العقل تساوى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه فينا يا كون سمعنا واستضيق ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعينا. ان رحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين كانت الانسانية تعيش في جهل وظلام وظلم وشرك ثم كان الاسلام كان الاسلام فارقا بين مرحلتين فصرنا نقول ما قبل الاسلام وهو زمن الجاهلية الجهلاء وما بعد الاسلام وهو زمن النور وزمن التحرر من الاعتقادات الباطلة وزمن الرقي في مدارج ارضاء الله عز وجل وفي مدارج تحقيق كرامة الانسان هذه الحقيقة لا يختلف مسلمان حولها بل لا يمكن ان ينازع فيها من كان مؤمنا بان هذا الاسلام حق ولكن مع ذلك وجد من بني جلدتنا من يقولون ان من عوامل الجمود في هذه الامة ان المسلمين يعدون الاسلام بداية للتاريخ ونهاية للتاريخ ان يعدون الاسلام البداية فما قبل الاسلام لا يعتد به عندهم ويعدون الاسلام نهاية التاريخ اي لا يمكن ان يأتي بعد الاسلام شيء اخر حضارة او ثقافة او فكر يمكن ان ينازع الاسلام في كونه حقا قالوا ولاجل ذلك اي لاجل ان المسلمين يعدون الاسلام نهاية التاريخ وبدايته فان المسلمين لا يقبلون شيئا من الحضارات السابقة والامم الماضية كما انهم فيما يزعمون لم يقبلوا شيئا من حضارة اليونان ومن حضارات الفرس والهند والصين وغيرها وهم ايضا لنفس السبب لا يقبلون شيئا من الامم التي جاءت بعدهم. ولاجل ذلك فانهم لا يقبلون شيئا من هذه الحضارة الغربية الحداثية الموجودة اليوم ولاجل ذلك فانهم يرفضون التجديد ويرفضون الاجتهاد واذا ظهر ان الاسلام مخالف للعلم فانهم يأخذون الاسلام ويرفضون العلم ولا يقبلون الاعتذار عن شيء من هذه المخالفة كما تفعله الكنيسة مثلا هكذا يقولون والحق ان الانسان اذا كان يعتقد ان هذه الفكرة حق فمن الطبيعي جدا ومن العقلاني جدا انه لا يقبل فكرة تناقضها نعم يمكنه ان يقبل فكرة اخرى اذا كانت لا تناقض الفكرة الاولى. لكنها تكملها بشيء او تزيد عليها بشيء. اما ان يقبل الفكرة التي يعتقد انها حق وان يقبل ايضا فكرة تناقضها فهذا جمع بين النقيضين. وهذا غير مقبول في بدائه العقول ولذلك فنحن نقول من العقلاني ومن الطبيعي ان المسلمين حين اعتقدوا ان الاسلام حق فانهم لا يمكن ان يقبلوا شيئا يخالفه ويناقضه لانهم لا يمكنهم ان يجمعوا بين الشيء ونقيضه لكن يمكنهم ان يقبلوا افكارا اخرى تعد اضافات وتكميلات ومن هذا ومن هذا من هذه الناحية اذا فانهم اخذوا من الحضارات السابقة امورا كثيرة لم يروا انها تناقض الاسلام في شيء فاخذوا من العلوم الكونية من الفلك والحساب وغيره بل اخذوا حتى من بعض العلوم غير الكونية يعني اخذوا المنطقة مثلا واستعملوه في علومهم بقطع النظر عن كونهم اصابوا في ذلك او اخطأوا. لكن لا يمكن ان ينسب للمسلمين انهم لم يأخذوا شيئا من الامم السابقة. بل اخذوا من الامم السابقة كلما رأوا انه لا يناق قضوا الاسلام في شيء وهذا موقف معرفي سليم جدا لا يمكن ان ينكر وهؤلاء الحداثيون التنويريون الذين ينكرون على المسلمين ذلك يمارسونه عمليا فهم اذا اعتقدوا بان فكرة الحداثية الفلانية حق فمن الطبيعي انهم لا يقبلون اي شيء يناقضها اذا من المشروع جدا من الناحية المعرفية الفصل في الاخذ من الحضارات الاخرى بين ملائم للاسلام وغير ملائم له. ولذلك نأخذ التقنية مثلا من الحضارات المعاصرة ولا نأخذ كثيرا من الافكار المادية او العلمانية التي تناقض الاسلام. فتعاملنا مع الحضارة الغربية سليم بخلاف هؤلاء الذين يقولون علينا ان نأخذ الحضارة الغربية بحذافيرها حتى ان نأخذ كما يقول احد ان نأخذ الاوساخ التي في امعاء الغربيين. كل ما عند الاوروبيين قابل لان ينقل الينا. هذا موقف بون غير موافق لبديهات العقل ثم ان مقارنة الاسلام بما سبقه وبما لحقه يؤدي بنا الى حقيقة ونحن نجزم بهذه الحقيقة وما ذنبنا ان كانت هذه الحقيقة واضحة عندنا بالادلة وبالبراهين هذه الحقيقة هي ان الاسلام نقطة تغير مفصلي في تاريخ الانسانية وذلك في امور متعددة. اولا بتوازن الانسان في نفسه. الاسلام حقق هذا التوازن بين الروح والجسد. وهو توازن كان مفقودا في الامم السابقة. ولا يزال بالمناسبة مفقودا ايضا في عصرنا في هذه الحضارة الغربية التي يراد لنا ان نقلدها وايضا في علاقة الانسان بربه بخالقه وهذا معنى ايضا مفقود اليوم في آآ الحضارة الغربية التي فقد الانسان فيها هذه المعاني الوجودية ومع هذا يفكر اصلا في علاقته بربه بل صار يتخذ مواقف الحادية لا تكونوا مؤسسة في اغلب الاحيان على براهين عقلية ثابتة وانما فقط على اشكالات مع الدين وثالثا في علاقة الانسان بالانسان ومن اطلع على شريعة رب العالمين بعيدا عن التشويهات التي يثيرها بعض الناس باغراض مختلفة جزم بان ما جاء في هذه الشريعة الربانية المطهرة كله يحقق علاقة الانسان بالانسان في اجمل الصور والاشكال واخيرا في علاقة الانسان بالكون كله وهذا واضح من ايات قرآنية كثيرة. ومن احاديث نبوية توضح ماهية الوجود الانساني في علاقته بالارض بالنجوم بالافلاك بالحيوان بكل هذا الكون الذي يحيط بالانسان ثم حين توجد مخالفة بين العلم والدين فنحن نتعامل مع هذه المخالفة بنفس الطريقة التي تعامل بها ائمتنا المتقدمون فيما يزعم بانه مخالفة بين الدين والعقل هؤلاء الحداثيون ماذا يقولون؟ يقولون اذا تعارض الدين والعلم فنحن نأخذ بالعلم لما يقولون لان العلم ذو نتائج قطعية ولان دلالته على المعاني فيها جزم وقطع ويقين ولانه لا اجتهاد مع وجود الحقيقة العلمية الراسخة ولان في العلم ثوابت لا يمكن مناقشتها الى اخر قواعدهم التي يسطرونها. الا يذكرنا هذا بشيء نعم يذكرنا بانهم في الذي ينكرونه علينا بخصوص الدين يمارسون الشيء نفسه بخصوص العلم فهم حين نزعوا القداسة عن الدين وعن الوحي فما ذلك الا لكي يثبتوا قداسة اخرى للعلم ولكي يقولوا ان العلم صار اله ان من دون الله سبحانه وتعالى فهم اذا اين يتعارض العلم مع الدين؟ يطالبون الدين بالخضوع كما خضعت الكنيسة فيقولون على الاسلام ان يخضع كما خضعت النصرانية في اوروبا اما نحن فلا ندعي هذه القداسة للعلم بل نقول كما قال ائمتنا في قضية التعارض بين الدين والعقل نقول عند المخالفة ننظر في مسألة القطعية والظنية ف اذا وجد قطعي من العلم فاننا دون شك نقدمه على الظني من الدين لكن اذا وجد ظني من العلم الا يمكن ان نقدمه على قطعيات الدين واذا وجد قطعي من العلم في معارضة قطعي من الدين فاننا نقول حينئذ الاشكال في فهمنا فان القطعيات لا يمكن ان تتعارض وحينئذ فاما ان هذا القطعي الديني ليس قطعيا واما ان ذلك القطعي العلمي ليس قطعيا. وهكذا في مخالفة الظني مع الظن يسار الى الترجيح. وهذه القواعد لا نطيل بذكرها فقد اصلها ائمتنا بخصوص العلاقة بين الدين والعقل ونحن اخذناها لنطبقها على العلاقة بين الدين والعلم اليست كل قواعد العلم قطعية. هنالك امور قطعية في العلم مثلا كروية الارض. التي يستهزأ بعض بالمسلمين فيها فيظنون ان المسلمين هم كالكنيسة في هذه القضية. فالكنيسة كانت تزدري العلماء وتضطهدهم لانهم لا يعتقدون بسطحية الارض. اما المسلمون ما كان عندهم هذا الاشكال قط بل دائما كانوا يقررون بان الارض كروية. ثم هذا من قطعيات العلم ولا يوجد في دين الله عز وجل ما يخالفه فالقضية عندنا لا اشكال فيها ولا تعارض كالذي وقع عند الكنيسة لكن هنالك في العلم امور ظنية ليست قطعية يعني لا يمكن الان ان يطالبني احد من الناس بان انسف قطعيات دين الله عز وجل واصوله الثابتة لاجل ان ذلك يخالف نظرية من هذه النظريات التي يقررها بعض العلماء الملاحدة اليوم كنظرية الاكوان المتعددة او حتى كنظرية التطور التي ما يزال فيها اشكالات علمية معرفية كثيرة تجعلها لا ترقى الى درجة الحقيقة العلمية. وهكذا. فاذا عموما ليس عندنا في دين الله عز وجل اشكال مع العلم. اما قطعيه فنحن نقبله وهو لا يمكن ان يخالف قطعيا من الدين. واما ظنيه فلا نقبله الا ان كان موافقا للدين. اما ان عارض قطعيات الدين فنحن نطرحه ولا نلتفت اليه. وهذا منهج معرفي سليم جدا. هذه اصوله الكبرى لكن عند التفصيل هنالك امور كثيرة يمكن ان نقولها لعل فرصة لاحقة تتاح لكي نفصل في بعض هذه الجزئيات الى لقاء مقبل باذن الله عز وجل العقل تسامى بالفكر والوعيش عارا للعمر لغد نحكيه يا كون سمعنا واستضي. ان رحب الفكر تسامينا وسمت في الافق سعينا بالعلم سترقى امتنا ونجوب الدنيا داعينا. ان رحب الفكر تسامينا في الافق مساعينا بالعلم سترقى امتنا