بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ذكرنا في لقاء سابق ان تكوين عادة القراءة يحتاج اولا الى توفير الكتاب ويحتاج ثانيا الى توفير الوقت وانا هنا اقول توفير الوقت ما توفرها اي ايجاد الوقت لا وجوده بعبارة اخرى الوقت الذي عند الناس اجمعين واحد لكن كل واحد من الناس يستثمر وقته بطريقة معينة فلذلك تجد من الناس من يوفر وقتا للنافع من الاشغال ومن ذلك القراءة وتجد اناسا اخرين ينشغلون يومهم كله في التفاهات. ثم بعد ذلك يعتذرون بانهم منشغلون لا يجدون الوقت لعلم ولا قراءة ولا لغير ذلك من معالي الامور هذه الاعتذارات التي الفنا سماعها. الاعتذار بالانشغال كان موجودا دائما خاصة في هذه الازمنة الاخيرة ازمنة كثرة الاشغال دون ان يكون ذلك انشغالا حقيقيا حتى جاء هذا الوباء فحين وجد هذا الوباء وباء كورونا دخل الناس في الغالب في حجر صحي او حجر وبائي ونتج عن ذلك انصار كثير من الناس لا يعانون من قلة الوقت وانما يعانون من وفرة الوقت فصار هؤلاء الذين كانوا يعتذرون بالانشغال وبقلة الوقت فلا يحفظون القرآن لا يقرؤون لا يتعلمون كل هذه الاعتذارات سقطت حين وجدوا انفسهم امام حقيقة مرة وهي انهم وان وجد الوقت فانهم لا يستطيعون ان يستثمروه فيما ينفع ولذلك استمر الكثيرون في ازمنة الحجر الوبائي هذه استمروا على عاداتهم السابقة على التفاهات التي ينشغلون بها وسقطت اعذارهم الواهية في الحقيقة المشكلة ليست في الانشغال او في عدم وجود الوقت المشكلة الحقيقية هي في امرين اثنين اولهما ضعف الرغبة والدافع لأنه لا يمكنك ان تنبعث الى سعي والى عمل كائنا ما كان هذا العمل الا اذا كنت تملك في باطنك دافعا محفزا يرغبك في السعي الى هذا العمل فاذا كان اه دافعك الى القراءة ضعيفا فلا يمكن ان تقرأ وان وجدت الوقت الوافي الكامل لذلك والامر الثاني او المشكلة الثانية ضعف التخطيط وضعف حفظ الوقت. بمعنى ان الواحد من هؤلاء تجده يستهين بوقته كأنه يملك منه اه الى ما لا نهاية يملك منه حدا لا منتهيا. والحق ان الامر ليس كذلك فالوقت شيء قليل وما تملكه منه قليل. وعمرك قصير لكن للأسف تجده لا يحفظ هذا الوقت وتجده لا يخطط يومه وليلته وانما يستيقظ في الصباح لا يدري ما الذي سيفعله لو سألته ما مخططك لهذا اليوم لا تجده فقط في حالة ما اذا كان يعمل خارج البيت يقول سأذهب الى العمل وارجع او ساذهب الى المدرسة وارجع من المدرسة حين مثلا لم يوجد العمل في فترة الحجر الوبائي قل لا ادري لا ادري ما سافعل قلة التخطيط هذه مشكلة كبرى عليك ان تعتاد ان تسأل نفسك بكل عمل تعمله ما مقدار نفعه؟ يعني مثلا حين اجلس في مجلس كائنا ما كان هذا المجلس اه اقرأ استمع اناقش اتجادل اه اكتب شيئا في اي عمل تعمله دائما عود نفسك على هذا الامر وماذا؟ وهو انك تسأل نفسك ما مقدار نفع هذا العمل هل هو نافع جدا؟ نافع بشكل وسط متوسط اه قليل النفع منعدم النفع. ثانيا سواء كان نافعا او لا هل غيره اولى منه؟ ام لا ثالثا هل يمكن الاستغناء عنه ام لا هذه مجموعة من الاسئلة لابد من ان تسألها في كل عمل تعمله وانت الذي تدعي انك لا تجد الوقت احسب ما تضيعه من الوقت في كل يوم اوقات ضخمة تضيعها اه اشد ذلك واكثره اثرا هذا الصعود والهبوط في على موقع الفيسبوك مثلا بدون ان تكون لك فيه غاية محددة يعني تفتحه تنظر اه تعيد تحيين المتصفح تنظر مرة اخرى وهكذا الى ما لا نهاية. اوقات ضخمة تضيع ماذا تستفيد منها؟ في الغالب الاعم لا شيء ايضا هذا الوقت الذي تضيعه في قراءة الرسائل الجماعية التي تأتيك على الواتساب والتي اغلبها خرافات او معلومات غير صحيحة او اشياء لا نفعلها لا اتحدث عن الرسائل المباشرة بينك وبين شخص معين ولكن هذه الرسائل الجماعية التي يرسلها الناس وحتى الذي ارسلها لعله لم يقرأها ثالثا النوم اكثر مما تحتاجه اعرف من الناس من من ينام في اليوم والليلة آآ اثنتي عشرة ساعة عشر ساعات هذا كثير جدا اقصى ما يمكن ان يكون هو ثمان ساعات. واناس كثيرون يمكنهم بالتجربة ان يصلوا الى ان لا يحتاجوا من النوم الا الى خمس ساعات او ست ساعات الامر يختلف باختلاف الاشخاص والاحوال الاكل فوق ما تحتاجه. تجلس الى المائدة فتأكل ما لذ وطاب وتطيل في ذلك جدا. وقت طويل يضيع آآ القيل وقال اه سواء بشكل مباشر مع شخص من الاشخاص او على الهاتف او على مواقع الدردشة. اجمع هذا الوقت كله الذي تضيعه فستعلم اين يوجد وقتك الضائع الذي تحتاج الى توفيره للقراءة او الى ايجاده لكي تقرأ. فهذا في الحقيقة ليس وقتا ضائعا وانما هو امر ضائع لانك انت لا تعدو ان تكون اياما معدودة كما قال بعض السلف اذا مضى يوم فقد مضى بعضك بالطبع يمكنك ان تقول انا لا يهمني. هذا الكلام كله لا لا اتأثر به. ولا افعل بوقت ما اشاء. يمكنك بالطبع. هذا اختيارك ولكن اذا اخترت ان تسير في هذا الطريق فاعلم اولا انه لا يحق لك ان تنافس ارباب المعالي ولا يمكنك ان تدعي اللحاق بركبهم وثانيا لا تخض لا يحق لك ان تخوض غمار الحديث في امور العلم والثقافة التي افنى الناس اوقاتهم في الاعداد لها بالقراءة وبالتعلم لا يمكنك ان تخوض في هذا بمجرد معلوماتك التي حصلتها من تفاهات التافهين وثالثا لا يمكنك ان تعتذر بالمشاغل آآ بعد اليوم اذا قيل لك عليك ان تقرأ او عليك ان تتعلم. اذا اذا علمنا كيف توفر الوقت. يقع السؤال ما اوقات القراءة وانا ليس لي جواب حاسم في هذا الامر. لم؟ لانه لا توجد قاعدة عامة من الناس لا شك ان الغالب بالناس انهم اه يحبذون للقراءة اوقات الراحة والنشاط آآ الذهني والنفسي وآآ الهدوء يعني ان تتوفر هذه الامور الثلاثة وفي الغالب انها تجتمع في اوقات مخصوصة. لا شك ان هذا افضل ولكن هنالك من الناس من لا يتأثر بالضجيج. هنالك من يعني هنالك احد الشعراء المعاصرين المشاهير اه كان لا ينظم اه قصائده الا على شرفة منزله وهو يستمع الى ضجيج المدينة. يعني السيارات والحافلات وغير ذلك هكذا الناس يختلفون في هذا يمكن ان تكون من هذا النوع لا يمكنك ان تعلم ذلك الا بالتجربة ستجرب وتعلم. انا شخصيا افضل الاوقات عندي آآ وقت السحر وما بعد الصبح الى تقريبا شروق الشمس او الى آآ جزء من النهار ان لم يكن لدي عمل في اليوم. هذا الوقت اه هو افضل الاوقات عندي وفيه انجز ما لا انجزه في ضعفه او في ثلاثة اضعافه في الاوقات الاخرى في اليوم ولكن مع ذلك لا يعني الامر انك تقرأ في هذا الوقت فقط بل ربما هذا الوقت قد تخصصه لاشياء تحتاج الى جهد اكبر من القراءة كالحفظ والمدارسة والمذاكرة على ما سيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى في وعي القراءة. لكن مع ذلك اه اه حتى اذا قرأت في هذا الوقت فلا يعني ذلك انك تقول لا انا اقرأ فقط في وقت الهدوء واذا لم يتوفر الهدوء فلا اقرأ لا انا احمل الكتاب معي دائما ولذلك فيمكنك ان تقرأ حتى في اوقات الضجيج سيكون آآ انتاج كأضعف سيكون انجازك اقل ولكن في جميع الأحوال سيكون افضل من عدم القراءة كما ذكرنا انفا ان القراءة خير دائما فيعني الاصل كما ذكرت في لقاء سابق ان يلازمك الكتاب في جميع اوقاتك حتى في السفر اه كما تحمل اه ثيابك وتحمل دواءك احمل معك كتابا او مجموعة من الكتب في السنوات الاخيرة بعد ان تعرفت على جهاز القارئ الالكتروني صرت احمل معي قارئا الكترونيا من نوع كندل وفيه مئات الكتب فيغنيني عن حمل كثير من الكتب. لكن المقصود ان الوقت يختلف باختلاف الناس تختاروا افضل الاوقات للقراءة ولا يعفيك ذلك من القراءة في الاوقات الاخرى اذا هذا اهم ما اردت ان اذكره في قضية الوقت آآ الى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى ومع موضوع اخر من موضوعات قراءة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته