ثم بعد انتهائنا من الفاعل ننتقل الى النائب عن الفاعل يقول رحمه الله اذا حذفت في الكلام فاعلا مختصرا او مبهما او جاهلا فاوجب التأخير للمفعول به والرفع حيث ناب عنه فانتبه ما معنى هذا معناه ان الجملة اذا كانت مكونة في الاصل من فعل وفاعلا ومفعول به فاذا حذف الفاعل لسبب من الاسباب على ما سيأتينا ان شاء الله تعالى حينئذ يحدث امران اثنان اذا حذفنا الفاعل يحدث امران اولهما ان صورة الفعل تتغير وهذا سيأتي بيانه في البيتين الاتيين هذا الحكم الاول تغير صورة الفعل الحكم الثاني ان المفعول يأخذ حكم الفاعل وذلك من وجهين من جهة انه يتغير من حالة النصب الى حالة الرفع لانه كان مفعولا منصوبا فيصبح مرفوعا وثانيا من جهة ايجاب تأخيره عن الفاعل عن الفعل ان يصبح تأخيره عن الفعل واجبا نعم ولم يكن ذلك حين كان مفعولا ويتغير اسمه ايضا. كان يسمى مفعولا وصار يسمى ماذا اما نائبا عن الفاعل واما فاعلا لما لم يسمى فاعله. هذان وجهان في تسميته نائب عن الفاعل او فاعل لما لم يسمى فاعله. لنطبق ذلك في مثال يتضح به المعنى مثلا يقول القائل هزم المجاهد العدو هزم فعل المجاهد فاعل العدو مفعول به لسبب من الاسباب سيأتينا ذكر بعضها حذفنا الفاعل اين الفاعل هو المجاهد اذا صار لدينا الفعل هزم والمفعول الذي هو العدو الحكم الاول تتغير صورة الفعل كانت هزم ستصبح هزم وسيأتينا شرح ذلك في البيتين التاليين الذي يهمنا الان ما هو؟ وهو ان المفعول به الذي هو العدو يتغير حكمه من حالة النصب الى حالة الرفع. فتقول هزم العدو كانت هزم المجاهد العدو فصارت هزم العدو ونقول هزم فعل ماض مبني للمجهول او مبني لما لم يسمى فاعله مفهوم العدو نائب عن الفاعل او فاعل لما لم يسمى فاعله نائب فاعل هذه ايسر واقصى اذا هذا معنى قوله رحمه الله اذا حذفت في الكلام فاعلا اترك الشطر الثاني الذي هو مختصر او مبهما او جاهلا. اذا حذفت في الكلام فاعلا فاوجب التأخير للمفعول به والرفع اي واوجب رفع حيث ناب عنه اي حيث ناب هذا المفعول عن الفاعل فانتبه جيد الان ما اسباب حجز الفاعل هي كثيرة ابلغها بعضهم فبعض العلماء الى آآ يعني نحوي احد عشر سببا وجمع بعضها احد العلماء بقوله وحذفه للخوف والاذهام والوزن والتحقير والاعظام والعلم والجهل والاختصار والسدعي والوفاق والايثار. لكن ما نريد ان نشرح هذا كله. نكتفي بثلاثة اسباب هي التي ذكر الناظم هنا. وذلك في قوله مختصرا او مبهما او جاهلا بمعنى اه يحذف الفاعل لاغراض من بينها الاختصار مثلا ضرب زيد عمرا حين تقول ضرب عمرو هي اكثر اختصارا من قولك ضرب زيد عمرا اليس كذلك فانت اذا حين تحذف الفاعلة وتقيم المفعول به مقامه انت تختصر الكلف. اذا هذا السبب الاول الاختصار السبب الثاني الابهام والابهام يكون للخوف منه او عليه ضرب زيد عمرا فتقول ضرب عمرو لانك تخاف من زيد تخاف ان تستهمه بهذا الضرب فتقول ضرب عمرو او تخاف عليه يعني لو كان هنالك مثلا شخص سينزل العقوبة به اذا علم انه هو الضارب. فتقول ضرب عمرو فاذا تبهم تبهم الفاعل ولا تذكر خوفا منه او خوفا عليه والغرض الثالث الذي ذكره الناظم الجهل يعني انت تجهل الفاعل وجدت عمرا مضروبا ما علمت شيئا عن ضاربه فتقول ضرب عمرو قتل القتيل ما تدري من قتله ثم هنالك اغراض اخرى هي التي اشرنا اليها من قبل قلنا ان الفاعل اذا حذف فان هنالك حكمين الاول متعلق بي صورة الفعل والثاني متعلق بحكم المفعول الذي يصير كيف؟ يصير في مقام الفاعل ويسمى نائبا عن الفاعل