العقل تسابى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه فينا يا كون سمعنا واستضي ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعين. ان رحب الفكر تسامينا في الوفق مساعينا بالعلم سترقى امتنا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ينكر علينا بعض الناس التعلق بالتراث ويقولون المسلمون ماضويون يعيشون في الماضي ويتعلقون بالموتى. ولاجل ذلك فان حاضرهم سيء لانهم لا يفكرون في بناء هذا الحاضر وانما جل تفكيرهم في ذلك الماضي السحيق وتلك الامجاد الغابرة الغريب في الامر ان هؤلاء يدعوننا الى الحداثة والحداثة تنتمي الى التاريخ ايضا فالحداثة لا تعدو ان تكون مخرجا حضاريا نتج عبر صراع تاريخي في اوروبا لمدة قرون ثم بعد ذلك استقرت هذه الحداثة الى ان جاءت بعدها مخرجات فكرية وحضارية مناقضة لكثير من اسس هذه الحداثة فهم حين يدعوننا الى ذلك انما يدعوننا الى تاريخ لكن الفرق الوحيد انه تاريخ اوروبا وليس تاريخ المسلمين. وهذا هو الفرق الجوهري حقيقة بعض الناس يثنون على غاندي حين قال افضل لحظات حياتي هي هذه اللحظة الحاضرة التي اعيش فيها ويزعم هؤلاء ان المسلم بسبب تربيته الماضوية لا يمكنه ان يقول ابدا مثل هذا الكلام والحق ان هذا غلط شنيع وجهل بحقائق الاسلام بل جهل حتى بتراث المسلمين فنحن نردد كثيرا كلمة الامام احمد رحمه الله تعالى لعل الكلمة التي فيها نجاتي لم اكتبها بعد وكلمته مع المحبرة الى المقبرة هل هذا كلام شخص يعتد بالماضي فقط ولا يلتفت الى العمل الحاضر نحن نردد في مواعظنا قول الشاعر ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها على معنى وجوب العمل والانشغال به في الوقت الحاضر دون التفات الى ما مضى ودون توقع لما سيأتي فنحن في الحقيقة حين نذكر محاسن الماضي انما نذكرها لغرض واحد هو ان نجعل من تلك المحاسن رافعة تعيننا على مستقبلنا وتساعدنا في انشاء هذا المستقبل الواعد الذي نرجوه على مثل ما كان عليه ماض اي نعم يقول هؤلاء ان السبب في كوننا نعد ذلك العصر الذي نسميه عصرا ذهبيا اي عصر النبوة وعصر الخلافة الراشدة يقولون سبب عدنا ذلك العصر عصرا ذهبيا نحن اليه هو ان الفقهاء قاموا بعملية تقطيع ومونتاج بالمصطلح العصري جمعوا فيه بعض الروايات وبعض الاحداث من ذلك العصر وانشأوا بذلك صورة ذهبية لعصر فيه كثير من الاحداث السيئة وكثير من العنف وكثير من الاشياء التي اغفلها الفقهاء عمدا والجواب سهل جدا فان من الغريب ان هؤلاء الذين يتهمون الفقهاء بالنوستالجيا ويذكرون ان هؤلاء الفقهاء لانهم يحنون الى الماضي فانهم اخترعوا هذا الماضي او اخترعوا صورة له ليست حقيقية الغريب ان هؤلاء يقولون هذا الماضي او هذا العصر الذهبي عندكم فيه احداث عنف وفيه كذا وفيه كذا فنسألهم كيف عرفتم اليس قد عرفتم ذلك انطلاقا من كتب التراث فكتب التراث هذه اليس قد كتبها هؤلاء العلماء التراثيون الذين ارادوا بناء صورة للعصر الذهبي مخالفة لواقعه لو ان هؤلاء الفقهاء ارادوا فعلا ان يصنعوا ما قلتموه اما كان بامكانهم ان يحذفوا تلك الروايات كلها وان يدعوا بان هذا لم يوجد فلما اثبتوها في كتبهم حتى جئتم انتم بعد قرون متطاولة لتقولوا وفعلا ذلك العصر كان فيه كذا وكذا اليس هذا من امانتهم في النقل غريب جدا هذه الانتقائية التي تمارسونها ثم انتم تنسبونها الى خصومكم من فقهاء التراث يقولون ان ذلك العصر الذهبي اول ما نلاحظه فيه هو كثرة العنف العنف الدموي وينقلون بعض الاحداث التي وقعت كالقتال الذي وقع بين الصحابة وما اشبه ذلك وحقيقة هؤلاء يزعمون انهم حداثيون ويزعمون انهم ينتسبون الى فكر الانوار فهل فعلا قرأوا تاريخ الانوار هل قرأوا فعلا تاريخ الثورة الفرنسية التي ما عرف الكون ثورة دموية مثلها وصل الامر في مرحلة مرحلة الرعب او الارهاب خلال الثورة الفرنسية. الى ان المقصلة كانت تعمل يوميا لدرجة ان كثيرا من الناس الذين يسكنون قريبا من هذه المقصلة كانوا يشتكون من رائحة الدماء التي ازكمت انوفهم. القتل امي والثورة تأكل ابناءها وكبار القادة الثوريين يقتلون قبل غيرهم والشعار لا حرية لاعداء الحرية كما يقول سان جوست وهو من قادة الثورة الفرنسية التي ينتسب هؤلاء الحداثيون اليها والتي جاءت لتنشر ثقافة الانوار ثم بعد ذلك يمكننا ان نتحدث عن نشر الانوار عبر الحروب النابليونية ثم را الكولونية لي وما اشبه ذلك. الكلام طويل جدا ثم هم يقولون ان ذلك العصر الذي نقول انه عصر ذهبي في الحقيقة لم تكن فيه مظاهر الحضارة. لم تكن فيه معاهد ولا جامعات ولا اكتب مصنفة ولا علوم وانما غاية الامر ان هنالك كانت انتصارات عسكرية وهذا في الحقيقة اول ما نلاحظه في هذا الكلام انه مناقض لقولهم الذي يقولونه دائما ويكررونه وهو ان هذه ان المهم ليس اقامة الدين واقامة الفكر وانما المهم كرامة الانسان فيعيبون علينا اننا نرفع الدين قبل الانسان ثم هم هنا يرفعون من شأن العلوم والمعاهد البناء والمعمار يرفعون ذلك كن له فوق مرتبة الانسان وهذا في الحقيقة يتبين لنا خصوصا في قضية حريق نوتردام الاخيرة فانه ظهر لنا كيف ان الحداثيين مع حريق بناء تاريخي. نعم له جذور وله تاريخ نعم لكنه لا يعدو ان يكون بناءا. وبالمقابل لا يتعاطفون كثيرا مع الانسان حين شرذ ويعذب ويقتل في اماكن مختلفة من العالم لذلك نحن نقول الاهم عندنا بل الاهم في كل حضارة بناء الانسان واذا كان هذا هو المعيار فان الحضارة التي جاء بها الاسلام في ذلك العصر الذهبي هي حضارة اقامت الانسان ووضعت قواعد كرامته وحررته من العبودية لغير الله. وحررته من التقتيل لغير وحررته من ظلم بني الانسان. وحررته من امور كثيرة ورفعته وكرمته هذه بهذا المعيار اذا اعلى الحضارات وافضلها دون تردد ثم بعد بناء الانسان تطورت الامة واستفادت من الحضارات الاخرى عبر حركة الترجمة وعبر دخول الاجناس المخالفة من فرس هنود وروم وغيرهم واسس ذلك كله حضارة فيها هذا الذي يطلبونه من معمار وعلوم وثقافات و معاهد وجامعات هذا لا نناقش فيه لكن ان يقال ذلك العصر الذهبي ليس فيه حضارة نقول لا. بل فيه اس الحضارة ولبها وهو بناء انسان المتحرر الانسان المسلم الذي لا يعبد الا ربه. والذي يبتعد عن خرافات الشرك. والذي يحرر عقله من كل الخرافات ومن كل الظلمات التي كانت سائدة في جزيرة العرب وفي العالم كله اذا بناء الانسان كان كذلك ثم بعد ذلك بنيت الحضارة بمعانيها المادية دون اشكال اذا وقع هذا الازدهار الحضاري ونحن لا نقول ان هذا الازدهار الحضاري يعني اه لم تؤثر فيه عوامل خارجية كالترجمة استفادة من الحضارات السابقة نحن لا نزعم ذلك بل نقول اهم شيء هو ان الدين لم يمانع في الامر الاسلام لم يقف كابحا امام هذه الاستفادة من الحضارات الاخرى بل على العكس شجع ذلك ووقف الفقهاء موافقين على كل هذه الانجازات. ما دامت لا تخالف اصول الدين اما عن قولهم ان الانتصارات العسكرية كانت معيارا للتقدم الحضاري ليست معيارا للتقدم الحضاري كما يقولون ففي الحقيقة هنالك سنة كونية في نشر الافكار وفي حماية الافكار وهي مضطربة في الحضارات كلها في جميع الحضارات هنالك اناس ينتجون الفكر ينتجون العلم وهنالك من يحمي ذلك كله بقوة السيف ومن ينشر ذلك كله في العالم كله الثورة الفرنسية هي التي ورثت فلسفة الانوار خلال القرن الثامن عشر. ثم كيف نشرت الثورة الفرنسية افكار الانوار في فرنسا اولا ثم في اوروبا كلها بالسيف بالحروب ضد الملكيات الرجعية في اوروبا ثم عبر الحروب النابليونية وهكذا. حتى الحضارة اليونانية انتشرت في العالم عدا ان بدأ الاسكندر المقدوني حملاته في العالم كله. وهكذا في هذه الحداثة التي يعتد بها هؤلاء كيف انتشرت افكار الحداثة من ديمقراطية وعلمانية ونحو ذلك كيف انتشر هذا كله في العالم عبر الاستعمار بقوة الحديد والنار فإذن من الغريب جدا ان ينكروا على الاسلام شيئا مارسته الحداثة وتمارسه بقوة كما ذكرنا في حلقات اخرى لا يمكن لحضارة ان تستمر دون سند من القوة العسكرية. فاذا لا يشغب علينا بمثل هذا الامر. لابد من بناء الانسان وهذا اس الحضارة وقد فعله الاسلام. لابد من بناء الامور الحضارية الاخرى من علوم ومعارف. وقد فعل ذلك المسلمون ايضا بعد ان بنوا الانسان. ولابد من حماية ذلك كله. ونشره في الافاق وهذا يكون عبر الفتوح والانتصارات العسكرية وهذا ما فعله الاسلام لانه دين واقعي. وليس دينا يقول لساني ما لا يفعله عمليا كما يزعمه ارباب الحداثة هؤلاء حين يدعون الدروشة والسلمية ثم هم ينشرون في العالم كله العنف والدمار الى لقاء مقبل باذن الله عز وجل العقل تسامى بالفكر والوعيش عار للعمر لغد نحكيه فينا يا كون سمعنا واستضيق. ارحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعين. ان رحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا