ثم بدأ الباب الاول فقال باب الكلام اول ما ذكره في باب الكلام تعريف الكلام وذلك في بيت واحد قبل ان يذكر اقسام الكلام فاما تعريف الكلام فقال فيه ان الكلام عندنا فلتستمع لفظ مركب مفيد قد وضع قوله ان الكلام عندنا اي عندنا معاشر النحويين وهذه طريقة لبعض اهل المتون كقول ابن مالك كلامنا لفظ مفيد كاستقم اي كلامنا نحن معاشر النحاة وبعضهم يأتي بضمير الغائب فيقول كلامهم كما فعل العمريطي في نظمه على الاجو الرومية كلامهم لفظ مفيد مسند الى اخره وقالوا الذين يستعملون ضمير الغائب يفعلون ذلك تواضعا كأن الناظم لا يعد نفسه من النحاة فيقول كلامهم اي كلام النحات وانا لست منهم والاخرون يذكرون الحقيقة فان ابن ابي الروم وابن مالك هم من النحات حقيقة لا ادعاء قال ان الكلام عندنا معاشر النحات فلتستمع فلتستمع هذه لفظة جاء بها لتكميل البيت نقول هذا حشو جاء بي لتكميل البيت لكن تعريف الكلام هو الشطر الثاني لفظ مركب مفيد قد وضع لكن قبل ذلك لما خص الكلام اه لما خص تعريف الكلام بقوله عندنا قالوا لان الكلام عند النحاة غير الكلام عند اهل اللغة فالكلام عند اهل اللغة هو اشمل و اعم من الكلام عند النحاه قالوا الكلام عند اللغويين كل ما تحصل به فائدة بين المتخاصبين فاللفظ كلام ولكن قالوا هنالك اشياء اخرى يستفاد بها في في المخاطبة مع انها ليست لفظا كالكتابة مثلا وكالاشارة اذا اشرت اذا سألك شخص فقال اين محمد عشرت بيدك اي هنا فهذا افدت المخاطبة فائدة وكالنصب على المصدر او آآ النصب معناه وضع علامات في الطريق يعلم بها الحمد لله يعلم بها ليعلم بها المار مثلا من اين يمر هذه العلامات تفيد فائدة ولكن ليست داخلة في معنى الكلام عند النحا وايضا كالعقد وهي طريقة معروفة عند العرب يعقدون الاصابع بطرق مخصوصة لي يعرف بذلك الاعداد يعني واحد واثنان وثلاثة الى اخره كل عدد له طريقة مخصوصة بالاصابع هذا يسمى عقد الاصابع يقال مثلا فلان عقد ثلاثا وخمسين قناة اشارة مخصوصة باصابع اليد هذه الدوال تفيد فائدة بين المتخاطبين ولكنها لا تسمى كلاما عند النحى يقولون ان هذا يسمى كلاما في اللغة وان كان ليس عندنا دليل صريح واضح على تسمية مثل هذه الاشياء غير اللفظ على تسميتها كلاما ولكن مع ذلك هكذا يقولون هكذا النحاة يقولون بان الكلام في اللغة يشمل هذا كله لكن على كل حال هذا انما ذكرناه استطرابا والذي يهمنا هو الكلام باصطلاح النحاح الكلام عندهم هو اللفظ المركب المفيد بالوضع فقوله اللفظ اللفظ ما هو هو كل صوت مشتمل على بعض حروف الهجاء كل صوت مشتملا على بعض حروف الهجاء فمثلا اذا قلت دايز هذه كلمة لا وجود لها في المعاجم لا معنى لها وانما هي مقلوب زيد دايز هذا لفظ اليس كذلك؟ لانه صوت مشتمل على بعض الحروف الهجائية فحين نقول اللفظ اخرجنا تلك الدوال التي ذكرنا انفا كالاشارة ونحوها لكن لابد من قيد ثان وهو قوله المركب ومعنى المركب في هذا المقام هو ما تألف من كلمتين فصاعدا فاخرجنا بذلك الكلمة المفردة فحين اقول مثلا زايد هذه كلمة مفردة ليست كلاما لابد لنا من كلمتين فاكثر. في قولنا مثلا الطالب مجد وكقولنا اذا طلع الفجر او اذا طلع مثلا اذا طلع هذا كلام هذا لفظ مركب اليس كذلك؟ لفظ مركب لان فيه كلمتين وهذا التركيب اما ان يكون حقيقيا واما ان يكون مقدرا قولك مثلا هذا شخص جاء عندك فقال لك من اخوك فاجبت زيد في ظاهر الامر هذه كلمة مفردة وليست لفظا مركبا ولكن ازا نظرنا الى تقدير الكلام فان تقديره حين سألك من اخوك فاجبت زيد تقدير جوابك اخي زيد اخي مبتدأ وزيد خبره لكن باختصار الكلام حذفت المبتدأ مع كونه مقدرا في الكلام فاذا هذا نقول بان هنا قولك زيد هذا لفظ مركب لكن التركيب هنا مقدر وليس ظاهرا جيد قلنا اذا هو اللفظ المركب فمثلا قولنا اذا طلع هذا لفظ مركب ولكن هل يكون كلاما لا يكون كلاما لما بحاجتنا الى القيد الثالث قال المفيد ومعنى المفيد اي الذي يفيد فائدة يحسن السكوت عليها يفيد فائدة يحسن السكوت عليها بمعنى ان المستمع اذا سمع هذا اللفظ فانه لا يبقى منتظرا لشيء اخر. فمثلا اذا خاطبت شخصا فقلت له اذا طلع يبقى منتظرا يقول اذا طلع ماذا طيب اذا طلع الفجر يبقى منتظرا هذا كله ليس كلاما لانه لا يفيد فائدة يحسن سكوت المتكلم عليه يبقى السامع منتظره الى ان تقول اذا طلع الفجر حرم الطعام في شهر رمضان مثلا او اذا طلع الفجر وجبت صلاة الفجر حين تأتي بتتمة الكلام حينئذ لا يبقى السامع منتظرا فهذا يكون كلاما مفهوم؟ اذا فائدة يحسن السكوت عليها مثلا اذا قلت لك مثلا كتاب زيد هنا توجد فائدة توجد فائدة فان عندنا حين تقول كتاب زيد هذا التركيب يفيدك ان لزيد كتابا اليس كذلك يفيد ان لزيد كتاب يفيد معنى ملك زيد للكتاب مثلا ولكن هذه الفائدة ليست فائدة يحسن السكوت عليها. لان السامع يبقى منتظرا لتمام الكلام اذن لا يكفي ان نقول في التعريف المفيد بل لابد ان نقول المفيد فائدة يحسن السكوت عليها لاخراج نحو قولك مثلا كتاب فانه يفيد فائدته ولكنها ليست فائدة يحسن السكوت عليها. ثم قال بالوضع وتعبير الناظم قد وضع اه ذكر الشراح ان بالوضع لها معنيان واختلفوا في الترجيح بينهما المعنى الاول ان المراد بالوضع القصد بمعنى ان يكون المتكلم قاصدا افادة السامع فيخرج بذلك الكلام غير المقصود في كلام النائم مثلا او الشاهي ونحوهما فانهما لا يقصدان افادة السامع وانما هو كلام يخرج بغير قصد قالوا هذا لا يسمى كلاما والمعنى الثاني للوضع انه الموافق للوضع العربي الماء وضعت عليه العربية فيخرج بذلك ما وضعه الاعاجم من فارسية وتركية ونحو ذلك فهذا كله لا يسمى كلاما عند النحا