العقل تسابى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه فينا يا كون سمعنا واستضي ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعين. ان رحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين في العلاقة بين الدين والجمود يذكر بعض الناس بان الاسلام في بداياته الاولى عرف مجموعة من النقاشات الفكرية في موضوعات مختلفة العقائد بنظام الحكم في مسألة حرية الاختيار في وضع المرأة في المجتمع وغير ذلك من الامور وهي امور لم يكن العرب يعرفونها قبل الاسلام ثم ان الدولة وجدت بان هذه النقاشات ليست في صالح ليست في صالحها. ولذلك قررت ان تثبت منظومة فكرية ملائمة لها واضطهدت كل الفقهاء والعلماء الذين خالفوها الرأي ومن هنا اي من تثبيت الدولة لهذه المنظومة نشأ الجمود داخل الاسلام ويبدو لي والله اعلم ان الغلط بهذه او في هذا الرأي من اوجه الوجه الاول ان هنالك تسوية بين الدين وبين التراث الفقهي في عمومه ولا شك ان التراث الفقهي يشتمل على بعض ما يخالف الدين ولذلك فاننا لا ندعو الى اخذ التراث الفقهي كاملا وعلى علاته ان وجدت وانما ندعو الى محاكمته الى الاصل الذي هو مرحلة الخلافة الراشدة ومرحلة النبوة من قبلها فاذا في الحقيقة نحن ندعو الى الرجوع الى ذلك العصر الذي كانت فيه هذه النقاشات الفكرية والذي تحقق فيه كرامة الانسان في ابهى صورها ونحن ثانيا نقر بان الامة عرفت جمودا في بعض مراحل تاريخها لكننا نرفض ان يقال بان الجمود لازم الامة او انه لازم الفقه في جميع مراحل التاريخ هذا غلط على التاريخ وغلط على الاسلام وثالثا نقول ليس كل التراث جامدا ولا كله مخالفا للدين ولا كله على هوى الدولة كما يزعم هؤلاء ولا كل الفقهاء التزموا بقرارات الدولة ووافقوها في ما تقرره او في تلك المنظومة الجامدة التي قررتها بل الحق الذي يشهد عليه التاريخ انه بقي خلق من الفقهاء المنظور اليهم يخالفون الدولة في قراراتها ويجهرون بالحق وقد اضطهد بعضه باعتراف المخالفين يكفي ان نذكر امثال احمد بن حنبل والامام النووي والعز بن عبدالسلام وابن تيمية وخير هؤلاء فاذا هذا التلازم المدعى بين العلماء من جهة وبين الدولة من جهة اخرى غير صحيح بهذا الاطلاق بل صنف العلماء في كراهة الدخول على السلاطين ووقفوا في ذلك مواقف مشرفة عبر التاريخ يذكرون ايضا ان من اهم عوامل الجمود ان المسلمين اعتنوا باقامة الدين بدلا من ان يعتنوا بكرامة الانسان والنتيجة انهم حرصوا على وضع مجموعة من القواعد الزجرية الصارمة التي الغرض منها اقامة الدين ولو كان ذلك على حساب الانسان والجواب ان نقول اولا ان هذا الفصل بين الدين والانسان فصل مصطنع ولا اصل له في دين الله عز وجل بل الحق ان الدين اي دين الاسلام ما جاء الا ليكرم الانسان ولا يقول بهذا الفصل بين الدين والانسان الا شخص يجهل الشريعة ويجهل تفاصيلها وجملها المكرمة للانسان او شخص يقوم بعملية اسقاط فيسقط تسلط الكنيسة على دين الاسلام هذا من الناحية الاولى ثانيا هؤلاء الذين يتحدثون عن هذا الانفصال بين الدين والانسان يقولون دليل ذلك ما نراه اليوم في دولنا الاسلامية التي لا تحترم كرامة الانسان فلاجل ذلك يقولون ما جاء هذا الاذلال للانسان وعدم الاحترام لكرامته الا من تاريخ ديني معين ونحن نقول ان حمل عيوبي الدول الاسلامية المعاصرة على الدين لا شك انه من اعظم الخلل الفكري والمنهجي لان هذه الدول المعاصرة لا تمثل الدين هذا باعترافها هي وايضا لا تمثل او لا تعبأ بكرامة الانسان فكيف تحمل عيوبها على الدين من حيث هو وثالثا نحن نقول ان كرامة الانسان لم تتحقق عبر التاريخ كله في ابهى صورها الا في الزمن الذي طبق فيه دين الاسلام علم ذلك من علمه وجهله من جهله ففي عصر النبوة وفي عصر الخلافة الراشدة تحققت كرامة الانسان في اجمل صورها وتشكلاتها لا نقول في تاريخ الامة الاسلامية بل في تاريخ الانسانية كلها ورابعا حين يقولون ان اوروبا هي النموذج المحتذى وهي القدوة في هذا المجال ما الذي فعلته اوروبا صحيح انها اسقطت الدين وانها ادعت ان اسقاطها الدين انما هو للرفع من الانسان او لنقل انها انتقلت من مركزية الاله الى مركزية الانسان فما النتيجة التي وصلت اليها اوروبا في هذا المجال اول ما يطالعنا عندما نتأمل في الحالة الاوروبية ان الانسان حين صار في المركز بدلا من الاله كما يزعمون وقع له نوع من العبودية الظاهرة لامور متعددة فوقع تعبيد الانسان للسوق وتعبيده لمعاني الاستهلاك ثانيا وقع تعبيد الانسان لتجارة الجسد فنحن نرى الان ما الذي يقع في الغرب عموما وفي اوروبا خصوصا من جهة انتشار الدعارة ومن جهة انتشار اه الاباحية هل هذا يلائم كرامة الانسان حقا؟ هذا الافلام الاباحية هل هذا من كرامة الانسان هذه الدعارة هل هي من كرامة الانسان ثالثا وقع موت الاسرة او هدم الاسرة حين صاروا يتحدثون عن زواج الشواذ زواج المثليين حين صاروا يمنعون وجود فروق حقيقية بين المرأة والرجل وذلك فيما يسمونه نظرية الجندل حين صارت الاسر احادية الوالد يعني آآ اسر كثيرة جدا في الغرب الان اما ام واما اب. والغالب انها الام وحدها حين اسقطوا سلطة الوارد في الاسرة بزعم انها سلطة ابوية بطريركية ينبغي ازالتها ما الذي وقع حقيقة؟ الذي وقع ان الرجل تنازل عن مسئوليته اما مختارا واما مكرها وان المرأة صارت تتحمل هذه المسؤولية مكرهة في اغلب الاحيان وكل ذلك مع انها عاجزة حقيقة عن ان تعوض الوالد في اه مسؤولياته الاسرية. كل هذا يصب في مجال موت الاسرة وانهدامها رابعا العبث الفكري وغياب المعنى الذي يسعى اليه الانسان في هذا الوجود. يعني غياب المعنى الوجودي بسبب ماذا؟ بسبب طغيان المادية وايضا العبث في مجال الفن في مجال الادب. كل ذلك لم تعد له رسالة معينة يسعى الفنان او الاديب الى ايصالها العبث التام لعله تكون لنا حلقة خاصة عن فن وادب ما بعد الحداثة اذا في الحقيقة حين اطلقوا عبارة موت الاله كما في العبارة المشهورة لنيتش الذي حصل انهم قالوا يعني موت الاله الانسان سيحل محله. الذي حصل حقيقة هو موت الانسان ايضا واذا اردنا ان نختصر حالة الانسان او كرامة الانسان في الغرب فانها الذل والعبودية بين جريمتين جريمة الاجهاض بدايات الحياة وجريمة الموت الرحيم كما تسمى في اواخر الحياة هذا كله كان منضبطا مقيدا في اطار الدين لكنه صار مباحا ومفتوح وبابه مفتوح على مصراعيه حين اسقط الدين اذا بين هذا وذاك عبودية وذل لا نريد ان نصل اليه. ونحن نمتلك هذا الدين وهذه الشريعة الربانية التي تتحقق فيها كرامة الانسان حقا والى لقاء مقبل باذن الله عز وجل العقل تسابى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه يا كون سمعنا واستغيث ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعينا. ان رحب الفكر تسامينا في الوفق مساعينا بالعلم سترقى امتنا