بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة يقول المصنف رحمه الله تبارك وتعالى ثم تقرأ سورة من طوال المفصل وان كانت اطول من ذلك فحسن بقدر التغليس وتجهر بقرائتها كلامه دائما في صلاة الصبح خصوصا وما سيذكره هنا صالح لغير الصبح من الصلوات ثم ذكر هنا مسائل. المسألة الاولى قراءة سورة اخرى مع سورة الفاتحة. فقال ثم تقرأ سورة من طوال المفصل الى غير ذلك قراءة شيء اخر من القرآن بعد الفاتحة ثابت من السنة الفعلية المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم وثابت ايضا بالسنة القولية لقول رسول الله صلى لقول ابي سعيد الخدري امرنا ان نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر. امرنا ان نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر وقوله اي قول الصحابي امرنا يحمل على ان الامر له انما هو رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لان ذلك هو الاظهر والاغلب ولو كان انا الامر غيره لبينه الصحابي على ما تقرر عند اهل الحديث فاذا قوله امرنا يفيد ان الامر واقع بالفاتحة وبما تيسر مع الفاتحة. ولذلك اخذ من ذلك بعض العلماء وجوب قراءة ما تيسر من القرآن مع سورة الفاتحة ولكن المذهب في هذه المسألة ان قراءة غير الفاتحة سنة مؤكدة ان قراءة غير الفاتحة سنة مؤكدة ثم من ترك آآ قراءة آآ شيء من القرآن غير الفاتحة فانه آآ يكون تاركا في الحقيقة لثلاث سنن فانه يكون تاركا نفسي القراءة ولكون هذه القراءة آآ سرا او جهرا يعني سرية او جهرية والقيام للقراءة فاجتمع في ذلك على ما تقرر في عند علماء المذهب اجتمع في ذلك ثلاث سنن او ترك لثلاث سنن ولذلك انه من ترك آآ قراءة غير الفاتحة فانه يجب عليه السجود القبلي كما قلنا على قاعدتهم في آآ ان هذه السنة او ترك هذه السنة يلزم منه ترك ثلاث سنن على الحقيقة ثم المتواتر والكثير من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قراءة سورة كاملة مع الفاتحة. هو قراءة سورة كاملة وهذا هو المعروف كما ذكرنا في سنته عليه الصلاة والسلام وان كان قد ورد في بعض الاحاديث ما اه يفيد قراءة شيء من القرآن يعني ايات من القرآن دون اكمال السورة لكنه خلاف المستفيد المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وبعض ذلك قد يحمل على اه بعض الاعذار كان يبدأ الامام اه قراءة سورة ثم لا يتمها لانه عرض له ما يمنعه من اتمامها وما اشبه ذلك. ولذلك فان آآ المذهب هو كراهة الاقتصاد طري على اية واحدة في آآ القراءة بعد الفاتحة الا يقولون الا ان كانت الاية ذات بال مثلا اه اية الكرسي او كآية الدين فانها وان كانت اية واحدة ولكنها تجمع معاني كثيرة فهي تشبه الصورة من جهة ما في بها من الشمول والجمع لكن الاصل هو هذا الاصل هو كراهة قراءة اية واحدة او الاقتصار على اية واحدة في عند آآ قراءة القرآن بعد الفاتحة ثم ايضا يذكرون اه كراهة التزام سورة واحدة كراهة التزام سورة واحدة يعني ان يلتزم الامام سورة واحدة يكررها قالوا الا ان كان لذلك وجه او اي تكرارها له سبب كأن يكون الامام يحب ما في تلك السورة من المعاني او ان يكون يريد آآ ايصال تلك المعاني الى جماعة المسجد او الى الجماعة التي اه يؤم بهم او ما اشبه ذلك من اه الاسباب ثم الان اه حين ذكر بانه يقرأ سورة من طوال المفصل في الصبح كذلك على اه ما تقرر في المذهب في التعامل مع الصلوات الخمس ففي المذهب فانه يطول في الصبح ويطول كذلك في اه اه الظهر اه يتوسط في العشاء ويقصر العصر والمغرب. ويقصر العصر والمغرب كما قال ابن عاش تطويله آآ صبحا وظهرا سورتين توسط العشاء وقصر الباقيين والباقيان هما العصر والمغرب فهذا هو آآ المذهب في هذه المسألة هذا انما هو من مندوبات الصلاة عندهم اي يندب له ذلك وآآ اخذوا ذلك من مجموعة من الاحاديث وان كانت اه لا يكاد يعني لا نستطيع ان نقول ان الاحاديث مستقرة على ذلك فحتى آآ الصلوات التي ورد ان الغالب فيها قصرها كالمغرب ورد ما يدل على اه تطويلها في بعض الاحيان. لكن هذا الذي ذكروا انه من مندوبات الصلاة انما هو الغالب في السنة او الغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومن فعل اصحابه. ثم اذا قلنا بان الصبح آآ يندب تطويله فكيف يكون هو هذا الذي ذكر وهو القراءة طوال المفصل. والمفصل هو الذي يبدأ من سورة الحجرات الى اخر آآ المصحف على ترتيب المصحف المعروف وانما سمي مفصلا لكثرة الفصل بين سور آآ بين سوره بالبسملة ثم اه هذا المفصل ينقسم الى اه طوال والى ما هو من متوسط او وسط والصليب الى ما هو من القصار فالقصار هو الذي يبدأ من سورة الضحى والطوال قلنا يبدأ من اول المفصل وهو الحجرات الى النازعات والوصف ما كان بينهما فاذا هذا هو يعني تقسيم المفصل فاذا قلنا ان اه انه يقرأ في الصبح من طوال المفصل اي يقرأ من اه سورة الحجرات الى ماذا؟ الى سورة النازعات على ان اننا وان قلنا بهذا التقسيم فانه قد يوجد في القصار مثلا ما ليس على هيئة القصار كسورة البينة فانها مع القصار ولكن مع ذلك ليست من القصار من جهة حجمها لكن الغالب هو هذا الغالب ان ما كان من الضحى الى اخر آآ المصحف فانه قصار وما كان من الحجرات الى النازعات هو من الطوال وما كان بينهما فهو من المتوسط. وقد ورد ما يدل على هذا المعنى فقد ورد ان آآ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في سورة الصبح بقاف اه وهي من طوال المفصل واه ورد ايضا انه قرأ اه اذا الشمس كورت ايضا وهكذا نعم فإذا اه مجملا اه هذا هو الذي ينبغي ان نعرف في هذه المسألة وهي انه يقرأ بطوال المفصل ثم قال اه وان كانت اطول من ذلك فحسن بقدر التغليس بمعنى انه يمكنه ان يزيد لا اشكال فان هذا انما هو المستحب والحسن ويمكنه ان يزيد فيقرأ بما هو اطول من ذلك لكن بقدر التغليس اي ينبغي ان يحافظ على التغليس فلا يخرج الى الاسفار وهذا قد ذكرناه انفا في اه عند وقوت الصلوات وذكرنا قضية التغليس والاسفار. وان كانت اطول من ذلك فحسن بقدر التغليس ويمكن ان يستدل لذلك كون ابي بكر رضي الله عنه صلى بالبقرة في ركعتين طلاب البقرة في ركعتين وهذا يتأتى اه مع التغليس اذا كانت القراءة فيها شيء من الحذر اه وكان في بعض فصول السنة التي تكون فيها يكون فيها امتداد في هذه المدة التي تكون من اول آآ اذان الصبح الى اخر تغليسه. نعم ثم بعد ذلك انتقل الى مسألة اخرى وهي بعد ان انهى القيام وما يكون فيه من القراءة انتقل الى الركوع فقال فاذا تمت السورة كبرت في انحطاطك للركوع فتمكن يديك من ركبتيك وتسوي ظهرك مستويا ولا ترفع رأسك ولا تطأطئه وتجافي بضبعيك عن جنبيك. وتعتقد الخضوع بذلك بركوعك وسجودك ولا تدعو وفي ركوعك وقل ان شئت سبحان ربي العظيم وبحمده وليس في ذلك توقيت قول ولا حد في اللبس اذا هذا هو الكلام عن الركوع والركوع كما لا يخفى ركن من اركان الصلاة من تركه فان الركعة تكون باطلة على التفصيل المذكور عند العلماء ثم اه ايضا ذكر التكبير والتكبير ايضا مطلوب في كل خفض ورفع. الا عند القيام من الركوع فانه لا يكبر وانما يقول سمع الله لمن حمده. آآ اللهم ربنا ولك الحمد على ما سيأتي تفصيله عند اهل المذهب من انهم يفرقون بين الامام والمأموم في ذلك. لكن عند كل رفع وخفض كما قال ابن مسعود كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل رفع وخفض وهذا محمول بطبيعة الحال على ما سوى اه القيام من الركوع ثم اه هذا التكبير بعض العلماء من من اهل المذهب يقولون التكبير كله يعني التكبير الذي يكون في الصلاة كله باستثناء تكبيرة الاحرام فهذه لها حكم خاص. لكن التكبير الذي يكون تكبيرات الانتقام هذه كلها تعد سنة واحدة وقال اخرون من اهل المذهب بل كل تكبيرة تعد سنة مستقلة وينبني على ذلك احكام متعلقة بترك اه التكبيرة الواحدة والتكبيرتين الاثنتين وقوله فاذا تمت السورة كبرت في انحطاطك الانحطاط هو النزول الانتقال من اعلى الى اسفل يسمى انحطاطا ونزولا وهبوطا وقوله كبرت في انحطاطك للركوع اي في انحنائك وهذا عند اه علمائنا علماء المذهب المالكي معناه ان التكبير يكون مقارنا لهذا الانحطاط بمعنى ويسمونه تعمير الركن اي تعمر هذا الركن الذي هو الانتقال منه. القيام الى آآ حالة الركوع هذا الانحناء تعمره بالتكبير فتبدأ التكبيرة وانت قائم آآ يعني مقبل على الهوية او الانحطاط وتكمل التكبيرة عند اه الركوع. ودليل ذلك ما جاء في اه عند البخاري رحمه الله تعالى من حديث ابي هريرة رضي الله عنه حين وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال ثم يكبر حين يهوي ثم يكبر حين يهوي ساجدا ولا فرق في هذه المسألة بين الركوع والسجود. يكبر حين يهوي معنى ذلك انه في حالة هوية في حالة انحطاطه فانه يكبر وفي المسألة خلاف لكن هذا هو المذهب ثم يعني هذه قال فتمكنه نعم فتمكن يديك من ركبتين هذه هي مسألة وضع اليدين على الركبتين فهذه اولا نقرر انها آآ يعني ان آآ هذا ثابت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الذين وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وقال عمر بن الخطاب ان الركب سنت لكم خذوا بالركب اي خذوا عليها ومكنوا ايديكم منها عند الركوع و الركوع فيه صفتان صفة مجزئة لا يتم يعني القصد ليس الركوع ولكن وضع اليدين على الركبتين فيه صفتان صفة مجزئة اي لا يتم بها هذا الفعل لا يتم الفعل الا بها وصفة كمال. فاما صفة الاجزاء فهي مجرد وضع اليدين على الركبتين او قريبا من الركبتين. قالوا هذا مجزئ. واما صفة الكمال فان يمكن اليد من الركبة كأنه قابض عليها ويكون ذلك على الركبة نفسها فالامام مالك رحمه الله تعالى نص على انه من اتى آآ صفة الاجزاء بمعنى من وضع يديه على ركبتيه رفع قليلا او نزل قليلا بمعنى وان لم يأتي على الركبة بالضبط فان ذلك يجزئه كما جاء كلام الامام مالك رحمه الله تبارك وتعالى. فاذا هاتان الصفتان صفة الاجزاء. لكن صفة الكمال كما ذكرنا هي ان يمكن يديه من ركبتيه ثم قوله آآ وتسوي ظهرك مستويا وتسوي ظهرك مستويا هذه هي آآ مسألة آآ اه تسوية الظهر وقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود. وقوله لا تجزئ صلاة اه الرجل معناه ان ذلك واجب. ان الظهر اه او اقامة الظهر في الركوع والسجود واجب وليس من السنن لانه لا يقال عما كان من السنن انه لا ان تركه اه اه لا تجزئ به الصلاة ولذلك ورد وردت احاديث في الحث على تسوية الظهر في الركوع وفي السجود. ثم وردت احاديث في صفة هذه التسوية كما يأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى فحين تسوي آآ ظهرك كيف يكون حال الرأس هذا هو الذي ذكره بقوله ولا ترفع رأسك ولا اطئه ولا ترفع رأسك ولا تطأطئه لحديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك ف اه اشخاص الرأس هو رفعه وتصويب الرأس هو خفضه فهذا صفة الرأس بمعنى انه حين تكون مسويا ظهرك في الركوع كذلك الرأس لا تكون رافعا له عن حال استواء الظهر ولا تكون خافظا له ايضا هذا بالنسبة لصفة الرأس قال وتجافي بضبعيك عن جنبيك والضبعان وسط العضد من الداخل. هذا هو العضد ووسطه من جهة الداخل مما يلي جسد الانسان هذا هو الذي يسمى ضبعان فتجافي ضبعيك اي تباعد ضبعيك عن جنبيك آآ وهذا قد ورد في آآ صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه جاف بين مرفقيه لكن نصوا على ان هذا هذه المجافاة لا يبالغ فيها كما قد يفعله بعض الناس من المبالغة حتى يكون المرفق بعيدا جدا عن الجنب ولا اه يتركها بحيث يلصق اه يعني ضبعيه بجنبيه وقال بعد ذلك وتعتقد الخضوع بذلك بركوعك وسجودك اي لابد من ان تكون خاشعا في صلاتك كلها وخاصة في المواضع التي تكون فيها اقرب الى الخضوع لله عز وجل وذلك في الركوع والسجود فان هاتين الصفتين او هذين الفعلين يدلان على تمام الخضوع لله سبحانه وتعالى. كما يكون الجسد خاضعا لله في الركوع وفي السجود فيناسب ان يكون القلب كذلك قاضعا لله سبحانه وتعالى والا فمن ترك الخضوع بالقلب مع اتيانه بالخضوع بالجسد فان صلاته تكون نناقش الطب. وعموما فقد آآ هذه قاعدة عامة سواء في الركوع والسجود او في عموم الصلاة فقد آآ اختلف العلماء في الخشوع هل هو آآ واجب يعني ركن في الصلاة ام لا؟ بمعنى من ترك الخشوع في الصلاة هل تصح صلاته ام لا؟ ولعل والايسر على عموم الناس خاصة في هذا الزمان هو ان يقال بان الخشوع آآ ان ذهب تصح الصلاة لكن ينقص اجرها وينقص ثوابها كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل لينصرف من الصلاة وليس له الا شبهات ما الى ان وصل الى نصفها. فيدل فانما نقص هذا الاجر وهذا الثواب بسبب نقص الخشوع فنقول ان ترك الخشوع ينقص من الصلاة ولكن القول بان الصلاة تبطل بذلك فيه تشديد وفيه آآ على الناس كما قلنا خاصة في ازمنتنا هذه فإذا هذا معنى قوله وتعتقد الخضوع بذلك بركوعك وسجودك ثم قال ولا تدعوا في ركوعك لان المذهب ان آآ انه يكره الدعاء في آآ عند الركوع. واستدلوا باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واني نهيت ان اقرأ راكعا او ساجدا فاما الركوع فعظموا فيه الرب واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء او فاجتهدوا في الدعاء هذا في القراءة اني نهيت ان اقرأ بمعنى القراءة فيها نهي قراءة القرآن في حال الركوع او في حال السجود فيها نهي. لكن هم لم يستدلوا بهذا فقط وانما استدلوا بقوله بعد ذلك فاما الركوع فعظموا فيه الرب واما السجود فاجتهدوا في الدعاء فهنا وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الذي يكون من الاقوال في حال الركوع وفي حال السجود؟ فذكر ان القول الذي يكون في حال الركوع هو تعظيم الرب على ما سيأتي بيانه وما يكون في السجود هو الدعاء ووردت احاديث ايضا في آآ في اثي على الدعاء في السجود آآ اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد حث على الدعاء في حال السجود لان العبد حينئذ يكون اقرب ما يكون الى ربه سبحانه وتعالى فالمقصود ان مالكا رحمه الله تعالى كان يكره آآ الدعاء في الركوع وآآ يقول الدعاء ما معناه انه الدعاء يكون في السجود ولا يرى به بأسا في السجود فالمقصود هذا هو قوله ولا تدعو في ركوعك وقل ان شئت سبحان ربي العظيم وبحمده الى اخره وقل ان شئت اي هذا آآ قول من الاقوال المأثورة في الركوع ان شئت ان تقول ذلك فقله وان شئت ان تقول غيره مما ورد في النبوية او ما ورد عن الصحابة فقل ذلك ايضا ولا اشكالا. هذا معنى قوله آآ فقل ان شئت سبحان ربي العظيم وبحمده فوردت اذكار كثيرة من ذلك آآ حديث عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانه اللهم وبحمدك آآ اللهم اغفر لي وورد ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم سبوح القدوس رب الملائكة والروح. وورد غير ذلك وورد سبحان ربي العظيم في الركوع سبحان ربي الاعلى في السجود وذلك ثابت في صحيح مسلم. فكل تلك الاذكار الواردة في السنة انت مخير في الاتيان بها وهذا الذي ذكره المصنف احد آآ الاقوال والاذكار المأثورة ثم بعد ان انتهى من الركوع قال ثم ترفع رأسك وانت قائل سمع الله لمن حمده ثم تقول اللهم ربنا ولك الحمد ان كنت وحدك ولا يقولها الامام ولا يقول المأموم سمع الله لمن حمده ويقول اللهم ولك الحمد. هذه قضية الرفع من الركوع والرفع من الركوع ايضا من اركان الصلاة فيقول حين يرفع من الركوع سمع الله لمن حمده لكن في المذهب يفرقون فيقولون الامام يقول سمع الله من حمده ولا يقول ربنا ولك الحمد والمأموم يقول ربنا ولك الحمد ولا يقول سمع الله لمن حمده. واستدلوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال الامام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك الحمد فانهم من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه فهذا الحديث فيه آآ ظاهره ان الامام اذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا انتم اية فليقل المأمومون ربنا لك الحمد وان كان ليس صريحا لذلك قلت هو ظاهر في هذا لكنه ليس نصا فيه لانه لا يلزم من هذا ان الامام لا ايضا ربنا ولك الحمد وانما قال اذا قال هكذا فقولوا هكذا بمعنى ان وقت الاتيان او اتيانكم اه هذا الذكر الذي هو ربنا ولك الحمد يكون مباشرة بعد قول اه الامام سمع الله لمن حمده فالحديث في الحقيقة هو بيان للموضع وللزمن ولتوقيت الاتيان بهذا الذكر وليس صريحا او نصا في ان الامام لا يقول رب ربنا ولك الحمد وان المأموم لا يقول سمع الله لمن حمده. وان كان كما قلت ظاهره كذلك بل ورد ما يدل على ان الامام يمكنه ان يقول ربنا ولك الحمد وذلك في حديث ابي هريرة عند البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده قال اللهم ربنا ولك الحمد. فهذا الحديث آآ يدل على ان الامام يمكنه ان يقول ذلك واما قول المأموم سمع الله لمن حمده فليس فيه آآ دليل صريح كما في الحديث الذي ذكرناه ما يمكن ان يستدل له هو عموم الاحاديث الدالة على متابعة الامام. عموم الاحاديث الدالة على متابعة الامام اذا كان اه في كل الافعال والاقوال انت تفعل مثل الامام فاذا قال سمع الله لمن حمده فقل مثله لكن هذا لا يقوى اه على او ليس صريحا في آآ الامر. ولذلك قول المأموم ربنا ولك الحمد دون قول سمع الله لمن حمده. هذا هو الاقرب والاظهر واما ان الامام يقول سمع الله لمن حمده فقط ولا يقل ربنا ولك الحمد هذا محل نظر والظاهر والله تعالى اعلم والارجح انه يقول ايضا ربنا ولك الحمد بعد آآ قوله سمع الله لمن حمده ثم قال وتستوي قائما مطمئنا مترسلا وتستوي قائما مطمئنا مترسلا وتستوي هذا هو الاعتدال. اذا انت الان رفعت من الركوع تستوي هذا هو الاعتدال وقوله آآ قائم مطمئنا هذه الطمأنينة فهذان امران مختلفان وينبغي التمييز بينهما. فالاستواء اي الاعتدال شيء والطمأنينة شيء اخر. فاما اذا لم فهو نصب القامة اي ان لا تبقى على شيء من الانحناء كما قد يفعله بعض آآ من لا يتحرى مثل هذا الامر فلا بد من اعتدال قائما اي ان تأتي سورة الاستواء والاعتدال حال قيامك وقد ذكرنا انفا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة اه صلاة لا يقيم فيها الرجل اه صلبه في الركوع والسجود. لا تجزئ صلاة لا يقيم فيها الرجل صلبه في الركوع وفي السجود فهذا عام في كل آآ حالة من احوال الصلاة فاذا كان راكعا فعليه ان في ركوعه ويستوي في قيامه ويستوي في سجوده وهكذا في كل اركان الصلاة وهذا الذي هو آآ مشهور المذهب. فمشهور المذهب ان هذا الاستواء سنة وهذا ليس خاصا اه الاعتدال والرفع من الركوع. بل هو سنة في جميع اركان الصلاة وعند بعض المالكية اه كاشهب فانه واجب لا وليس سنة فقط لكن مشهور المذهب وهو المروي عن ابن القاسم هو ان هذا الاستواء سنة فاذا آآ هذا بالنسبة للاستواء واما الطمأنينة فانه قال وتستوي قائما مطمئنا. الطمأنينة هي ان تبقى في ذلك على تلك الهيئة او على تلك الصورة حتى ترجع الاعضاء الى حتى تستقر الاعضاء في مواضعها. هذا هو معنى الطمأنينة فيكون مع الاستواء ويكون دون استواء قد تعتدل مطمئنا وقد تعتدل لكن لست مطمئنا يعني اعتداله مباشرة بعد ذلك تمر الى الذي بعده فهذا اعتدال دون طمأنينة وقد تكون الطمأنينة دون اعتدال كأن يعني ترفع من ركوعك لكن تبقى مقوس ظهرك غير معتدل ثم تطمئن في ذلك حتى آآ تستقر اعضاؤك قبل الانتقال الى الركن الذي بعده فهذا معنى قولها قولنا ان الاعتدال غير الطمأنينة ولابد من الجمع بينهما. واذا قلنا بان الاعتدال سنة في المذهب فان الطمأنينة واجب في المذهب. يعني فرض من فرائض الصلاة لا يجوز تركه. فالطمأنينة فرض من فرائض الصلاة عندنا في ذلك احاديث كحديث المسيء صلاته وغيره وغيره فان فيه ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم السجود حتى تطمئن ساجدا وهكذا في اه كثير من اركان الصلاة وتستوي قائما مطمئنا مترسلا ولم يذكر اه المصنف رحمه الله تبارك وتعالى ذكرا لم يذكر ذكرا وذلك لان عند المالكية ليس عندهم ذكر في هذا آآ القيم هذا القيام الذي يكون بعد الركوع ليس عندهم فيه ذكر ولذلك فإنهم يكرهون التطويل فيه فيقولون التطويل فيه مكروه ورد في السنة كما لا يخفى عليكم بعض الاذكار التي تقال في آآ هذا الموضع بل آآ يعني ما ورد في السنة يدل على نوع طول فان ان تقول سمع الله لمن حمده اللهم ربنا ولك الحمد. آآ ملء السماوات يوم الارض وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد اهل السماء والمجد ثم يقول العبد كلنا لك عبد اه لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد هذا كله طويل يعني وليس يعني اذا قرأته مترسلا فهذا يطول بك وهذا ثابت في صحيح مسلم. لكن كما قلت آآ المالكية لا يقولون بهذا وليس فيه ذكر ولذلك يكرهون التطويل فيه وكما لا يخفى ان اهل المذهب لا يأخذون فقط من الاحاديث ولكن عندهم عمل اهل المدينة معتبر جدا فلا يبعد ان يكون الامام مالك رحمه الله تعالى اخذ ذلك من عمل اهل المدينة ثم بعد ذلك ينتقل الى السجود قال ثم تهوي ساجدا لا تجلس ثم تسجد وتكبر في انحطاطك للسجود فتمكن جبهتك وانفك من الارض وتباشر بكفيك الارض باسطا يديك مستويتين الى القبلة تجعلهما حذو اذنيك او دون ذلك. وكل ذلك واسع الان قال تهوي ساجدا لا تجلس. وهذا يفهم منه انك تقدم اليدين قبل الركبتين لانك ان عكست فانت كهيئة الجالس. فان قدمت الركبتين على اليدين فانت كهيئة الجالس فقوله لا تجلس منه كما ذكرنا انك تبدأ باليدين قبل الركبتين ودليل ذلك كما هو معلوم هذه من المعارك الفقهية المشهورة حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا سجد احدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليبدأ بيديه قبل ركبتيه وبيان ذلك ان ركبتي البعير في يديه فاذا نزل العبد على يديه اولا قبل رجليه او قبل ركبتيه فهو مخالف للبعير في نزولهم بخلاف ما لو نزل بركبتيه قبل يديه فانه يكون مشابها للبعير في نزوله وانتم لا يخفى عليكم ان المسألة فيها اخذ ورد العلماء وفيها كلام مشهور عند بعض عند المعاصرين او عند الطلبة من المعاصرين لابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى ولمن سواه من العلماء حتى صارت هذه من المعارك لان الامر فيها يسير جدا آآ بحمد الله عز وجل ولا شك ان النزول على اليدين اقرأ يعني ايسر واقرب لي الطمأنينة وابعد عن التكلف والذي ينزل على ركبتيه قبل يديه فانه في الغالب كونوا فعله فيه نوع من الصعوبة اولا وفيه ايضا شيء من التكلف وامكان الوقوع سواء كان هذا في النزول او في الصعود كذلك في الصعود من بدأ يعني يديه اولا ثم بركبته يعني ما انعكس فانه يعني يكون ذلك اصعب يعني قد يحتمل ان يسقط او ان يعني لا يتمكن من الطمأنينة المطلوبة بالصلاة. وكما قلت فهذه الامر فيها واسع باذن الله عز وجل لكن هذه الهيئة المذكورة هنا وهي البدء في النزول باليدين قبل الركبتين هي الاقرب الاظهر في اه السنة وبطبيعة الحال لا شك ايضا ان الامام مالكا اخذ الهيئة هذه من اه عمل اهل المدينة فانها هي التي كانت مشهورة اه في المدينة ثم حين تسجد قال وتكبر في انحطاطك بالسجود وهذا ذكرناه انفا. قال فتمكن جبهتك وانفك من الارض السجود يكون على سبعة اعضاء السجود يكون على سبعة اعضاء كما في اه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اسجد على سبعة اعراب اي على سبعة اعضاء والمراد الاعضاء السبعة الوجه والكفان واليدان والقدمان فهذه سبعة اعضاء لكن هذا هو السجود الكامل اما الكلام الذي ينبغي النظر فيه في السجود فهو اه حين تسجد على وجهك هل المطلوب والانف معا ام الجبهة فقط ام الانف فقط؟ فهذا هو الذي اه يعني يذكره الفقهاء فعندهم السجود على هذه الاعضاء كله سنة. سنية السجود على هذه الاعضاء باستثناء الجبهة. باستثناء الجبهة فان السجود عليها واجب. واما الانف قال بعضهم انه مندوب وقال اخرون انه واجب كالسجود على الجبهة ولذلك اه فاذا قلنا بان السجود على الانف اه مندوب فان من سجد على الجبهة وحدها فانه يعيد ما دام في الوقت واما من سجد على آآ الانف وترك السجود على الجبهة فانه يعيد ابدا يعني في الوقت وخارج الوقت لما قلنا ان السجود على الجبهة ها اه فرض لا يتم السجود ولا يصح السجود الا به وهذا هو الاصح في هذه المسألة وهذا كله مبني على حقيقة السجود يعني بغض النظر عن ما ورد في السنة فالكلام عن حقيقة السجود في اللغة فان ذلك لا يكون دون وضع الجبهة على الارض. اما الانف وضعه او عدم وضعه هذا محتمل اما سجود دون وضع للجبهة على الارض فهذا لا يحتمله لفظ السجود ثم حين تسجد تباشر الارض بكفيك كما قال وتباشر بكفيك الارض باسطا يديك مستويتين الى القبلة يجعلهم حذو اذنيك الى اخر ما قال. آآ في حديث سعد بن ابي وقاص انه قال امر النبي صلى الله عليه وسلم بوضع اليدين ونصب القدمين واذا وضع اليدين على الارض عند السجود وفضع وجهك في السجود بين يديك تضع وجهك بين يديك بين يديك وهذا آآ معنى ان اليدين يكونان حذو الاذنين عند السجود آآ كما في صفة الصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه عليه الصلاة والسلام آآ سجد بين كفيه او وضع جبهتيه بين كفيه فكل ذلك يدل على هذا المعنى يعني على معنى وضع الجبهة بين آآ الكفين واليدان تكونان موجهتين الى القبلة وهذه قاعدة عامة في اعضاء الجسد ان كلما امكن توجيهه الى القبلة من اعضاء الجسد خلال الصلاة فانك توجهه الى القبلة. كل ما امكن من ذلك. واذا كان في السنة توجيه اصابع القدمين الى القبلة مع ان ذلك اعسر من توجيه اصابع اليدين فمن باب اولى ان اصابع اليدين توجه هاني الى القبلة فاذا توجيه اليدين الى القبلة حال السجود وآآ ثم قال ومستويتين الى القبلة تجعلهما حذو اذنيك او دون ذلك قال والامر واسع او دون ذلك حذو الاذنين هذا هو الاصل او دون ذلك امر في ذلك واسع ثم قال غير انك لا تفترش ذراعيك في الارض ولا تضم عضديك الى جنبيك. ولكن تجنح بهما تجنيحا وسطا وتكون رجلاك في سجودك قائمتين وبطون ابهاميهما الى الارض الافتراش منهي عنه ومعنى الافتراش ان تبسط الذراعين على الارض. وقد ورد النهي عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اعتدلوا في السجود ولا يفترش احدكم ذراعيه افتراش الكلب كان كهيئة الكلب فانه يفترش ذراعيه يضع الزراعة كلها على الارض. فهذا منهي عنه وانما المتعين رفع الذراعين والاكتفاء بوضع الكفين على الارض لذلك قال غير انك لا تفترش ذراعيك في الارض ولا تضم عضديك الى جنبيك. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا صلى يفرج بين يديه حتى يرى بياض ابطيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ومع ذلك فلا تبالغ في ذلك. قال ولكن تجنح بهما تجنيحا وسطا فمعنى ذلك ان لا تبالغ في هذا هذه المجافاة والحد في ذلك ان لا اطول سقة بطنك بفخذيك. لا تلصق بطنك بفخذيك. ولكن ايضا الا تباعد في ذلك حتى اه كما يفعل بعض الناس حتى تصبح يعني ممتدا آآ تباعد من تتباعد من صفة السجود آآ فرارا من وضع او من الصاق البطن بالفخذين حتى تكونوا في ذلك آآ ممتدا على غير هيئة الساجد فكلا هذين ممنوعان ولذلك قال ولكن تجنح بهما تجنيحا وسطا وتكون رجلاك في سجودك قائمتين وبطونهم ابهاميهما الى الارض بمعنى ان توضع البطون بطون الابهامين الى جهة الارض لكي تستقبل باطراف في اصابعك القبلة تستقبل باطراف اصابعك القبلة وقد ورد في ذلك سنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول ان شئت في سجودك سبحانك ربي ظلمت نفسي وعملت سوءا فاغفر لي. او غير ذلك ان شئت وتدعو في سجودك ان شئت وليس لطول ذلك وقت واقله ان تطمئن مفاصلك متمكنا. السجود موضع من مواضع الدعاء. ولذلك آآ ورد فما ذكرناه انفا فاما الركوع فعظموا فيه الرب واما السجود اجتهدوا في الدعاء فقمنوا ان يستجاب لكم اي ان يستجاب لكم لقرب العبد حينئذ من ربه سبحانه وتعالى وورد اجتهدوا في الدعاء ورد اكثروا في الدعاء الى غير ذلك. وورد سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الاعلى في السجود وورد ايضا سبوح قدوس رب الملائكة والروح وهذا ورد في السجود والركوع. وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي الى غير لذلك من الادعية والاذكار وللمكلف ان يختار من ذلك ما آآ ما شاء وان نوع في ذلك فأتى ببعضه في آآ حين او في صلاة وببعضه في صلاة اخرى فذلك اولى واحسن ويدعو بما شاء من امور الدنيا ومن امور الاخرة فهذا كله حسن ولا اشكال فيه ثم قال ثم ترفع رأسك بالتكبير فتجلس اه فتثني رجلك اليسرى هذا ان شاء الله تبارك وتعالى نذكره في اه لقائنا المقبل بإذن الله عز وجل. واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين