مم منابع فيضها المدرار من الاعجاز والابهار هنا في اية ان جمعت عظيم الفكر والاسرار. هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار من المضمون في غاية. نداء الحق والراية من المضمون في رايات نداء الحق والراية على الافاق فيها. واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة يقول الله سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون هذه الاية تدل على فضل الدعاء اولا وتدل على قرب الله سبحانه وتعالى من عباده الداعين له وقد ورد في سبب نزولها مجموعة من الاحاديث والاثار من ذلك ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يجهرون بالدعاء جهرا مبالغا فيه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهم اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. ولكن تدعون سميعا مجيبا هو اقرب الى احدكم من عنق راحلته او كما قال صلى الله عليه وسلم. وايضا ورد في سبب النزول فيما اخرجه الطبري وغيره ان اعرابيا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله هل ربنا قريب فنناجيه ام بعيد فنناجيه فانزل الله سبحانه وتعالى هذه الاية. واذا سألك عبادي عني فاني قريب. قريب من عباده يعلم احوالهم يطلع على ما يقولون سرا كان او جهرا يعرف ما يعتقدون ما يسرون ما يكنون في صدورهم ويعلم ما يقولون وما يفعلون. ولاجل ذلك الله سبحانه وتعالى لقربه منهم فانه يجازيهم بمقتضى العدل وبمقتضى الفضل سبحانه وتعالى. واذا سألك عبادي عني فاني قريب وهو سبحانه مستو على عرشه كما يليق بجلاله ومع ذلك فهو قريب من عباده وهو سبحانه وتعالى من قربه الى عباده عليم باحوالهم كما ذكرنا انفا ولا اشكال لدينا في الجمع بين هذين الامرين فان الله سبحانه وتعالى لا يمثل باحد من خلقه. فهو سبحانه وتعالى القريب في علوه وهو سبحانه وتعالى العلي في دنوه. واجابة الدعاء كما سيأتينا ان شاء الله تعالى لها قيود ولها شروط. لكن قبل ان نتطرق لذلك فلننظر الى ما قال ربنا سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة. واذا سألك اعبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداعي اذا دعان بمعنى ان الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة الداعي بمجرد كونه يدعو وهذا بالطبع اذا توفرت شروط معينة لكن ما الذي يأمر ربنا سبحانه وتعالى عباده ان يفعلوه فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون اذا اردت ايها العبد ان يستجيب الله سبحانه وتعالى دعاءك فابدأ انت بان تستجيب لاوامره بان تؤمن بهم فانك اذا استجبت له سبحانه فانه سبحانه وتعالى يستجيب لدعائك وهو سبحانه وتعالى لعظيم فضله يعطيك اكثر مما تسأله بل يعطيك ما فيه صلاحك في الدنيا وفي الاخرة. وقد يكون ذاك الذي تدعو به انما هو بمقتضى علمك قد يكون صلاحا لك وقد لا يكون. لكن الله تعالى يعطيك ما يصلحك تتوكل عليه سبحانه وتعالى واخلص الدعاء له هذه الاية كما يقول المفسرون في كونها جاءت بين ايات الصيام تدل على امر مهم جدا وهو ان العبد مطالب بالدعاء عند الافطار كما قرره بعض المفسرين وقد جاء في الحديث المعروف ان للصائم دعوة مستجابة عندما يفطر. وايضا ورد في ذلك اثار عن جماعة من الصحابة انهم يدعون عند الافطار فالشاهد عندنا ان ونحن في شهر رمضان علينا ان نلتزم بهذا الهدي المأثور عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي دلت عليه بعض الاحاديث. والذي ايضا يمكن ان يفهم من مناسبة هذه الاية لما قبلها وبعدها من الايات. لكن بعض الناس قد ابتلوا بالاعتراض فهم يقولون هل الدعاء يفيد كيف يفيدنا الدعاء والامر اذا كان قد قدره الله تعالى علينا فلا معنى لان ندعوا وبان يصرفه عنا الله واذا كان الله تعالى قد قدر الا يصيبنا ذلك الشيء فلا معنى لان ندعو بالا يصيبنا فقد قدر في الحالتين ان يكون شيء ما معلوم عنده سبحانه مقدر عنده عز وجل فما فائدة ان نسأله وندعوه. والحق ان هذا جهل شنيع جدا. بما امر الله سبحانه وتعالى به عباده المؤمنين فالله تعالى في نصوص كثيرة من نصوص الوحي. قد امر بالدعاء بل ان ادلة الشرع تدل على ان الدعاء هو العبادة. كما ورد في الحديث الصحيح وفي بعض الروايات ورد الدعاء مخ العبادة فاذا اذا كان الدعاء هو العبادة فكيف يقال انه لا ينفع بل الصحيح ان الدعاء سبب من الاسباب النافعة باذن الله سبحانه وتعالى ولا يختص هذا بالدعاء بل في الاسباب كلها. الا ترى انك اذا اصبت بالعطش هل تبحث عن الماء لتشرب فتدفع عن نفسك العطش ام انك تجلس وتقول اذا اراد الله سبحانه وتعالى ان يذهب عني العطش فسيذهبه عني سواء شربت او لم اشرب واذا شاء ان ابقى على ظمأي فانه لن ينفعني ان اشرب. هل تقول ذلك؟ هل يوجد عاقل يقول ذلك فما بالك تقوله في الدعاء ولا تقوله في غيره من الاسباب التي تتخذها في امور دنياك وفي امور اخرتك فاذا الدعاء سبب من الاسباب صحيح انه لا يكون الا ما قدره الله سبحانه وتعالى لكن الله يقدر انك تفعل سببا معينا للوصول الى غاية معينة. فاذا كنت مثلا تدعو بان يصلح الله ولدك فاعلم ان دعاءك هذا مقدر عليك ايضا فالله تعالى جعل صلاح ولدك معلقا بسبب تأتي به هو دعاؤك فهو الذي قدر المسبب وهو الذي قدر السبب سبحانه وتعالى. لكن لا شك ان الدعاء لا ينفع في جميع الاحوال هنالك شروط وقيود لا بد ان تتوفر فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. هنالك شروط فلنذكرها. من بين هذه الشروط عدم الاعتداء في الدعاء وعدم تجاوز الحد فيه بعض الناس اذا دعا فانه لا يخلو دعاؤه من تجاوز للحج كأن يصر على ان يدعو بامور مخصوصة اريد القصر الفلاني في الجنة. اسألك يا رب ان تعطيني الموضع الفلاني في الجنة واريد منك يا رب ان توفر لي الشيء الفلاني والنعمة الفلانية في الجنة. ويبدأ هكذا في الاشتراط والتقييد مع انك ايها المسكين اذا زحزحت عن النار وادخلت الجنة فقد فزت الفوز العظيم الجليل فما بالك تسأل مثل هذه الامور فان ذلك من الاعتداء في الدعاء. ومن الاعتداء في الدعاء ان تدعو وباثم او قطيعة رحم. او تدعو على مسلم او يكون دعاؤك سببا في الحاق الاذى باخيك المسلم. لا يمكن ان يستجاب لك في مثل هذه الاحوال. وايضا من الشروط التي ينبغي توفرها لاستجابة الله عز وجل. عدم الاستعجال وقد ورد في الحديث الصحيح عن ابي هريرة عند الامام مسلم لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعو باثم او قطيعة رحم ما لم يستعجل ما لم يستعجل. ما معنى يستعجل اي يقول قد دعوت فلم يستجب لي فيستحسر عن الدعاء اي فيترك الدعاء لانه يتعجل الاجابة يقول قد دعوت كثيرا فما استجيب لي. فاترك الدعاء وقد يستجيب الله تعالى في وقت معين قد يكون قريبا لكنه قد يؤخر الاستجابة لحكمة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى فلا ينبغي لك ان تستعجل. وقد يكون تعجيل هذا الشيء الذي دعوت الله به قد يكون تعجيله سيئا لك قد يكون فيه مفسدة عليك قد يكون سببا في ضرر عليك. لكنك لا تعلم ذلك. لان علمك قاصر ولانك لا تدرك شيئا من حكمة الله سبحانه وتعالى فادعوا وادعوا وادعوا واكثر من الدعاء ولا تقل لم يستجب لي ولا تستعجل الاجابة فان لله في وقت اجابة الدعاء حكمة بالغة لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى. وايضا من شروط اجابة الدعاء اطابة المطعم وقد ورد في الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل اشعث اغبر يطيل السفر ويرفع يديه يسأل الله سبحانه وتعالى يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام انى يستجاب له اذا اردت ان تستجاب دعوتك فاطب مطعمك احرص على ان تكون من الذين يلتزمون الالتزام الشديد بشرع الله عز وجل فيما تأكل فيما تشرب فيما تقتنيه في لباسك في افعالك كلها وتصرفاتك جميعها. ثم بعد ذلك ادع الله تعالى اما ان تشرف على نفسك في المعاصي والمحرمات ويكون لحمك نابتا من حرام ثم مع تدعو ثم انت بعد ذلك تدعو هذا لا يستقيم ولا يمكن ان يستجاب لك في هذه الاحوال. وايضا من الشروط مهمة ان الداعي عليه ان يكون موقنا بالاجابة وان يكون لا يجعل بينه وبين ربه سبحانه وتعالى وسائط بل هو يعلم يقينا انه لا يكون شيء الا بمحض تقدير الله سبحانه وتعالى. فيدعو بنية صادقة وبحضور قلب وبخشوع وذلك ان الله لا يقبل الدعاء من قلب غافل لاه ما اكثر ما يدعو الناس وتجدهم يصرون على الدعاء ويكثرون منه. لكن دعاءهم لا يعدو ان يكون كلمات تقال لا تتجاوز السنتهم لم تخرج من قلوبهم. قلوبهم غافلة قلوبهم منشغلة بالدنيا. ثم بعد ذلك يدعون فان ان يستجاب لامثال هؤلاء. ثم ايضا على المسلم ان يتحرى ما امكن. اوقات الاجابة المعروفة كالدعاء في والدعاء في المرض والدعاء في وقت في ساعة الاستجابة المعروفة من يوم الجمعة وآآ في وقت السحر وعند من الصيام وغير ذلك من اوقات الاجابة فاذا هذه اهم الامور التي يمكن ان نذكرها حول الدعاء. ولكن الكلام في الدعاء اطول من ذلك بكثير فانه كما ذكرنا هو لب العبادة ولاجل ذلك فان الله سبحانه وتعالى امرنا بالدعاء وتكفل بالاجابة والى لقاء مقبل باذن الله تعالى مم منابع فيضها المدرار من الاعجاز والابهار هنا في اية ان جمعت عظيم الفكر والاسرار. هنا في اية جمعت عظيم الفكر والاسرار