بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين حديثنا اليوم عن اسباب القراءة نحاول ان نجيب عن السؤال لما تقرأ هنالك في نظري سببان اثنان اما القراءة لاجل التسلية واما القراءة لاجل الفائدة اولا القراءة لاجل التسلية تشمل قراءة الروايات تافهة وليست كل الروايات تافهة تشمل قراءة المجلات ايضا الخفيفة الجرائد وما اشبه ذلك اه هذه القراءة ليست بالضرورة سيئة. لاننا ذكرنا انفا ان نفس فعل القراءة مفيد لانه يصرف عن الاسواء كما ذكرنا من قبل اه ثانيا لان هذه القراءة التي لاجل التسلية لا يمكن ان تخلو من الفائدة. لابد من ان توجد فائدة معينة ولو كانت هذه الفائدة قليلة ثالثا اه هذه القراءة او هذا النوع من القراءة مريح مريح للنفس اه يعالج بعض الامراض النفسية اه ورابعا وهذا هو الاهم انه كما ذكرنا من قبل هذا النوع يجعل القارئ يعتاد على فعل القراءة حتى اذا اصبحت القراءة له عادة فانه يمكنه ان ينتقل فيما بعد الى كتب آآ هي انفع واعظم فائدة اه هذه القراءة مهمة جدا. فمثلا انا اذكر انني حين كنت صغيرا صغيرا جدا كنت اجد بعض الكتب في المكتبة في في بيتنا بعض كتب الفلسفة فكنت احملها واقرأ فيها ولا افهم منها شيئا لكنني مع ذلك اجد متعة وتسلية وتزجية وقت في قراءتها واجد ايضا في ذلك نوعا من التحدي لاقول انا اقرأ مثل كتب الكبار ثم بعد ذلك بالطبع آآ تعرفت الى الروايات السهلة مثل التي كنت احبها جدا الروايات البوليسية كروايات افصل او روايات من نوع اخر اه طرزان وكذا ثم انتقلت الى ما الى الكتب المصورة باللغة الفرنسية خاصة وكان لها دور كبير جدا في اتقان اللغة الفرنسية او في اتقان آآ اصول الفرنسية قبل ان آآ انمي ذلك فيما بعد ثم بالتدريج صرت انتقل الى كتب اعلى سواء في المجال الشرعي او الادبي او الفكري فهذه هي الطريقة التي لا لابد لا اقول لابد من ان يسلكها المرء ولكن هي طريقة نافعة جدا يمكن ان يسلك غيرها لكن هي الطريقة نافعة جدا في اه اه التعويد على القراءة النوع الثاني هو القراءة لاجل الفائدة وهذه القراءة تشمل نوعين اثنين اما لزيادة المعلومات واما لتحسين طريقة التفكير والفرق بين هذين النوعين يكون اما في نفس الكتب التي تقرأ واما في طريقة قراءتها وسنبين ذلك فيما يأتي فالنوع الاول قلنا هو اه الكتب التي تقرأها لاجل الازدياد من المعلومات. لا شك ان هذه اسهل في القراءة فيمكن ان تقرأ اه من هذه الكتب الشيء الكثير جدا بالطبع دون ان يتغير منهج تفكيرك اه بل ربما لا تبقى عاجزا مع قراءتك لهذه الكتب الكثيرة تبقى عاجزا على آآ وضع هذه المعلومات الكثيرة التي تحصلها في اطار موحد وجامع يعني ينتظم هذه المعلومات مثلا من الامثلة الممكنة مثلا ان تقرأ او حتى ان تحفظ اه كتابا في قواعد اصول الفقه ولو ان يكون هذا الكتاب من اوسع كتب اصول الفقه ولكنك تكتفي بحفظ القواعد اختلفوا في كذا اتفقوا على كذا هذا الدليل صحيح هذا الدليل وهكذا تحفظ الامور كما هي لكنك لا تحرص على اه تطبيق هذه القواعد عمليا لا تعمل ذلك في الاستنباط او لا على الاقل تحاول ان تنظر في مهارات الاستنباط التي يستعملها الفقهاء حين يتعاملون مع هذه القواعد الاصولية هذه هذا النوع من القراءة هو اه يدخل في هذا النوع الذي نذكر وهو اه الازدياد من المعلومات. والمشكلة هنا اذا ليست بالضرورة في الكتاب. لكن في طريقة قراءة للكتاب لانك تقرأ الكتاب دون ان تحاول استخراج ما فيه مما يحسن جودة التفكير عندك وكذلك في قواعد وهذا امر مشاهد نعرف خلقا من الناس اه يحفظون كتبا في النحو يعرفون قواعد النحو بشكل جيد جدا لكن مشكلتهم انهم حين كانوا يقرأون النحو او الصرف كانوا يزيدون معلوماتهم في هذين العلمين لكن دون تطبيق لهذه القواعد ودون يعني ان يصلوا الى تلك الذائقة اللغوية التي توحد هذه المعلومات وتجود طريقة تعاملهم معه هذا النوع الاول. النوع الثاني هو الكتب او الطريقة التي تحسن بها جودة التفكير. بمعنى ان تقرأ الكتابة بحس النقدي تقرأ فقرة صفحة فصلا ثم آآ تعطي نفسك مهلة وفرصة لهضم المعلومات. لان ادخال المعلومة على المعلومة دون فهم مثل ادخال ادخال الطعام على الطعام دون هضمه بعد ذلك يعني تمتلئ بطنك دون فائدة. كذلك معلومات كثيرة تتكدس كما نشاهده عند بعض كبار القراء يقرأون كثيرا لكن ليسوا من العلماء ولا من المفكرين ولا حتى من انصاف ذلك فاذا تعطي نفسك فرصة لهضم هذه المعلومات كيف تهضمها؟ بان تحاكمها مثلا الى معاييرك الفكرية لأنه من المفروض ان ذلك معايير معينة قد تكون شرعية او غيرها لكن انت تحاكم اليها هذه المعلومات التي تحصلها كذلك تقارن هذه المعلومات بغيرها من المعلومات التي آآ اخذتها من قبل. آآ تضع هذه المعلومات التي تأخذها في سياقها. كما لو كانت لديك لوحة كلوحات هادي يعني التي تكون مقطعة صورة وهي مقطعة الى قطع صغيرة فانت تضع تحاول ان تضع يلعب بها الاطفال تضع كل قطعة في موضعها. فمتى اخذت معلومة وضعتها في سياقها وضعتها في مكانها الذي يجب ان تكون فيه. مثلا امثلة كثيرة جدا. مثلا يمكنك ان تقرأ تيرا او شرحا من شروح الاحاديث ويكون ذلك لمعتزلي مثلا. يعني الكاتب معتزلي فانت تقرأ وتحاول ان تستكشف علاقة معتقد الكاتب بما يكتبه من تأويلات او تفسيرات وقد يكون ذلك ظاهرا وقد يكون خفيا كما ذكروا قديما ان انهم ان بعضهم استخرج آآ اعتزاليات الكشة بالمناقيش الكشاف للامام الزرقشري كان معتزليا وله تفسير نفيس جدا. اه لكن يدس فيه بعض الاعتزاليات. فيقولون آآ يعني آآ استخرجنا او استخرجت الاعتزاليات من الكشاف بالمناقيش صعب لكن هذا يحسن جودة التفكير اه مثلا اه مثلا في علم اصول الفقه اقرأ في كتب اصول الفقه مثلا اقرأ شيئا لغويا اقرأ مثلا عن المجاز فاول ما اتأمله في المجاز قل ما علاقة هذا المذكور هنا؟ بالمجاز الذي قرأته في كتب البلاغة مثلا الاصوليون يذكرون المجاز المفرط البيانيون يعني البلاغيون يذكرون المجاز المفردة والمركبة والعقلية ومجاز الزيادة ومجاز النقص الى اخره فانت تحاكم هذا الى هذا وتقارن هذا بهذا. مثلا تقرأ فرعا فقهيا في الطهارة فلا تكتفي بقراءة الفرع ولكن تتأمل في مستنده ليس بالضرورة ان يكون حديثا قد يكون حديثا قد يكون قاعدة اصولية قاعدة فقهية المهم مثلا في الفقه المالكي تقول آآ ما قاعدة المالكية في باب المياه؟ ما قاعدتهم في باب آآ النقض نقض الطهارة الى اخره ثم ايضا تتساءل عن مدى او مقدار اه الاقتراض او التناقض عند المؤلف في هذا الفرع. يعني هل كلامه في هذا الفرع في الطهارة مشابه لكلامه في باب فقهي اخر وهكذا. مثلا انا كتبتهم او ترجمت مؤخرا اه في مجال فصولا في مجال النسوية. وبالطبع كما ذكرت في مقدمة الكتاب اه اصطدمت بان الكتابات هي اليمينيين في الغالب اه يعني يمينيون محافظون غربيون فرنسيون في الغالب فإذا حين تقرأ لغربي يميني محافظ محافظ ينتقد النسوية او ينتقد الإلحاد فانني احاكم كلامه لمعاييري الشرعية. واقول ما مدى صحتي هذا النقد لتصوري الاسلامي. اذا هذا في طريقة التفكير لكن هنالك ايضا كتب تسمح بتحسين جودة التفكير اكثر من غيرها وعلى رأسها بطبيعة الحال كتب شيخ الاسلام ابن تيمية لا يمكن ان آآ يعني فوتني ان اذكر شيخ الاسلام في هذا المقام لم؟ لان شيخ الاسلام لا يكتفي بتحرير المسائل بشكل اه مستقل. وانما يحرص دائما على ان يكون مؤسسا لبناء متكامل فمن قرأه بشكل منهجي لا انتقائي شعر بهذا التكامل في كتاباته. ولذلك انا اضحك كثيرا وبطبيعة الحال لكن انه ضحك كالبكاء كما يقال حين اقرأ لبعض المعاصرين مثلا من منتقدي شيخ الاسلام ماذا؟ يأتون بعبارة مستقلة او بفقرة كلها لشيخ الاسلام ابن تيمية يقول انظروا ابن تيمية يقول كذا وكذا. هذا شيء مضحك حقيقة هادي الطريقة الانتقائية لا تنفع مع شيخ الاسلام ابن تيمية بطبيعة الحال هنالك اخرون غير شيخ الاسلام كان يحضرني من المتقدمين الشاطبي يحضرني من المفكرين اه المعاصرين البسيري انا احب كتاباته كثيرا اشعر بانها بعد ان تقرأها تخرج بفائدة اه غير يعني كتاباته تغيرك يعني بعد ان تقرأ انت بعد قراءة كتب المسير لن تكون كما كنت قبل قراءة كتب المسيرة وهكذا وغيرهم كثير بطبيعة الحال التمييز بين النوعين من الكتب ليس سهلا بعبارة اخرى كثير من الكتب تشمل المعنيين معا يعني هي فيها معلومات كثيرة زائدة وفيها ايضا تحسين لطريقة التفكير لكن انت تأخذ من من الكتاب ما يلائمك يكون الغالب لاحدهما يعني يكون الكتاب معلومات او الكتاب اغلبه تحسين لطرائق التفكير آآ هنا يأتينا اذا السؤال ايهما افضل الكم ام الكيف؟ هل العبرة في القراءة بالكم ام بالكيف فقل كلاهما مفيد كما ذكرنا انفا وكلاهما خير من ثالث وهو ماذا؟ وهو عدم القراءة اصلا. لكن بطبيعة الحال هنالك اولويات فا الكتب التي يعني تتميز بكيف بين قوسين بكيف افضل لا شك انها آآ افضل من آآ الكتب التي انما هي كم زائد من المعلومات. وفي كل خير كما ذكرت من قبل والى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته