رحمة سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة يقول العلامة ابن ابي زيد القيرواني رحمه الله تبارك وتعالى قلق الانسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهو اقرب اليه من حبل الوريد هذا مأخوذ من قول الله سبحانه وتعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وفيه ثلاث جمل اولها اثبات الخلق وثانيها اثبات العلم بهذا المخلوق وثالثها اثبات القرب منه تأكيدا للعلم فالجملة الثانية مرتبة على الاولى كما سيأتي والجملة الثالثة تأكيد وبيان للجملة الثانية فقوله خلق الانسان هو من قول الله تعالى ولقد خلقنا الانسان فالله سبحانه وتعالى خلق الانسان والانسان اسم جنس يشمل جميع بني ادم لا يخرج احد منهم عن معنى كونه مخلوقا والانسان اختلس في اشتقاقه على قولين اثنين اولهما انه مشتق من الانس لان بعض افراده يأنسون ببعضهم الاخر فالناس يأنس بعضهم ببعضهم الاخر واذا اشتق من الانس فالهمزة اصلية وحينئذ فانسان وزنها الصرفي فعلان الهمزة فاء الكلمة والنون عينها والسين لامها والقول الثاني انه مشتق من نسي ينسى اي من النسيان وهو المشهور المتداول على السنة الناس اين ينقلون مثلا قول الشاعر وما سمي الانسان الا لنسيه ولا القلب الا انه يتقلب واذا كان كذلك فالنون هي فاء الكلمة والسين عينها والياء لامها فتكون الهمزة زائدة واصل انسان انسيان على وزن افعلان على وزن اثعلان ثم حذفت هذه الياء فصار اجسام خلق الله الانسان ولانه خلقه فهو اعلم به ممن سواه وذلك ان القاعدة المطردة ان الذي يصنع شيئا يكون اعلم به من غيره وانتم تعلمون مثلا ان سيارة احدنا اذا احتاجت الى اصلاح امكن الذهاب بها عند من يصلح السيارات ثم في بعض الاحوال يقول لك هذا شيء لا يعلمه الا صانع السيارة فينبغي ان تذهب عند من صنعها فهو اعلم بذلك والامر ذاته في الالات المصنوعة كلها والله سبحانه وتعالى خلق الانسان ولاجل ذلك فهو اعلم به من غيره ولذلك قال ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه اي العلم مرتب على الخلق وذكر الوسوسة اي ما يختلج في الصدر والضمير مما يخفى على الناس اجمعين تنبيه على ما هو اولى من ذلك فاذا كان الله تعالى يعلم السر الذي يحتوي عليه ضمير الانسان فمن باب اولى انه يعلم ما سوى ذلك وقد ذكروا ان للانسان كائنا من كان ثلاثة ثلاثة انواع من الحياة حياة عامة وحياة خاصة وحياة سرية فالعامة هي التي يخرج بها الانسان الى عامة الناس فيلتقي بهم ويخالطهم ويكلمهم ويكلمونه فهو يتحفظ في ذلك ما لا يتحفظ في الحياة الثانية وهي الحياة الخاصة التي يكون فيها داخل بيته مع اولاده مع زوجه فانه لا يتحفظ في ذلك كتحفظه في حياته العامة ثم هنالك حياة سرية وهي الاشياء التي لا يعلمها احد من الناس. مطلقا وهي الاشياء التي تختلج في الصدر مثلا او تكون في القلب او وساوس النفس فهذه لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى فاذا كان الله يعلم ما توسوس به النفس فهو يعلم ما هو اعلى من ذلك واظهر والوسوسة في الاصل هي الصوت الخفي هي الصوت الخفي ثم استعملت فيما يختلج في الصدر والضمير والقلب ومن ورودها بمعنى الصوت الخفي قول الاعشاب في معلقته تسمع تسمع للحلي وسواسا اذا انصرفت تسمع للحلي وسواسا اذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجلوا تسمع للحلي وسواسا وهذا من معلقته التي اثبتها بعض من اثبت عشر معلقات فزاد على السبعة المشهورة هذه المعلقة وهي معلقة الاعشاب الملقب بصماجة العرب لان لشعره حلاوة كأنه آآ عزف واولها ودع هريرة ان الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجل وزادوا ايضا معلقة نابغة الذبياني التي اولها يا دار ميت بالعلياء في السند اقوت وطال عليها سالف الامد وزادوا ايضا معلقة عبيد بن الابرص التي اولها اقفر من اهله ملحوب فالقطبيات فالذنوب. هذه الثلاثة تضاف على السبعة المشهورة. وعلقت امرئ القيس وزهير بن ابي سلمى وطرفة بن وآآ عنترة بن شداد ولبيد بن ربيعة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة اليشكري. فهذه تمام العشرة وهذه قصيدة رفيعة فقوله تسمع للحلي وسواسا اي صوتا خفيا اذا انصرفت اي اذا انقلبت الى فراشها كما استعان بريح عشرق على عشرق اه شجيرة صغيرة قصيرة اه طولها كالذراع يعني ولها اكمام وفي الاكمام حب فاذا حركتها الريح صار لذلك الحب صوت فهو يشبه صوت حليها والحلي واحد جمعه حلي يشبه صوت الحلي حين تتحرك او حين تنصرف بهذا الحد اذا حركت اذا حركته الريح فصار له صوت صار له زجل ولذلك قال اشرق زجلوا اي له زجل نعم قال اذا ويعلم ما توسوس به نفسه وهو اقرب اليه من حبل الوريد من قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد حبل الوريد قال المعربون اي معرب القرآن الكريم ان الاضافة هنا بيانية حاب آآ اقرب اليه من حبل الوريد اي من الحبل الذي هو الوريد. من حبل هو الوريد. فالحبل هو الوريد نفسه والوريد عرق فيمتد من العاتق الى العنق وهما اثنان هما وريدان يكتنفان العنق احدهما عن يمين والاخر عن شمال فهذان الوريدان ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اختلف بمعنى هذا القرب على قولين اثنين الاول ان القرب هنا قرب الله عز وجل لكنه بالعلم اي قربه سبحانه بالعلم. ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. اي الله تعالى اقرب الى عبده من حبل الوريد بعلمه واحاطته وادراكه والقول الثاني ان المراد الملائكة ان المراد الملائكة اي الملائكة هم الذين يقتربون من العبد ويكونون قريبين منه وهذا الذي رجحه ابن كثير في تفسيره وقبله رجحه ابن القيم رحمه الله تعالى. نعم ثم قال كما قال سبحانه وتعالى ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصروا. المراد الملائكة. نعم ثم قال وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين هذا كله داخل في معنى العلم والاحاطة والادراك وهو اشارة الى ان الله سبحانه وتعالى يعلم الجزئيات والكليات لا فرق بين هذين في علم الله تعالى ولم يخالف في هذا احد من اهل العلم وانما خالف فيه الفلاسفة وحين يطلق لفظ الفلاسفة او الفلسفة في باصطلاح اهل الشريعة من المتكلمين وغيرهم فالمراد بهم فالمراد بهم الفلاسفة المنسوبون الى الاسلام الفلاسفة الاسلاميون كابن سينا وابن رشد والباجي وابن باجة وغيرهم وابن طفيل وغيرهم فهؤلاء في اغلبهم اخذون من بل في كلهم في الحقيقة بل كلهم آخذون من الفلسفة اليونانية عاصفا من ارسطو وفلسفته المسماة بفلسفة المشائين فهؤلاء الفلاسفة الاسلاميون عالة على ارسطو في فلسفتهم. ولذلك هم يأخذون ما يقرره ارسطو ويحاولون الجمع بينه وبين ظواهر الشريعة فيحدث لهم بسبب ذلك تأويل وتحريف لدين الله عز وجل ويحدث لهم في بعض الاحيان انكار للمعلوم من الدين بالضرورة فهذه من الامور التي شنعت عليهم وهي زعمهم ان الله سبحانه وتعالى يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات وقد جمع الامام الغزالي ابو حامد رحمه الله تعالى المسائل التي خالف فيها الفلاسفة اصول الحق فقال انهم خالفوا اصول الحق في عشرين مسألة يكفرون في ثلاث منها ويبدعون في سبع عشرة مسألة فالتي يكفرون بها هي هذه وهي ان الله يعلم الكليات دون الجزئيات والثانية انكارهم الحشر الجسماني فانهم يزعمون ان الناس لا يحشرون يوم القيامة باجسامهم وانما يحشرون بارواحهم وخالفوا في ذلك اه صرح الكتاب وصريح السنة واه اجماع اهل العلم والمسألة الثالثة مسألة قدم العالم وهذه فيها كلام كثير للعلماء لا نخوض في تفصيله الان وعموما ينبغي ان يتنبه الى ان هؤلاء الفلاسفة على ما ذكرناه من شدة مخالفتهم لنصوص الوحي فان المتكلمين الذين يردون عليهم من معتزلة واشعرية وما تريدية قد يجانبهم الصواب في بعض ما يردونه من كلام الفلاسفة فليس كل ما خالف فيه المتكلمون الفلاسفة يكون الحق فيه مع المتكلمين بل قد يكون العكس لكن الفيصل في هذا هو بالرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم بالرجوع الى كلام السلف وائمتهم والذين ساروا على هديهم فيما بعد نعم فاذا هذا في قوله وما تسقط من ورقة الا يعلمها اي ما يكون من تحول حال ورق الشجر من احوال النمو والازدهار الى احوال السقوط والانحدار فان الله يعلم ذلك كله حتى ان الورقة كما يذكر بعض المفسرين اذا قطعت او انقطعت من غصنها ثم تطايرت وتمايل بها الريح حتى وقعت في مكان معين او انتقلت بعد ذلك الى مكان اخر. كل ذلك على تفاهته في نظرنا فانه معلوم لله سبحانه وتعالى لا يعزب عن الله تعالى شيء من ذلك ولا حبة في ظلمات الارض وما يكون من هذه الحبة عند ازدراعها في ظلمات الارض لان ما تحت الارض ظلمات بالنسبة لنا لا نعلم ما يحدث من ذلك فما يكون منها من نمو حتى يخرج منها ثمر قد يكون صالحا وقد يكون فاسدا وما يحدث في تفاصيل ذلك المغيب عن اعيننا فانه ايضا بعلم الله سبحانه وتعالى ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس كيفما كان. الرطب واليابس جمع كل شيء فان الاشياء اما واما يابسة. الا في كتاب مبين وهو الكتاب الذي كتب فيه كل شيء وهو اللوح المحفوظ الذي فيه كل ما كان وما يكون والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان ويعلم ما يكون ويعلم ما لم يكن لو انه كان كيف يكون وشواهد ذلك اكثر من ان تحصى كما في قوله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ولو ردوا هذا ما كان لكنه لو كان فان الله يعلم كيف يكون ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وقوله وما تسقط من ورقة الا يعلمها اي يعلمها علم وقوع ولا ينبغي ان يفهم من ذلك ان العلم حادث بها بحيث ما كان العلم حتى وقع الشيء المعلوم هذا لا يصح في علم الله سبحانه وتعالى بل الله عز وجل يعلم كل شيء في الازل. علمه بكل المعلومات للازل لكن اذا وقع الشيء تعلق العلم به علم وقوع وهذا العلم فائدته ابتلاء الناس واختبارهم وهو العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب ولذلك فمثلا لا ينبغي ان يفهم لانها تأتي بعض الايات التي يفهم منها المتسرع ان الله ما كان يعلم الشيء حتى كان فعلمه فهذا لا ينبغي ان يفهم كما في قول الله سبحانه وتعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه. الا لنعلم اي علما يترتب عليه الثواب والعقاب والا فالله سبحانه وتعالى يعلم ذلك في الاسل نعم كما قال ايوا وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وكما قال تعالى وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم انه عليم بذات الصدور وتأمل هذه القضية قال في اول الاية وليبتلي الله ما في صدوركم ليمتحن ليختبر ما في صدوركم ليعلم ما في صدوركم ثم في اخر الاية انه عليم بذات الصدور بمعنى انه لم يزدد لم يزدد بذلك الابتلاء والاختبار والامتحان علما لم يكن يعلمه سبحانه وتعالى. فانه عليم بذات لكنه يبتلي ويمتحن ويختبر ليترتب الثواب والعقاب على ذلك الابتلاء. نعم ثم قال على العرش استوى وعلى الملك احتوى على العرش استوى وعلى الملك احتوى انتقل الى ذكر استواء الله عز وجل على عرشه بعد ان ذكر ذلك من قبل فكرره واعاده لاهميته وشدة الحاجة الى معرفتهم وكنا قد ذكرنا انفا ان علو الله على خلقه قد ورد بذلك ما لا يحصى من الادلة حتى ابلغها بعضهم الى اكثر من الف دليل من الكتاب والسنة واقوال السلف والفطرة والعقل ونحو ذلك وخصوص الاستواء ورد ايضا في احاديث كثيرة بل ورد في القرآن في سبع ايات منها اية ورد فيها بلفظ الرحمن على العرش استوى هذا في سورة طه ثم اورد في ستة مواضع اخرى بلفظ ثم استوى على العرش وذلك في سورة الاعراف وسورة يونس وسورة الرعد والفرقان ثم في آآ سورة السجدة ثم اخيرا في سورة الحديد. فهذه ستة مواضع جاءت بلفظ ثم استوى على العرش وبلفظ الرحمن على العرش استوى في سورة ماذا؟ في سورة طه. نعم وذكرنا انفا اه قولة الامام مالك رحمه الله تعالى وتنسب الى بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم كأم سلمة وتنسب الى شيخ مالك ربيعة الرأي ولها الفاظ مختلفة لكنها تدور على اربع جمل. وهي الاستواء معلوم او غير مجهول الاستواء معلوم والكيف مجهول الايمان به واجب والسؤال عنه بدعة فهذه اربع اربع جمل ينبغي حفظها وفهمها اذا تعلق الامر بصفات الله عز وجل عموما وبصفة الاستواء خصوصا فالاستواء معلوم فيه رد على المفوضة الذين يسميهم بعض اهل العلم اهل التجهيل وهم الذين ذكرناهم انفا وهم الذين يصل الامر بهم الى انكار معاني صفات الله عز وجل من حيث ارادوا التنزيه فالاستواء معلوم وله مرادفات في اللغة العربية بالارتفاع والعلو وما اشبه ذلك لكنه مع كونه معلوما بحيث نجزم ان الاستواء غير النزول وان الاستواء غير اه الرضا غير الغضب غير الضحك هذه صفات مختلفة لكل واحدة من هذه الصفات معنى مخصوص معين تعرفه العرب من لغتها لكن ما المجهول ليس المجهول معنى الصفة وانما المجهول ماذا كيفية الصفة. ولذلك عقب بقوله والكيف مجهول اي كيفية هذا الاستواء لا يمكن ادراكها بالنسبة للمخلوق لا يستطيع ذلك ثم القاعدة الثالثة ان الايمان بالصفة الثابتة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الايمان بذلك واجب والايمان بها واجب ما دامت قد ثبتت ثم القاعدة الرابعة والسؤال عنه بدعة والمراد بالسؤال السؤال الذي لا يراد به الاسترشاد والتعلم والا فيمكن ان يسأل الانسان عن صفات الله عز وجل سؤال مسترشد متعلم لكن الاسئلة التي يراد بها التعنت او يراد بها تشكيك الناس في كتاب الله او في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم او الاسئلة التي يطلب بها علم ما لا سبيل الى علمه كالسؤال عن كيفية الصفات فهذا مما هو بدعة ولما هي بدعة؟ لانه لم يؤثر قط كما ذكر التبريزي وغيره اه لم لم ينقل قط ان احدا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عن شيء من الصفات مع انهم سألوا عن امور كثيرة مذكور بعضها بالقرآن ويسألونك عن الروح مثلا ويسألونك عن المحيض فسألوا عن اشياء من الامور التي ماذا يحتاج اليها المسلم لكنهم ما سألوا عن الصفات قط ومن باب اولى ما سألوا عن كيفيات هذه الصفات اذا هذا معنى كلمة الامام مالك رحمه الله تعالى آآ المخالفون لاهل السنة في هذا الباب ذهبوا في هذا مذاهب فذهب بعضهم او جماعة منهم الى تفسير الاستواء بالاستيلاء واعتمده بعض اكابرهم ليس هذا قولا كما بعض الناس يظن انها تفسير الاستواء بالاستيلاء قول مرذول لم يقل به الا بعض جهلة المتكلمين بل هذا قول معروف عندهم قال به جماعة ورجحه جماعة فقالوا استوى على العرش اي استولى على العرش وهو خطأ من وجهين اولهما ان الاستيلاء لا يكون الا بعد مغالبة فانك لا تستولي على لا يقال مثلا انا استوليت على هذا الكتاب انا استوليت على هذا لا يقال وانما يستولى على الشيء بعد مغالبة و صراع والله سبحانه وتعالى خلق العرش واستوى عليه فكيف يقال؟ استولى عليه ومن ذا الذي يغالب الله سبحانه وتعالى في العرش؟ سبحانه والشيء الثاني انه لا اختصاص للعرش بالاستيلاء عليه فان الله ان كان المراد بالاستواء الاستيلاء فان الله سبحانه وتعالى مستول على الكون كله لا خصوصية لشيء دون غيره ولا اختصاص للعرش دون غيره لذلك قال على العرش استوى وعلى الملك احتوى احتوى الشيء واحتوى عليه يقال احتوى الشيء واحتوى عليه بمعنى اي تملكه تملكه فاردف ذكرى الاستواء على العرش بذكر الاحتواء على الملك تنبيها على انه لا يصح تفسير الاستواء بالاستيلاء فان الله مستول ومحتو على الكون كله ومالك للكون كله لا اختصاص للعرش عن غيره من مخلوقات الله سبحانه وتعالى. نعم ثم قال وله الاسماء الحسنى والصفات العلى وله الاسماء الحسنى والصفات العلى اه الحسنى انثى احسن انثى احسن فهي اذا من باب افعل التفضيل له الاسماء الحسنى فاسماء الله تعالى كلها حسنى فليست حسنة فقط وانما هي حسنى اي بالغة في الحسن مبلغه غايته وصفاته علا اي بالغة في العلو الغاية والمبلغ الاعلى. فهذا معناه له الاسماء الحسنى والصفات العلى وقدم الكلام على اثبات الصفات قدم الكلام على اثبات الصفات على الكلام على نفي حدوثها لانه سيقول فيما بعد لم يزل باسمائه لم يزل باسمائه اي ان اسمائه ماذا؟ ليست حادثة وليست مخلوقة لكن قبل الحديث عن الحدوث والخلق لابد من اثبات الوجود فذكر ان لله الاسماء ولله الصفات وفي ذلك رد على الذين ينكرون الاسماء والصفات مطلقا او يثبتون الاسماء وينكرون الصفات مطلقا او يثبتون الاسماء او يثبتون بعض الصفات دون بعضها الاخر كل ذلك ليس من مهي اهل السنة ولا السلف الصالح رضوان الله عليهم بل الصحابة ومن سار على هديهم يثبتون كل ما ثبت لله تعالى في الكتاب والسنة من الاسماء ويثبتون لله كلما اثبته لنفسه من الصفات او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يتخيلون ان في اثبات شيء من ذلك تشبيها او تمثيلا بل يثبتون المعاني ولا يشبهون ولا يمثلون ولا يحرفون ولا يأولون والتأويل فرع التعطيل كما سبق لنا فيما قبل ومما ينبغي ان يعلم في مباحث الاسماء ان الاسماء توقيفية اسماء الله تعالى توقيفيته ومعنى كونه كونها توقيفية انه لا يجوز ان يسمى الله سبحانه وتعالى الا باسم قد سمى به نفسه او سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم فما جاء في الوحي من من الاسماء اثبتناها له وما لم يأتي فاننا لا نشتق له الاسماء ولاجل كونها توقيفية فلا يصح ان يشتق لله سبحانه وتعالى اسم من افعاله كما توسع في ذلك بعض العلماء حتى من اهل السنة فكلما رأى فعلا من افعال الله سبحانه وتعالى اشتق له منه اسما كقول القائل مثلا الله من اسمائه الفاعل. لانه ثبت انه يفعل فهذا لا يجوز هذا لا يجوز على الصحيح فاذا لا يصح ان يشتق له من افعاله اسماء فاذا هذا ايضا وكذلك الا يصح مثلا ان يقال آآ وايضا لا لا يصح ان اه تثبت لله الاسماء التي جاءت على جهة الجزاء والمشاكلة كما في قول الله تعالى يخادعون الله وهو قابعهم ويمكرون ويمكر الله فمثل هذا لا يصح ان تقول ان تثبت لله مثلا اسم الخادع او اسم الماكر او ما اشبه ذلك لما؟ لان ذلك في ذاته ليس كمالا وانما الكمال فيه من جهة انه جاء جزاء ومشاكلة وانت ترى هذا في المخلوقين فانه اذا مكر بك شخص كان من من كمال شخصيتك ومروءتك وقوتك ان ترد مكره بمكر ودهاءه بدهاء لكن كونك تمكر بمن لم يمكر بك ليس في ذلك شيء من الكمال ولله المثل الاعلى فما ورد في الكتاب والسنة في الوحي عموما مما جاء على جهة الجزاء والمقابلة والمشاكلة فانه لا يثبت اسما لله على جهة الاطلاق وانما يذكر كما ذكر في الوحي وكذلك ما جاء من الاسماء مضافا فانه لا يقطع عن الاضافة كما في قوله قول الله تعالى وهو اسرع الحاسبين وما اشبه ذلك فما جاء مضافا تثبت له اه الاضافة لا يقطع عنها وكذلك ما جاء مثبتا لله من الاسماء مع مقابله فانه لا يجوز ان يطلق على الله احد هذين دون الاخر النافع الضار المعطي المانع فلا يصح لك ان تثبت النافع وحدها او ان تثبت الضار وحدها وانما تثبتهما معا لانهما ما وردا في الوحي الا معا وهكذا كل هذا يعني جاء كل هذا مبني على ماذا؟ على قولنا ان الاسماء توقيفية اي لا يجوز لك ان تشتق لله تعالى من الاسماء من اه افعاله ونحوه مثلا اه لا يصح لك ان تقول مثلا اه من اسماء الله المستهزئ اه قول الله سبحانه وتعالى ماذا الله يستهزأ بهم مثلا وهكذا. نعم فاذا هذا الشيء الاول المبحث الثاني وهذا سريع ولا نطيل به ان الاسماء مشتقة ان الاسماء الثابتة لله عز وجل مشتقة اي ليست اعلاما جامدة دالة على الله سبحانه وتعالى فكل اسم من اسمائه مشتق من معنى من المعاني ولذلك يدل على صفة من الصفات لقولنا مثلا الرحمان فان اشتقاقه واضح وهو يدل على معنى الرحمة وكذا الرحيل وكذا العلي وكذا الخبير واللطيف وما اشبه ذلك من الاسماء هذا واضح ثم من مباحث الاسماء ان اسماء الله سبحانه وتعالى لا حصر لها. لا حصر لها ودليل ذلك ما جاء في مسند الامام احمد ان آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اصاب العبد هم ولا حزن فدعا فقال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم نورا قلبي ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي الا جعل الله له من همه وحزنه مخرجا كما فقال عليه الصلاة والسلام والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم او استأثرت به في علم الغيب عندك هذا يدل على ان اسماء الله لا حصر لها فان قيل ثبت في الصحيح في الصحيحين عند البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لله تسعة وتسعين أسماء مائة الا واحدة. من احصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر فنقول ذكر هذه التسعة والتسعين لا يدل على نفي الزيادة عليها الا بمفهوم العدد وهو محل خلاف عند العلماء وعلى فرض الاحتجاج به. فانما يسار اليه اذا لم يثبت ما يعارضه فكيف وقد ثبت ما يعارضه مفهوم هذا الكلام ام احتاج الى تفصيله؟ تفصيله ان يقال ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا هل هذا يدل على نفي ما فوق التسعة والتسعين لا يدل على ذلك. الا بمفهوم العدد. مفهوم العدد ما هو هو انك تثبت العدد وتنفي ما سواه فالحديث بمنطوقه يدل على ماذا؟ على اثبات تسعة وتسعين اسما. نحن متأكدون ان هنالك تسعة وتسعين اسما لكن يدل الحديث بالمفهوم على انه ليس له اكثر من تسعة وتسعين نسمة. هذا هو المفهوم قلنا مفهوم العدد محل خلاف وعلى فرض ثبوته والاحتجاج به فنقول المفهوم لا يقوى على منطوق الاحاديث الاخرى فلدينا احاديث اخرى تدل على الزيادة على تسع وتسعين كالحديث الذي سردت لكم وفيه ماذا؟ فيه او استأثرت به في علم الغيب عندك بمعنى انه له اسماء لم يعلمها احدا من خلقه ولم ينزلها في كتاب من كتبه فاذا منطوق هذه الاحاديث يغلب على مفهوم العدد في حديث ان لله تسعة وتسعين اسما اه لو فرضنا ان هذا المفهوم صحيح ويحتج به فاذا هذا الحديث اه لا يدل على عدم الزيادة على التسعة والتسعين اما سرد هذه الاحاديث فهذا الحديث الذي ذكرناه اخرجه البخاري ومسلم وليس فيه ذكر الاسماء لكن ورد عند الترمذي بعد قوله وهو وتر يحب الوتر ذكر الاسماء سرد الاسماء وهو الله الذي لا اله الا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الى اخر الاسماء التسعة والتسعين وهذا الحديث اخرجه الترمذي وحكم بغرابته والراجح الذي عليه الحفاظ ان هذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلام بعض الرواة وليست من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. بمعنى ان بعض الرواة بعد ان روى الحديث الاصل الذي هو ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد من احصاها داخل الجنة. بعد ذلك اجتهد فذكر تسعة وتسعين اسما اخذها من الكتاب ومن السنة. يدل على ذلك اي على ادراج هذه الاسماء المسرودة في ذلك الحديث ان ما روى الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد انه بلغه عن غير واحد من اهل العلم انهم آآ ذكروا ذلك او انهم آآ ذكروا هذه الاسماء فإذا بعض الرواة اجتهدوا فاصابوا في بعض واخطأوا في بعض فاثبتوا بعض الاسماء التي يصعب اثباتها تركوا اخرى جاءت في الكتاب والسنة وتفصيل ذلك يطول جدا ثم في قوله تعالى في قوله عليه الصلاة والسلام من احصاها دخل الجنة اه اولى الاقوال في معنى الاحصاء الحفظ لان الرواية وردت بذلك فقد وردت رواية رجحها البخاري رحمه الله تعالى من حفظها دخل الجنة من احصاها؟ اذا هذا المعنى الاول اي اعتنى بالفاظها واحصاها اعتنى بالفاظها حفظا وعدا واحصاء سردا والمعنى الثاني فهم معانيها وتدبر ما اه تحمله هذه الاسماء من المعاني كأن يتدبر مثلا في اسم اللطيف ويتمعن في معنى لطف الله سبحانه وتعالى او ان يتأمل معنى كونه تعالى سميعا بصيرا آآ يؤول به الامر الى استحضار سمع الله وبصره عند كل قول يلفظ به وعند كل فعل يفعله لانه يعلم ان ذلك كله بسمع الله وبصره وهكذا فهذا المعنى الثاني والمعنى الثالث الدعاء بها اي ان يتحرى المسلم ان يدعو ربه سبحانه وتعالى بهذه الاسماء. ولا شك ان الغالب على الناس انهم يدعون باسم الله سبحانه وتعالى لكن لا بأس بالدعاء اه باسمائه الاخرى فكل ذلك ما دام قد ثبت اسما من اسمائه سبحانه وتعالى يشرع الدعاء به. نعم هذا معنى احصائهم. ثم ايضا من مباحث الاسماء ان نعتقد ان اسمائه ازلية اي ثابتة في الازل لم يستفدها الله سبحانه وتعالى اه بفعل فعله او خلق خلقه فمثلا نثبت ان الله خالق في الازل وان الله رازق وهكذا ثم تتعلق مشيئته ببعض الحوادث التي تقع فتتعلق مشيئته تنزيل معنى الخلق على هذا او ذاك فيخلق هذا او ذاك ويرزق هذا او ذاك. لكنه لم يستفد اسم الخالق بعد ان خلق او اسم الرازق بعد ان رزق فلان او علان. نعم. والكلام في هذا يطول ايضا ثم ايضا من المباحث ان الاسماء نوعان منها ما يشترك فيه الخالق والمخلوق ومنها ما يختص به الخالق سبحانه وتعالى فا اسم الله والرحمن مثلا هذا مما يختص به الله عز وجل لكن هنالك اسماء تطلق على الله وعلى المخلوق لكن كل بحسبه كل بحسبه كما في قول الله سبحانه وتعالى اه بالمؤمنين رؤوف رحيم. فرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم. زيد بالمؤمنين رؤوف رحيم. فرسول الله صلى الله عليه وسلم من اوصافه ومن اسمائه انه رؤوف وانه رحيم لكن رحمته ورأفته ليست كرأفة الله ورحمة الله سبحانه وتعالى بل كل كل بحسبه. اي نعم ثم ايضا من مباحث الاسماء ان انه ثبت في السنة اه ان هنالك اسما من هذه الاسماء هو اسم الله الاعظم وثبتت ثبت بذلك احاديث من ذلك آآ الحديث الثابت في صحيح مسلم حديث بريدة رضي الله عنه ان رجلا دعا فقال اللهم اه بانك انت الله الذي لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد دعا باسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ففيه اثبات ان من الاسماء اسما هو اسم الله الاعظم وجاء في حديث عند ابن ماجة حسنا وبعض اهل العلم انه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الاعظم في البقرة في في سور ثلاث في البقرة وال عمران وطه فقال بعض اهل العلم التمست يعني الذي يوجد من اسماء الله في هذه السور فوجدت انه في البقرة قول الله سبحانه وتعالى في اية الكرسي آآ قال لها ايوا الله لا اله الا هو الحي القيوم وهو ايضا في اول سورة ال عمران الله لا اله الا هو الحي القيوم وهو في سورة طه وعنت الوجوه للحي القيوم. فمال بهذا الى ان اسم الله الاعظم هو الحي القيوم ولكن الذي عليه اه جماهير العلماء ان اسم الله الاعظم هو الله هو الله لانه الاسم الذي يطلق على الله تعالى ولا يردف الى غيره بخلاف غيره من الاسماء فيقال الله الرحيم الله البر وهكذا نعم فهذا مبحث اسمه ومن اراد التفصيل يرجع الى شروح الحديث خاصة اه اه ما ذكره ابن حجر رحمه الله تعالى فيفتح الباري وغيره من اهل العلم. نعم ايوا نعم اه في مباحث الصفات وبه نختم ان شاء الله تعالى لانه قال وله الاسماء الحسنى والصفات العلى. كنا قد ذكرنا مباحث كثيرة في اه ابواب الصفات لكن بقي لنا ان نشير الى ان الصفات تنقسم الى صفات ذات وصفات فعل صفات الذات هي الثابتة لله عز وجل ولا تتعلق بالمشيئة وصفات الفعل هي التي تتعلق بالمشيئة فمثلا صفة الكلام هي صفة ذات وصفة فعل معا صفة ذات من جهة انها ثابتة لله عز وجل في الازل من صفته انه متكلم سبحانه وتعالى وهي صفة فعل من جهة انه متى شاء تكلم بما يشاء سبحانه وتعالى الضحك مثلا صفة فعل الرضا صفة فعل الغضب صفة فعل. اما صفات الذات فهي الثابتة التي لا تتعلق بالمشيئة ليست مرتبطة بمشيئة الله عز وجل متى شاء كان ومتى لم يشأ لم تكن آآ مثلا كالعلم هذه صفة ذات الارادة صفة ذات وهكذا وايضا آآ قاعدة آآ كنا قد اشرنا اليها انفا ونعيد ذكرها لاهميتها وهي ان الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات والكلام في في بعض الصفات كالكلام في بعضها الاخر فهذان امران مهمان ومقدمتان اساسيتان في فهم مسائل الصفات فالقاعدة الاولى ان الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات فرع ما معنى فرع؟ اي متفرع عنه فكما ان كلامنا في الذات ليس كلام احاطة وادراك فكذلك كلامنا في الصفات ينبغي ان يكون فاننا لا نحيط بذات الله عز وجل فكذلك لا نحيط صفاته ومن توهم من اثبات الذات تشبيها فعليه ان ان يتوهم في اثبات الصفات تشبيها والعكس بالعكس لكن نحن نثبت الذات ونعلم ان ذات الله لا تشبه ذوات المخلوقين فكذلك حين نثبت الصفات نثبتها مع علمنا ان صفات الله لا تشبه صفات المخلوقين هذا عموما بمعنى ان كل ما يرد علينا في باب الصفات يرد على غيرنا في باب الذات. فما فكما اثبتنا ذات لا تشبه ذوات المخلوقين ونزهناها عن التشبيه وعن التعطيل وكذا وكذا كذلك نفعل في الصفات دون فرض والقاعدة الثانية ان الكلام في بعض الصفات كالكلام في بعضها الاخر دون فرق فلا معنى للتفريق بين بعض الصفات وبعضها الاخر. وبهذا يرد على من يثبت بعض الصفات كالصفات المعنوية او صفات المعنى او سبع صفات دون بقية الصفات فحين يثبت مثلا العلم والارادة والحياة آآ مثلا آآ الارادة نعم والسمع والبصر ويقول نثبت هذه ولا نثبت الغضب والرضا والفرح ونحو ذلك. فيقال له لم؟ يقول لانني ان اثبت الغضب فان ذلك فيه مشابهة للمخلوق لاننا لا نعلم غضبا ولا رضا ولا فرحا الا اه للمخلوق لا نام والغضب الا غضب المخلوق. فنقول له فقد اثبت السمع وهل تعلم سمعا غير سمع المخلوق او بصرا غير بصر المخلوق فيلزمه ان يقول اه كما بالذي قاله ما قاله في اه السمع والبصر والكلام يلزمه ان يقوله في الصفات الاخرى التي ينفيها. ولاجل ذلك كهذه من انفع القواعد في التعامل مع المخالفين في باب صفات الله عز وجل. فنقول نثبت الصفات كلها اي كل ما ثبت منها في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم نثبته والذي من اجله ينفي بعض الناس بعض الصفات يلزمه من اجله ان ينفي الصفات كلها وتفريقه بين بعض الصفات وبعضها الاخر تفريق دون فارق. فهو مردود عليه وباطل من صاحبه وبهذا ان شاء الله تعالى نختم ونواصل في درسنا المقبل باذن الله عز وجل الكلام في اه هذه المباحث مبحث ازلية الصفات ثم الكلام ثم القدر. والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله رحمة سيقت الينا من سموات علاه وبها نحن ارتقينا وصعدنا للعلماء رحمة سيقت الينا من سماوات علا وبها نحن ارتقينا وصعدنا العلا وبها صار الفقير له حلم وهواه وبها فرح الضعيف وتغنى وارتوى