منابع فيضها المدرار من الاعجاز والابهار هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار. هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار من المضمون في غاية. نداء الحق والراية من المضمون في رايات نداء الحق والراية على الافاق فيها توصنا فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فيه اسمائه فيجزون ما كانوا يعملون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين يقول الله سبحانه وتعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ذكر بعض اهل التفسير ان ابا جهل كان ينكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يدعو الله عز وجل في بعض الاحيان بسم الله وفي بعضها بسم الرحمن فكان يقول ان محمدا يزعم ان الاله واحد وهو يدعو الهة كثيرة فانزل الله سبحانه وتعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها لله الاسماء الحسنى حسن اي بلغت من الحسن غايته التي ليس بعدها غاية وكيف لا تكون اسماء الله حسنى والله سبحانه هو الذي يهب الحسن ويعطي الجمال ويمنح الكمال بل ما من حسن ولا جمال ولا كمال في الكون كله الا وهو من الله سبحانه وتعالى. واسماؤه حسنى لانها تضمنت صفات الكمال على افضل ما يكون عليه الكمال خذ مثلا اسم الله العليم العليم متضمن لصفة العلم والله سبحانه وتعالى علمه شامل كامل لا يدخله نقص بوجه من الوجوه علم الله سبحانه وتعالى وسع كل شيء واحاط بكل شيء لم يسبق بجهل ولا يأتي بعده سهو ولا نسيان هو العلم الذي يشمل الموجودات كلها ويحيط بالمعلومات كلها فلاجل ذلك كان اسمه العليم متضمنا لاكمل ما تكون عليه صفة العلم كما قال الله سبحانه وتعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو فالله سبحانه وتعالى قد احاط بكل شيء علما وخذ مثلا اسم الحي الله هو الحي الحي تضمن صفة الحياة وهي حياة كاملة لا تشبه حياة المخلوقين بوجه من الوجوه لانها حياة لم يسبقها عدم ولا يتبعها موت او عدم هي حياة كاملة تامة لا نقص فيها بوجه من الوجوه وتعالى الله سبحانه وتعالى ان يكون في صفاته او في اسمائه ادنى نقص واسم الرحمن واسم الرحيم كلاهما متضمن لصفة الرحمة رحمة الله الشاملة رحمته الواسعة كما قال الله سبحانه وتعالى ورحمتي وسعت كل شيء. وكما قال الملائكة فيما حكاه الله سبحانه وتعالى ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. اذا هذه الاسماء متضمنة للكمال المطلق متضمنة لصفات الكمال المطلقة وقد يكون الكمال في كل اسم على حدة وقد يكون ايضا في اقتران اثنين اي في الجمع بين اثنين كما في الجمع بين اسم العزيز واسم الحكيم وهذا كثير في كتاب الله عز وجل انه سبحانه يقرن بين العزيز والحكيم وذلك لان العزة التي تكون عند المخلوقين قد يكون فيها بطش وطيش وسفك للدماء واعتداء فلاجل ذلك لابد ان تقيد بالحكمة والحكمة التي تكون عند المخلوقين قد تكون صورة من صور الضعف والهوان والذلة فلذلك لابد ان تقترن بالعزة فالعزة الكاملة هي التي تقترن بالحكمة والحكمة الكاملة هي التي تقترن بالعزة ولاجل ذلك فان اسم العزيز اسم كامل واسموا ومن الاسماء الحسنى واسم الحكيم متضمن لصفة من صفات الكمال وهو من الاسماء الحسنى. ولكن ايضا الاقتران بين العزيز والحكيم يفيد ذو معنى عظيما ويفيد مدحا لله سبحانه وتعالى. ولان الله سبحانه وتعالى اعلم بنفسه من اي كان فاننا لا نستطيع ان نثبت لله عز وجل من الاسماء الا ما اثبته لنفسه سبحانه وتعالى فلاجل ذلك نقول ان اسماء الله توقيفية ونقصد بكونها توقيفية اننا نحتاج في اثباتها الى السمع. نقصد بذلك الى النقل عن كتاب الله او عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يكفي في ذلك العقل نعم من الصحيح ان العقل يمكنه ان يصل الى معنى اثبات الكمال لله سبحانه وتعالى. بمعنى ان العقل يقول ان صفات الكمال ثابتة لله عز وجل وان الكمال المطلق يستحقه الله سبحانه وتعالى. لكن تحديد الاسماء على جهة الخصوص وبيان الاسم بالذات هل هو من اسماء الله او ليس من اسماء الله؟ هذا مما يحتاج الى توقيف عن الله سبحانه وتعالى. فاذا صحيح ان العقل على جهة الاجمال يدرك الكمال لله عز وجل لكن عند التفصيل لابد من التوقيف. والا ان اثبت لله اسماء لم يثبتها لنفسه ولا اثبتها له رسول الله صلى الله عليه وسلم فان ذلك يكون من القول على الله بغير علم والله تعالى يقول ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا والله سبحانه وتعالى يقول قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون فجعل القول على الله بغير علم من اعظم الكبائر ومن اشد الموبقات. وقد بعد ان اثبتنا بان الاسماء توقيفية فانه قد جاء في كتاب الله عز وجل عدد كثير من اسماء الله الحسنى وجاء ايضا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان اسماء حسنى كثيرة بل اننا نقول ان اسماء الله سبحانه وتعالى غير محصورة بعدد فانها لا حد لها ويشهد لهذا المعنى الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو ربه فيقول اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او اعلمته اعلمت به احدا من خلقك او انزلته في كتابك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي. الشاهد عندنا من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول او استأثرت به في علم الغيب عندك. بمعنى ان هنالك اسماء لم ينزلها الله عز وجل في كتابه ولعلمها لرسوله بل استأثر بها عنده سبحانه وتعالى في علم الغيب. ولاجل ذلك نقول ان اسماء الله تيرة غير محصورة بعدد معين. فكان قائلا يقول الا يخالف هذا ما جاء في الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لله تسعة وتسعين أسماء مائة الا واحدة من احصاها دخل الجنة فيقال ليس هنالك تعارض بين هذين الحديثين فان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر ان لله تسعة وتسعين أسماء من احصاها دخل الجنة لكنه لم يقل ان الله سبحانه وتعالى ليس له من الاسماء الا هذه التسعة وتسعون وانما اخبر ان هذه التسعة والتسعين على جهة الخصوص تختص بفضل عظيم هو انه من احصاها دخل الجنة. وهذا كما تقول مثلا اه لك عندي مئة درهم هذا لا يقتضي انك ليس ان المخاطب ليس له عندك اكثر من مائة درهم وانما هذه بالذات تثبتها ولا مفهوم لها فلا يقال ان هذا الحديث يدل على حصر الاسماء الحسنى في التسعة والتسعين وحين نقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من احصاها دخل الجنة من احصاها بمعنى من ذكر الله بها من دعا الله بها من تدبر معانيها من عمل بمقتضياتها فانك حين تثبت مثلا اسم الرحيم اسم العزيز اسم السميع اسم البصير كل هذه الاسماء تقتضي معاني في العمل ينبغي ان تعمل بها. حين تقول مثلا ان الله هو السميع يقتضي ذلك الا تقول الا ما يرضي الله عز وجل. فان الله يسمع اقوالك كلها وحين تقول مثلا ان الله هو البصير فهذا يعني انك تحرص على الا تفعل فعلا لا يرضي الله عز وجل لانك تعلم ان الله يرى ما تعمله. وهكذا في اسماء الله كلها قد اجتهد العلماء باستخراج الاسماء الحسنى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وحاولوا ان يستخرجوا على الاخص تسعة وتسعين اسما ولهم في ذلك اجتهادات يتفقون على بعض الاسماء ويختلفون في اخرى وما ورد في تمام هذا الحديث الذي ذكرناه انفا من احصاها دخل الجنة ثم بعدها ذكر الاسماء هو الله الذي لا اله الا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام. الى اخر هذه الاسماء التسعة والتسعين. هذا ليس مأثورا عن رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وانما هو من اجتهاد بعض الرواة والحق ان اجتهاد العلماء في استخراج هذه الاسماء الحسنى من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ينبغي ان يطلع عليه المسلم وهنالك شيء اخر يمكن ان يفعله المسلم خاصة في هذا الشهر الكريم حين يكون المسلم مقبلا على الاكثار من قراءة كتاب الله عز وجل فان من المناسب انه حال قراءته لكتاب الله سبحانه وتعالى يحاول ان يستخرج الاسماء الحسنى من كتاب الله عز وجل ثم يقارن ذلك بما قاله العلماء لانه قد يخطئ فيستخرج من الاسماء ما لم يثبت لله تعالى ولا يكتفي فقط باستخراج هذه الاسماء وانما يتدبر معانيها ويستعين في ذلك ببعض كتب التفسير او ببعض الكتب المؤلفة في معاني الاسماء الحسنى وقول الله سبحانه وتعالى وذروا الذين يلحدون في اسمائه الالحاد في الاصل هو الميل والانحراف ولاجل ذلك سمي اللحد لحدا فان اللحد هو نوع من انواع القبور يكون فيه الدفن في شق الحفرة لا وسطها فهذا الانحراف من اجله سمي اللحد لحدا. فاذا كل عدول عن القصد وانحراف عنه يسمى الحادا فيدخل في الالحاد تسمية الله بما لم يسمي به نفسه وانكار ما سمى الله به نفسه وانكار ما سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم به رب العزة جل جلاله ويدخل في ذلك انكار ما تتضمنه هذه الاسماء من الصفات من صفات الكمال ويدخل في ذلك انواع كثيرة منها مثلا التغيير في الاسماء كما كان المشركون يفعلون حين اشتقوا اللات وهو اسم بعض الهتهم اشتقوا اللات من الله واشتقوا العزى من اسم العزيز فاشتقوا من اسماء الله الحسنى اسماء لالهتهم المزعومة التي يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى فهذا كله يدخل في معنى الالحاد في اسماء الله الحسنى والى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى منابع فيضها المدرار من الاعجاز والابهار هنا في اية ان جمعت عظيم الفكر والاسرار. هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار