رحمات سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا وبها صار الفقير له حلم وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة لقاؤنا اليوم نتحدث فيه عن قول ابن ابي زيد رحمه الله تعالى وان الايمان قول باللسان واخلاصه بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقصها فيكون فيها النقص وبها الزيادة ولا يكمل قول الايمان الا بالعمل ولا قول وعمل الا بنية ولا قول وعمل ونية الا بموافقة السنة وانه لا يكفر احد بذنب من اهل القبلة هذه هي مباحث الايمان تسمى ايضا مباحث الاسماء والاحكام لانها مجموعة من الاسماء الشرعية التي تتعلق بها احكام شرعية. فهي مصطلحات واسماء كاسم الايمان والكفر والمؤمن والكافر والفاسق ونحو ذلك. وهذه الاسماء انيطت بها في الشرع احكام شرعية كما سيأتينا باذن الله عز وجل فتسمى مسائل الاسماء والاحكام او مسائل الايمان والكفر. وهذه المسائل هي من اعظم مسائل عقيدة ومباحثها وهي اول ما وقع فيه الابتداع في الاعتقاد في هذه الامة فان اول البدع العقدية في هذه الامة هي بدعة الخوارج وهذه البدعة في ابتداء امرها متعلقة بهذه القضايا اي بقضايا الايمان والكفر ثم حدث بعدهم من او خالف في هذه العقائد فظهرت المرجئة والمعتزلة وغير هؤلاء كما سيأتينا ان شاء الله تعالى فهذا المبحث ظهر فيه الابتداع في الدين وظهر فيه ايضا آآ اهتمام اهل السنة والجماعة وائمتهم بهذه المسائل. ولذلك نجد في كتب الاعتقاد بحث هذه المسائل والافاضة فيها لما يترتب وعليها من الاحكام العملية فان بعض مباحث العقيدة التي مضت قد لا يترتب عليها امر عملي كالمسائل المتعلقة الايمان باليوم الاخر فانها مسائل عقدية محضة. ولا ينبني عليها اه امر مليء بخلاف مسائل الايمان والكفر فانها امور عملية صاحب المتن رحمه الله تبارك وتعالى لخص معتقد اهل السنة والجماعة في هذه الامور. فذكر ابتداء تعريف ايمان فقاله الايمان قول باللسان واخلاص بالقلب وعمل بالجوارح وسيأتينا ان شاء الله تعالى هذا التعريف وبيان تعريف تلف للايمان وايضا ذكر مسألة زيادة الايمان ونقصانه فقال يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقصانها سيكون فيها النقص وبها اي بالاعمال الزيادة. فهذه مسألة زيادة الايمان ونقصانه. وسيأتينا ان شاء الله تعالى ان الزيادة في الايمان والنقص فيه لا يكونان بالاعمال فقط. بل بغير ذلك ايضا كما سيأتيه موضعه ان شاء الله تعالى. ثم قال ولا يكمل قول الايمان الا بالعمل شرح تعلق الايمان بالعمل وهذا سيأتي ان شاء الله تعالى ايضا ولا قول وعمل الا بنية ولا قول وعمل ونية الا بموافقة السنة وختم بقضية اه حكم مرتكب ابل كبيرة وهي من اعظم مباحث آآ مسائل الايمان. الايمان في اللغة عند جمهوري العلماء هو التصديق فيقال امن به اي صدقه وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق و ذكر بعض المحققين من العلماء ان الاولى في اللغة ان يقال ان الايمان هو الاقرار. لا التصديق فقط وذلك ان الايمان في اللغة يتضمن شيئا زائدا على مجرد التصديق فان فيه تصديقا مع طمأنينة قلبية ثبات و آآ هذا الذي يسميه هؤلاء العلماء بالاقرار فاقرب ما يقال في تعريف الايمان في اللغة هو الاقرار لا مجرد تصديق على ان من قال ان الايمان في اللغة هو التصديق فليس قوله خطأ. لكن آآ على كل حال القول بانه الاقرار افضل واولى ثم على القاعدة المعروفة لدينا فان هذا اللفظ لم يبقى على اصله اللغوي وانما انتقل الى معنى شرعي اصطلاحي وللعلماء في ذلك مذاهب لا نطيل بذكرها سواء يقال ان انه يقع النقل اي ينقل اللفظ من المعنى اللغوي الى المعنى الشرعي او يقال بان اللفظ يبقى على اصل معناه اللغوي لكن تزاد فيه قيود ليفيد المعنى الشرعي او قيل غير ذلك. في جميع الاحوال فاننا نقول ان الايمان في الاصطلاح الشرعي ليس هو التصديق. وانما هو الذي ذكره سلفنا الصالح رضوان الله عليهم واجمعوا عليه فان لالكائية اخرج في اه شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة اه بسنده عن الامام البخاري رحمه الله تعالى قال لقيت اكثر من الف رجل من علماء الانصار فما رأيت احدا منهم يختلف في ان الايمان قول وعمل ويزيد وينقص. ونقل هذا الحافظ ابن حجر في فتح الباري بهذا اللفظ وذكر ان اللاليكائي وغيره من العلماء المصنفين في العقائد بالاسناد نقلوا عن خلق من اتفاقهم واجماعهم على ان الايمان قول وعمل ويزيد وينقص. فهذا هو تعريف السلف رضوان الله عليهم للايمان تعريفه عندهم انه قول وعمل. واجمعوا بعد ذلك على امر اخر وهو ان الايمان يزيد وينقص. ولا يوجد احد من في هذه الامة خالف في هذا المعنى. ويكفيك ان البخاري وهو من هو يروي هذا عن الف رجل من علماء الانصار واما من اراد تتبع ذلك عن الائمة من السلف الصالح رضوان الله عليهم فالامر يطول به جدا. لانهم على ذلك وبهذا اللفظي. قولهم الايمان قول وعمل هذا يشمل امرين اثنين قول وعمل وكل واحد من هذين يكون في امرين اثنين فمجموع ذلك اربعة اركان تدخل في تعريف الايمان وذلك ان القول يشمل قول اللسان وقول القلب. وان العمل يشمل عمل القلب وعمل الجوارح. فهذه اربعة اركان تكون معنى الايمان الشرعي. فاما قول اللسان فهو قول لا اله الا الله وهو المفتاح الذي يدخل به الانسان الى الاسلام ومن لم يأت بهذا المفتاح لم يفتح له باب الاسلام اصلا فما دخل الاسلام اصلا ولكن هذا المفتاح انما هو لفتح الباب والدخول ومن دخل الى الاسلام طولب بالواجبات وطولب بترك المحرمات اما المفتاح وحده كما قد يعتقده بعض الناس من انه يكفي ان تحصل لا اله الا الله وتفعل ما شئت من الموبقات وتترك ما شئت من الاعمال الصالحات فهذا غير صحيح ولم يقل به احد من علماء اهل السنة المعتبرين. فاذا نقول قول اللسان هو قول لا اله الا الله. واما قول القلب فالمراد به التصديق. اي ان يصدق العبد بهذا الدين نصدق ما جاء في كتاب الله وما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على جهة الاجمال فيما يطلب التصديق وفيه مجملا وعلى جهة التفصيل فيما يطلب فيه الايمان او التصديق مفصلا. فما بلغك من دين الله عز وجل فانت مطالب شرعا بان تصدق به. ويدخل في ذلك التصديق بالله سبحانه وتعالى وبربوبيته واسمائه وصفاته والتصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والتصديق بالقرآن والتصديق بما جاء في ذلك من آآ عقائد اليوم الاخرة وما اشبه ذلك من الامور. فكل هذا داخل في ركن قول القلب. واما العمل فيدخل فيه عمل القلب وذلك ان القلب قد يكون مصدقا ولكن لا ينبعث الى عمل فلابد مع التصديق من العمل وعمل القلب هو الانقياد وما يتفرع عنه. اي انقياد القلب ويتفرغ عن ذلك امور كثيرة هي التي تسمى اعمال القلوب. كالخوف والرجاء والمحبة والتسليم والاخلاص وما اشبه ذلك من الاحمال وهي كثيرة جدا وقد آآ تخصص جمع من العلماء في بحثها والاستدلال عليها من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ثم الركن الرابع هو عمل الجوارح وهذا واضح اي الاتيان بالعمل كالصلاة والزكاة والصيام ونحو ذلك ويدخل في ذلك ايضا ترك المحرمات من شرب خمر وزنا وشرك قبل ذلك وما اشبه ذلك من الامور. فاذا كل هذا داخل في مسمى الايمان الشرعي وتعبير السلف رضوان الله عليهم حين قالوا الايمان قول وعمل اولى من قول بعض المتأخرين ان الايمان اعتقاد بالجنة وقول باللسان وعمل بالاركان. وذلك ان قولهم اعتقاد بالجنان او تصديق هم يقولون تصديق بالجنان هذا التصديق لا يكفي والجنان هو القلب فاننا قلنا ان تصديق القلب لا يكفي اذا لم يقارنه ماذا؟ عمل القلب. الانقياد والتسليم لحكم الله سبحانه وتعالى. وايضا قولهم وعمل بالاركان ان قصدوا بذلك اركان الدين فالعمل الذي يدخل في مسمى الايمان ليس مختصا باركانه الدين بل يشمل العمل كله لكن سيأتينا ان دخول الاعمال في مسمى الايمان ليس على درجة واحدة. فمن الاعمال ما يكون دخوله في مسمى الايمان على جهة الركنية ومن اعمال ما يكون دخوله في مسمى الايمان على جهة الكمال كما سيأتي بيانه باذن الله سبحانه وتعالى. لكن المقصود ان جميع اعمال الجوارح داخلة في بمسمى الايمان فاذا لاجل ذلك نقول ان هذا التعريف المشتهر عند المتأخرين فيه نظر والاولى الاكتفاء بالتعريف المعروف عند السلفي رضوان الله تعالى عليهم وهو الايمان قول وعمل وما يشمل ذلك من اركان اربعة في مسمى الايمان. ثم بعد ان ذكرنا هذا فان آآ الايمان والاسلام مترادفان اذا ما ورد في سياقين منفصلين واما ان ورد في سياق واحد فانهما يختلفان في المعنى. وهذا الذي جمعه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بقوله ان الاسلام والايمان اذا اتفقا اختلف او افترق واذا افترقا اتحد اتحدا في المعنى بمعنى اذا وجدنا الايمان وحده في نص من النصوص فانه مرادف للاسلام وكذلك اذا وجدنا الاسلام وحده في نص من النصوص فانه مرادف للايمان ولكن اذا وجدنا الايمان والاسلام في سياق واحد في نص واحد فحينئذ يراد بالايمان فالامور الباطنة ويقصد بالاسلام الامور الظاهرة ومثال ذلك حديث جبريل عليه السلام ففيه ان جبريل سأل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الايمان فقال ان تؤمن بالله ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. وحين سأله عن الاسلام ذكر له اركان الاسلام المعروفة. تقيم الصلاة او تؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وتحج البيت وفي رواية تحج البيت وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. فالمقصود انه حين الاسلام والايمان في حديث واحد ونص واحد اختص الاسلام بالعمل الظاهر واختص الايمان بالباطل فلو ذكرا في آآ نصوص متفرقة ولم يذكر احدهما الى جانب الاخر فان الايمان يرادف فالاسلام حين اثم. وبعد ذلك فان دخول الاعمال في مسمى الايمان كما ذكرنا دل عليه ادلة كثيرة من الكتاب تابوا من السنة فمن الكتاب مثلا قول الله سبحانه وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم وهذا في مسألة تحويل القبلة. قال المفسرون اي صلاتكم. والمراد بذلك ان المسلمين حين حولت القبلة من بيت المقدس الى اه الكعبة فان المسلمين اه اسف لحال الذين ماتوا قبل تحويل القبلة فانهم كانوا يصلون الى القبلة المنسوخة كانوا يصلون الى القبلة المنسوخة. فتأسفوا لحالهم وخشوا ان يكون عملهم قد ضاع. فحين انزل الله سبحانه وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم. قال المفسرون اي صلاتكم بمعنى ان تلك الصلاة التي صلوها الى بيت المقدس قبل ان تحول القبلة لم تكن لتضيعة عند الله سبحانه وتعالى. فسمى الايمان معنى صلاة فسمى الصلاة ايمانا ما كان الله ليضيع ايمانكم والمقصود الصلاة والصلاة عمل من الاعمال فهذا يدل على ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان والا لما جاز ان اه اه تسمى الصلاة ايمانا فهذا من الكلي على الجزء فان الايمان هو الكل والصلاة جزء منه فيجوز في العربية اطلاق الكل على الجزء. اما لو كان العمل غير داخل في مسمى الايمان والصلاة ليست داخلة في مسمى الايمان فكيف يصح حينئذ ان يطلق لفظ الايمان على الصلاة وكذلك في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وستون او بضع سبعون شعبة اعلاها لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. فجعل الايمان مكونا من شعب وذكر من هذه الشعب اعمالا منها ما هو واجب كقول لا اله الا الله وهذا قول النساء. ومنها ما هو واجب وهو من اعمال القلوب وهو الحياء. قال الحياء شعبة من الايمان ومنها ما ما ليس ما لا يصل الى درجة الوجوب وهو اماطة الاذى عن الطريق. ومع ذلك جعله شعبة من الايمان فدل هذا الحديث على ان الايمان في آآ الاصطلاح الشرعي وهو الذي سار عليه اهل السنة رحمهم الله تعالى ان الايمان مكون من شعب اي من اجزاء متعددة. فكل عمل هو شعبة من شعب الايمان وكل قول شعبة من شعب الايمان وهكذا تكون الايمان من هذه الشعب هو الذي يفترق به آآ قول اهل السنة في الامام عن قول من خالفهم. وهذه مسألة مهمة جدا. فان كل من خالف اهل السنة في تعريف الايمان ذهب الى ان الايمان شيء واحد لا يتجزأ ليست له اجزاء كما يقوله اهل السنة والجماعة. واما اهل السنة فيفارقون ويقولون الايمان مكون من شعب والذين خالفوا اهل السنة في الايمان هم على جهة الخصوص المرجئة في طرف والخوارج ومن وافقهم كالمعتزلة في طرف اخر. وهؤلاء كلهم على البون الموجود بينهم يتفقون في ان الايمان شيء واحد. فاما المرجئة وسيأتينا تفصيل قولهم فيزعمون ان الايمان يعني بعض او جماعة من المرجئة يقولون ان الايمان شيء واحد وهو التصديق فقط كما سيأتينا والخوارج ايضا يجعلون الايمان شيئا واحدا لكن يدخلون فيه العمل لكن لا على طريقة دخول العمل في الايمان عند اهل السنة بمعنى ان الخوارج يجعلون الايمان ويشمل العمل شيئا واحدا لكن اذا ذهب شيء من العمل ذهب الايمان كله عندهم لما؟ لان الايمان عندهم لا يتجزأ كما سيأتينا في بيان قولهم والمرجئة جعلوا الايمان ايضا شيئا واحدا لكن ما ادخلوا فيه العمل بل جعلوه اما التصديق فقط او اما الاعتقاد فقط على ما سيأتي في بيان اه اقوالهم. فالمقصود ان الفيصل بين مذهب اهل السنة والجماعة وما كاهب المخالفين في قضية الايمان الفيصل هو قضية تجزء الايمان الى شعب كما دل عليه حديث ابي هريرة الذي ذكرناه انفا. فاما المرجئة فعموما هم الذين يخرجون العمل من مسمى الايمان. لكن هم على درجات لكن في هذا الامر فمنهم الذين يقولون الايمان هو التصديق القلبي فقط بمعنى يخرجون حتى قول اللسان ويخرجون عمل القلب ويخرجون عمل الجوارح فيخرجون الثلاثة كلها ولا يتركون من الايمان الا جزءا واحدا هو التصديق القلبي وعندهم ان الذي يصدق بقلبه بصحة هذه الرسالة وان لم يقل لا اله الا الله وان لم يعمل شيئا من من اعمال للجوارح المختصة بالاسلام وان لم يعمل من اعمال القلوب ما هو مأمور به كالانقياد والتسليم وان لم يعمل شيئا من ذلك فهو مؤمن كامل الايمان. وهؤلاء هم ولاة المرجئة وبعدهم اناس يدخلون قول القلب وهو التصديق ويدخلون معه عمل القلب ايضا ولكن لا يعتدون بعمل الجوارح لا يعتدون بعمل الجوارح وهذا فيه من التناقض الشيء الكثير فانه لا طوروا ان يكون القلب ممتلئا بالانقياد والتسليم لحكم الله سبحانه وتعالى ثم لا ينبعث لا تنبعث الجوارح بالعمل. هذا لا يتصور يعني اه شخص مصدق بصحة الرسالة ومنقاد مسلم خائف راج مخلص ومع ذلك فانه لا يصلي ولا يزكي ولا يصوم ولا بشيء من اعمال الجوارح مطلقا هذا من اعظم التناقض لكن مع ذلك هنالك من يثبت هذا الامر. ومنهم من يزيد الى جانب قول اللسان الى جانب قول القلب قول اللسان ايضا. فيثبت قول اللسان. يعني اه يكفي عنده ان يأتي بالتصويت صديقي وان يأتي بكلمة لا اله الا الله وهذا عنده كاف في تحقيق الايمان الكامل. وهذا ايضا نوع من الارجاع وآآ بعده طائفة اخرى تثبت دخول العمل في مسمى الايمان ولكن على اه يعني ولكن زوال العمل عندهم زوال العمل عندهم لا في صحة الايمان. بمعنى انهم يوافقون اهل السنة في اللفظ ويخالفونهم في المعنى. يوافقونهم في اللفظ لانهم العمل داخل في مسمى الايمان. لكن يخالفون في المعنى لانهم يرون ان زوال العمل كله لا يؤثر في صحة الايمان. وهذا ايضا من مذاهب الارجاء. فاذا الارجاء على طبقات مختلفة وهم متفاوتون في ذلك ومنهم من اشهر من يعني اعتمد قول المرجئة الجهمية الذين ذكرناهم في الاسماء والصفات وقد ذكرنا ان او ينسب ينسبون الى جهم بن صفوان وان لهم اقوالا بدعية ضالة في ابواب مختلفة من العقائد فذكرنا انهم في ابواب الاسماء والصفات يقولون بالتعطيل المحض فيعطلون الصفات كلها ويعطلون معها الاسماء ان الجهمية في ابواب القدر يقولون بالجبر المحض ويقولون ان الانسان آآ كالريشة في مهب الريح معنى انه ليس له من الاختيار في العمل شيء اصلا فهم جبرية آآ خلص وفي ابواب الايمان هم مرجئة ايضا غلاة فانهم يذهبون الى ان اه الايمان هو التصديق فقط ولا يهم ان يوجد معه العمل فيخرجه العمل من مسمى الايمان. فاذا اشهر من قال بالارجاء هم الجهمية لكن بعد ذلك قلنا ان اه مذهب جهم قلنا هذا في الاسماء والصفات قلنا ان مذهب جهم اه يعني لم يبقى مستمرا كما هو وانما طرت اقواله في اه الابواب العقدية المختلفة الى الفرق الاخرى. فكل فرقة من الفرق البدعية اخذت جزءا من اقوال جهم بن صفوان وربما لطفتها فلن تعود على اصلها كما قال بها جهم. ومن المرجية اناس قريبون جدا الى قول اهل السنة والجماعة وهم الذين يسمون مرجئة الفقهاء فهؤلاء لا يخالفون في اهل السنة في النتيجة وان خالفوهم في اللفظ فمرجأة الفقهاء يقولون ان من الاعمال ما يكون كفرا بذاته اي من الاعمال التي يعملها الانسان ما يكون كفرا لكن لا يقولون اه هذا العمل كما يقول اهل السنة هذا العمل هو بنفسه كفر وانما يقولون انه دليل على انتفاء التصديق من القلب فهم يوافقون في النتيجة يعني من سجد للصنم مثلا هم يقولون كأهل السنة هذا كفر. لكن آآ اهل السنة يقولون هذا كفر بذاته وهذا متفرع على قولهم ان العمل داخل في مسمى الايمان. واما هؤلاء المرجئة مرجئة الفقهاء فيقولون هو كفر ولكن آآ لما؟ لانه دليل على وجود الكفر الباطن الكفر القلبي الذي هو انتفاء التصديق من القلب. فهم يجعلونه دليلا وعلامة على انتفاء التصديق القلبي. وبالتالي يوافقون في النتيجة. ولذلك فان مرجئة الفقهاء يوافقون واذا نظرنا الى كتبهم فاننا نجد في آآ الكتب الفقهية انهم يحكمون بردة آآ منفعة لا افعالا آآ كثيرة مع انهم يخالفون في تعريف آآ الايمان فهذا مما ينبغي فهمه آآ اه لكي تفهم ان القول بالارجاع لا يستوي اه الناس فيه بل هم على طبقات واه منهم من غلا ومنهم من اقترب الى منهج اه اهل السنة والجماعة. هذا بالنسبة للمرجئة واما الخوارج فانتم انهم ظهروا في الفتنة التي وقعت زمن الصحابة رضوان الله عليهم وظهروا زمن علي رضي الله عنه وارضاه واه امتازوا بانهم خرجوا على علي فسموا من ذلك الوقت خوارج فهم خرجوا على علي رضي الله عنه وبعد حادثة التحكيم المشهورة وقالوا قولهم وكفروا عليا وكفروا خلقا من الصحابة ثم اه بعد ذلك صاروا يأصلون لهذا التكفير اه بتأصيلات عقدية ثم تفرقوا الى فرق كثيرة كالازاره والاباضية وغيرهم. والمقصود ان الخوارج مع تفرقهم الى فرق كثيرة فان الذي يجمعهم او الذي يجمعهم بينه هو التكفير بغير مكفر. التكفير بغير مكفر اي انهم يكفرون بما لا يجوز التكفير به ويزيدون على ذلك في الغالب لا دائما يزيدون على ذلك انهم يستبيحون الدماء المحرمة ويستبيحون الدماء المحرمة وهذا وقع من الخوارج منذ زمن الصحابة رضوان الله عليهم ثم من جاء بعدهم اه في كل وقت يخرج في تخرج فيه نابتة من الخوارج فانهم آآ يجتمعون على هذا القول اي على التكفير بما لا يصح التكفير به وايضا ثانيا على استباحة الدماء المحرمة حين نقول التكفير بغير مكفر بمعنى ذلك ان من الاعمال ما يكون فعله كفرا او ما يكون تركه كفرا هذا مما يوافق اهل السنة عليه. خلافا للمرجئة. واما الخوارج فانهم يجعلون ما لا كونوا تركه او فعله كفرا يجعلونه مع ذلك مكفرا. ومثال ذلك انهم يكفرون بالكبيرة. فهم يزعمون ان ان من فعل الكبيرة كالذي يشرب الخمر او الذي يزني او غير ذلك من الكبائر المعروفة التي هي دون الشرك فانهم يجعلون ذلك كله من المكفرات فيحكمون بخروج من فعل ذلك من الدين ويوافقهم في ذلك المعتزلة في النتيجة فانهم يزعمون ان مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين لكن مع ذلك هم يخلدون آآ يحكمون بخلوده في النار. فهم لا يوصلونه الى درجة آآ المؤمن ولا الى درجة الكافر ويسمونه فاسقا بين بين بي ومع ذلك فانهم يحكمون بتخليده في النار فلاجل ذلك وافقوا الخوارج وان خالفوهم في اللفظ. والمقصود عندنا ان هذه اقوال اهل البدع لكن القول الذي علينا ان نعرفه والذي دل عليه النصوص هو الذي سيأتي عند قوله رحمه الله تعالى وانه لا يكفر احد بذنب من اهل القبلة. فاذا قوله وان الايمان قول باللسان الثاني واخلاص بالقلب وعمل بالجوارح قول باللسان هذا واضح ذكرنا انه هو قول لا اله الا الله. وقوله واخلاص بالقلب هذا هو الذي يشمل عمل قلبي يشمل عمل القلب. وعمل بالجوارح هذا واضح. ولم يذكر تصديق القلب لم يذكر تصديق القلب واصلا هذا لم يخالف فيه احد. فسواء ذكره او لم يذكره فانه لم يخالف فيه احد فالجميع متفقون مرجئة وخوارج واهل السنة وكلهم متفقون على ان تصديق القلب داخل في مسمى الايمان. فاذا سواء ذكره او لم يذكره او قد يقال انه آآ داخل في اخلاص القلب فانه لا يكون اخلاص الا بعد التصديق. ثم قال يزيد الى اخره الان هذه قضية هي التي تسمى مسألة زيادة الايمان ونقصانه فاهل السنة يقولون ان الايمان يزيد وينقص الايمان يزيد وينقص كما ذكرنا انفا في آآ الذي يحكيه الامام البخاري رحمه الله تعالى عن آآ علماء الانصار قول وعمل ويزيد وينقص فزيادة الايمان ونقصانه تكون بالاعمال وتكون بغير الاعمال بمعنى حتى التصديق نفسه اي تصديق القلب هذا ايضا يمكنه ان يزيد وان ينقص. فيمكن ان يزيد تصديق بكثرة الدلائل والبراهين ومشاهدة الايات والتأمل في اه ايات الكون وفي الايات المتلوة وفي غير ذلك هذا كله مما يزيد التصديق في القلب. ويمكن ان ينقص بغير ذلك ولذلك فلا يمكن لأحد ان يزعم ان تصديق احاج المكلفين هو مثل تصديق جبريل عليه السلام او مثل تصديق الانبياء والمرسلين هذا لا يمكن بل التصديق ايضا فيه تفاوت. لكن لو فرضنا ان التصديق شيء واحد فان ان الايمان يتفاوت بالعمل. يزيد وينقص بالعمل. مهما زدت من الاعمال فان الايمان ان يزيد بزيادة الاعمال واذا نقصت من الاعمال فان الايمان ينقص بنقص هذه الاعمال. وقد دلت على زيادة الايمان ونقصانه ايات كثيرة من كتاب الله سبحانه وتعالى وقد ذكرها البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الايمان قال كتاب ايمان باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس وهو اي الاسلام وهو قول وعمل ويزيد وينقص وقال الله تعالى انا ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وزدناهم هدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم وقوله اه ويزداد الذين امنوا ايمانا وقوله ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وقوله جل ذكره آآ آآ وقوله وجل ذكره آآ ايضا الاية الاخرى. نعم. وقوله جل ذكره آآ فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقوله سبحانه وتعالى اه وما زادهم الا ايمانا وتسليما فهذه ثمان ايات ذكرها البخاري رحمه الله تعالى كلها تدل على زيادة الايمان ثم قال والحب في هو البغض في الله من الايمان. ثم ذكر اثر عمر بن عبدالعزيز قال وكتب عمر بن عبدالعزيز الى عدي بن عدي. ان للايمان للايمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا من استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان فان اعش فس ابينها لكم تعملوا بها وان اموت فما انا على صحبتكم بحريص. والشاهد عندنا في هذا التبويب من الامام البخاري رحمه الله تعالى. اولا ذكره ان الايمان قول وعمل ويزيد وينقص وقلنا ان هذا محكي عن كافة العلماء. وثانيا ذكره لهذه الايات التي تدل على زيادة الايمان وكل ما ورد في القرآن الكريم ان من في باب الزيادة انما يذكر فيه الزيادة ولا يذكر فيه النقص وسيأتينا ذلك باذن الله عز وجل. فقوله سبحانه وتعالى ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وقوله سبحانه آآ وزدناهم هدى الى غير ذلك من الايات التي سردناها الان كلها تدل على زيادة الهدى وزيادة الايمان وما اشبه ذلك. ثم ايضا اه ذكر دخول الحب في الله والبغض في الله في الايمان. ثم ذكر قول عمر بن عبد العزيز وهو من ائمة التابعين وقوله آآ ان للايمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا. من استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان. بمعنى ان من جاء ابهذا كله فقد استكمل الايمان ومن نقص منه لم يستكمل الايمان لانه من لم يستكمل الايمان ما معنى ذلك؟ ما معنى كونه لم يستكمل معناه انه ان ايمانه ناقص. لم يصل الى درجة الكمال. فاذا آآ هذا كله مما يدل على زيادة الايمان. وقد اتفق اهل السنة على زيادة الايمان. واما الامام ما لك رحمه الله تعالى فحكى عنه بعض العلماء انه لا يقول انه يقول بزيادة الايمان ولا يقول بنقصه. والصحيح انه رحمه الله تعالى لم يقل بذلك. وان انما اثبت زيادة الايمان وفي احدى الروايتين اثبت النقص ايضا وفي رواية ثانية توقف في النقص على مذهبه رحمه الله تعالى في الوقوف عندما جاء به النص. فانه كان شديدا في هذا الامر فاذا المذهب الصحيح عن مالك هو احد قولين اما ما يوافق جماهير اه الائمة من اثبات في الايمان واثبات النقص فيه وهذه رواية محكية عنه واما انه يثبت الزيادة لكنه يتوقف في النقص ما معنى يتوقف اي لا يثبت ولا ينفي لا يتكلم في الموضوع لما؟ لان النص لم يرد باثبات لفظ النقص في الايمان وان كان قد بإثبات الزيادة فعلى مذهبه قلنا انه يشدد في هذا الأمر ما لم يرد به النص فانه لا يقول به. لكن لا شك ان اثبات الزيادة يقتضي اثبات النقص فان الشيء اذا كان يحتمل الزيادة فانه يحتمل النقص ولابد لانه اذا كان يزيد معنى ذلك انه قبل ان يزيد كان ناقصا فما احتمل الزيادة احتمل النقص. ومالك رحمه الله تعالى لا يخفى عليه مثل هذا المعنى. لكنه يتوقف على الرواية الثانية يتوقف في اللفظ لعدم ورود النص به فاذا هذا معنى قوله هنا يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقصها فيكون فيها النقص اي في الاعمال وبها الزيادة وقلنا ان زيادة الايمان ونقص الايمان لا يلزم ان يكون بالاعمال بل قد يكون حتى في التصديق وفي عمل القلب ايضا وقوله ولا يكمل قول الايمان الا بالعمل آآ بعض الشراح من المتأخرين ظن ان مثل هذا القول يسعفه في اثبات ان ابن ابي زيد رحمه الله تعالى يجعل العمل من كمال الايمان لا من اصل الايمان لانه قال لا يكمل قول الايمان الا بالعمل فتشبث هؤلاء المتأخرون بلفظ قالوا اذا العمل انما يفيد في تكميل الايمان في كماله والا فليس في اصل الايمان اما اصل الايمان فهو آآ قول اللسان وتصديق القلب وعمل القلب واما آآ عمل الجوارح فهذا ليس في اصل الايمان وانما هو في كمال الايمان. وهذا غير صحيح وهذا غير صحيح. ومما يدل على عدم صحته ما جاء بعد ذلك فانه قال ولا قول وعمل الا بنية. اي ولا يكمل قول وعمل الا بنية ولا شك انه ان ابن ابي زيد لا يمكن ان يقول ان القول او العمل الذي يكون دون نية فانه صحيح دون اشكال ولكن غير كامل فهذا لا يقول به ابن ابي زيد بل لا يقول به فقيه اصلا والا لو قال به لكان ذلك يعني ان المرائي الذي يعمل لغير الله يعني يصلي لغير الله ويصوم لغير الله يعني يرائي بعمله وانما يصوم ويصلي ويعمل الاعمال ليرى مكانه وليسمع عنه فمثل هذا لا يقول احد من المسلمين ان عمله هذا صحيح. بل عمله غير صحيح باتفاق المسلمين باتفاق الفقهاء. ومع ذلك فهنا يقول ولا يكمل قول وعمل الا بنية. فاذا ليس المراد هنا بلفظ يكمن الكمال المنافي الاصل يعني الكمال الذي هو فضل وزيادة على الاصل. وانما مراده بقوله ولا يكمل قول الايمان الا بالعمل. اي لا يتم اه الايمان اه قول الايمان يعني سواء كان اردنا بذلك التصديق او اردنا بذلك عمل القلب او لا يتم ذلك الا بالعمل فلا ويتحقق هذا معنى قولي لا يكمل. لا يتحقق الايمان الا بالعمل ويدل على هذا المعنى ما ذكرنا من السياق كما يدل عليه ما نعرفه عن ابن ابي زيد. فإنه معروف رحمه الله تبارك وتعالى. انه كان انا حريصا على موافقة كلام السلف رضوان الله عليهم في ابواب العقيدة كلها كما سبق لنا في ابواب الاسماء والصفات وفي غيرها وانه يخالف هذه الفرق كلها ويخالف المتكلمين وآآ كل من جاء بما يخالف الوحي فان ابن ابي زيد لا يوافقه في قوله. اذا لا يتحقق الايمان الا بالعمل. ولا تحققوا القول ولا العمل الا بالنية والامر في ذلك واضح. وقد ذكرنا هذا مرارا في دروس الفقه وفي غيرها. لحديث رسول الله صلى الله وسلم اه في صحيح البخاري وغيره انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. ولغير ذلك من الادلة. لا يتحقق قول واحد الا بنية ولا قول وعمل ونية الا بموافقة السنة وهذا ايضا مما يدل على ان يكمن لا يراد بها ما اه يفهمه هؤلاء المتأخرون فان ابن ابي زيد رحمه الله تعالى اجل من ان يقول ان القول والعمل والنية هذا كله يمكنك ان تفعله وان تخالف في ذلك السنة وتأتي في ذلك الاعمال والاقوال المبتدعة ثم يكون عملك هذا وقولك هذا صحيحا فان هذا لا ابن ابي زيد ولا من هو دون ابن ابي زيد رحمه الله تبارك وتعالى. اذا هذه مسألة زيادة الايمان ونقصانه وما ذكره المصنف في هذا الباب. ثم ايضا آآ ينبني على قضية الزيادة والنقصان في الايمان قضية الاستثناء في الايمان. والاستثناء في الايمان معناه ان تقول انا مؤمن ان شاء الله. فهل هذا جائز ام واجب ام حرام؟ اختلف الناس في ذلك الذين اثبتوا ان الايمان شيء واحد لا يتجزأ فانهم يقولون الايمان بما انه شيء واحد اما انه تحقق واما لم حقق فلا معنى لان تقول آآ مؤمن ان شاء الله لا معنى لان تستثني. فاذا المرجئة يقولون لا يمكن الذين اخرجوا العمل مسمى الايمان. قالوا اذا قلت انا مؤمن ان شاء الله واستثنيت معنى ذلك انك تشك في هذا التصديق. تشك في تصديقك اذا كنت تشك في تصديقك فاذى والعياذ بالله تعالى يكون كفرا. فلاجل ذلك منعوا من الاستثناء في الايمان. منعوا من الاستثناء في الايمان. واما اهل السنة فانهم اجازوا ذلك ولكن على معنى اجازوا ذلك ما اوجبوه ولا منعوه وانما اجازوه. على معنى عدم حصول عدم التأكد من حصول الايمان الكامل حين تقول انا مؤمن ان شاء الله يجوز ان تقول ذلك اذا قصدت بقولك هذا انك لم تصل الى درجة الايمان الكامل. لان عندك لا شك ان لديك نقصا في الاعمال لديك في اعمال الجوارح ولديك نقص ايضا في اعمال القلوب. فاذا ايمانك ليس على اه اعلى وجه واكمل وجه ونحن نثبت ان الايمان يزيد وينقص فلا شك ان ايماني ناقص. فاذا كان ناقصا فانا اقول انا مؤمن ان شاء الله واستثني يجوز لي الاستثناء بهذا المعنى. لكن لا يجوز الاستثناء اذا قصدت به الشك في اصل الايمان. هذا لا يجوز يعني لا يجوز للمسلم ان يشك في اصل ايمانه فان الشك من نواقض الايمان الشك من نواقض الايمان القصد بذلك الشك المستقر في القلب اما الذي يكون شكا عارضا يدفعه المسلم بالاستعاذة بالله عز وجل وباستحضار عظمة الله سبحانه وتعالى بتلاوة القرآن وبالاستغفار والتوبة ونحو ذلك هذا لا يضر. هذا لا يضر بل ذلك محض الايمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه الوساوس التي تأتي على شكل وساوس هذه لا تضر صاحبها. لكن الشك المستقر يعني الشخص الذي عنده شك مستقر في الايمان هذا لا يمكن ان يكون مؤمنا ولذلك نقول يجوز الاستثناء لكن في الايمان لكن لا على جهة ماذا؟ لا على جهة الشك في اصل الايمان وانما فقط على جهة اه الاستثناء في تحقق كمال الايمان فانت تقول انا مؤمن ان شاء الله لان انني لا اجزم ببلوغ لدرجة الايمان الكامل وانما انا اعمل واسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفق اه كمال الايمان او لما يمكن تحقيق الكمال منه. اصلا اختلف اهل السنة في امكان الوصول الى الكمال في الايمان. كما قال جماعة ان ذلك امر لا يوصل اليهم يعني اختلفوا هل يمكن ان يصل الانسان الى كمال الايمان او لا يمكن؟ وهذا خلاف لا يعنينا في هذا المقام بعد ذلك قالوا وانه لا يكفر احد بذنب من اهل القبلة. من اهل القبلة اي من المنسوبين للقبلة والقبلة معروفة والمنسوبون للقبلة هم الذين يصلون الاصل فيهم الايمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة واستقبل قبلتنا وذبح ذبيحتنا فذلك المسلم كما في آآ سنن النسائي وايضا ورد في قح بلفظ اخر. الشاهد عندنا ان من استقبل القبلة وصلى الصلاة وذبح الذبيحة وكان مع المسلمين فيثبت له الايمان. واذا ثبت له عقد الايمان فلا يجوز اخراجه من الايمان الا بدليل معتبر من الكتاب ومن السنة فاذا اهل القبلة هؤلاء لا يجوز تكفيرهم بالذنب. والمراد هنا بالذنب الذنب غير المكفر الذنب الذي هو دون ها؟ الشرك وما آآ يعني كان في مرتبته من نواقض الاسلام المعروفة. وهذا مهم جدا ان يفهم فالاعمال التي يرتكبها الشخص اه وهي مخالفة للشرع يمكن ان تكون ناقضة لاصل الايمان ويمكن ان تكون ناقصة من الايمان دون ان تنقض اصله فالذي مثلا يسجد للصنم السجود للصنم هذا ناقض لاصل الايمان مفهوم؟ اما اه شرب الخمر مثلا او الزنا او اه ما اشبه ذلك من من هذه الكبائر المعروفة او السحر او كذا على خلاف هذه تسمى ناقصة هذه كبائر ذنوب لا تصل الى درجة نقض اصل الايمان وانما تنقص من الايمان دون ان تذهب باصله. وهذا هو الفرق وبين مذهب اهل السنة والجماعة وقول الخوارج فان الخوارج يكفرون بكل ذنب. فكل من ارتكب ذنبا او كبيرة من الكبائر فانه يخرج عندهم من مسمى الايماني. ولاجل ذلك احتاج المصنفون في العقائد من اهل السنة الى التنصيص على هذا الامر ليدفعوا بدعة الخوارج فكانوا يقولون لا يكفر احد من اهل القبلة بذنب. او لا نكفر احدا بذنب من اهل القبلة ما اشبه ذلك من العبارات ليردوا بها على الخوارج الذين كما ذكرنا يكفرون بمطلق الذنب. فكل من فعل عندهم ذنبا وان لم يصل الى درجة الشرك وان لم يكن ناقضا لاصل الاسلام فانه عندهم يكون ماذا آآ يكون كافرا. وقلنا ان الذي يفرق بين منهج الخوارج ومنهج اهل السنة والجماعة هو ماذا هو انهم يكفرون بغير مكفر وقد يزيدون على ذلك استباحة الدم الحرام. فالفرق اذا لاحظ ان المرجئة لا يكفرون بشيء من الاعمال مطلقا والخوارج يكفرون بالذنوب مطلقا المرجئة ماشي لا يكفن فقط بل يقولون لا يضر مع الايمان ذنب. المرجئة يقولون لا يضر مع الايمان ذنب اصلا لان الايمان عندهم هو التصديق العمل دا غير داخل في مسمى الايمان الخوارج يجعلون الذنب مطلق الذنب يجعلونه ناقضا لاصل الايمان. واهل السنة متوسطون بين القولين فيقولون الذنوب نوعان منها ما يذهب باصل الايمان ومنها ما ينقص من الايمان دون ان يذهب باصله. وادلة ذلك قد ذكرناها انفا حين تحدثنا عن آآ قول آآ قول ربنا سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء شأن فهذا يرد به على الخوارج الذين ماذا؟ الذين اه يعني يكفرون بالذنوب الله عز وجل يقول ان ما دون الشرك يغفره الله سبحانه وتعالى لمن يشاء. وايضا يرد به على المرجئة الذين يجعلون الكفر لا لا يكون الا بترك التصديق. فالله سبحانه وتعالى يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به. والشرك عمل من الاعمال كما هو معلوم اذا وانه لا يكفر احد بذنب من اهل القبلة هذه المسألة فيصل كما ذكرنا بين اه المرشئة واهل السنة والخوارج قلنا بان من الاعمال ما هو كفر ومن الاعمال ما ليس كفرا فهذا هو كلام على جهة العموم اما الكلام على جهة التعيين فله مقام اخر وذلك اننا حين نقول من فعل كذا فقد كفر او من قال كذا فهو كافر هذا يسمى تكفيرا على العموم ومعنى كونه تكثيرا على العموم اننا لا ننزله على الشخص المعين لان التنزيل على الشخص المعين يحتاج الى ضوابط وهذه الضوابط في الاصل هي ضوابط قضائية. حين كان القضاء الشرعي قائما في الامة فان هذا المبحث لم يكن يعتني به احد الناس لان من فعل الكفر او من قال الكفر فانه يحال على على القاضي الشرعي وهو ينظر في انتفاء موانع التكفير او في تحققها وفي تحقق الاهلية. هل الرجل يعني آآ مكلف؟ هل اه فعل هذا وهو في كامل عقله الى غير ذلك من المباحث. هذه مباحث قضائية لكن حين يغيب القضاء الشرعي فان الناس يبدأون الحديث في هذا الامر في هذه الامور مع خطورتها. مع خطورتها. ولاجل ذلك طالب العلم عليه ان يحذر اشد ما يكون الحذر عند تنزيل احكام الكفر من التكشير على العموم الذي يمكن ان يتحدث فيه اي انسان يعني لان هذه مباحث نظرية تدرس في في العقائد وتدرس ايضا في الفقه في كتاب الردة من كتب الفقه. لكن عند تنزيل ذلك على التعيين يعني فلان ابن علان لا هذا لا يكون الا بعد النظر اه الشرعي في تحقق الشروط وانتفاء الموانع. وموانع التكفير منها الجهل كما هو معروف. ومنها التأول ومنها الاكراه. فقد فقد يفعل الشخص الكفر ولا يكفر على التعيين لانه متأول وقد يفعل الكفر وهو جاهل ان ذلك الشيء الذي فعله منهي عنه في الشرع. وقد يفعل الكفر او قولوا الكفر وهو مكره فلاجل وجود هذه الموانع ولاجل ضرورة التحقق من انتفاء هذه الموانع قبل تنزيل الحكم على التعيين لان هذه الموانع ليست متاحة لكل احد هذه ليست سهلة. خاصة مانع التأول فانه صعب ويحتاج الى معرفة شرعية. لتمييز اه التأول الصحيح المعتبر والتأول الذي لا يصلح مانعا من موانع التكفير. فهذا ليس متاحا لكل احد وانما يكون لمن تشبع في احكام الشريعة ونظر في اقوال الفقهاء وفي اقوال المتخصصين في العقائد حتى يستبين له التأول السائغ والتأول غير السائق وحتى يعرف ضوابط الجهل لانه ايضا الجهل في ضوابط ما كل احد يدعي انه جاهل. وايضا الاكراه وهكذا. فالمقصود ان هذه المباحث بصعوبتها لا ينبغي ان تترك في يد احاد الناس وانما لا يتصدى لها الا من كانت عنده الاهلية لتنزيل احكام الكفر على جهة التعيين اما ان نقول من فعل كذا فقد كفر هذا تكفير على جهة العموم وهذا نظري يمكن ان يدرس في كما قلنا في مباحث الفقه او في مباحث العقيدة. ولا شك انه على كل حال الضوابط والتكفير النقاشات التي في هذا الموضوع كثيرة جدا لكن كعادتنا نكتفي دائما في هذه المباحث ما ما يغني و اه يكون منطلقا للطلبة لبحث هذه الامور والتوسع فيها في مظانها. ان شاء الله تعالى في درسنا المقبل ننتقل الى مبحث اخر وهو مستقر الارواح وذلك قوله وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين رحمة سيقت الينا من سموات علا وبها ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سماوات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا وبها صار الفقير له حلم وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى