العقل تسامى بالفكر والوعيش عانى للعمر لغد نحكيه فينا يا كونه سمعنا واستضيق ارحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعينا. ان رحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين تعاني امتنا من اشكالات متعددة وقد تعددت هذه الاشكالات وزادت حدتها بعد الربيع العربي الذي خرج فيه الناس لاسقاط الظلم واسقاط الفساد لكن بسبب غياب التأصيل الفكري الرصين. السابق على هذا العمل فان هذا الربيع العربي ادى اما الى رجوع الظلم من جديد. واما الى تفلت فكري خطير جدا نحن اذا في هذه الامة نعاني من اشكالات فكرية متعلقة بالمفاهيم نحن حقيقة في مفترق طرق من الناحية الفكرية وسبب ذلك ان كثيرا من المقولات الفكرية التي كان الناس ينتسبون اليها ويرفعونها شعارا قد انتهت صلاحيتها ووصلت الى غايتها القصوى وهذا عندنا كما هو عند الغرب ايضا فعندنا مثلا نلاحظ ان المقولات الفكرية التي كانت تؤطر الناس القومية والاشتراكية بل حتى كثير من المقولات الاسلامية قد وصلت الى حدها ولم تعد قادرة على تأطير الناس في هذا الزمن الذي يموج بالاضطرابات وبالفتن وفي الغرب ايضا كثير من مقولاتهم الفكرية وصلت الى غايتها اليسار لم يعد يؤطر واليمين نفسه لم يعد قادرا على التقطير. بل هذا التقسيم الفكري والمجتمعي والسياسي بين يمين ويسار لم يعد قادرا على الاجابة على اسئلة الناس ولذلك فان كثيرا منهم يعدون بان يرجع الدين مرة اخرى الى الغرب لكي يعطي معنى جديدا للفرد وللمجتمع وللدولة نحن اذا في مفترق طرق واشكالنا الاكبر هو كثرة الاسئلة لكن اشكالنا ايضا كثرة الاجابات وهذا شيء غريب جدا لكنه محسوس وملموس وسبب ذلك هو ان هذا المناخ الذي انتجه الربيع العربي هو مناخ تفلت فكري فالجميع يتحدثون ولا توجد قيود ولا ضوابط ولا اطر مرجعية متجاوزة يرجع الناس اليها او يفيئون اليها عند الحديث وايضا بسبب هذه السيولة التواصلية التي صار الناس يعانون منها فمواقع التواصل تفتح الباب لجميع الناس ان يتكلموا في الموضوعات كلها دون حد ولا مانع وايضا وحاد من الاسباب الخطيرة لكثرة الاجابات. الضعف العلمي ما يوجد في بلادنا من ضعف في القراءة من ضعف في المناهج التعليمية من نكوص الاعلام عن دوره التعليمي وعن دوره في نشر الوعي. كل ذلك جعل الامة تعاني من ضعف علمي شديد جدا. وجعل المتكلمين الذين يقدمون هذه الاجابات. يقدمونها مع القدرة على التصور الصحيح والسليم للاسئلة وعدم الاطلاع على التجارب السابقة لكن من ضمن هذه الاجابات كلها هنالك نوع مخصوص من الاجابات يحتاج منا الى وقفة لانه اخطر انواع الاجابات وسبب خطورته انه اجتمعت فيه امور متعددة اول هذه الامور ان هذا النوع من الاجابات يدعي انه ينتسب الى العقل ويلبس لباس العلم ويرفع شعار العقلانية ولا شك ان هذه الشعارات مؤثرة في الناس ولها سحر وجاذبية عند المتلقي ثم مع كونه يرفع هذه الشعارات فان اصحاب هذه الاجابات يهدمون الهوية التي تؤطر افراد هذه الامة ولا يهمهم البتة ان يضعوا كل ما في هويتنا من دين او اخلاق ان يضعوا كل ذلك في سلة المهملات. لكي يقولوا لنبدأ من جديد ثم وهذا هو الاشكال الاكبر انهم حين يلغون تراث الامة وحين يدمرون هويتها فانهم بدلا من ذلك ماذا يقترحون؟ لا يزيدون على اقتراح الحاق الامة بالغرب دون مراعاة للفروق المتجذرة بين الغرب وبين بلادنا الاسلامية لا يهمهم هذا كله لا تهمهم هذه الفروق الذي يهمهم انه اذا كانت حضارة الغرب قد وصلت فيما يظنون الى ما وصلت اليه من رقي وتقدم فلا يمكننا ان نحقق النهضة ايضا الا بان نلتحق بالغرب فنفعل كما فعلوا ونقول كما قالوا ونعتقد كما اعتقدوا ثم وهذا هو الامر الرابع الذي يشكل خطورة بالنسبة لهذه الاجابات انها تتلاعب بالمشاعر وان كانت تتدثر بدثار العقلانية والعلم لكنها في الحقيقة لا تعدو ان تكون من اجاباتي المؤثرة على المشاعر وكيف تصنع ذلك بالنظر الى الحدث بتضخيم الحدث ثم بالتلاعب بالتناول الاعلامي لهذا الحدث. ولذلك فهؤلاء لهم في كل حدث سياسي او اجتماعي يقع لهم فيه تدخل ومداخلة يحاولون من خلالها زرع افكارهم هذه اذا من اجل هذا كله ارتأيت ان اعد هذه الحلقات اولا لان العقل ليس حقرا على هؤلاء الذين يرفعونه شعارا بل التجربة دلتني على ان الذين يدعون انهم عقلانيون والذين يرفعون شعار تحرير العقل هم اكثر الناس عبثا بقواعد العقل. واكثر الناس استعمالا للمغالطات العقلية والمنطقية وثانيا لان امان الامة كل امة كيفما كانت لا يكون الا بهويتها وبمراعات ثوابتها وبالوقوف عند تراثها وان قطع الامة عن هذه الجذور لا يمكن الا ان يكون فسادا واي فساد وايضا وهذا هو الامر الثالث لان محاولة الحاق الامة بالغرب هي محاولة فاشلة لان التقليد في مجال الحضارة لا معنى له فكون الحضارة الفلانية نجحت لانها فعلت كذا وكذا لا يقتضي ان الحضارة الاخرى ستنجح ايضا اذا فعلت نفس الشيء او اذا سلكت نفس الطريق وهذه الحضارات امامنا عبر التاريخ لكل حضارة ثوابتها واصولها ومناهجها لا توجد حضارة تقلد اخرى. والتي تقلد ففي الغالب الاعم انها تكون ذليلة. هذا على صفة العموم فكيف اذا كانت هذه الحضارة التي يراد لنا ان نقلدها لا تزال تتلمس طريقها بين الحضارات وهذا يحتاج منا الى وقفات طويلة لنبين مكامن الخلل في هذه الحضارة الغربية التي لا تزال تبحث عن سهام ورابعا لان الحاجة اليوم ملحة لان نرفع وعي الناس ولان نبث بينهم وعيا سليما يخرج من هذا الخضوع المرضي لما جريات الاحداث ويخرج بالناس من هذا التناول الاعلامي الذي هو في كثير من الاحيان تناول تافه نحتاج ان نخرج من هذه المشاعر نحتاج ان نخرج من الفكر والوعي المبني على العاطفة المجردة وان ننتقل مباشرة الى وعي رصين ثابت قائم يمكن ان نبني عليه معمارا حضاريا باذخا اذا لهذا كله كانت هذه الحلقات وهذه الحلقات هي اضاءات اضاءات على مجموعة من المفاهيم العصرية لان اساس الاشكال عند التأمل هو في وجود مجموعة من المصطلحات التي حملت عددا من المفاهيم غير السليمة ونتج من ذلك اي من هذه المصطلحات المحملة بمضامين سيئة نتج من هذا كله فساد عريض في الفكر فنحتاج اذا ان نعيد بناء هذه المصطلحات وان نعيد تحميلها بمضامين صحيحة توافق العقل الصحيح وتوافق الشرع الحنيف وتبتعد بالناس عن هذا الابتذال الذي يراد لهم ان يسلكوه اذا هذه هي فكرة هذه الحلقات التي نسأل الله سبحانه وتعالى ان ننير بها عقولنا وان نضيء هذه المفاهيم العصرية التي دخلها كثير من الغبش والحمد لله رب العالمين العقل تساوى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه ليحكي يا كون سمعنا واستضيق ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعينا. ان رحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا