هذا النصب الذي بين ايدينا يبدأه الناظم بقوله قال ابن اب واسمه محمد الله في كل الامور احمد جاء هذا البيت في نسخة اخرى قال عبيد ربه محمد قال عبيد ربه محمد بدلا من قال ابن اب ويبدو ان هذه النسخة الثانية محل نظر لان المرجح عند المعتنين بهذا الامر ان الناظم بهذه المنظومة ليس هو العلامة عبدالله بن الحاج الملقب بعباد ربه وانما هو اخر اسمه محمد بن اب التواسي الذي ينسب الى مدينة تواتس المعروفة الشنقيطي و بعضهم يضبطها ابن قباء بضم الهمزة وقد توفي سنة الف ومئة وستين للهجرة فهو من المتأخرين هذا النظم ليس مشهورا في البلاد الاسلامية لكنه مشهور عند طلبة العلم في بلاد موريتانيا خصوصا وعليه شروح منها شرح ابن الطالب احمد الشنقيطي الذي اسمه مصباح الساري مطبوع ومنها شرح الشيخ محمد بن محفوظ بن محمد الامين الشنقيطي واسمه ايضاح المفهوم ومنها شرح الشيخ محمد ابن بادي الكينش يقول قال ابن ابى واسمه محمد الله في كل الامور احمد لم يذكر الناظم البسملة في بداية هذا النظم في ظهر انه اتى به قبل ان يبدأ النظم وهاتان طريقتان للعلماء في منظوماتهم منهم من يأتي بالبسملة اولا بسم الله الرحمن الرحيم ثم يبدأ نظمه ومنهم من ينظم البسملة في البيت الاول من منظومته والابتداء بالبسملة سنة معروفة فيها الاقتداء بكتاب الله عز وجل وبالسنة الفعلية برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مع اجماع اهل العلم على استحباب الابتداء بالبسملة في كتب العلم وقوله الله في كل الامور احمد هذه الجملة وما بعدها الى اخر النظم نقول القول نقول في اعرابها في محل نصب نقول القول لانه قال محمد ماذا قال؟ قال الله في كل الامور احمد الى اخر النوم. هذا كله هو مقول قول هو ما قاله الناظم وقوله في هذا البيت قال بصيغة الماضي بدلا من ان يأتي بصيرة المضارع فيقول يقول محمد جاء بصيغة الماضي اما لانه نظمه بعد لانه نظم هذا النظم بعد هذا القول منه مفهوم فحين قال قال ابن ابى اه عفوا اه نظمه آآ قبل هذا الذي آآ قاله هنا فحين يقول قال ابن ابى معنى ذلك ان مقول القول اي هذه المنظومة التي ستأتي هي شيء قاله في الماضي مفهوم فحينئذ صيغة الماضي على ظاهرها واما ان يكون جاء بصيغة الماضي واوقعها موقع المستقبل تحقيقا لذلك وتنزيلا له منزلة الشيء الواقع فهو يبدأ لم ينظم المنظومة بعد لكن يبدأ ويقول قال ابن اب واسمه محمد ويأتي بقالة لانه ينزل ما سيأتي به من النظم منزلة الشيء الذي قد نظمه في الماضي فهذان وجهان لتوجيه اتيانه بصيغة الماضي وقوله الله في كل الامور احمد تقدير الكلام في الاصل احمد الله في كل الامور. هذا هو الترتيب الاصلي للكلام فلفظ الجلالة الله مفعول به لاحمد وقدمه قدمه على الفعل. قال الله احمد اصل الكلام احمد الله والجار والمجرور الذي هو في كل متعلق باحمد اي احمد في كل الامور وهنا يرد السؤال لما غير ترتيب الكلام يقال ابتدأ بلفظ الجلالة لاجل غايتين الغاية الاولى التلذذ بالابتداء باللفظ الكريم فيكون اول لفظ يبدأ به هذا القول هو لفظ الجلالة والغاية الثانية افادة معنى الحصر لان البلاغيين قرروا ان تقديم ما حقه التأخير يفيد معنى الاختصاص والحصر كما في قول الله سبحانه وتعالى اياك نعبد قدم المفعول الذي هو الضمير ايا قدمه على الفعل واصل الكلام نعبدك فحين قدم المفعول دل ذلك على معنى الحصر اي على معنى نعبدك ولا نعبد غيرك فحين يقول الناظم هنا الله احمد اي احمد الله ولا احمد غيره والكلام في الحمد يطول بنا ولا نريد الدخول فيه الان وتعبيره بالجملة الفعلية بالفعل المضارع احمد كان بامكانه ان يعبر بالجملة الاسمية بالجملة الاسمية فيقول الحمد لله او بجملة فعلية فعلها ماض مثلا. لكنه عبر بالجملة الفعلية التي فعلها مضارع لافادة معنى الاستمرار التجددي بمعنى ان نعم الله عز وجل علينا متتالية مستمرة متجددة فكذلك ينبغي ان نحمده سبحانه وتعالى حمدا متجددا بتجدد هذه النعم واستمرارها ثم جعل هذا الحمد في كل شأن وليس خاصا بحال دون حال او شأن دون شأن فقال في كل الامور