العقل تساوى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه فينا يا كون سمعنا واستضيق ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعين. ارحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين الدين والثوابت بعض الناس يضرهم كثيرا ان توجد في الخطاب الديني عموما والخطاب الشرعي خصوصا ثوابت قواعد راسخة وثابتة لا يجوز تأويلها ولا تغييرها يقولون ان هذا من اهم عوامل الجمود داخل المجتمعات الاسلامية ولذلك هم يدعون بان الفقهاء اخترعوا هذه القواعد الجامدة النمطية بدلا من الاجتهاد اي بعبارة اخرى بدلا من ان يفتح الفقهاء باب الاجتهاد والتجديد الفكري والفقهي والعلمي فانه وضعوا هذه القواعد التي لا يمكن ان تنخرم والتي لا يجوز لاي مسلم ان يخالف فيها وهذه القواعد اذا هي ضمانة بقاء الفقهاء مسيطرين على فكر الامة. وهم يذكرون امثلة على هذه القواعد التي يخالفونها مثلا لا اجتهاد مع النص العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب هذا نص قطعي الدلالة هذا نص منسوخ وناسخه كذا وهكذا مجموعة من القواعد الاجمالية. فما مقدار الصحة في انكار وجود هذه القواعد اول ما نقرره امر عام جدا وهو لا يمكن لاية منظومة فكرية مؤطرة للمجتمعات ان تكون دون ثوابت هذا امر محال وهؤلاء الذين ينكرون وجود هذه القواعد والثوابت ينطلقون في الحقيقة من فكر فلسفي لكنهم لا يفرقون بين الفلسفة التي لا تعدو ان تكون انفتاحا فكريا يفكر فيه الفيلسوف كما يشاء دون قيود ولا ضوابط وبين المنظومات الفكرية التي تؤطر المجتمعات حقا فاذا كانت الفلسفة لا يوجد فيها قواعد ثابتة يمكن الرجوع اليها بل لكل فيلسوف ان يقول ما يشاء. احسبي ضوابط عقلية عامة فان المنظومات الفكرية المؤطرة للدول والامم والمجتمعات لا يمكن ان تكون على هذه الصورة من السيولة العامة ففي حقيقة الامر هؤلاء يريدون ان يفرضوا امرا فلسفيا سائلا على تأطير المجتمعات الاسلامية فهي في الحقيقة دعوة للسيولة المطلقة وعمليا يعني هذه هذا امر نظري لكن عمليا هذا امر غير ممكن وهو امر غير موجود اصلا فالنتيجة حين يدعون الى هذه الدعوة النظرية هي تنسيب الدين بمعنى جعل الدين نسبيا في جميع مجالاته. لا توجد امور ثابتة. كل شيء فيه نسبي لا مطلق فيه اذا تنسيب الدين من جهة وذلك في افق هدمه وازالته ومن جهة اخرى احتفاظ المنظومات الفكرية الاخرى بثباتها وصلابتها ورسوخها عمليا هذا ما يريد يريدون الوصول اليه ثم ننظر في هذا الامر الذي ذكرته انفا وهو ان كل منظومة فكرية لابد لها من مجال من الثوابت الحداثة التي يدعوننا الى الالتزام بمخرجاتها الفكرية فيها قواعد ثابتة لا تتغير بل هذه الحداثة انجيلها هو اعلان حقوق الانسان والمواطن الذي وضع في اوائل الثورة الفرنسية عام الف وسبعمئة وتسع وثمانين وايضا انجيلها الاخر فيما بعد هو الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي وضع بعد الحرب العالمية الثانية عام ثمان اربعين وتسعمائة والف هذان الاعلانان مجموعة من القواعد الثابتة الراسخة ففي ديباجة الاول وهو اعلان الاعلان الفرنسي يعني اعلان حقوق الانسان والمواطن هو يذكر لكي تكون احتجاجات المواطنين التي تنبني من الان فصاعدا على مبادئ بسيطة وغير قابلة للاعتراض عليها بمعنى هذا الاعلان وضعت فيه بنود لكي يكون احتجاج المواطن منطلقا من مبادئ من قواعد راسخة لا يمكن الاعتراض عليها ولذلك يذكرون قواعد مختلفة. مثلا لا يجوز التعرض لاحد في اه ما يعتقده او ما يبديه من الافكار حتى في المسائل الدينية هذه قاعدة ثابتة عندهم وهي بالمناسبة قاعدة غير مقبولة في المنظور الاسلامي. لكن في هذا الاعلان يذكرون انه لا يجوز التعرض لاحد بسبب عقائده وافكاره الدينية مثلا هذا من الثوابت من القواعد الجامدة الراسخة. وكذلك في الاعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة الثلاثين وهي المادة الاخيرة منه يقولون هكذا بصراحة ليس في هذا الاعلان اي نص يجوز تأويله على نحو يفيد انطواءه على تخويل اية دولة الى اخر ما ذكروا. بمعنى انه لا يمكن تأويل نصوص هذا الاعلان لكي يتوسل بعض الاشخاص او الطوائف او الدول بهذا التأويل الى اسقاط حق من حقوق الانسان. اذا بصريح العبارة هذه قواعد ثابتة راسخة لا تقبلوا التأويل ولا تقبلوا الاجتهاد كما يقولون والوطن كل وطن له قواعد واضحة مدبجة في دستوره وهذا الدستور هو الذي تتولد منه القوانين فلا يمكن مخالفتها بان يقول القائل مثلا اه انا هذا القانون فهمت منه كذا وكذا لما؟ لانه ليس قطعية الدلالة بل يمكن فهمه بافهام مختلفة. هذا لا نشاهده عند هؤلاء الذين يتجرأون فقط على النصوص الشرعية ويسقطون قطعية النصوص الشرعية فقط لكنهم لا يتعرضون للنصوص الدستورية التي تنبني عليها الاوطان كلها في حقيقة الامر لو فرضنا تنزلا ان هذه القواعد التي ذكروا هي قواعد غير صحيحة السؤال اعطونا بديلا عمليا عنها ما المقترح العملي حين نتأمل فيما يقترحه هؤلاء لا نجد الا السيولة التامة اذا في الحقيقة المشكلة ليست في وجود ثوابت وانما حقيقة الاشكال عندهم في مضامين هذه القواعد. ومضامين هذه الثوابت وسيكون لنا باذن الله عز وجل ستكون لنا فرصة بحث هذه المضامين التي يناقشونها والتي لا تعجبهم لكن نكتفي هنا بمثال واحد قولهم هذا نص قطعي الدلالة. هذه القاعدة عندهم لا تعجبهم وهي تغلق باب الاجتهاد فيما يزعمون لو اسقطنا هذه القاعدة وقلنا جميع النصوص ظنية الدلالة يقتضي ذلك ان الله سبحانه وتعالى انزل القرآن على نبيه وخاطب به الناس ثم لم يخاطبهم بشيء الا وهو يحتمل افهاما مختلفة فالزمهم بطاعته لكن هذه الطاعة في شيء يمكن لكل واحد من الناس ان يتأوله كما يشاء وسيحاسبهم على امر في حقيقته ليس ثابتا واضحا متفقا عليه. وانما كل واحد يمكن ان يفهم منه ما يشاء ففي الحقيقة اليس هذا اسقاطا للنص الشرعي مطلقا اليس هذا اسقاطا للوحي بل للدين من حيث هو بل نحن نقول اليس هذا اسقاطا للغة نفسها التي يقع بها التفاهم بين الناس فانك اذا زعمت انه لا يوجد نص في اللغة قطعي لا يوجد نص لنقل في الشرع قطعي فهذا يقتضي انه حتى في مخاطبات الناس كل الكلام فيما بيننا ظني نفهم منه ما نشاء مثلا حين يقول الله سبحانه وتعالى محمد رسول الله يحتمل ان محمد المذكور هنا ليس هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم المذكور في القرآن نبي الاسلام الى اخره يحتمل ان يكون غيره رسول الله يحتمل ان رسول هذا شيء اخر. وهكذا نفتح الباب امام التأويلات الباطنية القديمة والحديثة التي اسقاط دلالة الوحي تحت شعار اسقاط قطعية هذه الدلالة. ففي الحقيقة هم حين يسقطون القطعية يريدون ان يقولوا هذه النصوص كلها ظنية لكن بما انهم لا يعترفون بقواعد اصول الفقه التي تسمح للمجتهد ان يفهم النصوص الظنية فان النتيجة انه حين نقول ظني الدلالة معنى ذلك يفهمه كل واحد كما يشاء وبالطبع يفتح لهم الباب ذلك لكي يفهموا من الاسلام ما يوافق هذه الثقافة الغربية المهيمنة يومي الى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى العقل تسامى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه فينا يا كون سمعنا واستضي ارحب الفكر تسامينا وسمت في الافق ساعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعينا. ان رحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا