العقل تسابى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه فينا يا كون سمعنا واستضيق. ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق ساعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعينا ان رحب الفكر تسامينا في الوفق مساعينا بالعلم سترقى امتنا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين العلاقة بين الدين والدولة من اكثر المباحث التي كثر نقاش الناس فيها في زمننا هذا وسبب ذلك انهم اخذوا هذه النقاشات كما هي من الغرب فهي نقاشات اوروبية صارت الينا والا فالاصل في امتنا منذ فجر الاسلام ان هذا نقاش غير موجود اصلا لان الدين والدولة في التصور الاسلامي مرتبطان متلازمان بعض الناس يقولون ان التيار الديني هو المسيطر على بلادنا الاسلامية ويجعلون ذلك سبب الجمود والتخلف الموجودين في امتنا اذا هذي هذا مبني على مقدمتين المقدمة الاولى التيار المسيطر هو التيار الديني والمقدمة الثانية هذا سبب الجمود والتخلف وهم مخطئون في المقدمتين معا اما في قولهم ان التيار الديني هو المسيطر فهذا غير صحيح نحن نفهم جيدا بانهم يقصدون بالتيار الديني عموم المنتسب الى الدين سواء اكان من التقاليد او من اعراف الناس او كان من السياسة التي تستغل الدين وترفعه شعارا او ما اشبه ذلك من الامور التي كلها تدور على معنى الدين. فهم اذا يقولون ان التيار الديني مسيطر لكن في الحقيقة هذا يحتاج الى تصحيح المسيطر ليس هو التيار الديني ولا هو الدين المسيطر حقا هو استغلال الدين واستغلال الدين ليس كما يزعم الكثيرون خاصية هذه التيارات التي تسمى تيارات اسلامية. ليس الامر كذلك بل استغلال الدين موجود عند الكثيرين حتى عند الذين يزعمون انهم يحاربون هذا التيار الديني فانهم يحاربونه انطلاقا من نصوص دينية ومن قواعد دينية فيستغلون الدين لمحاربة الدين ولعل ولعله يكون لنا ان شاء الله تعالى نظرة في هذا المبحث على جهة الخصوص فصحيح ان الجميع عندنا يتكلم باسم الدين لكن اكثر هؤلاء المتكلمين يستغلون الدين لتحقيق ما قارب معينة واما المقدمة الثانية وهي هذا التلازم المدعى بين سيطرة الدين او سيطرة التيار الديني وبين التخلف والجمود فهو تلازم غير صحيح و توجد لدينا الكثير من النماذج التي تبين عدم صحة هذا التلازم يكفينا مثلا ان ننظر الى نموذج معاصر. هو تركيا تركيا هذه حين كانت بلدا علمانيا وصل الى ابعد درجات معاداة الدين يعني ليست لم تكن علمانية اتاتورك من قبيل العلمانية التي يمكنها ان تتصالح مع الدين. لا كانت علمانية معادية للدين. وصلت الى درجة منع حريات الافراد في الالتزام بدينهم. منع الحجاب بل وصلت الى منع القبعة المعروفة يعني الطربوش التركي المعروف واجبار الناس على ان يلبسوا القبعة الغربية. هذه العلمانية المعادية للدين وللتيار الديني. هل حققت لتركيا ما تحقق بعد ان اصطلحت تركيا من جديد خلال العقدين الاخيرين مع هويتها الدينية جميع من سافر الى تركيا وشاهد المسار التركي يعلم ان تركيا قبل مصالحتها مع هويتها الدينية لم تكن بالحالة التي هي عليها الان بعد ان صار بين قوسين التيار الديني له وجود وله نوع صولة. وان كان البلد لا يزال علمانيا. فاذا هذا مثال فقط من امثلة كثيرة تدل على ان هذا التلازم غير صحيح لكن علينا ان نبين شيئا لابد منه نحن في الحقيقة لا ندعو الى التصالح مع دين الجمود مع دين الدين المخالف للعقل مع الدين الذي يتصالح مع الظلم ويقبل الظلم ليس كذلك نحن ندعو الى الاسلام كما نفهمه الاسلام الذي يختار فيه الحاكم بالشورى كما رأينا ذلك في زمن الخلافة الراشدة الاسلام الذي يأمر فيه الحاكم بان يلتزم بمحاسبة الامة له فهي تحاسبه في الامور المالية والسياسة وغيرها والاسلام الذي اسس اعظم حضارة عبر التاريخ لانها حضارة جمعت بين الشقين الذين يتكون منهما الانسان ولا يكون انسانا الا بهما الشق المادي والشق الروحي بخلاف هذه الحضارة الغربية ذات الاصول الرومانية ان صح هذا التي تراعي الجانب المادي جدا ولكن على حساب الجانب الروحي اذا نحتاج حقيقة الى ان نركز هذا المفهوم. نحن ندعو الى دين العدل الى دين الشورى الى دين التحضر الى دين التقدم وبيان ذلك في عمل تجديدي طويل نحتاج الى ان نبدأه وسيستمر البحث فيه كثيرا بالمقابل ما الذي يدعو اليه الاخرون في قضية الدين والدولة يدعون الى الالتزام بالنموذج الغربي مطلقا يعني كما فعل الغربيون حين تركوا الدين واسسوا ما يسمى نهضة نهضتهم الاوروبية ثم الانوار والحداثة الى اخره. ما فعلوه علينا ان نفعله ايضا وهم يقولون مجتمعاتنا ليست دينية بطبعها. لان بعض الناس يقولون مجتمعاتنا دينية بالطبع متدينة بالطبع. هم يقولون لا ليست متدينة بالطبع بدليل ماذا؟ بدليل ان اوروبا دائما مرجعيتهم هي اوروبا في كل شيء فهم يقولون بدليل ان اوروبا كانت متدينة وكان الاوروبيون متدينين ثم تركوا هذا كله وانطلقوا في حضارتهم الحديثة المبتعدة عن الدين لكن لا شك ان هذا الامر اولا يغفل فرقا جوهريا بين الاسلام والمسيحية فالمسيحية خلافا لما قد يظنه بعض الناس وجدت فيها جذور يعني وجدت فيها العلمانية منذ الجذور انا لا اتحدث فقط عما ينسب الى المسيح دعما لقيصر لقيصر ومال الله لله. الامر اكبر من ذلك فجزور العلمانية موجودة في المسيحية. منذ البدء وليس الامر كذلك بالنسبة للاسلام وايضا يمكننا ان نسأل نعم يمكن ان تتغير مجتمعاتنا لانهم يقولون مجتمعاتنا ليست متدينة بطبعها ويمكن ان تتغير وهم يسعون الى تغييرها. لكن كيف يصنعون؟ يريدون تغيير هذه المجتمعات بتغيير الدين الذي يؤطرها ونحن نقول يمكن ان تتغير هذه المجتمعات فعلا لكن متى يكون ذلك يكون حين تتخلى عن الدين مطلقا فهي حين تترك الاسلام مطلقا يمكن حينئذ هذا وارد ممكن بطبيعة الحال من من ناحية النظر العقلي المجرد وان كنا نؤمن بان الله سبحانه وتعالى من منظور الاسلامي ومن تصورنا اسلامي نؤمن بان الله متم هذا الامر ومتم امر هذا الدين. لكن نقول يمكن هذا اذا تركت مجتمعاتنا الاسلام فاذا حقيقة ما يدعو اليه هؤلاء هو اللادينية لكنهم يخلفونها بافكار ما يسمونه التنوير فنسأل اذا كان الامر يؤول الى ترك الدين مطلقا. هل الامة ترضى بذلك اذا كان هؤلاء حقيقة ديمقراطيين يؤمنون بحقوق الشعوب في اتخاذ قراراتها فينبغي ان يقولوا ان الامة ليست راغبة في التخلي عن دينها وعليهم اذا ان يرضخوا لهذا الامر. اذا ملخص القضية هم يقولون الشعوب يمكن ان تتغير من مجتمعات يمكن ان تتغير ونحن نقول نعم ولكن ليس كما تتصورون يمكن ان تتغير بترك الدين مطلقا وهذا غير مقبول اما ان تتغير بان تغير نظرتها للدين ومفهومها للدين فهذا منكم محاولة لالغاء الفرق بين المسيحية والاسلام ومحاولة منكم لالحاق الحالة الاسلامية بالحالة الاوروبية اذا نحن نقول ان الاسلام ليس علمانيا بطبعه والعلاقة بين الاسلام والدولة ليست علاقة مصطنعة اخترعها العرب كما يقول بعض الناس يقولون العرب اخترعوا هذه العلاقة ليسيطروا على الناس الى اخره او ليتسلموا السلطة باسم الدين. هذا اولا نوع او هو لنقل محاولة يائسة للتفسير السياسي لاحداث التاريخ. انطلاقا من ايدولوجيا معينة. هم يقولون دون برهان دون دليل يقولون فقط العرب ارادوا ان يسيطروا او قريش ارادت ان تسيطر فتحكمت في الدين او اه جمعت بين الدين والدولة لاجل تحقيق هذه السيطرة. ما دليلكم على ذلك؟ لا يوجد دليل خاصة ان الامر ينفى بالنظر الى النصوص نفسها فالناظر الى نصوص القرآن يجزم بان العلاقة بين الدين والدولة وطيدة جدا فلا تحصى النصوص القرآنية التي تتحدث عن امور الدولة وعن اقامة الدولة وعن اقامة السياسة الشرعية الشورى الحدود العقوبات الاوامر الموجهة باقامة الدين هذا شيء كثير جدا ثم هو يتأكد ايضا بالتصرفات النبوية فليس محمد صلى الله عليه وسلم كالمسيح عليه السلام محمد صلى الله عليه وسلم تصرف في الامة قائدا سياسيا وقائدا عسكريا واقام امور الدولة واقام العقوبات وارسل الولاة وكانت له دولة. هل نلغي هذا كله لاجل عيون اناس يقولون هذا كله غير موجود وانما الاسلام مثل المسيحية. ولا توجد علاقة بين الدين والدولة لا في الاسلام ولا في المسيحية نلغي هذا كله نلغي عقولنا لانهم يزعمون خلاف ذلك لا يمكننا ذلك ونحن نحتاج الى تفصيل هذا الامر وسيكون ذلك في لقاءات مقبلة باذن الله سبحانه وتعالى والحمد لله رب العالمين العقل تسابى بالفكر والوعي شعارا للعمر قاعدين نحكيه اللي يحكينا يا كونه سمعنا واستبريق ارحم الفكر تسامي وسمت في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعينا. ان رحب تسامينا وسمت في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا