منابع فيضها المدرار من الاعجاز والابهار هنا في اية ان جمعت عظيم الفكر والاسرار. هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار من المضمون في غاية. نداء الحق والراية من المضمون في رايات نداء الحق والراية على الافاق فيها. ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة يقول الله سبحانه وتعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ولا تحسبن قرأ بعض القراء ولا تحسبن وقرأ اخرون بالكسر بكسر السين ولا تحسبن وهذا مبني على اختلاف اللغات فاكثر العرب يقولون ان يقولون حسب يحسب كما تقول مثلا تعب يتعب وعلى هذا فهو في الفعل المضارع مفتوح السين ولا تحسبن واللغة الاخرى هي لغة بني كنانة وهم يقولون في الماضي حسب ويقولون في المضارع ايضا يحسب بالكسر على غير قياس وعلى هذه اللغة الثانية اي لغة بني كنانة القراءة الاخرى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله وحسب بمعنى ظن اي لا تظنوا ان الذين قتلوا في سبيل الله هم اموات ليسوا امواتا بل احياء فقول الله عز وجل بل احياء هكذا بالرفع يحتمل ان يكون اه خبرا لمبتدأ محذوف تقديره بل هم احياء. وقرأ بالنصب بل احياء وحينئذ فنحن نقدر فعلا محذوفا تقديره بل احسبهم احياء وعلى الاعرابين والقراءتين المعنى واحد بل هم احياء او بل احسبهم احياء المعنى واحد عند ربهم يرزقون يحتمل ان يقال في عند ربهم انه خبر ثان بل هم احياء هذا الخبر الاول احياء عند ربهم هذا الخبر الثاني ويحتمل ان يكون عند ربهم بموضع النعت والصفة لاحياء. بل احياء صفة احياء عند ربهم. وما قلنا في عند ربهم نقوله ايضا في يرزقون هذا من جهة اعراب الاية اما من جهة معناها فان هذه الاية الكريمة تدل على فضل عظيم للذي يقتل في سبيل الله الخطاب هنا اما ان يكون لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم واما ان يكون لاي شخص اخر لاي مخاطب بهذا القرآن الكريم لم ينفي لما ينهى الله سبحانه وتعالى عن هذا الظن لانه ظن متبادر الى الاذهان كل من رأى شهيدا قتل في سبيل الله فانه يظن ويحسب انه ميت انه ان حياته قد انقطعت ان هذا الانسان الذي قتل في سبيل الله لم تعد له حياة بعد خروجه من هذه الحياة الدنيا هذا هو الظن المتبادر الى اذهان الكثيرين الى اذهان كل من لم يأتيه النص من الوحي على ان الشهيد يحيى حياة برزخية يتنعم فيها الى ان تقوم الساعة فيتنعم حينئذ في جنان الخلد اذا لان هذا الظن موجود ومتبادر الى اذهان الناس فان الله سبحانه وتعالى ينبه عليه وينهى عن الوقوع في هذا الخطأ ولا تحسبن وهذا بنون التوكيد لتأكيد هذا النهي لا تظنن ان الذين يقتلون في سبيل الله اموات. نعم هم بالمقاييس المادية الدنيوية هم اموات لكن هل هم اموات حقا هل الذي يحيا في نعيم ابدي سرمدي يكون ميتا هل الذي تعيش روحه في الجنة كما سيأتينا في الاحاديث ان شاء الله تعالى هل هو ميت حقا هو ميت بالمقياس المادي هو ميت لانه انتقل من دار الى دار لكنه ليس ميتا في حقيقة الامر بل هو حي ثم هو حي عند ربه ثم هو حي عند ربه يرزق يرزق والرزق المراد به هنا الرزق المعروف في عادات الناس بجميع اشكال الرزق والوان الرزق يقول الامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عن مسروق قال سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الاية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. فقال سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال ارواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش فهي تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل فاطلع اليهم ربهم اطلاعة فقال هل تطلبون شيئا هل تسألون شيئا فقالوا اي رب كيف نطلب شيئا ونحن في الجنة نسرح منها حيث شئنا طلب منهم ذلك وكرر عليهم السؤال ثلاث مرات في كل مرة يجيبون نفس الجواب فلما رأوا انهم لن يتركوا ان يسألوا قالوا يا رب نسألك ان تعاد الينا ان تعاد ارواحنا الى اجسادنا فنقتل في سبيلك مرة اخرى فلما رأى انهم لا يطلبون شيئا تركوا هذا الحديث يدلك على هذه الحياة البرزخية العظيمة التي يحياها الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله ارواحهم في جوفه او في حواصل طير خضر لها قناديل فهي وهذه القناديل معلقة بالعرش وهذه الارواح تسرح من الجنة الجنة التي وسعت السماوات والارض تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل المعلقة بالعرش وفوق ذلك فهذا الحديث يدلك على ان هؤلاء الشهداء لا يمكنهم ولا يستطيعون ان يطلبوا نعيما اكثر من النعيم الذي هم فيه لدرجة ان الله سبحانه وتعالى حين طلب منهم ان يسألوه شيئا اخر لم يستطيعوا ان يسألوه اكثر من ان يعودوا الى الدنيا ان تعاد ارواحهم في اجسادهم ليعودوا الى الدنيا فيقاتلوا في سبيل الله مرة اخرى اقتلوا في سبيل الله مرة اخرى لم؟ لعظيم ما يرون من فضل الجهاد ومن فضل الشهادة والقتل في في سبيل الله سبحانه وتعالى وقد ورد هذا الفضل الذي ذكرنا في خصوص من يقتل في سبيل الله ورد في عموم المؤمنين وهو من محض فضل الله عز وجل على عباده المؤمنين فقد ورد في حديث البراء ابن عازب وهو حديث طويل فيه صفة ما يكون بعد الموت فيه ان المؤمن جاء فيه عن المؤمن وفي الحديث في مسند الامام احمد انه يقال افرشوه من الجنة. والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة فيأتيه من ريحها وطيبها فيقول آآ يعني وآآ يفسح له في قبره مد بصره وايضا عن الكافر ماذا قال عن الكافر؟ هذا عكس حال المؤمن. اذا كان الاول يتنعم فالثاني يتعذب قال عن الكافر افرشوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف اضلاعه والعياذ بالله تعالى هذا حال المؤمن وهذا حال الكافر. اذا في حديث البراء هذا صفة ما يكون عليه المؤمن في تلك الحياة البرزخية الممتدة من قيام ساعته الصغرى وهي موته الى قيام الساعة وحشر الناس من قبورهم. في هذه المرحلة البرزخية فان هذا المؤمن يكون في روح وريحان ويكون يأتيهم ينظر الى الجنة ويرى مقعده في الجنة. ويمد له في قبره. والكافر بعكس ذلك كله هذا كله من فضل ها؟ من فضل ربنا سبحانه وتعالى على عموم المؤمنين ذكرنا اذا حالة الذين يقتلون في سبيل الله وذكرنا ثانيا حال عموم المؤمنين ثم عندنا حديث فيه بشارة عظيمة لعموم المؤمنين وهذا الحديث فوق كونه يحمل بشارة عظيمة لعموم المؤمنين فانه جاء باسناد قوي جدا. اجتمع فيه ثلاثة من الائمة الاربعة ومن ائمة الفقه الاربعة فقد اخرجه الامام احمد ابن حنبل في مسنده عن الامام اذا هذا الامام الاول. عن الامام محمد بن ادريس الشافعي هذا الامام الثاني عن الامام مالك بن انس الاصبحي رحمهم الله جميعا عن عبدالرحمن بن عن الزهري عفوا عن ابن شهاب الزهري عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن ابيه مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه نسمة المؤمن اي روح المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجع الله روحه الى جسده يوم يبعثه فهذا الحديث بهذا الاسناد العجيب في هذه البشارة العظيمة لعموم المؤمنين انهم جميعا اهل التوحيد ماذا يحصل لهم؟ يكونون على صورة طائر يعلق في شجر الجنة ويبقى كذلك حتى يرجع الله روحه الى جسده حين يكون البحث هذا كله يدلنا اولا على عظيم فضل الله عز وجل على عباده المؤمنين ويدلنا ثانيا على انه اختص من ضمن المؤمنين اجمعين اناسا بمرتبة عالية هؤلاء هم الذين يقتلون في سبيل الله. اختصهم بمرتبة عظيمة جدا هي التي وصفنا في الحديث السابق ويدلنا هذا كله ما ذكرناه من النصوص من الاية القرآنية ومن الاحاديث يدلنا على اثبات نعيم القبر فتنة القبر وعذاب القبر وهذا مما علم بالضرورة من نصوص الوحي وعليه ادلة كثيرة لا نحتاج الى الاطالة بذكرها فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يمن علينا بفضله العظيم الجزيل والى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى منابع فيضها المدرار من الاعجاز والابهار هنا في اية ان جمعت عظيم الفكر والاسرار. هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار الله