منابع فيضها المدرار من الاعجاز والابهار هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار من المضمون في غاية. نداء الحق والراية من المضمون في ريان داؤنا بالحق والراية على الافاق فيها. الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة يقول الله سبحانه وتعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم الا ان اولياء الله اولياء جمع ولي وفي اللغة الولي هو القريب فكأن هؤلاء اقتربوا من ربهم سبحانه وتعالى بما يفعلون من الطاعات ويجتنبون من المعاصي بما لديهم من التقوى والايمان صاروا اولياء لله سبحانه وتعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الخوف يكون من الاشياء التي تستقبل والحزن يكون على الاشياء التي مضت فهؤلاء وصفهم الله سبحانه وتعالى بانهم لا يخافون مما يأتي ولا يحزنون على ما مضى لا يخافون ولا يحزنون لانهم ارضوا ربهم سبحانه وتعالى واذا ارضوا الله عز وجل فان الله يحميهم ويحفظهم ويثبتهم ويعطيهم من قوة الايمان وشدة اليقين ما يجعلهم لا يخافون من اي شيء يأتي فيما يستقبل من الايام ولا يحزنون ولا يتحسرون ولا يندمون. على اي شيء قد مضى لانهم في محياهم في مماتهم في كل حركاتهم وسكناتهم هم ملتزمون بارضاء رب العزة جل جلاله فلا يهمهم ما يكون من المخلوقين لا يهمهم اذى الناس لهم لا يهمهم تخويف الناس اياهم. لا يهمهم ما يكون من الاخرين من اقوال وافعال يسعون بها الى ان يوقعوهم في ندم او حسرة او خوف او حزن كل ذلك عندهم لا شيء كانه عدم وانما الذي يهمهم هو تحقيق معاني الولاية لله سبحانه وتعالى الا ان اولياء الله اي لانهم على صفة الولاية على صفة الولاية لله فانهم يستحقون انهم لا يخافون ولا يحزنون واكد الله سبحانه وتعالى ذلك بمؤكدات كثيرة الا اداة الاستفتاح ان حرف النصب والتوكيد. الجملة الاسمية الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم بعد ذلك كأن سائلا يسأل فيقول عرفنا ان اولياء الله لا يخافون ولا يحزنون ولكن من اولياء الله من هم هؤلاء الذين استحقوا هذا الفضل العظيم الله سبحانه وتعالى بين صفة هؤلاء فقال الذين امنوا وكانوا يتقون فالذين هذا الاسم الموصول بدل من اولياء بمعنى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا بدل من اولياء او يمكن ان يقال اه فيه هذا اذا اخذناه منصوبا يكون بدل من اولياءه اذا كان منصوبا. آآ في حالة الرفع هو خبر لمبتدأ محذوف اي هم الذين امنوا وكانوا يتقون وفي الصورتين معا وفي الحالتين معا وعلى الاعرابين معا فالذين امنوا وكانوا يتقون كالتعريف لاولياء الله سبحانه وتعالى اولياء الله من هم بنص القرآن الكريم هم الذين حققوا هذين الامرين الذين امنوا وكانوا يتقون اذا حققوا الايمان وعقدوا قلوبهم على الايمان وتحركت السنتهم بالايمان و جوارحهم كلها على مقتضى الايمان فعملوا بالاعمال الداخلة في الايمان وتكلموا بكلمة الايمان وعقدوا قلوبهم عن الايمان. الذين امنوا وبعد ذلك وكانوا يتقون والتقوى ما هي اختلفت عبارات العلماء من زمن الصحابة رضوان الله عليهم في تعريف التقوى. اصل التقوى انك تجعل بينك وبين غضب الله وقاية تتقي غضب الله تتقي سخط الله سبحانه وتعالى وتجعل بينك وبين سخط الله وغضبه وقاية ثم كيف تكون هذه الوقاية باي شيء تكون؟ تكون بامور كثيرة من ذلك مثلا ما قال علي ما ينسب الى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال في تعريف التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل وجاء عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في تعريف التقوى ان يطاع فلا يعصى اي ان يطاع رب العزة جل جلاله ان يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر جاءت اقوال اخرى كثيرة عن كثير من السلف رضوان الله عليهم في تعريف التقوى. لكن عموما التقوى ما هي هي فعل المأمور وترك المحظور ما امرك الله به اعمله ما امرك به رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم افعله ما نهاك الله عنه اتركوا ما نهاك رسول الله عنه اتركه. فاذا اذا التزمت بفعل المأمور وترك المحظور بفعل ما هو ما امرت به وترك ما منعت منه اذا التزمت بهذا كله فانك متق لله سبحانه وتعالى وقد حققت التقوى اذن اولياء الله هم الذين جمعوا بين الامرين الايمان بالله و التقوى ثم ذكر الله سبحانه وتعالى ان هؤلاء الاولياء الذين من صفتهم انهم يؤمنون ويتقون. ما جزاؤهم لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لهم البشرى يبشرهم الله عز وجل في الحياة الدنيا بالوان من البشارات بتيسير الحياة ب الرؤى الصالحة التي يرون وترى لهم البشرى في الحياة الدنيا بان يكونوا في تناغم كامل مع ما امر الله به وما امر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم البشرى في الحياة الدنيا بالنصر والتأييد والحفظ لهم البشرى في الحياة الدنيا بانهم يحققون اعلى ما تكون عليه السعادة في هذه الحياة الوان من البشارات تدخل في قول الله عز وجل لهم البشرى في الحياة الدنيا. ثم بعد ذلك كله وفي الاخرة لهم البشرى في الاخرة انهم يكونون من اهل النعيم المقيم عند رب العزة جل جلاله يكونون من الذين انعم الله عليهم فخلدهم في الجنة يكونون من الذين يستحقون ان ينظروا الى وجه الله عز وجل في الجنة. وذلك اعظم ما يلاقون من النعيم لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله مطلقا كل كلمات الله كيفما كانت لا يمكن ان تبدل. ومنها على جهة الخصوص هذه الكلمات المتعلقة بالبشارة بالبشرى التي تكون لاولياء الله. في الحياة الدنيا وفي الاخرة ذلك هو الفوز العظيم. ذلك اي ذلك الذي ذكر من كونهم لا خوف عليهم من كونهم لا يحزنون من اه من كونهم آآ لهم البشرى في الحياة الدنيا لهم البشرى في اه الاخرة هؤلاء هذا كله داخل في اسم الاشارة هذا. ذلك هو الفوز العظيم الان هذا المفهوم الوارد في هذه الاية مفهوم عظيم جدا مفهوم قرآني هو مفهوم الولاية لله عز وجل. مفهوم ولي الله هذا المفهوم هو من المفاهيم التي تعرضت للتحريف في تاريخ هذه الامة فدخل الى معنى الولي من هو ابعد ما يكون عن هاتين الصفتين المذكورتين في هذه الاية الكريمة الايمان والتقوى فصار عندنا عند المتأخرين في هذه الامة اناس يدعون انهم اولياء باي شيء هم اولياء؟ بالوراثة لانهم ورثوا هذه الولاية هذه الولاية عن ابائهم. فيكون الولي الفلاني ابنه ايضا هو ولي او اخذوا هذه الولاية لله عز وجل بما يدعون انه خوارق للعادات وهل نجد في نص هذه الاية ان اولياء الله هم الذين يطيرون في الهواء ويمشون على الماء؟ ام اننا نجد في اية فقط انهم الذين امنوا وكانوا يتقون فاذا من قال بان شرط الولاية انت ان تخرق لهم العادة وان يأتوا بكرامات يخرقون فيها العادات كما نجده عند المتأخرين بشكل واسع جدا نحن لا ننكر الكرامات نثبت الكرامة كما نثبت المعجزة للنبي نثبت الكرامة لاحاد هذه الامة من اولياء الله عز وجل. نحن لا ننفي ذلك. ولكن ان توسع هذا المعنى لدرجة ان الولاية لا تكون الا مع خرق العادة. ولو انتفى الايمان والتقوى كما نجده عند بعض المتأخرين الذين يدعون انهم اولياء لله وهم مفرطون في الطاعات مفرطون في العبادات مقصرون في طاعة الله سبحانه وتعالى يرتكب الواحد منهم بعض الموبقات او بعض المحرمات ثم مع ذلك يدعي انه ولي من اولياء الله عز وجل فقط لانه يزعم او يزعم له انه خرق العادة في اليوم الفلاني وانه آآ فعل كذا من الاشياء التي لا تتوفروا لاحاد الناس من الاشياء غير المعتادة بين احد الناس لا. الولاية بنص هذه الاية القرآنية هي الايمان تقوى. متى تحقق الايمان وتحققت التقوى فا الولاية لله ثابتة باذنه سبحانه وتعالى. فاذا ولاية الله عز وجل ليست لطائفة مخصوصة وهي ليست حكرا على احد وليست لطائفة مميزة من الناس ولا تدرك عن طريق الوراثة بل هي رتبة او مرتبة ربانية تحصل في القلب اولا ثم ينبعث بها اللسان وتنبعث بها الجوارح ايمانا وتقواه. ولذلك اذا علمنا ان الولاية هي الايمان والتقوى فلا يمكن ان تجتمع الولاية لله مع فعل المحرمات وترك الواجبات هذا لا لا يعقل ولا يمكن ان يصح في دين الله عز وجل وسادات الاولياء وهم الانبياء والمرسلون وفي هذه الامة بعد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم سادة الاولياء هم الصحابة رضوان الله عليهم. فقد كانوا اولياء لله حقا وكانوا مع ذلك مصرين على فعل الواجبات لا يقصرون فيها واذا قصر الواحد منهم في شيء من ذلك فانه يبادر الى التوبة الى الله عز وجل وايضا في الجانب الاخر في جانب المحرمات يسعون الى ترك المحرمات واذا فعل الواحد منهم محرما فانه يبادر الى التوبة الى الله عز وجل. هؤلاء هم الاولياء حقا. ولا يمكن ان يكون الاولياء هم الذين يصرون على ترك الواجبات وفعل المحرمات ثم لانهم يخرقون العادات فانهم يسمون اولياء لله سبحانه وتعالى فليسوا اذا اولياء. هؤلاء الذين لا يتصفون بالايمان ولا يتصفون بالتقوى ليسوا اولياء حقا ولا يستحقون ان يقلدوا في كل شيء وان يترك قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لقولهم وان تترك سنته لافعالهم وتصرفاتهم لا يجوز ان يقصدوا بتعبد او سجود لقبورهم او اعتكاف عند قبورهم او ما اشبه ذلك من الامور التي دخلت الى هذه الامة والتي لا اصل لها في سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ولا في فعل الصحابة الاولين الذين هم اولياء الله حقا والى لقاء مقبل باذن الله عز وجل منابع فيضها المدرار من الاعجاز والابهار هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار