العقل تسابى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه فينا يا كون سمعنا واستضيق. ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعين. ان رحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين كلامنا اليوم عن نقد يتوجه الى قضية مرجعية الدين بالدولة يقول بعض الناس لا يجوز ان يدخل الدين في الصراع السياسي لان ذلك يؤدي الى الحزازات ويؤدي الى النعرات ويؤدي الى تأجيج الصراعات ويؤدي الى تقسيم الناس داخل الوطن الواحد على اساس طائفي فكما انه لا ينبغي ادخال المعيار العرقي مثلا في الصراعات السياسية وفي السياسة عموما فكذلك لا ينبغي ادخال المعيار الدين ولا يجوز ان ندخل الدين اصلا في الصراع السياسي وجوابنا ان كل عمل سياسي كائنا ما كان لابد ان تحكمه مرجعية متجاوزة ولا يمكن ان يترك العمل السياسي لمجرد الصراع الفكري واختلاف الاراء بين الناس دون ان تكون لهم ارضية مشتركة يرجعون اليها ومرجعية قيمية متجاوزة هي المتحكمة في نظرتهم السياسية وهي التي يحتكمون اليها عند الاختلاف والغرب نفسه الذي يعده هؤلاء قدوة لهم له مرجعية متجاوزة هي مرجعية الحداثة ومرجعية حقوق الانسان مثلا ولاجل وجود هذه المرجعية فان هنالك مجموعة من الافكار التي توجد في مجتمعات الغرب ولكن مع ذلك لا يسمح لها ان تظهر سياسيا ان يكون لها وجود سياسي من خلال حزب سياسي من خلال تمثيل برلماني مثلا لا يسمح لها بذلك لسبب واحد وهي ان هذه الافكار الموجودة فعلا مخالفة لهذه المرجعية لا يمكن مثلا ان يوجد حزب سياسي في اوروبا اه عنصري بصريح العنصرية يعني توجد احزاب يعني تميل الى العنصرية لكن ان يوجد حزب يجعل مثلا في برنامجه نحن نكره السود ونحن ضد العرب ونحن ضد هذا لا يمكن لا يمكن ان يوجد حزب سياسي مثلا اه ينفي المساواة بين الرجل والمرأة. لما؟ لان هذا ثابت في مرجعيتهم. مرجعية حقوق الانسان فاذا ثبت هذا الامر وهو ثابت في كل مكان ليس في الغرب وحده كل عمل سياسي لابد له من مرجعية ما الذي يمنع من الناحية الفلسفية الخالصة ان يكون الدين في بلادنا ان يكون الاسلام هو المرجعية. المتجاوزة التي تحتكم اليها السياسة. من الناحية الفلسفية لا يوجد مانع من ذلك صحيح من جهة الفكر العلماني الذي تشبع به هؤلاء والذي اخذوه من الغرب هذا غير مقبول لانه ادخال للدين في السياسة. لكن من الناحية الفلسفية الخالصة لا اشكال في ذلك لان الاسلام فيه مجموعة من القيم قيم دينية واضحة تصلح لان تكون معيارا وتصلح لان تكون حكما بين المتصارعين في مجال السياسة يفر هؤلاء الى شيء اخر وهو انهم يقولون دخول الدين لساحة الصراع السياسي يؤدي الى جعل الدين موقع نقد ثم هم على طريقين اثنين هنالك فريق من المتسترين الذين لا يصرحون بافكارهم. يقولون هذا يجعل الدين محل نقد ونحن يعني من مصلحة الدين ان يكون فوق النقد قد نحن نرفع الدين في درجة اعلى من الافكار الاخرى التي يتطرق النقد اليها. نحن ننبل الدين عن ان يكون نهبا لنقد المتصارعين في السياسة هذه طريقة اولى وطريقة الصرحاء غير المتسترين انهم يقولون بصريح العبارة نحن لا نريد ان يدخل الدين لمجال السياسة لان كذلك يجعله محل نقد ولان نقد الدين عندكم ممنوع لانه يؤدي الى التكفير والتكفير يؤدي الى القتل وكذا وكذا. فلاجل ذلك اخرجوا الدين من مجال الصراع السياسي لنستطيع ان نقول ما نشاء فانكم حين تدخلون التحاكم الى الدين نضطر الى انتقاد الدين وانتم لا تقبلون منا ذلك وتكفروننا الى اخره والجواب على الطريقتين ان نقول ان طريقة الاولين الذين سميتهم متسترين هي طريقة نفاقية هذا نفاق لانه في الحقيقة اه هم يريدون اظهار حرصهم على الدين ولكن الحرص الحقيقي على الدين يكون باعماله لا باهماله فلا معنى لان نجعل الدين في ركن وان نهمله ولا نترك له ادنى تعلق بحياة الناس في مجتمعهم وسياستهم واقتصادهم. ثم نقول هذا احترام للدين ليس هذا احتراما للدين بل هذا اساءة بالغة للدين خاصة حين يكون الدين كالاسلام الذي هو دين له نظر في جميع مجالات الحياة فانت حين تزيحه لا تحترمه حين تهمله وتلغيه فحينئذ انت تجتث جزءا كبيرا منه وهو جزء الجزء الذي يتحدث عن هذه المجالات عن السياسة والاقتصاد والمجتمع وغير ذلك. تجتث هذا كله وتلغيه وتقول للاسلام انحصر مجال العبادات الفردية كغيرك من الاديان. فهذا في الحقيقة اساءة للدين. ثم هو فوق ذلك نوع من الكذب ليس نفاقا فقط بل هو كذب لم؟ لانه عند الصراع السياسي الذي يتعرض للنقد ليس هو الدين كما انه في اي صراع سياسي المرجعية المتجاوزة العليا لا تتعرضوا للنقد ما الذي يتعرض للنقد الممارسة الاجتهادية للدين في الصراع السياسي في فرنسا مثلا لا يتعرضون بالنقد لاسس الحداثة واسس حقوق الانسان هذه فوق النقد عندهم لكن الممارسات من هذا الحزب او ذاك والتي يظن يعني هذا الحزب يقول انا افعل كذا وهذا موافق للحدث الاخر يرد عليه وينتقد نظرته ويقول لا هذا مخالف للحدث نفس الشيء فالذي يتعرض للنقد حقيقة هو الممارسة الاجتهادية للدين. ونحن لا اشكال عندنا في ان يتعرض النقد في ان يتعرض الاجتهاد للنقد واما الاخرون الذين يقولون يعني نقد الدين ممنوع الى اخره. جوابه ان النقد لا يتعرض للثوابت ونقد الثوابت ممنوع في البلدان كلها في الغرب وفي الشرق وانا دائما اتعمد ان اذكر المثال الامثلة من الغرب لانني اعلم ان القوم يسبحون بحمد الغرب وانهم لا آآ يطيقون الفكرة الا ان علموا انها موجودة في الغرب ولو ان تكون موجودة فيه على سبيل الشذوذ. المقصود انها موجودة في الغرب. ما دامت موجودة فهم يقبلونها. لذلك انا امثل دائما بالغرب الحق ان الثوابت لا تنتقد فمثلا آآ يعني مثلا تجريم العنصرية عندهم في في في بلاد الغرب في اوروبا عموما مثلا التشكيك في المحرقة اليهودية هنالك اه قانون في فرنسا اظنه يسمى قانون جيسو. هو يجرم التشكيك مجرد التشكيك في المحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية هذا يعني هذا عندهم من الثوابت فما الذي يمنع ان يكون عندنا ثوابت لا يتطرق النقد اليها. ثم النقد والصراع والخلاف يكون في الممارسات الاجتهادية فقط هؤلاء الذين يقولون لا نريد ان يكون الدين مرجعية للدولة وللسياسة مطلقا نرجع بهم الى فرنسا نفسها. اليست فرنسا لب العلمانية بل لب العلمانية المعادية حتى لظهور الدين في الدائرة العامة يعني انتم تعرفون ان فرنسا تمنع الحجاب الشامل يعني النقاب تمنع الحجاب في مؤسسات الدولة الى اخر مدرسة الى اخره. هذا خلافا للانظمة الانجلوسية سوريا. يعني في فرنسا هذه التي موقفها من الدين هكذا. انا لا اتحدث عن امريكا مثلا التي رؤساؤها يعني يذكرون الفاظا دينية ويجاهرون بعلاقاتهم بالواعظين البروتستانت ولا اتحدث عن بريطانيا التي ملكتها هي في نفس الوقت رئيسة الكنيسة الانجليكانية لا اتحدث عن هذا. في فرنسا نفسها. هل تعلمون انه في فرنسا؟ العلمانية اللائكية يوجد حزب مسيحي هو الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تترأسه كريستين بوتا. لا شك انه حزب على كل حال هامشي لا نشك في ذلك. لكنه حزب مسيحي واعجبني هنا كلام رأيته للروائي الفرنسي المشهور ميشيل والباك الذي قال ما المانع؟ ما دام يوجد حزب مسيحي ما المانع ان يوجد حزب اسلامي ايضا وبنى على القضية كلاما له في آآ روايته المشهورة اه المقصود انه يقول لا مانع من ذلك يمكن ان يوجد حزب لنقل مسلم يعني وليس اسلامي والسبب في ذلك انه حتى عند الذين يقولون بالعلمانية الصريحة فانهم لا ينفون ان العقيدة الشخصية الخاصة يمكن ان يكون لها اثر بالغ على الاختيارات السياسية. هذا واضح جدا. يعني مثلا في فرنسا حين وقع الخلاف حول آآ زواج المثليين زواج الشواذ هذه قضية تتدخل فيها العقيدة الفردية ولذلك وجدنا المسيحيين الملتزمين مع المسلمين المتدينين يرفضون ذلك وحقيقة من المعقول جدا ان يكون لاصحاب العقيدة الواحدة حزب يمثل حزب سياسي يعبر عن رأيهم مثلا آآ في فرنسا من اليسار واليمين اليسار يمكن مثلا المتدينون المسلمون يرفضون مثلا آآ الحطة من قيم الاسرة فهم من هذه الحيثية يشجعون اليمين ويمكن ان يصوتوا على اليمين. لما؟ لان اليمين يحتفي بالاسرة. لكن من جهة اخرى يرفض هؤلاء المتدينون المسلمون او مسيحيون يرفضون مثلا مجتمع الاستهلاك والليبرالية المتوحشة وغير ذلك. فمن هذه الحيثية يرفضون اليمين ويمكنون ان يصوتوا على لكن حزب يجمع بين الامرين لا يوجد. فهذا مسوغ كاف لان يوجد حزب سياسي على اساس ديني. الكلام هنا عن فرنسا العلمانية المعادية للدين. فكيف في بلادنا حيث التدين اقوى حيث هوية الامة هوية دينية في الاساس. لا شك اننا في مثل هذه الحالة تكون المرجعية الدينية الاسلامية للعمل السياسي امرا محمودا مطلوبا لما؟ لكي نلطف من هذا الصراع الدرويني الذي اه اه يمارس به السياسيون سياستهم. نلطف ذلك كله من خلال شرائع الاسلام الى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى. والحمد لله رب العالمين العقل تسامى بالفكر والوعي شعار للعمر لغد نحكيه فينا يا كونه سمعنا واستضيق ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعينا ان رحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا