رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلماء وبها صار الفقير له حلم وهوى وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة يقول ابن ابي زيد رحمه الله تبارك وتعالى وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون وارواح اهل السعادة باقية ناعمة الى يوم يبعثون وارواح اهل الشقاوة معذبة الى يوم الدين هذا الكلام متعلق بمستقر الارواح وبدأ منها على جهة الخصوص بحال الشهداء ثم ثنى بذكر اهل السعادة واهل الشقاوة وكيف تكون ارواحهم بعد الموت فاما قوله وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون فمأخوذ من قول الله سبحانه وتعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون وقد ثبت في الحديث الصحيح ان مسروقا سأل عبدالله بن مسعود عن هذه الاية عن قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون وقال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان ارواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل فاطلع اليهم اليهم ربهم اطلاعة فقال هل تسألون شيئا قالوا كيف نسأل شيئا ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا فسئلوا مرة ثانية ومرة ثالثة فلما رأوا انهم لن يتركوا ان يسألوا قالوا نسأل ان ترجع ارواحنا الى اجسادنا فنقتل في سبيلك مرة اخرى فلما رأى انهم لا يسألون شيئا انهم لا يسألون شيئا تركوا. والحديث في صحيح مسلم وهذا الحديث صريح في ان ارواح الشهداء لها مزية خاصة على ارواح عامة المؤمنين فارواح الشهداء في جوف طير خضر او في حواصل طير خضر اه تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل المعلقة بالعرش وقد ورد ما يدل على حال خصوص عموم المؤمنين وذلك في الحديث الذي ذكرته لكم انفا وهو الحديث الذي اخرجه الامام احمد عن محمد بن ادريس الشافعي عن مالك ابن انس عن ابن شهاب الزهري عن اه عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن ابيه انه قال نسمة المؤمن في اه نسمة المؤمن طائر ليعلقوا او يعلقوا في الجنة حتى يرجع الله روحه الى جسده يوم يبعثه وهذا الحديث له اسناد كما ذكرنا انفا عجيب جدا اذ اجتمع فيه ثلاثة من الائمة الاربعة الفقهاء فهو مسلسل بالائمة اذ اضيف اليهم ابن شهاب الزهري رحمه الله تبارك وتعالى وهو عجيب في متنه لانه يدل على حال ارواح عموم المؤمنين وان المؤمنين تكون ارواحهم طيرا تعلق او تعلق بمعنى تأكل على خلاف في ضبط هذه اللفظة وفي معناها تأكل من شجر الجنة وتكون كذلك في حال السعادة والنعيم حتى يرجع الله هذه الارواح الى تلك الاجساد وذلك يوم البحث وورد ايضا في مسند الامام احمد حديث البراء بن عازب وهو حديث طويل وفيه امور كثيرة متعلقة باحوال ما بعد الموت والحياة البرزخية ومما فيه ان المؤمن يقال له افرشوه من الجنة والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة فيأتيهم من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره. وان الكافر يقال له افرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه في قبره حتى تختلف اضلاعه. والحديث من ضمن حديث البراء وهو حديث طويل فاذا ارواح المؤمنين تكون في نعيم هذا معنى قوله وارواح اهل السعادة باقية ناعمة الى يوم يبعثون اي تكون في نعيم مقيم في الحياة البرزخية الممتدة من قيام الساعة الصغرى الى قيام الساعة الكبرى اي من موت المؤمن الى ان اه يبعث يوم القيامة وبعكس ذلك فارواح اهل الشقاوة اي الكفار فانها معذبة الى يوم الدين كما قال الله سبحانه وتعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا اه الكلام عن ال فرعون اي انهم يعرضون على النار في تلك الحياة البرزخية الى ان يكون يوم القيامة فحين اذ اه يدخلون النار ثم بعد ان ذكر مستقر الارواح فانه انتقل الى ذكر فتنة القبر فقال وان المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون. يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فتنة القبر آآ وما يترتب على هذه الفتنة من سؤال وامتحان وابتلاء مما دل عليه الوحي وذلك في احاديث كثيرة مرفوعة صحيحة من ذلك ما اخرجه اه ما خرج في الصحيح عن فاطمة بنت المنذر عن اسماء عن عائشة رضي الله عنها في قصة صلاة الكسوف وفيه اي في هذا الحديث ان آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من شيء لم اكن اريته من قبل الا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار وانه اوحي الي انكم تفتنون في في قبوركم مثل او قريبا تقول فاطمة لم ادري اي ذلك قالت اسماء مثل او قريبا من فتنة المسيح الدجال فيقال ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فاما المؤمن او الموقن فانه يقول هو محمد هو رسول الله هو محمد هو رسول الله جاءنا ببينات والهدى اتبعنا فاجبنا واتبعنا واما المنافق او المرتاب فانه يقول لا ادري فانه يقول لا ادري انما سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فهذا الحديث يدل على ان الناس عموما يسألون في قبورهم عن هذا النبي وان المؤمنين يفتنون في قبورهم وفي حديث البراء بن عازب الذي ذكرنا انفا وهو الحديث الطويل فيه تفصيل اكثر وذلك انه قال عن المؤمن فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله ويقول عن الكافر حين يسألانه يأتيه الملكان فيجلسانه فيسألانه من ربك؟ فيقول ها ها لا ادري. ما دينك فيقول ها ها لا ادري فيقال له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول ها ها لا ادري والحديث كما قلنا في مسند الامام احمد وورد في التعوذ او في اثبات آآ عذاب القبر فادلة على مشروعية التعوذ منه مشروعية التعوذ منه من ذلك ما اخرجه الامام مسلم آآ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اه قال اذا تشهد احدكم فليتعوذ من اربع. يقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال فورد في هذا الحديث الامر التعوذ من هذه الاربع عند التشهد وورد في صحيح البخاري من فعله ورد هذا التعوذ من فعله عليه الصلاة والسلام. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من هذه الاربعة وعلى كل حال فهذا يدل على المشروعية اي على مشروعية التعوذ من هذه الاربع ويدل على اثبات عذاب القبر ويدل على خطورة عذاب القبر للدرجة التي يقرن فيها بعذاب جهنم وبالفتنتين فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال. فانما اه يؤمر المسلم بالتعوذ من عذاب القبر لانه مما يخشى ويهاب ولان اثره عظيم نسأل الله عز وجل ان يعيذنا من عذاب القبر وعذاب القبر فليس خاصا بالكفار بل يكون ايضا على المسلمين العصاة اه ومما يدل على ذلك آآ الحديث المشهور ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر بقبرين فقال انهما يعذبان وما يعذبان في كبير فاما احدهما فانه كان آآ يمشي بالنميمة واما الاخر فانه كان لا يستنزه من بوله وكونهما يعذبان في هذا الامر دليل على انهما مسلمان والا فان الكافر يعذب على شركه ولا يعذب على ما هو دون الشرك على الخلاف المشهور عند الاصوليين والمقصود ان ان هذا الحديث يدل على ان هذين كانا مسلمين وانهما يعذبان في شيء لا يصل الى درجة الشرك بالله عز وجل وانما هو من قبيل كبائر الذنوب فاذا فتنة القبر وعذاب القبر مما اجمع عليه اهل السنة والجماعة واجمع عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم ودلت عليه احاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر بلغت مبلغ التواتر آآ من قبيل ما يسمى عند اهل الحديث بالتواتر المعنوي بمعنى ان الاحاديث كثيرة وبمجموعها تدل على معنى مشترك فيما بينها هو معنى اثبات فتنة القبر وسؤال القبر ونعيم القبر وعذاب القبر ومن الخطأ الشائع عند بعض جهلة المعاصرين انهم يظنون ان القضية كلها مرتبطة بعذاب القبر. حتى وجدنا او سمعنا بعض الجهلة يقولون كيف يعذب الانسان في القبر وينساه ان القضية ليست في خصوص العذاب بل النعيم ايضا موجود في القبر يوجد نعيم وعذاب وتوجد فتنة وسؤال ومن انكر فتنة القبر وسؤال القبر وعذاب القبر ونعيم القبر فينبغي ان ينكر ذلك في الاخرة ايضا فانه لا فرق من كان ينكر ذلك لسبب ان الله سبحانه وتعالى فيما يزعمون ان الله سبحانه وتعالى الرحيم فلا يمكن ان يعذب في القبر هذا كلام كلام جهل هذا كلام لا يقول عاقل فان هذا يوجد في الاخرة ايضا بنصوص القرآن المتكاثرة التي لا يمكن ردها ولا ابطالها ولا التشكيك فيها فمن رحمته سبحانه وتعالى ومن تمام عدله وحكمته ان جعل الناس ينالون في الاخرة جزاء اعمالهم في الدنيا ان خيرا فخير وان شر فشر. وهذا هو الذي تقوم به يقوم به العدل ولا يمكن ان يتصور عدل دون جزاء اما ان يوجد اه الذي يرتكب الموبقات ويكفر بالله ويشرك به ويأتي ما لا يرضي الله عز وجل من الوان الكبائر والموبقات والمهلكات ثم يكون في الاخرة في الاخرة مثله مثل الذي ارضى الله سبحانه وتعالى وعبده ولم يشرك به فهذا ليس من العدل في شيء فاذا ثبت معنى الجزاء والعذاب والنعيم فلا فرق بين ان يكون ذلك في الاخرة وبين ان يكون ذلك في الحياة البرزخية التي تكون بعد الموت الى قيام الساعة وبالطبع ما قد يرد على بعض الناس من شبهة ان الانسان قد لا يقبر قد لا يدفن فكيف يعذب في قبره؟ هذا من الجهل لان الحياة البرزخية ليست كالحياة الدنيوية فهي من امور الغيب التي لا يمكن ان يتعامل معها بالحس والعقل وانما مرجع الاثبات والنفي فيها الى التوقيف اي الى ما ورد في النصوص الوحي فلا يمكن اعمال العقل في هذه الغيبيات ولا يمكن اعمال الحس في هذه الغيبيات ولا يمكن اعمال التجربة في هذه الغيبيات وانما يرجع في ذلك الى الحكيم الخبير سبحانه وتعالى وما اخبر به في كتابه او علمه نبيه محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم ذكر الملائكة فقال وان على العباد حفظة يكتبون اعمالهم ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم وان ملك الموت يقبض الارواح باذن ربه الملائكة اه مخلوقات نورانية اه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح خلق الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق ادم مما وصف لكم والايمان بالملائكة من اصول الايمان واركانه كما دل على ذلك حديث جبريل عليه السلام حين سأل محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الايمان فقال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله تؤمن واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره الايمان بالملائكة كما ذكرنا من اركان الايمان قد دلت الادلة على بعض صفات الملائكة من ذلك ان الملائكة كما قلنا مخلوقات نورانية اي خلقت من نور ومن ذلك ان الملائكة لها اجنحة كما قال الله سبحانه وتعالى الحمد لله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثة ورباع وورد في الحديث الصحيح ان جبريل جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وله في على هيئته التي خلق عليها وله ست مئة جناح قد ملأ الافق وايضا ورد ان الملائكة يمكنهم ان يأتوا في صورة بشر اذا كلفوا بمخاطبة البشر كما كان جبريل عليه السلام وهو الملك الموكل بالوحي يأتي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة دحية الكلب وكما ورد ان آآ جبريل تمثل لمريم عليه السلام تمثل لها بشرا سويا تمثل لها على صورة بشر وايضا الملائكة حين جاؤوا ابراهيم بالبشرى فانهم تمثلوا في صورة بشر وهكذا فالملائكة اذا يمكنهم ان يتشكلوا على صورة البشر والملائكة لهم مهام وكلوا بها وهي كثيرة جدا فمنهم من كلف بالقطر ومنهم من وكل بالوحي ومنهم آآ خزنة الجنة وخزنة النار ورضوان خازن اه الجنة ومالك خازن النار وله اعوانه والى غير ذلك يعني الملائكة كثيرون جدا وقد ورد ما يدل على كثرتهم في الحديث الصحيح ان البيت المعمور وهو اه في السماء السابعة وهو يقابل الكعبة في الارض انه يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يرجعون اليه فهذا كله يدل على كثرة الملائكة طيب آآ من ضمن هؤلاء الملائكة الحفظة قالوا ان على العباد حفظة يكتبون اعمالهم ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم كما قال الله سبحانه وتعالى وان عليكم لحافظين كراما كاتبين وكما قال الله سبحانه وتعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد هذه الملائكة المكلفة بكتب الاعمال آآ انما تكتبها اقامة للحجة على الناس والا فان رب العزة جل جلاله يعلم ما يعمل الناس ما يفعلون وما يقولون وما يستسرون به ومكنونات صدورهم كل ذلك يعلمه رب العزة جل جلاله ولكن اقامة للحجة عليهم فان فانه كلف هؤلاء الملائكة بكتابة الاعمال فهم يكتبون الاعمال بل يكتبون جزاء ما يهم به الانسان وان لم يعمله كما ذكرنا في حديث سابق ان المسلم اذا هم بالسيئة فتركها لم يفعلها لوجه الله سبحانه وتعالى فان ذلك يكتب له حسنة. فهذا كتب له حسنة وهو لم يعمل اصلا وايضا الذي يهم بالحسنة ولا يعملها فتكتب له حسنة اما الذي يهم بالشيء او يعمله او يهم بالحسنة ويعمله فهذا اه داخل في معنى العمل والمقصود انهم يكتبون كل شيء وهذا من اه التدقيق في العدل وذلك لكي تمد للمسلم وتمد للمؤمن وتمد للانسان عموما للمكلف عموما اه صحائف اعماله فيجد فيها كلما اقترفته يداه واضحا صريحا فلا يجد حجة يمكن ان يماري بها هذا بالنسبة لي اه كتابة الاعمال قالوا ان على العباد حفظة يكتبون اعمالهم وتنصيصه على ان ذلك غير خارج عن علم علم الله سبحانه وتعالى اشارة الى ما ذكرناه انفا من ان الكتابة ليست اه يعلم الله شيئا لم يكن يعلمه تعالى الله عن ذلك فهذا كله داخل في علم الله كما قال ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم فالله يعلم ذلك سبحانه وتعالى ولكن كما قلنا له حكمة في ان تكتب هذه الاعمال ثم نص على خصوص اه الملائكة الموكلين بقصد الارواح فقال وان ملك الموت يقبض الارواح باذن ربه وقد ورد في في نصوص الكتاب في نصوص القرآن الكريم نسبة التوفي وقبض الارواح ورد ذلك منسوبا الى رب العزة جل جلاله وذلك في قول الله سبحانه وتعالى الله يتوفى الانفس حين موتها واللبس لم تمت في منامها فإذا الله يتوفى الأنفس فنسب التوفي الى الله سبحانه وتعالى وورد نسبة هذا التوفي الى ملك الموت اه كما قال الله سبحانه وتعالى قل يتوفى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم جاء ايضا منسوبة جاء التوفي منسوبا الى عموم ملائكة حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسولنا وهم لا يفرطون فاذا الله سبحانه وتعالى يتوفى الانفس وملك الموت كذلك والرسل يعني الملائكة المكلفون بذلك ايضا ولا تناقض بين هذا كله فنسبة التوفي الى رب العزة سبحانه وتعالى لانه هو الآمر بذلك وهو المقدر له كما يكون في اعمال الناس واعمال الملائكة كلها واما بين ملك الموت وعموم الملائكة الاخرين المكلفين بقبض الروح فلان هؤلاء هم كالاعوان لملك الموت فملك الموت هو الذي يكلف بقبض الروح وهؤلاء كما جاء في حديث البراء ابن عازب الطويل يأتون مثلا في في خصوص المؤمن فانهم يأتون بكفن من كفن الجنة وحنوط من حنوط الجنة ثم هم يعينون والذي يتولى قبض الروح هو ملك الموت فاذن ينسب التوفي الى هؤلاء الملائكة لانهم يعينون عليه وينسب التوفي الى ملك الموت لانه المباشر له وينسب الى الله سبحانه وتعالى لانه الامر به والمقدر له سبحانه وتعالى نعم وان ملك الموت يقبض الارواح باذن ربه وهذا واضح ثم قال انتقل الى مبحث اخر وهو فضل الصحابة فقال وان خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله وامنوا به ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين وان لا يذكر احد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الا باحسن ذكر والامساك عما شجر بينهم وانهم احق الناس ان يلتمس لهم احسن المخارج ويظن بهم احسن المذاهب. نعم هذا هو مختصر معتقد اهل السنة والجماعة في الصحابة والصحابة جمع صحابي والصحابي من هو هو من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك وقولنا من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يشمل من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن لم يره لعذر او مانع كابن ام مكتوم ويشمل من اجتمع به مدة طويلة ومن جالسه مدة يسيرة ولو ان يراه جزء من الزمن يسير جدا وكل ذلك تثبت به الصحبة. ولكن بالطبع فان الصحبة يتفاوت فيها الصحابة فليس من جالسه اه روى عنه سافر معه ودخل الى بيته وجاهد معه ليس في المرتبة كمن رآه مدة يسيرة والصحابة لهم مراتب كما لا يخفى فقولنا من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا قولنا مؤمنا اخرجنا بذلك من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم كافرا. فان هذا بالطبع لا يكون صحابيا. وقولنا مؤمنا به للتنصيص على الايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم لنخرج من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مؤمنا بغيره من الانبياء والرسل كبحيرة الراهب وغيره فهؤلاء هل يدخلون في هذا التعريف او لا يدخلون؟ محل نظر عند العلماء ومات على الاسلام ليخرج بذلك من ارتد والعياذ بالله تعالى يخرجون بمعنى الصحبة لما؟ لان الردة ابطلت عمله ومن العمل الذي ابطلته واحبطته صحبتهم يبقى السؤال عن الذي ارتد ثم رجع الى الاسلام وتاب من ردته هل تثبت له الصحبة ام لا؟ اما ان ارتد ورجع الى الاسلام وتاب ثم صحب النبي صلى الله عليه وسلم مرة اخرى فهذا لا اشكال في انه تثبت له الصحبة وذلك لان الاسلام يجب ما قبله واما الخلاف فهو في الذي ارتد ثم رجع الى الاسلام وتاب لكنه لم يلتقي بعد ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم القول بان الردة تحبط العمل يقتضي ان صحبته قد حبطت فلا ترجع اليه بعد ذلك وهنالك قول اخر بان آآ هذه يعني آآ يعني لو تخللت الردة الاسلام لا يضر ذلك صاحبه وتثبت له الصحبة. ولذلك ابن حجر حين ذكر هذا التأليف زاد بعده ومات عن الاسلام وان تخللته ردة على الاصح وان تخللته ردة اي وجدت الردة بين الاسلام الاول والاسلامي الثاني وقوله على الاصح يشير بذلك الى وجود الخلاف في المسألة هذا اذا تعريف الصحابي قد ورد في فضل الصحابة ما لا يحصى من الادلة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك قول الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره. فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وورد في السنة ايضا ما يدل على فضل الصحابة من ذلك اه حديث الحديث الثابت في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وقوله خير الناس قرني القرن يطلق على معنى مئة عام في مدة زمنية محدودة ويطلق ايضا على ما يرادف الجيل من الناس حتى اذا انقرض هذا الجيل كان ذلك قرنا قد انتهى وهذا المعنى الثاني هو الذي رجحه جمع من المحررين من العلماء وذكروا ان المراد بالقرن هنا ليس المئة سنة وانما الجن من الناس القرن الاول هو قرن الصحابة والقرن الثاني قرن التابعين والقرن الثالث قرن اتباع التابعين فهذه ثلاثة اجيال للناس كلهم اثبت لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيرية على غيرهم وقد تتبع العلماء هذه القرون الثلاثة فوجدوا اجمالا ان القرن الثالث ينتهي في حدود نهاية المئة الثانية تقريبا وقد يمتد بعضهم على جهة القلة الى ما بعد ذلك الى حدود المائتين وكذا يعني اوائل القرن الثالث لكن اغلبهم في حدود آآ المئة الثانية وآآ لا شك ان متابعة هذا الامر من الناحية التاريخية يرى مصداق ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقريبا بانقراض قرن اتباع التابعين نجمت البدعة وظهرت في الامة وانتشرت انتشارا بالغا صارت السنة التي كان عليها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صارت في تناقص وتتلقى ظربات شديدة من طرف المبتدعة الذين كثروا وتنوعوا وهذا كله بعد انقراض الخير الذي كان في هذه القرون الثلاثة واذا كانت هذه القرون الثلاثة قرونا خيرة فاضلة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك ينبني عليه امور منها ان تلك القرون اقترنت بالنصر كما دل عليه الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يغزو فئام من الناس فيقال لهم هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم هل فيكم من من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم فاذا هذه اه اجيال ثلاثة كلها تتفق في هذه الخيرية التي ينبني عليها النصر والتمكين من الله سبحانه وتعالى. وهذا مشاهد في التاريخ فان اعظم الفتوحات التي شهدتها شهدها التاريخ الاسلامي انما كانت في هذه القرون الاولى وفي هذه القرون الاولى امتدت الامة الاسلامية الى تقريبا الى اقصى ما امتدت اليه وما زيد بعد ذلك اقل بكثير مما اه وقع اليه امتداد الاسلام في هذه القرون الخيرة فاذا هذا المعنى الاول الذي ينبني على خيرية تلك القرون والمعنى الثاني ان ما كان لدى تلك القرون من منهج في فهم الدين والتعامل مع نصوص الوحي هو المنهج الصواب وهو المنهج الصحيح الذي ينبغي على المسلمين سلوكه والرجوع اليه لانه به يتحقق النصر والتمكين كما ذكرنا وبه يتحقق تتحقق الثقة في حسن فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لان اولى الناس بفهم كتاب الله هم الذين عايشوا التنزيل او الذين عايشوا الذين عايشوا التنزيل او الذين عايشوا الذين عايشوا الذين عايشوا التنزيل فهذه القرون الثلاثة اذا ثبتت لها الخيرية فان ذلك يقتضي ان فهمه مقدم على فهم غيرهم وان علمهم مقدم على علم غيرهم وان طريقتهم في التعامل مع النصوص وفي الاستنباط من النصوص ينبغي ان تقدم على طريقة غيرهم مطلقا وقد ورد التنصيص على خصوص بعض هؤلاء السلف وهم الصحابة رضوان الله عليهم وخصوصا منه الخلفاء الراشدون المهديون وذلك كما في حديث العرباض بن سارية عند الترمذي وغيره انه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فقوله عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين دليل على وجوب التمسك بما كان عليه الخلفاء الراشدون واختص ابو بكر وعمر بخصوصية فان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر فهؤلاء الخلفاء الراشدون وابو بكر وعمر على جهة الخصوص ينبغي ان يتبعوا في فهمهم للدين بل ان قولهم وفعلهم سنة كسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما لم يختلفوا كما هو مقرر في علم اصول الفقه اذا وان خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا آآ النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على فضل آآ الصحابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا اصحابي فوالله لو انفق احدكم ملء احد مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه بمعنى ان السابقة التي لهؤلاء الصحابة لا تكونوا لاحد بعدهم ابدا فلو ان الواحد منا في اي وقت انفق مثل احد ذهبا في سبيل الله عز وجل ما وصل عشر معشار ما كان لهؤلاء الصحابة وذلك لانهم اه امنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه واووه آآ فهموا عنه ورووا عنه وتشبعوا بسنته وفهموها احسن الفهم وتلقوا القرآن منه ثم بعد ذلك اه جاهدوا في سبيل الله معه وجاهدوا في سبيل الله بعد وفاته عليه الصلاة والسلام ونشروا الدين في اصحاء الاسلام في اصقاع المعمورة كلها ونشروا العلم وعلموه لمن بعدهم واجتمع فيهم من خصال العبادة والتقوى والصلاح والجهاد والتضحية ما لم يجتمع لاحد من غيره اه فيما بعدهم فلا شك ان هذا كله مما يقضي بفضلهم على غيرهم رضي الله عنهم وارضاهم ثم قوله آآ ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر وعمر الى اخر ما ذكر. بمعنى ان الذي عليه اهل السنة والذي عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم ان ترتيب الصحابة وترتيب الخلفاء الراشدين في الفضل هو نفس ترتيبهم في الخلافة وترتيبهم في الخلافة هو ابو بكر فعمر فعثمان فعلي رضي الله عنهم اجمعين وترتيبهم في الفضل هو نفس ترتيبهم في الخلافة. فافضل الامة بعد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر. ثم بعده عمر ثم بعده عثمان ثم بعده علي وقد ثبت في صحيح البخاري عن محمد ابن الحنفية وهو ابن علي ابن ابي طالب لكن ينسب الى امه الحنفية من سبي بني حنيفة اه ثبت انه قال لابيه علي بن ابي طالب من خير الناس بعد ما خير الامة بعد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال ابو بكر قال ثم من قال عمر قال فخشيت ان يقول عثمان فقلت ثم انت قال انما انا رجل من المسلمين. رضي الله عنه وارضاه وهذا انما يقوله على سبيل التواضع والا فهو افضل الامة بعد الخلفاء الثلاثة ابي بكر وعمر وعثمان وهذه القضية اي افضلية ابي بكر وعمر على من سواهما لا خلاف فيها عند اهل السنة واما المفاضلة بين عثمان وعلي ففيها خلاف فجمهور اهل السنة على افضلية عثمان ومن الائمة من فضل عليا ومنه من توقف في المفاضلة بين عثمان وعلي والقول الاول ارجح واظهر لما ثبت من ان عبدالرحمن بن عوف بعد اه مقتل واستشهاد عمر رضي الله عنه وبعد ان جعل الامر في هؤلاء الستة فان عبدالرحمن بن عوف كان بمدة ثلاثة ايام وهو يسأل اهل المدينة حتى وصل الى الصبيان والى النساء في خدورهن يسألهم اجمعين عن الأفضل يعني بمصطلح العصر كأنه عمل استفتاء في المدينة بين الصحابة الصحابة متوافرون اه في زمن عمر لان عمر كان يمنع الصحابة من آآ الهجرة من المدينة ومن ترك المدينة فإذا كأنه استفتاء بين افضل المسلمين هم الصحابة رضوان الله عليهم في المدينة عن الافضل فلم يجد احدا يعدل بعثمان احدا بمعنى انهم كلهم فضلوا عثمان رضي الله عنه فهذا آآ يعني قوي في الاستدلال للمذهب الاول الذي هو تفضيل عثمان على علي رضي الله عنه وارضاه على اننا حين نقرر هذه المفاضلة فانها فاننا نقررها لغرض علمي بحت لا ينبغي بحال من الاحوال ان يفهم من اثبات هذه المفاضلة اي نقص في المفضول ولذلك فان من توقف مثلا في المفاضلة بين عثمان وعلي قال جماعة من اهل العلم هم ائمة ائمة يعني حين يسألون عن المفاضلة يقولون لا نفضل يعني يتوقفون قال جماعة من العلماء انما توقفوا كي لا يفهم من المفاضلة نقص في المفضول. كما وقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نهى عن تفضيله على موسى على يونس ابن متى اه كونه نهى عن ذلك لا لانكار المفاضلة ولا لنفي افضليته عليه الصلاة والسلام على غيره من الانبياء والرسل وانما لكي لا يفهم من هذه الافضلية ان ذلك الذي فضل عليه اي ذلك المفضول فيه نقص يستحق من اجله ان يكون مفضولا. لا فلاجل ذلك كما اننا نثبت للانبياء والمرسلين درجة عالية ومرتبة عظيمة. مع كوننا نثبت المفاضلة بينهم مثلا اولي العزم من الرسل افضل من غيرهم ومحمد صلى الله عليه وسلم افضل من غيره من اولي العزم من الرسل. فكذلك نثبت المفاضلة بين الصحابة فابو بكر خير من عمر وعمر خير من عثمان وعثمان خير من علي وهؤلاء الخلفاء خير من غيرهم من السابقين الاولين والسابقون الاولون خير من آآ يعني آآ اهل بدر ثم اهل احد ثم اهل بيعة الرضوان اهل الحديبية ثم الذين اسلموا آآ بعد الفتح وهكذا هذه المفاضلة ثابتة ولكن نثبت ايضا عموم الفضل بمعنى الافضلية النسبية لا تنفي الاشتراك في الفضل المطلق وكلهم مشتركون في الفضل وكلهم خير ممن بعده ثم فيما بينهم بعضهم افضل من بعضهم الاخر وايضا اه مما ثبت عن اه اهل السنة واتفقوا عليه وعليه عمل اهل الحديث انهم يقولون الصحابة كلهم عدوه كلهم عدو بمعنى ماذا؟ بمعنى انهم اه لا يسأل عن حالهم وهذا باجماع اهل الحديث فاذا وجدنا في حديث وصل اسناده الى صحابي بمجرد اثباتنا كونه صحابيا فان ذلك يكفي ويغني عن النظر في حاله فكونه صحابيا يمنعنا من النظر في حاله فلا ننظر هل هو ضعيفا هل هو ثقة او لا؟ لا لان الصحابة كلهم عدول ثقات رضي الله عنهم وارضاهم ومما ينبغي ان نفهم وهذا مما يقع الغلط فيه عند كثير من الناس في هذا العصر وعند كثير من الطلبة والعوام انهم يقرون بان الصحابة غير معصومين هذا يقرون به باللفظ ولكنه لا يفهمونه تنزيلا وتطبيقا ولذلك لا احصي عدد ما يأتيني شخص من الاشخاص وقل يا شيخ عندنا فلان الفلاني من اما من الرافضة واما من التنويريين الجدد واما من الزنادق شخص من الاشخاص اتانا بقصة من التاريخ او من السيرة او من كذا عن الصحابي فلان انه فعل كذا او ارتكب كذا او اقترف كذا او الى اخره او قال كذا الى اخر ذلك وقبل ان ابدأ في مناقشته في هل ثبت الاسناد بذلك واذا ثبت الاسناد بذلك هل هذا الفاعل هذا الصحابي معذور او غير معذور؟ هل هو مجتهد متأول او ليس مجتهدا متأولا. هل آآ لو كان مجتهدا وغير غير مجتهد وغير متأول؟ هل تاب من فعله او لم يتب؟ قبل النقاش هذا كله اثبت معه اصلا هل انت تزعم ان الصحابة معصومون من فعل الذنوب ليسوا معصومين فاذا اذا كانوا غير معصومين فلا اشكال عندي ان يثبت في احاجهم الوقوع في احاد الذنوب مع قولنا انهم اذا ارتكبوا الذنوب فانهم قد يكونون معذورين قد يكونون متأولين وحتى لو لم يكونوا متأولين انهم يتوبون من ذنوبهم ويتوب الله عليهم ومن تاب من الذنب كمن لا ذنب له. لكن ابتداء بعض الناس يتصور لكثرة ما آآ يقرأ في الكلام الوعظي ويسمع الكلام الوعظي ولا يحرر ذلك علميا يخطر يعني يستقر في باله ان الصحابة معصومون فاذا ورد عن بعض زنادقة العصر اه اثبات اثبات او غير اثبات. المقصود اذا ثبت رواية شيء يفهم منه فعل صحابي لمعصية من المعاصي فان ايمان الرجل يتزعزع ويقول طيب نحن نقول اشياء في الصحابة غير صحيحة كيف تقولون ان الصحابة كلهم عدول؟ وهل قلنا قط ان الصحابة كلهم معصومون؟ ما قلنا هذا قط ولا قال او احد من اهل السنة ومع ذلك فهم كلهم عدو لكن ليسوا معصومين بل قد يقع منهم الخطأ كما حرره اهل آآ السنة والجماعة واهل العلم. فالمقصود ان هذه المسائل اذا لم تحرر كثير من الناس ينتكس بسبب هذا ينتكس لانه كان يظن ان الصحابة لا يقع منهم الغلط مطلقا فاذا جاءه شيء يدل على ارتكاب بعضهم لمعصية من المعاصي فانه يقع في اه انتكاس ويعني يؤول به الامر الى آآ يعني ما لا تحمد عقباه وربما يرجع عن منهج اهل السنة والى غير ذلك بينما الصحابة كلهم عدول كلهم ثقات والواجب حبهم كما قال والا يذكر احد من صحابة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا باحسن ذكر فالواجب حبهم والترضي عليهم والا يذكروا بسوء وذلك لانهم نقلتوا الدين هم نقلوا الدين. ولذلك آآ جاءنا بجرعة الرازي فيما اخرجه الخطيب في الكفاية ان انه قال اذا رأيت الرجل ينتقص من احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وانما ادى الينا القرآن والسنن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم اولى وهم زنادقة فهذا الكلام من ابي زرعة الرازي يدلك على لب الإشكال ومضمون الخلاف فحين نشدد نحن في الصحابة ونشدد في وجوب التردي عليهم وذكرهم باحسن ذكر وحمل اعمالهم واقوالهم على احسن المحامل واحسان الظن بهم انما نفعل ذلك لانهم نقلتوا الدين هم نقلتوا القرآن والسنن كما قال وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة لانما ادى الينا القرآن والسنن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا اذا وقع الطعن في الصحابة فان الطعن يتطرق الى ما حمله هؤلاء الصحابة وهو ماذا؟ القرآن والسنن فهم سلفنا الصالح هذه قضية احسن الفهم. فشددوا في ذلك والى هذا العصر فانه ما من احد يريد ان يبطل القرآن والسنة الا يبدأ بذكر الصحابة وهو لا يبدأ باكابر الصحابة على طريقتهم في التدرج والعياذ بالله تعالى فكلهم او اغلبهم يبدأ ببعض الصحابة مخصوصين فيبدأ بمعاوية رضي الله عنه وارضاه او بعمرو بن العاص رضي الله عنه وارضاه او بابي هريرة رضي الله عنه وارضاه لانه مكثر من الرواية ولا يبدأ مباشرة بأبي بكر وعمر لكن اهل العلم نبهوا على ان امثال هؤلاء الصحابة مثل معاوية رضي الله عنه هو كالباب لمن بعده فاذا كسر هذا الباب تطرق الكسر الى ما بعده ووجد الخلل في من وراءه ولذلك هذا شيء ذكروه وهو بالنسبة لنا شيء نظري. لكننا رأيناه عيانا رأيناه في التطبيق العملي فانه ما من احد بدأ الطعن في معاوية وعمرو رضي الله عنهما الا بعد ذلك تطرق الى ابي هريرة ثم بعد ذلك انتقل الى الخلفاء الى عثمان وبعد عثمان الى ابي بكر وعمر ثم القضية تبدأ هكذا تشيعا ياسين وهذا مشاهد وهذا كأني اصوره لكم الان تصويرا فانه مشاهد ورأيناه باعيننا قضية الزندقة كلها تبدأ من الصحابة والقضية كلها تبدأ من معاوية وامثاله رضي الله عنه وارضاه حتى يصل الامر الى ابي بكر وعمر ثم بعد ذلك اذا وصل الامر الى هذين رضي الله عنهما فبعد ذلك يبدأ الكلام عن ابطال السنة كلها وبعد ذلك يبقى القرآن فيتطرق النظر في تأويل القرآن واعادة قراءته وهكذا شيء يجر شيئا وزندقة تتلوها زندقة حتى نصل الى آآ اواخر آآ الدركات والعياذ بالله تعالى. بالطبع هنالك من لا يستمر الى اخر المطاف يعني عنده شيء من الفرامل لكن هو الذي فتح المجال لعقله وذهنه فانه اذا بدأ بمعاوية فانه يتطرق الى من بعده ولذلك هذا شيء مشاهد ولذلك ننبه عليه كثيرا ومن حسن ولطيف آآ استنباط ما لك بن انس رضي الله عنه وارضاه انه قال اه اذا كان الرجل ينتقص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحمل في قلوبه في قلبه غلا على احد منهم بلى حق له في في المسلمين فليس له حق في فعل المسلمين وذلك لان الله سبحانه وتعالى قال ما افاء الله على رسوله من اهل القرى الى ان قال اه والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. بمعنى ان الفين لا يستحقه الا من كان من الذين يستغفرون لمن سبقهم بالايمان فهؤلاء الذين يطعنون في الصحابة من اهل الرفض ومن تعلق بهم هؤلاء لا حق لهم في لما؟ لانهم لا يستغفرون للذين سبقوهم بالايمان بل يزعمون ان الصحابة رضوان الله عليهم على اسوأ حال ولذلك فاليهود اذا سألتهم من افضل الناس في امتكم؟ قالوا اصحاب موسى والنصارى من افضل الناس عندكم؟ معشر النصارى؟ بعد عيسى عليه السلام؟ الحواريون اصحاب عيسى الرافضة اذا سألتهم من اسوأ الامة وشر الامة يقولون اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هذا مما يدلك على عظيم ما وقعوا فيه والعياذ بالله تعالى من اه سوء الفهم واتباع الهوى والضلال عن الحق ولذلك اه مذهب اهل السنة والجماعة الذي ذكرناه هنا هو وسط في الحقيقة بين مذهبين وبين طائفتين هم الروافض والنواصب فالروافض هم الذين اه يطعنون في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ثلة قليلة قوم علي بن ابي طالب هو من؟ وافل قليلا معه كعمار بن ياسر والمقداد وغيره ويسبون الصحابة ويكفرون الصحابة على مراتب لهم كثيرة لا نخوض في تفاصيلها والنواصب هم الذين يناصبون ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم العداء فيناصبون العداء لعلي بن ابي طالب وال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ونحن الحمد لله تعالى نؤمن آآ ان الصحابة رضوان الله عليهم واهل البيت رضوان الله عليهم كلهم اهل فضل وخير ولسنا نفرق بينهم ونترضى عليهم اجمعين. فكما نترضى على ابي بكر وعمر وعثمان فاننا نترضى على علي والحسن والحسين وفاطمة وغيرهم من اهل البيت. اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقر بما جاء في الكتاب وبما جاء في السنن ونتوسط بين الفريقين ولا نرفع عليا فوق قدره ولا ننقصه تحت قدره ونثبت ما جاء في القرآن. ولذلك العلماء ذكروا ان من وصل به بغض الصحابة الى تكذيب القرآن الكريم فانه يكفر والعياذ بالله تعالى من هؤلاء الغلاة الذين اه يتهمون عائشة والعياذ بالله تعالى ويرمون عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه في القرآن الكريم فهؤلاء يكفرون لا لخصوص عائشة رضي الله عنها ولكن لتكذيب القرآن. هذا تكذيب للقرآن. فيكفرون لانهم كذبوا بنص القرآن يعني من يتهم عائشة بعد نزول براءتها هذا يكفر. وكذلك من يكفر الصحابة اجمعين. هذا يكذب نص القرآن والاحاديث والاحاديث والايات التي ذكرناها وايضا الذي آآ يعني يسب الصحابة اجمعين وعامتهم المقصود ان الكلام في الصحابة مراتب من هؤلاء من المتكلمين في الصحابة من يكفر اجماعا ومنهم من يكفر على خلاف ومنهم من يكون من اهل البدع والفسق والفجور والعياذ بالله تعالى ثم قال والامساك عما شجر بينهم وانهم احق الناس ان يلتمس لهم احسن المخارج واظن بهم احسن المذاهب فانه قد شجر بين الصحابة اشياء فنحن فيما شجر بينهم نمسك ونحفظ السنتنا ونقول ان تلك الفتن التي وقعت قد حفظنا الله عز وجل من ان نكون فيها فان آآ ايماننا اضعف من ان اه نكون في مثل تلك الفتن ويأتي منا خير والعياذ بالله تعالى نحن اضعف من ذلك والله عز وجل حمانا وحفظنا فنحفظ السنتنا ومن اعجب العجب ان تجد بعض المعاصرين وهو مغموس عليه في جميع الوان الفسق والفجور وضعف الايمان وقلة العقل والجبن واتباع الهوى وما شئت من الخلل من انواع الخلل. ومع ذلك يجعل نفسه قاضيا بين افاضل الخلق الصحابي الفلاني خير من الصحابي الفلاني. والصحابي العلاني اخطأ في كذا يا اخي اين انت منهم اين انت منهم؟ قد حفظك الله ان تكون في تلك الفتن العظيمة فامسك عما شجر بينهم هذا على جهة العموم نحن نقرر وجوب الامساك عما شرر بين الصحابة ونعتقد انهم جميعا مجتهدون متأولون فيما كان منهم من معارك وغير ذلك هم مجتهدون متأولون والمجتهد قد يصيب فيكون له اجران. اجر الاجتهاد واجر اصابة وقد يخطئ فيكون له اجر الاجتهاد لكن لا ينال اجر الاصابة فكلهم مجتهدون ومتأولون ارادوا الخير وارادوا الحق وسعوا اليه فاصابه بعضهم واخطأه اخرون وهذا الذي ينبغي ان نؤمن به على جهة الاجمال. عند التحقيق والتدقيق العلمي في ظروف مخصوصة يمكن ان نقول فلان الصحابي الجليل مع حفظ قدره وجلالته وعدم التعرض له. فان غيره افضل منه وانه ما كان له ما كان ينبغي ان يفعل كذا. هذا يمكن يمكن مع حفظ الاقدار ولكن على جهة العموم والاجماع فانه يحفظ لهؤلاء اجمعين آآ قدرهم ويمسك عما كان بينهم وما شجر بينهم فهذا اذا اخر ما نذكره في مبحث الصحابة وفي لقائنا المقبل باذن الله عز وجل نأتي على الفقرة الاخيرة من هذه آآ الرسالة من متن العقيدة من هذه الرسالة اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين. رحمة سيقت الينا من سماوات وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء سيقت الينا من سموات علا وبها نحن تقينا وصعدنا للعلاء وبها صار الفقير حلم وهوى وبها فرح الضعيف وتغنى