانيا يقال ان موسى عليه السلام هو من اولي العزم من الرسل. وهو اعلم بربه سبحانه وتعالى من هؤلاء المعتزلة والمبتدعة الضالين عن الصراط السوي فهل كان موسى قد سأل ربه شيئا محالا في العقل او شيئا هو من سوء الادب مع الله عز وجل؟ او شيئا لا يمكن ان يكون ابدا؟ كلا. بل موسى عليه السلام ما طلب الا ممكنا. ما طلب الا ممكنا. لكن الله عز وجل جعل لهذا الممكن قيدا. وهو قيد في الزمان لكن لم يجعله منفيا في كل اوانه وانما جعله منفيا في الحياة الدنيا فلا احد من الناس يمكنه ان يرى رب العزة جل جلاله في الحياة الدنيا. فقوله لن تراني لن تراني في الحياة الدنيا ثم دلت الادلة الاخرى وهي كثيرة على ان المؤمنين يرونه يوم القيامة فاذا لا تنافي. وهؤلاء دائم واعتزلوا امثالهم كالعادة يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فانهم حين يستدلون بمثل هذه الاية وباية لا تدرك الاوصاف فانهم يحتاجون الى التكلف لتأويل او تعطيل الادلة الاخرى من الكتابة ومن السنة. يحتاجون الى ذلك ولابد. اما اهل السنة فانهم يؤمنون بالكتاب كله ويقولون هذه الايات كلها حق نثبت للمؤمنين رؤية ربهم في الجنة ونثبت انه لا يدرك بالابصار ونثبت انه لا يرى في الحياة الدنيا. فتجتمع الادلة كلها وهو منهج اهل السنة والجماعة. ثم قالوا ان الله تبارك وتعالى يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا لعرض الامم وحسابها وعقوبتها وثوابها وتوضع الموازين لوزن اعمال العباد. فما ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ويؤتون صحائفهم باعمالهم فمن اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ومن اوتي كتابه وراء ظهره فاولئك يصلون سعيرا في هذا في هذه الجمل مباحث من بينها قضية مجيء الله عز وجل. فانه قال وان الله تبارك وتعالى يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا. وهذا مأخوذ من قول الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا وصفة المجيء يتعامل معها كما يتعامل مع سائر صفات الله عز وجل الفعلية. فنحن نثبتها كما قررناه في الدروس السابقة نثبتها دون تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل بل يثبتها ونريدها كما جاءت ونحن نعتقد معناها ومجيء الله عز وجل هو فعل صفة فعل كاستوائه ونزوله وغضبه ورضاه وما اشبه ذلك منها الصفات ومجيئه سبحانه وتعالى يكون للفصل بين العباد وذلك بعد ان يتوجه الناس في ذلك اليوم العظيم الى الانبياء والرسل يسألونهم ان يشفعوا عند الله سبحانه وتعالى ليفصل القضاء بينهم. فكلهم يقولون نفسي نفسي حتى يأتوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفع عند ربه وهو المقام المحمود كما ذكرناه انفا فيشفع فربه سبحانه وتعالى في فصل القضاء فيفصل فيأتي سبحانه وتعالى فيجيء رب العزة ومعه الملائكة بين الناس في ذلك الموقف. واما قوله يعرضون لعرض الامم وحسابها الى اخره. هذا العرض وقد دلت عليه ايضا ادلة كثيرة من كتاب الله عز وجل ان العبادة تعرض اعمالهم على الله سبحانه وتعالى فيحاسبون عليها كما قال الله سبحانه وتعالى وعرضوا على ربك صفا. لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة وكقول الله سبحانه وتعالى وضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة لا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا وايضا ما ذكره من ان اهل الايمان يؤتون كتابهم بايمانهم فقول الله عز وجل فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. واما من اوتي كتابه كتابه وراء ظهره. فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا فالمقصود ان هذه الجمل التي ذكرها المصنف هنا كلها مأخوذة من ايات قرآنية آآ صريحة في الموضوع وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ من حوسب عذب من حوسب عذب فقالت عائشة رضي الله عنها اليس يقول الله سبحانه وتعالى اه سوف يحاسب حسابا يسيرا فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ابنة الصديق انما ذلك العرض لكن من نوقش الحساب يهلك الحديث الصحيح وقوله آآ عن الوزن والموازين قال اه وتوزن وتوضع الموازين لوزن اعمال العباد. نعم فهذا ايضا دلت عليه ادلة كثيرة ان اعمال العباد توزن وقيل ان العباد انفسهم يوزنون لكن الظاهر ان الاعمال هي التي توزن فان قيل ان الاعمال اعراض ومعان فكيف توزن؟ يقال ان الله عز وجل قادر على ان يحول هذه الاعراض والمعاني الى اجسام ثم توزن في الميزان. فالميزان دلت عليه ايات قرآنية كثيرة آآ يعني ونضع الموازين القسط ليوم القيامة وما اشبه ذلك من الايات فاما ما ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه وما ادراك ما هي نار حامية. وايضا في السنة فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزة سبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ ما بين السماوات والارض. وايضا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث كما في الحديث الصحيح. صحيح البخاري وهو اخر حديث من صحيح البخاري كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان في الميزان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان. سبحان الله وبحمده. سبحان الله العظيم. الحديث في صحيح البخاري في صحيح مسلم. وايضا اه الحديث المعروف حديث البطاقة وهو طويل وملخصه ان آآ رجلا مد مدت له سجلات فيها مد البصر فيها ما ارتكب من المعاصي والسيئات ثم قيل له هل تجد ما يقابل هذه السجلات؟ فقال لا قال الله سبحانه وتعالى بلى فجيء ببطاقة فيها اشهد ان لا اله الا الله فيها كلمة الاخلاص او كلمة التوحيد فوضعت فمالت الكفة بها مالت الكفة بها اي حين وضعت السجلات كلها سجلات المعاصي في كفة ووضعت هذه البطاقة التي فيها لا اله الا الله طاشة السجلات كلها وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء. الحديث عند الترمذي وغيره والمعروف بحديث البطاقة وبالطبع هذا من احاديث الوعد التي اه تمر كما جاءت واما تفصيل آآ قضية الايمان والكفر وما ينفع من الايمان وما يخاف منه من الكفر الناقض للايمان وتوجيه كلمة معنى كون كلمة لا اله الا الله هي مفتاح اه الايمان هذا كله يأتي ان شاء الله تعالى في مباحث الايمان والكفر في موضعها ثم قال وان الصراط حق يجوزه العباد بقدر اعمالهم فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم وقوم اوبقتهم فيها اعمالهم الصراط حق ايضا وهو ثابت بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والصراط ما هو؟ هو جسر اه ينصب على جهنم يمر عليه المؤمنون ليدخلوا الجنة. ثم هم في مرورهم هذا يمرون على قدرهم اعمالهم فمنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كاجاويد الخيل ومنهم من يمر اه كالبرق ومن هم من يمر وهو يزحف هذا بحسب اعمالهم نسأل الله عز وجل ان يسلمنا وينجينا. والاحاديث في كثيرة منها الحديث الوارد في صحيح البخاري ومسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم فاكون اول من يجوز من الرسل بامته ولا يتكلم يومئذ احد الا الرسل. وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان. اتدرون ما شوك السعدان؟ قالوا نعم. قال فانها مثل شوك السعدان. غير انه لا قدر عظمها الا الله سبحانه وتعالى تخطف الناس باعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو. وايضا في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد الخدري ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقال اللهم سلم سلم قيل يا رسول الله وما الجسر قال دحض المزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك. تكون بنجد يقال لها يقال لها السعدان. فيمر المؤمنون وطرف العين او كالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم بالله تعالى ثم قالوا الايمان بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم تلده امته لا يظمأ من شرب منه ويزاد عنه ان يبعد عنه ويمنع منه من بدل وغير وايظا احاديث الحوض كثيرة جدا بل متواترة بل متواترة وقد جمع جمع من العلماء اه هذه الاحاديث فجاءت عن قريب من خمسين صحابيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن هؤلاء الصحابة خلق من التابعين وهكذا مندوب فالحوض ثابت بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووردت في صفاته اشياء منها انه مسيرة شهر ومنها ان ريحه اطيب من المسك. وان لونه ابيض من اللبن. وان كيزانه كنجوم السماء وان من شرب منه فانه لا يظمأ ابدا. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا من الذين يريدون على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم يشربون منه اه فلا يظمأون ابدا. هذا مجملا اه ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الابواب المتعلقة جنتي والنار والميزان ووزن الاعمال والحوض والصراط ونحو ذلك. هذا ملخصها ضعف هذه المباحث اه مبنية في اغلبها على الايات والاحاديث. بمعنى اه ليست فيها امور ومباحث عقلية كثيرة او نقاشات اه راجعة الى الرأي والنظر. بل هي امور مأخوذة من النقل عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك فالخلاف فيها قليل بين آآ الطوائف والخلاف في هو مع المعتزلة الذين يحكمون العقل في مثل هذه الامور والا اغلب طوائف الامة من غير هؤلاء فانهم آآ يؤمنون بهذه الامور الغيبية المتعلقة اليوم الاخر. ويمكنكم الرجوع بالطبع الى هذه المباحث في الكتب المصنفة في هذه الامور وهي كثيرة جدا. ومفيدة ونافعة وانما نحن هنا نكتفي بما ذكرناه واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين. رحمة سيقت الينا من سماوات علا بها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علا وبها نحن ارتقينا صعدنا للعلماء وبها صار الفقير له الله وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى