ثم العلامة الرابعة هي صلاحية الكلمة لدخول حرف من حروف الجر عليها ولذلك قال وبحروف الجر كقولك مثلا خرجت من البيت او ذهبت الى المسجد فالبيت والمسجد اسمان لانهما صالحان لان يدخل عليهما حرف من حروف الجر وهنا تنبيه وهو ان بعض الكلمات وبعض الاسماء تكون صالحة مجموعة من العلامات يعني لا يلزم ان تكون علامة واحدة هي الدالة على سمية الكلمة فمثلا حين اقول خرجت من البيت البيت الذي يدل على سميته اشياء او علامات فهو يصح دخول حرف الجر عليه بقولك خرجت من البيت يصح دخول ال عليه البيت فيه علامة الخفض اي الجر وهي البيتي اذا هذه العلامات الثلاثة اجتمعت في هذه الجملة وخارج هذه العبارة يمكنني ان اقول مثلا هذا بيت فآتي بالتنوين. اذا بيت اسم لاجل هذه العلامات كلها. لكن يكفينا علامة واحدة. لا نحتاج الى ورود هذه العلامات كلها او جميعها. المقصود اذا وجدت علامة واحدة من علامات الاسمية فانها كافية في الحكم بان الكلمة اسم قال وبحروف الجر وهي من الى وعن وفي وروبا والبا وعلا والكاف واللام وواو والتاء ومذ ومنذ ولعل حتى ذكر الناظم هنا جملة من حروف الجر ذكر ما اورده ابن ابي الروم في مقدمته وزاد عليها بعضها والحروف التي ذكرها في هذا النظم هي قال من ومن لها معان من بينها ابتداء الغاية مثل سبحان الذي اسرى بعبده من المسجد الحرام اذا ابتداء الاسراء هو المسجد الحرام وبعكسها الى فان لها من المعاني انتهاء الغاية. وبالمناسبة اغلب هذه الحروف لا يكون لها معنى واحد وانما معانيها كثيرة ولكن نذكر بعض هذه المعاني او اشهرها لاجل التمثيل فقط واما من اراد الاستقصاء ومعرفة هذه المعاني فيمكنه الرجوع الى الكتب المبسوطة في هذا الفن كمغني اللبيب لابن هشام رحمه الله تعالى فان فيه فصلا طويلا نافعا عن حروف المعاني هذه ومعاني كل حرف منها وايضا الاصوليون يعتنون بهذا المبحث كثيرا ففي كتب الاصول المبسوطة مبحث حروف المعاني كما في جمع الجوامع وغيره قلنا الى من معانيها انتهاء الغاية كقول الله سبحانه وتعالى قلنا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى او كقوله عز وجل ثم اتموا الصيام الى الليل اذا المسجد الاقصى هو انتهاء غاية الاسراء والليل هو انتهاء غاية الصيام ومن حروف الجر عن ومن معانيها المجاوزة كما تقول مثلا رميت السهم عن القوس ف هنا معنى المجاوزة لان الا السهم يجاوز القوس حين ترمي السهم عن القوس فانه يجاوز القوس وايضا من معاني ولها معاني اخرى ايضا وقد تأتي بمعنى على وغير ذلك وايضا من حروف الجر في ومن معانيها الظرفية كما في قول الله سبحانه وتعالى غلبت الروم في ادنى الارض. فهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين فادنى الارض ظرف لوقوع الهزيمة على الروم. غلبت الروم اين في ادنى الارض هذا معنى قولنا ان في تفيد معنى الظرفية وقد تكون ظرفية زمانية او مكانية في ايام نحسات مثلا ومن حروف الجر ربع ومن معانيها التقليل كقولك مثلا رب رجل صالح رأيته رب رجل رب حرف جر ورجل مجرور اسم مجرور برضع آآ لكن ان اردنا الاعراب السليم نقول يعني رب هنا حرف شبيه بالزائد يفيد معنى الجر ورجل مبتدأ لكنه مرفوع بضمة غير ظاهرة. لم؟ لاجل انشغال المحل بالحركة المناسبة لحرف الجر الزائد مفهوم؟ لان الاصل ان يكون رجل لان المبتدع يكون مرفوعا لكن لما دخل عليه حرف الجر هذا الشبيه بالزائد صار المبتدأ مشغول الاخر بحركة ناتجة عن حرف الجر هذا. فصار رجل فلما جاءت الضمة المناسبة للابتدائي لم تجد لها مكانا فقدرت ونقول مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة ما الذي منع من ظهورها؟ منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة بالحركة الناتجة عن حرف الجر الزائد على كل حال هذا نذكره لاجل آآ الاستطراب فقط والا لم نصل بعد الى مثل هذه المباحث الشاهد عندنا هو فقط ان رب تأتي لمعنى التقليل مع افادة حكم الجر عند دخولها على الاسماء. وقد تأتي للتكثير ايضا وبعض العلماء يقولون انها تأتي للتقليل قليل يعني تأتي للتقليل وللتكثير معا ثم اختلفوا في آآ نسبة ذلك بنسبة ذلك هل هي للتقليل اكثر امن التكفيري اكثر وعلى كل حال هم مختلفون في مثل هذه المباحث. لكنها ترد للمعنيين معا زيد وايضا من معاني اه من حروف الجر عفوا الباء ومعانيها كثيرة من بينها الالصاق كقولك مثلا امسكت الكتاب بيدي فهذه تفيد معنى ملاحقة ملاصقة اليد للكتاب ولا يخفى عليكم الخلاف المشهور في الاية القرآنية التي فيها ذكر صفة الوضوء. وقد تعرضنا لها في دروس الفقه فذكرنا اه فذكرنا خلاف العلماء في هذه المسألة في الباء هل هي للالصاق او لغير ذلك هذا ذكرناه في دروس الفقه الشاهد هنا ان الباء ترد بهذا المعنى وترد ايضا لمعنى القسم كقولك مثلا بالله لافعلن كذا وكذا وترد ايضا لمعنى التعدية بمعنى التعدية قولي كقول الله سبحانه وتعالى ذهب الله بنورهم ذهب الله بنورهم والتعدية هي ان يكون الفعل لازما فيحتاج الى ان يتعدى الى مفعول فيؤتى بحرف من مثل هذه الحروف كالباء وغيرها لي تساعد هذا الفعل اللازم على ان يتعدى الى مفعول هذا معنى التعدية فهي تشبه الهمزة التي تضاف الى الفعل لتجعله متعديا فذهب مثلا في قولنا ذهب الله وفي قول الله عز وجل ذهب الله بنورهم هذا في قوة قول القائل اذهب الله نورهم فزيادة الهمزة تفيد معنى التعدية كذلك وحينئذ اذا قلت اذهب لم تحتاج الى الباء لان الفعل يصبح متعديا بزيادة هذه الهمزة فيه وهذا يدرك من علم الصرف عايز كون زيادة الهمزة تفيد معنى التعدية هذا يعلم من الصرف. لكن الشاهد عندنا هنا ان الباء ترد لمعنى التعدية ومن حروف الجر ايضا على ومن معانيها الاستعلاء كما في قول الله سبحانه وتعالى وعليها وعلى الفلك تحملون